تصنیف البحث: الصحافة والاعلام
من صفحة: 273
إلى صفحة: 289
النص الكامل للبحث: PDF icon 170712-111252.pdf
البحث:

المقدمة

من خلال الملاحظة و القراءات المتعددة للباحث للصحف العراقية و بالأخص لصحف العشرينات وما بعدها. و جد أن هناك احتضاناً و حِراكاً غير مسبوق بالقضايا و الظواهر التي عصفت بالعالم العربي و الإسلامي، فكانت الصحافة العراقية خير مستودع و ميدان لتسجيل المواقف و الاتجاهات من القوى و الأحزاب السياسية، وتمثل الصحف ذاتها الوعاء الفكري لبث و نشر الرأي بمختلف اتجاهاته انسجاماً مع حرية التعبير، فكانت الصحف العراقية تتناول قضايا مهمة و مختلفة منها المواقف من القادة و الثورات و النكبات التي طالت الوطن العربي.

و شكلت ثورات الوطنية و القومية و منها ثورة عمر المختار و ثورة الجزائر حاضنة مهمة ورائدة و ثرّه للاحتضان الصحفي في العراق تناولتها صحف عراقية متعددة التيارات و المشارب باعتبار هذه لبثورات ثورات قومية بطولية. و ليست الصحف العراقية و حدها ساندت الثورات القومية بل حتى المرجعية الدينية ساندت مثل هذه الثورات و خاصة ثورة الجزائر. و بذلك كانت الصحافة العراقية بالإضافة إلى المرجعية أداة أساسية لتأجيج الرأي العام العراقي نحو هذه الثورات القومية و الإسلامية و كسب التأييد الشعبي لها.

وعلى الرغم من اتجاهات الصحف العراقية في تلك الفترة باتجاه الوعظ و الإرشاد إلا إن القضايا السياسية ومنها الهيمنة الاستعمارية على المغرب العربي قد كان سائراً من الأبواب و الأخبار الصحفية المعمول بها من أخبار و تقارير و مقالات أدبية ومن هذا المنطلق.. كان هناك رغبة و تقصي من الباحث للتعرف على موقف الصحف العراقية في تلك الفترة و ما آلت إليه من شعور قومي و عربي أعطى للعرب دفقاً جديد من التآزر و التأييد.

فقد قسم الباحث موضوعه إلى ثلاثة فصول و خاتمة.

تناول الفصل الأول الغزو الإيطالي لليبيا 1911م و دوافعه. دراسة تأريخية.

و تناول الفصل الثاني مجريات ثورة عمر المختار في الصحف العراقية.

و تناول الفصل الثالث استشهاد عمر المختار و أثر ذلك في الشارع العراقي و بالتالي في الصحافة العراقية.

أهمية البحث:

تكمن أهمية البحث هذا في معرفة دور الصحافة العراقية من القضايا القومية والإسلامية، ومنذ بدايات نشأتها ولحد الآن، وبرغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها هذه الصحف فإنها كانت الرائدة في الصحف العربية في متابعة أحوال الأمة العربية. ولكي تطلع هذه الأجيال من الشباب والتي لا تعرف عن دور الصحافة العراقية في بدايات القرن العشرين.

أهداف البحث:

هو من أجل تزويد الصحفي العراقي من جيل الشباب بأخبار الآباء والأجداد ممن عمل بالصحافة وقال كلمة الحق ودافع عن عروبته ودينه الإسلامي رغم كل المخاطر التي كانت تحيط بهم، وجعل كلمة الحق هي العليا وكلمة الأعداء هي السفلى.

مشكلة البحث:

أهم مشكلة واجهت الباحث في هذا البحث هو قلة بل ندرة المصادر وخاصة بعد أحداث عام 2003م حيث تم حرق كافة الوثائق والصحف الموجودة في دار الوثائق والكتب الرسمية في بغداد، ولكن الذي حصلت عليه من بعض مكاتب النجف الأشرف، جزاهم الله خير الجزاء.

الفصل الأول: الغزو الإيطالي لليبيا 1911م و دوافعه - دراسة تأريخية

كانت ليبيا ولاية تابعة للامبراطورية العثمانية، ومؤلفة من خمس مقاطعات هي: طرابلس، والخمس، وبنغازي، والجبل، وفزان.

غزت القوات الإيطالية مدينة طرابلس الغرب في شهر تشرين الأول عام 1911م مخترقة مقاومة القوة العثمانية التي سرعان ما انسحبت إلى الداخل معبرة عن عدم استعدادها وعجزها في صد الهجوم على الرغم من معرفة الحكومة العثمانية مسبقاً بنوايا إيطاليا الخفية لاحتلال ليبيا([1]). وقد نددت الصحافة العراقية بتهاون الحكومة العثمانية وتغافلها عن تهديدات إيطاليا المسبقة لاحتلالها درنه وبنغازي، واعتبرت ذلك نتيجة لسوء إدارتها وسقم سياستها([2]).

وقد دفع هذا الموقف المقاومة الوطنية بزعامة بشير السعداوي رئيس جمعية الدفاع الطرابلسي البرقاوي إلى شن الهجمات القتالية بالتعاون مع بعض الضباط العثمانيين والمجاهدين العرب على القوات الإيطالية المعسكرة على الساحل ابتداء من ليلة الاثنين 12 تشرين الأول 1911م([3]).

واستطاعت تشكيلات المجاهدين التي كانت على غاية من الانتظام أن تحرر غرب طرابلس وتتخذ لها مقراً في سوق الجمعة على بعد ساعة ونصف من مدينة طرابلس([4]).

وكانت الصحافة العراقية في مثل هذه الظروف تتلقف الأخبار من هنا وهناك كي تشبع رغبة المواطن العراقي في معرفة الكثير عن سير المعارك والأحداث لاسيما وإن الصحف المصرية كانت تمثل المصدر المهم لنقل أنباء الحرب في طرابلس([5]).

ونتيجة لندرة تلك الأخبار، كان الخبر الواحد ينشر في عدة صحف عراقية ولمرات عديدة من أجل جعل الرأي العام يعايش أحداث الحرب رغم قلة ما يصل عنها([6]).

كما غزت الصحف العراقية صفحاتها بأنباء حرب طرابلس بما كان ينقل إليها عن طريق الوثائق التي ترد إلى شعبة الاستخبارات في بغداد، أو عن طريق شهود العيان، فقد كتبت جريدة الحقوق البغدادية مقالاً بعنوان” أنباء الحرب لشاهد عيان” أكدت فيه على الثقة العالية لدى المقاتل العربي في صد الهجوم الإيطالي بالرغم من التفوق العددي للعدو وتطور آلته الحربية من دبابات وطائرات وختم كلامه بمخاطبة الروح الإنسانية في أوربا ومطالبته إياها بوجوب مساعدة نضال الشعب الليبي حيث قال” ألا فالنعلم أوربا إن الإنسانية تستجيرها فحرام أن يقتل هؤلاء الأسود بنيران الطليان”([7]).

كانت الصحف العراقية بالإضافة إلى نشرها الأخبار والمقالات الحماسية تنشر قصائد حماسية لأغلب شعراء العراق وعلى صفحاتها الأول لتشجيع المقاتل العربي ضد الغزو الإيطالي لطرابلس وبنغازي ومنهم معروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد حبيب العبيدي وغيرهم([8]).

وكان أحمد عزت الأعظمي من أبرز المنددين بتلك الحرب والمؤثرين في أوساط الرأي العام لثقافته العالية، حيث أصدر صحيفتين هما (المنتدى) و (لسان العرب) كرس جهده فيهما لخدمة القضايا العربية ومهاجمة الاستعمار الإيطالي في طرابلس([9]).

وقد اهتمت الصحف وكتب الشعر والأدب بأسماء الشعراء الذين أسهموا في توجيه أنظار الجماهير العربية إلى الحرب المستعرة في طرابلس الغرب معتبرين ما يحدث هناك يمثل إحدى حلقات النضال العربي ضد الاستعمار الطامع بخيرات الوطن العربي الكبير.

وفي سنة 1911م نشر الشاعر علي الشرقي قصيدته” رفيف الأرواح”([10]) ، وكذلك الشاعر محمد رضا الشبيبي وقصيدته” من الحرب إلى الحرب”([11]).

الفصل الثاني: مجريات ثورة عمر المختار في الصحافة العراقية

 

إن المعلومات القليلة والنادرة التي كانت تنشرها الصحف والمجلات بين فترة واخرى في بداية العشرينات من القرن الماضي عن اوضاع المغرب العربي وما يعانيه السكان في ظل الاستعمار الاوربي، قد لا تعكس لنا تهاون تلك الصحف بتغطيتها لاحداث الوطن العربي وقضاياه المصيرية، بل انها رغم قلتها كانت تتابع مجريات الاحداث وخاصة نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار بجميع اشكاله والعمل على اجتثاث اصوله وركائزه. كما كانت الصحافة تفند الاخبار الكاذبة عن سير المعارك والتي كانت تصدر لصالح الغزاة الإيطاليين.

لكن الذي يلاحظ هنا هو شحة المعلومات المغذية للصحافة العراقية عن ثورة طرابلس الغرب ومجرياتها اليومية ربما يعود ذلك إلى جملة امور منها:

1) إن إيطاليا ضربت سياجاً إعلامياً على الثورة في طرابلس بقصد تعتيم الاخبار التي كانت تتسرب عن اعمالها الحربية، عاملة على تشويه قدرة المقاومة العربية المناهضة لوجودها غير المشروع هناك، ومبالغة في انتصارتها الحربية بحيث حاولت حصر تلك الاخبار بما يصدر عن وسائل اعلامها مباشرة أو ما توزعه على وكالات الانباء الغربية ووسائل النشر في اوربا مثل” لافور إيطاليا” و”التايمز” و”الديلي تلغراف” وغيرها([12]).

وقد عكفت روما على تسطير الانتصارات لجيوشها ضد المقاومة العربية في ليبيا، وتجسيم الخسائر المادية والبشرية التي تلحقه بالمقاتلين الذين اطلقت عليهم اسم رجال القبائل أو الاشقياء. كما اطلقت على عمر المختار (رئيس عصابة أشقياء) ([13]).

مع التقليل من شأن خسائرها والتي وصفتها بأنها طفيفة كما في بلاغاتها الحربية الصادرة في 20 حزيران 1924م ([14]).

وفي 13 شباط 1925م([15])وفي 30 حزيران 1926م([16])، وفي 16 حزيران 1929م أعلنت في برقية لها عن خضوع عمر المختار زعيم الثورة في طرابلس لها([17]).

وقد ربطت جريدة العالم العربي بين هذه السياسة الاعلامية واوضاع ايطاليا الداخلية حيث كتبت تقول” وكل ذلك تمويها وتضليلا حتى لا يثور الشعب الايطالي على وزارة الفاشستي ويزداد السخط عليها، وحتى لا تعتقد اوربا ان ايطاليا عجزت عن هؤلاء العرب”([18]).

2) لما كان بإمكان الصحافة المصرية ان تمد صحف الشرق العربي بما يصلها من اخبار الثورة في طرابلس الغرب عبر حدود القطرين المتجاورين خاصة الاخبار الموثوقة والدقيقة الصادرة من مركز قيادة المجاهدين والممثلة برسائل عمر المختار والموجه خارج الحدود([19]). فقد شعرت ايطاليا بخطورة تلك الاخبار حيث عملت جاهدة على منع تسرب تلك الاخبار حين فكرت في اقامة سياج فاصل بين حدود القطرين([20]). واستخدام نفوذها السياسي والدبلوماسي لمنع الصحافة المصرية والمحتلة من قبل الإنكليز - من تغطية اخبار العمليات الحربية الايطالية في طرابلس الغرب([21]). وقد اشارت جريدة العالم العربي ضمنا ان البعض من تلك الاساليب الاستعمارية الكامنة وراء رحلة موسليني إلى طرابلس الغرب حيث قال” إن برنامج هذه الرحلة الضخم جداً كان معداً للتأثير في نفوس الدول العظمى أكثر منها في نفوس الطرابلسيين”([22]).

ومع هذه القيود وغيرها استطاعت الصحافة العراقية ان تخترق تلك الحواجز، وتعمل على توجيه اذهان الرأي العام العراقي والعربي معا إلى ما يجري في ذلك الجزء من الوطن العربي معتمدا على عدة سبل منها:

أ- كانت الاخبار تنقل اليها من شاهد عيان حضر المعارك أو من رسالة بريدية أو تلغرافية وصلت اليها، فهناك جملة اخبار نشرت في الصحف العراقية تحمل في عناوينها ما يؤيد قولنا هذا فجريدة الاستقلال المعروفة بنهجها القومي كانت تذكر في مطلع اخبارها عن طرابلس الغرب إلى ذلك قولها” وافانا البريد”([23]) و” يؤخذ من بعض الأنباء التي وردت في البريد الأخير”([24]) و” كانت التلغرافات وافتنا في الأيام الأخيرة”([25]) و” تلقينا في بريد طرابلس الأخير”([26]). و” تقول الأخبار الواردة من برقة”([27]) و” جاء في كتاب عن ساحات الجهاد إلى أ حد رجال الجالية الطرابلسية البرقاوية” وجاء في كتاب من السيد عمر المختار ما يأتي"([28]).

وقول جريدة العالم العربي” ها أن البريد السريع حمل الينا من مراسلنا في بيروت”([29]) ، وفي جريدة الهداية الإسلامية” جاء في الاخبار الاخيرة”([30]) وفي جريدة العاصمة” يستدل من البيانات الواردة عن العمل الحربي الاخير في مهمة بنغازي”([31])” ولا تظهر التفاصيل الجديدة الواردة من بنغازي”([32]) وفي جريدة المفيد” ارسل إلى فتى العرب احد افاضل الطرابلسيين الكلمة الاتية”([33]) وفي جريدة الفرات” جاء في كتاب من احد قواد المجاهدين لاحدهم ورد فيه ما يأتي بالحرف الواحد”([34]) إلى اخر ذلك من الامثلة.

ب- كانت تعتمد على ما تنشره الصحف والمجلات العربية والعالمية عن احداث طرابلس الغــرب وتــذكر منهـا المصرية([35])على وجه الخصوص كالسياسة المصرية([36])ووادي النيل([37]) والإهرام([38]) والمقطم([39] )والرأي العام([40]) والشورى([41]) وألف باء([42]) والمقتبس([43]) أما الأوربية وخاصة الفرنسية مثل الطان والأرونوفل الباريسية([44])وغيرها.

ج- في بعض الأحيان كانت الصحف تستفيد حتى من البيانات الرسمية وشبه الرسمية التي تصدرها الجهات الإيطالية رغم سلبيتها لانها كانت تعمل على توجيه تلك البيانات لصالح القضية العربية وحرب التحرير في ليبيا وذلك عن طريق تفنيد المزاعم والاكاذيب الواردة في تلك الاخبار والبيانات وتحليل المعلومات التي تغفلها السلطات الإيطالية فثبتها بين السطور أو التي تذكر بقصد التقليل من قيمتها الاعلامية، فكانت كل هذه المعلومات تقرأ باتقان وتلحق بها استنتاجات دقيقة موضوعية تفضح الاكاذيب وما تحاول السلطات الايطالية كتمانه([45]). علما ان جريدة الاستقلال لم تعتمد اساسا على الانباء التي كانت تصدرها روما، أو ما تنقله الشركة الايطالية عن الحرب في طرابلس وذلك لعدم ثقتها بتلك الانباء على الاطلاق ولكونها كانت لا تنقل للجمهور الا الاخبار الموثوقة عن  طرابلس([46]).

وبعد هذا التهديد لمصادر اخبار الثورة في طرابلس في الصحف العراقية لابد ان نتساءل: ماذا اوردت تلك الصحف من انباء، وما هي موضوعاتها التي خدمت من خلالها حرب التحرير في طرابلس وقيادتها المتمثلة بعمر المختار ؟ وكيف عالجت الانباء المتضاربة عنها التي كانت ثبتها جهات مختلفة المآرب متناقضة الغايات ؟ وما هي اسباب الفتور الذي اعترى تلك الصحف في بعض سنوات عملها حتى كادت ان تحجب فيها انباء حرب طرابلس الغرب ؟

لقد ركزت الصحف العراقية في مقالاتها وتحليلاتها الصحيفة محاولة كشف الدوافع الحقيقة لايطاليا في احتلالها الاراضي الليبية، حيث تبين من ذلك ان ايطاليا كانت نحو احتلال عموم ليبيا ومد نفوذها نحو الشرق بعدة عوامل، ابرزها العامل السياسي والاقتصادي الخاص بالاستفادة من موقع ليبيا الاستراتيجي في أفريقيا وخصوبة الساحل الليبي. بحيث يدفعها هذا العامل إلى فتح باب المساومة مع الدولة العثمانية بدفع مبلغ (60 مليون فرنك) لقاء شراء حمايتها على طرابلس الغرب([47]). ولما فشلت محاولتها هذه لجأت إلى استخدام القوة في تحقيق مطامعها بالاستيلاء على الساحل الليبي الذي قال عنه موسلييني” أن أقصى المقاصد التي ترمي اليها ايطاليا هي جعل ساحل أفريقيا مخزنا عالميا للحبوب كما كان في عهد الرومانيين” ([48]).

وفي نفس الوقت فان تصريحات موسليني هذه كانت تمثل مساعي ايطاليا للتوسع والاستعمار من اجل احياء الامبراطورية الرومانية المندثرة([49]).

وإلى ذلك اشارت جريدة نداء الشعب حين كتبت عن الجهود التي تبذلها ايطاليا لتوفير المصالح الزراعية الكافية في برقة لاستدراج الايدي العاملة الايطالية، وبذلك تحقق اهدافها الاستعمارية ليس في تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية فقط وانما ايضا في الاستيطان([50]).

ولم يكتفي الايطاليون من احتلال الساحل الليبي بل توجهوا نحو داخل الصحراء الليبية بقصد الوصول إلى السودان وإلى منابع المياه في حوض بحيرة تشاد. ولهذا الاحتلال اهمية اخرى وذلك أي العلم الايطالي سيرفرف في اقصى الحدود القبلية التي وضعها الاتفاق الفرنسي - الايطالي في ايلول 1929م([51]).

كما اكدت الصحف العراقية وطنية الثورة وخطها القومي والاسلامي الواضح من خلال ما نشرته عن ايجابية اهدافها في التحرير وضمان الاستقلال للبلاد وطرد الاستعمار من على ارضها من ناحية، وكشف النقاب عن الصلة الحميمة بين الجماهير وقادة الثورة من السنوسيين وعلى رأسهم عمر المختار والذي تجلى في سرعة استجابة الجماهير لنداء الثورة والالتحاق بفصائلها المقاتلة حتى ان جريدة العاصمة عزت فشل القوات الايطالية في زحفها لاحتلال اراضي جديدة في طرابلس الغرب بتاريخ 3 آيار 1923م إلى مواجهتها (لكثير من السنوسيين المسلحين الذين هرعوا من المعسكرات المجاورة لنجدة زملائهم) ([52]).

واشارت جريدة الاستقلال إلى هذه الناحية في عدة اماكن نذكر منها على سبيل المثال قولها عن واقعة سلوق الذي جاء فيه” ساق المجاهدون من دور المغاربة ودور العوافير بقيادة المجاهد أبي سالم تسعمائة رجل هجموا على مركز سلوق الذي يبعد عن بنغازي مسافة 18كم وعاونوه من كل جانب” ([53]).

وقولها ايضا” ان المجاهدين من الاهالي يزداد عددهم يوما فيوما وان قوافل النوافر والعوافر والبراعصة والمنفه الذين كانوا راكبين إلى الطليان كتبوا سرا إلى (فجه بك) وإلى (حسن بك) قائدي المجاهدين السياسيين في جبان ان يرسلا لهم قوة تساعدهم على اخراج بيوتهم من المنطقة الطليانية والالتحاق بالادوار المرابطة امام العدو”، واشارت جريدة المفيد إلى تصاعد الزيادات في اعداد المجاهدين عما كانت عليه فقالت” ازداد عدد المجاهدين كثيرا عن ذي قبل في الجبل الاخضر بقيادة البطل عمر المختار الذي اخذ يهاجم مراكز الطليان” ([54]). يؤيد ذلك ما اوردته العالم العربي نقلا عن جريدة السياسة المصرية بشأن هجمة الطليان الهائلة على دور (البراعصة) جاء فيه”... ولم تنحصر هذه المعركة في البراعصة وحدهم بل حشد لهم دور العبيد والعرفا وكانت لهم يد عظيمة في هذه الواقعة، كما ان الطليان عززوا القوة الاولى مع كثافتها بقوة ثانية فيها كثير من المرتزقة من العرب، فاحاط العرب بالقوة الثانية التي جاءت نجدة للاولى وانحاز المرتزقة من العرب إلى اخوانهم المجاهدين وقلبوا للطليان الذين كانوا معهم ظهر المجن فركن الطليان إلى الفرار...” ([55]). وفي مقال اخر جسدت الاستقلال وحدة الشعب الليبي الوطنية والمصيرية على خلاف ما اراد لها الاستعمار بقولها” اعلن جميع اهالي القطر الليبي من تونس إلى مصر الجهاد العام ضد ايطاليا لاستخلاص الوطن.

ونزل القسم الاعظم من القبائل المتوطنة في الداخل واقاموا مراكز عديدة على طول شمال البحر المتوسط واخذوا في محاربة العدو....” ([56]). كذلك عزت جريدة النهضة الاسلامية ان الهمجية التي تتبعها ايطاليا في طرابلس الغرب برمي الاسرى بالرصاص إلى ارهاب بقية القبائل حتى لا ينظموا إلى السيد عمر المختار.. لان كثيرا من القبائل انظمت اليه بعد انتصاراته الاخيرة على ايطاليا([57]).

هذا وقد مجدت الصحف العراقية القيادة الحكيمة للثورة العربية في طرابلس الغرب حين ذكرت اسماء القواد بفيض من الحب والافتخار مثمنة مواقفهم القيادية الذكية وارادتهم الصلبة في مقارعة الاستعمار رغم قدراته البشرية والتكتيكية العالية. وكان اسم عمر المختار على رأس اولئك القادة حتى اصبح في اواخر عشرينات القرن الماضي رمزا للنضال الليبي ضد الاستعمار الايطالي وذلك لما تميز عن غيره من كفاءة قيادية عالية ومؤهلات ذاتية سامية وتفان متناهي في سبيل المبدأ والدفاع عن استقلال الوطن وشرف الامة. وسلطت جريدة الاستقلال اضواءها الساطعة على قائد الثورة العام واخوانه الاخرين خلال حديثها عن معارك الجبل الاخضر سنة 1924م حين قالت” ويوجد الآن خمسة ادوار مرابطة في منطقة اجدادبية وفي الجبل الاخضر وقوادها ممن اشتهروا بالطعن والضرب واليقظة وحسن القيادة وهم فجة بك المعروف عند الطليان بالنيكراوي الاسود وهم يخشونه جدا وتسود وجوههم لذكره، والثاني ابو الشويخ والثالث صالح باشا الاطيوش والرابع حسن بك الغماري والخامس سيدي عمر المختار شيخ العرفا والعبيد البطل المشهور” ([58]). كما تمنت تخطيطة لادارة معارك الجبل الاخضر المشهورة([59]).

ومن الجدير بالذكر عن عمر المختار الذي قاتل الاستعمار بكل امكانياته المادية والمعنوية وقدم على طريق الاستشهاد ابنائه ونسائه اللاتي سبين على يد الطليان، كان قد عزز بمواقفه البطولية هذه سمعة السنوسيين القيادية في حرب طرابلس حتى اثنت عليهم الصحف ووصفتهم بعظمة المدافعين عن حرية واستقلال اوطانهم. فقد كتبت جريدة الاستقلال بهذا الصدد تقول” ووقفت السنوسية موقف الدفاع عن اوضاعها المقدمسة ومن دونها اسود تذود عنها وتغذيها بكل رخيص وغالي” ([60]).

واضافت جريدة الاستقلال” والحق انه كان لتولي عمر المختار قيادة قوات المقاومة العربية وقع نفسي خاص في صفوف المقاتلين لثقتهم العالية بقيادته الرائدة وايمانهم بحتمية الانتصار لاسيما شخصيته التي كان لها اكبر الاثر في توحيد القبائل وجمع صفوفهم في وحدة قتالية متلاحمة”([61]).

وكتبت جريدة العالم العربي تقول” ازداد عدد المجاهدين كثيرا عن ذي قبل واتفقت اكثر القبائل على الجهاد ولاسيما في الجبل الاخضر حيث تسلم القيادة البطل المشهور سيدي عمر المختار واخذ يهاجم مركز شحنات ومراكز الطليان بقربب درنة وقد اعتزم الطليان مهاجمة سيدي عمر المشار اليه فاتخذ التدابير اللازمة لصد هجماتهم” ([62]).

وبالرغم من ان تلك الصحف لم تستطع من تغطية جميع تلك المعارف الحربية للثورة الليبية، الا انها في مجمل ما نشرته تكون قد قدمت صورة شبه متكاملة عن طبيعة الحرب ونوع الكفاح البطولي الذي ابداه المقاوم العربي المسلم في ميدان القتال، فقد نشرت جريدة العالم العربي عن معارك عام 1924م، بانها انتهت بانتصار العرب بقيادة عمر المختار الذي اجلى الايطاليين عن مواقعهم بالقرب من خولان وتقدم بالزحف على قلعة القبقب وذلك بعد معركة عنيفة حطم فيها العرب (27) سيارة للعدو وغنموا ذخائراً وعتاداً كثيرا. وفي واقعة (نبنه) بالقرب من بنغازي ترك الايطاليون (40) قتيلا و (200) جملا محملا غنمها المقاتلون جميعا.

وذكرت صحيفة العالم العربي بقولها” ثم دخل عمر المختار (مرارة) واسر جنود الطليان وغنم (30) بندقية، كما حاصرت المقاومة العربية قصبة المرج التي تبعد عن البحر 4 ساعات وقطعوا عنها سبل الامداد البرية والبحرية، ودار في 15 شعبان معركة بقرب (غريان) التي تبعد مسافة يوم واحد عن مدينة طرابلس وانتصر فيها العرب وغنموا كثيرا. ثم تلتها واقعة عنيفة عند جردس ومرارة بالجبل الاخضر، واستمرت ثلاث أيام قتل فيها افراد العدو عن بكرتهم وغنم العرب الذخائر والعدد باسرها” ([63]).

وفي معركة وادي (ابن ولد) التي دامت اربعة ايام في اوائل النصف الثاني من العام انهزم فيها الايطاليون وقتل الجنرال (بدنجواني) من زعماء الفاشستيين بينما كان يتقهقر واركان حربه([64]).

وقد واكبت الاستقلال نشر اخبار الانتصارات لعام 1926م، حيث حقق العرب انتصارا على الطليان في واقعة (سلوق) بعد معركة عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى في صفوف العدو، وتم اسر جميع افراد الحامية المرابطة في مركز سلوق بالاضافة إلى الاستحواذ على الدواب والارزاق والذخائر العائدة للحامية الايطالية، وقد عبر المجاهدون عن فرحهم بالانتصارات وسط التهليل والتكبير رغم ان عدد من جرح منهم بجروح خفيفة بلغ (13) مقاتلا وتوالت هزائم الايطاليين امام هجمات المجاهدين على موقع (الغويهات) الذي يبعد كيلو متر واحد عن بنغازي وعن واحة (جالو) التي تبعد 180كم عن بنغازي والتي كانت تمثل مركزا للحكومة السنوسية([65]).

وفي هجوم المقاومة على عرب (اولاد يوسف) الذي دامت معاركه ثلاثة أيام بلياليها فقد العرب (23) قتيلا منهم (4) نساء مقابل تكبيد الايطاليين (250) قتيلا، ثم اعقبته معركة طاحنة في الجبل الاخضر، شن فيها الطليان هجوما انتقاميا على المجاهدين المرابطين هناك بقيادة عمر المختار واستمر القتال خمسة أيام تكبد فيها العدو خسائر فادحة لم يستطيعوا حصرها بالارقام([66]).

ونشرت جريدة الوطن عن اشتباك الايطاليين المدعومين بقوة الطيران وبمساعدة الخونة من زعماء العرب في مدينة (فزان) في معركة حامية انتهت بانتصار المقاتلين بالرغم من انهم قدموا شهيدين من اكبر زعمائهم في هذه المعركة هما (سيف النصر باشا) و (ابن أبي سيف) اللذان قررا في شد المعركة” ان النكوص لا يتفق مع الكرامة فحملا في المقدمة حتى قتلا” ([67]).

ومن هذا الاستعراض الموجز لبعض وقائع الثورة في طرابلس وما حققته من انتصارات حربية نقف على بعض الملاحظات والاستنتاجات منها:

1) إن ما نقلته الصحف العراقية من اخبار عن معارك الحرب الليبية ضد ايطاليا والانتصارات الحاسمة التي حققها العرب في ميادين القتال تدحض افتراءات ايطاليا وتكذب وسائل اعلامها، في حين تؤكد صراحة تلك الصحف وتجرد نواياها وذلك ما اشارت اليه جريدة الاستقلال في تعقيبها على الهجوم الذي شنه الايطاليون على جميع (نجود برقه) بعد ان هيأت له ايطاليا من الجيوش ومعدات الهلاك ما هيأت قائلة” فاذا كل ما وصلت اليه لا يساوي صوتا واحد من الصفحة التي اثارتها مصادر الانباء الايطالية حول تلك المعارك” ([68]). كما ختمت جريدة العالم العبي احدى نشراتها الاخبارية عن الحرب في طرابلس الغرب بقولها” فهذه هي الاخبار الحقيقة عن الوقائع الجارية في طرابلس وبرقه فمن كان يهمه هذا الامر فما عليه الا ان يزور تلك البلاد ليتحرى ويتحقق بنفسه من الكذب المخجل الذي تذيعه تلغرافات روما لاغراض في نفس وزارة الفاشست سواء لدى اهل الغرب أو اهل الشرق” ([69]). وقول جريدة النهضة بعنوان” الخبر اليقين عن طرابلس الغرب” ([70]). ومما يؤيد سعي الصحف العراقية في تقصيها الحقائق عن الحرب في طرابلس اعتماد تلك الصحف في معظم الاحيان على المصادر الاكثر وثوقا ودقة في نقل الاخبار لاسيما تلك التي كانت تصلها في رسائل عن قادة المجاهدين كعمر المختار نفسه الذي كان يراسل الصحف العربية ويطلعها على اوضاع المجاهدين وانتصاراتهم التي يحققونها على الاعداء([71]).

2) تم الكشف عن عن مدى فعالية اشتراك المرأة العربية في القتال ضد الايطاليين بجنب اخيها الرجل متحملة بكل معاني الشجاعة اعباء القتال ومشاق الاحتلال وثقل اغلال الاسر([72]). ونشرت صحيفة الاوقات البغدادية في صفحتها الاولى” إن الإيطاليين اسروا خمسين امرأة وولد” ([73]). وكتبت مجلة لسان الهداية على لسان رئيس تحريرها محمد كمال الدين الطائي” ان بشاعة الاساليب اللااخلاقية التي تتبعها السلطات الايطالية مع اهل طرابلس، كسجن النساء ونفيهن إلى خارج البلاد بعد قتل ازواجهن وابائهن واخوانهن، وان الحكومة الايطالية قد ارسلت إلى افريقيا الشرقية (550) امرأة طرابلسية، كما نقلت اربع بواخر المئات من النساء، وهذه النسوة ممن قتل ازواجهن في الحرب مع ايطاليا عام 1918-1922” ([74]).

3) كانت قدرة عمر المختار القيادية وطريقته في ادارة ذمة القتال التي يمكن تلخيصها بتوزيع مقاتليه إلى مجاميع يحتلون النقاط العامة، واعتماده على حرب العصابات، من اجل تقليل عدد الخسائر في اتباعه نتيجة لكثرة الجيش الايطالي عددا وعدة([75]).

وقدمت لنا جريدة العالم العربي نموذجا للكيفية التي واجه بها عمر المختار هجوم الايطاليين العنيف على الجبل الاخضر في صيف عام 1931م حيث جاء فيه” انه - أي عمر المختار يعيش وحيدا في المنطقة الجبلية من شواطئ افريقيا لا يحيط به اكثر من 600 إلى 700 رجل بل ربما 500 فقط من المحاربين الاشداء الذين تركوا اهلهم وراء الاسلاك الشائكة، وقد خرق رجاله إلى اقسام صغيرة تجوب البلاد من حدود مصر إلى خليج سرت الكبير، ولذلك يمكن ان تجدهم في كل محل دون ان تعرف لهم مستقرا خاصا بهم” ([76]).

4) إن المتتبع لاخبار الحرب في الصحف العراقية يلمس فتورا فيما كانت تنشره تلك الصحف عن الحرب للسنوات التي سبقت اعدام البطل عمر المختار على وجه الخصوص في الفترة من 1927م إلى غاية 1929م ويمكن ان نعزو ذلك إلى عدة اسباب منها:

أ- انشغال الصحافة بمتابعة مطامع ايطاليا المستجدة في الشرق العربي والبحر الاحمر ذات التأثير المباشر على سياسة المنطقة وخطها الاعلامي وبذلك كتبت الاستقلال وهي من امهات الصحف العراقية العديد من المقالات والتحقيقات حول هذا الموضوع تحت عناوين مختلفة نذكر منها” العرب وإيطاليا” و” إيطاليا وتركيا” و” هل تهاجم إيطاليا الأناضول ولا مطامع إيطاليا في الشرق الأدنى” و” إيطاليا والانتداب الاستعماري” وقد تم في هذا المقال تشخيص مساعي إيطاليا الاستعمارية الهادفة إلى الحصول على الانتداب على سوريا والمطالبة بالحماية على تونس، و” إيطاليا وبلاد العرب” الذي تناولت فيه القيمة الملاحية التي أولتها إيطالية للبحر الاحمر من جهة المواصلات بين الشعوب، ومقالا بعنوان” مطامع انكتلرا وإيطاليا في بلاد العرب” و” مفاوضات الملك سعود مع إيطاليا لعقد معاهدة ودية” و” إيطاليا وجزيرة العرب” ([77]).

ب- ذكرنا فيما سبق أن أيطاليا ضربت خطرا اعلاميا على انتقال الاخبار عبر حدود ليبيا مع مصر كي تمنع تسرب الاخبار إلى الصحافة المصرية التي كانت من اهم المصادر الممولة للصحف العراقية باخبار الحرب في طرابلس الغرب.

وفي نفس الوقت حاولت إيطاليا استخدام نفوذها السياسي والدبلوماسي في الضغط على حكومة الانتداب الإنكليزي في مصر - لم تكن بريطانيا هي الاخرى راغبة في تأجيج الروح القومية في مصر بترويج نشر اخبار الانتصارات التي يحققها ابناء الشعب الليبي ضد إيطاليا، فكانت تمنع نشر اخبار الحرب في طرابلس الغرب في الصحف المصرية لاسيما وان الإنكليز اصبحوا” يعلنون ان جهاد الشيخ السنوسي عبارة عن عصيان لا اهمية له” ([78])، اما ما كتبته جريدة الاستقلال بعنوان” بلاد العرب بين انكلترا وإيطاليا والموقف الجديد في سوريا” ثم مقال اخر بعنوان” النزاع على سوريا بين فرنسا وإيطاليا - السياسة في البحر المتوسط”([79]).

ج- ربما يكون لبعض الحكام العرب دور في هذا الحجب الصحفي الاخبار الثوار في طرابلس الغرب، محاولة منهم لاخفاء الحقائق الناصعة عن شعوبهم من جهة ولارتباطهم بالحكومة الايطالية بعلاقات شخصية ودية من جهة اخرى كعلاقة كل من الملك فؤاد والملك فيصل الاول بإيطاليا. إذ ان بوادر التقارب بين مصر وإيطاليا قد ظهرت بصورة واضحة من خلال زيارة الملك فؤاد إلى إيطاليا في هذه الفترة من النضال الليبي حيث كتبت جريدة العالم العربي عن هذه الزيارة بعنوان” الملك فؤاد يزور إيطاليا” وقد اشادت بالحفاوة التي لقيها الملك هناك من لدن الحكومة الإيطالية([80])، لاسيما وان هذه الحفاوة قد اكتنفت رحلة الملك فيصل الاول إلى أوربا من قبل، حيث احتفى الايطاليون بالملك فيصل احتفاء عظيما واظهروا له من ضروب الاجلال والتكريم، مما عمله على مقابلة جميلهم بالمثل فكتب إلى جلالة والده بان ينتدب الشيخ الاكبر ويرسله إلى طرابلس ليقنع عربها بانهاء القتال ضد الايطاليين([81]).

د- قد يعود ذلك إلى ضعف حدة العمليات العسكرية في طرابلس - برقة في هذه الفترة وذلك لدخول قيادة الثورة المتمثلة في عمر المختار بمفاوضات مع الإيطاليين امام الوعود الظاهرية التي قطعوها للثوار بتحقيق مطاليبهم في الحرية والاستقلال. لكن المفاوضات حينما فشلت سنة 1929م اسرعت إيطاليا إلى نقض العهد الذي قطعه قائد قواتها في طرابلس الغرب (بادوليو) للثوار. واحضر الايطاليون القائد (غراتسياني) صاحب السمعة السيئة لقيادة العمليات العسكرية وبدأت صفحة اخرى كانت من أسوأ الصفحات في تاريخ الاستعمار الإيطالي([82]).

هـ- يمكن أن نضيف سبباً آخر ساهم إلى حد ما في ذلك الحجب الصحفي المؤقت لاخبار القتال في طرابلس الغرب. هو انشغال الرأي العام العراقي وصحافته في هذه الفترة في مناهضة (المعاهدة الإنكليزية - العراقية) والمطالبة بالغائها. حيث شهدت البلاد اضطرابات عامة واحتجاجات شعبية عارمة ومظاهرات طلابية. مع زحمة اشتداد مقاومة سوريا للاستعمار الفرنسي([83]).

إن حجب وصول الاخبار أو الانباء عن مواقع القتال في الفترة المعنية اعطى الصحافة العراقية في نهاية تلك الفترة دفعا جديدا لدعم نضال الشعب الليبي وذلك بعودتها في عام 1930م([84]). كما لعبت الصحافة العراقية في هذه الفترة من عمر الثورة الليبية دورا ايجابيا في نقل الصورة الحقيقية للثورة إلى اعماق الجماهير في القطر العراقي وهي تطالبهم بمساندة اخوانهم المقاتلين في ليبيا. وذهبت إلى هذه الدعوة عدة صحف عراقية منها جريدة الاستقلال فكتبت تحت عنوان” ضحايا طرابلس الغرب” قالت فيه بالنص المطول” كانت هذه الصحيفة اول من اشارت إلى المظالم التي يجريها الطليان في طرابلس - برقة ونشرت البرقيات التي اذاعت فضائع هؤلاء الذين يريدون ان يعيدوا ما مثله الأسبان في الاندلس” ([85]).

كما كتبت جريدة الهداية الإسلامية مقالا” وا أسفاه وا رحمتاه وا مصيباه... بلاد إسلامية تكتسح ودين محمد بن عبد الله يباد وقرآن يمحى وأمة إسلامية تفنى وملايين من المسلمين تنام، كأنما لا صلة لهم بتلك البلاد المكتسحة اين هم المسلمون علىك ثرتهم، واين نخوتكم والنساء تستباح اعراضها في ديار الاسلام.. فأين شهامتكم واخوانكم في طرابلس وبرقة يقاسون المر ويلتحفون السماء ويفترشون الغبراء اين علماء الاسلام وورثة الانبياء، اين ملوك العرب في الحجاز والجزيرة، اين ارباب الصحف ادفعت الامة، اين الشعراء، اين المراثي اين الدموع....” ([86]).

حقا ان كل النشرات والكتابات وحملات الاستصراخ الموجهة من الصحافة العراقية لاثارة الحماس القومي ومناشدة الضمير العالمي من اجل اسناد ثورة طرابلس الغرب وانقاذ شعبها من محنته، كانت قد اثارت حفيظة القنصلية الإيطالية في بغداد حين وجدت في ذلك فضحا لمحاولات التكتم الشديد التي انتهجتها المصادر الرسمية والاعلامية الايطالية في اخفاء فضائحها في طرابلس الغرب. ويتضح ذلك من البرقية التي بعثت بها القنصلية الإيطالية في بغداد إلى إدارة جريدة الاستقلال حيث جاء فيها” من قنصل إيطاليا. حضرة المحترم صاحب جريدة الاستقلال بغداد - المرجو من حضرتكم نشر ما يلي ولكم الشكر سلفاً - بحيث يلوح بأن البعض يصغي إلى الأخبار المنشودة في بعض الجرائد حول فضائح وهمية في طرابلس الغرب - فقنصل دولة إيطاليا في بغداد يصرح رسميا بان تلك الاخبار هي مبتدعة صورة من هذا التكذيب من قنصل إيطاليا إلى جميع أصحاب الجرائد في العراق” ([87]). وكتبت جريدة الاستقلال تحت عنوان” يا عالم اسمعوا الشعب العربي في طرابلس يستغيث من فضائع الإيطاليين” ([88]).

الفصل الثالث: استشهاد عمر المختار و أثر ذلك في الشارع العراقي و بالتالي في الصحافة العراقية

كان لوقوع عمر المختار في الأسر ثم إعدامه بتاريخ 16 أيلول 1931م رمياً بالرصاص([89]). في منطقة سلوق من قبل سلطات الاحتلال الإيطالي في بنغازي، أثار جسيمة أحدثت ضجة كبرى في العالمين العربي والإسلامي والعالم كله وصفتها جريدة العراق” وقد كان لهذا النبأ ما حمله البرق إلى العالم صدى أسف واستياء عظيمين في البلاد العربية بل في كل موطن يقدر البطولة ويمجد الوطنية ويقدس التضحية في سبيل الواجب” ([90]). وفي العراق انعكست آثار الفاجعة على مشاعر الناس حيث ملئت قلوبهم حزناً وألماً استقرأته الصحف بما كتبت ونشرت من مقالات التمجيد والتأبين ذات العناوين السوداء البارزة منها” إعدام مجاهد طرابلس الغرب عمر المختار وهو في التسعين من عمره يناضل في سبيل وطنه” ([91]). و” عمر المختار لم يكن ثائراً على حكومة شرعية بل كان مجاهداً عن وطن مغصوب بالقوة” ([92]). و” شهيد العرب”. و” عمر المختار بطل برقة الشهيد” ([93]).... الخ.

تناولت في جميعها جوانب كثيرة عن حياة البطل ومسيرته النضالية في قيادة الثورة الليبية يمكن حصرها في نقطتين مهمتين أولاهما: تناولت شخصيته ونشأته وتربيته وثقافته السنوسية مع لمحات وإشارات إلى كيفية تدرجه في صفوف المجاهدين منذ عام 1911م حتى استلامه قيادة الثورة الليبية عام 1921م([94]).

فأصبح من ابرز قواد جهادها فنال بذلك تلك العبارات التي صاغتها عاطفة جياشة وهي تودعه إلى مثواه الاخير بكلمات الثناء ومعاني التعظيم مرصعة اسمه اينما ذكر بكل ألقاب البطولة ورموزها التي نادرا ما كان ينالها قائد في عصره فقالت جريدة العالم العربي وهي تنعيه بالزعيم المجاهد والزعيم الثائر” ألا أن للسيد عمر المختار واسمه كان يردد علينا منذ زمن يعيد أعمال بطولة وجهاد، أثراً عميقاً في النفوس، ووقعاً على الأسماع يحق لها أن تنفر عنده وأجمه” ([95]). أما جريدة العراق التي ذكرته مرة باسم الثائر السنوسي وزعيم طرابلس ومرة باسم مجاهد طرابلس والزعيم المغربي حيث كتبت في صدر مقالها التأبيني” الرجل علم من أعلام الأبطال المجاهدين في سبيل طرابلس الغرب أزاء الاستعمار الإيطالي.. حيث عاش حراً مقاتلاً مدافعاً عن شرف العروبة والإسلام ومضى شهيداً مع شهداء الدين الإسلامي ضد الكفرة...” وختمته بقولها” ففي ذمة الله بطل المغرب حامي برقة الشهيد” ([96]). ونعتته جريدة النهضة بـ” الزعيم الأكبر” ([97])ولقبته جريدة الخبار وصدى الإسلام بألقاب ونعوت كثيرة([98]).

لكن الصحف لم تقف عند هذا الحد من كيل النعوت وكلمات الرثاء بل حاولت أن تجعله في صف الأبطال الذين خلدهم تاريخ القرن العشرين فاعتبرته ثالث العظماء الأبرار الذين شهدتهم أفريقيا في المائة سنة الأخيرة، أولهم الأمير عبد القادر الجزائري (قائد ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي)، والأمر عبد الكريم الخطابي (قائد ثورة أنوال الشهيرة في المغرب ضد الأسبان)، والثالث هو الشهيد عمر المختار وهو الذي قالت عنه جريدة العالم العربي” والثالث الذي نشيعه الآن وأن لم يبلغ من القوة مبلغهما إلا أن له من صبره وكفاحه الطويل بجند قليلين وأعداء كثيرين، كلما شتت منهم فرقة لفظ إليه البحر بفرق. ما يجعله بمصافحها بحق وما يجعلنا نمجده خاشعين ثم نضع اسمه إلى جنب ذينك الأسميين اللذين ما ذكرناهما إلا وحدثت في القلوب لوعة لا يخففها غير ما اقترن بها من سجل مجيد”([99]). كما فضلته الصحف العراقية على ابطال الحرب العالمية الاولى لانه كان بطل الحرية والمدافع عنها حيث استطردت العالم العربي في مقالها قائلة” وبينما كان العالم يتطاحن في الحرب العظمى في سبيل المطامع والاستعمار، كان هذا الفارس بعدد ضئيل من قواته يغير على القوات الإيطالية محاربا في سبيل الحق الذي أهدته إليه الغريزة وأن لم يهده إليه العلم، ولكن صوت مدافع البطل أخفت -عادته في هذا العالم -صوت المجاهد للحرية وراح الناس يتحدثون عن هندنبرغ ولذتورف وقوش ونسوا بطولة عمر المختار”([100]). لذلك كتب عنه شكيب أرسلان الذي زامله وعاصره في مقالته التي حررها لجريدة الأخاء الوطني” فعمر المختار هو من اعظم رجال العصر ومن اكبر ابطال الاسلام بلا منازع” ([101]).

وثانيهما: فقد اكدت عمق الثورة في ذاتية قائدها حيث تطرقت إلى” غريزة عمر المختار الثورية” التي انعكست على طبيعة العلاقة بين الثورة والثوريين وإلى ذلك تطرقت جريدة العالم العربي فقالت” وهو من نخبة يظهرها العالم من حين لآخر. لتحارب الظلم لأنها لا تحب أن يظلم الناس، ولا تحتاج إلى ان ينال من مصلحتها الشخصية لتثور أو لأن تهان شخصيا لتغسل الإهانة، ففي أعماق روحه غريزة لبغض الباطل وثورة على الظلم، ولو قاوم هذه الغريزة لنال من المستعمر الإكرام الكاذب الذي يطمح به الأغرار، ولدر عليه الذهب واسكنه أفخم القصور إلا أن هذه النفس العظيمة... ازدرت عن المغريات على كثرتها ورضت من حطام الدنيا ببندقية وجواد ثم تركت الوادي الخصيب والفراش الوثير إلى الصحراء المتعفرة لا تتوسد فيها غير الرمال...” ([102]).

وقد كتبت جريدة العالم العربي ردا على ما اعلنه القائد الإيطالي (غراتسياني) من تقديمه جائزة ثمينة جدا تقدر بـ (200.000) ألف ليرة إيطالية للنيل برأس عمر المختار قائلة” فأنه ليس حول عمر المختار رجل واحد يمكن ان يخونه بل ان حياة جميع انصاره منوطة بحياته” ([103]). كما ذهبت جريدة العراق إلى نفس القول فيما كتبته تحت عنوان” ثمن رأس المختار” ([104])، ذكرت فيه ان عمر المختار جعل من كل المقاتلين المنضوين تحت لوائه وحدة نضالية تقاتل وكأنها رجل واحد وقد” قنعوا في اكثر الاوقات بقليل من الماء والحشيش إذا اقتضى الأمر” ([105]). لذلك كان الشهيد واثقا من نفسه ومن اعوانه يوم قال بأعلى صوته وهو بين يدي الجلاد” ان الثورة ستستمر بدونه وسيظهر عمر المختار من جديد” ([106]). ولم يبالي بالموت لانه كان قد اقسم للزعماء السنوسيين انه لا يرمي سلاح الثورة عن يده حتى يواري لحيته التراب([107]).

وبعد هذا لابد من وقفة نبحث فيها عن النتيجة التي كانت تسعى إيطاليا إلى تحقيقها من إعدام عمر المختار. ونتساءل أيهما انتصر في ساحة الثورة الليبية القاتل أم المقتول ؟

بلا شك إن صرامة عمر المختار وإرادته الصلبة في القتال وايمانه بوجوب استمرار الثورة حتى النهاية كانت تضعف إلى حد كبير جهود السلطة الاستعمارية الرامية إلى تضليل الرأي العام الإيطالي والأوربي بان الحرب الحقيقية في طرابلس قد انتهت وان الهدوء يسود القطر الليبي وان اجراءاتها العسكرية هناك ما هي الا مجرد” أعمال تأديبية واسعة النطاق” ([108]). لذلك اعتقد (غراتسياني) أن بإعدامه الثائر السنوسي سينهي الثورة في طرابلس إلى الابد ويمكن للحكومة الإيطالية من اعتصاب تلك الديار نهائيا وبدون مقاومة. لكن النتيجة التي واجهتها السلطات الإيطالية بعد الإعلان اكدت لهم فشل تصوراتهم الوهمية وتقديراتهم السياسية والعسكرية” كما أصبحت ذكراه وما حوته من مآثر في السياسة والبطولة ناموساً يتلقى منه الناشئة الإسلامية الدروس اللازمة لها في البسالة والصبر والثبات والنزاهة والإخلاص وسائر الأخلاق العظام” ([109]).

و” رمزاً يتسلح به الساسة العرب في مناهضتهم للاستعمار والمطالبة باستعادة حقوقهم المهضومة حتى قال شكيب أرسلان فإن تاريخ هذا البطل عبارة عن احتجاج مجسم من الأمة الطرابلسية على إيطاليا المعتدية الغاصبة” ([110]). وخير ما نختتم به هذا البحث هو الخطاب المفتوح الذي بعث به مفتي الموصل الشيخ حبيب العبيدي إلى موسيليني من بغداد بتاريخ 27 محرم 1356هـ / الموافق 8 نيسان 1937 أي بعد إعدام عمر المختار بحوالي ست سنوات وقد أذيع الخطاب في كل أنحاء سوريا، ونشرت أغلب الصحف العراقية” إلى صاحب السعادة السينور موسيليني، زعيم الفاشست ورئيس الوزراء الأفخم: يا صاحب السعادة نشرت لك الصحف خطبا عديدة ولك ملء الحرية فيما تقول ولكن ينتهي حقك حيث يبدأ حق غيرك، لقد اكثرت من البحث عند العرب والمسلمين، ولست عربيا ولا مسلما، وكم كان لبحثك هذا اثره العميق في النفوس، ولو قمت اساليبه وتمت مضامينه على تلافي ما فات، وضمد صروح داميات بغية التقارب بعد التباعد والصداقة بعد العداء، ولكن كانت النتيجة معكوسة لتلك المقدمات.. وأقول لك أن إقليم طرابلس الغرب مسلم عربي، وقد مضى زهاء ربع قرن على تحكم روما بمقدرات العرب والمسلمين في هذا القطر المنكود الضالع، فما أفاضت عليه روحا من حضارة التمدين غير الظلام والنار.. هل هذه هي صداقة روما للعروبة والإعلام... واسمح لي يا صاحب السيادة ان اذكرك بايام هذا العربي الذي تحاول العبث به اليوم هو حفيد ذلك العربي الذي عرفته، كما عرفه التاريخ وعرفته بلادك يوم كان بطل الفتح ورسول الحضارة واستاذ الأمم وكان ارحم الفاتحين وقد خدمنا الإنسانية وعلمنا الدنيا رسالة العلم والحضارة بأمانة يوم قبضنا على ناصية الزمان، وبعض بلادك وبلاد الأسبان شاهد على ذلك”([111]).

الخاتمة

لقد تبين من هذا البحث أن   الصحافة العراقية قد وقفت موقفاً إيجابياً من حركة التحرير الوطني التي خاضها الشعب العربي الليبي، بقيادة عمر المختار السنوسي، مجسدة فيما كتبته عن أحداث الثورة، ونهجها الوطني والقومي والإسلامي رغم كل الضغوط التي اعترضتها من قبل الأنظمة السياسية التي مرت على حكم العراق ابتداء من الدولة العثمانية وحكمها المعروف ومن ثم جاء الاستعماري البريطاني وما قام به من غلق كل الصحف الوطنية، وبالرغم من هذه الأوضاع السيئة التي تمر الصحافة العراقية من تعطيل وإغلاق واعتقال محرريها، ومن ثم معالجتها لجرح العراق النازف، إلا أنها لم تغفل ولا صحيفة عراقية عن مراقبة سير المعارك التي خاضها أبناء العروبة والإسلام في القطر الليبي الشقيق ضد العدوان الإيطالي، بالرغم من أن هناك كانت فترات قلت أخبار مقاومة الشعب الليبي في الصحافة العراقية لانتقال هذه الصحف بمعالجة أوضاع العراق وخاصة معاهدة 1930م الجائرة التي فرضها الإنكليز على الشعب العراقي، لكنها عادت من جديد بعد سنة 1931م خاصة بعد استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار.

قائمة المصادر والمراجع

أولاً: المصادر العربية:

   1- أحمد محمود، عمر المختار، مصر، الإسكندرية، 1939م.

   2- د. سامي عبد الحافظ، ياسين الهاشمي – دوره في السياسة العراقية، مطبعة العاني، بغداد، 1975م.

  3- علي الخاقاني، شعراء بغداد من تأسيسها حتى اليوم، ج1، مطبعة أسعد، بغداد 1962م.

  4- ديوان علي الشرقي، عواطف و عواصف، مطبعة المعارف، بغداد، 1953م.

  5- ديوان الرصافي، ج3، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1976م.

  6- د. محمد فؤاد شكري، ليبيا الحديثة، وثائقها و تحريرها و استقلالها، 1972م.

  7- د.ممدوح حقي، ليبيا العربية، دمشق، ط1، 1962م.

ثانياً: المجلات:

  مجلة لسان الهداية، بغداد، العدد 15 في 8 رجب 1354هـ.

ثالثاً: الجرائد:

  1- جريدة الأخاء الوطني، عددها الصادر في 26 تشرين الأول 1931م.

  2- جريدة الزمان، صاحبها إبراهيم صالح شكر، بغداد، العدد 5 في 29 تموز 1927م.

  3- جريدة الأوقات البغدادية، صدرت عن شركة التايمز باللغتين العربية و الانكليزية، العدد 4660، بغداد 18 آب 1927م.

  4- جريدة الاستقلال، صاحبها عبد الغفور البدري، بغداد، العدد 845، في 8 أيلول 1926م و العدد 889 في تشرين الأول 1926م، العدد 650 في 15 أيلول 1925م، و العدد 1625 في 1 حزيران 1931م.

  5- جريدة الأخبار، العدد 29 في 19 تشرين الثاني 1931م.

  6- جريدة الأهالي لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي،بغداد في 19 نيسان 1937م.

  7- جريدة جبل عامل، العدد 24، السنة الأولى، 1912م.

  8- جريدة الحقوق، العدد 3 في 19 صفر 1330هـ/ 1911م.

  9- صدى الإسلام، صحيفة أسبوعية تصدرها جمعية الهداية الإسلامية، بغداد، مديرها المسؤول إبراهيم عثمان، و رئيس التحرير كمال الدين الطائي العدد 1 في أيلول 1930م.

  10- جريدة صدى الإسلام، العدد 172 في 30 كانون الثاني 1911ن، بغداد.

  11- جريدة صدى الإسلام، لصاحبها عطا الله، بغداد، العدد 119 في 29 تشرين الثاني 1911م.

  12- جريدة صدى بابل، لصاحبها إبراهيم صليوا، بغداد، العدد 106 في 29 تشرين الأول 1911م.

  13- جريدة الشرق، صاحبها حسين أفنان، بغداد، العدد 43 في 28 تشرين الأول 1921م.

  14- جريدة العاصمة، صاحبها حسن القصيبة، العدد 174، بغداد في 3 أيار 1923م.

  15- جريدة العراق، العدد 3495 في 28 أيلول 1931م.

  16- جريدة الفرات، صاحبها محمد مهدي الجواهري، بغداد، العدد 20 في 4 حزيران 1930م.

  17- جريدة المفيد، صاحبها إبراهيم حلمي العمر، بغداد، العدد 151 الأربعاء 23 تموز 1924م.

  18- جريدة نداء الشعب، صاحبها ياسين الهاشمي، بغداد، العدد 61 في 3 آذار 1926م.

  19- جريدة الهداية الإسلامية، رئيس التحرير محمد كمال الطائي، بغداد، العدد 7 في 23 جمادي لأخرى 1954م.

  20- جريدة الوطن، بغداد، العدد 38 في 31 حزيران 1929م.

 

 

[1]- د. محمد فؤاد شكري، ليبيا الحديثة، وثائقها وتحريرها واستقلالها، 1972م، ص15.

[2]- جريدة صدى بابل، لصاحبها إبراهيم صليوا، بغداد، العدد 106 في 29 تشرين الأول 1911، ص3.

[3]- أحمد محمود، عمر المختار، الإسكندرية 1939م، ص10.

[4]- جريدة صدى الإسلام، لصاحبها عطا الله، بغداد، العدد 119 في 29 تشرين الثاني 1911م، ص2، وكانت ناطقة باللغتين العربية والتركية.

[5]- جريدة المفيد، لصاحبها إبراهيم حلمي العمر، بغداد، العدد 151، الأربعاء 23 تموز 1924، ص3.

[6]- صدى الإسلام، العدد 172 في 30 كانون الثاني 1911م، بغداد، ص2.

[7]- جريدة الحقوق، العدد (3) في 19 صفر 1330هـ / 1911م، ص4، وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية.

[8]- للمزيد من المعلومات حول حياة الشعراء وشعرهم ضد إيطاليا ينظر، علي الخاقاني، شعراء بغداد من تأسيسها حتى اليوم، مطبعة أسعد، بغداد، 1962، ج1، ص ص 330-332 ؛ ديوان الرصافي، بغداد، دار الحرية للطباعة، 1976، ج3، ص269-275.

[9]- علي الخاقاني، شعراء بغداد، المصدر السابق، ج1، ص330.

[10]- ديوان علي الشرقي، عواطف وعواصف، مطبعة المعارف، بغداد، 1953، ص183.

[11]- جريدة جبل عامل، العدد 24، السنة الأولى، 1912م.

[12]- جريدة العالم العربي، لصاحبها حسون مراد، العدد (645) في 28 نيسان 1926م، ص3 ؛ جريدة الأوقات البغدادية، تصدرها شركة التايمز باللغتين العربية والإنكليزية، العدد (4660) بغداد 18 آب 1927، ص1.

[13]- جريدة الأخاء الوطني، بغداد، العدد 26 تشرين الأول 1931، ص2 ؛ جريدة الزمان، صاحبها إبراهيم صالح شكر، بغداد، العدد 5 في 29 تموز 1927م، ص3.

[14]- جريدة المفيد، بغداد، العدد 130 في 20 حزيران 1924م، ص2.

[15]- جريدة العالم العربي، العدد 278 في 17 شباط 1925م، ص1.

[16]- المصدر نفسه، العدد 716 في 20 آيار 1926، ص1.

[17]- لمصدر نفسه، العدد 965 في 10 آيار 1927، ص2.

[18]- المصدر نفسه، العدد 115 في 7 آب 1924، ص1.

[19]- صدى الإسلام، صحيفة اسبوعية تصدرها جمعية الهداية الإسلامية، بغداد، مديرها المسؤول إبراهيم عثمان، ورئيس التحرير كمال الدين الطائي، العدد (1) في 14 أيلول 1930م، ص14.

[20]- صحيفة العالم العربي، العدد 2277 في 16 آب 1931، ص4.

[21]- المصدر نفسه، العدد 645 في 28 نيسان 1926، ص3.

[22]- المصدر نفسه والعدد والصفحة والسنة.

[23]- الاستقلال، صاحبها عبد الغفور البدري، بغداد، العدد 845، في 8 أيلول 1926، ص3.

[24]- المصدر نفسه، العدد 889 في 31 تشرين الأول 1926، ص3.

[25]- المصدر نفسه، العدد 650 في 15 أيلول 1925، ص3.

[26]- المصدر نفسه، العدد 674 في 14 تشرين الأول 1925، ص3.

[27]- المصدر نفسه.

[28]- المصدر نفسه، العدد 1625 في 1 حزيران 1931م، ص1.

[29]- العالم العربي، العدد 260، في 27 كانون الثاني 1925م، ص3.

[30]- الهداية الإسلامية ، رئيس التحرير محمد كمال الطائي ، بغداد ، العدد 7 في 23 جمادي الآخرة 1354هـ ، ص16.

[31]- جريدة العاصمة، صاحبها حسن الغصيبة، العدد 174 بغداد، في 3 آيار 1923م، ص3.

[32]- المصدر نفسه، العدد 180 في7 حزيران 1923م، ص3.

[33]- جريدة المفيد، بغداد، العدد 239 في 5 تشرين الثاني 1924م، ص3.

[34]- جريدة الفرات، صاحبها محمد مهدي الجواهري، بغداد، العدد 20 في 4 حزيران 1930م، ص1.

[35]- الاستقلال، بغداد، العدد 387 في 20 آذار 1924م، ص1. 

[36]- العالم العربي، العدد 33 في 3 آيار 1924م، ص3.

[37]- المصدر نفسه، العدد 650 في 15 أيلول 1930م، ص3.

[38]- النهضة الإسلامية، العدد 265 في 19 تشرين الثاني 1928م، ص3.

[39]- العالم العربي، العدد 1512 في 15 شباط 1929م، ص3.

[40]- العاصمة، العدد 183 في 12 حزيران 1923م، ص1.

[41]- النهضة، العدد 75 في 10 نيسان 1928م، ص2.

[42]- المصدر نفسه، العدد 1585 في 14 آيار 1929م، ص4.

[43]- النهضة الإسلامية، العدد 193 في 6 أيلول 1928م، ص2.

[44]- المصدر نفسه، العدد 167 في 7 آب 1928م، ص1.

[45]- العالم العربي، الأعداد 965 في 10 آيار 1927م، ص2 < 278 في 17 شباط 1925م، ص1 ؛ 1038 في 3 آب 1927م، ص3.

[46]- الاستقلال، العدد 387 في 20 آذار 1924م، ص1.

[47]- جريدة صدى باب، العدد 2105 في 22 تشرين الأول 1911م، ص2.

[48]- جريدة النهضة، العدد 67 في نيسان 1928م، ص1.

[49]- جريدة المفيد، العدد 576 في 11 كانون الثاني 1926م، ص4.

[50]- جريدة نداء الشعب، صاحبها ياسين الهاشمي، بغداد، العدد 61 في 3 آذار 1926م، ص3.

[51]- جريدة الفرات، العدد 1 في 7 مايس 1930م، ص1.

[52]- جريدة العاصمة، العدد 174 في 3 آيار 1923م، ص3.

[53]- المصدر نفسه، العدد 845 في 8 أيلول 1926م، ص3. 

[54]- جريدة العاصمة، العدد 387.

[55]- جريدة العالم العربي، العدد 111 في 28 مايس 1924م، ص2.

[56]- جريدة الاستقلال، العدد 854 في 8 أيلول 1926م  ص3.

[57]- جريدة النهضة الإسلامية، العدد 193 في 6 أيلول 1928م، ص1.

[58]- جريدة الاستقلال، العدد 387 في 20 آذار 1924م، ص3. 

[59]- المصدر نفسه، العد 889 في 31 تشرين الأول 1926م، ص3.

[60]- جريدة الاستقلال، العدد 650 في 15 أيلول 1925م، ص3.

[61]- المصدر نفسه.

[62]- جريدة العالم العربي، العدد 33 في 3 آيار 1924م، ص3.

[63]- جريدة العالم العربي، العدد 33 في 3 آيار 1924م، 3 ؛ جريدة المفيد، العدد 111 في 28 مايس 1924م، ص3.

[64]- جريدة العالم العربي، العدد 103 في 24 تموز 1924م، ص3.

[65]- جريدة الاستقلال، العدد 845 في 8 أيلول 1926م، ص3.

[66]- المصدر نفسه، العدد 889 في 31 تشرين الأول 1926م، ص3.

[67]- جريدة الوطن، بغداد، العدد 38 في 31 حزيران 1929م، ص4.

[68]- جريدة الاستقلال، العدد 650 في 15 أيلول 1925م، ص1.

[69]- جريدة العالم العربي، العدد 115 في 7 آب 1924م، ص1.

[70]- جريدة العالم العربي، العدد 441 في 8 تموز 1929م، ص2.

[71]- صدى الإسلام، العدد 1 في 14 أيلول 1930م، ص14.

[72]- جريدة الأوقات البغدادية، العدد 4677 في 27 آب 1927، ص1.

[73]- المصدر نفسه.

[74]- مجلة لسان الهداية، بغداد، العدد 8 في رجب 1354هـ - 1934م، ص4.

[75]- جريدة العالم العربي، العدد 2277 في 16 آب 1931م، ص4.

[76]- المصدر نفسه.

[77]- الاستقلال، الأعداد، 698 في 11 تشرين الثاني 1925م، ص1-2، العدد 877 في 18 تشرين الأول 1926، ص1، العدد 883 في 22 تشرين الأول 1926م، ص2.

[78]- صدى الإسلام، العدد 173 في 20 كانون الأول 1912م، ص1.

[79]- جريدة الاستقلال، العدد 972 في 4 شباط 1927، ص1.

[80]- جريدة العالم العربي، العدد 971 في 3 شباط 1927م، ص2.

[81]- جريدة الشرق، صاحبها حسين أفنان، بغداد، العدد 43 في 28 تشرين الأول 1921، ص2.

[82]- جريدة الشرق، العدد 45 في 20 تشرين الثاني 1921، ص2.

[83]- سامي عبد الحافظ، ياسين الهاشمي - دوره في السياسة العراقية، مطبعة العاني، بغداد 1975م، ص 83-84، ص 136-139.

[84]- جريدة الاستقلال، العدد 1564 في 17 آذار 1931م، ص1.

[85]- المصدر نفسه.

[86]- جريدة الهداية الإسلامية الاسبوعية، بغداد، العدد 29 في 7 تشرين الثاني 1930م، ص1.

[87]- جريدة الاستقلال، العدد 1599 في 7 نيسان 1931م، ص2.

[88]- المصدر نفسه.

[89]- جريدة العراق، العدد 3495 في 28 أيلول 1931م، ص3.

[90]- المصدر نفسه.

[91]- المصدر نفسه.

[92]- الأخاء الوطني، العدد 26 في 16 تشرين الأول 1931م، ص1.

[93]- جريدة الأخبار، العدد 29 في 19 تشرين الثاني 1931م، ص1.

[94]- جريدة الأخاء الوطني، العدد 105 في كانون الأول 1931م، ص3.

[95]- جريدة العالم العربي، العدد 2313 في 26 أيلول 1931م، ص3.

[96]- جريدة العراق، العدد 3495 في 28 أيلول 1931م، ص3

[97]- جريدة النهضة الإسلامية، العدد 141 في 8 تموز 1928م، ص4.

[98]- جريدة صدى الإسلام، العدد 1 في 14 أيلول 1931م، ص3.

[99]- جريدة العالم العربي، العدد 2313 قس 26 أيلول 1931م، ص1.

[100]- المصدر نفسه.

[101]- جريدة الأخاء الوطني، العدد     في 16 تشرين الأول 1931م، ص1.

[102]- جريدة العالم العربي، العدد 2393 في 26 أيلول 1931م، ص4.

[103]- جريدة العالم العربي، العدد 2277 في 16 آب 1931م، ص1.

[104]- جريدة العراق، العدد 3495 في 28 أيلول 1931م، ص3.

[105]- المصدر نفسه.

[106]- جريدة العراق، العدد 34.

[107]- د. ممدوح حقي، ليبيا العربية، دمشق، ط1، 1962م، ص74.

[108]- العالم العربي، العدد 2277 في 16 آبا 1931، ص4.

[109]- جريدة الأخبار، العدد 26 في 16 تشرين الأول 1931م، ص1.

[110]- المصدر نفسه.

[111]- جريدة الأهالي، لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي، بغداد في 19 نيسان 1937م، ص1.