تصنیف البحث: التربية
خلاصة البحث:

إن أنظمة المناهج في التعليم الجامعي الأهلي كما هي في التعليم الجامعي الحكومي عديدة وكلها تدور حول محورين أساسيين هما:

  • المتعلم.
  • بالمادة الدراسية.

كما وأن أقسام هذه المناهج حسب أسلوب تنظيمها ثلاثة:

  1. منهج الموارد الدراسية المنفصلة.
  2. منهج الموارد المترابطة.
  3. منهج المجالات الواسعة.
    • المناهج التي تدور حول ميول الطلبة وفعالياتهم ويأتي منهج النشاط في قمتها.
    • المناهج التي تدور حول مشكلات الطلبة وحاجاتهم كالمنهج المحوري والمنهج المندمج في حالة إزالة حواجز تفصل بين بعض المواد الدراسية وإمكانية دمج محتوياتها في مفردات أكثر اتساعاً بحيث تصبح مادة واحدة.

والأمرالأكثر أهمية من ذلك هو أحسن وأنسب المناهج الذي يمكن اعتماده في مدارسنا إذا ما عرفنا بأن المنهج هو محتوى العملية التربوية ومعناها الحقيقي وهو الإطار العام للمادة الدراسية ومجالات الإمكانية وان صلاحية أي منهج إنما يحكم عليها ويتم تقييمها بنتائجها التي يلمسها الدارسون بصورة خاصة وأبناء المجتمع بصورة عامة وما يقدمه هذا المنهج من حلول ناجحة للمشاكل وصولا إلى الأهداف وتحقيق الممارسات العملية ذات النتائج المفيدة والمهمة لتقدم المجتمع من خلال هيئات تدريسية كفوءة تهتم بالمتعلم قدر ما تهتم بإعداد نفسها لهذه المهمة الخطيرة بل وأكثر من ذلك وبهذا تتحقق الإجابة على السؤال الوارد في غرض البحث.

البحث:

المنهج التربوي في التعليم الجامعي الأهلي

مفهومه/ تخطيطه/ طرائقه/ فلسفته

 أ. م. د مهدي داخل ألعبيدي عميد كلية الآداب

المقدمة:

وقد بينت على إن خلق الله عز وجل للكون وفق المنهج الرباني عالي الرصانة بموجب مبدأ القضاء والقدر هو التخطيط الامثل للعاملين في حقل التخطيط / التربوي ، الاقتصادي ، الاجتماعي، الذين يريدون التخطيط السليم لتقدم مجتمعاتهم بما يرضي الخالق العزيز وفي ضوء :

  1. قضاء الله تعالى بمعنى علمه بما سوف يكون في الدنيا قبل خلقها وهذا امثل تخطيط
  2. قدره عز وجل وهو وجود الأشياء في الدنيا على الصورة التي علمها الخالق العظيم وهو أروع تنفيذ للتخطيط المسبق بموجب هذا القدر . وان رعايته عز وعلا للكون وحماية الناس أجمعين هو أحسن متابعة لمسيرة الكون إن تستمر وتبقى إلى ما شاء الله لها.

أساسيات البحث / ويراعى في ذلك :

  1. مستوى المخطط له (خاطب الناس على قدر عقولهم )
  2. التخطيط وفق المنهج العلمي
  3. إطلاع المخطط على طرائق تدريس المنهج التربوي
  4. الاهتمام التام بمناول المنهج التربوي / المؤدب

مشكلة البحث وأهميته :

 تم التأكيد في هذه الخطوة على ضرورة التخطيط للمنهج التربوي باعتباره حجر الزاوية في تمكين الإنسان من السيطرة على المستقبل والتحكم فيه قدر المستطاع وبأنه الأداة العلمية الفعلية لعصرنا.

غرض البحث :

وفيه تأكيد على تواصل الوحدات الدراسية التي تشكل أي منهج مع المتغيرات الجديدة التي تظهر على المسرح التربوي على إن يتناغم هذا التواصل مع مسار أصالة امتنا وللوصول إلى ذلك تحاول هذه الدراسة المتواضعة

الإجابة على السؤال الأتي :

هل إن العلمية وجدة الدراسات حتمية ومفيدة في إعداد وتخطيط المنهج التربوي ؟

تعريف بمصطلحات البحث، وهي:

التخطيط ، المنهج التربوي ، التعليم الأهلي ، طرائق التدريس.

الدراسات السابقة : اعتمد البحث على الدراسات آلاتية:

  1. دراسة د. سعاد خليل إسماعيل و. د. مسارع الراوي وآخرين وهي بحوث المؤتمر الأول للتعليم الجامعي في العراق عام 1971
  2. دراسة احمد محمد باقر الخفاجي 1982.
  3. دراسة المعهد الدولي للتخطيط التربوي (التخطيط الرامي إلى التغيير والتجديد في التربية)عام 1968.
  4. دراسة ( s. Bloom B enJamin)

(وجهات نظر جديدة للمتعلم)مضامين المنهج والتدريس عام 1978.

  1. دراسة(هنري برجسون 1911)

نتائج الدراسات أعلاه مثبتة في متن البحث

 متن البحث واشتمل على :

أ‌.مفهوم المنهج :

 وهو فكرة أو تمثيل عام لعنصر ما أو شان يتم بواسطته تميز مجموعة من الناس أو طبقات من المجتمع أو هو تمثيل ذكي لموقف أو حالة قضايا أو شيء من الأشياء

والمقصود هنا إن مفهوم المنهج التربوي هو محتوى التربية ومعناها الحقيقي وهو الإطار العام للمادة الدراسية ومجالات الإمكانية.

ب- تخطيط المنهج التربوي يدور حول المتعلم والمادة الدراسية ويحتوي على :

 .1المناهج التي تدور حول المادة الدراسية وهي :

  • منهج المواد الدراسية المنفصلة .
  • منهج المواد الدراسية المترابطة .
  • منهج المجالات الواسعة .

2.المناهج التي تدور حول ميول الطلبة وأنشطتهم مثل منهج النشاط ويأتي في المقدمة.

3.المناهج التي تدور حول مشكلات الطلبة وحاجاتهم مثل المنهج المحوري .

4.المنهج المندمج (دمج مواد دراسية في مفردات أكثر اتساعا)

ت- طرائق المنهج التربوي وهي :
  1. الطريقة المتمركزة حول المادة / حشر معلومات في فكر الدارس
  2. الطريقة المتمركزة حول الهدف وفي هذه الطريقة يكون تحصيل المتعلم فعالاً مرتبطاً بأمور الحياة
  3. الطريقة المتمركزة حول النظام وفيها تتوفر للدارس إمكانية تطوير تعميمات وأسس وأساليب يستطيع إن يطبقها في التعلم خلال مسيرة حياته بمعنى كيف يتعلم مع التأكيد على النمو العقلي .
ث ـ فلسفة المنهج :

تقوم على مجموع وجهات نظر المخططين السديدة التي تأخذ بيد المتعلم إلى الأهداف المرجوة من المنهج في ترجمته إلى نتائج قيمة يلمسها المتعلم بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة عبر كوادر تدريسية كفوءة تقف بين محتوى العملية التربوية وطرائق التدريس .

الاستنتاجات :

أ- قيمة المنهج التربوي تكمن في ما يحققه من نتائج مرتبطة بحياة الفرد والجماعة .ب- مراجعة المنهج بين حين وأخر لتطويره دلالة على عدم إمكانية الاعتداد بأي نمط من أنماط المنهج التربوي .

ت- التأكيد على الجانب الترفيهي في تخطيط المنهج التربوي لأنه حاجة مهمة من حاجات المجتمع .

التوصيات : يوصي البحث بضرورة /
  • تعاون تام بين إطراف التخطيط كافة .
  • ترجيح العقلانية في تخطيط المنهج التربوي .
  • التأكيد على تأدية الواجبات ثم المطالبة بالحقوق .
 المقترحات :

وقد اقترح الباحث مجموعة من العناوين ذات العلاقة بموضوع تخطيط المنهج التربوي مثبتة في متن البحث.

 

المقدمة

 الله عز وجل قد أبدع في خلق الكون أيما أبداع ، فعلمه تعالى بما سوف يكون في الدنيا قبل خلقها امثل تخطيط وفق قضائه وإظهار العالم بكافة مظاهره أي وجود الأشياء في الدنيا على الصورة التي علمها، سبحانه، أروع تنفيذ لتخطيطه المسبق بموجب قدره ، وعين رعايته للكون وحمايته للناس أجمعين تبارك وتعالى، أحسن متابعة لمسيرة الكون إلى ما شاء الله إن تستمر وتبقى هذه المسيرة ، وفي استيعابنا لمبدأ القضاء والقدر منهجنا في الحياة فائدة عظيمة وهي انه ربما تصيب احدنا مصيبة لا تخطر على باله فإيمانه بهذا المبدأ يقضي به إلى الصبر والجلد ويكون هذا الأيمان عزاءه الوحيد بان يمضي قدماً من دون أن يفت في عضده اليأس والحزن .

 وانه لواضح للجميع بان أفضل الخطط على الإطلاق قد تجلت في دلالة الآية الكريمة

 "" أقرا باسم ربك الذي خلق "" ثم أكمل احكم خطة بالآيات التي تلت تلك الآية المشرقة النيرة

حيث أكد سبحانه وتعالى على خلقه للإنسان ، محور العالم الأرضي ، وأهمية تعليمه كأسبقية في الحياة ثم ارتضى تبارك وتعالى، مهنة التعليم . إنها خطة حمت الإنسان من العشوائية وأوضحت له الطريق الصحيح وجنبته كل ضياع ، فكريا كان أم غير ذلك .

 وانه لمن الواضح أيضا بان المعلم أو المدرس أو ألتدريسي قد يرتبك في أداء عمله من دون خطة باعتبارها السياج العلمي الرصين الذي يحمي العملية التعليمية التربوية من أية ظاهرة سلبية تتوجه إليها أصابع النقد غير البناء أو التقريع أو التذمر من عدم صلاحيتها لمسايرة الزمن وفق متطلباته العصرية ذلك لأن أحسن معيار لحسن سير التدريسات في مختلف المراحل التعليمية هو استيعاب القائمين بشؤون التدريس لكافة مهاراته بعمق وفي مقدمة تلك المهارات إعداد خطة لكي ينهضوا بمهمتهم على أحسن وجه عند وضعها موضع التطبيق للوصول إلى الأهداف التربوية المصممة سلفا باتزان مبني على تخطيط علمي دقيق وعقلانية مستندة على تنفيذ غير مبالغ فيه وحسن تدبير مرتكز على تقويم مستمر .

 إن أهمية تخطيط المناهج التربوية تبنى عليها حياة أجيال بكافة مرافق حياتهم عندما نتبنى جميعا في القطاع الحكومي أو الأهلي مسالة الإحساس الجاد بوجود عمل منظم قائم على استبصار سابق لان الاهتمام بإعدادهم الصحيح للحياة بتنوع مشكلاتها يقود بالضرورة إلى اهتمامات أخرى كالجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي وهما دعامتان رصينتان تسندان الجانب التربوي مرشد الحياة الإنسانية وموصلها إلى شاطىء ألامان وصولا إلى الأهداف التربوية التي يراد منها تحقيق أنماط سلوكية مرغوبة ينتظر حدوثها في شخصية المتعلم عند مروره بخبرات تربوية أو مواقف تعلمية معينة .

 إن بناء كفاءات التعليم الجامعي الأهلي نفسه في قطاع التعليم الجامعي الحكومي ولهذا البناء دعائم أهمها : إقامة دورات تعليمية مركزين على الجانب النظري لكافة التخصصات ،

 دورات تدريبية - تقنية وبحثية في أحسن جامعات الدول المتقدمة ، انفتاح على العالم : مؤتمرات علمية – ندوات – بناء علاقات مع أساتذة أكفاء – والإطلاع على أحسن طرائق التدريس . ..... وللتناغم مع ما ذكر أعلاه يتطلب بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء دعائم الحرية والديمقراطية والاستفادة من جميع موارد البلد وتوظيفها عقلانيا لينعم بها جميع أبناء العراق الأبي وفي هذا مرضاة لله .

أساسيات البحث

  1. أفضل تخطيط للمنهج التربوي هو ذلك التخطيط الذي يراعي مستوى المخطط له وللمخطط التربوي إن يستفيد من قول الإمام علي (ع) "" خاطب الناس على قدر عقولهم "" .
  2. كلما كان المنهج علميا كلما كان طريق الوصول إلى الحقائق اقرب وكلما نحا نهجا تجريبيا كلما كان أفيد وأكثر تماسا بحياة الناس وأغزر أنتاجا لما يحتاجون ، ومصممو المناهج الجيدون يرتاحون للمزاوجة بين العقل والحواس ، بين الفكر والعمل ، وبين النظرية والتطبيق فواجب مخطط المنهج العصري والحالة هذه إن يقيم وزناً عالياً للملاحظة والتجريب واعتبار المجتمع بمشكلاته وطموحاته حجر الزاوية لتسطير الأهداف العامة والخاصة إذ منها تنبثق المفردات ومضمون الكتاب فهما أساس بناء المناهج .
  3. الإطلاع الجاد على طرائق التدريس : قديمها وتقليديها وحديثها التي أنتجتها أفكار مصلحي وفلاسفة ومربي الأمة العربية الإسلامية أم غيرهم أمر لازب ، إذ يتمكن المعلم من تقديم الفائدة المرجوة لتلاميذه ويضطلع المدرس بمسؤولية تدريس تخصصه باقتدار وإخلاص ويتعمق ألتدريسي إمام طلبته في طرحه وإيصاله للمادة العلمية بأفضل طريقة متبعا بذلك خصوصية قسمه العلمي وتفلسفه الخاص ونظرته العالية إلى مهمة الجامعة ومكانتها في المجتمع وما مطلوب منها تأديته في مختلف التخصصات العلمية والطبية والهندسية والإنسانية والفنية والأدبية والتكلنوجية لتغطي حاجات المواطنين خدمة للوطن وللأمة .

التخطيط السليم والتنفيذ الواعي والهادف للمنهج وأتباع الأساليب الرصينة في طريقة تقديمه للمتعلم – في التعليم الجامعي الحكومي والأهلي على حد سواء – مهمة شاقة تقع على عاتق مناول المنهج الذي هو ركيزة قوية من ركائز التقدم ويسمى بالمؤدب إذ بواسطته تصل معلومات الكتاب المنهجي إلى متلقي المنهج ، محور العملية التعليمية التربوية ، الذي يغترف الأدب والأخلاق والعلم من خلال المعلم "" فالأدب يعني الأخلاق كما يعني رواية العلم أو نقله بين الأجيال بواسطة المؤدب أو المعلم والكتاب ""(1) ... والمقصود هنا بالتأديب والتعليم التزام المعلم أو المدرس أو ألتدريسي بواجبة في أن يسير الجانبان التربوي والتعليمي سوية تماما كما يلتزم بواجبات دقيقة أخرى كالاهتمام بمدا الفروق الفردية وإعداد خطة ومواكبة أحدث ما يصدر في حقل التربية والتعليم والتخصص وغير ذلك من الواجبات .

مشكلة البحث وأهميته :

 إن جودة المنهج التربوي دليل واضح على أهميته وتزداد هذه الأهمية كلما تم أعداده بموجب خطة علمية تجعل محور اهتمامه المتعلم وتوجهه صوب بذل الاهتمام المتكامل به لتمكينه من التمييز بين ما له وما عليه ليشار أليه كمواطن صالح يؤدي عمله بإتقان وإخلاص ويتصرف بحكمة وهدوء ويساهم ذاتيا لرفع مكانة وطنه . وان قمة المناهج هو ما أراده الدين الإسلامي الحنيف من جعل التربية والتعليم فعاليتين مستمرتين يرتبط بهما الإنسان أوثق ارتباط ، وقد وردت آيات كريمة في القران الكريم تأكد ذلك منها قوله تعالى :

 بسم الله الرحمن الرحيم " وقل ربي زدني علما "

 ""قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "

"" شهد الله إن لا الله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ".

 "" إنما يخشى الله من عباده العلماء "".

 ولنا في رسولنا الكريم محمد بن عبد الله (ص)خير أسوة حين قال :

 "" اطلب العلم من المهد إلى اللحد "" .

 "" العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " .

 والمنهج الإسلامي النير هو بمثابة احتواء لكل المناهج : قديمها الذي اعتبر متقدما في يوم ما ، وتقليديها وحديثها فوضحّ العلاقة بين المادة والروح بحيث جعل ذلك امراً يسيراً لمصلحة الناس عامة .

 والتخطيط يعتبر من الوسائل المهمة "" لسيطرة الإنسان على المستقبل وتحكمه فيه بالقدر الممكن ""(2) .... وبأنه "" الأداة العلمية الفعلية الوحيدة الجديرة بإنسان العصر الحديث "" (3) ...

وأمر بدهي إن يصبح التخطيط التربوي ملازما للإنسان في حياته بل هو ضرورة من ضرورات الحياة لان الحياة تتقدم والتقدم يدعو الإنسان إلى الابتكار والإبداع والخلق لحاجات جديدة ، ووظيفة هذا التقدم طلب علماء وفنيين وإداريين "" الأمر الذي يتطلب تغييراً واضحاً في طراز إعدادنا التربوي للطاقة العاملة "" (4) .

 غرض البحث :

 يهدف البحث الحالي التأكيد على الأهمية القصوى للمنهج العلمي في التخطيط أياً كان نوعه وبالأخص التخطيط التربوي ويؤكد كذلك على :

تواصل الوحدات الدراسية التي تشكل أي منهج مع المتغيرات الجديدة التي تظهر على المسرح التربوي القومي والعالمي شريطة إن يكون المخططون والمصممون للمناهج يقظين وسائرين في خط أصالة أمتهم تفاديا لأي منزلق محتمل ... ولكي نصل إلى ذلك تحاول هذه الدراسة المتواضعة الإجابة على السؤال الأتي :

 هل إن العلمية وجدة الدراسات حتمية ومفيدة في إعداد وتخطيط المنهج التربوي ؟

 تعريف بمصطلحات البحث :

أولا/ التخطيط:

هناك تعريفات كثيرة للتخطيط منها :

  1. تعريف (عبد الله عبد الدائم) "" رسم الأهداف والتوسع في شتى مجالات النشاط خلال سنوات مقبلة رسما يلبي أهداف التنمية التربوية والاقتصادية والاجتماعية ."" (م2-ص18)
  2. تعريف (د. جلال محمد علي) "" خطة عمل أو أسلوب مدروس لإنجاز برنامج منسق لتحقيق بعض الأهداف المرسومة "" (م3-ص40)

ثانيا / المنهج التربوي :

 وللمنهج التربوي تعار يف منها :
  1. تعريف(كارتر) " مجموعة فصول / كورسات / نظامية أو هو سلسلة مواضيع دراسية تقدم لمتعلمين أو دارسين في مؤسسة تربوية وتعتبر تلك الفصول ، بعد إكمالها ، متطلبات تخرج في نهاية مرحلة دراسية أو حصول على شهادة في مجال حيوي لدراسة ما كأن يقال منهج الدراسات الاجتماعية أو التربية البد نية مثلا "" (م4-ص157).
  2. تعريف (احمد صيداوي)"" مناهج التعليم المنتج القائمة على التكامل بين العلوم النظرية والتطبيقية والمرتبطة بالحياة والإنتاج، تشترط أساليب تربوية وطرائق تعليم منبثقة من طبيعتها "" .(م2-ص169)

ثالثا/ التعليم الأهلي :

 ينطبق عليه نفس تعريف التعليم الحكومي باستثناء تمويله المالي

"" والتعليم بالمعنى الضيق هو عمل تدريس في معهد تربوي .

وبالمعنى الواسع هو تنظيم مدرس لمواقف تعليمية – تعلمية

 (TEACHING- LEARNING- SITUATIONS) بتفاعل مباشر ونتيجة لعملية تخطيط وتصميم وإعداد مسبق وفعال لمواد تدريسية يعقبها تقويم وإعادة تصميم ونشر "" (م4-ص588) .

رابعا/ طرائق التدريس :

 ""إجراءات قياسية في عرض مادة تدريسية ومحتوى فعاليات ""

والطرائق هي وسائل مهمة في ترجمة المنهج إلى ما تصبو إليه المؤسسة التربوية لأية مرحلة من خلق عادات وميول واتجاهات وقيم عند الدارس بمعنى تغيير سلوك المتعلم من حالة إلى حالة أحسن منها كما وإنها حلقات وصل بين المتعلم والمنهج لتنشيط التفاعل والألفة بينهما "" (م4- ص589) .

ويتبنى الباحث التعريف الإجرائي التالي : (الالتزام بالمنهج الذي يحقق الفائدة والتقدم للمجتمع والفرد بحيث يكون الفرد متفاعلا مع الحياة مرناً في كثير من مواقفه الحياتية ومتعاونا جهد المستطاع مع غيره) أي (إنسان نريد تكوينه في النهاية من اجل العيش في المستقبل المرتجى (5) .

الدراسات السابقة

 اطلع الباحث على بعض الدراسات التي لها مساس مباشر بتخطيط المناهج وتجديدها وطرائق تدريسها وهي أمور مهمة تدل على اتخاذ موقف ينطوي على نظرة شاملة تتخذ كوسيلة ناجعة لحل المسائل التربوية الملحة في حالة تضافرها مع غيرها من العوامل المهمة ، ومما يجدر ذكره إن بعض الدراسات تتم البرهنة عليها بالتجربة وأخرى بالاستدلال عند استعمال التشابه كسند للبرهان ، وفي ما يلي عرض موجز لهذه الدراسات :

1. دراسات د. سعاد خليل إسماعيل و د. مسارع الراوي وآخرين ، وهي بحوث المؤتمر الأول للتعليم الجامعي في العراق (عام 1971) .

استهدفت تلك الدراسات التأكيد على ضرورة إتباع التخطيط العلمي وتبني المناهج التربوية المتعلقة بحياة الجماهير وفق طرائق حديثة وقد ظهرت النتائج ضمن توصيات المؤتمر وعلى النحو الأتي :

  1. ترسيخ وحدة العراق الوطنية استعدادا للبناء والتطوير في ضوء التخطيط العلمي والمناهج التربوية الحديثة وطرائق إيصالها إلى الطلبة .
  2. اعتماد العلم كأداة ثورية للتغيير نحو الأفضل .
  3. الانفتاح على الفكر الإنساني والعلوم باصالة وموضوعية لإبراز دور القومية العربية في بناء المجتمع الإنساني .
  4. اعتبار العمل قيمة عليا يكون تفاعله مع الفكر أساسا في صنع التقدم والرقي .
  5. أيد المؤتمر ما ورد في بحث د . عبد الله عبد الدائم (التخطيط للتعليم العالي)(6) .
2. دراسة احمد محمد باقر الخفاجي (1982)

 أجريت هذه الدراسة لمعرفة فعالية الأطباء

 المقيمين الدوريين في حل المشاكل الطبية السريرية . اشترك (301) من الأطباء الذين شكلوا نسبة 55% من خريجي كليات طب المستنصرية والبصرة والموصل وبغداد . توصلت الدراسة إلى نتيجة بارزة حول أهمية التجديد في طرائق المنهج سيما تدريسه وفق طريقة دراسة المشكلة في مجالات كثيرة وبالأخص مجال الطب لأهميته البالغة للبشرية جمعاء ولكونها قد طبقت في كثير من كليات طب بلدان متقدمة مثل كندا وهولندا وذلك (لثبات المعلومات المكتسبة لمدة أطول في ذهنية الطالب) (م7-ص78)

3 . دراسة المعهد الدولي للتخطيط التروي (التخطيط الرامي إلى التغيير والتجديد في التربية) ودراسات أخرى (1968)

كانت نتائجها ما يأتي :

1 . أهمية التخطيط العلمي وضرورته لكل البلدان وخصوصا النامية منها .

2 . انتهاج طرائق تدريسية لها ارتباط بحياة الفرد والمجتمع .

3 . توجيه البحوث صوب احتياجات التطوير التربوي .

4. دراسة BENJAMIN S.BLOOM

 (وجهات نظر جديدة لمصلحة المتعلم) (مضامين المنهج والتدريس)

أكدت الدراسة على المنهج وتدريسه في المؤسسة التربوية هي المساهمة البارزة على المدى البعيد للتعلم المستمر خلال الحياة في تطوير رغبات واستمتاعات وقدرات عالية في المواد الدراسية المكونة للمنهج انطلاقا من ميل واستحسان متواضع صعودا إلى تطوير عالٍ من المهارات والإنجازات وحتى الإبداع في بعض الأعمال . وكان لتقرير اليونسكو (UNESCO)

(التعلم للحياة)(LEARNING TO BE)1972للباحث ادكار فور (EDGAR FOURE) تأثير فكري بالغ على هذه الدراسة .

5 . دراسة هنري برجسون (1911) :

استهدفت هذه الدراسة التي نشرت في مجلة (هيبرت)دراسة الفرد والمجتمع وفق منهج تناول مسائل معينة من علم النفس والفلسفة وتوصلت إلى النتائج آلاتية :

1 . إن أمل الحياة الأساسي الأصيل (لا يتحقق تحققه الكامل إلا في المجتمع). (م9-ص24) .

2 . إن المجتمع يستفيد من جهود الجميع ويسهل الجهد على الجميع .

3 . لا يستطيع المجتمع إن يبقى إلاّ إذا اخضع الفرد له، كما انه لا يتقدم إلاّ إذا تركه حراً وهذه معادلة صعبة ينبغي على مصممي المنهج إيجاد الطرائق العلمية التي تكفل تحقيق ذالك حتى إلى حد مقبول .

 

 متن البحث:       

1. مفهوم المنهج والحياة

 قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم "" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"" .

 يستقي القارىء الكريم درسا تربويا ً بليغا من قصة الإسراء عند هضمه كل ما ورد في آيات سورة الإسراء الكريمة وبالأخص، كما يرى الباحث ، عند بلوغ النبي محمد (ص) السماء السابعة أثناء عر وجه من سما ء إلى أخرى برفقة الأمين جبريل ولقائه نبي الله إبراهيم (ع) و""هو مستند إلى البيت المعمور وإذ هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، ثم ذهب الى سدرة المنتهى فأذا أوراقها كأذان الفيلة وإذا ثمرها كاالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما احد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها "" (7) فعبارة (فما احد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها)تدل دلالة قاطعة على صعوبة الاعتداد كلّيةً بما يصدر عن فكر الإنسان وان كان هذا الفكر يعمل وفق تخطيط ارتضاه الخالق له منذ أن وعى نفسه على البسيطة ، والانتقال من صورة منهجية إلى أخرى ومن شكل حياتي إلى أخر تأكيد على عدم قناعة مصمم المنهج أيا كانت رصانة نوعيته ومهما كانت صحة توجهه باطلاقية تصميمه وتخطيطه ، بل بالعكس هذا الانتقال المتنوع هو المنهج السليم للحياة ومن دونه يكون نهج الناس فيها رتيبا مملا ومتعثرا لا يستطيع أن يتلمس طريق تقدمه النسبي عبر مختلف ألازمان والعصور ذلك لان الأمور التي تقوم على اختيار المنهج الملائم هي مظاهر حضارية جليلة القدر كون إن المنهج هو "" طريقة يصل بها إنسان إلى حقيقة " (8)

 إن منهج الفكر العربي الإسلامي متنور بالحق والعدالة ويتأسس على ذلك وجوب تحقيق

 عيشه هانئة للمواطنين الذين يعيشون تحت خيمة الدولة المؤمنة بالله العظيم ودينها الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين لان الله هو الحق ، والعدل من أحسن هبات الله لمخلوقاته .

وان الدولة المسلمة تعتبر العدل هدفها الرئيس المطلوب تحقيقه إذ هو أسمى أهداف الشريعة الإسلامية /قانون المجتمع الإسلامي / والدين الإسلامي يضع السلطة بيد الدولة المرتكزة على سند قانوني باعتبار إن السلطة ضرورية لتوحيد أبناء المجتمع وحفظ النظام فالسلطة تقود الناس والقانون ينظم شؤونهم ، وان العدالة من وجهة نظر الفكر الإسلامي تشتمل سماتها المتعددة المتمثلة في العنصر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقانوني واستنادا إلى هذا المفهوم الدقيق فان غرض العدالة هو تكامل المجتمع وتقدمه .

 ومن الأمور المعروفة للمخططين التربويين أو الاقتصاديين أو الاجتماعيين ان القوى العاملة ورأس المال ومصادر الثروات المادية عوامل مهمة للتقدم إلا إن الدراسات قد أثبتت إن للعامل الرابع المعروف "" بالعوامل المتبقية ""(Residual factors)تلك التي تندرج تحت.

عنوان واسع هو التقدم التقني ، نصيب أوفر في زيادة الإنتاج في أي بلد اذ أن تأثير العوامل الثلاثة الأولى هو 10% وتاثير العامل الرابع (التقدم التقني)هو 90% . وهناك دراسات عديدة تؤيد هذا الاتجاه منها دراسة " سولو " " Solow" ودراسة " ماسال " " Massal" بالنسبة للولايات المتحدة كما توصل إلى ذلك "" اوكرست " "Aukrust" في النروج و "" رادوي "" ""Reddaway" "" وسمث "" "" Smith" في إنكلترا (9) .

 وانه معروف أيضا أن التقدم التقني هو ثمرة من ثمرات البحث العلمي وان هذا يوضح جيدًا ضرورة توجه المنهج إلى الجانب التطبيقي في الزراعة والصناعة والمجالات الأخرى التي لها مساس مباشر ومؤثر في حياة الناس وبالأخص في البلدان التي تحتاج التقدم التقني لتضبيق الفجوة بينها وبين البلدان المتقدمة التي قطعت أشواطاً في مختلف الميادين . فالاهتمام بالتربية ومنهجها ضرورة ملحة لأنها هي التي دفعت وحركت التقدم التقني وان الالتفات الجاد الى وسائل التربية وطرائقها وبنبتها هو المهمة الحقيقية والتوجة المخلص للتقدم ، وان تطوير مناهج التعليم أمر لازم لتكون في وضع يساعدها على تلبية حاجات المجتمع اقتصاديا واجتماعيا :

 ماذا تريد الطاقة العاملة ؟ .... وماذا يطلب سوق العمل ؟ ..... وما هي الوسائل المراد استعمالها في ميدان التعليم ؟ ..... وكيف يواجه المعينون بأمور التربية التعليم المبرمج والتعليم بالات ؟... وكيف تطور الأبنية المدرسية بكلفه قليلة وفائدة أكثر ؟

وبعبارة أخرى حاجة كل العناصر التي تعمل عملها في التعليم إلى تغييرات جوهرية وعلى رأسها بث روح المبادرة والإبداع والابتكار في شبابنا منذ نعومة إظفارهم وذلك بتحسين طرائق مناولة منهجهم التربوي فينبغي إن تكون حديثة ونشيطة بحيث يكون مركز اهتمامها البحث والمناقشة في الصف والمشاركة الايجابية للمتعلم . ورصيدنا أقوى من أي رصيد في هذا الخصوص بما جاد به مفكرو امتنا العربية الإسلامية من مثل ابن خلدون وابن سينا والغزالي والفارابي وغيرهم إضافة إلى الاستفادة من طرائق اعتمدت في معظم البلدان المتقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية حيث ""تستمر الدعوة التي أطلقها (ديوي)وسواه لربط التربية بالحياة وتتخذ هذه الأيام شعاراً محدداً هو التربية من اجل المهنة "" (10) . وشاعت في أمريكا طريقة المشروع الجماعي وفي فرنسا طريقة (التعبير الحر)إما في رابطة الدول المستقلة / الإتحاد السوفيتي سابقا / فالتعليم يرتكز على (مبدأ الربط بين التربية والعمل المنتج والمفيد اجتماعيا)(11) .

2. تخطيط المنهج : (المعنى والمراجعة )

 كان للتربية منذ أقدم العصور المقام الأول واعتبرت العملية التي يحصل بواسطتها الفرد على المعرفة والخبرات والاتجاهات والمعتقدات وهي متطلبات ملحة يحتاجها كل واحد منا ليوظفها في حياته على أحسن وجه ، مع إن البعض من المجتمعات البدائية لم تعبأ بتلك الأمور كما ينبغي وذلك واضح في البصمات البسيطة التي تركوها في ارثهم الحضاري ، ولكن بمرور الزمن تعقدت المجتمعات أكثر فأكثر وبناءا على ذلك برزت تحديات خطيرة أمام مخططي المنهج لعمل اختيارات متعددة تخص :

 ما يدرس ... ومتى يدرس ... ولمن يدرس ... وكيف يدرس ... وهذه مهمة أكثر دقه وصعوبة وجديه .

أما معاني المنهج فقد تعددت حسب ظهورها على المسرح التربوي هنا وهناك ، منها انه مجموعة دورات تدرس في مدرسة أي وحدات دراسية توصلها هيئات تدريسية معدة إعداد جيدا إلى متلقيها .أو هو خطة عامة القصد منها مناولة مواد تدريسية متنوعة تهدف إلى تزويد المتعلم بخبرات مخطط لها ومجالات لمقررات يتم تقديمها تحت توجيه المدرسة أو الكلية ، غرضها إعداد الطلبة لدخول ميادين المهن والحرف وكل ذلك يعتبر واجب من واجبات مصممي وبناة المنهج الذين يهتدون بفلسفة بلدهم التربوية ملزمين أنفسهم بترجمة مفرداتها إلى الواقع لأنهم يدركون قبل غيرهم بان"" المنهج هو الترجمة العملية للفلسفة التربوية التي نسير على هداها ""(12) .

أما مراجعة المنهج فتعني بكل بساطة إعادة كتابته بواسطة المخططين والمصممين بشكل يقود إلى تطويره بصورة سليمة تساهم في تنمية البناء المهني والوجوه الأخرى للمجتمع ليكون على استعداد دائم لمسايرة الركب في التقدم والتحضر وفق إرادته وحسب اختياراته أي بمعنى تحسين فقرات المنهج بحيث تأخذ بيد الجميع نحو الأفضل دوما وخصوصا رفع مستوى القائمين على إيصاله إلى طلبتهم ، وفي هذا الصدد يرى الباحث بان وضع مبدأ اللاتهوين واللاتهويل بالنسبة لأنظمة المناهج الأخرى نصب الأعين أمر ضروري للغاية أي اللااستسهال واللااستصعاب بمعنى عدم طرح صورة سطحية حول تبسيط الأمور إلى درجة تجعل المساهمة في حلها أمرا لا يعبأ له كونها لا تتطلب جهدا ،من ناحية، ومن دون مبالغة في تجسيمها وتعقيدها بحيث تصور تلك الأمور المراد حلها وكأنها مسائل مستعصية مهما تعاظم بذل الجهود لحلها من ناحية أخرى .

 وزمننا هذا هو زمن تجديد الطرائق في كل مجالات الحياة وخصوصا المجال التربوي / أكثرها حساسية/ ولكن ينبغي ان يكون التجديد جوهريا وشاملا لجوانب العملية التربوية وليس تجديدا بمعنى التغيير من اجل التغيير فضرورته أن يكون " من اجل التحسينات وأحداث التوافقات التي يحتاج اليها النظام فعلاً " (13). إن للمجال التروي خصوصية وهذه الخصوصية تدعو إلى تخطيط علمي قوي بحيث يلعب التخطيط التربوي الموثوق به دورا مهما في العملية التعليمية – التعلمية وفق تعاون وتفاعل مع أحدث طرائق التدريس والوسائل والمواد والمفاهيم في مختلف الميادين ، ذلك لان التخطيط يعني ان تعرف كيف تخطط معتمداً على تفهم جيد لفلسفة مجتمعك كون ان التخطيط يشتمل على المحتوى والعملية أي النتيجة المرجوة والطريقة التي يتوسل بها للوصول الى تلك النتيجة وهذا يؤكد ضرورة ااوحدة بين المضمون والشكل ، الاهداف والاساليب ، والمبادىء والفنون ... وبما ان التخطيط هو وضع خطة مدروسة والخطة هي مجموعة اجراءات تنفذ بدقة لانجاز هدف واضح ، ولكل خطة عنصران اساسيان : الغرض او الهدف المراد الوصول اليه ووسائل مخطط لها بوضوح يسير بموجبها المخطط لاصابة الهدف ، عليه تدعو الضروره الانتباه الفائق والالتزام الجاد في رسم السياسة التربوية للبلد .

 ان المخطط الحكيم يجب ان يمتلك ناصية الإمكانية العلمية واستقراءالامور والمعرفة الوافية بمجريات الإحداث إضافة الى اعتماده على التوجيهات والتنبؤات لان الذي يعرف بمعنى انه يدرس بعمق ويحاول جاهدا الخوص في بواطن الأشياء ، فالتنبأ هو التدخل في مجرى الإحداث ايجابيا والحدس قدر المستطاع لما يمكن حدوثه مستقبلا وتدخل المخططين يجب ان يكون علميا وموضوعيا لان واجبهم يحتم عليهم عدم وقوفهم كمتفرجين وعليهم ان يصغوا بكل جوارحهم وان يختلطوا ويتفاعلوا مع مجتمعهم ،والتخطيط هو الطريقة العلمية لاعداد مواطن عصري يسيطر على المحيط ويحافظ عليه ويستغله عقلانيا باستعمال مصادر الحياة المهمة بتوازن وتفكير سليم ، وبربط المنهج التربوي بطرائق التجديد وبذل الجهود المطلوبة من المخططين يمكن السيطرة على الصعوبات التي قد تقف حجر عثره في طريق تقدم وسعادة المجتمع .

 3. تنظيم طرائق المنهج التربوي :

 من المعروف إن تحقيق الأهداف التربوية في النظام المدرسي هي مسؤولية القادة التربويين في أي بلد من بلدان العالم كما وانهم يعرفون قبل غيرهم بان عليهم أن يتفهموا مسلمة الاضداد القطبية الحتمية بشكل جيد فالشمال والجنوب جهتان متضادتان كذلك الشرق والغرب ، والخير يناقض الشر كما تفعل الفضيلة بالنسبة للرذيلة ، والسلطة والتساهل قد لا يتفقان في مواقف كثيرة وتضارب المادة او المحتوى مع العملية معروف بالرغم من وجوب خضوع العملية لتكون في خدمة المحتوى ، والتمحور حول المعلم يناقض التمحور حول الطالب ... وهكذا .

 هنالك أطفال وعالمهم الخاص بهم من حيث الرغبات والحاجات ، وهنالك سلطان المعرفة والثقافة ، فالاهتمام في كيفية تعلم الأطفال – العملية – مهم أيضا ً والترابط بين هاتين الناحيتين الحيويتين جلي ّللعيان ، وما للمادة الدراسية أو الموضوع المنهجي هو عينه ما للمستويات التربوية الأخرى فالرعاية يجب ان تشمل كل مكونات العملية التربوية ، أما اهتمام واضعي المنهج فكان منصبا على الموضوع منذ مئات السنين بغض النظر عن النتيجة اذ لم يكن في حسبانهم او في خططهم ، ان كانت هناك خطط بالمعنى المفهوم ، أي وصول الى أهداف مرسومة مسبقا بغية الحصول على مواقف أحسن ، اما الان فالوضع قد اختلف ... حيث يهدف مخطط المنهج بان يكون الابداع – التغيرات السلوكية – حل المشاكل سلسلة من الإجابات لأدلة متتابعة "" Asequence of cues "" لان العملية من دون اثارات تتطلب حلولا لحل المشاكل التي لا يمكن ان تحدث في خواء غير مرغوب فيها في التدريس كوسيلة تجديد تهدف الى التقدم لان ما يعير المادة الدراسية الاهتمام الفائق هو شمولها على مواقف متعددة ومتنوعة من شانها ان تعدهم للحياتهم والمجتمع وهذا أمر جيد ... الا ان الباحث يرى بان الموقف التعليمي يكون افضل لو ان ذلك يأخذ بيد الطلبة ويضعهم في إمكانية التقريرفي كون هذه المسألة أكثر من غيرها تاثيرا في هذا المكان او ذاك بحيث تحثهم على استحواذ كافة قابلياتهم الفكرية لايجاد انسب الحلول مع مراعاة الزمن والناحية الاقتصادية والظروف الاخرى التي تقودهم الى نتائج احسن في حالة اعتماد الوسيلة بشكل امثل وهذا هو الموقف التعليمي الأحسن .

 ان مخطط المنهج الناجح هو الذي يستطيع ان يقرر بعقلانية المواضيع المهمة ولمن تقدم ومتى تدرس ، فاتخاذ القرار حول هذه المسألة المهمة ينبثق من ملائمة مادة ما لتلبية حاجة بعينها وكيفية استعمالها في موقف دون أخر . ومعروف للعاملين في حقل التربية بان تقدم الطلبة يمكن إن يقيّم بمقدار سيطرتهم على المادة الدراسية التي تعرف من خلال استعمالها وعرضها في تغيراتهم السلوكية لتحقيق النتائج المرجوة ، وعند حصول خلل أو تعثر في ذلك فاللجوء إلى الفعاليات التحفيزية والوسائل العلاجية هو الحل المطلوب لتحسين الموقف ، وينبغي على المخططين أن يضعوا نصب أعينهم بان أحسن منهج هو ذلك الذي يساعد الطلبة في تعلمهم أو وصولهم إلى "" حلول لمشاكل حياتية كأنها معاشة فعلاً "" (14).

 وهنالك طريقة تعرف بالتمحور حول النظام

Discipline-centered approach""

 مهمتها تحوير نظرية النظام تحت شروط النقل الواسع العام لمساعدة الطفل أن يتعلم كيف يتعلم مع تأكيدها على النمو العقلي ، أما التحصيل فهو بمستويات مختلفة تؤكد جميعها على إعداد الطفل للحاضر مثلما تعده للمستقبل ليستطيع مواجهة ما يتجسد من مواقف في كبره ، وان هذه الطريقة ترجح التعليم الجماعي على إعطاء فرص للتنافس لأنها وصفية أكثر من كونها تسلطية وهذه الطريقة تضع في الاعتبار مبدأ الفروق الفردية فالتعلم بموجبها للجماعة مثلما هو للفرد . وبالرغم من استعمال المنهج المشترك أو المنهج المتمحور حول الجماعة لصالح تجمع محلي

/ أي لجماعة ذات التنظيم المشترك أو المصالح المشتركة/ فقد أصبح منهج الوظائف الاجتماعية عبارة عن امتداد للمنهج المتمحور حول الطفل ، أي إن المنهج ينبغي أن يتجه نحو الطفل

/المتعلم / وليس العكس ، وتحت هذه الخطة يصمم المنهج حول الدلالات الأساسية للحياة الاجتماعية مع الاهتمام بحاجات الطفل وذلك لان المناهج والطرائق تنوعت وتتنوع على الدوام ، وعدم التفكير بذلك يعني جمود وإغماض عن حقيقية الحياة ووقوف ضد التربية لان التمسك بمنهج واحد هو "" خلط لغايات التربية بوسائلها"(15) .

 وزبدة القول هو أن طرائق المنهج التربوي هي :

  1. الطريقة المتمركزة حول المادة وتتأسس على مبدأ حشر المعلومات في فكر الدارس .
  2. الطريقة المتمركزة حول الهدف وفي هذه الطريقة يكون تحصيل المتعلم فعالا مرتبطا بأمور الحياة .
  3. الطريقة المتمركزة حول النظام وفيها تتوفر للدارس إمكانية تطوير تعميمات وأسس وأساليب يستطيع إن يطبقها في التعلم خلال مسيرة حياته بمعنى كيف يتعلم مع التأكيد على النمو العقلي .

 4. فلسفة المنهج االتربوي :

 ان فلسفة المنهج التربوي تقوم على مجموع أفكار ووجهات نظر المخططين السديدة التي توصل المتعلم الى الاهداف المرجوة من المنهج في ترجمته الى نتائج قيمة يلمسها الدارس بصورة خاصة والمجتمع بصور عامة عبر كوادر تدريسية كفوءة تبغي للفرد في أي مجتمع ان يكون مندمجا في الحياة بعتباره كيان تعقل وتفكر وتحسس وهي عوامل تشكل ذكاءه لانفعالي "" ""م14 ص2122" وهذا التعبير يدل على قدرة الفرد بمعرفة نفسه والاخرين الذين يتعامل معهم ليكون افراد المجتمع قدرة انتاجية عالية اذا هم درسو منهجا تربويا حديثا ياخذ جميع نواحي الحياة بنظر الاعتبار العالي ليعرف المواطن الواعي بان القدرة الانتاجية باي مجتمع تتناسب تناسبا طرديا مع اكتساب المعرفة وذلك لان المعرفة من اهم عناصر الانتاج الجوهرية وان نشاطات المجتمع هي مكان القدرة التنافسية في كل مكان من العالم حاليا ومستقبلا ، والنشاطات واحدة من مداخل رئيسة للتنمية في البلد المؤها للتنافس الدولي في ضوء مفهوم عولمة السوق .

 ومن المعروف ان فجوة المعرفة ""Knowledge gap" هي التي تميز الدول في تسارعها التنموي وليس فجوة المال ، بل ان اراء الخبراء قد اجمعت على ان المسافة في القدرة على انتاج المعرفة بين الدول النامية والمتقدمة اكبر من فجوة المعرفة ذاتها . اذن التعثر المعرفي لابد من تجاوزه في توضيف المعرفة بفعالية وخاصة في البلدان النامية حتى وان كانت تعاني في بعض اشكال التراجع ، والتجاوز هذا يتطلب جهدا كبيرا في عملية التنمية ويأتي بذل الجهد الكبير

في مرحلة التعليم الجامعي – حكوميا كان ام أهليا –في إنتاج الكفاءات وذلك لدعم مؤسسات هذا التعليم بشقيه الأولي والعالي وكذلك مؤسسات البحث العلمي بحيث تكون أماكن للإنتاج والتقدم . وإذا ما أريد لعجلة التقدم والتسارع في المضي قدما فالواجب اخذ هذا السباق بعين الاعتبار لان بلداننا بحاجة ماسة لبنائها من جهة واللحاق بركب التقدم من جهة أخرى . ولأهمية تخطيط المنهج التربوي علميا وتحديثه درجة عالية من الحد في هجرة الأدمغة وخاصة الكوادر العلمية المتخصصة وهذه الناحية كما يرى الباحث ، ربما تكون أفضل او توازي تضييق الفجوة مع الدول المتقدمة في الأقل ولأنها ترصن مبدأ القدرة على إنتاج لمعرفة .

 ولكي يركز الباحث للقارىء الكريم عما ورد في شكل البحث ومتنه يؤكد ان أنظمة المناهج في التعليم الجامعي الأهلي كما هي في التعليم الجامعي لحكومي عديدة وكلها تدور حول محوريين أساسيين هما :

  1. المتعلم – الطرف الأول في المعادلة التربوية .
  2. المادة الدراسية (المنهج)– الطرف الثاني في المعادلة التربوية .

كما وان أقسام المناهج حسب أسلوب تنظيمها ثلاثة :

  1. منهج المواد الدراسية المنفصلة .
  2. منهج المواد المترابطة .
  3. منهج المجالات الواسعة .

 المناهج التي تدور حول ميول الطلبة وفعالياتهم ويأتي منهج النشاط في قمتها .

المناهج التي تدور حول مشكلات الطلبة وحاجاتهم كالمنهج المحوري والمنهج المندمج في حالة إزالة حواجز تفصل بين بعض المواد الدراسية وإمكانية دمج محتوياتها في المفردات أكثر اتساعا بحيث تصبح مادة واحدة .

 والأمر الأكثر أهمية من ذلك هو أحسن وانسب المناهج الذي يمكن اعتماده في مدارسنا إذا ما عرفنا بان المنهج هو محتوى العملية التربوية ومعناها الحقيقي وهو الإطار العام للمادة الدراسية ومجالات الإمكانية وان صلاحية إي منهج إنما يحكم عليها ويتم تقييمها بنتائجها التي يلمسها الدارسون بصورة خاصة وأبناء المجتمع بصورة عامة وما يقدمه هذا المنهج من حلول ناجحة للمشاكل وصولا إلى الأهداف وتحقيق الممارسات العلمية ذات النتائج المفيدة والمهمة لتقدم المجتمع من خلال هيئات تدريسية كفوءة تهتم بالمتعلم قدر ما تهتم بإعداد نفسها لهذه المهمة الخطيرة بل وأكثر من ذلك ، وبهذا تتحقق الإجابة على السؤال الوارد في غرض البحث .

 

 الاستنتاجات:

  1. تحقيق نتائج مفيدة ومثمرة ترتبط بحياة الفرد والجماعة هو المعيار الحقيقي لارتفاع قيمة المنهج التربوي .
  2. ان انكباب المعنيين بتخطيط المناهج وما يبذلون من جهود في مختلف الأزمنة والأماكن يدل بوضوح على عدم إمكانية الاعتداد على نمط بعينه بالرغم من تلاحق صدور الاستحسان عن جهات متعددة وموثوق بها حول أنواع مفيدة منها تصمد لفترات طويلة نسبيا .
  3. اعتماد طرائق رصينة في تنفيذ المنهج لتلبية حاجات المجتمع بما في ذلك التأكيد على الجانب الترفيهي من الأمور المنهجية المتوازنة والمطلوبة بإلحاح .

 

التوصيات :

  1. يصبو كل مخطط تربوي إلى نجاح ما يصمم منم مناهج عليه يراد له تنسيق وتعاون لإنجاح مهمته مع المخططين الاقتصاديين والاجتماعيين .
  2. لزوم ترجيح العقلانية والاسترشاد بالمسار العلمي لدى تخطيط المناهج التربوية .
  3. ترسيخ مفهوم أولوية تأدية الواجبات مهمه الزاميه يوازن المتعلم بها التمتع بحقوقه .

 

المقترحات:

يقترح الباحث :

  1. من هو المخطط الناجح ؟
  2. المنهج التربوي والمواقف الحياتية من وجهة نظر الدين الإسلامي الحنيف .
  3. منطلقات المنهج التربوي الأساسية .
  4. مصادر المناهج التربوية .
  5. طرائق التدريس وتحسين أداء المتعلم /: دراسات ميدانية /:
  1. في المرحلة الابتدائية .
  2. في المرحلة الثانوية (المتوسط والإعدادي).
  3. الجامعة وبالأخص كليات الطب والهندسة والتربية .

ترصين مهارات مناول المنهج .

المنهج التربوي والتقويم .

 

الهـــــوامـــــــــش :

1 - م1-ص5 .

2- م2- ص46 .

3- م2-ص46 .

4- م2 ص32 .

5- م5 –ص189 .

6- م6 – ص20 1

7- م9 – ص371 .

8. م10-ص13

9- م9-ص574

10- م11 - ص7

11- م5- ص168 .

12- م5- ص168 .

13- م12 – ص324 .

14- م13- ص162 .

15- م 14-ص12-22 .

16 المصدر الأول من المصادر الأجنبية ص574

17- المصدر الثاني من المصادر الأجنبية ص200 .

18- المصدر الثالث من المصادر الأجنبية ص485 .

19- المصدر الرابع من المصادر الأجنبية ص47 .

الـمصـــــادر العربـــيــــة :

  1. الجاحظ ، رسائل الجاحظ ، الرسائل الأدبية , بيروت ط1 ، 1987 .
  2. د. عبد الله عبد الدائم ،" التخطيط التربوي "" دار العلم للملايين ، بيروت ط1 ، تموز 1966 .
  3. د. جلال محمد علي احمد "" التنمية الاقتصادية ضمن النظرية والستراتيجية" ، بغداد ، 1978 .
  4. د. احمد صيداوي ، "الإنماء التربوي "" قسم الدراسات التربوية ، وآخرون ط1 ، 1978 .
  5. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، "" كتاب المؤتمر الأول للتعليم الجامعي في العراق "" ، بغداد ، 1971 .
  6. " مجلة العلوم التربوية والنفسية " ، العدد الثامن ، بغداد .1987 .
  7. هنري برجسون " الطاقة الروحية " ، ترجمة الدكتور سامي ألدروبي ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر , 1971 .

8. د. جلال الدين محمد وجلال الدين عبد الرحمن ، "" القران الكريم "" تفسير الجلالين ، عالم الكتب ، بيروت .

9. . د. علي جواد الطاهر ، " منهج البحث الأدبي " بغداد ، 1970 .

10. د. عبد الله عبد الدائم ، " التربية التجريبية والبحث التربوي "" , ط2. دار العلم للملايين ، بيروت ، 1974 .

11. د. الدمرداش سرحان ود. منير كامل ، " المناهج " ، ط3، 1972 .

12. مجلة الجامعي ، جامعة بغداد ، العدد الرابع تموز 2004 .

 13. د. حلمي احمد الوكيل ، " تطوير المناهج " ، ط1 ، 1977 .

     . Foreign Sources

1. Carter, V. Good Dictionary Of Educatiom , NewYork , 1973.

2. Educational LeaderShip, April . 1978. P.574.

3. Supervisory Leadership in Education , " Raymond .H . Harrison , Reinhold, Company , New, York , 1968.

4. '' The Open Class Room Reader '' Edited by Chrles E. Silberman, Vintage Books , New York , 1973.

5. '' Open Education'' , Asource Book For Parents & Teachers, Edited by Ewald B. Niguist & Gene R. Howes, U .S. A . 1972.