من صفحة: 95
إلى صفحة: 116
النص الكامل للبحث: PDF icon 180420-205858.pdf
البحث:

المقدمة:

إن من الطبيعي أن تكون لكل مدينة من المدن الدينية المعروفة في جميع إنحاء العالم مجموعة من العوامل التي ساعدت على نشوئها و بقائها واستمرارها على وجه الأرض.

 وبالنسبة إلى مدينة الكاظمية فهناك عدة عوامل منها التاريخية حيث اشتهرت هذه المدينة على مر العصور وكانت لها جذور تاريخية طويلة تمتدّ إلى أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد وهذا ماجعل من العامل التاريخي احد العوامل الرئيسية في نشوء مدينة الكاظمية، بالإضافة إلى العامل الطبيعي من سطح ومناخ وتربة وموارد مائية مما سهل على عدد كبير من الناس إن يسكنوا هذه  المنطقة نظراً لوفرة الموارد فيها، بالإضافة إلى العامل الديني  الذي يعمل على جذب إعداد كبيرة من الزوار سواء أكانوا من داخل القطر أم خارجه.

وهذه العوامل المذكورة سلفا لم تساعد على نشوء مدينة الكاظمية وإنما ساعدت على جعل المشهد الكاظمي منطقة جذب سياحية دينية مهمة في العراق.

الفصل الأول

المبحث الأول: تاريخية مدينة الكاظمية والمشهد الشريف

ان تاريخ مدينة الكاظمية يعود إلى زمن قديم جداً حيث ساعد هذا الامتداد التاريخي على نشوء هذه المدينة فتشير بعض المصادر التاريخية إلى إن هذه الأرض كانت مسكونة من قبل الكيشيين في أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد  ومن المؤكد ان مثل هذا التاريخ جعل هذه المدينة إحدى المدن التاريخية المعروفة في العالم، بالإضافة إلى اكتسابها أهمية دينية إلى جانب الأهمية التاريخية المعروفة  وبخاصة بعد دفن الإمامين الكاظمين موسى بن جعفر و محمد بن علي الجواد  عليهما السلام  مما جعل هذه المدينة من المدن التاريخية و الدينية المعروفة في العالم الإسلامي فشكلت على مر  العصور بؤرة استقطاب سكاني وبخاصة حول المشهد الشريف.

لقد اختلف الباحثون في تاريخية مدينة الكاظمية و ذلك بسبب عدم وجود المصادر التاريخية التي تنص على هذا التاريخ بشكل واضح.

فبعض المصادر التاريخية تؤكد إن ارض الكاظمية القديمة كانت مسكونة من قبل الكيشيين الذين جاءوا في أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد من الجبال الشمالية الشرقية لمنطقة لورستان في إيران يقودهم زعيم اسمه كندش، فاحتلوا مدينة بابل الأولى المعروفة باسم الامورية و كان من ابرز ملوكهم الملك (كاريكالزو) الذي شيد عاصمة جديدة للدولة أطلق عليها اسمه و تعرف إطلالها و تلها العظيم اليوم باسم عقرقوف، و هذا التل هو بقية زقورة المدينة و ارض الكاظمية جزء من تلك العاصمة.  ([1])

وهناك مصادر أخرى تؤكد أن الذي بنى عقرقوف هو الملك كيكاووس الذي أطلق عليه اسم النمرود ونسبت إليه قصة محاربته لنبي الله إبراهيم  عليه السلامكما جاء ذكرها في القرآن الكريم  ([2]). وتؤكد مصادر تاريخية أخرى أن أقدم ذكر للكاظمية كان في العهد الساساني حيث كانت المنطقة عبارة عن بستان لأحد ملوك الفرس و كانت تعرف بطسوج قطربل([3]) وهذا الاسم كان معروفا في أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد و هو القرن الذي أنشأت فيه دولة السلوقيين اليونانيين بعد وفاة الاسكندر المقدوني، و كانت تروى هذه المنطقة من احد فروع نهر دجلة الذي صار يعرف في العصر العربي بنهر الدجيل، و تؤكد مصادر أخرى أن ارض الكاظمية قبل الإسلام كانت مناطق زراعية واسعة تنتشر فيها البساتين والحقول العامرة بأشجارها و محاصيلها، حيث يروى إن كسرى انو شروان الملك الساساني كان يمتلك بستاناً في مدينة بغداد من ناحية الشمال سماه بستان العدل ([4]).

وتشير بعض المصادر التاريخية إلى إن القرى و المدن الواقعة جنوب الكاظمية و شرقها وجنوبها الغربي كانت قبل الإسلام كثيرة و متعددة تتسلسل و تتلاحق حتى تصل جنوباً إلى مدينة سلوقية عاصمة بابل القديمة، و اقرب تلك القرى غالى الكاظمية قرية سونايا الواقعة في جنوبها الشرقي و هي قرية مشهورة بالعنب الأسود حيث أصبحت هذه القرية فيما بعد محلة تدعى بالعتيقة و فيها مسجد الإمام علي بن ابي طالب  عليه السلام و يعرف بمشهد المنطقة و ما زالت لحد الآن تسمى بالمنطقة  بين الكاظمية و الكرخ ([5]). و كانت الكاظمية تعرف باسم مقبرة الشوينيزي الصغير وهي تسمية عربية يحتمل أطلاقها عند مجيء الإسلام، و الشوينز في اللغة الحبة السوداء ([6]).

إما بالنسبة إلى مقبرة الشوينيزي الكبير فتعرف اليوم بمقبرة الشيخ جنيد البغدادي الصوفي غربي قبر معروف الكرخي في الكرخ.

وتشير المصادر التاريخية كذلك إلى إن هذه البقعة قبل إن يدفن فيها الإمام موسى بن جعفر و حفيده الإمام الجواد ( عليهما السلام) و قبل إن تكون مقابر قريش كانت تعرف بمقبرة الشهداء أو قبور الشهداء لأنها كانت مدفنا لعدد من الذين استشهدوا في حرب الخوارج و دفنوا هناك في غرب الكاظمية الجنوبي و ذلك في سنة 37 هـ و هم أصحاب أمير المؤمنين علي  عليه السلام و كانوا قد استشهدوا معه في قتال الخوارج بالنهر وان، و لما رجعوا من الحرب أدركهم الموت في ذلك المكان بعد إن تأثروا بالجراح فدفنوا هناك ([7]).

وعندما أنهى المنصور بناء مدينة بغداد المدورة في عام 149 هـ في الجانب الغربي لبغداد جعل تلك المنطقة المجاورة لبغداد من الشمال مقبرة تحتضن أسرته و أقاربه و اسماها مقابر قريش ([8])، من اجل إن تضم موتى قريش خاصة مثل العباسيين والعلويين بعد إن كانت هذه المنطقة تسمى بمقبرة الشونيزي الصغير.

وأول من دفن في هذه المقبرة هو جعفر الأكبر ابن المنصور العباسي سنة 150 هـ  و دفنت كذلك أم جعفر و زبيدة أم الأمين ثم دفن فيها أبو يوسف القاضي سنة 182هـ  و في سنة 183هـ دفن فيها الإمام موسى بن جعفر  عليه السلامحيث يروى إن الإمام الكاظم  عليه السلام ابتاع لنفسه قطعة من الأرض في مقابر قريش بمدينة السلام، وفي سنة 220 هـ دفن الإمام الجواد في جنب جده الكاظم (عليهماالسلام).  ([9])

وابتدأت بعد دفن الإمامين الكاظمين في هذه البقعة الشريفة مرحلة جديدة حيث اتسع السكن  ازداد حول مقابر قريش بعد دفن الإمامين و قد دفعت العقيدة الدينية بعض الناس إلى السكن حول المشهد الشريف لحمايته و إدارته و إيواء زائريه، وربما  يكون هذا التجمع هو النواة الأولى لهذه المنطقة ([10]).

وسميت بعد ذلك باسم قبر موسى  عليه السلام نسبة إلى الإمام موسى الكاظم  عليه السلام ثم المشهد الكاظمي نسبة إلى الإمامين الكاظم و الجواد  عليهما السلام ([11])، و كذلك سمي المشهد الشريف بمشهد الجوادين من باب التغليب نسبة إلى الإمام الجواد و جده الكاظم  عليهما السلام.

وقد سمي المشهد الكاظمي بهذا الاسم تبعاً لصفة الكظم التي اتصف بها الإمام موسى بن جعفر  عليه السلام الذي اشتهر بحلمه و كظمه الغيظ و العفو عند الإساءة.

وهناك بعض الباحثين يسمون المشهد الكاظمي بمشهد باب التبن نسبة إلى مقبرة باب التبن الواقعة في شرقي مقابر قريش و هي محلة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وفيها قبر عبد الله بن احمد بن حنبل ([12]).

والواقع إن مثل هذه التسمية يجب إن تطلق على قبر عبد الله بن احمد بن حنبل لان مرقده الشريف واقع في نفس المقبرة وان هذه المقبرة واقعة شرقي مقابر   قريش ([13]) فلا يجوز إن تعمم هذه التسمية على مقبرة باب التبن و مقابر قريش التي احتضنت الإمامين الكاظمين وقد أصبح قبرا الإمامين نواة لتوسع المنطقة التي تشغلها الكاظمية الحالية و بسبب مكانة الإمامين في نفوس المسلمين فقد كانا يعرفان بأنهما إمامين كبيرا القدر، عظيما الشأن، كثيرا التهجد، جادان في الاجتهاد، مشهوران في العبادة، مواظبان على الطاعة، مشهوران في الكرامات.

وعلى هذا الأساس أصبح الناس يسكنون بالقرب من الإمامين للتبرك بهما ([14]) و عدد آخر من الناس يوصي بأن يدفن بجوارهما و عدد أخر اهتم بتأمين راحة الزوار و لهذا أصبحت هذه المنطقة جزء متصلاً من مدينة بغداد.

وعلى هذا الأساس توسعت مدينة الكاظمية في العصر العباسي الأول توسعاً كبيراً حتى أصبحت في نهاية هذه الفترة تشتمل عدة محلات مثل محلة باب التبن([15]) و القطيعة الزبيدية و الحربية و ربض أبي حنيفة و جهار سور و باب الشعير و العتابين و دار العمارة و محلة الشارع و الرميلة والنصرية ([16]) وغيرها.

 إما الكاظمية في العهد البويهي فقد تميزت هذه الفترة بتردي الأوضاع الاقتصادية و عدم الاستقرار السياسي و بالرغم من ذلك نال المشهد الكاظمي اهتماماً كبيراً من البويهيين بسبب إتباع البويهيين المذهب الجعفري فقد شيد المشهد الكاظمي تشييداً رائعاً و تم إعداد المستلزمات الخاصة بالزوار للمحافظة على الأمن و الاستقرار في تلك المنطقة بالإضافة إلى توفير الطعام والشراب لزوار المشهد الشريف ([17]).

وقد اشتهر في هذه الفترة بعض السلاطين البويهيين أمثال معز الدولة الذي قام بتشييد المشهد الكاظمي من جديد و وضع على القبرين ضريحين خشبيين و في عام 367 هـ غرقت جهات كثيرة من الجانب الشرقي لبغداد فقام عضد الدولة ببناء سور حول المشهد ليقيه من الغرق  ([18]). وقد حدثت في تلك الفترة الفتنة مما أدى إلى إحراق المشهد الكاظمي و كذلك نهب ما فيه من هدايا و غيرها  ([19]). ثم قام البساسيري بتشييد المشهد الشريف. إما في العهد السلجوقي فقد تميزت هذه الفترة باستمرار الفتن و الاضطرابات ولم يحظ المشهد الكاظمي بأي اهتمام بل تقلصت مساحته بسبب التدهور في الأوضاع السياسية و الاقتصادية. كما نهب المشهد الكاظمي في سنة 448 هـ    وتعرض لفيضانات دجلة عدة مرات مما أدى إلى حدوث الكثير من الخراب في الكاظمية بالإضافة إلى ذلك فقد تم في هذه الفترة بناء عدة منشآت للمشهد الشريف مثل دار لاستقبال الضيوف في سنة 569هـ ([20])  و أصبحت الكاظمية بعد انتهاء العصر العباسي مدينة مستقلة تضم عدداً كبيراً من الناس والمنشآت التابعة لها  ([21]).

وأما في العهد المغولي فقد عرف هذا العهد بكثرة الاضطرابات والفتن وسوء الأوضاع الاقتصادية و السياسية التي استمرت طيلة فترة حكم المغول ([22]) على الرغم من ذلك فقد تم في هذه الفترة الاهتمام بالمشهد الكاظمي من قبل المغول مثل عمارة المشهد من قبل شهاب الدين علي و غيره، و في هذا العهد أيضاً عرف المشهد الكاظمي الكثير من العمارة و التنظيم كما تبين لنا أقوال المؤرخين المعاصرين أمثال ابن بطوطة الذي زار بغداد سنة 727 هـ وأبو الفداء.

ومن العلامات البارزة لهذه الفترة هي فيضانات دجلة المتكررة،ولعل ابرز حدث في العهد المغولي هو قيام السلطان اوس الجلائري بتعمير المشهد الكاظمي بشكل كامل وبناء قبتين ومنارتين وهي العمارة الأولى بعد انقضاء العصر العباسي. ([23])

 إما المشهد الكاظمي في العهد الصفوي الأول فقد عرف في هذا العهد اعتناء الصفويين بالمشهد الكاظمي بدرجة كبيرة وأولوه اهتماماً كبيراً في هذا المشهد , فقد أمر الشاه إسماعيل الصفوي بقلع عمارة المشهد من أساسها وتجديدها تجديدا شاملاً وتوسيع الروضة وتزيين الحرم وغيرها من الإعمال،([24]) وفي هذا العهد تم تشييد هيكل الحرم وروضته وأروقته وهو الهيكل القائم ألان ولا يزال جزء  من هذه الإعمال قائما لحد الآن مثل الطابوق الكاشاني في جدار الروضة،([25]) والصندوقين الخشبيين الموضوعين حتى يومنا هذا على الضريحين الشريفين , وعلى هذا الأساس فان المشهد الكاظمي في هذا العهد تميز باهتمام الصفويين به اهتماماً كبيراً. 

إما العهد التركي الأول الذي يبدأ سنة 941 هـ فقد تميز ببعض الاهتمام بالمشهد الكاظمي من قبل بعض السلاطين من أمثال سليمان القانوني الذي قام ببعض إعمال الصيانة للمشهد الشريف و تنظيم شؤونه و كذلك قام بإكمال بعض أعمال البناء التي لم يكملها الصفو يون ([26]).

إما المشهد الكاظمي في العهد الصفوي الثاني الذي يبدأ سنة 1032 هـ والذي شهده الكثير من الحروب و الفتن وبالرغم من ذلك وبعد استقرار الأوضاع  قام الشاه عباس الكبير بتشييد المشهد الشريف بعد هذه الحروب وأمر بصنع ضريح من الفولاذ من اجل وضعه على الضريحين ليقيهما من حوادث النهب و السلب إثناء المعارك و الفتن ([27])، إلا انه لم يصل إلى الكاظمية حتى سنة 1115هـ  بسبب تأزم العلاقات السياسية بين إيران و تركيا.

إما في العهد التركي الثاني الذي يبدأ سنة 1048 هـ فقد تميزت هذه الفترة بإثارة الفتن مما أدى إلى نهب المشهد الشريف و لم تصلنا من تلك الفترة معلومات كافية وقد قام نادر شاه بإرسال هدايا ثمينة للعتبات المقدسة في العراق سنة 1153 هـ و كذلك قام محمد شاه القاجاري بإكمال ما بدأه الصفو يون في هذا المشهد الشريف ([28]). 

وفي فترة لاحقة من هذا العهد اهتم الأتراك بالروضة الشريفة فقد قاموا بأعمال بناء و تشييد و تنظيم شؤون الروضة بالإضافة إلى الاهتمام بزوار الروضة المطهرة. و استمرت الأعمال في الروضة الكاظمية حتى وقتنا الحاضر.

المبحث الثاني: العرض السياحي الديني في الكاظمية.

المطلب الأول : مرقد الإمام موسى بن جعفر الكاظم  عليه السلام

الإمام هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ويكنى بأبي إبراهيم و أبي إسماعيل و أبي الحسن و أبي الحسن الأول و أبي علي.

أما أسماؤه وألقابه  فهي باب الحوائج، الكاظم، العبد الصالح، الحليم، الفقيه، الوصي، الأستاذ، ألأمين، الزاهر، زين المجتهدين، الشيخ، صاحب الصرر، النفس الزكية، الوصي الموسوي، راهب آل محمد ([29]).

ولد الإمام الكاظم  عليه السلام في الأبواء وهي منطقة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في

سنة 128هـ([30]), حيث أن الإمام فتح عينيه ليجد نفسه في أروع معاهد العبادة والطاعة والتقوى، فأهل البيت عليهم السلام هم أساس الدين والتقوى لذا لا نجد غرابة في أن يكون الإمام الكاظم  عليه السلام أعبد أهل زمانه وأخلصهم في طاعة الله فهو ربيب الرسالة المحمدية ([31]).

لقد بقي الإمام موسى الكاظم مع أبيه الصادق عليهم السلام مدة عشرين عاماً منها خمس سنوات تقريباً في عهد الأمويين وأربع سنوات ونصف في عهد عبد الله الملقب بالسفاح وتسع سنوات وأشهر في حكم المنصور الدوانيقي، حيث كانت وفاة الإمام الصادق  عليه السلام ، وعاش بعد أبيه خمسة وثلاثين عاماً قضى منها مع المنصور بعد أبيه حوالي عشر سنوات ومع ولده الملقب بالمهدي عشر سنوات ومع ولده موسى الهادي سنة واحدة ومع أخيه هارون نحو خمسة عشر عاماً ([32]).

أما حياة الإمام موسى الكاظم فكانت مناراً للمسلمين في جميع جوانب شخصيته الكريمة  فلو أخذنا عبادته إذ كان يعرف بأنه أعبد أهل زمانه وأعلمهم ([33])، حيث يروى أنه كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه إلى أن يزول الليل ([34]) وكان هذا دأبه إلى أن مات.

أما عن حلمه فبسبب فرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي بالكاظم فكان يجازي المسيء ألاحسان، ويقابل الجافي بالعفو عنه ([35]). وكذلك الحال في كرمه فإن جميع المصادر التاريخية تحدثنا بأنه ما رد قاصداً خائباً قط، حيث كان سخياً كريماً وكان يصر الصرر ويعطيها إلى المحتاج حتى سمي بصاحب الصرر ([36]).

ألاّ أن جزء كبيراً من حياة الإمام الكاظم قضاه في سجون العباسيين إذ لم يتوانوا من نقله من سجن لآخر، ففي حكم المهدي سجن الإمام فترة من الزمن ثم أخلي سبيله، أما في حكم الرشيد فقد عاش الإمام متنقلاً من سجن لآخر وقضي فترة كبيرة في طوامير السجون، ففي عهد الرشيد سجن الإمام الكاظم ونقل من المدينة إلى البصرة وحبس عند عيسى بن جعفر  ومن ثم نقل إلى سجن بغداد فحبس عند الفضل بن الربيع ([37]). ومازال ينتقل من حبس إلى آخر حتى مضت عليه ثمان سنوات ثم أنتقل إلى حبس السندي بن شاهك حتى استشهد الإمام مسموماً بعدما أعطي رطباً مسموماً من قبل السندي وهو في حبس الرشيد وكان استشهاده في 25 رجب عام 183هـ([38]).

 

المطلب الثاني: مرقد الإمام محمد بن علي الجواد:

والإمام هو محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ويكنى بابن الرضا  وأبي جعفر و أبو جعفر الثاني و أبي علي ([39]).

أما ألقابه فهي الجواد، النقي، الرضي، الزكي، العالم، القانع، العالم الرباني، المتقي، المختار، المتوكل، المتوشح بالرضا، المرتضى، المنتخب ([40]).

ولد الإمام الجواد في المدينة المنورة في شهر رمضان سنة 195هـ([41]) حيث نشأ الإمام الجواد  عليه السلام في بيت النبوة والإمامة ذلك البيت الذي أعزه الله، وقد ترعرع الإمام في ظلاله وهو يتلقي المثل العليا من أبيه الرضا  عليه السلام، وقد تولى الإمام الرضا بنفسه تربيته فكان بصحبته في حله وسفره([42]).

عاش الإمام في ظل أبيه الرضا فترة قصيرة حوالي سبع سنين وبقي بعد أبيه أكثر من سبع عشرة سنة في عهد الخليفة المأمون العباسي وجزء من خلافة المعتصم ([43]).

 وبعد استشهاد الإمام الرضا قام الخليفة المأمون باستدعاء الإمام الجواد  عليه السلام إلى بغداد سنة 204 هـ من اجل إن يزوجه ابنته أم الفضل ([44]).

لم تكن حياة الإمام الجواد  عليه السلام طويلة فقد وافاه الأجل بعد إن بلغ الخمس و العشرين سنة و يعدّ اقصر الأئمة عليهم السلام عمراً.

عاش الإمام الجواد  عليه السلام  و لم يتعرض إلى ضغوط سياسية و اقتصادية كالتي تعرض لها جده الكاظم  عليه السلام، وعلى الرغم من قصر حياته إلا انه اتجه صوب العلم فرفع منارة و أسس أصوله وقواعده و استغل مدة بقائه في بغداد بالتدريس و إشاعة العلم و بلورة الفكر بالمعارف و الآداب الإسلامية و قد التف حوله جمهور كبير من العلماء و الرواة من اجل الاستزادة  من  علمه ([45]).

إما عن شخصية الامام الجواد فهي غنية عن التعريف و فوق كل مديح لا ترضى إلا بالسمو و الرفعة، فلو اطلعنا على بعض جوانبها كالعلم لوجدنا انه كان معروفاً بالعلم لا يدانيه احد في سعة علومه و معارفه و انه لا بد إن يكون اعلم أهل زمانه  و أدراهم بشؤون الشريعة و أحكام الدين.

      إما عن زهد الامام الجواد فكان معروفاً به، على الرغم من انه كان شاباً في مقتبل العمر  وبحوزته الكثير من الأموال الوافرة التي كان يمتلكها ومع ذلك فإنه لم ينفق شيئاً منها في أموره الخاصة و أنما كان ينفقها على الفقراء و المحتاجين ([46]).

إما عن كرمه فانه كان أكثر الناس كرماً و سخاءً و قد لقب بالجواد لكثرة كرمه و أحسانه إلى الناس.استشهد الامام الجواد مسموماً بعدما أعطى عنباً مسموماً من قبل أم الفضل في حكم المعتصم العباسي([47]).

مخطط المشهد الكاظمي عليه السلام: 

تبلغ المساحة الكلية للمشهد الكاظمي بما فيه الصحن و الجامع و الأسوار ما يساوي 19575 م2 و قد بني على الطراز العربي الإسلامي على شكل مستطيل ([48]). إما مساحة بناء المشهد الكاظمي بما فيه الحرم و الأروقة والطارمات  فهي 3600م2 يحيط بالصحن الكاظمي سور كبير من جهاته الأربع وهو مرتفع بعلو 10م تقريباً وينقسم من الداخل طابقين الأول بنيت فيه الغرف والاواوين وأما الثاني فهو عبارة عن اتصال السور حتى الأعلى. حيث قسمت الاواوين  في الصحن الشريف على طول الأسوار الأربعة بمساحة محددة وأشكال بديعة لا تختلف عن بعضها البعض سوى في الرسوم والألوان وهي في غاية الروعة والإبداع،ويبلغ عدد الاواوين في الصحن ثلاثة و ستين إيوانا ([49]).

حيث يوجد في كل إيوان قبران لدفن الموتى وفضلاً عن وجود الاواوين توجد في الصحن الشريف مداخل صغيرة بعدد 14 مدخلاً توصل إلى غرف واسعة  ذات أبعاد مختلفة، وهناك أيضا غرف كبيرة متصلة بالاواوين بواسطة أبواب خشبية عددها 76 غرفة على طول مساحة السور،وإحدى هذه الغرف هي المكتبة ([50]) وللمشهد الشريف عشرة أبواب لدخول الزائرين إلى الإمامين منها الكبيرة  ومنها المتوسطة ومنها الصغيرة، علماً إن الأبواب في الأصل كانت سبعة ثم أضيفت إليها ثلاثة.

و الأبواب هي باب المراد، وباب القبلة، و باب صاحب الزمان، و باب قريش، و باب الرجاء، و باب المغفرة، و باب الرحمة، و باب قاضي الحاجات، و باب الفر هادية، و باب الجواهرية.

وهذه الأبواب مختلفة الأحجام حيث إن باب المراد و القبلة و صاحب الزمان كبيرة الحجم وأما باب قريش و الرجاء و المغفرة و الرحمة و قاضي الحاجات فهي متوسطة الحجم، وأما باب الفر هادية و الجواهرية فهي صغيرة الحجم ([51]) ,

ومن ثم يأتي الصحن الذي يحيط بالحرم الشريف من أطرافه الشرقية و الجنوبية و الغربية و هو فضاء كبير واسع تقام فيه الصلاة، و يأوي إليه الزائرون([52])

وهناك ثلاثة أقسام من الصحن و هي  القسم الأول وهو صحن قريش والقسم الغربي من المشهد، و القسم الثاني هو صحن باب المراد و هو القسم الشرقي من الروضة والقسم الثالث هو صحن باب القبلة و هو القسم الجنوبي من الروضة المقدسة.

أما الطارمات، فتوجد في الصحن الشريف ثلاث طارمات كبيرة الحجم، رفيعة البناء، دقيقة المنظر، جميلة الطراز و النقوش و هي تحيط بالروضة من جهاتها الشرقية و الجنوبية و الغربية و هي كالآتي: 

الطارمة الشرقية: حيث توجد في هذه الطارمة ستة مداخل تسمى الكشوانيات و  يفصل بين الصحن المطهر والطارمة شباك حديدي وتستند كل طارمة على أعمدة مختلفة في الطول والعدد والحجم وقد قسمت هذه الطارمة إلى الباب الرئيس وهو باب ذهبي عظيم الصنع وبابين فضيين من جهتي الطارمة الشمالية والجنوبية وهناك إيوانان مقرنصان بالمرايا والزجاج البديع.

الطارمة الجنوبية: تمتاز هذه الطارمة بعلوها الشاهق وفنها البديع الرائع وتحتوي هذه الطارمة مدخلين و يوجد فيها خمسة أواوين كبيرة وصغيرة. ([53]

الطارمة الغربية: تمتاز هذه الطارمة عن غيرها بانها تحمل طابع الماضي المجيد وتحتوي هذه الطارمة باباً واحداً في وسطها بالإضافة إلى ستة أواوين مزججة بقطع المرايا ولها مداخل إما الأروقة فهي تحيط بالحرم المقدس من جهاتها الأربع مكونة أربعة أروقة متصلة مع بعضها البعض مكونة مساحة كبيرة تحيط بالحرم، حيث توجد فوق أركان الأروقة الأربعة أربع مآذن كبيرة مغلفة من القسم العلوي بالأجر الذهبي ([54]).

وقد قسمت هذه الأروقة بشكل معماري بديع وهي مزينة بالمرايا الخلابة التي تزين أروقة المشهد من أواسط جدرانها،ومن الجدير بالذكر إن لكل رواق مدخلاً من الطارمة المحيطة به الذي يشكل الحد الفاصل بينه وبين طارمة الصحن،كما يشكل حداً فاصلاً بينه وبين الحرم الشريف ما عدا الجهة الشمالية فهي متصلة بالجامع والأروقة هي.([55])

الرواق الشرقي: يعد هذا الرواق ذا شكل هندسي بديع وله بابان فضيان احدهما في الشمال الشرقي والأخر في الجنوب الشرقي مع باب كبير من الذهب في الوسط.

حيث يوجد في هذا الرواق أربعة أواوين كما توجد في هذه الأروقة قبور تاريخية كثيرة ومنها قبر الشيخ المفيد وقبر الفقيه ابن قولوية وقبور آل الصدر و غيرهم من السادة الأشراف والأعيان ([56]) .

- الرواق الغربي: حيث يوجد فيه مدخل واحد من جهة طارمة باب صاحب الزمان وبابان فضيان متصلان بالحرم الشريف،ويتخذ نفس الشكل والمواصفات بالنسبة إلى الرواق الشرقي،ويوجد فيه قبر العلامة الطوسي،وله ستة أواوين متقابلة.

الرواق الجنوبي: وله ثلاثة أبواب من جهة طارمة باب القبلة مصنوعة من الذهب الخالص مع باب واحد فضي يتصل بالحرم،كما توجد فيه أربعة أواوين متقابلة ([57])

الرواق الشمالي: ليس له أبواب للدخول إليه سوى باب واحد يتصل بالحرم الشريف، وتوجد فيه أربعة أواوين متقابلة مع وجود شبابيك مطلة على جامع الجوادين([58]). إما الحرم الشريف فإننا ذكرنا سابقا إن هناك ستة مداخل للحرم المطهر مكونة من أربعة أبواب فضية وبابين ذهبيين كبيرين.  

وينقسم الحرم المطهر قسمين حرم جنوبي ويدعى حرم الامام الكاظم عليه السلاموحرم شمالي ويدعى حرم الامام الجواد  عليه السلام ويصل بينهما من الشرق والغرب طريقان والضريح المطهر يقع في الوسط  , إن طول الضريح الفضي 6.74م وعرضه 5.17م وترتفع أعلى نقطة فيه قرابة ثلاثة أمتار ونصف المتر عن الأرض وهو مشبك ومنقوش على نحو جميل جدا وكتبت عليه الآيات القرآنية الكريمة وقسم الحرم الشريف قسمين قسم جنوبي يدعى حرم الامام الكاظم.

والقسم الشمالي يدعى حرم الامام الجواد وهما متصلان من الشرق والغرب بممرات والضريح المطهر يقع في الوسط , وفي بداخل الضريح صندوقان  يقعان فوق قبري الإمامين الكاظمين عليهما السلام  وهما صندوقان كبيران متساويان في الهيئة والحجم مصنوعان من الخشب ومزخرفان ومغلفان بالزجاج ومنقوش على كل منهما الآيات القرآنية. وجدار الحرم الشريف من الداخل مغلف بالمرمر وأعلاه مزين بقطع الزجاج الجميلة ,وتوجد فوق أركان الروضة الشريفة أربع مآذن صغيرة الحجم مغلفة بالذهب، إما القبتان حيث تعلوان فوق الضريح المقدس واحدة فوق قبر الإمام الكاظم  عليه السلام والأخرى فوق قبر الامام الجواد  عليه السلام،حيث تتكون كل واحدة منهما من طبقتين شكل الداخلية مفلطح لا ترتفع كثيراً عن مستوى ارتفاع الجدران الخارجية لهذا الجزء من البناء.

إما الخارجية فهي اصغر حجماً من القبة الداخلية والقبتان متناظرتان، وتتميز  كل منهما برقبة طويلة خالية من النوافذ وشكلهما نصف كروي مدبب قليلاً وقد طليت هاتان القبتان بالذهب.([59]

وكذلك يحوي المشهد الكاظمي ساعة تاريخية توجد في الطرف الجنوبي الشرقي من باب القبلة مرتفعة بحوالي 20م ارسي أساسها في إحدى غرف الصحن وهي تظهر للناظر من جوانب مختلفة، حيث يكون القسم الأول من الساعة على شكل قوس في البناء, إما القسم الثاني من الساعة فقد رسمت فيه مناظر طبيعية خلابة تتوسط عقارب الساعة من الجهات الأربع، إما قمة الساعة فقد صفت من الكاشان الأزرق وطليت بماء الذهب. ([60]) , وفي الوقت الحالي قسم الحرم الشريف قسمين قسم خاص بالرجال وهو القسم الشرقي والقسم الغربي خاص بالنساء.

 

الفصل الثاني

المبحث الأول: أعمال الصيانة والترميم:

   إن العمارة الأولى كانت بعد وفاة الامام الكاظم  عليه السلام مباشرة حيث كانت عمارة بدائية صغيرة لا تتجاوز غرفة واسعة خاصة بالقبر الشريف عليها قبة ولها عدة أبواب للدخول والخروج. ([61])

     وفي سنة 336هـ قام معز الدولة احمد بن بويه بتشييد المرقد ووضع على القبرين ضريحين من الخشب وبنى قبتين من الساج وكذلك بنى صحناً واسعاً وزينه.

     وفي سنة 369هـ قام عضد الدولة ابو شجاع ببناء سور حول المشهد الشريف وعمر المشهد من الداخل والخارج، وفي سنة 376هـ و377هـ شيدت ابواب المشهد وبني سور حول المشهد.([62])

     وفي سنة 445هـ قام الحارث بن ارسلان المعروف بالبساسيري بتشييد المشهد وتجديد البناء، وفي سنة 490هـ قام ابو الفضل الاسعد بن موسى بتعمير المشهد حيث قام ببناء الروضة المقدسة بناء محكم الأساس ([63])  ووضع صندوقين من الساج على القبرين و بنى كذلك مآذنتين فوق الروضة.

وفي سنة 575هـ قام الخليفة الناصر لدين الله بتجديد الصندوقين وبناء رواق جديد وبهو ومآذن متعددة ووسع الصحن الشريف، وقام الناصر لدين الله كذلك في سنة 604هـ ببناء دار ضيافة تقوم بتقديم الطعام للفقراء والزوار، بالإضافة الى تحصين المشهد بسور في عام 608هـ واتخذت الغرف الموجودة في الصحن الشريف مدارس للعلوم الدينية في سنة 614هـ.([64]) وفي سنة 622هـ قام الخليفة الظاهر بامر الله بتعمير المشهد الشريف بعد وقوع الحريق فيه.

وفي سنة 624هـ قام الخليفة المنتصر العباسي باكمال تعمير المشهد الشريف وتجديد القبة والصندوق الساج. ([65])، وفي سنة 647هـ قام الخليفة المستعصم بعمارة المشهد الشريف وبناء سور حوله، وفي سنة 657هـ قام علاء الدين ملك الجويني بعد دخول هولاكو الى بغداد واحتراق المشهد الشريف بترميم المشهد الشريف وتزيين الجدران من داخل الروضة وخارجها والرواق والصحن بالحجر الكاشاني. ([66])

وفي سنة 769هـ قام السلطان اويس الجلائري بتعمير المشهد حيث رمم الرواق والصحن ووضع صندوقين على القبرين الشريفين وزين الروضة بالكاشان وبنى قبتين ومنارتين. ([67])

وفي سنة 914هـ بعد دخول الشاه اسماعيل الصفوي الى بغداد أمر بقلع عمارة المشهد من اساسها وتجديدها وتوسيعها وتبليط الاروقة بالرخام ووضع صندوقين خشبيين وتزيين الحرم بالكاشان وأمر كذلك ببناء أربع مآذن بالإضافة الى تشييد جامع كبير في الجهة الشمالية سمي بالجامع الصفوي. ([68])

واستمرت هذه الاعمال فترة طويلة من الزمن كما هو ملاحظ في تاريخ وضع الصندوقين الخشبيين على الضريحين في سنة 926هـ وكذلك التاريخ الموجود على الطابوق الكاشاني الموضوع على جدار الروضة المطهرة في سنة 936هـ، وفي سنة941هـ دخل السلطان سليمان القانوني الى بغداد وأمر باكمال النواقص الموجودة في المشهد الكاظمي.وفي سنة 978هـ قام السلطان سليم الثاني ببناء المنارة الواقعة شمال شرقي الحرم. ([69])

 وفي سنة 1032هـ دخل الشاه عباس الصفوي الى بغداد وامر بوضع ضريح من الفولاذ لحفظ القبرين الشريفين وزين الرواق والروضة المطهرة. ([70])، وفي سنة 1042هـ أمر الشاه حقي بترميم المشهد الكاظمي بعدما حدث غرق في بغداد،كذلك سنة 1045هـ وحيث تم تشييد أربع مآذن صغيرة الحجم فوق أركان الروضة.

وفي سنة 1047هـ دخل السلطان مراد الرابع وتم نهب المشهد الكاظمي وسرقة قناديل الذهب والفضة. وفي سنة 1112 هـ جدد سقف الروضة الشريفة وأجريت عليها بعض الترميمات والاصلاح وفي سنة 1115 هـ وضع شباك فوق الضريح  ([71]).

 وفي سنة 1135 هـ جدد سقف الحرم الشريف من قبل الوالي حسن باشا , وفي سنة 1153 هـ أرسل نادر شاه هدايا ثمينة الى الروضة الكاظمية.

وفي سنة 1207 هـ أمر السلطان محمد شاه القاجاري بإكمال ما بداه الصفويون في هذا المشهد وقد شملت هذه الاعمال انشاء ثلاث مآذن كبرى وتأسيس صحن واسع حول الحرم المطهر وقام سنة 1211 هـ بتذهيب القبتين ورؤوس المنائر و تذهيب الابواب وإكساء ارضية الرواق بالمرمر الابيض وتزيين سقف الروضة بماء الذهب والمينا وقطع الزجاج الملون ([72]). وفي سنة 1231 هـ أمر السلطان فتح علي القاجاري بترميم داخل الروضة ونقش باطن القبتين بالماء المذهب وفي سنة 1255 هـ قام الوزير معتمد الدولة بتجديد أبواب الروضة ([73]).   

وفي سنة 1265 هـ أنشأت طارمة باب المراد و طارمة باب القبلة من الخشب وجذوع النخيل.

وفي سنة 1282 هـ تم نقش الإيوان الشرقي وزينت الجدران بالكاشاني.

وفي سنة 1283 هـ تم وضع ضريح فضي على الضريح الفولاذي.

 وفي سنة 1287 هـ أجريت بعض الاصلاحات على الروضة الشريفة.

وفي سنة 1293 هـ قام فرهاد ميرزا ببناء الصحن وتجديد عمارته بعدما اشترى عدداً من البيوت المجاورة([74])، بالإضافة الى بناء سراديب لدفن الموتى وتذهيب المنائر وتشييد سور الصحن كما هو شاخص الان.

وفي سنة 1301 هـ اهديت ساعة كبيرة وموجودة في باب القبلة. وفي سنة 1314 هـ تم نصب احد أبواب الفضة.

 وفي سنة 1320 هـ زين الامير تومان الرواق الجنوبي بالزجاج، وفي سنة 1321 هـ زين الرواق الشرقي، وفي سنة 1324 هـ وضع الضريح الفضي، وفي سنة 1359 هـ تم ترميم هذا الضريح، وفي سنة 1363 هـ تم اصلاح الصندوقين الخشبيين، وفي سنة 1370هـ تم تبليط الروضة بالرخام الجميل، وفي سنة 1383 هـ وضع الباب الجنوبي للروضة، وفي سنة 1384 هـ تم وضع الباب الشرقي([75]). 

 وفي سنة 1388هـ تم اكساء الصحن الشرقي بالمرمر وتنظيم شبكة الكهرباء([76])، وفي سنة 1419 هـ تم القيام بعدة أعمال صيانة من قبل وزارة الاوقاف حيث قامت بصيانة الطارمة الخلفية وإكساء السور الخارجي بالكاشان الكربلائي وإكساء العتبات والمآذن بالذهب الخالص واقامة دار ضيافة داخل الصحن الشريف ودار استراحة للنساء. وفي سنة 1421 هـ قسم الحرم الشريف قسمين وهما القسم الشرقي الخاص بالرجال والقسم الغربي الخاص بالنساء وفي سنة 1422 هـ تم اكمال أعمال الصيانة في جميع انحاء المشهد الشريف وبشكل خاص تذهيب القبتين([77]

وفي عام 1425 هـ تم صيانة الحرم الشريف وترميمه وتزيينه وتوسيعه من                  الجهة الشرقية ([78]). 

شهرة المشهد وأهميته.

   ترجع شهرة المشهد وأهميته الى الامامين موسى بن جعفر ومحمد بن علي  عليهما السلام اللذين ينتهي نسبهما الى الامام علي  عليه السلام. ونظرا لما يمتلكه الإمامان من صفات جعلتهماً يحتلان مكانة متميزة في نفوس المسلمين فانهما امامان كبيرا القدر عظيما الشان كثيرا التهجد جادان في الاجتهاد مشهوران في العبادة مواظبان على الطاعة مشهوران بالكرامات يبيتان الليل ساجدين وقائمين ويقطعان النهار صائمين. وعلى هذا الاساس أصبح المشهد الكاظمي واحداً من أفضل مناطق الجذب السياحي الديني في مدينة بغداد بالإضافة إلى أن المشهد يعد المحور الثالث من الاماكن المقدسة في العراق بعد النجف وكربلاء. فما زال الزوار يترددون على هذا المشهد من اجل الدعاء والبركة وقضاء الحوائج ولازال الواحد منهم يردد الكلمة القدسية باقاضي الحوائج. بالإضافة الى الأهمية الاثرية للمشهد الكاظمي فهو يضم في جنباته العديد من الاثار التي تعدّ متميزة وفريدة من نوعها مثل الساعة الاثرية التاريخية الموجودة في المشهد. اضافة الى ان المشهد يعدّ واحداً من افضل الابنية عمرانيا وافضل ما في العمارة الهندسية ان الضلع الشرقي للصحن مؤقت توقيتا محسوبا مع صلاة الظهر فلا تختلف فيه استقامة الشمس وسط النهار ابداً في الفصول والمواسم جميعها.

      وكذلك تاتي أهمية هذا المشهد كونه مزاراً وملتقى للزوار وطلبة العلم فضلاً عن العديد من العلماء والصالحين الذي عقدوا فيه حلقات الوعظ والعلم،حيث كانت توجد فيه مدرسة دينية تلقى فيها المحاضرات وتدرس فيها العلوم الدينية المختلفة بالاضافة الى احتوائه مكتبة تراثية معروفة وهي مكتبة الجوادين التي تضم في كنفاتها العديد من المخطوطات والكتب والمراجع والتراجم المختلفة.

      ونظراً لتلك الامور المذكورة سلفاً فقد اصبح المشهد الكاظمي مركز جذب سياحي ديني مهم في بغداد وهذا مانراه جلياً في عدد الزوار كل يوم وعلى وجه الخصوص في المناسبات الدينية حيث يتوافد الالوف المألفة من الناس الى هذا المشهد الشريف.

المبحث الثاني:

1- مشهد الشريف الرضي. مقام محمد بن الحسين المعروف بالشريف الرضي.

 يقع هذا المقام في مدينة الكاظمية قرب جده الكاظم  عليه السلام جنب الصحن الكاظمي خلف مرقد الشريف المرتضى في شارع الشريف الرضي. ([79])

والسيد هو محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم الأصغر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  عليهم السلام. ويكنى بابي الحسن، ويلقب بالشريف الرضي و ذي الحسبين و نقيب النقباء و الشريف الاجل و ذي المنقبتين       واشعر قريش. ([80]

ولد الشريف الرضي في دار أبيه بمحلة باب المحول في الجانب الغربي من بغداد في الكرخ في سنة 359هـ، عاش الشريف الرضي في ظل عائلة علمية معروفة فقد كان ابوه ابو احمد الحسين بن موسى جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه فقد كان متوليا لنقابة النقباء وامارة الحاج وديوان المظالم، واخوه الشريف المرتضى اوحد اهل زمانه فضلاً وعلماً وكلاماً وشعراً وخطابة. ([81]) .

نشا الشريف الرضي نشأة علمية جيدة كان لها دور كبير في اظهار امكانياته وتطوير مواهبه، حيث درس على يد افضل أساتذة عصره أمثال الشيخ المفيد، وابن نباتة وغيرهم من الافاضل  لقد كان الشريف الرضي معروفاً بفضائل متعددة لم تقتصر على جانب من جوانب المعرفة، فقد كان معروفاً بأنه احد افضل علماء عصره، ونقيب الطالبيين نيابة عن ابيه وكذلك في امارة الحاج وديوان المظالم ([82]).

بالإضافة إلى كونه أديبا ومفسراً وشاعراً خلف مؤلفات ضخمة في التفسير والشعر والأدب  توفي الشريف الرضي في شهر محرم سنة 406 هـ ودفن في داره ثم نقل إلى مشهد الحسين  عليه السلام ودفن عند أبيه وجده بجانب قبر إبراهيم المجاب. ([83])

إما مخطط المقام فيبدأ بباب خشب صغير الحجم جميل الشكل يتصل بممر صغير يتصل بقاعة الصلاة، حيث تكون القاعة سداسية الشكل،وتكون غرفة المرقد على يمين الداخل من الباب الرئيس في غرفة دائرية الشكل مضلعة الأركان والقبر يتوسط الغرفة وفوقه صندوق خشبي وتعلو الغرفة قبة جميلة الشكل مصنوعة من الكاشاني الأزرق،وبجانب غرفة المرقد توجد غرفة صغيرة الحجم خاصة بالضيوف تليها من جهة اليمين أماكن خاصة بالوضوء وعلى يسار المقام يوجد محراب الصلاة. ([84])

إما إعمال الصيانة والترميم، فان مقام الشريف الرضي لم يكن معروفاً الا في فترة زمنية غير بعيدة ولهذا فان اعمال الصيانة والترميم ابتدات في عام 1944 م حيث كان المقام في منتصف الشارع المسمى الان بشارع الشريف الرضي وجدد البناء من قبل السيد فاضل عبد الحميد. وفي سنة 1981 م تم ترميم السور الخارجي للمقام وتم وضع ابواب من الخشب الصاج من قبل الحاج حسين الكاظمي وحسين السامرائي. وفي سنة 1982 م تم وضع المرمر على الجدران الداخلية وكذلك تم تجديد الصندوق فوق القبر الشريف. وفي سنة 1985 م تم تجديد السطح الخاص بالمرقد  ([85]).

 وفي سنة 1992 م تم القيام ببعض اعمال الصيانة والترميم في المقام الشريف, وفي سنة 1997 م تم القيام ببعض اعمال الصيانة مثل صبغ المقام الشريف  ([86]) , وفي سنة 2002 م تم ترميم سطح المقام الشريف.

إما شهرة المقام وأهميته فهي مستوحاة من صاحب المقام الشريف الذي  يرجع  نسبه الى الامام  الكاظم، بالإضافة الى انه واحداً  من  أفضل علماء  عصره  واعبدهم  واتقاهم حيث كان معروفاً بانه لم ياخذ براً حتى من أبيه وأقاربه  ,  بالإضافة إلى كونه درس على يد افضل العلماء وهم شيخ الطائفة والشيخ المفيد وابن نباتة، وعرف عن الشريف الرضي بانه اديب ومفسر ولغوي وكاتب بارع خلف لمؤلفات كثيرة النفع واسعة الافاق في التفسير والشعر والادب، وأشهر كتب الشريف الرضي هو نهج البلاغة الذي إلفه الإمام علي  عليه السلام وجمعه الشريف الرضي والذي قرن اسمه باسم الإمام علي  عليه السلام (87).

إما في مجال الشعر فقد كان يعرف باشعر قريش لانه كان يجمع بين الاكثار والاجادة وخلف ديوان شعر كبير  ([87]),  ومن هنا أصبح مقام الشريف الرضي احد المقامات المعروفة والمشهورة في مدينة بغداد التي تعج بالعديد من الزائرين يومياً وعلى وجه الخصوص في المناسبات الدينية، ومن المعروف أن تكون زيارته بعد زيارة الامامين الكاظمين وعلى هذا الاساس اصبح مقام الشريف الرضي مركز جذب سياحي ديني يأمّه العديد من الزوار طلباً للدعاء والبركة.

2- مشهد الشريف المرتضى. مقام علي بن الحسين المعروف بالشريف المرتضى.

 يقع مقام الشريف في مدينة الكاظمية قرب مشهد جده الامام الكاظم جنب الصحن الكاظمي في الجنوب الشرقي , والسيد هو علي بن الحسين بن موسى بن ابراهيم بن محمد بن موسى بن  الاصغر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب  عليهم السلام. ([88]) يكنى بابي القاسم،ويلقب بالشريف المرتضى وعلم الهدى وذي المجدين ونقيب النقباء.   

ولد الشريف المرتضى في دار أبيه بمحلة باب المحول في الجانب الغربي من بغداد في الكرخ  في شهر رجب سنة 355هـ  ([89])  عاش في ظل عائلة علمية معروفة , حيث كان أبوه الشريف الحسين بن موسى نقيب الطالبين وعالمهم و يحتل مكانة متميزة في الوسط الاجتماعي الذي عاش فيه.

نشأ الشريف المرتضى نشأة علمية ممتازة كان لها الأثر البالغ في توجيهه وتربيته وصقل مواهبه وإنماء إمكانياته ([90]) حيث درس على يد أفضل أساتذة زمانه وهم ابن نباته السعدي والشيخ المفيد والحسين بن علي بن بابويه.

وكان الشريف المرتضى غير مقتصر على جانب من جوانب العلم فقد كان معروفاً بأنه من أكابر فقهاء عصره وكذلك كان أديبا خلف ثروة أدبية كبيرة بالإضافة إلى كونه شاعراً خلف ديواناً ضخماً يزيد على عشرين الف بيت من الشعر بالإضافة الى كونه رجل حرب وسياسة فضلاً عن كونه رجل علم وزعيم قوم ([91]), كذلك تولى ديوان المظالم ونقابة الطالبيين وامارة الحج ([92]).

توفي الشريف المرتضى في شهر ربيع الاول بعد ان بلغ الثمانين سنة 436 هـ فتولى تغسيله تلميذه احمد النجاشي ودفن في مرقده المعروف حالياً ومن ثم نقل الى كربلاء بجانب جده الاكبر ابراهيم المجاب ([93]).

إما مخطط المقام فهو مستطيل الشكل يبدا بباب صغير للدخول يتصل هذا الباب مباشرة بالقاعة المخصصة للصلاة، ويقابل الداخل من الباب الرئيس للقاعة غرفة المقام الذي يكون على شكل غرفة مربعة يتوسطها المرقد الشريف الذي يعلوه شباك نحاسي جميل وتعلو غرفة المرقد قبة جميلة الشكل مرصعة بالكاشان الازرق، وعلى يسار غرفة المرقد توجد غرفة اخرى وهي مكتبة تضم المئات من الكتب النفيسة ([94]) والاثرية الا ان يد الظلم طالت هذه المكتبة في ظل النظام السابق حيث كانت معروفة بانها تضم الالاف من الكتب الثمينة الا انه لم يبق من هذه الاعداد الا المئات، بالإضافة الى وجود اماكن خاصة بالوضوء على يمين الداخل. اما اعمال الصيانة والترميم، ففي سنة 1955م تم ترميم المقام الشريف بعد ان كان مؤلفاً من غرفة صغيرة المساحة من قبل السيد هاشم البياع وعبد الوهاب المشاط،([95]) وفي عام 1966م تم توسيع المقام من قبل بعض المؤمنين وفي سنة 1968م تم تعمير قبة المقام الشريف، وفي  سنة 1976م جرت بعض اعمال صيانة، وفي سنة 1986م تم توسيع المقام من قبل وزارة الاوقاف، وفي سنة 1995م جرت بعض اعمال الترميم التي  شملت سقف المرقد وارضيته وكذلك السرداب الموجود بداخله، ([96]) وفي سنة 1999م تم القيام ببعض اعمال الترميم، وفي سنة 2004م تم توسيع المقام بشكل عام حيث شمل التوسيع غرفة المرقد وحرم الصلاة وبنيت مكتبة جديدة في الطابق الثاني وشيد سور خارجي حول المرقد الشريف بالإضافة الى قاعة صلاة خاصة بالنساء وهذه الاعمال مستمرة لحد الان. ([97])   

أما شهرة المقام وأهميته فان تلك الشهرة مستمدة من صاحب المقام الشريف الذي يرجع نسبه الى الامام الكاظم  عليه السلام الذي يعدّ واحداً من أفضل علماء عصره واعبدهم حيث كانت الزعامة تحت لوائه، بالإضافة الى انه تتلمذ على يد افاضل العلماء وهم شيخ الطائفة الشيخ المفيد، وابن نباتة السعدي وغيرهم وكذلك عرف الشريف المرتضى بانه أديب عظيم حيث ترك خلفه ثروة ادبية كبيرة وكانت مكتبته عامرة تحتوي ما يقارب الثمانين الف كتاب من مختلف العلوم والمعارف وله مؤلفات تصل الى ثمانين كتاباً، بالإضافة الى كونه شاعراً معروفاً خلف ديواناً ضخماً يزيد على عشرين الف بيت من الشعر. ([98])

وعلى هذا الأساس أصبح مقام الشريف المرتضى واحداً من المقامات المعروفة في بغداد والتي تجتذب الكثير من الزوار بعد زيارة الإمامين الكاظمين  عليهما السلام لذلك فهو مركز من مراكز الجذب السياحي الديني في مدينة بغداد التي تستقطب الآلاف من الزوار يومياً وخصوصاً  في المناسبات الدينية. ([99])  

 3- مشهد أبي يوسف الأنصاري:جامع الشيخ ابو يوسف الأنصاري ومرقده.

يقع جامع ابو يوسف الأنصاري ومرقده في الكاظمية بجوار الإمامين الكاظمين  عليهما السلام.على يسار الداخل من باب المراد.

وابو يوسف هو يعقوب بن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الله بن عوف. ([100]) ويلقب بالأنصاري وقاضي القضاة ويكنى بابي يوسف. ولد ابو يوسف في الكوفة سنة 113هـ وعاش في ظل عائلة فقيرة الا انه اتجه نحو العلم وتتلمذ على يد اكابر الفقهاء من امثال ابن ابي ليلى وابي اسحاق الشيباني وابي حنيفة النعمان،واخذ  يتدرج في العلم حتى اصبح واحداً من افضل طلبة العلم، ([101]) ومن ثم انتقل الى بغداد واصبح فيها قاضي القضاة لثلاثة خلفاء من بني العباس وهم المهدي والهادي والرشيد وكان ابو يوسف احد المقربين الى الرشيد،والشيخ الأنصاري هو اول من غير لباس العلماء وجعله بهذه الهيئة. وكان الأنصاري شديد الاقبال على العلم وافر الذكاء عظيم العظة.

توفي الأنصاري في ربيع الاول سنة 182هـ ودفن بمرقده المعروف حالياً بجوار الإمامين الكاظمين وصلى عليه ابنه يوسف ودفنه. 

اما مخطط الجامع فانه يبتدأ بباب خشب كبير الحجم جميل الشكل يتصل هذا الباب بممر صغير يؤدي الى القاعة المخصصة للصلاة وهي مربعة الشكل،وعلى يمين الداخل من

الباب الرئيس توجد دار ضيافة للزوار واخرى للادارة،بالإضافة الى وجود مصلى خاص بالنساء وعلى يسار الداخل بجانب المحراب يوجد مرقد الشيخ ابي يوسف الأنصاري والمرقد عبارة عن غرفة مربعة الشكل كبيرة في منتصفها المرقد الشريف وفوق المرقد صندوق خشبي جميل الشكل مطرز بالايات القرآنية وتعلو المرقد قبة جميلة الشكل ولغرفة المرقد بابان احدهما يطل على المحراب والاخر يطل على الداخل من الباب الرئيس،وتعلو الجامع قبة كبيرة الحجم جميلة مرتكزة على دعائم كبيرة على طول الجامع،وسقف الجامع مزخرف على الطريقة المغربية. ([102])

       اما اعمال الصيانة والترميم،ففي سنة 1939م أهدى الملك غازي باباً من الخشب الى مرقد الشيخ الانصاري ووضع في الجهة الشرقية للصحن الكاظمي. وفي سنة 1968م شيدت الطارمة والملحق معها من قبل وزارة الاوقاف في زمن السيد احمد ابراهيم إمام وخطيب الجامع.وفي سنة 1996م قامت الدائرة الهندسية بحملة كبيرة لصيانة وترميم جامع ومرقد الشيخ الانصاري حيث شملت وتجديد الارضية ووضع المرمر على الجدران الداخلية ونقش الزخارف الجميلة على الجدران الداخلية والسقوف وكذلك اضافة بعض (الثريات) الجميلة اليه واستمرت هذه الحملة مدة سنتين وكذلك تعمير الدار الواقعة بجانب المرقد وهي خاصة بمتولي مرقد الشيخ الانصاري.وفي سنة 2003م تم اغلاق الباب المؤدي الى الصحن الكاظمي.([103]) اما شهرة الجامع واهميته فهي ترجع الى شهرة الشيخ ابي يوسف الانصاري الذي كان يعدّ احد علماء عصره وتتلمذ على يد افضل العلماء وهم ابو اسحاق الشيباني وسليمان التميمي وابو حنيفة النعمان وغيرهم من العلماء، بالاضافة الى كون المرقد ملاصقاً للمشهد الكاظمي مما جعل ذا اهمية خاصة في نفوس المسلمين تكون زيارة هذا المرقد بعد زيارة الامامين الكاظمين  عليهما السلام وكذلك تأتي أهميته من حيث كونه احد المراقد التاريخية والأثرية حيث يرجع وجوده لأكثر من  1200عام. ([104])

4- جامع الجوادين.

يقع جامع الجوادين في الجهة الشمالية من حرم الإمامين الكاظمين  عليهما السلام داخل الصحن الشريف، وتاريخ هذا الجامع يعود إلى سنة 914هـ حينما فتح الشاه إسماعيل الصفوي بغداد وزار مرقد الإمامين موسى والجواد وأمر بقلع عمارة المشهد من الأساس وتجديده تجديداً واسعاً وتشييد مسجد كبير في الجهة الشمالية للمرقد. ([105]) وسمي هذا الجامع بداية بالصفوي نسبة إلى الصفويين وبعد ذلك غير اسمه إلى جامع الجوادين لكونه مجاوراً لمرقد الجوادين  عليهما السلام.

إما مخطط الجامع،فهو على شكل مستطيل كبير الحجم له اربعة ابواب اثنان منهما يؤديان الى الصحن الشرقي وهما باب الجمعة وباب النساء والثالث وهو باب الجماعة يؤدي الى الصحن الغربي،والباب الرابع يؤدي الى رواق الحرم الشرقي، وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1800م2 يظللها جميعاً سقف قائم على 66عموداً ضخماً من الآجر وتوجد في منتصفه قبة خضراء دائرية الشكل كبيرة تكون بمحاذاة القبتين الذهبيتين بالإضافة إلى وجود قباب صغيرة الحجم على طول سقف الجامع تبلغ 42 قبة ويكون المحراب في منتصف الجامع على يسار الداخل وكذلك توجد الاواوين على طول الجدار الذي يفصل الجامع عن المرقد وواحد من هذه الاواوين جعل مكتبة تضم العديد من الكتب. ([106]

إما إعمال الصيانة والترميم، فلكون هذا الجامع مجاوراً لمرقد الكاظمين  عليهما السلام فانه نال من اعمال الصيانة والترميم ما ناله المرقدان فقد قامت فيه اعمال صيانة وترميم في سنة 914 هـ عندما دخل الشاه اسماعيل الصفوي الى بغداد وامر بتشييد جامع في الجهة الشمالية للمرقد. وفي سنة 941 هـ عندما دخل السلطان سليمان القانوني الى بغداد قام ببعض اعمال الترميم فيه([107]). وفي سنة 978 هـ تم بناء اول منارة من المنائر الاربع وهي منارة الجامع الواقعة في قبلته الى الشرق بامر من السلطان العثماني سليم الثاني.

وفي سنة 1207هـ تمت بعض اعمال الصيانة فيه في عهد محمد القاجاري وفي سنة 1229هـ قام الشاه فتح علي بتذهيب المنائر الاربع. ([108]) وفي سنة 1298تمت بعض اعمال الترميم فيه من قبل فرهاد الميرزا وفي سنة 1369هـ جرت فيه بعض اعمال الصيانة والترميم بعد ان اهمل فترة من الزمن. وفي اوائل السبعينيات من القرن الماضي تمت فيه اعمال ترميم وصيانة شملت الجامع بشكل كلي. ([109])   

أماّ اهمية الجامع وشهرته فهو يعد واحداً من أوسع الجوامع في الكاظمية واشهرها على الاطلاق وكذلك اجملاها فناً وهندسةً وعمراناً وله اهمية كبيرة في نفوس المسلمين نظراً لسعته ورحابته من جهة وكونه بني مع الروضة المقدسة من جهة اخرى بالاضافة الى انه يعدّ واحداً من اروع الجوامع التاريخية والاثرية في مدينة بغداد حيث يعود تاريخ بنائه الى اكثر من خمسمائة عام ومما ادى الى اعطاء هذا الجامع مكانة منفردة جواره للروضة المقدسة لهذا فإن الزوار يتهافتون عليه، بالإضافة الى دوره البارز في نشر الوعي الديني من خلال اعطاء الدروس الدينية والحلقات الدراسية والوعظ.وعلى هذا الاساس يعدّّ جامع الجوادين ذا اثر كبير في حركة السياحة الدينية مما جعل الزوار ياتون اليه بعد زيارتهم الامامين الكاظمين عليهم السلام.

5- مكتبة الجوادين:

تقع هذه المكتبة في الجانب الجنوبي الشرقي من الصحن الكاظمي الشريف، تأسست هذه المكتبة سنة 1941م من قبل العلامة السيد محمد هبة الدين بعد إن كانت سابقاً مكاناً خاصاً بالعبادة من قبل الطائفة البكتاشية الذي بناه فرهاد خان أيام العهد العثماني عام 1880م.([110]

والسيد هو محمد علي هبة الدين السيد حسين العابد الذي يرجع نسبه إلى الإمام الحسين  عليه السلام. ويلقب بالحسيني نسبة إليه وكذلك يلقب بالشهرستاني نسبة إلى الأسرة الشهرستانية المعروفة في كربلاء.

ولد السيد محمد في مدينة سامراء سنة 1301هـ من أسرة عريقة معروفة بالفضل والتقوى والصلاح،ولقد نشأ وترعرع في ظل هذه الأسرة واخذ يتدرج في العلم حتى وصل الى مرحلة الاجتهاد،وله مؤلفات كثيرة يبلغ عددها حوالي 81 مؤلفاً وشغل عدة مناصب منها وزير المعارف سنة 1921م ([111]) وكذلك قاضي القضاة.إما مخطط المكتبة فهي تشغل مساحة 49م وتكون مستطيلة الشكل مكونة من طابقين،حيث توجد في الطابق الأول على طول الجدران رفوف طويلة مملوءة بالكتب ومقسمة على شكل مجاميع الأولى خاصة بالقرآن الكريم وتفسيره وعلومه،والثانية تشتمل على كتب الفقه والأصول والعقائد والحكمة والمنطق والثالثة كذلك والرابعة خاصة بحياة الأئمة والتاريخ والخامسة خاصة بعلم الرجال وما يتعلق به،والسادسة خاصة بالأدب والشعر والسابعة خاصة بكتب القانون والسياسة.

وتقع في وسطها قاعة خاصة بالمطالعة تعلوها قبة دائرية كبيرة الحجم جميلة الشكل نقشت عليها نقوش إسلامية بديعة وكتبت عليها سورة الدهر والطابق الثاني مشابه للطابق الأول من حيث الرفوف الخشبية. وفي وسط المكتبة قبر العلامة محمد علي هبة الدين الذي وافاه الأجل في عام 1967م ودفن فيها. ([112])

أهمية المكتبة وشهرتها،مستوحاة من شهرة مؤسسها العلامة محمد علي هبة الدين صاحب المؤلفات الكثيرة،ولكونها واحدة من أقدم المكتبات الموجودة في بغداد وأكبرها حيث تضم أكثر من عشرين إلف كتاب في مختلف العلوم بالإضافة إلى وجود هذه المكتبة في الجانب الشرقي من الصحن الشريف مما جعل لها مكانة متميزة في نفوس المسلمين وطلبة العلم بالإضافة إلى إن هذه المكتبة كانت ولا تزال تقوم بنشر الوعي الديني من خلال إلقاء المحاضرات والدروس الدينية وكذلك كونها محطة التقاء العلماء والمفكرين والشعراء  وغيرهم. ([113])   

الخاتمة:

تعد السياحة الدينية من أقدم أنماط السياحة في العالم حيث كان زوار العتبات المقدسة منذ أمد بعيد يزورون أماكن العبادة كزيارة بيت الله الحرام ومرقد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى الرغم من عدم وجود وسائل نقل مريحة من تلك الأماكن واليها. و تمتاز السياحة الدينية عن غيرها من أنماط السياحة بأنها سياحة مستديمة أي مستمرة على طول أيام السنة بالرغم من أن الذروة السياحية تبلغ أمدها في أيام المناسبات الدينية إلا أن السياحة الدينية تعد مستمرة بالمقارنة مع غيرها من أنماط السياحة من خلال الأعداد الكبيرة للزوار الذين يصلون إلى المشهد الكاظمي يومياً.وتعد إيرادات السياحة الدينية مردودات اقتصادية مهمة لأي بلد من البلدان ويمكن الاستفادة منها من خلال آثار السياحة الدينية المباشرة وغير المباشرة.وتعد مدينة الكاظمية إحدى المدن المعروفة والمشهورة على نطاق محلي وإقليمي وعالمي وهي تمثل المدينة الدينية الثالثة من حيث الأهمية بعد النجف  وكربلاء.و تمتاز مدينة الكاظمية بميزات عديدة منها التاريخية حيث تشير بعض المصادر بأنها كانت مسكونة من قبل الكيشيين في أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ومنها الطبيعية من سطح ومناخ وتربة وموارد مائية مما جعل الكاظمية في مقدمة المدن الزراعية التي تنتشر فيها البساتين، ومنها أيضاً التجارية حيث تعدّ هذه المدينة مركزاً من مراكز التجارية المعروفة في العاصمة بغداد وتنتشر فيها مختلف الأسواق لتلبية احتياجات الزوار، وكل تلك الميزات جعل من مدينة الكاظمية من المدن المميزة. يعد المشهد الكاظمي من أشهر مراكز الجذب السياحية الدينية في مدينة بغداد بالرغم من أن هذه المدينة يوجد فيها عدد كبير من المراقد والمقامات الأ انه يعد أشهرها لأنه يحوي قبرين لأئمة المسلمين هما موسى بن جعفر ومحمد بن علي  عليهما السلام. و كذلك تتميز مدينة الكاظمية بوجود مراكز جذب سياحية دينية بالإضافة إلى المشهد الكاظمي كمرقد القاضي أبي يوسف الأنصاري ومقامي الشريف الرضي والشريف المرتضى وعادة ما تتم زيارتها بعد زيارة المشهد الكاظمي.

 تصل إلى المشهد الكاظمي نسبة كبيرة جداً من الزوار قد تصل هذه النسبة إلى الآلاف   المؤلفة يومياً فضلاً عن أيام المناسبات الدينية وهو بذلك يعد من أكثر المراقد التي يصلها زوار بهذا العدد في مدينة بغداد سواء أكانوا من داخل العراق أم من خارجه.

المصادر والمراجع:

القران الكريم

1- ابن كثير، عماد الدين إسماعيل بن عمر،البداية والنهاية في التاريخ،مطبعة السعادة،ج10،1932

2- ابن الجوزي، أبو المظفر بن يوسف، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، مطبعة  مجلس دار التعارف،حيدر آباد،1951

3- ابن عنبة،جمال الدين احمد بن علي،عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب، المطبعة الحيدرية،النجف الأشرف،1961

4- ابن الجوزي،جمال  الدين أبو الفرج عبد الله، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم،مطبعة المعارف العثمانية،ط1،ج7،1959

5- آل ياسين،محمد حسن , تاريخ المشهد الكاظمي،مطبعة المعارف،ط1،  بغداد، 1967

6- آل ياسين،محمد حسن،شعراء كاظميون، مطبعة المعارف،ج1، بغداد 1980.

7- ابن خلكان،أبو العباس شمس الدين احمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء بني الزمان، حققه إحسان عباس،المجلد الخامس، دار صادر، بيروت،1977

8- الاعظمي،هاشم، تاريخ جامع الإمام الأعظم ومساجد الاعظمية،مطبعة العاني،ج1،بغداد،1964

9- الاعظمي،هاشم،دليل جامع الإمام أبي حنيفة ومدرسته العلمية،مطبعة خضير الاعظمي،بغداد،1970

10- الاعظمي،هاشم تاريخ جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ومدرسته العلمية مطبعة الأزهر،1971

11- أبو عياش،عبد الإله أزمة المدينة العربية،منشورات وكالة المطبوعات، الكويت،ط2،1985

12- الاصطباناني،محمد حسن،نور العين في زيارة الحسين مؤسسة مولود الكعبة،ط1،2004

13- اشرف،سيد علي،الإمام موسى بن جعفر،منشورات المكتبة الحيدرية،ط1 2004

14- احمد،غريب سيد، المعطي،عبد الباسط،حلبي،عبد الرزاق،المدخل الى علم الاجتماع،دار المعرفة الجامعية،ط1،1996

15- الأمين،عبد الوهاب،الباشا،زكريا عبد الحميد، مبادئ الاقتصاد، مطبعة،جامعة الكويت،ط2،1987

16- أبو رمان،اسعد حماد،الديوه جي،أبو سعيد،التسويق السياحي والفندقي، مطبعة الحامد،ط1،2000

17- أبو رحمة،مروان بليبل،انس،الحناوي،ريما،الحسن، هديل،إدارة المنشات السياحية،دار البركة  للنشر والتوزيع،عمان،ط1،2001

18- احمد،محمد شهاب،علاء الدين،مؤمل،المتطلبات الفضائية لتخطيط المدينة مطبعه التعليم العالي،بغداد،1990

19- أبو زيد،احمد، حسين،علية حسن،التنمية نظريا وتطبيقا، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1977

20- بشير، فرانسيس،بغداد أثارها وتاريخها،مطبعة الرابطة،ط1،بغداد، 1959

21- البنا،علي،صادق،دولت،امبابي،نبيل سيد،أسس الجغرافية العامة، مطبعة الانجلو المصرية، ط2،1978

22- البكري، علاء الدين، السياحة في العراق،التخطيط العلمي الجديد،مطبعة ثنيان، بغداد، 1972

23- البياتي،مظفر فاضل وآخرون الإحصاء السياحي، عدد مديرية دار الكتب للطباعة  والنشر، بغداد، 2000

24- الجنابي،طارق جواد،العمارات الدينية،موسوعة حضارة العراق،دار الحرية للطباعة، بغداد، ج10، 1985

25- الجلالي،محمد حسين،مزارات أهل البيت وتاريخها، موسسة الاعلمى لمنشورات،ط1،بيروت،1985

26- جواد،مصطفى،ديوان الشريف المرتضى مطبعة الدار، ط1، 1998

27- الجوزي،عبد الرحمن بن علي،مناقب معروف الكرخي وأخباره، وتحقيق عبد الله الجبوري،دار الكتاب العربي،ط1،بيروت،1985

28- جواد، مصطفى، سوسة، احمد، دليل خارطة بغداد المفصل،مطبعة المجمع العلمي العراقي،1985

29- الجلاد،احمد، التنمية السياحية المتواصلة،مطبعة عالم الكتب،ط1، القاهرة، 2000

30- الحسن،إحسان محمد،دراسات تحليليه في المجتمع المعاصر،مطبعة دار السلام،ط1،1975

31- الحسن،إحسان محمد، طرق الإحصاء الاجتماعي،دار الكتب للطباعة، جامعة الموصل، 1982

32- الحسن،إحسان محمد،الأسس العلمية لمناهج البحث الاجتماعي،بيروت، 1982

33- الحسن،إحسان محمد،المدخل إلى عالم الاجتماع، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت،1988

34-حمدي،عبد العظيم،اقتصاديات السياحة،مدخل نظري وعلمي متكامل،مكتبة زهراء الشرق،1992

35- حديد، احمد سعيد،جغرافية الطقس،مطبعة دار الكتب، بغداد،1979

36- حديد،احمد سعيد الحسن،وآخرون، المناخ المحلي، مطبعة دار الكتب،الموصل،1982

37-حلبي،علي عبد الرزاق،دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية، مطبعة دار المعارف الجامعية،الإسكندرية،ط1،1989

38- حافظ،نبيل عبد الفتاح،سليمان وعبد الرحمن سيد،علم النفس الاجتماعي، مطبعة زهراء الشرق،ط1،القاهرة،2000

39- الحسني،هاشم معروف، سيرة الأئمة الأثنى عشر دار العلم،بيروت،ط1، ج2،1978

40- الحسني،عباس،مفاتيح الجنان، بغداد،ط1،1960

41- الحائري،محمد رضا،حياة أولي النهى، موسسة الاعلمى للمطبوعات، بيروت،ط1،1992

42- الحكيمي،محمد رضا،تاريخ العلماء عبر العصور المختلفة، موسسة الاعلمى للمطبوعات، ط1، بيروت، 1983

43- الحسيني،عبد الزهراء،مصادر نهج البلاغة وأسانيده، مطبعة القضاء النجف الأشرف، ط1،1966

44- الحسيني،احمد، حياة الشريف المرتضى،منشورات مكتبة الشريف المرتضى  الكاظمية، بدون سنة

45- الحسيني،عميد الدين،بحر الأنساب،تحقيق محمد الرفاعي،مطبعة مصر 1936

46- الحسيني،عبد الرزاق كمونه، مشاهد العترة الطاهرة واعيان الصحابة والتابعين،مطبعة الآداب،النجف الأشرف،1968

47- الحسيني،علي، في رحاب الزيارة الجامعة،مطبعة دار الغدير،ط1،2003

48- حدة،حسن،المعالم الأثرية والسياحة للوطن العربي،دار دمشق للنشر والتوزيع،ج3،دمشق،1975

49- الحموي،شهاب الدين أبي عبد الله، معجم البلدان المجلد الأول، منشورات مكتب ألأسدي، طهران، 1965. 

50- حرز الدين،محمد،مراقد المعارف،علق عليه وحقق محمد حسين حرز الدين،مطبعة الآداب،ج2،النجف الأشرف،1971

51- حمود،محمد جميل،الفوائد البهية في شرح عقائد الأمامية،دار الفقه للطباعة والنشر، ط1، ج2،2004

52- الحوري،مثنى طه،الدباغ،إسماعيل محمد،اقتصاديات السياحة،ط1، بغداد،1989

53- الحوري، مثنى طه الدباغ ،إسماعيل محمد،مبادئ السفر والسياحة،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، ط1،2000

54- حسن،زهير عبد الله،القطاع السياحي في المغرب الواقع والآفاق، مطبعة العارف الجديدة المغرب، 1991

55- الحميدي،أبو بكر،السياحة والفنادق،مطبعة نحال،1968

56- حداد، مهنا، الأردن والسياحة ومشكلات وهموم على الساحة، جامعة اليرموك، الأردن، 1997

57- الحناوي،ريما،مبادئ السياحة، دار البركة للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2001

58- الخليلي،جعفر،موسوعة العتبات المقدسة،قسم الكاظمين، ج1 دار التعارف،ط1، بغداد 1967

59- الخورنساري،محمد باقر، روضات الجنات،ج4 قم المقدسة،1932

60- الخوارزمي،محمد بن محمود،جامع الإمام الأعظم،مطبعة دائرة المعارف الهندية،ج1،1912

61- الخطيب البغدادي،أبو بكر احمد بن علي تاريخ، بغداد، مطبعة السعادة،ط1  ج13 بدون سنة.

62- الخولي،سناء،مدخل إلى علم الاجتماع،دار المعرفة الجامعة،ط1 الإسكندرية،1978

63- الخضيري،محسن، التسويق السياحي،مدخل اقتصادي متكامل،مكتبة مدبولي، القاهرة،  1989

64- الخوري،الياس،السياحة في لبنان والعالم،  بيروت،ط1،1985

65- دخيل،علي محمد،الإمام الجواد، سلسة كتب أئمتنا، ج9،ط1،بدون سنة

66- الدولابي،أبو بشير محمد بن احمد،الكنى والأسماء، مطبعة دائرة المعارف،ط1 الهند،ج2،1902

67- الدروبي،إبراهيم،الباز الأشهب في حياة الشيخ عبد القادر الكيلاني، مطبعة الرابطة، بغداد،  1955

68- دسوقي،كمال، دينامية الجماعة في الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي المطبعة الفنية الحديثة،ط1،ج1،1969

69- الدباس،نزيه، أدارة القرى السياحية،دار الحامد للنشر والتوزيع، ط1، 2002

 

 ([1]) جواد، مصطفى، الكاظمية قديما، بحث منشور في موسوعة العتبات المقدسة، مطبعة دار التعارف، ط1 1967، ص 9-10.

 ([2]) الموسوي، قبس من الكاظميين، ص 43.

 (3) جواد، المصدر السابق , ص20-21

 ([4]) الموسوي،العوامل التاريخية لنشأة المدن العربية الإسلامية، ص 171.

 ([5]) آل ياسين، شعراء كاظميون، ص9.

 ([6]) آل ياسين، مقابر قريش، ص 143.

 ([7]) الموسوي , المصدر السابق , ص171

 ([8]) الخطيب البغدادي، ص 55

 ([9]) الورد، حوادث بغداد في 12 قرن، ص 28.

 ([10]) الكناني، استعمالات الأرض في مدينة الكاظمية، ص 8.

 ([11]) بشير، بغداد آثارها و تاريخها، ص 16.

([12]) حدة، المعالم الأثرية و السياحية للوطن العربي ص 598.

 ([13]) جواد , المصدر السابق، ص 24

 ([14]) الكمري. نوفل عبد الرضا , ص 61

 ([15]) الحموي، معجم البلدان، ص 443.

 ([16]) االمصدر نفسه، ج 5، ص 387.

 ([17]) السماوي، صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم والجواد، ص 11.

 ([18]) المصدر نفسه، ص 12.

 ([19]) أبن كثير، البداية والنهاية في التاريخ، ص183.

([20]) نسرين محمود،الجغرافية الاجتماعية لمدينة الكاظمية الكبرى، ص 33.

 ([21]) آل ياسين، مقابر قريش، ص143.

([22]) القزاز، الحياة السياسية في عهد السيطرة المغولية ص 112.

([23]) السماوي، المصدر السابق، ص15

([24]) آل ياسين،تاريخ المشهد الكاظمي، ص55.

([25]) المصدر نفسه،ص56-57.

([26]) آل ياسين، تاريخ المشهد، ص 85.

([27]) السماوي، صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم والجواد،ص 16

([28]) آل ياسين، تاريخ المشهد, ص91

([29]) الماقاني، الكنى والألقاب، ص166.

([30]) السامر , الإمام موسى بن جعفر باب الحوائج، ص12.

([31]) المسعودي، العبد الصالح موسى بن جعفر، ص99-100.

([32]) الحسيني، سيرة الأئمة لأثني عشر ص311.

([33]) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ، ج13، ص27.

([34]) الخليلي، موسوعة العتبات المقدسة، ج1، قسم الكاظمين ، ص56.

([35]) أبن كثير، البداية والنهاية في التاريخ ج10 ص183.

([36]) المسعودي، العبد الصالح موسى ابن جعفر، ص99-100

([37]) الطالقاني، نور الأبصار في مواليد الأئمة الأطهار، ص273-275.

([38]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص290.

([39]) الماقاني، محمد رضا، الكنى والألقاب، ص168.

([40]) المفيد، الإرشاد، ص307.

([41]) المسعودي، إثبات الوصية، ص209.

([42]) القرشي، المصدر الاسابق، ص28.

([43]) الكليني، الكافي، ج1 ص492.

([44]) الحسني، سيرة الأئمة لاثني عشر، ص 449-450.

([45]) القرشي، المصدر السابق. ص 314

([46]) دخيل، الامام محمد الجواد، ج 9 ص 6.

([47]) العطاردي، مسند الامام الجواد، ص 66.

(([48] عبد الله، الحضرة الكاظمية، ص74.

(([49] الموسوي، قبس من الكاظميين، ص 70.

([50]) زيارة ميدانية في 10/9/2006.

([51]) زيارة ميدانية في 17/6 / 2008

([52]) آل ياسين، تاريخ المشهد الكاظمي، ص 90.

([53]) زيارة ميدانية في 14/ 8/ 2007.

([54]) سلمان، العمارات العربية الإسلامية في العراق، قصور ومشاهد،ص189.

([55]) عبد الله، الحضرة الكاظمية، ص74.

([56]) مقابلة مع السيد زهير الموسوي احد سدنة المشهد الكاظمي في 8/4/2005.

([57]) زيارة ميدانية في 23 /11 / 2008.

([58]) آل ياسين، مقابر قريش ص90.

([59]) الجنابي، العمارات الدينية، ج10، ص29.

([60]) جمال، توظيف الموروثات الحضارية والثقافية والدينية العباسية في مركز مدينة بغداد ودورها في التنمية السياحية، ص54.

([61]) ال ياسين، تاريخ المشهد الكاظمي، ص42.

([62]) سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، ص359.

([63]) الموسوي، المصدر السابق ،ص3.

([64]) السماوي، المصدر السابق ، ص14.

([65]) الزنجاني، جولة في الأماكن المقدسة، ص110

([66]) المصدر نفسه،ص110-111.

([67]) مشروع تطوير السياحة الدينية في العراق ،ص45.

([68]) الجلالي، مزارات أهل البيت وتاريخها،،ص117.

([69]) آل ياسين, تاريخ المشهد، ص85.

([70]) الزنجاني،إبراهيم،جولة في الأماكن المقدسة،ص112.

([71]) مجلة شناشيل , الروضة الكاظمية , لسنة 2004 ص 38 ا

([72]).الموسوي، المصدر السابق،ص 57.

([73]) الزنجاني , جولة في الاماكن المقدسة , ص113

([74])الجلالي، المصدر السابق، ص 118

([75]) الحائري, حياة أولي النهي، ص242.

([76]) المصدر نفسه ص 242- 243..

([77])حامد , توظيف الموروثات الحضارية والثقافية والدينية العباسية في مركز مدينة بغداد ودورها في التنمية السياحية، ص58

([78])مقابلة مع السيد زهير جعفر خادم الإمامين في 7 / 8 / 2004

(([79]مقابلة مع الدكتور إحسان محمد الشهرستاني القائم بأعمال التوسيع في المرقد في 6 / 9 / 2004.

(([80] عبده، نهج البلاغة، ج1، ص7

(([81] ابن عتبة، عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب، ص 188. 

(([82]الحكيمي، تاريخ العلماء عبر العصور المختلفة، ص379. .

([83])الكاظمي، نهج البلاغة بحث منشور في مجلة الزهراء الثقافية العدد8،السنة الأولى،في تاريخ 22 شباط 2004، ص30

([84])الخورنساري، روضات الجنات، ص34.

زيارة ميدانية في 23/9/2004.

([85])زيارة ميدانية في 23/9/2004.

([86])مقابلة مع السيد مهدي خضير عباس إمام وخطيب مقام الشريف الرضي في 23 / 9 / 2004

(87). مقابلة مع السيد ابراهيم العوادي متولي مقام الشريف الرضي في 23 / 9 / 2004.

 

([88]) الحسيني , مصادر نهج البلاغة واسانيده , ص238

([89]) مبارك , عبقرية الشريف الرضي , ص22

([90]) ابن عتبة , عمدة الطالب في انساب ابي طالب , ص189.

([91])الصفار، ديوان الشريف المرتضى، ص44.

([92]) حرز الدين محمد , مراقد المعارف , ج2 ص304. الحسيني، حياة الشريف المرتضى، ص18.

(93) الحسيني، حياة الشريف المرتضى، ص18.

([94]) الصفار , المصدر السابق , ص45.

([95])ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ص226.

([96])جواد، ديوان الشريف المرتضى، ص28.

([97])زيارة ميدانية في 7/9/2004.

ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ص226.

([98]) الحسيني , المصدر السابق , ص4.

حرز الدين، مراقد المعارف،ص307.

([99])مقابلة مع السيد صاحب محمد حسن خادم مقام الشريف المرتضى في تاريخ 4/ 10/ 2004

مقابلة مع الشيخ مالك المالكي أمام وخطيب مقام لشريف المرتضى في 8/9/2004.

([100]).زيارة ميدانية في 5/10/2004.

([101]) حرز الدين , مراقد المعارف ص307.

الشكعة، الأئمة الأربعة ،ص205. الدولابي، الكنى والأسماء , ص160

([102])مقابلة مع الشيخ مالك المالكي أمام وخطيب مقام لشريف المرتضى في 8/9/2004.

([103]) الدولابي , الكنى والأسماء , ص160.

([104]) الشكعة , الأئمة الأربعة , ص205.

([105]) زيارة ميدانية 2/7/2007

([106]) مقابلة مع السيد مثنى شوكت الاعرجي خادم جامع ومرقد الامام ابي يوسف في 27/10/2006.

([107]) مقابلة مع الشيخ عبد العزيز اسماعيل امام وخطيب جامع ابي يوسف الانصاري في 9/8/2009.

([108])منشورات جمعية التوحيد،الجماعة والجامع، ص55.

([109]) زيارة ميدانية في 12/12/2004.

([110]) الموسوي , قبس من الكاظمين , ص121.

([111]) منشورات جمعية التوحيد , الجماعة والجامع , ص55.

([112]) مقابلة مع الشيخ جواد الحالصي امام وخطيب جامع الجوادين في 7/7/2005

([113]) الكاظمي , مكتبة الجوادين العامة , ص9.