تصنیف البحث: الفقه وأصوله
من صفحة: 550
إلى صفحة: 565
النص الكامل للبحث: PDF icon 240108-090059.pdf
خلاصة البحث:

نتوصل من خلال خلاصة البحث إلى أمور وأحداث طرأت على حياة العراق السياسية الحديثة، وعلى مختلف الصُعُد، إثر قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 التي قادها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، وهو أول حاكم عراقي حَكَمَ العراق من أبوين عربيين، بمعيّة مائة ضابط عراقي من الضباط الأحرار.

ولعلَّ أول حدث يلفت النظر في المجال السياسي، هو تغيّر نظام الحكم في الدولة العراقية من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، وتحرير العراق من الهيمنة الاستعمارية المتمثلة بالاحتلال البريطاني الذي كبّلَ العراق بقيود المعاهدات والاتفاقيات الطويلة الأمد.

وكذلك من الأحداث السياسية المهمة، هو إبعاد العراق من دائرة الأحلاف السياسية والدولية، كحلف بغداد، والاتحاد الهاشمي، التي من شأنها ربط العراق بعجلة الاستعمار الغربي.

أمّا في مجال إطلاق الحريات السياسية، فقد أطلقت الحكومة الحريات السياسية للأحزاب الوطنية في العراق للعمل السياسي بكل حرية، إلّا أنَّ الصراعات الحزبية والفكرية داخل المنظومة السياسية للدولة، أدّتْ إلى عدم استقرار سير الحكومة في أداء واجباتها.

أمّا في المجال الاقتصادي، فقد آمنت حكومة عبد الكريم قاسم بضرورة الحفاظ على اقتصاد العراق المتمثل بثروته النفطية الغزيرة والمُستَغَلّة من قبل الشركات الغربية، حتى إذا ما شعرت بالغبن اللاحق بالعراق، أسرعت بإصدار قانون رقم (80) لسنة 1961 القاضي بتأميم شركات نفط العراق، وبمستوى يحفظ للعراق حقه الاقتصادي من خلال إبعاد الشركات الغربية، وإناطة إدارة النفط بأيدٍ عراقية وطنية.

أما في مجال السياسة المالية والنقد الدولي، فقد سعت حكومة عبد الكريم قاسم إلى فكّ ارتباط العملة العراقية بالعملة الإسترلينية وتحريرها من تبعية صندوق النقد الدولي المسيطر على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي ساعد كثيراً على إحياء واستقلال العملة الوطنية لتأخذ دورها الفاعل في استقطاب سوق النقد الدولي، وذلك عن طريق بيع النفط العراقي بالعملة الوطنية (الدينار العراقي) لا بالجنيه الإسترليني.

أما في المجال الزراعي، فقد كان لقانون الإصلاح الزراعي الصادر في الثلاثين من أيلول 1958، أثرٌ كبيرٌ في نفوس الفلاحين، لتخليصهم من العبودية والاستغلال.

أما في مجال الإسكان، أوْلى عبد الكريم قاسم مشروع الإسكان اهتماماً استثنائياً، حيث شرعت حكومته ببناء المشاريع الخاصة بالدور السكنية لتشمل أكبر عدد من طبقة العمال والفلاحين والفقراء من ذوي الدخل المحدود، وكذلك منتسبي الجيش والشرطة على مختلف رتبهم وصنوفهم.

ولعلَّ اهتمامه بالسكن وبشريحة العوائل الفقيرة من العراقيين يعود إلى بيئته الفقيرة التي عاشها منذ نعومة أظفاره، حيث عانى وأسرته ألم الحرمان والحاجة حتى قست عليهم الظروف بالتنقل من دار إلى دار، ومن مدينة إلى مدينة، من أجل عيشٍ كريم، فكانت لعقدة السكن في نفسه أثر كبير، الأمر الذي حدى به ليهتم بالفقراء والمساكين عندما أصبح رئيساً لوزراء العراق، وكان كثيراً ما يردد في خطاباته عبارة: (أنا ابن الفقراء).

أما في المجال الصحي، أولت حكومته اهتماماً كبيراً ومتميزاً في بناء المؤسسات الصحية، ورعاية الأطباء وذوي المهن الصحية، وجلب الأطباء من الخارج من ذوي الاختصاص لمعالجة المرضى، وإرسال الطلبة العراقيين إلى خارج القطر من أجل التخصص في المجالات الطبية المختلفة، فضلاً عن بناء الكليات الطبية وبناء المستشفيات والمستوصفات العديدة في كافة محافظات العراق، وفي مقدمتها بناء مستشفى مدينة الطب في بغداد.

أمّا في مجال التربية والتعليم، فقد اهتمت حكومة عبد الكريم قاسم اهتماماً متميزاً بالتربية والتعليم، حيث اهتمت وزارة التربية المسمّاة آنذاك بـ(وزارة المعارف) بتطبيق خطة الإعمار الخمسية الخاصة بالوزارة، فاعتمدت اتباع المناهج الدراسية الحديثة المصحوبة بالرعاية التربوية لطلبة العراق، وشرعت بتنفيذ وبناء الصروح العلمية والمعالم التربوية، والتي تمثلت بالجامعات العراقية، كجامعة بغداد، والجامعة المستنصرية، وجامعة الموصل، وجامعة البصرة