تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 230
إلى صفحة: 263
النص الكامل للبحث: PDF icon 180421-164519.pdf
البحث:

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والثناء والتكريم على أصحابه المخلصين.

أما بعد، فهذا البحث الموسوم (من معجم الفصيح الدارج في اللهجة العراقية المحكية في محافظة كربلاء)، يعنى بناحية من نواحي درس هذه اللهجة، ناحية تأصيل المعنى وتفصيح اللفظ الدارج، فما أخذه المحدثون على منهج القدماء في درس العربية الفصحى بمستوياتها المختلفة، إهمالهم البحث في لهجاتها التي كانت سائدة معها مكاناً وزماناً ونطقاً، وتجافيهم عن الخوض فيها، ذلك أن النظر في هذه اللهجة أو تلك ربما يكون عاملاً مساعداً للكشف عن كثير مما خفي من قضايا اللغة المشتركة ومسائلها أو أحكامها. واعتقد بأن الرجوع إلى لهجاتنا الحديثة لدراستها ما زال ضرورياً، ونحن ندرس لغتنا الفصيحة، اعني: جعل اللهجة الحديثة محطة من محطات النظر والدرس لا من أجل ترسيخها، أو الدعوة إليها، ولكن لجعلها وسيلة من وسائل الوصول إلى فهم ما نحن بحاجة إليه، أو إلى استكمال معرفته من تراثنا اللغوي الفصيح القديم والمعاصر على حد سواء.

 إن الشيء الأساس في المنهج اللغوي الحديث هو الواقع المنطوق، ولغة التخاطب الحية والفعلية، فبالنطق نعرف الحدث الكلامي صوتاً وصرفاً ونحواً ودلالةً ومعنى، فإذا عرفنا كل ذلك أو بعضه، رجعنا إلى لغتنا ندرسها رجوع الموازنة، أو المقارنة، أو التأمل، أو النظر الفاحص، إذ لا يمكن تصور أن اللهجات الحديثة مقطوعة الصلة بالفصيحة، فالأمر المنطقي أن تكون منبثقة عنها انبثاق الغصن من شجرته، أما ترك القول – على إطلاقه – إنها لاسيما مفرداتها ترتد إلى لغات الأعاجم الذين دخلوا البلاد العربية من تتار، ومغول، وفرس، وأتراك، وانكليز، وفرنسيين وغيرهم، ففينا حاجة إلى التدقيق فيه، وإلى تهذيبه، ودراسته، فلعله يفتقر إلى النظرة العلمية الموضوعية، وربما فيه أثر من خيال، أو شيء من عاطفة وهوى، فإن وردت كلمات أعجمية إلى الواقع اللهجي العربي الحديث فقد دخلت قبلُ لغتنا الفصحى وقَبلَها مبدأ الأثر والتأثير، وأصبحت بعدُ جزءاً من واقعها الفصيح.

وقد اتخذ البحث لموضوعه ترتيباً معجمياً يقوم على ذكر المادة اللغوية ذات الجذر الثلاثي وغير الثلاثي، ومن ثم إيراد اللفظ الدارج الذي ينتمي إليها سبقته مقدمة فتمهيد وفيه تناولت بشيء من الاختصار محافظة كربلاء من النواحي: الإدارية والجغرافية والبيئية والسكانية، وتعرضت إلى محاولات دراسة اللهجات العربية الحديثة التي صدرت عن أفراد أو عن مؤسسات لغوية رسمية، وانتهى البحث بخاتمة بيّنت فيها أهم النتائج التي توصل إليها، ثم قائمة استعرضت فيها مصادره ومراجعه، فملخص له باللغة الانكليزية.

  إن منهج هذا البحث يقوم على إيراد الكلمة بحسب نطقها العاميّ، وتوضيح دلالتها بحسب الاستعمال الدارج مراعياً المقام التي تقال فيه، وحال المتكلم والسامع على السواء مما له صلة بتوضيح القصد أو المراد، ومن ثم تبدأ رحلة البحث عن الكلمة في المعاجم للعثور على صلة معنوية تجمعها بها من اجل ردّها إلى نسبها الفصيح، وهو رد يستدعي غالباً تحليلاً، وتوجيهاً، وتقريباً، وتوضيحاً تطلّب من الباحث الاعتماد على الواقع اللهجي المحلي في كربلاء، المحافظة التي ينتمي إليها أصالة، ولادة، ونشأة، وسكنا،ولهجة، والاستعانة بمصادر اللغة، في مقدمتها المعجم العربي الذي استند إليه في توجيه المعاني العامية، كمعجم (العين)  للفراهيدي (ت 175هـ)، وإصلاح المنطق لابن السكيت (ت 244هـ)، ومقاييس اللغة لابن فارس (ت 395هـ)  وصحاح الجوهري (ت398هـ)، وغريب الحديث لابن الأثير (ت 606هـ)، ولسان العرب لابن منظور (ت 711هـ)  وغيرها

أما المراجع فمن أهمها:الاصوات اللغوية لإبراهيم أنيس، والعربية تاريخ وتطور لإبراهيم السامرائي، ودراسة الصوت اللغوي لأحمد مختار عمر، واللغة العربية معناها ومبناها لتمام حسان، وحركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث لمحمد ضاري حمادي، ومشكلات اللغة العربية لمحمود تيمور، وغيرها.

إن التأليف في اللهجة العراقية ليس جديداً، فمن الذين ألّفوا فيها الأب انستانس ماري الكرملي، وإبراهيم السامرائي، وجلال الحنفي، وجميل صدقي الزهاوي، ومصطفى جواد، ومعروف الرصافي، ونوري حمودي القيسي، وثمة دراسة أكاديمية حديثة تناولت لهجة محافظة (واسط)  العراقية موسومة بـ (الفصيح الذي حفظته العامية العراقية بين الدراسة والتطبيق، لهجة محافظة واسط أنموذجاً)  للباحث محمد مزعل خلاطي، وقد رأيت حاجة إلى دراسة بعض الألفاظ الدارجة المحكية في محافظة كربلاء، لما يتوافر في هذه البيئة من غنى ديني، وثقافي، وسياحي، واجتماعي، غير خاف على احد، فكان هذا البحث.  

الباحث

التمهيد

- كربلاء: تقسيمها الإداري، بيئتها، خصائصها، وطبيعتها السكانية

كربلاء بالمد، اسم موضع، فيه ضريح الحسين بن علي عليهما السلام([1])، ويذكر البلدانيون واللغويون القدماء لهذه الكلمة ثلاثة معانٍ، فالكربلة: رخاوة في القدمين، يقال: جاء يمشي مكربلاً، فيحتمل أن تكون ارض هذا الموضع رخوة، فسميّت بذلك. وكربلت الحنطة أو الطعام، إذا هززته وغربلته، فكأن هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل، فسميّت بذلك. وكربل: اسم نبت حامض، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبات يكثر نبته في هذا الموضع فسميّ به([2]).

 ومن المحدثين من ذهب إلى أن الكلمة منحوتة من (كور)  و(بابل)، أي: مجموعة قرى بابلية([3])، وقال الأب انستانس الكرملي: إنها منحوتة من (كرب)  و(إل)، أي: حرم الله، أو مقدس الله([4]).

 يرى مصطفى جواد أن محاولة ((رد (كربلاء)  إلى الأصول العربية غير مجدية، ولا يصح الاعتماد عليها، لأنها من باب الظن والتخمين والرغبة الجامحة العارمة في إرادة جعل العربية مصدراً لسائر الأمكنة والبقاع، مع أن موضع كربلاء خارج عن جزيرة العرب، وان في العراق كثيراً من البلدان ليست أسماؤها عربية كبغداد، وصرورا، وجوخا، وبابل، وكوش، وبعقوبا، وان التاريخ لم ينص على عروبة اسم كربلاء، فقد كانت معروفة قبل الفتح العربي للعراق، وقبل سكنى العرب هناك.... أما قول الأب اللغوي انستانس ما معناه أن كربلاء منحوتة من (كرب)  و(إل)، فهو داخل في الإمكان، لأن هذه البقاع قد سكنها الساميّون، وإذا فسرنا (كرب)  بالعربية أيضاً دلّ على معنى (القرب).... وإذا فسرنا (إل)  كان معناه (الإله)  عند الساميين أيضاً.... وعلى حسبان (كربلا)  من الأسماء السامية الآرامية أو البابلية تكون القرية من القرى القديمة الزمان، كبابل واربيل)) ([5])، ويرى أيضاً أن وزن (كربلاء)  الحق بالأوزان العربية ونقل من القصر (فعللا)  إلى المد (فعللاء)  في الشعر حسب([6]).

تعد هذه المدينة مركز منطقة تقع وسط العراق اصطلح عليها (الفرات الأوسط)، ويقصد بها البقعة الواقعة على ضفتي نهر الفرات في القسم الأوسط منه، وتمتد من محافظة الانبار التاريخية شمالاً إلى حدود منطقة (أور)  الآثارية جنوباً، وهي تشمل فضلاً على كربلاء محافظات: الحلة، والديوانية، والنجف([7]).

تقع في جنوب غربي بغداد العاصمة بمسافة (105)  كم، وهي من المدن المقدسة لدى المسلمين لوجود مرقد إمامنا الحسين وأخيه العباس ابني الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)  فيها، وتبلغ مساحتها (52856)  كم مربعاً([8]).

تتألف المحافظة الآن من ثلاثة أقضية وعدة نواحٍ (ينظر: الخريطة) : قضاء مركز كربلاء، وتتبعه ناحيتا (الحر)  و(الحسينية)، وقضاء الهندية، وتتبعه ناحيتا (الخيرات)  و(الجدول الغربي)، وسميّ بهذا الاسم لوقوعه على جانبي نهر الهندية الذي حفره الأمير الهندي (آصف الدولة)  قبل أكثر من (120)  سنة، من اجل إيصال الماء إلى محافظة النجف الاشرف، ويسميه العامة قضاء (طويريج) ([9]). وقضاء عين التمر، ويقع وسط الصحراء بالقرب من هور (أبو دبس)، وسميّ بهذا الاسم لكثرة نخيله وتنوعها، ويطلق عليه تسمية أخرى هي (شفاثا) ([10])، وربما أبدل العامة (الفاء) (ثاء)  فيقولون: (شثاثا).

تتألف مدينة كربلاء القديمة من عدة مناطق، أو محلات معروفة تحتضن الحرمين الشريفين من أهمها: محلتا باب السلالمة، وباب بغداد، وتقعان في شمال المدينة، ومحلات باب الطاق، والمخيم، والعباسية الغربية، وكلها تقع إلى الجنوب الغربي منها، ومحلة باب الخان الكائنة في شرقيها وباب النجف، وتقع في وسطها بين الروضتين الحسينية والعباسية وكانت تعرف قبل ببابُ المشهد، والى الجنوب الشرقي من المدينة تقع محلة العباسية الشرقية([11]).

 تمتاز المحافظة بمكانة سياحية على المستويين الديني والآثاري، ففضلاً على العتبتين المقدستين، ثمة مراقد ومزارات ومقامات لشخصيات تاريخية ودينية، من أهمها: مرقد الحر بن يزيد الرياحي، وهو احد شهداء واقعة الطف المعروفة، يبعد عن كربلاء (5)  كيلومترات، وتعد منطقته احد المتنزهات التي يرتادها الناس لجمال بساتينها واتساعها، ومنها: مقام عون بن عبد الله الحسني وهو من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، ويقع على الطريق بين كربلاء وبغداد، ومقام محمد بن علي بن حمزة الطوسي احد أعلام الامامية في القرن الخامس الهجري، ويقع مرقده إلى جانب الطريق المؤدي إلى قضاء الهندية، ومقام ابن فهد الحلي ويقع في شارع الحسين عليه السلام، ومقام المهدي (عجل الله فرجه)  الكائن في الضفة اليسرى من نهر الحسينية، إذ يروى انه صلى في هذا المكان وانصرف([12]).

 

أما من ناحية السياحة الآثارية، فالمحافظة تحتضن عدة مواقع آثارية وسياحية مشهورة لعل من أهمها: حصن الاخيضر الذي يبعد عنها (35)  كم من جهة الغرب، والراجح انه اثر عربي إسلامي يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، تؤيد ذلك محاريبه، وطرز بنائه، ومحل إقامته على طريق البادية حيث ملتقى الطرق الرئيسة، وخان العطشان الذي يبعد مسافة (30)  كم جنوبي غربي المحافظة وهو بناء قديم مبني من الآجر، وبحيرة الرزازة التي تقع على بعد (11)  كم إلى الغرب منها وتمتد حتى محافظة الانبار بطول (60)  كم وعرض (30)  كم([13]).

وفضلاً على ما سبق فإن كربلاء تمتاز بأهميتها التجارية والصناعية والزراعية لموقعها الديني وتوسطها المناطق الغنية بالحاصلات والمنتوجات، ومن أمثلة الصناعات الشعبية فيها: الوشي، والتطريز، والنقش، والحفر على المعادن، والصياغة، والترصيع، وتلبيس الخشب بالخشب الاثمن والأنفس على أشكال هندسية، ورسوم عربية وإسلامية، وهندية وفارسية، وثمة أسباب وعوامل أخرى ساعدت على تنمية اقتصادها، وتطوره، فالأراضي خصبة، والمياه وفيرة، والمناخ مناسب، فزراعة النخيل، والحمضيات، والفواكه، والخضروات الشتوية منها والصيفية زد على ذلك زراعة الحبوب كالحنطة والشعير مما اشتهرت به المحافظة، الأمر الذي شجع على تربية المواشي على اختلافها، ودفع بالكثير من أهالي المحافظات الأخرى لاسيما من منطقة الفرات الأوسط للهجرة إليها والسكن فيها طلباً للرزق والإقامة، ((ومما لا يختلف فيه اثنان ان مدينة كربلاء المقدسة يقصدها مختلف الأجناس والشعوب من مسلمين وغير مسلمين للتبرك بالعتبات المقدسة فيها، والاطلاع على الأماكن السياحية والأثرية، ومنهم من آثر السكن مجاورة لقبري الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام)) ([14]).

إن هذا الاختلاط الواضح بين من سكن كربلاء أصالة وبين من نزح إليها أو هاجر من أبناء المحافظات الأخرى ترك ثقافة متنوعة، وغنية وعميقة، ليس على المستوى الاجتماعي فحسب، بل شمل الواقع اللهجي أيضاً، ذلك أن اللغة، واللهجة مظهر من مظاهرها، كائن حي يؤثر ويتأثر، وهذا ما خلّف تجانساً لهجياً بارزاً في الكلام الدارج لأبناء هذه المحافظة.

ـ اللهجات العربية الحديثة

اللهجة، لغة: العين ((لهج فلان بكذا وكذا: أي: أولع به... واللهجة: طرف اللسان، ويقال: جرس الكلام ويقال: فصيح اللهجة، واللهجة، وهي لغته التي جبل عليها، فاعتادها، ونشأ عليها)) ([15])  وفي مقاييس اللغة ((اللام والهاء والجيم  اصل صحيح يدل على المثابرة على الشيء وملازمته... يقال: لهج بالشيء إذا أغري به وثابر عليه... وقولهم: هو

فصيح اللهجة، واللهجة، اللسان بما ينطق به من الكلام، وسميت لهجة، لان كلا   يلهج بلغته وكلامه)) ([16])

 ومما يتضح من كلا النصين اللذين يبينان معنى اللهجة توافر لفظة (اللغة)  فيها ذلك ان الترادف بين (لهجة)  و (لغة)  معروف عند القدماء. والعلاقة بينهما عند المحدثين كالصلة بين الخاص والعام ((فاللغة تشتمل عادة على عدة لهجات، لكل منها ما يميزها، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية، والعادات الكلامية التي تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات)) ([17]). فاللهجة بيئة خاصة تنتمي اليها مجموعة من الصفات اللغوية يشترك فيها جميع افراد هذه البيئة([18])  واللغة هي بيئة اوسع واشمل لانها تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال افراد هذه البيئات بعضهم ببعض([19]).

وقد بدا للأستاذ عيسى إسكندر المعلوف ان يعرّف باللهجة العربية العامية الحديثة فقال: ((هي لغة فصيحة موضوعة في عصور مختلفة للتعبير عن الافكار بقوالب كثيرة اصطلح عليها ابناؤها في كل قطر وبكل وقت فلاكتها الألسن وتلاعبت بها التصرفات، فتغيرت أساليبها وتلونت ألفاظها بين فصيحة محرفة، أو مصحفة وأجنبية دخيلة ومرتجلة غريبة، ولحن شائع، وتصرف شائن، حتى بعدت في بعض الوجوه والاساليب عن اصلها الفصيح ومؤداها البليغ، فكادت من هذه الوجوه تكون لغة قائمة بذاتها)) ([20])، وهذا التعريف ينسجم في النتيجة مع ما تقدم من ايضاح لمصطلحي اللهجة واللغة بحسب الفهم الحديث، ولكن يلاحظ فيه بعد عاطفي يظهر بالمنحى الايجابي في النظرة إلى اللغة الفصيحة من جهة، والنظرة السلبية إلى اللهجة العامية الحديثة من خلال عبارات يفهم منها وصفها بالإنحراف عن الاصل الفصيح من جهة اخرى.

أولى الدرس اللغوي الحديث عناية واضحة باللهجات الحديثة دراسة ووصفا ومقارنة، يدل على ذلك ان اعلى سلطة لغوية عربية وهي المجامع اللغوية وضعت من اولوياتها الاهتمام بدراسة اللهجات الحديثة، فممّا نص عليه مرسوم انشاء مجمع اللغة العربية في مصر، تنظيم دراسة علمية للهجات الحديثة بمصر وغيرها من البلاد العربية، وقد شكلت على إثر ذلك لجنة مهمتها متابعة تلك الدراسة التي تتضمن التقريب بين الفصحى ولهجاتها، والدعوة إلى ازالة الفوارق بين لهجات البلاد العربية، والسمو بها جميعاً إلى اللغة الفصحى، ودراسات في العامي والفصيح وغيرها من الموضوعات المهمة([21]).

  ان النظر العلمي في اللهجات الحديثة المنطوقة في البلاد العربية، أو التي تنتمي إلى طبقة اجتماعية معينة من طبقات المجتمع، قد يفتح آفاقا واسعة للبحث في طرائق تطور اللغة وتأثرها بالبيئة الجغرافية، وبالمظاهر الاجتماعية، فضلا على أن ذلك ربما يساعد على توضيح الصلة بين اللهجات العربية الحديثة واللهجات العربية القديمة، وطريقة تحول الاصوات من مجهورة إلى مهموسة، أو العكس، وطريقة انقلاب الاصوات من شديدة إلى رخوة وغير ذلك، مما تعرض له النظريات الصوتية وقوانينها([22]).

أما علاقة العامية المحكية بالفصحى فما زالت في جميع البلاد العربية قوية وملاحظة فهي ((أدنى إلى الفصحى منها قبل جيل مضى. وقد مرنت الألسنة على ضرب من النطق الصحيح، ومرد ذلك إلى عوامل في مقدمتها: ازدياد عدد المتعلمين وتقلص ظل الامية، واقبال الناس على المطالعة والقراءة)) ([23])، وما ((العامية إلا الفصحى نفسها محرفة، أو ملحونة، وفي لهجات التخاطب ألوف من الكلمات يمكن رد الاعتبار اليها واجازة استعمالها بشيء من التخريج)) ([24]).

ولعل هذا الفهم هو ما دعا بعض الدارسين لتداول بعض العبارات التي تكاد تصل إلى مستوى المصطلح في دراسة اللهجات الحديثة مثل (العامية الفصيحة)  أو (الفصيح العامي)  أو(العامية الجديدة) ([25])، أي أن العامي كان فصيحا في عربية ما غبر من قرون، لكنه تدنى مستوى ودرجة في اللسان الدارج، فصار عاميا لا يلتزم به المعربون في كلامهم وكتابتهم([26])، وكان يرى ان من اسباب هذا التدنّي، أو التحول: أن دلالة الكلمة الفصيحة قلت الحاجة اليها، وزالت عن حيز المستوى الفصيح فانكفأت في العامية، وقد سد غيرها مسدها فبعدت عن اهتمام المتكلمين، أو أنها كانت تنتمي إلى لغة خاصة في بيئة معينة، فلم يكتب لها الشيوع واتساع الاستعمال، وهي فصيحة، فنزلت بسبب ذلك إلى العامية، ثم ان اكتسابها صيغة جديدة، أو تعرضها لشيء من القلب والابدال، أو الزيادة والنقصان مما يزيد من ابتعادها عن سمتها الفصيحة([27]).

إن السعي لتوثيق فصاحة بعض الالفاظ الدارجة وسيلة مهمة من وسائل التقريب بين اللغة المكتوبة ولغة التخاطب([28])  وصولا إلى التوحيد اللغوي من جهة وقضاء على الازدواج اللغوي الذي ينظر إلى اللغة على انها شطران: عامي وفصيح من جهة اخرى([29]).

وحينئذ تتحول ازدواجية اللغة إلى شيء وهمي على حد تعبير الدكتور عبد المنعم سيد عبد العال، وذلك عندما يكون البحث بصدق عن اصل الالفاظ التي نستعملها وحقيقتها([30]).

ومن جانب آخر بدا لبعض الباحثين([31])  ان دراسة اللهجات الحديثة يعد جزءا من حركة التصحيح اللغوي التي شملت الفصحى لاسيما الجانب المكتوب منها، وذلك بتنقية لغة الكتابة من اللحن والانحراف وطالت لغة التخاطب المتمثلة باللهجات الدارجة.

وهذا منهج سليم ينبني على ((ان التغييرات التي تحدث في العربية ولهجاتها ليست اكثر من ادوار يحدث اولها في الفصحى، ثم تحدث ادوارها اللاحقة في اللهجات الحديثة)) ([32])  إذ إن ((معظم كلماتها عربي لحما ودما، فالحروف عربية، والصيغة عربية، وطريق الاشتقاق عربي، والمنحى في الانتقال من المعنى الاصيل إلى المعنى الدارج عربي))([33]).

البحث في اللهجة، إذن، بحث في ((ظاهرة لغوية لابد ان نقف عليها وقفة خاصة، ثم ان فينا حاجة إلى ان نعود اليها لانها تحمل الضيم على فصيحتنا التي نجتهد ان تكون لغة العصر، ولغة الحضارة الجديدة، وان نعيد لها شيء مما كان لها من المكانة، والقوة، والسعة، طوال عصور مضت)) ([34]).

 انتهى بعض الدارسين للهجة العراقية إلى توزيعها توزيعا جغرافيا على ثلاثة انماط هي ((النمط الجنوبي، والنمط الاوسط، والنمط الشمالي، وفي كل واحد من هذه نتبين انه يشتمل على لون حضري، وهو ما يعرف به اهل الحواضر، ونمط ريفي قروي، ولا نغفل ان يكون في النمط الجنوبي لون بدوي يتبين في البادية الجنوبية التي هي لصق بمشارف القرى، والأرياف الجنوبية، ومثل هذا واضح كل الوضوح في النمط الاوسط، والنمط الشمالي. ولعل من العسير علينا ان نصل إلى خرائط واضحة في الاطلس اللغوي الذي يبرز هذا التوزيع الجغرافي،وذلك لتداخل هذه المواد من حيث الخصائص اللغوية اصواتاً ودلالات)) ([35]).

ثم إنه قسمها تقسيما اخر يقوم على البيئة والنوع: المدنية، والقروية، والبدوية([36])، وخلص إلى أن لهجة بغداد مثلا ((شيء لا يمكن وصفه وضبطه لان هذه المدينة الواسعة قد ألتقت اكتفت فيها عناصر شتّى من حضريين من الحواضر العراقية المختلفة، وقرويين، وبدو، وعناصر اخرى غير عربية)) ([37])  وهي نتيجة تنطبق تماما على اللهجة المحكية في محافظة كربلاء، فالتشابه واضح بين المدينتين أو البيئتين لاسيما في الناحية السكانية, ولهذا وسمت الالفاظ الدارجة المدروسة في البحث بانها عراقية أولاً، ومن ثم انها منطوقة في كربلاء ثانياً، لان كثيرا منها متداول ومسموع في محافظات عراقية اخرى، وان كنا لا نعدم ان نجد الفاظا اخرى تّميز بها ناطقوها من سكان كربلاء الاصليين عشائر أو بيوتات.

المعجم

أزا:

من هذه الالفاظ الدارجة المحكية قولهم مثلا: (وازانِي)، أي: ضيق عليّ. وتستعمل حقيقة بمعنى التضييق المكاني في الجلوس غالبا، وفي غيره احيانا، ومجازا ايضا، كأن يقول احدهم: (وازاني)  فلان لاسترجاع الدين الذي عليّ له، أو الحاجة التي استعرتها منه، أي ألح عليّ على سبيل الاجهاد والإصرار.

وفي الفصيحة ((الأزو: الضيق... وتآزى القوم، دنا بعضهم إلى بعض.قال اللحياني: هوفي الجلوس خاصة... وأزوت الرجل وآزيته، فهو مأزوو، ومؤزي، أي: جهدته فهو مجهود. قال الطرماح([38]) من(الطويل):  

*  وقد بات يأزوه ندى وصقيع

أي: يجهده)) ([39]).

 فالنسب الفصيح للاستعمال الدارج ملاحظ، وصلته باستعمال اللغة الاصيل قريبة، وفي كلا المستويين الحقيقي والمجازي. وقد تحولت الهمزة إلى واو في الدارجة (وازاني)، والابدال بين هذين الصوتين كثير في الفصيحة، لكن الغالب فيها انقلاب الواو إلى همزة مثل: (وحد-أحد)  و (ورث-إرث)، وفي هذه اللهجة حدث العكس، إذ انقلبت الهمزة إلى واو.

وقد انكر الجوهري ان يقال: وازيته، بالواو ((وقد آزيته، إذا حاذيته، ولا تقل: وازيته)) ([40])، على اني وجدت في معجم العين هذا المعنى في مادة (وزي)  بالواو ففيها: ((الإزاء: المحاذاة، تقول: هو بإزاء فلان، أي بحذائه)) ([41])، لا في مادة (أزا)  الذي جعلها صاحب العين بالياء، هكذا (أزي) ([42]).

أني:

ومن هذا الدارج قولهم مثلا: (اتْنانِي)، أي: انتظرني. وهذا المعنى ينتسب إلى الفصيحة: ((الأناة، الحلم، والفعل: أني وتأنى واستأنى. أي: تثبت... ويقال للمتمكث في الامر: المتأني... واستأنيت في الطعام، أي: انتظرت ادراكه)) ([43])، و ((تأنى في الامر، أي ترفق وتنظر، واستأنى به أي انتظر به)) ([44])، وقال ابن الاثير: ((في حديث غزوة حنين " اختاروا إحدى الطائفتين إما المال، وإما السبي، وقد كنت استأنيت بكم "، أي انتظرت وتربّصت، يقال:: أنيت، وأنيت وتأنيت واستأنيت. ومنه الحديث أنه قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس: آذيت وآنيت أي: آذيت الناس بتخطيك، وأخرت المجيء فأبطأت)) ([45]).

وقال الحطيئة ([46])  في (آنيت)  من (الوافر)  :   

وآنيت العشاء إلى سهيل     أو الشعرى فطال بي الاناء.

وقد حدث تغيير واضح في الصيغة الدارجة (اتْنانِي)  قياسا إلى البناء الفصيح المزيد.

بزع:

يقولون بحسب هذه اللهجة مثلا: هذا الوضع (ايبزع)، والقائل يقصد انه فقد القدرة على الصبر على امر مكروه، لا يرجى زواله في اجل قريب.

وفي الفصيحة، يقال: بزع الشرع: تفاقم وهاج([47])، قال العجاج([48])  من (الرجز):

* إني إذا أمر العِدا تبزعا

ومما يلاحظ، ان الفعل (تبزع)  مسند إلى الامر المكروه في الفصيحة، لكنه في هذه اللهجة متعلق بالمتحدث.

بول:

قال الخليل: ((البال: بال النفس، وهو الاكتراث)) ([49])، وقال ابن فارس: ((ما خطر ببالي، أي: ما ألقي في روعي. فان قال قائل: فان الخليل ذكر: ان بال النفس، هو: الاكتراث ومنه اشتق ما باليت، ولم يخطر ببالي، قيل: هو المعنى الذي ذكرناه، ومعنى الاكتراث: ان يكرثه ما وقع في نفسه، فهو راجع إلى ما قلناه)) ([50])، وفي لسان العرب: البال: هو الخاطر([51]).

وما يتصل بهذا اللفظ قول العامة في هذه اللهجة (حسبالي - ما حسبالي)، و (لبالي - ما لبالي)، و (عبالي - ما عبالي)  بالاثبات والنفي، إذ يوصلون هذه الكلمات بكلمة (بال)، يريدون بها: ان هذا الامر لم يكن يدور في خلدي، أو في خاطري، أو في ذهني، أو في نفسي، ولم افكر فيه. ويبدو انهم صاغوا من لفظتين لفظة واحدة بطريقة ما يعرف في الفصيحة (النحت)، وهو ان ((تنحت من كلمتين، كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار)) ([52])، ومنه قول الشاعر([53])  من  (الوافر):

أقول لها ودمع العين جار     ألم تحزنك حيعلة المنادي

فـ(حيعلة)  منحوتة من: حي على ([54]).

و (حسبالي - ما حسبالي)  تتكون من (حس)  و (بال)، ومعنى (حسْ)  عندهم، هو المعنى الذي تؤديه الفصيحة، إذ إن ((الِحسّ: بكسر الحاء، من: أحسست بالشيء... وأحس به، واحسه: شعر به))  ([55]).

أما (لبالي - ما لبالي)، فتتكون من (أل)  الموصولة التي بمعنى (الذي)، والتقدير: الذي ببالي، أو ليس الذي ببالي، ثم ارتبطت على طريقة النحت بكلمة (بال)  بوساطة حرف الجر (الباء)،  الذي افاد معنى الظرفية، ثم حدث هذا الادغام، فكان التشديد (لبالي).

وهذا ما حدث في كلمة (عبالي)، بتشديد الباء، فالاصل: عنّ ببالي، أو: ما عنّ ببالي، حذفت أحدى النونين من (عنّ)  وارتبطت مع (ببالي)، فصارا كلمة واحدة، وتعني في هذه اللهجة: ظهر في بالي، أو عرض له، ومرادهم هذا يتفق مع الفصيحة فـ ((عنّ الشيء يعِن، ويعن عننا، وعنونا: ظهر امامك، وعنّ... واعتن: اعترض وعرض، ومنه قول امرئ القيس([56])  من (الطويل):

* فعن لنا سرب كأن نعاجه)) ([57])  

تفل:

ويطلقون في هذه اللهجة على (اللعاب)  أو (الريّق) : (اتْفالْ)، وفي اللغة:التفال، والتفل: الزبد، والبصاق ونحوهما([58])، و ((تفلت بالشيء: إذا رميت به من فمك متكرها له)) ([59]).

وواضح ان دلالة (اتفالْ)  في الاستعمال الدارج فصيحة.

جخخ:

ومنها قولهم: (ﭽخ)، يقصدون زجر الكلب خاصة. وفي الفصيحة:جخ: كلمة تدل على زجر الكبش([60])، والجخجخة الصياح والنداء. والجخجخة: صوت تكثير الماء وجريانه([61])، والاصل من: جخ جخ، مثل قولك: بخ بخ، عند ارادتك تفضيل الشيء([62])، ثم ان: جخ الرجل يـجخ تحول أو انتقل مكان إلى آخر([63]).

ويبدو ان (جخ)  كانت في الاصل متصرفة مبنى ومعنى، ثم استعملت بعد لزجر (الكبش)  لدلالتها على النداء والصياح اللذين يستدعيان (التصويت)، فضلاً على طلب التحول عن المكان والانتقال منه، فحفظها الاستعمال الدارج، لكنه ضيق تصرفها، فأصابها الجمود، وانتهت فيه إلى حكاية صوت زجر الكلب لا الكبش، ثم انه اختصر كل دلالاتها الفصيحة، أعني: النداء، والصياح، والصوت، والتحول، أو الانتقال.

ان اللهجة قادت (جخ)  إلى الانحدار من جهة الاستعمال عندما اقتصرت على حكاية الصوت، بعدما تسامت بها الفصيحة، من جهة توسيع تصرفها على مستويي اللفظ والدلالة، ولكن الاستعمال الدارج ظل مرتبطا بسبب إلى النسب الفصيح.

و (ﭽ)  في (ﭽخ)، صوت، يقول عنه سيبويه: انه بين الجيم والكاف([64])، ولم يمثل له، كذلك فعل شارح الكتاب، السيرافي، فاكتفى بالقول عن هذا الصوت، أعني: الذي بين الجيم والكاف ((هما جميعا شيء واحد الا ان أصل احدهما (الجيم)  والأصل الآخر (الكاف)، ثم يقلبونه إلى هذا الحرف الذي بينهما)) ([65]). يقول تمام حسان: ((وهذا الصوت هو الذي يصفه النحاة باصطلاح (الكشكشة) ([66])، وهو شبيه لما في نطق العراقيين لكلمة (كيف) )) ([67])، فالعراقيون ينطقون في بعض المناطق (كيف)  هكذا: (چيف)، ومثل ذلك (كان)  مثلاً، إذ تنطق (چان).

جمعر:

  يقولون مثلاً: فلان (امْجَعْمَرْ)  وفلانة (امْجَعْمرَة)، أي هيأته، أو هيأتها - جسماً ووجهاً - فيها غلظة وخشونة يفتقدان إلى النعومة والرشاقة والوسامة.

والاصل الفصيح هو (الجمعرة) : الأرض المرتفعة الغليظة، وجمعر: الحجارة المجموعة، وجمعر، غليظة، يابسة([68]).

 وهذا يعني: ان الصيغة الدارجة، اصابها قلب مكاني([69])، وذلك بتقديم العين على الميم (امْجَعْمَرْ)، ولا مسوغ لهذا القلب إلا إذا عد من ((أخطاء العوام في الكلمات الاجنبية أو الفصيحة ومن امثلة ذلك قولهم: أنارب في أرانب، ومعالق في ملاعق وأهبل في أبله، وهلتر في هتلر، ومرسح في مسرح)) ([70]).

أما في الفصيحة، فالقلب المكاني قد يدخل غالبا في باب الاثراء اللغوي والاتساع في الكلام، وربما اضطر اليه احيانا، ودليله الاستقراء، وهو اوسع واكثر من باب الشذوذ، ولكنه لم يصل إلى حد القياس عليه([71]).

خبص:

من ذلك (خَبْصَه)، وهي: اختلاط الشيء، أو الامر، وتشابكه، واللغة الفصيحة تزيد نونا على هذه الكلمة. ففيها (الخنبصة)، وهي: اختلاط الامر، والنون زائدة، فهي من خبص ([72])  وخبص الشيء خلطه ([73])  

خرط:

وفيها (خَرُط)  كقولهم واصفين الكلام السيء التافه: هذا كلام (خَرُط)، وقد يجنون الثمر من اغصان شجرة (النبق)  مثلاً، بطريقة (الخَرُط)  طلبا للسرعة، الامر الذي يجعل الثمر المجني مختلطا بشيء من الاوراق والاغصان الصغيرة الغضة، وإذا انحل - عندهم - ازار الرجل المتعري الخارج من الحمام للتو يقولون له محذرين: (راح يُنْخُرُط)  ازارك.

وفي الفصيحة: الرجل الخروط: هو المتهور الذي يركب رأسه، وانخرط علينا فلان، إذا تكلم مبادرا بالقول السيء([74])، ورجل خروط، ينخرط في الامور بالجهل([75])، وخرط اللبن هو الذي يختلط به الدم ويشوبه، والناقة المخرط هي التي يختلط الدم بلبنها([76])، و ((الخرط: قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً، بكفك، ومنه: خرط القتاد)) ([77])، و((خرطت الورق: حتته، وهو ان تقبض على اعلاه ثم تمر يدك عليه إلى اسفله)) ([78]).

   ولعل (راح يُنْخُرُط)  الازار في العامية مأخوذ اصله من قول العرب: ((اخترط الانسان المشيّ، فانخرط بطنه، وخرطه الدوار أي: مشّاه... وحمار خارط، وهو الذي لايستقر العلف في بطنه))  ([79]).

أقول: ان الرجل عندما (يمشي بطنه)  بسبب داء أو دواء هو المعنى الذي ربما استعارته العامية للتعبير عن احتمال الانخراط (السقوط)  المفاجئ، لازاره.

إذن (انخرط علينا الرجل)  و (رجل خروط)  و (خرط اللبن)  و (خرط القتاد)  و (انخرط بطن الرجل)  في الفصيحة، و (كلام خرط)  و (خرط الثمر)  و (راح ينخرط)  الازار في العامية، يجمعها معنى يدل على التداخل، واختلاط الاشياء، وازاحتها، وسقوطها، اعتباطاً أو قصداً أو جبراً.

خطم:

ومنها:(خطّم)، يقولون مثلا: (فلان خطم لفلان)، أي: منعه واعترض مروره. وهذه الدلالة اصلها مأخوذ من (خطام البعير)، وهو حبل يكون في انفه، من اجل التحكم به وقياده([80])، ثم يقال توسعا ((خطمه بالكلام. إذا قهره، ومنعه حتى لا ينبس ولا يحير)) ([81])، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  ((انه وعد رجلا ان يخرج اليه فأبطأ عليه، فلما خرج قال له: شغلني عنك خطم)) ([82])  أي خطب جليل... قال ابن الأثير: ((يحتمل ان يراد به: امر خطمه، أي منعه من الخروج)) ([83]).

ان ارتباط (المنع)  و (السيطرة)  بالانف (المخطم)  مما تواضع عليه العرف الاجتماعي العربي، فهو رمز للكبرياء، ومنه اشتقت (الانفة) ([84])  وصدر عنهم قولهم المأثور: (رغم أنفه)، أي: الزقه بالرغام، وهو التراب([85]).

دمك:

ويصفون العظم الضخم، عظم الحيوان المنحور بأنه (دُمِكْ).

 ومن معاني (دمك)  الفصيحة: الشدة، والشيء العظيم، والمدماك، الخشبة الكبيرة([86])  و ((كان بناء الكعبة في الجاهلية مدماك حجارة ومدماك عيدان من سفينة انكسرت)) ([87]).

والذي يبدو انهم استعاروا اسم الخشبة الكبيرة، والحجارة الصلبة إلى وصف العظم الذي يتصف بالصلابة في استعمالهم الدارج.

ربخ:

ومنها (امْرَبِّخْ)  و (رُباخَة). يقولون مثلاً: (فلان امْرَبِّخْ)، وحياته كلها (رُباخَة)، والمراد: وصف الحياة الهادئة الوادعة، والعيش الرغيد فضلا على وصف من يتسم بذلك،لاسيما من كان صحيح الجسم ممتلئة.

وفي العين: ((رجل ربيخ، أي: ضخم)) ([88])، و ((مربخ: رمل بالبادية وربخت الابل في المربخ أي: فترت في ذلك الرمل من الكلال)) ([89])، والراء والباء والخاء عند ابن فارس تدل ((على فترة واسترخاء، قالوا: مشى حتى تربخ، أي: استرخى، ويقولون للكثير اللحم الربيخ)) ([90]).

وفيها قولهم مثلا: فلان (ارْدِمْتَه)  سيارة، فهو (مَرْدومْ)، بمعنى، دهسته، واصل هذه الدلالة الدارجة تؤديه مادة (لدم)  باللام، لا (ردم)  بالراء، وهذا يعني، ان العامة قلبوا اللام راء، فقالوا: ردم، وهم يقصدون لدم، وفي اللغة: ((اللدم: ضرب المرأة صدرها، وعضديها في النياحة)) ([91])، واللام والدال والميم اصل يدل على الصاق شيء بشيء، ضربا أو غيره، فاللدم: ضرب الحجر بالحجر، والتدم النساء، ضربن وجوههن، وصدورهن في المناحة)) ([92])، و ((اللدم: اللطم، والضرب بشيء ثقيل يسمع وقعه)) ([93]).

ان الالتقاء بين الدارجة والفصيحة، التقاء في المعنى العام الذي تدل عليه مادة (لدم)، فالصاق الشيء بالشيء، ضرباً، أو غيره تطور  في الدارجة إلى المعنى الذي اشرت إليه، ففيه تضييق للاستعمال الفصيح.

اما انقلاب (اللام)  إلى (الراء)، فهو ضرب من التطور الصوتي في النطق الدارج يسوغه تقارب هذين الصوتين مخرجا وصفة، فهما من الاصوات الذلقية، وكلاهما صوت متوسط بين الشدة والرخاوة وكلاهما ايضا صوت مجهور([94]).

زبق:

ومنها: (زُبَگ)  بالقاف المتطورة نحو الجيم القاهرية ( گ)، هذا التطور يسوغه الميل إلى التجانس الصوتي، فكلاهما شديد ومهموس([95]). يقولون مثلا: (زُبَگ)  فلان، إذا مر بمكان ما أو دخله أو خرج منه مسرعاً.

وفي الفصيحة ((انزبق، أي: دخل، وهو مقلوب: انزقب)) ([96])، وزبقت الرجل، إذا حبسته، وزبق شعره، إذا نتفه([97]).

ان (الدخول)  و (الحبس)  و (نتف الشعر)  عند التدقيق تعود جميعا إلى معنى (المرور)، أو (الدخول)  مع شيء من السرعة والخفة. فـ (زبقت الرجل)  إذا حبسته يحدث في الغالب في حال مخصوصة، ذلك ان من طبيعة (السجان)  ادخال (السجين)، أو زجه داخل السجن، بطريقة (الدفع)  مع شيء من العنف في كثير من الأحيان، وهذا يستدعي سرعة الفعل اتساقا مع مقتضى الحال، ومثل ذلك يمكن تفسير (زبق شعره)  إذا نتفه، فمن لوازم (نتف الشعر) : السرعة والخفة في المزاولة والمعالجة تفاديا لألم يصاحب هذه العملية كما هو معلوم.

إن الاتساع في دلالة (زبق)  في الفصيحة يقابله (تضييق)  في الاستعمال الدارج، إذ اقتصر على المرور أو الدخول والخروج مشفوع كل ذلك بالسرعة والخفة.

زرف:

ويقولون مثلا: (انْزِرَفْ)  اطار السيارة، وهو (مَزْروفْ). أي: خرج هواؤه جراء حدوث ثقب فيه أو عطب.

وفي اللغة، ان الجرح إذا انتقض ونكس بعد الدواء، قيل عنه: زرف([98])، و ((الزرافة، والزرافة: منزفة الماء)) ([99])، قال الفرزدق ([100])  من (الطويل)  :  

ويبيت ذا الأهداب يعوي ودونهمن الماء زرافاتها وقصورها

ان انتقاض الجرح، وخروج القيح منه أو الدم، وخروج الماء من المنزفة، هو وجه الشبه الذي استمدته هذه اللهجة لوصف الشيء المثقوب الذي يستلزم خروج ما بداخله.

زلم:

 ومن هذه اللهجة قولهم: (ازْلِمَه)  وقد يحركون (الزاي)  فيقولون: (زِلْمَه)، ويقصدون بها: الرجل.

وفي الفصيحة (الزلمة)  خصلة من الشعر تتدلى من عنق ذكر الماعز([101])، و ((فرس مزلم، مقتدر الخلق، ويقال للرجل: إذا كان خفيف الهيأة، وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل مزلم، وامرأة مزلمة  والمزلم: الرجل القصير... والمزلم والمزنم من الابل: الذي تقطع إذنه وتترك له زلمه أو زنمه، قال أبو عبيد وانما يفعل ذلك بالكرام منها)) ([102]).

ولعل الاستعمال العامي انبنى على تدلي خصلة الشعر من ذكر الماعز خاصة وليست انثاه، وهي علامة فارقة تميز ذكر الماعز من انثاه فيما يبدو، يؤيد ذلك ان الاستعمال الفصيح يصف الفرس المزلم بـ (اقتدار الخلق)  والمزلم من الابل بـ (الكرام منها)، وهي اوصاف يتميز بها الرجل غالباً عندما يتجاوز مرحلة الفتاء وحداثة السن.

أما البيئة فتبقى مصدرا غنيا من مصادر الاثراء اللغوي والتوسع في الاستعمال حتى على مستوى اللهجة.

زمخ:

ويقولون (زَمَّخْ)  بتضعيف الميم، أي: رفع صوته بتكرار وعلوّ غضبا وتكبرا. وفي اللغة: الزامخ الذي شمخ بانفه([103])، وزمخ بانفه: أي تكبر  وتاه([104]). وفي (زمخر)  اجد ((زمخر الصوت وازمخر، أي: اشتد، والنمر، إذا غضب فصاح، يقال لصوته: تزمخر تزمخرا، والزمخر: اسم المزمار الكبير الاسود، والزمخرة، والازمخرار: الصوت الشديد)) ([105]).

فالمعنى على وفق المراد العامي تؤديه (زمخر)  لا (زمخ)، ويبدو ان العامة وصفوا التلازم المنطقي بين الغضب والصياح، فالاول يؤدي إلى الثاني، وبهذا تكون الصيغة الدارجة (زَمَّخْ)  وسيلتهم للتعبير عن هذا المراد.

 ومن المفيد ان نذكر ان ابن فارس يرجع (زمخر)  إلى (زخر)  جاعلاً (الميم)  زائدا([106])، ويقول عن (الزاي والخاء والراء)  انه ((اصل صحيح يدل على ارتفاع)) ([107])، وهو معنى يتسق مع معاني مادة (زمخ)  التي بينتها ويقترب منها.

زيق:

 ومن ذلك (زِيگه هَدَلْ)  أو (زِيجَه)، أي ان جزءا من ثوبه ظل سائبا اهدل لم يربط. وعندهم كذلك (الزِّيگ - الزَّيجْ)، يصفون به القطعة الطولية من الأرض.

وفي الفصيحة ((الزيق للجيب المكفوف. وزيق الشيطان، شيء يطير في الهواء يسمى لعاب الشمس)) ([108]).

ويبدو ان ثمة تطور حدث في الاستعمال الدارج لكلمة (زِيگ - زَّيجْ)  المتعلقة بالثوب اتجه اتجاهاً ضدياً من جهة المعنى فالكلمة في الفصيحة هي الجيب المكفوف وفي العامية تعني الثوب السائب المتهدل ولكن كلا المعنيين يتصل بالثوب. اما (الزِّيگ - الزَّيجْ)  بمعنى القطعة الطولية من الارض فهو من ذلك، اعني انه مستمد من بعض ما يدل عليه ((زيكـ - زيج الثوب))  وهو جزئه على وفق الاستعمال الدارج، فضلاً على صلته بـ(زيق الشيطان)  بالمعنى الفصيح بجامع (الطول)  و (الامتداد)  وهما صفتان ملاحظتان فيه.

بقي أن تقول: إن (زِيگ)  بالجيم القاهرية، هو النطق المسموع في حاضرة مدينة كربلاء، اما بالجيم (زِيجْ)، فهو نطق اهل الريف في هذه المدينة.

     والظاهر ان صوت (القاف)  في اللفظة الفصيحة (زيق)  قد تطور إلـــى هــذين الصوتــين  
   (گ)  و (ج)، ذلك ان تغير مخرج أي صوت يكون باحد طريقين، اما بتطور المخرج إلى الوراء، واما إلى الامام بحثاً عن اقرب الاصوات شبهاً صوتياً به، فالقاف - في الاصل - صوت مجهور فعند الانتقال بمخرجه إلى الامام يكون أقرب المخارج منه مخرج الجيم القاهرية والكاف، فلا غرابة من تطوره إلى احدهما، وقد اختار صوت القاف في تطوره الامامي الجيم القاهرية، لان كليهما صوت شديد مجهور([109]).

ويلاحظ أن صوت القاف قد حدث فيه تطور امامي اخر، في نطق اهل الريف في كربلاء، فاصبح ينطق جيما (زيج)، فالشبه الصوتي بين القاف والجيم واضح، ذلك ان القاف في الاصل صوت شديد مجهور كما بينت، والجيم مثله مجهور وهو شديد على حد وصف القدماء له([110]).

ان هذين المظهرين في تطور صوت القاف،له ما يعززه في العربية القديمة، ففي لغة معروفة لبني تميم ينطق جيما قاهرية([111])، قال الشاعر([112])  من (البسيط):

      ولا أگول لگدر الگوم گد نضجت  ولا أگول لباب الدار مگفول

فقد حول القاف في (أقول)  و (قدر)  و (القوم)  و (قد)  و (مقفول)  إلى (گ).

ومن امثلة تحول القاف إلى (ج)  قولهم: بائقة، وبائجة، للداهية، وزلقت الموضع وزلجته، أي: ملسته([113]).

سحن:

يقول احدهم جراء سبب ما: (أسْحَنْ ابْروحِيْ سَحِنْ)، ويعني: انه يضغط على نفسه كثيرا تألما وحسرة واسفا لما فاته من امر مستحق لذلك،

وفي العربية ((السحن: دلكك خشبة بمسحن حتى تلين من غير ان يأخذ من الخشبة شيئا)) ([114])  وآلة الدلك: المسحن([115]).

وواضح ان الاستعمال الدارج استعار الدلالة المحسوسة الذي تفيده مادة (سحن)  الفصيحة للتعبير عن معنى مجرد يتعلق بشعور معين من المشاعر الإنسانية.

سرفن:

ويقولون لمن يريد ان يأكل، أو يغتسل أو يعمل عملا يدويا: (سَرْفِنْ)  كمك ؟ أي: قصر من طوله لتتمكن من مزاولة ما تريد. ولم اجد في مادة (سرفن) ([116])، ما ينسجم مع هذا المراد العامي.

ويظهر ان في الكلمة الدارجة قلب مكاني، فالأصل هو (سرنف)، يدل على ذلك ان معنى (سرنف)  في اللغة: الطويل([117])، وكأن (سرفن)  الدارجة اصبحت من كلمات التضاد فهي تعني تقصير الكم الطويل، وعلى أية حال فان (سرفن)  العامية ما تزال ممتدة بسبب إلى النسب الفصيح لاسيما من جهة المبنى.

سكك:

   ومن ذلك قولهم: فلان (سچ)، أي: مشى في طريق سيرا على الاقدام، والاصل الفصيح هو: من السكة، وهي: الطريق المستوي، والزقاق، ومنه سميت: سكك البريد([118])، قال الشماخ([119])  من(البسيط):

حنت على سكة الساري فجاوبها    حمامة من حمام ذات أطواق    

 والسكة كذلك: الطريق المصطف من النخل، أو السطر المصطف من الشجر([120]).

إن الطريف في استعمال هذا اللفظ الدارج (سچ)، هو انه لا يقال لكل ماش مغادرمكانا  ما إلى اخر، بل يقال في حال مخصوصة، وهي ان المتكلم غير راض كل الرضا عن المتلبس بهذا الفعل ناقد له، في نفسه فضول لمعرفة سبب خروجه أو مسيره.

المعجم العربي إذن ينقل تفسير (السكة)، فحسب، وفي العامية اجد وصفا لمن سلكها،أومراعاة للسلوك الاجتماعي باستعمال فعل مشتق منها مع شيء من فضول وعدم رضا.

وشيء اخر، هو ان (السكة)  اصبحت في عرف هذه اللهجة طريق (القطار)، وسيلة النقل المعروفة، فيقال: (سچة القطار)  وهو تطور في الاستعمال.

ان تطور (الكاف)  في (سك)  الفصيحة إلى (چ)  في(سچ)  تؤيده الصلة الصوتية بينها فكلاهما شديد مهموس([121]).

شطب:

  ويقولون مثلا: (اشْطُبْ)  على هذه الوثيقة أو على هذا المستند. أي اجعل فيه خطوطا طولية أو عرضية أو متشابكة تعبيرا عن ارادة ابطالها وتركها وانتفاء الحاجة اليها أو لانها لم تف بالمراد. ويقولون كذلك: فلان أو فلانة (شَطْبَهْ)، أي: هو طويل رشيق أو هي طويلة رشيقة.

وفي اللغة: الشطبة: قطعة من سنام البعير، وكل قطعة منه تقطع طولا تسمى شطيبة([122])، و ((أرض مشطبة: إذا خط فيها السيل خطا)) ([123])، واصل الشطب هو الامتداد والطول، والشطب سعف النخل الاخضر الواحدة، شطبة، والشطبة الجارية الغضة الطويلة([124])، و ((الشطب من الرجال والخيل الطويل، الحسن الخلق)) ([125]).

    وواضح ان الاستعمال الدارج سواء (اشْطُبْ على الوثيقة)  أو وصف الرجل والفتاة بانهما (شَطْبَه)  يتسق مع الواقع اللغوي الفصيح من جهة اصل معنى (الشطب)، ومن جهة تطور الدلالة لاسيما مراد العامة من القول: (اشْطُبْ على الوثيقة)  بمعنى: انتفاء الحاجة اليها، ولكن باستعمال (على)  لا (عن)  التي يتطلبها الاستعمال الفصيح، فعن الأصمعي ((شطب عن الشيء: عدل عنه... وشطف وشطب إذا عدل ومال)) ([126])، كذلك: ((رمية شاطفة، وشاطبة، وصائفة: إذا زلت عن المقتل)) ([127])، أي أخطأت المراد منها.

صفر:

وفيها: (امْعَصْفِرْ)، يصفون بها الشخص الذي تظهر عليه علامات المرض، أو الانهاك، أو الضعف.

وفي العربية: العصفر: ضرب من النبات([128])، وذكر ابن منظور انه من المعرّب([129])  ولم يشر صاحب الصحاح إلى ذلك([130])، ولكن ابن فارس حاول ردها إلى اصل عربي، فجعلها منحوتة من الثلاثي، من (عصر)، و (صفر)، وهذا يعني ان المراد بهذه الكلمة المنحوتة (عصفر) : عصارة هذا النبات وصفرته([131]).

ويبدو ان الاستعمال الدارج استند إلى لون (الصفرة)  لوسم من به سقم، فـ(فلان معصفر)  يعني: انه سقيم، ذلك ان العرف الاجتماعي العراقي، يعقد صلة بين اللون الاصفر، وبين قلة الدم، وهو ما يعد من علامات اعتلال الصحة وضعف البدن.

طحر:

وفي هذه اللهجة (يِطْحِرْ)، أي يخرج زفيره بصعوبة وبصوت مسموع. وفي اللغة: الطحير من الصوت، شبه الزحير، أو فوقه، والطحر، والطحار، والطحير، النفس العالي([132])، فالقرب واضح بين الاستعمالين الدارج والعامي، مبنى ومعنى.

عرت:

وعندهم: (عَرِّتْ)، إذ يقولون لمن يمسك بالحبل الذي يجعل في عنق الحيوان المضطرب: (عَرِّتْ)  به ؟، أي: امسكه، بقوة ولا تدعه يفلت من يدك.

      وفي مادة (عرت)  الفصيحة، ان ((الرمح العرات مثل العراص، وهو المضطرب)) ([133])، وفي (عتر)، يقال: عتر الرمح يعتر عترا وعترانا، إذ اضطرب، واشتد، واهتز([134]).

ان اضطراب الرمح واهتزازه، معنيان تؤديهما مادتا (عرت)، و (عتر)، ولم اجد فيما اطلعت عليه من المعاجم المعروفة ما ينص على حدوث قلب مكاني بين (عرت)، و (عتر)، وما يعزز ذلك ان ابن منظور، نقل انه ((قد صح (عتر)، و (عرت)، ودل اختلاف بنائهما على ان كل واحد منهما غير الآخر)) ([135]).

ان حالة الشد والجذب، بين مَنْ يمسك بالحبل وبين الحيوان الجامح المقيد به، من لوازمها اضطراب الحبل واهتزازه فضلا على اضطراب الحيوان نفسه، على انني ارى ان المعنى الذي يؤديه (العتل)  في مادة (عتل)  هو الاقرب إلى المعنى الذي بينته، ففي هذه المادة ((العتل: أن تأخذ بتلبيب رجل فتعتله، أي تجره اليك، وتذهب به إلى حبس أو عذاب... واخذ فلان بزمام الناقة فعتلها، وذلك إذا قبض على اصل الزمام عند الرأس فقادها قودا عنيفا)) ([136]).

ومنه قوله تعالى {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ }([137]). وعلى هذا، فان القول بحدوث قلب مكاني في الكلمة الدارجة (عرت)  قد يكون مقبولاً، فلعل الاصل هو من مادة (عتل)  ثم (علت)  على القلب ثم (عرت)  بانقلاب اللام إلى راء مع تضعيفه في الاستعمال الدارج (عرﱠت)، ذلك ان تحول اللام  إلى راء مسوغ للقرابة الصوتية بينهما فكل منهما من الأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة، ويشتركان بصفة الجهر أيضاً([138]).

عفص:

وفي هذه اللهجة (عَنْفَصْ)، يقولون مثلاً: (عَنْفَصْ الحمار)  أو (عَنْفُصَتْ الدابة)، والمراد هو: وصف اضطراب الحيوان، وهيجانه وخروجه عن هدوئه المعتاد.

  ومعنى هذه الكلمة هو نفسه في الفصيحة، لكنه يدل على العاقل المؤنث فيها فـ(العنفص) : المرأة البذية القليلة الحياء الخبيثة([139])، وهي ((من عفصت الشيء، إذا لويته كأنهاعوجاء الخلق)) ([140])، قال الأعشى([141])  من (السريع) :

  ليست بسوداء ولا عنفص      تسارق الطرف إلى داعر

فالمعنى العام مشترك بين الاستعمال الدارج، والفصيح، ولكنه في الدارج مختص بالحيوان، فلا يوصف به الانسان إلا في احيان نادرة على سبيل التهكم والازدراء، والكناية لا على اساس إرادة اصل المعنى.

فشخ:

ويقال: (فلان انْفِشَخْ)، أي: ضُرِبَ بشيء صلب على رأسه، فحدثت فيه شجة استلزم خروج الدم منها، وعندهم (الفاشِخْ)  و (المَفْشُوخْ)، والفشخ في اللغة: الصفع، واللطم يحدث بين الصبيان عند لعبهم والكذب فيه([142]). والفشخ: أن يضرب الرأس باليد([143])، ان مكان (الفشخ)  هو الرأس في الاستعمالين، ولكن أداة الضرب في الفصيح: هي اليد، وفي العامي أي شيء غير اليد، كالحجر، أو قضيب، مما هو صلب.

   اما الضرب باليد على الرأس فلا يعد (فشخا)  في الاستعمال الدارج، بل هو داخل في عموم معنى (الضرب)، ثم ان هذا الاستعمال لـ(فشخ)  يستغني عن ذكر الرأس، لان دلالته تقتصر عليه، وتختص به فهو معلوم لدى العامة عند اطلاقه.

فشش:

وعندهم (فَش)، يقولون مثلا واصفين حدوث ثقب في عجلة السيارة: (فشَّتْ)، وربما وصفوا انتهاء فورة غضب احدهم، بقولهم: (فَشْ فلان)، وعندهم كذلك: (الفشَّهْ)  وهو اسم يطلق على احد اعضاء حيوان (البقر)  أو (الغنم)  الداخلية وهي (الرئة)، التي تؤكل مشوية في الغالب.

مادة (فَشَّ)  في الفصيحة، تدل على انتشار وقلة تماسك([144])  و ((فش القربة، يفشَّها، فشَّا، حل وكاءها، فخرج ريحها... وقال ثعلب: لأفشن وطبك، أي: لاذهبن بكبرك، وتيهك، وفي التهذيب: معناه: لاخرجن غضبك من رأسك، من فش السقاء، إذا اخرج منه الريح وهو يقال: للغضبان... ويقال للرجل إذا غضب فلم يقدر على التغيير، فشاش فشيه من استه إلى فيه)) ([145]).

 ان الصلة المعنوية بين (فَشت)  العجلة و (فَشَّ القربة)  واضحة، ومثلها (فَشْ)  فلان، بمعنى: انتهاء فورة غضبه.

   أما (الرئة)  هذا العضو، فيمتاز بقلة تماسكه، وانتشاره، وهذا ملاحظ ومعروف، فهو (فشة)  إذن بحسب الاستعمال الدارج، وهو تطور دلالي لهجي لم ينص عليه المعجم العربي، الا انه متسق مع اصل مادة (فش)  الذي بينته.

فطس:

(فُطَسْ)  في هذه اللهجة، يعني: موت الحيوان خاصة، وفي الفصيحة: فطس: مات، والفطوس. مصدر الفاطس، وهو الموت من غير داء ظاهر([146]).ان (فطس)  في اللغة، فيما يظهر يعني: الموت عموما من غير تحديد بانسان أو حيوان.

فقس:

وعندهم (فُگَسْ)  بالجيم القاهرية([147])، كقول السائق مثلاً: واصفا عطل موقف سيارته المفاجئ (البريك)  Break: (فُگَسْ عندي البريك).

وفي استعمال دارج اخر، يقولون واصفين تفقيس البيض: (البيض فُگَسْ)، وفي اللغة:((إذا مات الميت، يقال: فقس فقوسا)) ([148])  و ((فقس الرجل وغيره يفقس فقوسا: مات، وقيل: مات فجأة، وفقس الطائر بيضه فقسا: أفسدها...وفقس البيضة يفقسها ﺇذا فضخها،لغة في فقصها،والصاد أعلى)) ([149]). وفي مادة (فقص) : ((وفقص البيضة أي كسرها، وبالسين ايضا)) ([150]).

ان استعمال (فُگَسْ)، لوصف تعطل (Break)  المفاجئ، تبدو الدقة فيه واضحة وذلك لاهمية هذا الجزء من اجزاء محرك السيارة في حفظ حياة السائق أو الراكب، إذ لم يؤيد الاستعمال اطلاق هذه الكلمة على عطل الاجزاء الاخرى منها، وعنصر المفاجئة في المادة الفصيحة كان حاضرا في هذا الاستعمال الدارج ومتطابقا مع (مقتضى الحال)  الذي عبر عنه السائق أو المتكلم عند وصف حالة العطل المفاجئ لـ(Break)، وإذا كانت دقة العربية تقتضي استعمال (فقس)  للتعبير عن نهاية حياة الانسان أو الحيوان، فالدقة نفسها ظلت ماثلة في المراد العامي من وصف عطل تلك الآلة.

وأما كلامهم: (فَگَسْ البيض)، فثمة تطور حدث في الدلالة العامية، إذ يعني عندهم عملية تفقيس البيض وخروج الافراخ منه. وفي الفصيحة، يعني: (الافساد)  و (الكسر)  و (الفضخ)، وكأن الاستعمال الدارج ركز على ما سيؤول اليه كسر البيض أو فضخه، وهو خروج الافراخ إلى الحياة جراء ذلك، وهي حياة لم تكن الا على حساب (افساد)  البيض أو كسره، وهو ما ذهب اليه الاستعمال الفصيح الذي انصب على وصف الفعل  في ذاته لا على ما آل اليه.

على أن العامية اقتصرت على نطق (فُگَسْ)  و (فَگَسْ)  بالسين لا بالصاد، اما الفصيحة فاستعملت اللفظتين (فقس، وفقص).

فلو:

وعندهم: (فلو)، يقولون مثلاً: فلان طلع (فِلُوْ)  من الحمام. أي خرج عريانا مجردا عن ملابسه كلها نادراً، أو لباسه الخارجي فقط غالباً. وفي الفصيحة: الفلاة: المفازة، وهي الأرض الخالية([151]).

    فالعامية استعارت هذا المعنى في وصف الارض المقفرة إلى العاقل المذكر المتجرد عن ملابسه.

   وللعرف الاجتماعي اثره في هذا الاستعمال الدارج، أعني: ان ثمة تساهل في الموقف وفي النظرة إلى سلوك المذكر لا نجده مع المؤنث سواء فيما نحن بصدده أو في غيره

فنك: من ذلك: (فنك)، يقول متكلم لمخاطب موجود على مسافة مكانية منه متحديا: (فِنَّكْ)  تحصل على ما عندي أو ما في يدي.

بمعنى: ليس بمقدورك ان تتحرك وتتقدم إليّ فتحصل على ما عندي، وفي الفصيحة:((فنك، يفنك، فنوكا، إذا لزم مكانه لا يبرح)) ([152])  و ((الفنك، التعدي، والفنك: اللجاج... وفنك في امره: ابتزه ولج فيه وغلب عليه)) ([153]).

فالصلة بين المعنيين الدارج والفصيح ملاحظة عند التدقيق، وقد حاولت العامية ان تضفي دلالة اخرى مستمدة من ذلك المراد، وهو التحدي الموجه من المتكلم نحو المخاطب.

ومما يجدر ذكره هنا، ما وجدته في مادة (فكن) : ((وتفكن، تأسف، وتلهف، وقيل: هو التلهف على الشيء يفوتك بعدما ظنت، أنك ظفرت به، وقيل: هو التنّدم)) ([154]).

  ان هذا المعنى ليس ببعيد عن المراد العامي، يؤيد ذلك، التقارب بين مادتي (فنك)  و (فكن)  في الدلالة التي نحن بصدد ارجاع معنى اللفظ الدارج اليها، ويؤكده ما نص عليه يعقوب بن السكيت بوجود قلب مكاني بين هاتين المادتين([155]).

قرم:

وعندهم: (قَرَّمْ)، يقولون مثلاً: (قَرَّمتْ)  ملابسي. وهو قص أو تقطيع ما يلزم من قماش القميص أو السروال أو غيرهما لكي يتناسب مع حجم لابسها أو طوله.وفي مادة (قرم)  

((القرم: ان يقرم من انف البعير جليده للسِّمة، أي تقطع قطيعة فيبقى اثرها فتلك السَّمة: القرمة والقرمة والقطيعة التي قطعت قرامه)) ([156]).و ((القاف والراء والميم، اصل صحيح، يدل على حز أو قطع في شيء... ومنه القرامة، وهو ما لزق بالتنور من الخبز. وسمَّي بذلك لانه يقرم من التنور، أي ينحى عنه)) ([157]).وواضح ان (قطع الشيء)  هو المعنى الجامع بين الدلالتين الفصيحة والعامية. 

قرمد:

  وفي هذه اللهجة (الگَرْمَدِيدْ)، بالجيم القاهرية، وهو (البخيل)، وفي الفصيحة: (القرميد)، هو الاجر، وهو الحجر([158]).

وقد ذكر بعضهم ان الكلمة معربة، وهي رومية الاصل تكلم بها العرب من اهل الشام قديماً، وتعني عندهم: اجر الحمامات... والقرمد: الصخور([159]).

و ((حوض مقرمد إذا كان ضيقا)) ([160]). وقيل في بعض صفات جسم المرأة ((المقرمدة الرفغين الضيقتهما وذلك لالتفاف فخذيها)) ([161]).

القرميد الفصيحة - إذن - تحولت إلى (الگَرْمَدِيدْ)  في هذه اللهجة بزيادة دال اخرى، فكأنها شبهت البخيل لشدة بخله وامساكه بالحجر لا يخرج منه شيء، وأفادت من صفة الضيق أيضا للتعبير عن حالة البخل.

قرمط:

يقولون مثلا: (فلان گَرْمَطْ مبلغ الدين)  الذي عليه، عندما ارجعه. أي انه رد الدين بطريقة الاجزاء القليلة، أي بالتقسيط المتتابع، وهي طريقة لا ترضي بعض الدائنين.

و ((القرمطة: دقة  الكتابة وتداني الحروف والسطور)) ([162]).

والقرمطة: هي التقارب والتقليل والتصغير في الشيء سواء في الكتابة، أو المشي، أو غيره([163]).

ان المراد العامي له صلة واضحة بما تدل عليه الكلمة الفصيحة ولكن فيه تضييق واضح في استعمالها إذ اقتصرت على المعنى الذي بينته.

قزع:

وفيها: (امْگَنْزِعْ)، وتقال لمن جلس في مكان عال، مرتفع، ويقولون كذلك: (ام گَنْزوعه)، للفتاة ذات الشعر الطويل المرتفع، وعلى وفق هذا جاء المثل الشعبي (أزُوعَهْ ولا أنْطِيهْ لام گَنْزوعه) ([164]).

وفي اللغة: القنازع من الشعر هو الطويل، المرتفع، واصله من (القزع)، والنون زائدة([165])، وعن الأصمعي، ان العامة تقول ((إذا اقتتل الديكان فهرب احدهما: قنزع الديك، وانما يقال: قوزع الديك، إذا غلب ولا يقال: قنزع)) ([166])، وقوزع الديك أو قنزع، يقصد به تنفيشه برائله، وهي قنازعة([167])، والبرائل ما ارتفع من ريش الطائر([168]).

ويبدو ان الاستعمال الدارج اخذ مما تؤديه مادة (قزع)  و (قنزع)  صفة الطول والارتفاع لوصف المتفرّد الجالس في المكان العالي، أو لوصف صاحبة الشعر الطويل المرتفع المتطاير مع الريح.

قفخ: ويقال: (كُفَخْتَهْ)، بمعنى: ضربته بيدي على رأسه، أو جبهته. أما في الفصيحة، فالفعل بالقاف (قفخ)  ((قفخ: كسر الرأس شدخا)) ([169]

وهو ((ضرب الشيء اليابس على مثله، يقال: قفخ هامته)) ([170])، و ((لا يكون القفخ إلا على الرأس أو على شيء اجوف)) ([171])، قال رؤبة([172])  من (الرجز)  :  

  * قفخا على الهام وبجا وخضا ([173])

ان الضرب على الهامة، أو الرأس هو نقطة الالتقاء مع الفصيحة، على ان ضرب الشيء اليابس بمثله لا تؤديه (كُفَخْ)  الدارجة، إذ يقتصر استعمالها على ضرب الرأس باليد غالبا.

و اقتراب القاف بحسب نطق هذه اللهجة من الكاف مخرجا وصفة اباح تطوره إليه، فكلاهما شديد مهموس وهما من اصوات اقصى الحنك([174]).

قور:

وعندهم: (المُگْوار)، وهو عبارة عن عصا غليظة تنتهي بشيء مكور، ذي لون أسود، يتكون من مادة (القير)  المعروفة، وهو سلاح شخصي، يستعمله حامله للدفاع عن نفسه، وقد استعمله العراقيون ضد الاحتلال البريطاني في ثورة العشرين، ومثلهم مشهور في ذلك: (الطُّوبْ احْسَنْ لو مگواري)  أي: ان (المكوار)  أفضل من (الطوب)  وهو المدفع الإنجليزي، ويصفون عتلة (تغيير السرعة)  في السيارة بـ(الگير)، يقولون مثلا: ان (گير)  السيارة عاطل، أي ان مغيّر السرعة حدث فيه عطب، و (الگير) : عتلة مكونة من قضيب معدني فيه طول ينتهي بشيء مكور لونه اسود في الغالب يمسك به السائق عند مزاولته تغيير سرعة سيارته.

والاصل الفصيح هو من (قور)  التي تدل على (استدارة في شيء) ([175]). و (القارة) : التل، أو الجبل وهو ما ارتفع من الارض مع استدارة، والدار القوراء: المستديرة المرتفعة([176])، والقارة: الصخرة السوداء... والأكمة([177]).

   أما مادة (قير)  ففيها: القار: شيء اسود، تطلى به السفن والابل يحول دون نفاذ الماء، وقيل: هو الزفت، وقير فلان الحب، والزق، والقيار: صاحب القار([178])، وقد ذكر الجوهري (القار)  في مادة (قور) ([179]). فـ(الارتفاع)  و (الاستدارة)  و (اللون الاسود)  في المادة المعجمية الفصيحة صفات متوافرة في (المگوارْ)  و (الگيرْ)، وهذا ما بينته، استمدها الاستعمال الدارج في كربلاء من الفصيحة لتسمية هاتين الآلتين.

قوز:

ومنها: (قُوزِيْ)، يقولون مثلا: (لَحَمْ قُوزِيْ)، و (قوزي)  كلمة تركية، تعني: الخروف الصغير، أي: الحمل، وهي مستعملة في اللهجة العامية المصرية ايضاً([180])، ولكنني اجد ان للكلمة اصلا عربياً، فـ(القوز)  في الكلام الفصيح، يعني: كثيب مشرف من الرمل فيه استدارة، وصغر تشبه به ارداف النساء ([181]).

والصلة بين الدلالتين العامية، والفصيحة قريبة، فالقوز: كثيب الرمل المتجمع الذي فيه بعض علو، و (القُوزِيْ)  في العامية: لحم الخروف الصغير الذي يقدم في المطاعم العراقية ومنها الكربلائية، ويبدو ان الحضارة فعلت فعلها في تطور دلالة (قوز)  من الكثيب إلى هذه الدلالة الدارجة لكنها ظلت مشدودة بسبب إلى لغة البادية لغة العرب الفصيحة حفظها المعجم العربي في مادة (قوز)  وما زالت مستعملة في الكلام الدارج بشيء من تغيير اصاب معنى الكلمة ومبناها.

وبناء على ما تقدم، فاني ارى ان ليس ما يمنع ان يكون (الحمل)  قد شبه بالكثيب الصغير المستدير بجامع الصغر، والنعومة وشي من استدارة، و انتقلت الكلمة، اعني (القوزي)  إلى التركية، ثم عادت ولكن إلى العامية العربية بهذا المعنى الجديد فتكلم بها العراقيون والمصريون نقلاً عن الاتراك الذين كانوا يحكمون هذين البلدين.

كتت:

وعندهم: (كتْ)، يقولون مثلاً: فلان (كَتْ)  القصة كلها، أي تحدث بحديث هاديء، هامس،متسارع، لكنه متتابع، ومتدرج، ومفصل، في حال مخصوصة مؤسسة على القصد والعمدية، ويقولون أيضاً: الماء (ايكِتْ)  من الصنبور، و (كَتْ)  العرق من جبهة فلان غضباً، او خوفاً، أو حرجاً، أو من شدة الحر.

   وفي الفصيحة: ((كتت القدر والجرة ونحوهما تكت كتيتا اذاغلت،وهو صوت الغليان،وقيل:هو  صوتهااذا قل ماؤها،وهواقل صوتا،واخفض حالا من غليانها اذا كثر ماؤها،كأنها تقول:كت كت...   وكت البكريكت كتا وكتيتا اذا صاح صياحا لينا... التكات: التزاحم مع صوت... وكت الكلام في اذنه  يكته كتا: ساره به، كقولك: قر الكلام في اذنه. ويقال: كتني الحديث واكتنيه،وقرني واقرنيه، أي:  اخبرنيه كما سمعته...  ورجل كتكـــات: كثيــر الكــلام،يسرع الكلام ويتبع بعضه بعضـا،والكتيت  والكتكتة: المشي رويدا،والكتيت والكتكتة: تقارب الخطو في سرعة)) ([182])  وبلطافة وتدقيق يمكن  رد  المراد العامي في عموم استعمالاته وتفاصيله المذكورة مع شي من التعديل الى المعاني الفصيحة:(الصوت القليل، المنخفض، اللين الذي فيه تزاحم) و(كثرةالكلام،وتتابعه والسرعة فيه) و(المشي الذي فيه ارواد وتقارب في الخطو) مع ما تؤديه من تداعيات دلالية مجردة وحسية فرعية ومتلازمة.

كود:  

يقولون مثلاً: (كُودْ أروحْ)  لبيت الله، أو (كُودْ)  احصل على وظيفة. والمعنى: هو تمني حصول المراد الذي يتصف عادة بصعوبة تحققه.

وهذا المعنى تدل عليه مادتا (كود)، و (كيد)  في اللغة، ففي (كود) : ((كود: كلمة كأنها تدل على التماس شيء ببعض العناء، يقولون: كاد يكود كودا ومكادا)) ([183])، و (كيد)  تدل ((على معالجة الشيء بشدة، ثم يتسع الباب، وكله راجع إلى هذا الأصل... الكيد: المعالجة، قالوا: وكل شيء تعالجه، فأنت تكيده)) ([184]) ، وكذلك يقال ((هو يكيد بنفسه، أي يجود بها، كأنه يعالجها لتخرج، والكيد: صياح الغراب بجهد...، والكيد: ان يخرج الزند النار ببطء وشدة، والكيد: القيء... والكيد: الحرب)) ([185]).

فالمكر، ومعالجة النفس، وصياح الغراب، والقيء، واخراج الزند النار، والحرب، كلها معان مفتقرة إلى الالتماس والمعالجة المتدرجة، والصعوبة، وبعد المرام وشدته، وهذا ما حاولت العامية التعبير عنه بصيغة (كُود)  التي بينتها.

كوم:

ويقولون: (كُومْ)  تراب، و (كُومَةْ اخبار)، أو (كُومَةْ اشياء)، فالكلمة عندهم تدل على كثرة الشيء، وتجمعه، وتنصب الدلالة الفصيحة على تجمع الشيء وارتفاعه([186])، يقول ابن فارس: ((الكاف والواو، والميم اصل صحيح يدل على تجمع في شيء مع ارتفاع فيه، من ذلك: الكوماء، وهي الناقة الطويلة السنام، والكوم: القطعة من الابل، والكومة الصبرة من الطعام وغيره) ([187])  و(كومت كومة، بالضم، إذا جمعت قطعة من تراب ورفعت رأسها، وهو في الكلام بمنزلة قولك: صبرة من طعام) ([188])  

إن كثرة الشيء بحسب القصد الدارج يكون تجمعه سبباً من اسبابها، وكذلك ارتفاع الشيء في المعنى الفصيح يستلزم تجمعه ايضاً، فالصلة قريبة وممتدة من الاصل الفصيح.

لبك:

وفيها قولهم مثلاً: (يِلبِچ)، أي يتحدث بكلام سريع، مختلط، مضطرب، غير مفهوم. وفي اللغة: امر لبك: مختلط([189])، و ((اللام والباء والكاف، اصل صحيح يدل على خلط شيء بشيء، ويقال: لبكت على فلان الامر البكه، إذا خلطته عليه)) ([190]).

قال الشاعر زهير([191])  من (البسيط) :

رد القيان جمال الحي فاحتملواإلى الظهيرة امر بينهم لبك  

لزز:

وعندهم (لِزْ)، يقولون مثلاً: (لز السيارة على الرصيف)، أو (لِزْ)  الأثاث على هذا الجانب من الغرفة، بمعنى: اجعل السيارة أو الاثاث محاذياً، أو بجانب الرصيف، أو بهذا الجانب من الغرفة. وهذا المعنى نفسه تؤيده الفصحى فـ((اللز: لزوم الشيء بالشيء)) ([192])، و((اللام والزاي اصل يدل على ملازمة وملاصقة، اللز: هو الصاق شيء بشيء، ولا ززته: لاصقته)) ([193])، و((يقال للبعيرين اذا قرنا في قرن واحد قد لزا)) ([194])، قال جرير([195])  من   (البسيط  ) :

وابن اللبون إذا ما لز في قرنلم يستطع صولة البزل القناعيس([196])

لكد:

وفي هذه اللهجة قولهم: (لِكَدْني)، أي: ضربني بخاصرتي بيده، في الغالب، أو بطرف عصاه احياناً، أي ان موضع الضرب في الاستعمال الدارج، انما يكون في مكان معين من الجسم، وهو الخاصرة، وهو مطلق في الفصيحة غير مقيد بمكان، فـ(اللكد)، هو الضرب باليد([197])، و((الملكد: شبه مدق يدق به)) ([198]).

لكك:

وعندهم (المَلْكوكه)، وهي نوع من الحلويات تصنع في البيوت الكربلائية، يكون التمر جزءاً رئيساً منها، إذ يدق ويسحق إلى حد التداخل والامتزاج، ويضاف اليه لوز وسمسم، ويقدم على شكل قطع صغيرة احياناً، والاصل الفصيح هو من: (لك)، التي تدل على التداخل في الشيء والازدحام فيه([199]).

ومن ذلك: ((اللكيك: اللحم المتداخل في العظام، واللكاليك: البعير المكتنز اللحم، ويقال: التك القوم، ازدحموا)) ([200])، و((اللكك: الضغط، قال: لككته لكا)) ([201]).

لمظ:

وفيها (ايْلامُظْ)، وهو الاخراج المتكرر لطرف اللسان نحو الشفتين،و مسحهما به، عند مشاهدة ما لذّ من طعام أو عند شمّ رائحته لانفتاح الشهية مثلاً. وفي الفصيحة: ((اللمظ: ما تلمظ به لسانك على اثر الاكل، وهو الاخذ باللسان مما يبقى في الفم والاسنان، واسم ذلك الشيء لماظة)) ([202]).

كذلك، هو اخراج ((بعض اللسان، يقال: تلمظ الحية، إذا اخرج لسانه، كتلمظ الاكل. وانما سمي تلمظا لان الذي يبدو من اللسان فيه يسير كاللمظة، ويقولون: شرب الماء لماظا، إذا ذاقه بطرف لسانه)) ([203]).

والتلمظ: التذوق ([204])، و((لمظ يلمظ بالضم لمظا... اخرج لسانه فمسح به شفتيه، وكذلك التلمظ)) ([205]).

لوص:

ويقولون مثلاً: (ايْلَوُّصْ)  في كلامه. والامور (مليوصه). أي ان كلامه مضطرب، غير مترابط، وغير متزن، وان الامور مختلطة ومتشابكة وغير منسجمة، فالكلام ليس في منحى أو اتجاه واحد، وكذلك الامور. هذا المعنى في الوصف الدارج يعد سلبيا إذا ما قيس بالدلالة الفصيحة الايجابية، ففيها ((فلان يلاوص الشجرة إذا اراد قلعها بالفأس. فتراه يلاوص في نظره يمنة ويسرة، كيف يأتي لها وكيف يضربها)) ([206])، وعلى هذا، فان المعنى العامي استمد في الاصل الفصيح، من تعاور النظر   واختلافه. ان المثال المستشهد به في النص المذكور من اجل توضيح المعنى الفصيح لـ(يلاوص)  يفهم منه ثنائية الفعل والمزاولة، طرفاها: الرجل الذي يلاوص الشجرة من اجل قلعها، والشجرة نفسها التي كأنها تأبى ذلك وتتمنع، وواضح ان صيغة (يفاعل)  تدل على المشاركة ([207])، وهي صيغة لم اجد لها حظا من الاستعمال في كلام اهل كربلاء الدارج فيما يخص مرادهم الذي اوضحته.

ملص: ومنها قولهم مثلاً: (انْمَلَصْ)  الشيء، بمعنى: انفصم، وانفك، بفعل فاعل، أو مصادفة، وهو المعنى نفسه الذي تقدمه اللغة الفصيحة، يقال: ((املصت المرأة، والناقة، أي: رمت بولدها، وانملص الشيء من يدي، أي: انفلت انسلالاً)) ([208]).

و((يقال: ما كدت اتخلص من فلان، وما كدت اتملص من فلان... ورشاء ملص إذا كانت الكف تزلق عنه، ولا تستمكن من القبض عليه)) ([209]). فدلالة (الرمي)  تفيد القصد والعمد في الفعل، ومعنى (الانفلات)  ينساق نحو المصادفة واللا إرادة، وإلى هذا ذهبت الدلالة الدارجة.

 ومما يجدر ذكره هنا، ان اللهجة العراقية عموما، كثيراً ما تستعمل صيغة (انفعل)، نحو (انملص)  و(انقتل)، لكي تؤدي معنى الفعل المبني للمجهول وفي الفصيحة له صيغ متعددة تبعا لأبنيته وزمانه وتجرده والزيادة فيه([210]).

  ان دلالة (انْمَلَصْ)  اتسعت في اللهجةالمحكية في كربلاء، فلم ترتبط بالناقة، والمرأة كما هو الاصل الفصيح، على ان في اللغة الفصيحة نفسها مندوحة لتوسيع دلالة الفعل (انْمَلَصَ)  واستعماله، يدل على ذلك النص الذي ذكرته آنفاً، اعني: (انملص الشيء من يدي)  أي: انفلت مني، فالشيء، كلمة عامة مطلقة الاستعمال.

ملط:

ويقولون مثلا: (امْلُطْ)  الحائط بالطين، وهذا البناء (مَمْلُوطْ)  بالصبغ، ويقصد به: وضع الطين، أو الصبغ منشورا، أو منثوراً على الحائط أو البناء وتغطيتهما.

  وفي المعجم أجد صيغة ((الملاط: الذي يملط ارحام الخيل، والابل، يدهن يده ثم يدخل بها حياء الناقة، لينظر أي شيء في رحمها من داء، وربما نزع ولدها... والملاط: الذي يملط الطين)) ([211])، والملاط بالتخفيف ((هو الطين الذي يجعل بين سافي البناء)) ([212]).

الصلة واضحة بين الدلالتين الدارجة والفصيحة. وما زالت البيئة العربية، والحيوان خاصة يرفدان العربية بكثير من المفردات والدلالات التي سرعان ما يصيبها التحويل أو التحوير لتنسجم مع ما يستجد من الحضارة وما زالت اللهجة العراقية المنطوقة في كربلاء، مشدودة الصلة إلى الينابيع الفصيحة تنهل منها على الرغم مما يطرأ عليها من تعديل على المستوى النطقي، والصرفي والدلالي، وهو ما يعبّر عنه الدرس اللغوي الحديث بالتطور اللغوي الذي لابد من الوقوع فيه.

 

مهل:

وعندهم: (مَهَلَّ)، يطلب احدهم من الاخر الاستعداد، والتهيؤ، انتظارا للانطلاق إلى شأن ما، قائلا له: (مَهَلَّ انْرُوحْ)  أي: لكي نذهب على مهل، والمهل بتسكين الثاني ((السكينة والوقار، تقول مهلا يا فلان، أي: رفقا وسكونا، لا تعجل ويجوز التثقيل)) ([213])  أي: بتحريك الثاني بالفتح (مَهَل)، قال جميل بن معمر([214])  في (مَهْل)  بالتخفيف، أي التسكين،من(الطويل):

    يقولون: مهلا يا جميل، وانني لأقسم ما لي عن بثينة من مهل

و ((اتمهل، اتمهلالاً، أي: اعتدل، وانتصب، والاتمهلال ايضا: سكون وفتور)) ([215])، والاستمهال: الانتظار([216]). ما يتضح ان الاستعمال الدارج اقرب إلى الفصيح الذي يؤديه الفعل المزيد بثلاثة احرف، اعني: (اتمهل)، من المصدر المجرد (مهلاً).

ميش:

تقول المرأة مثلاً: (مَيَّشِتْ)  شعري. وهو ان تصبغ خصلة من شعرها وتترك اخرى، وهكذا، و(الميش)  في الفصيحة: ان تميش المرأة القطن بيدها، وذلك بان تقطعه، وتؤلفه([217])، والميش كذلك: ان يخلط الشيء بالشيء وينفش([218]). واصل المعنى: ((هو: ميش الناقة، وهو أن يحلب بعض ما في الضرع، ويترك بعضه، فإذا جاوز الحلب النصف فليس بميش)) ([219]).

إذن. امامنا دلالتان فصيحتان. احداهما تتصل بمعالجة  القطن والاخرى: ترتبط بطريقة  حلب الناقة. وواضح ان الدلالة الاولى اقرب إلى المعنى الدارج للميش، فوجه الشبه قوي بين(القطن)  و (الشعر)، فضلا على الشبه في طريقة معالجة كل منهما، على ان الدلالة الاخرى ليست ببعيدة عن المعنى الدارج المشار اليه، ذلك ان حلب بعض ما في ضرع الناقة، وترك بعضه الاخر، ينسجم مع طريقة (ميش الشعر)  الانفة الذكر.

واقول مستطرداً: ان (ميش القطن)  في الفصيحة نفسها يعد تطورا دلاليا على المستوى الحضاري للمجتمع العربي في حقبة ما قياسا إلى (ميش الناقة)  في حقبة يبدو انها اسبق، ثم انه يؤدي بنا إلى تأكيد القول على ما للحيوان، وبخاصة الجمل والناقة في الحياة العربية من اثر وتأثير وهو ما جسده القرآن الكريم ايضا عندما دعا العرب إلى التفكير بالخلق متخذا من هذا الحيوان مثلا، فقد قال عز وجل { أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }([220]).

إن تبني منهج النظر في التطور التاريخي لدلالة الكلمة، والتقاط الاشارات المتفرقة لاصحاب المعاجم التي تنص على هذه الناحية يسهل تفسير كثير مما نحن بحاجة اليه في درس اللغة العربية الفصحى على مستوى الدلالة المعجمية خاصة، وفي درس اللهجات الدارجة الحديثة التي لا يمكن ان تكون منقطعة الصلة عن تلك اللغة الأم، على الرغم من توالي الزمن وتطور الحياة

نبج

وفيها: (نبُـَﮓ)، وهي ان يتحدث الشخص بكلام غير متزن، ودون استئذان، وبطريقة مفاجئة في موقف يحسن فيه السكوت، اما في الفصيحة: النباج هو الذي يتكلم بما يشاء بصوت رفيع([221])، و ((انبج الرجل، إذا خلط في كلامه)) ([222]).

ان الكلام غير المنضبط أو التخليط فيه، هو المأخوذ من الفصيحة نحو الدلالة الدارجة التي تصرفت فيه على وفق ما بينته.

أما تطور الجيم إلى (گ)  فربما تسوغه القوانين الصوتية لانها في حاله تطورها إلى هذا الصوت لم تزد على ان تدرجت بمخرجها إلى الوراء قليلا مقتربة من اقصى الحنك، ثم ان هذا التحول يعززه اتفاق هذين الصوتين في الصفة، فكل منهما مجهور([223]).

نبص:

ومنها: (نُبَصْ)، يقولون مثلاً: لماذا (نُبَصِتْ)  ؟ وهي كلمة تقال في حال مخصوصة، وهي ان يتحدث احدهم إلى اخر في موضوع خاص، ثم يتدخل طرف ثالث، تطفلاً وتسرعاً، ودون استئذان، في الحديث، الامر الذي يغضب المتحدث، فيبادر مخاطبا المتطفل بغضب: لماذا تعجلت، أو تدخلت ؟، لماذا (نُبَصِتْ)  ؟.

  وفي الفصيحة: ((نبص الغلام ينبص بالطائر، نبصا، يضم شفتيه ثم يدعوه)) ([224])  و ((كذلك نبص الطائر، والصيد، والعصفور ينبص نبيصاً، إذا صوت صوتا ضعيفا وما سمعت له نبصة، أي كلمة، وما ينبص بحرف، أي: ما يتكلم، والسين اعلى)) ([225])، أي: نبس، يقال: ((نبس الرجل إذا تكلم فاسرع... والنبس: المسرعون في حوائجهم)) ([226]).

ان شيئا من دقة النظر، ولطافة التفكير يسهل من رد الدلالة العامية إلى الفصيحة، فـ(الصوت الضعيف)، والكلمة الواحدة التي تدل عليها (نبصة)، والسرعة في الكلام، وطلب الحوائج، تطورت في الاستعمال الدارج إلى التدخل المفاجيء، والمشاركة في حديث خاص دون تأن أو استئذان، والذي أراه ان ما تؤديه مادة (نبس)  الفصيحة هو الاقرب إلى المراد العامي، وتطور السين إلى الصاد تبيحه الصلة الصوتية، وعلاقة التقارب بينهما صفة ومخرجاً، فكل منهما رخو مهموس وكلاهما من اصوات الصفير([227])  

ندس:

يقال مثلا: (انْدِسَهْ)، وهو ان يقوم بلكم صاحبه، أو بضربه بلطافة، وخفة، وسرعة وبما لا يثير انتباه طرف ثالث حاضر، وما ذاك الا من باب التنبيه على التزام امر يتسق مع مقتضى الحال. وغالبا ما يكون موضع الضربة، أو اللكمة، خاصرة الرجل وبواسطة احد اصابع اليد، وفي اللغة: ((رجل ندس وندس، أي فطن، والندس السريع الاستماع للصوت الخفي، ويكون الصوت الخفي ندساً)) ([228]).

و ((الندس: الذي يخالط الناس ويخفي عليهم... وتندس عن الاخبار: بحث عنها من حيث لا يعلم به، مثل: تحدست، وتنطست. والندس: الفطنة والكيس. الاصمعي: الندس: الطعن)) ([229]). قال جرير ([230])  في الطعن من (الطويل) :

  *ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا

ويظهر ان الاستعمال الدارج اصابه التخصيص في الدلالة، لكنه ما زال متصلا بسبب إلى الفصيحة، ذلك ان  مقتضى الحال في الواقع اللهجي المشار اليه يتطلب (الخفاء)  وسرعة (الفهم)  و (السمع)  و (الفطنة). وإذا كانت المطاعنة بالرماح من معاني الندس في الفصيحة، فانها في هذا الحدث اللهجي تؤدى بالاصابع على انه آلة للتفاهم في موقف خاص، ومحاولة للانسجام في الحوار فيكون مبدأ (الخفة)  الذي اشار اليه الاستعمال الفصيح هو السائد المطلوب.

هوش:

من ذلك: (هوشَهْ)، وهي كلمة تطلق على شجار يحدث بين اثنين احياناً أو اكثر، وهو الغالب، ومن ذلك ايضا (هايْشَهْ)، وهي كلمة يسمون بها حيوان (البقرة).

وفي مادة (هوش) : هوشوا: اختلطوا، والهوش: العدد الكثير، وهم متهاوشون، أي: مختلطون([231])، و ((الهوشة: الفتنة والهيج  والاضطراب، والهرج، والاختلاط)) ([232]).قال ذو الرمة ([233])  يذكر الديار وقد فعلت الرياح فعلها بها فخلطت بعض اثارها ببعض،من (الطويل) :  

تعفت لتهتان الشتاء، وهوشت بها نائجات الصيف شرقية كدرا

والهوش ايضا الذين اجتمعوا في الحرب([234])، وتوصف الابل بـ (الهوائش)  وذلك ((إذا أغير على مال الحي فنفرت الأبل واختلط بعضها ببعض، قيل هاشت تهوش فهي هوائش)) ([235]).

ان مادة (هيش)  الفصيحة ايضاً تكاد تؤدي المعاني نفسها في (هوش)، فـ((الهيشة مثل: الهوشة: وهاش القوم يهيشون هيشا، إذا تحركوا، وهاجوا)) ([236]).

ان الصلة بين الدارجة والفصيحة في استعمال دلالات مادتي (هوش)  و (هيش)  واضحة، فالاختلاط، والعدد الكثير، والفتنة، والهيج، والاضطراب، و الهرج، والاجتماع في الحرب، والحراك، في الفصيحة هي معان متطلبة، ومستدعاة في الدارجة لوصف حالة الشجار أو العراك، وهي من لوازم طبيعة حيوان البقرة الذي اسماه العامة في هذه اللهجة: (هايشة)، وكان اهل الفصيحة يطلقونه على الابل كما بينت.

الخاتمة

 وبعد، وعودا على ذي بدءٍ، فإن البحث يكرر التأكيد على دراسة اللهجات العربية الحديثة على المستويات الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، والمعجمية، كلاً أو بعضاً، إذ لا مانع علمياً من ذلك، ثم إن الواقع اللغوي المعاصر لاسيما المنطوق منه يتطلبها ويفتقر إليها فالعامية فيه الوسيلة الأساس تفاهماً وتخاطباً، ولم يبقَ للفصيحة إلا طيّات القراطيس، وإلا الكلام المكتوب، وهو لعمري تضييق لها وتحجيم يؤسف له ولا يرتضيه احد فهي لغة القرآن الكريم، ووعاء التراث العربي المجيد، مما يستدعي شحذ الهمم، وبري القلم من المحبين لها، والمعتزين بها، وهم كثر، للذود عنها ذوداً حقيقياً ينحو منحى علمياً أصيلاً يأخذ بها، ويحببها لأهلها ولمريديها بدراستها درساً حيوياً، متجدداً، مرنا من جهة، ثم النظر إلى مستواها المنطوق الآن، اعني: لهجتها، أو لهجاتها الحديثة، تقريباً، وإيضاحاً وتبييناً، وتهذيباً من جهة أخرى، لأنها لغة واحدة بوجهين: فصيح مكتوب، وآخر منطوق.

 وهذا ما أدعو إليه في هذه الدراسة، إنها خطوة في طريق كان بدأه باحثون اجلاء عراقيون، وعرب، عسى أن يكتب لها النجاح من اجل إدامة الصلة بين الفصيحة ولهجاتها الحديثة وتقليل الفجوة بينهما برفع اللهجة والسمو بها نحو أمها الفصحى.

 لقد قامت الدراسة على أساس إيراد ألفاظ منتخبة من الواقع اللهجي العراقي المحكي في محافظة كربلاء بطريقة معجمية ثم كشف النقاب عن فصاحتها، وقد بيّنت صلتها بالفصيحة وعرّفت بنسبها العربي الفصيح، وكنت أوضحت هذا المنهج في مقدمتها، ودلّلت عليه في متنها.

     وقد خلصت إلى جملة من النتائج لعل من أهمها ما يأتي:

1- اتضح أن كثيراً من الألفاظ الدارجة المحكية في محافظة كربلاء أصلها فصيح، أصابه شيء من لحن من جهة المبنى، وتطور من جهة الدلالة غالباً، ولكنه في كلتا الحالتين ما زال ممتداً بسبب إلى ذلك النسب الأصيل، وانسجاماً مع ذلك فإن وصف بعض الدارسين لهذه الألفاظ بأنها من (العامي الفصيح)  أو (الفصيح العامي)  أو (العامية الجديدة)  يتسق مع ما انتهى إليه البحث.

2- يلفت الباحث نظر الأدباء والشعراء والكتّاب إلى أن بعض الألفاظ الدارجة التي قد يظن انها عامية، هي ليست كذلك، وهنا يدعوهم إلى استعمالها في أعمالهم الإبداعية، ورفع الضيم عنها، وإعادتها إلى حضيرة الألفاظ الفصيحة بشيء من التهذيب والتفصيح.

3- بيّنت الدراسة أن محافظة كربلاء مثلّت بيئة ثقافية واجتماعية ولغوية مشتركة وشاملة، إذ التقت فيها عناصر سكانية منحدرة من عشائر كثيرة هاجرت إليها من وسط العراق وجنوبه، كان من ابرز مظاهرها انصهار العادات الكلامية بمظاهرها المتنوعة، صوتية، وصرفية، ودلالية في مستوى لهجي يكاد يكون واحداً، ظهر فيه جلياً الاتساق في مبنى اللفظ الدارج وفي دلالته.

4-توصلت إلى أن إبراز المقام أو ما يسمى العنصر الاجتماعي، أي واقع الحال التي تقال فيه اللفظة أو تستعمل فيه العبارة الدارجة، له أهميته في فهم دلالتها، والوصول إلى مراد المتكلم وقصده الحقيقيين، وهذا ما انتهجته في تفسير بعض الاستعمالات العامية، إذ كنت أقدم بين يدي اللفظة الدارجة، إشارة إلى مقتضى الحال أو المقام التي قيلت فيه، وتبياناً للعلاقة الاجتماعية أو النفسية أو الثقافية بين طرفي الكلام، اعني: المتكلم والمخاطب أو السامع، على أن هذا المنحى المعجمي الذي دفعتني إليه ضرورة التفسير لم أجده في التدوين المعجمي الفصيح، إذ اكتفى أصحاب المعاجم بإيراد معنى اللفظة دون الكشف عن محيطها الدلالي، أو الاجتماعي، على الأقل فيما أنا بصدده من الألفاظ المدروسة في هذا البحث، كالذي اشتملت عليه مادة (سكك)، و(نبص)  مثلاً من مواقف كلامية دارجة استدعت ذكر ذلك المحيط أو المقام التي قيلت فيه ومما انتهيت إليه هنا أيضاً أن البحث في اللغة الحية، أو إحدى لهجاتها المعاصرة يكون بلا شك الأصدق أو الأقرب إلى حقيقتها عندما تكون محكية.

5- ظهر أن بعض الأصوات التي وصفها سيبويه أنها قبيحة وهي مسموعة خارج الحيز اللغوي الفصيح ما زالت تنطق في هذه اللهجة المعاصرة كصوت (چـ)  مثلاً، مما يلفت النظر العلمي الى التفكير في الصلة بين اللهجات العربية بعضها ببعض حديثها وقديمها من جهة، وبين هذه اللهجات ولغتها الأم الفصيحة من جهة أخرى.

6- أحسب أن هذه الدراسة كانت الأكثر إيضاحاً في التأكيد على أن بعض الظواهر اللغوية التي تتصف بها اللغة العربية الفصيحة من تغيير في الصيغة لغرض دلالي، ونحت، وتضييق في الاستعمال وتعميم فيه، وقلب مكاني، وتضاد، وانتقال من محسوس إلى مجرد، هي نفسها ملاحظة في هذه اللهجة، فقد وقعت عين الباحث على ألفاظ دارجة كثيرة تثبت ذلك منها ماورد في (آنى)، و(بول)  و(جخخ)  و(زبق)  و(فطس)  و(خرط)  و(سكك)  و(جمعر)  و(سرفن)  و(زيق)  و(سحن)، ولا عجب من الاتساق بين الفصيحة ولهجتها مادام الأصل واحداً، والناطق بهما هو هو، ثم إن اللغة أية لغة، ظاهرة اجتماعية، انتظام ظواهرها العامة مع غيرها واشتراكها فيها، وتوافرها عليها، أمر ثابت يمتد إلى مستواها العامي كذلك.

مصادر البحث ومراجعه

- القرآن الكريم.

- الابدال – أبو الطيب اللغوي (ت 315هـ)  – تحقيق: عز الدين التنوخي، المجمع العلمي العربي، دمشق 1379هـ - 1960م.

- إصلاح المنطق – أبو يوسف بن إسحاق (ابن السكيت ت 244هـ)  – تحقيق: فخر الدين قباوة، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط1، 2006م.

- الأصوات اللغوية – إبراهيم أنيس، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ط3، 1961م.

- الألفاظ – أبو يوسف بن إسحاق (ابن السكيت ت244هـ)  – تحقيق: فخر الدين قباوة، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط1، 1998م.

- تاج اللغة وصحاح العربية المسمى (الصحاح)  – أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (ت 398هـ)  – اعتنى به: مكتب التحقيق بدار إحياء التراث العربي – دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط4، 1426هـ - 2005م.

- التطور اللغوي التاريخي – إبراهيم السامرائي، معهد البحوث والدراسات العربية – القاهرة 1388هـ - 1968م.

- حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث – محمد ضاري حمادي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، جمهورية العراق، دار الرشيد للنشر، دار الحرية للطباعة، بغداد 1981م.

- دراسة الصوت اللغوي – احمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة 1425هـ - 2004م.

- دراسات في فقه اللغة – صبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت 1981م.

- ديوان أبو الأسود الدؤلي – تحقيق: محمد حسن آل ياسين، دار الكتاب الجديد، بيروت ط1 1974م.

- ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس – شرح وتعليق: محمد محمد حسين، المطبعة النموذجية، مصر1950م.

- ديوان امرئ القيس  - تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر 1958م.

- ديوان جرير بن عطية – بشرح: محمد بن حبيب (ت 245هـ)، تحقيق: نعمان محمد أمين طه، دار المعارف، القاهرة 1969م.

- ديوان جميل بن مع معمر  - تحقيق: حسين نصار، دار مصر للطباعة، مصر ط2 1967م.

- ديوان الحطيئة – تحقيق: نعمان أمين طه، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، ط1 1378هـ - 1958م.

- ديوان رؤبة بن العجاج (مجموع أشعار العرب)  – تصحيح وترتيب: وليم بن الورد، دار الآفاق الجديدة، بيروت ط2 1980م.

- ديوان زهير بن أبي سلمى – صنعه: ثعلب (ت291هـ)، دار الكتب المصرية، القاهرة 1944م.

- ديوان الشماخ بن ضرار – تحقيق: صلاح الدين الهادي، دار المعارف، مصر 1968م.

- ديوان الطرماح – تحقيق: عزة حسن، مطبعة الترقي، دمشق 1968م.

- ديوان العجاج – برواية الأصمعي وشرحه (ت 216هـ)، تحقيق: عزة حسن، مكتبة دار الشرق، بيروت 1971م.

- ديوان الفرزدق – نشر: عبد الله إسماعيل الصاوي، القاهرة 1936م.

- ديوان ابن مقبل: تميم بن أبيّ - تحقيق: عزة حسن، مطبعة الترقي، دمشق 1381هـ - 1962م.

- سر صناعة الإعراب – أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت 392هـ)، تحقيق: لجنة من الأساتذة، شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط1 1374هـ - 1954م.

- شرح جمل الزجاجي – أبو الحسن علي بن مؤمن (ابن عصفور الاشبيلي ت 669هـ)  – قدّم له ووضع هوامشه وفهارسه: فوّاز الشعّار، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1 1419هـ - 1998م.

- شرح شافية ابن الحاجب – محمد بن الحسن الرضي الاسترابادي (ت 686هـ)  – تحقيق: محمد نور الحسن ومحمد الزفزاف ومحمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة دار الكتب العلمية، بيروت د. ت.

- شرح كتاب سيبويه – الحسن بن عبد الله المرزبان السيرافي (ت 368هـ)  – تحقيق: احمد حسن مهدلي وعلي سيد علي، دار الكتب العلمية، بيروت ط1 1429هـ - 2008م.

- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها – أبو الحسن احمد بن فارس بن زكريا (ت 395هـ)، تحقيق: مصطفى الشويمي، مؤسسة بدران، بيروت، 1963م.

- الصراع الأدبي بين القديم والجديد – علي العماري، دار الكتب الحديثة، القاهرة 1384هـ - 1965م.

- العربية تاريخ وتطور – إبراهيم السامرائي، مكتبة المعارف، بيروت، ط1 1413هـ - 1993م.

- العربية ولهجاتها – عبد الرحمن أيوب، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة 1388هـ - 1968م.

- العين – أبو عبد الرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي (ت175هـ)  – تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت، ط1 1408هـ - 1988م.

- فصول في فقه العربية – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، ط2، 1404هـ - 1983م.

- في اللهجات العربية –ابراهيم انيس، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ط3، 1965م.

- الكتاب – سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت 180هـ)  – تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الهيأة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط2 1977م.

- كربلاء – الحلة – الديوانية قبل 75 عاماً – حياتهم – تقاليدهم – قبائلهم – أشعارهم – حسين علي النجفي، الدار العربية للموسوعات، بيروت، ط1 1428هـ - 2008م.

- كربلاء في الذاكرة – سلمان هادي الطعمة، مطبعة العاني، بغداد 1988م.

- لسان العرب – ابن منظور (ت 711هـ)  – نسقه وعلّق عليه ووضع فهارسه: علي شيري، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط1 1408هـ - 1988م.

- اللغة العربية معناها ومبناها – تمام حسان، الهيأة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط2 1979م.

- اللهجات العربية (بحوث ودراسات)  – جمع وإعداد: ثروت عبد السميع، مطابع مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة، ط1 1425هـ - 2004م.

- لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة – غالب فاضل المطلبي، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد 1978م.

- ما تلحن فيه العامة – أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ)  – تحقيق: رمضان عبد التواب – مكتبة الخانجي – القاهرة، ط1، 1403هـ - 1982م.

- المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3 1417هـ - 1997م.

- المزهر في علوم اللغة وأنواعها – جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي (ت 911هـ)، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط2، د. ت.

- مشكلات اللغة العربية – محمود تيمور، المطبعة النموذجية، القاهرة د.ت.

- معجم الألفاظ العامية المصرية ذات الأصول العربية مستمدة من القرآن والحديث ومعاجم اللغة ومأثورها – عبد المنعم سيد عبد العال، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط1 1391هـ - 1971م.

- معجم البلدان -  ياقوت الحموي (ت 626هـ)، دار صادر، بيروت 1955م.

- مفردات ألفاظ القرآن الكريم – العلامة الراغب الأصفهاني (ت 425هـ)  – تحقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، ط1 1426هـ - 2000م.

- موسوعة العتبات المقدسة (قسم كربلاء)  – جعفر الخليلي، منشورات الاعلمي للمطبوعات، بيروت، ط2 1407هـ - 1987م.

- مقاييس اللغة – أبو الحسين احمد بن فارس بن زكريا (ت 395هـ)، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الكتب العلمية، إيران، د. ت.

- نهضة الحسين – هبة الدين الشهرستاني، مطبعة دار السلام، بغداد 1345هـ - 1926م.

- النهاية في غريب الحديث والأثر – مجد الدين بن الأثير (ت 606هـ)، تحقيق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، إيران د. ت.

- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع – جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ)، تحقيق: احمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1 1418هـ - 1998م.

 

[1]- ينظر: معجم البلدان 7/229.

[2]- ينظر: المصدر نفسه، والجزء والصفحة انفسها، ولسان العرب (كربل)  12/60.

[3]- ينظر: نهضة الحسين 6.

[4]- ينظر: موسوعة العتبات المقدسة، قسم كربلاء 8/10.

[5]- المرجع نفسه 10، 13 – 15.

[6]- ينظر: المرجع نفسه 13.

[7]- ينظر: كربلاء – الحلة – الديوانية قبل 75 عاماً – حياتهم – تقاليدهم – قبائلهم – اشعارهم.

[8]- ينظر: كربلاء في الذاكرة 13.

[9]- يظن انه تصغير على طريقة العامة لـ (طاروق)  وهو اسم علم.

[10]- ينظر: كربلاء – الحلة – الديوانية قبل 75 عاماً، حياتهم، تقاليدهم، قبائلهم، اشعارهم12، وكربلاء في

[11]- الذاكرة 154.

[12]- ينظر: كربلاء في الذاكرة 173 – 176.

[13]- ينظر: المرجع نفسه 151 – 154.

[14]- المرجع نفسه 288 – 289.

[15]- العين (لهج)  3 / 390 – 391، وينظر: لسان العرب (لهج)  12 / 340.

[16]- مقاييس اللغة (لهج)  5 / 251.

[17]- في اللهجات العربية 16، وينظر: فصول في فقه العربية 72.

[18]- ينظر: في اللهجات العربية 16، والتطور اللغوي التاريخي 28، ولهجة تميم واثرها في العربية الموحدة 30.

[19]- ينظر: المراجع انفسها، والصفحات انفسها.

[20]- اللهجات العربية، بحوث ودراسات 528.

[21]- ينظر: المرجع نفسه، المقدمة.

[22]- ينظر: المرجع نفسه 6.

[23]- المرجع نفسه 55.

[24]- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

[25]- ينظر: العربية تاريخ وتطور 359.

[26]- ينظر: المرجع نفسه 302.

[27]- ينظر: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

[28]- ينظر: حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث 171، والصراع الأدبي بين القديم والجديد 198.

[29]- ينظر: معجم الألفاظ العامية المصرية ذات الأصول العربية 6.

[30]- ينظر: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

[31]- ينظر: حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث 157.

[32]- العربية ولهجاتها 108.

[33]- مشكلات اللغة العربية 184.

[34]- العربية تاريخ وتطور 353.

[35]- المرجع نفسه 358-359.

[36]- ينظر: التوزيع اللغوي الجغرافي في العراق 92-93.

[37]- العربية تاريخ وتطور 359. وقد تصدى باحثون كثر قدماء، فضلا عن محدثين، عرب وعراقيين، إلى دراسة اللهجات العربية الدارجة، ومنها العراقية. تنظر اسماء المؤلفات، والبحوث ومؤلفيها، بهذا الشأن تفصيلا: اللهجات العربية بحوث ودراسات 16-48.

[38]- ينظر: ديوانه 76.

[39]- لسان العرب (أزا)  1 / 138.

[40]- (أزا)  الصحاح 5 / 1812، وينظر: لسان العرب 1 / 137.

[41]- العين (وزي)  7 / 399.

[42]- ينظر: المصدر نفسه (أزي)  7 / 398.

[43]- المصدر نفسه (أنا)  8 / 401 - 402.

[44]- (أني)  لسان العرب 1 / 249 - 250، وينظر: مقاييس اللغة 1 / 141.

[45]- النهاية في غريب الحديث والأثر (أنا)  1 / 78.

[46]- ينظر: ديوانه 25.

[47]- ينظر (بزع) : العين 1 / 363 ومقاييس اللغة 1 / 244، والصحاح 3 / 988.

[48]- ينظر: ديوانه 91.

[49]- العين (بول)  8 / 338.

[50]- مقاييس اللغة (بول)  1  /321 - 322.

[51]- ينظر: لسان العرب (بول)  1 / 542.

[52]- الصاحبي في فقه اللغة 461، وينظر: المزهر في علوم اللغة وانواعها 1 / 482.

[53]- البيت بلا نسبة. ينظر: الصاحبي في فقه اللغة 461.

[54]- ينظر: المصدر نفسه، والصفحة نفسها.

[55]- لسان العرب (حسس)  3 / 170.

[56]- ينظر: ديوانه 49.

[57]- لسان العرب (عنن)  9 / 437.

[58]- ينظر (تفل)  العين 8 / 123، والصحاح 4 / 1348، ولسان العرب 2 / 38.

[59]- مقاييس اللغة (تفل)  1 / 349.

[60]- ينظر: لسان العرب (جخخ)  2 / 192.

[61]- (جخخ)  العين 4 / 132، وينظر: لسان العرب 2 / 192.

[62]- ينظر: لسان العرب(جخخ) 2/192.

[63]- ينظر: المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة انفسها.

[64]- ينظر: الكتاب 4 / 432.

[65]- شرح كتاب سيبويه 5 / 389.

[66]- الكشكشة: لهجة عربية مذمومة، وهي في ربيعة، ومضر، وتعني: ابدال كاف الخطاب شينا، فيقولون: منش، وعليش. ومنهم من يصل بالكاف شينا، فيقول: عليكش. ينظر: الصاحبي في فقه اللغة 35، والمزهر في علوم اللغة وانواعها 1 / 221، ودراسات في فقه اللغة 67-68.

[67]- اللغة العربية معناها ومبناها 54.

[68]- ينظر (جمعرة) : مقاييس اللغة 1 / 508، ولسان العرب 2 / 360-361.

[69]- القلب المكاني: جعل حرف مكان حرف تقديما وتأخيرا، وهو يحفظ ولا يقاس عليه، لانه لم يطرد، كقولهم: جذب وجبذ، وراء ورأى. ينظر: الصاحبي في فقه اللغة 329. وهمع الهوامع شرح جمع الجوامع 3 / 440، وشرح الشافية 1 / 21.

[70]- دراسة الصوت اللغوي 39.

[71]- ينظر: همع الهوامع شرح جمع الجوامع 3 / 440-442. وذهب الخليل إلى أن القلب المكاني يكون قياسيا في حالة إذا ادى تركه إلى اجتماع همزتين، وذلك في كل اسم فاعل من الفعل الاجوف المهموز اللام الثلاثي، نحو: اسم الفاعل: جاء، ميزانه الصرفي (فال)  بعد القلب والحذف وهو مأخوذ من الفعل: جاء. ينظر: شرح الشافية 1 / 24-25.

[72]- ينظر: مقاييس اللغة (الخنبصة)  2 / 251.

[73]- ينظر (خبص) : مقاييس اللغة 2 / 241، ولسان العرب 4 / 15.

[74]- ينظر: مقاييس اللغة (خرط)  2 / 170.

[75]- لسان العرب (خرط)  4 / 64.

[76]- ينظر (خرط) : العين 4 / 216، ولسان العرب 4 / 65.

[77]- العين (خرط)  4 / 215.

[78]- (خرط)  الصحاح 3 / 941، وينظر: لسان العرب 4 /65.

[79]- لسان العرب (خرط)  4 / 65.

[80]- ينظر (خطم)  الصحاح 4 / 1555، ولسان العرب 4 / 146.

[81]- لسان العرب (خطم)  4 / 146.

[82]- النهاية في غريب الحديث والأثر (خطم)  1 / 51.

[83]- المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة انفسها.

[84]- لسان العرب (أنف)  1 / 239.

[85]- ينظر المصدر نفسه (رغم)  5 / 259.

[86]- ينظر (دمك)  العين 5 / 335، والصحاح 4 / 1302، ولسان العرب 4 / 406.

[87]- لسان العرب (دمك)  4 / 406.

[88]- العين (ربخ)  1 / 257، وينظر: الصحاح 1 / 369.

[89]- العين (ربخ)  4 / 257.

[90]- مقاييس اللغة (ربخ)  2 / 475، وينظر: لسان العرب 5 / 105.

[91]- العين (لدم)  8 / 46.

[92]- مقاييس اللغة (لدم)  5 / 243.

[93]- لسان العرب (لدم)  12 / 265.

[94]- ينظر: الاصوات اللغوية 58، 60، ودراسات في فقه اللغة 217.

[95]- ينظر: الاصوات اللغوية 75.

[96]- (زبق)  الصحاح 4 / 1229، وينظر: لسان العرب 6 / 15.

[97]- ينظر: لسان العرب (زبق)  6 / 15.

[98]- ينظر (زرف) : الألفاظ 78، ومقاييس اللغة 3 / 51، والصحاح 3 / 1130، ولسان العرب 6 / 38.

[99]- لسان العرب (زرف)  6 / 38.

[100]- ينظر: ديوانه 148.

[101]- ينظر (زلم)  العين 7 / 371، ولسان العرب 6 / 75-76.

[102]- لسان العرب (زلم)  6 / 75 – 76.

[103]- ينظر (زمخ)  العين 4 / 212، وأصلاح المنطق 654، والألفاظ 110.

[104]- ينظر: لسان العرب (زمخ)  6 / 78.

[105]- العين (زمخر)  4 / 338.

[106]- ينظر: مقاييس اللغة (زمخر)  3 / 55.

[107]- المصدر نفسه (زخر)  3 / 50.

[108]- العين (زيق)  5 / 195.

[109]- ينظر: الأصوات اللغوية 75.

[110]- ينظر: الكتاب 1 / 405-406، وسر صناعة الاعراب 1 / 69. أما المحدثون فيجعلونه صوتا غاريا مجهورا يجمع بين الشدة والرخاوة، وقد اسموه بـ (الصوت المزدوج). ينظر: المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي 78.

[111]- ينظر: الصاحبي في فقه اللغة 36.

[112]- البيت بلا نسبة في: الصاحبي في فقه اللغة 36، ولكنه مذكور في ديوان أبي الأسود الدؤلي 119، والرواية في الديوان:

ولا أقول لقدر القوم قد غليت    ولا أقول لباب الدار مغلوق

و قد نسبته بعض المصادر إلى: حاتم الطائي. ينظر: ما تلحن فيه العامة 121.

[113]- ينظر: الابدال 239-245.

[114]- (سحن)  العين 3 / 144، وينظر: لسان العرب 6 / 200.

[115]- ينظر: لسان العرب (سحن)  6 / 200.

[116]- ينظر: لسان العرب (سرفن)  6 / 245.

[117]- ينظر: العين (سرنف)  7 / 342.

[118]- ينظر: (سكك)  العين 5 / 272، واصلاح المنطق 391، والالفاظ 6، ولسان العرب 6 / 310.

[119]- ينظر: ديوانه 98.

[120]- ينظر (سكك)  الصحاح 4 / 1306، ولسان العرب 6 / 310.

[121]- سبق ان ذكرنا ان سيبويه يصف صوت (چـ)  بانه (الكاف)  التي بين (الجيم والكاف). ينظر: مادة (جخخ)  من هذا البحث، وينظر: الاصوات اللغوية 73، واللغة العربية معناها ومبناها 54.

[122]- ينظر (شطب)  العين 6 / 239، ولسان العرب 7 / 115.

[123]- مقاييس اللغة (شطب)  3 / 186.

[124]- ينظر: العين (شطب)  6 / 239.

[125]- لسان العرب (شطب)  7 / 115.

[126]- المصدر نفسه، والمادة نفسها 7 / 116.

[127]- المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة انفسها.

[128]- ينظر: الصحاح (عصفر)  2 / 644.

[129]- ينظر: لسان العرب (عصفر)  9 / 242.

[130]- ينظر: الصحاح (عصفر)  2 / 644.

[131]- ينظر: مقاييس اللغة (عصفر)  4 / 369.

[132]- ينظر (طحر)  العين 3 / 169، والصحاح 2 / 622، ولسان العرب 8 / 129.

[133]- مقاييس اللغة (عرت)  4 / 302.

[134]- ينظر (عتر)  العين 2 / 65، ولسان العرب 9 / 32.

[135]- لسان العرب (عرت)  9 / 119. ومما يجدر ذكره، ان هذه المادة، اعني: (عرت)  لم تذكر في معجم (العين) ، على الرغم من منهجه الذي يقوم على تقليب الكلمة الثلاثية على وجوهها المستعملة.

[136]- (عتل) ، العين 2 / 69، وينظر لسان العرب 9 / 40.

[137]- الدخان 47، وينظر: مفردات ألفاظ القرآن الكريم 546.

[138]- ينظر: الاصوات اللغوية 59-60، ودراسات في فقه اللغة 217.

[139]- ينظر: (العنفص)  الصحاح 3 / 877، ولسان العرب 9 / 289.

[140]- مقاييس اللغة (العنفص)  4 / 370.

[141]- ديوانه 104. وعجز البيت فيه برواية: داعرة تدنو إلى الداعر.

[142]- ينظر (فشخ)  العين 4 / 72، ولسان العرب 10 / 265.

[143]- ينظر: لسان العرب (فشخ)  10 / 265.

[144]- ينظر (فشش)  مقاييس اللغة 4 / 440، والصحاح 3 / 853.

[145]- لسان العرب (فشش)  10 / 265-266.

[146]- ينظر (فطس)  العين 7 / 216، والألفاظ 131، ولسان العرب 10 / 288.

[147]- سبق ان بينت المسوغ الصوتي لتطور (القاف)  الفصيحة إلى (گ) ، ينظر: مادة (زيق)  من هذا البحث.

[148]- العين (فقس)  5 / 83.

[149]- لسان العرب (فقس)  10 / 303.

[150]- المصدر نفسه (فقص)  الجزء والصفحة انفسها.

[151]- ينظر: العين (فلو)  8 / 133، ولسان العرب (فلا)  10 / 330.

[152]- العين (فنك)  5 / 383.

[153]- لسان العرب (فنك)  10 / 335.

[154]- المصدر نفسه (فكن)  10 / 309.

[155]- ينظر: اصلاح المنطق، والالفاظ، 326، ولسان العرب (فنك)  1 / 336.

[156]- العين (قرم)  5 / 159، وينظر: الصحاح 4 / 1628.

[157]- مقاييس اللغة (قرم)  5 / 75.

[158]- ينظر: الصحاح (قرمد)  2 / 457-458.

[159]- لسان العرب (قرمد)  11 / 132.

[160]- المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة انفسها.

[161]- المصدر نفسه،والمادة والجزء والصفحة أنفسها.

[162]- العين (قرمط)  5 / 258.

[163]- ينظر (قرمط)  الصحاح 3 / 914، ولسان العرب 11 / 134

[164]- انطيه، اي:اعطيه،قلبت العين في (اعطى) الى نون (انطى)،وقلب العين نونا لهجة عربية قديمة تسمى (الاستنطاء)،ينظر:في اللهجات العربية141.ازوعه،بمعنى: الفظه من جوفي واتقياه متكرها له.يضرب هذا المثل لمن يتجرع الشىء وهو كاره له، ثم يرميه بعد ان يفسده لئلا يحصل عليه شخص اخر،وما ذاك الا بسبب الكراهية،وانتفاء الالفة، وحالة العداء هذه تحدث غالبا بين الام وزوجة ابنها الشابة.

[165]- ينظر: مقاييس اللغة (القنازع)  5 / 118.

[166]- لسان العرب (قزع)  11 / 153.

[167]- المصدر نفسه والمادة والجزء والصفحة أنفسها.

[168]- المصدر نفسه (برأل)  1 / 356.

[169]- العين (قفخ)  4 / 154، وينظر: الالفاظ 71.

[170]- (قفخ)  المقاييس 5 / 113، وينظر: لسان العرب 11 / 252.

[171]- الصحاح (قفخ)  1 / 377.

[172]- ديوانه 81.

[173]- البج: القطع، وشق الجلد واللحم عن الدم،ينظر:مقاييس اللغة(بج) 1/173. والوخض: الطعن غير الجائف،قال الاصمعي:اذاخالطت الطعنة الجوف ولم تنفذ فذلك: الوخض.وقال ابو زيد:البج مثل الوخض ، ينظر:لسان العرب(وخض) 15/243.

[174]- ينظر: الاصوات اللغوية 33، 75، ودراسات في فقه اللغة 216.

[175]- ينظر (قور)  العين 5 / 206، ومقاييس اللغة 5 / 37.

[176]- ينظر: المصدران ا نفسهما، والجزءان والصفحتان انفسهما، ولسان العرب 11 / 342-343.

[177]- ينظر: لسان العرب (قور)  11 / 342-343.

[178]- ينظر: المصدر نفسه (قير)  11 / 369.

[179]- ينظر: الصحاح (قور)  2 / 685.

[180]- ينظر: اللهجات العربية (بحوث ودراسات)  468.

[181]- ينظر (قوز)  العين 5 / 192، ولسان العرب 11 / 345.

[182]- (كت) : لسان العرب 12 / 25-26.

[183]- مقاييس اللغة (كود)  5 / 145.

[184]- المصدر نفسه، والمادة نفسها 5 / 149.

[185]- مقاييس اللغة (كيد)  5 / 149، وينظر: مفردات ألفاظ القرآن الكريم 729.

[186]- ينظر: العين (كوم)  5 / 418.

[187]- مقاييس اللغة (كوم)  5 / 148.

[188]- الصحاح (كوم)  4 / 1639.

[189]- ينظر (لبك)  العين 5 / 377، والألفاظ 401، وأصلاح المنطق 538، والصحاح 4 / 1317.

[190]- مقاييس اللغة (لبك)  5 / 231، وينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 4 / 227.

[191]- ينظر: ديوانه 164.

[192]- العين (لزز)  7 / 350.

[193]- مقاييس اللغة (لزز)  5 / 204.

[194]- لسان العرب (لزز)  12 / 271.

[195]- ينظر: ديوانه 98.

[196]- ابن اللبون: ابن الناقة ذات اللبن الدائم الغزير. البزل: جمع البزول، وهو البعير إذا فطر نابه وانشق، وهو دليل البلوغ واستكمال القوة. القناعس: الناقة العظيمة، الطويلة السنمة، وقيل: الجمل. ينظر: لسان العرب (لبن)  12 / 227، و (بزل)  1 / 400، و (قعس)  11 / 244.

[197]- ينظر: مقاييس اللغة (لكد)  5 / 264.

[198]- (لكد)  الصحاح 2 / 467. وينظر: لسان العرب 12 / 320.

[199]- (لكك) ، ينظر: العين 5 / 281، والصحاح 4 / 1317.

[200]- مقاييس اللغة (لكك)  5 / 208.

[201]- لسان العرب (لكك)  12 / 322.

[202]- (لمظ)  العين 8 / 164. وينظر: الألفاظ 184، والصحاح 3 / 984.

[203]- مقاييس اللغة (لمظ)  5 / 211.

[204]- ينظر: لسان العرب (لمظ)  12 / 327.

[205]- المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة أنفسها.

[206]- (لوص)  العين 7 / 156. وينظر: اصلاح المنطق 591، والصحاح 3 / 887.

[207]- ينظر: شرح شافية ابن الحاجب 1 / 98.

[208]- (ملص)  العين 7 / 131. وينظر: الصحاح 3 / 888.

[209]- اصلاح المنطق 655. وينظر: الصحاح (ملص)  3 / 888.

[210]- ينظر: شرح جمل الزجاجي 1 / 568 – 571.

[211]- العين (ملط)  7 / 435، واصلاح المنطق 101 - 102.

[212]- (ملط)  العين 7 / 435. وينظر: الصحاح 3 / 971.

[213]- العين (مهل)  4 / 75.

[214]- ينظر: ديوانه 175.

[215]- (مهل)  الصحاح 4 / 1482. وينظر: لسان العرب 13 / 210.

[216]- ينظر: الصحاح 4 / 1482.

[217]- ينظر: العين (ميش)  6 / 294.

[218]- مقاييس اللغة (ميش)  5 / 289.

[219]- المصدر نفسه، والمادة والجزء والصفحة أنفسها. وينظر: لسان العرب (ميش)  12 / 233.

[220]- الغاشية 17.

[221]- ينظر (نبج)  العين 6 / 153، ومقاييس اللغة 5 / 279.

[222]- لسان العرب (نبج)  14 / 14.

[223]- ينظر: الأصوات اللغوية 68 - 69، ومدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي 61.

[224]- العين (نبص)  7 / 137.

[225]- لسان العرب (نبص)  14 / 20.

[226]- المصدر نفسه (نبس)  والجزء والصفحة أنفسها.

[227]- ينظر: الاصوات اللغوية 67-68.

[228]- (ندس)  العين 7 / 230، وينظر: اصلاح المنطق 144، والالفاظ 399، والصحاح 2 / 826.

[229]- لسان العرب (ندس)  14 / 91.

[230]- ينظر: ديوانه 178.

[231]- ينظر (هوش)  العين 4 / 67-68، ولسان العرب 15 / 159.

[232]- لسان العرب (هوش)  15 / 159.

[233]- ينظر: ديوانه 65.

[234]- لسان العرب (هوش)  15 / 159.

[235]- العين (هوش)  4 / 68.

[236]- الصحاح (هيش)  3 / 863.