تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 218
إلى صفحة: 238
النص الكامل للبحث: PDF icon 170620-125159.pdf
البحث:

 

والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين،  وبعد:

فلا جدال في أن أسلوب القسم يحتل مساحة في النحو العربي، فنجده عند أول كتاب في النحو (كتاب سيبويه)، ثم تلته الكتب الأخرى مفصلة القول فيه، فهو موضوع متشعب؛ ففيه أركان ثلاثة: حرف القسم، والمقسم به، والمقسم عليه، ويتعرض كل ركن من أركانه إلى الحذف، و الخلافات  التي بشأنه كثيرة جداً، وله علاقة مع الشرط أيضا،  ولما كان هذا الأسلوب في  كلام الإمام 7 في نهج البلاغة كثيراً جداً، عقــدنا العزم على دراسته لإجراء مقارنة بين ما قاله النحاة وما مدون في نهج البلاغة،  و لمعرفة مزايا هذا الأسلوب عنده 7. ولاريب في أن كلام الإمام 7 محتج به في تأسيس القواعد النحوية ؛  إذ استشهد بكلامه 7 شعراً ونثراً،  ونعني بالشعر، ذلك المنسوب إليه 7 وقد استشهد به الرماني ([1]) وابن هشام([2]) وغيرهم، أما النثر فقد استشهد به الكثيرون، كالرضي الاستراباذي الذي استشهد بكلامه 7 في ثلاثين موضعاً في شرحه للكافية([3]) والمرادي في الجنى الداني([4])، فضلا عن مساهمة الإمام 7 في وضع النحو العربي([5])،  وما قيل في نهج البلاغة من مدح وتبجيل وتقديس، ويكفينا في ذلك  ما قاله محمد عبده في مقدمتة لشرح نهج البلاغة:  " ليس في أهل  هذه اللغة إلا قائل بان كلام الإمام علي بن أبي طالب هو اشرف الكلام وابلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيه6 وأغزره مادة وارفعه أسلوبا واجمعه لجلائل المعاني"([6])، كل ذ لك كان مشجعا للباحث في استقصاء أسلوب القسم استقصاءا دقيقا في كلامه 7 في نهج البلاغــة، و بــعد  ذ لك أجرينا دراسة نظرية عن الأسلوب، اشتملت على القسم لغة واصطلاحــا، وأنواع القسم من حيث الخبر والإنشاء، وحروف القسم، والمقسم به، وأغراض القسم  وجملة القسم، وما يعتريها من حذف، والمقسم عليه، وروابط ذلك المقسم  كما تضمنت  قضية اجتماع القسم والشرط، وختمناها بما يطرأ على المقسم به من حذف

 ثم أعقبناها بما موجود في نهج البلاغة من كلامه 7، ولم نكتف بانتخاب مواضع محددة، فقد أحصيت المواضع كافة، وأشرت إليها في ملحق إحصائي ؛ توخيا للدقة والموضوعية في البحث،  واعتمدنا في  دراستنا على أمهّات الكتب قديمة وحديثة كالكتاب، والمقتضب، وشرح المفصل، وشرح الرضي، وشرح الجمل، والمغني، وهمع الهوامع، والتراكيب اللغوية، والأساليب الإنشائية وغيرها. وتوصلنا إلى نتائج نحسب أنها حسنة وتخدم لغتنا العربية، فان كان ذاك فلله وحده الحمد،  والا فحسبنا أننا لم نأل جهدا ولم ندخر وسعا، والحمد لله أولا وآخرا.

القسم لغة واصطلاحاً

لغة: ذكر ابن فارس مادة (قسم) قائلا: " القاف والسين والميم أصلان صحيحان يدل احدهما على جمال وحسن، و الآخر على تجزئة الشيء... فأما اليمين  فالقسم. قال أهل اللغة: اصل ذ لك من القسامة، وهي الأيمان تقسم على أولياء المقتول اذا ادعوا  دم  مقتولهم على ناس اتهموهم به.  وأمسى فلان متقسماً، أي كأن خواطر الهموم تقسمته ([7]) و" الجمع أقسام. و قد اقسم بالله واستقسمه به وقاسمته: حلف له. وتقاسم القوم: تحالفوا" ([8])

اصــــطـــلاحـاً:- هو "جملة يؤكد بها جملة أخرى كلتاهما خبرية" ([9]) ولا شك أن هذا التعريف ليس جامعاً مانعاً؛ إذ  قد يكون جواب القسم إنشائيا، و  الغرض المقصود ليس التوكيد فحسب،  بل هو متعدد لتعدد أنواع القسم، كما سيأتي في أغراض القسم وأنواعه.

أنواع القسم من حيث الخبر والإنشاء

  1. قسم الإخبار وهو " ما قصد به تأكيد جوابه، كقولك: والله ما فعلت كذا, وربي إني لصادق، وعهد الله لا فعلن كذا " ([10])
  2. قسم السؤال ويسمى قسم الطلب أيضا ([11]) ويطلق عليه (القسم الاستعطافي) ([12]) يقول سيبويه: " اعلم أن من الأفعال  أشياء فيها معنى اليمين:  يجري الفعل بعدها مجراه بعد قولك والله، وذلك قولك:...، وأقسمت بالله عليك لتفعلن " ([13])

ويقول في موضع آخر: " وسألت الخليل عن قولهم وأقسمت عليك إلا فعلت ولما فعلت، لم جاز هذا في هذا الموضع، وإنما أقسمت ها هنا  كقولك: والله ؟ فقال:  وجه الكلام ليفعلن ها هنا، ولكنهم إنما أجازوا هذا لأنهم شبهوه بنشدتك الله، إذ  كان فيه معنى الطلب " ([14]) وقد أنكر (هذا النوع) ابن عصفور في شرحه جمل الزجاجي فيقول:" وقولنا كلتاهما خبرية, يعني أن جمله القسم والجواب  اذا اجتمعتا  كان منهما كلام محتمل للصدق والكذب،  نحو: "والله ليقومن زيدٌ"، ألا ترى انه يحتمل أن يكون هذا الكلام صادقا وان يكون كاذبا، فان جاء ما صورته كصورة القسم وهو غير محتمل للصدق والكذب حمل على انه ليس بقسم، نحو قول الشاعر:

  بالله ربك إن دخلت فقل له         هذا ابن هرمة واقفاً بالباب  " ([15])

 لكن غير واحد  أقره، فإضافة إلى قول سيبويه المذكور آنفاً, نجد الزمخشري يذكر أن (الباء) اختصت بان الحلف بها  قد يكون على سبيل الاستعطاف ([16]) والسيوطي الذي يقول  متحدثا عن الباء: " اختص بها الطلب والاستعطاف فلا يقسم فيها بغيرها نحو: " بالله اخبرني، و بالله هل قام زيد. أي أسألك بالله مستحلفاً " ([17]) و نجد الحديث عنه عند عبد السلام هارون ([18]) وفاضل السامرائي ([19]) وهادي نهر([20]) 

أما في كلام  الإمام علي 7 في نهج البلاغة فنجد القسم إخباريا إلا في موضع واحد جاء فيه القسم طلبيا (استعطافيا). فمن أمثلة الإخباري قوله عليه السلام: "وايم الله !لأنصفنَ المظلوم من ظالمه ولاقودن  الظالم بخزامته, حتى أورده  منهل الحق و إن كان كارهاً " ([21])

والقسم الاستعطافي في قوله عليه السلام: " واني أنشدك  الله أن لا تكون إمام  هذه الأمة المقتول،..."([22])

 حروف القسم

وهي الواو والباء والتاء واللام  ومن ([23]) هذا هو المشهور، وذهب ابن خالويه إلى أن  حروف القسم الأربعة: وهي الواو والباء والتاء والهمزة ([24]) والصحيح ان الهمزة عوض عن الباء ([25]) و ذهب البعض إلى أن (ايمن) حرف، والأصح انه اسم ([26])  واختلف في الميم المكسورة والمضمومة فمنهم من ذهب إلى أنها بقية (ايمن) ومنهم من ذهب  إلى انها حر ف قسم، ويقول ابن عصفور: "وأما الميم المكسورة والمضمومة, نحو:"مُ الله لافلعن "،  " مِ الله لافلعن " فلا تدخل إلا على الله. وزعم بعض النحويين  انها أيضا بقية (ايمن). وذلك باطل لان الاسم المعرب لا يحذف حتى يبقى منه حرف واحد. و أيضا لو كانت بقية(ايمن) لكانت معربة والاسم المقسم به المعرب اذا لم يدخل عليه حرف خفض لا يكون إلا مرفوعاً أو منصوباً، فاستعمالها مكسورة دليل على أنها مبنية وانها ليست بقية (ايمن)([27])

واصل حروف القسم الباء، و الواو مبدلة منها، ويؤيد ذلك ان الباء تدخل على المضمر والمظهر والواو لا تدخل الا على المظهر البتة ([28]) لكن الواو أكثر استعمالا منها([29]) أما التاء فلا تجر غير لفظ الجلالة ([30]) و"  قد تقول: تالله! وفيها معنى التعجب " ([31]) و فيها غير التعجب أيضا([32]) أما اللام فيرى سيبويه أنها لا تجيء  إلا أن يكون فيها معنى التعجب ([33])غير أن السيوطي يقول:" ويكون لما فيه معنى التعجب وغيره"([34]) وهي مختصة كالتاء بلفظ الله  في الأمور العظام([35]) أما (من) فلا يدخلوها في القسم إلا على(ربي)([36]) وذكر ابن يعيش إن " من العرب من يقول من  ربي  بضم الميم ولا يستعملون (من) بضم الميم إلا في القسم وذلك أنهم جعلوا  ضمها دلالة على القسم([37]) ونستشف من هذا  ان (من) يستخدم بكسر الميم وضمها في القسم بخلاف ما ذهب إليه  ابن عصفور في شرحه للجمل من ان (من) التي للقسم مضمومة فقط ([38])

ولم يرد في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة سوى استعمال الواو والباء والتاء، فالواو وردت في مائة وأربعة وعشرين موضعاً، كقوله 7 "والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه " ([39])

والباء: وردت في خمسة مواضع، وكلها مسبوقة بفعل القسم، نحو قوله 7 "واقسم بالله انه لولا بعض الاستبقاء،  لوصلت إليك مني قوارع  تقرع العظم، وتهلس اللحم " ([40])

والتاء: وردت في موضع واحد وهو قوله 7 "تالله لقد علمت تبليغ الرسالات، وإتمام العدات, وتمام الكلمات " ([41])

وهذا الموضع -  بلا شك -  ليس فيه معنى التعجب.

المقسم به  

وهو كل اسم من أسماء الله تعالى وصفاته ونحو ذلك مما يعظم عندهم ([42]) "من مخلوقاته نحو:" بالله ليقومن زيد " "والنبي لأكرمن  عمرا","وأبيك لتفعلن كذا" ومنه: قد افلح  وأبيه إن صدق؛ لان أبا المقسم له  معظم عنده، هذا اذا كان المقسم يريد تحقيق ما اقسم عليه وتبيينه، فان كان مقصوده الحنث فيما اقسم  عليه، فانه لا يقسم إلا بغير معظم، و ذلك نحو قوله:

           وحياة هجرك غير معتمـــد               إلا ابتغاء الحنث في الحلف

           ما أنت أحسن من رأيت ولا            كلفي بحبك منتهى كلفـــــــي

فاقسم بـ"حياة هجرها "وهو غير معظم عنده رغبة في أن يحنث فيموت هجرها. إلا ان القسم على هذه الطريق يقل فلا يلتفت إليه " ([43])

غير أننا لا نجد في كلامه 7 في النهج سوى القسم الذي يلتفت  إليه فلم يقسم الإمام 7 إلا بما هو معظم، فأقسم 7 بـ (الله) و(الله العظيم) و(أيم الله)       و (لعمر الله)، وما يكنى به عن الله تعالى  نحو:(الذي فلق الحبة وبرأ النسمة) و(الذي بعثه بالحق)  و(الذي نفسي بيده) وغيرها من الأقسام العظيمة التي سنفصل القول فيها مع الأمثلة عند حديثنا عن جملة القسم الاسمية.

أغراض القسم

ان أهم غرض  يساق من اجله القسم  هو التوكيد وهذا ما صرح به سيبويه إذ يقول:" اعلم ان القسم توكيد لكلامك " ([44]) ويقول في موضع آخر "والحلف  توكيد " ([45]) فهو توكيد ما يقسم عليه من نفي أو إثبات وإنما أكدت خبرك لتزيل الشك عن المخاطب وإنما كان جواب القسم نفيا أو إثباتا لأنه خبر والخبر ينقسم قسمين نفيا وإثباتا  ([46])

أما غرض القسم الاستعطافي فهو تحريك  النفس وإثارة شعورها ([47]) ولم يأت الإمام 7 بالقسم في كلامه جزافا، وكيفما اتفق، بل  يسوقه في مكانه   المناسب، بحسب طبيعة الموضوع، والشخص   المخاطب، والحكم الذي يصدره، ففي موضوع الجهاد والاستنفار وحث المتقاعسين،  أورد الإمام 7 القسم بكثرة.  ومثال ذلك خطبته رقم (7) التي بلغت نحو ثلاث صفحات أورد أسلوب القسم فيها سبع مرات ([48]) غير انه 7 لم يستعمل الأسلوب البتة في الخطبة الأولى في ابتداء خلق السماء والأرض وخلق ادم،  التي بلغت اثنتي عشرة صفحة ([49])،  وفي وصيته  للإمام الحسن 7 ذات الرقم (269) التي بلغت عشر صفحات   لم يستعمل فيها القسم ([50])  بينما في خطبته للعوام في الموعظة البالغة صفحة ونصف  الصفحة استعمل القسم ثلاث مرات ([51])،  وفي كتابه لمعاوية الذي بلغ سبع صفحات استعمله خمس مرات([52]).

و لم يكتف 7 لتأكيد الخبر، بذكر القسم أو المقسم به فحسب،  بل نجده 7 يحيط تركيب القسم بمؤكدات  أخرى  وكالاتي:

  1. يستعمل 7  (أما) قبل القسم ومما لاريب فيه أنها مؤكدة  له،  يقول الخليل متحدثا عن (أما) التي قبل القسم: " فإنها توكيد لليمين يوجب به الأمر " ([53]) وهي حرف من حروف التنبيه والغرض منها إيقاظ المخاطب من الغفلة والذهول ([54]) فقد استعملها  الإمام 7  مع القسم في تسعة  مواضع نحو قوله 7: " أما والله لقد تقمصها فلان... "([55])
  2. يذكر 7 فعل القسم مرتين نحو قوله 7:"  فاقسم ثم اقسم، لتنخمنها أمية من بعدي  كما تلفظ النخامة, ثم لا تذوقها ولا تطعم بطعمها أبدا ماكر الجديدان " ([56])
  3. يذكر 7 فعل القسم والمقسم به ومصدره (مصدر الفعل) ووصف المصدر   نحو قوله 7: " واني اقسم بالله قسماً صادقاً، لئن بلغني انك خنت من  فيء المسلمين شيئا صغيراً أو كبيراً  لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الأمر. والسلام " ([57]) فضلا عن المؤكدات الأخرى في جواب القسم من(إنّ) و (اللام) وغيرهما من المسائل التي نتحدث عنها في جواب القسم.

كل هذا أدى  إلى طول تركيب القسم عنده 7 فضلا عن أمور أخرى   أدت إلى هذه النتيجة، كطول تركيب المقسم به، والذي نفصل القول فيه  في جمله القسم الاسمية، نحو قوله 7 :  " والذي أمسينا منه في غبر ليلة دهماء تكشر عن يوم أغر " ([58])

جملة القسم

جملة القسم تنقسم قسمين ([59]) فالجملة الاسمية كقولك:  لعمرك، ولعمر أبيك، ولعمر الله،  فعمرك مبتدأ، واللام فيها لام الابتداء، والخبر محذوف وتقديره قسمي أو حلفي ([60])،   أما الفعلية فقولك: " احلف بالله واقسم بالله " و نحوهما ([61])

الجملة الاسمية في نهج البلاغة

ورد في جملة القسم الاسمية في كلام الإمام علي 7 في النهج القسم بالله تعالى في مائة واحد عشر موضعا نحو قوله 7 مخاطبا الأشعث بن قيس: " والله لقد أسرك الكفر مرة و الإسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما " ([62])

وورد القسم بالله تعالى موصوفا بالعظيم  في موضع واحد نحو قوله 7: " قد كذب. والله العظيم. بالإفك العظيم " ([63])

وورد القسم بـ (أيم الله) في سبعة عشر موضعاً نحو قوله 7:

 "وايم الله لتحتلبنها  دماً، ولتتبعنها ندما  " ([64])

وورد القسم بـ (لعمري) في عشرة مواضع نحو قوله 7:

"ولعمري ما علي من قتال من خالف الحق وخابط الغي، من ادهان ولا أيهان " ([65])

 وورد القسم  بـــ (لعمر الله ) في خمسة مواضع نحو قوله 7:

"فلعمر الله لقد فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم...  " ([66])

وورد القسم بـ (الذي فلق الحبة وبرأ النسمة) في ثلاثة مواضع نحو قوله 7: "فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا، ولكن استسلموا..."  ([67])

وورد القسم  بـ (الذي بعثه بالحق) في موضعين نحو قوله 7:"والذي بعثه  بالحق لتبلبلن بلبلة..."  ([68]) 

وورد القسم بـ (الذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق) في موضع واحد وهو قوله 7: "والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما انطق الاصادقا " ([69])

وورد القسم بـ (الذي نفسي بيده) في موضعين نحو قوله 7: "فو الذي نفسي بيده، لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها..."([70])

وورد القسم بـ (الذي نفس ابن أبي طالب بيده) في موضع واحد،  وهو قوله 7: " والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش في غير طاعة الله " ([71])

وورد القسم بـ (العظيم) في موضع واحد وهو قوله 7:

 " يدعي بزعمه انه  يرجو الله، كذب والعظيم، ما باله  لا يتبين رجاؤه في عمله ؟ فكل من رجا عرف رجاؤه في عمله " ([72])

وورد القسم بـ (الذي لا اله الاهو) في موضع واحد وهو قوله 7:

" فو الذي لا اله إلا هو إني لعلى جادة الحق، وإنهم لعلى مزلة الباطل " ([73])

وورد القسم بـ (الذي وسع سمعه الأصوات) في موضع واحد وهو قوله 7:

" فو الذي وسع سمعه الأصوات، ما من احد أودع قلبا سروراً إلا وخلق  الله  له من ذلك  السرور لطفاً، فإذا  أنزلت به نائبة، جرت إليها  كالماء في انحداره، حتى يطردها عنه  كما  تطرد  غريبة الإبل " ([74])

وورد القسم بـ (الذي أمسينا منه في غبر ليلة دهماء  تكشر عن يوم أغر) في موضع واحد  وهو قوله 7:

" لا،  والذي أمسينا منه في غبر ليلة دهماء  تكشر عن يوم أغر, ما كان كذا وكذا " ([75])

وحري بالذكر ان هذا التركيب: الاسم الموصول (الذي) وصلته الاسمية أو الفعلية استعمله الرسول من قبل ([76]) لكن النحاة لم يذكروه بعينه ولم يشيروا إليه.

الجملة الفعلية في نهج البلاغة:

 ورد الفعل في  جملة القسم في سبعة مواضع وكانت الأفعال المستعملة: (اقسم، نشد، أولي)،   نحو قوله 7:

" فأني أولي لك بالله إلية غير فاجرة، لئن جمعتني وإياك جوامع  الأقدار لا أ زال بباحتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين " ([77])

ويلاحظ على أسلوب جملة القسم لدى الإمام 7  التنوع فقد استعمل الاسمية والفعلية، و اختلفت أشكال المقسم به (الاسم)،    لفظاً ومعنى وطولاً وقصراً، كذلك استعمل الإمام  7 أفعال القسم المتنوعة، إلا انه لم يستعمل  الفعل (حلف) وربما لان الفعل حلف يوحي بان الكلام ما بعده كذب، إذ لم  يستعمل القران حلف إلا في مواضع اليمين الكاذبة، وهذا ما يشير إلى الترابط الوشيج بين القرآن الكريم وأئمة أهل البيت، فهم القرآن الناطق.

الحذف في جملة القسم

يقول ابن يعيش:" اعلم ان اللفظ اذا كثر في ألسنتهم واستعمالهم آثروا تخفيفه  وعلى حسب تفاوت الكثرة يتفاوت التخفيف ولما كان القسم مما يكثر استعماله ويتكرر  دوره   بالغوا في تخفيفه من غير جهة واحدة " ([78])

فقد حذفوا بعض حروف القسم ([79]) كما قد حذفوا  فعل القسم  وحذفوا المقسم به، وخبر  المبتدأ في جملة القسم  كما في (لعمرك) وغيرها  ([80]) وقد حذفوا جملة القسم برمتها،  يقول سيبويه: " وسألته عن قوله لتفعلن، إذا جاءت مبتدأة   ليس قبلها ما يحلف  به ؟ فقال إنما جاءت على نية اليمين وان لم يتكلم بالمحلوف به "  ([81]) ويتحدث الاخفش عن الآية الكريمة:

"ليبلونكم الله بشيء من الصيد "   (المائدة /94) قائلا: " إي والله ليبلونكم. وكذلك هذه اللام التي بعدها النون لا تكون إلا بعد القسم " ([82]) ويرى ابن هشام ان حذف جملة القسم كثيراً جداً و" حيث قيل "لا فعلن "، أو "لقد فعل " أو "لئن فعل " ولم يتقدم جملة قسم فثم جملة قسم مقدرة " ([83])

إذن  فالقسم نوعان قسم ظاهر يدلنا عليه حرف القسم أو فعله أو اسمه، وقسم مقدر (محذوف)  يدلنا عليه اللام والنون في الفعل المضارع، و (لقد) الداخلة على الماضي، و(لئن).

وفي كلام الإمام 7  في نهج البلاغة نجد القسم بنوعيه،  أما القسم المحذوف الذي دلنا عليه (اللام والنون) في الفعل المضارع فقد ورد في أربعة مواضع نحو قوله 7:     

" لأنسبن الإسلام  بنسبة لم ينسبها احد قبلي. الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل الصالح " ([84])

وأما القسم الذي دلنا عليه لفظ (لقد) وحده، فقد ورد في ستة وثلاثين موضعا نحو قوله 7: " لقد رأيت أصحاب محمد 6 فما أرى أحدا  يشبههم منكم  " ([85])

وأما الذي دلنا عليه لفظ  (لئن) فقد ورد في أربعة عشر موضعاً نحو قوله 7 في كتابه إلى المنذر بن الجارود:

"ولئن كان ما بلغني عنك لجمل اهلك وشسع نعلك خير منك " ([86])

وباقي المواضع - كلها - ورد القسم فيها ظاهرا.

المقسم عليه (جـواب الـقــسـم)

وهو "كل جملة حلف عليها بإيجاب أو نفي " ([87])وجملة جواب القسم اسمية     وفعلية ([88]) ولا بد لجملة الجواب من رابط يربطها بجملة  القسم، يقول ابن بعيش:" اعلم انه لما  كان  كل واحد من القسم والمقسم عليه جملة، والجملة عبارة عن  كل كلام  مستقل  قائم بنفسه  وكانت احداهما لها تعلق  بالأخرى لم يكن بد من روابط تربط احداهما بالأخرى  كربط حرف الشرط الشرط بالجزاء " ([89])

روابط المقسم عليه (جواب القسم)

الجملة الاسمية:-

المثبتة:- تربط الجملة الاسميه المثبتة باللام أو ان أو ان واللام ([90])،  وان (سواء  مشددة أم مخففة) ([91]) ويرى عباس حسن ان الاقتران  بـ (ان) واللام ابلغ ([92])

المنفية:- تربط بـ (ما) ([93]) ولا تدخل اللام على (ما) فلا يقال (لما زيد قائم) وذلك لان اللام للتقرير والإثبات،  وحرف النفي للرفع والإزالة، فبينهما في ظاهرالامر تناف، وأما قولك: لزيد ما هو  قائم، وان زيدا لم يقم، فانّ و اللام اثبتا   نفي مضمون الجملة بلا مجامعة بين الحرفين ([94])

الجملة الفعلية

الماضية

المثبتة:- ذهب سيبويه إلى أنها تربط باللام فقط، يقول: " وان كان الفعل قد وقع وحلفت عليه لم تزد على اللام؛ وذلك قولك: والله لفعلت. وسمعنا من العرب  من يقول: والله لكذبت، ووالله لكذب " ([95]) غير ان المبرد ذهب إلى ان اللام ان وصلت بـ (قد) جيد بالغ ([96]) وتحذف هذه اللام  ويكتفى بقد إذا طال الكلام ([97]) ووصف ابن يعيش الجواب باللام وقد بالحسن، واللام فقط بأنه ليس بكثير ([98])أما ابن عصفور فذهب إلى ان الماضي اذا كان قريباً من زمن الحال أدخلت عليه اللام و(قد)، وان كان بعيدا من زمن الحال أتيت باللام وحدها ([99])، ويقول: " ومن الناس من زعم انه لا بد من (قد) ظاهرة أو مقدرة فانه  قاس ذ لك على اللام الداخلة على  خبر (إن) … وليست كذلك اللام  التي في جواب القسم. وأيضا فاَن (قد) تقرب من زمن الحال،  فإذا أردنا القسم على الماضي البعيد من زمن الحال لم يجز الإتيان بها " ([100]). وذهب الرضي إلى  ان الأولى الجمع بين اللام و(قد) ([101]) دون ان يربط ذلك بالزمن.  هذا  إذا  كان  الفعل متصرفا فان كان جامداً كـ (نعم) و(بئس) فباللام وحدها إذ لا يدخلهما (قد) لعدم تصرفهما ([102])

المنفية: تصدر الماضية المنفية بـ(ما) نحو"والله ما قام زيد" ([103]) و "والله لو جئتني   ما جئتك " ولا يجوز دخول اللام هنا،  ولو كان الجواب لـ (لو)  لجاز ذلك ([104])   ونعت دخول اللام على (ما) بالشذوذ ([105]) كما يجوز ان ينفى بـ (لا)وعند ذاك لا يلزم تكرارها(لا) ([106])

المضارعية:

المثبتة: يقول سيبويه:  " إذا حلفت على فعل غير منفي لم يقع لزمتة اللام ولزمت اللام النون الخفيفة أو الثقيلة في آخر الكلمة " ([107]) و" إنما لزمته النون لتخلصه للاستقبال لأنه يصلح لزمنين، فلو لم تخلص لاستقبال لوقع القسم على شيء غير معلوم، وقد بينا ان القسم توكيد، ولا يجوز ان تؤكد أمرا مجهولاً، وقيل إنما دخلت النون مع اللام في جواب القسم لان اللام وحدها تدخل على الفعل المستقبل  في خبر (ان) وليس دخول اللام على الفعل في خبر (ان) للقسم فالزموها النون للفصل بين اللام الداخلة في جواب القسم والداخلة لغير القسم "  ([108]) وتحذف النون ويكتفى باللام وحدها اذا دخلت اللام على متعلق للمضارع مقدم عليه ([109]) نحو قوله تعالى: "ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون " (آل عمران / 158)، وكذا إن دخل اللام على حرف التنفيس  نحو " والله لسوف اخرج " فلا يؤتى بالنون اكتفاءً باللام ولا يجوز عند البصريين الاكتفاء باللام عن النون إلا في الضرورة،  والكوفيون أجازوه بلا ضرورة ([110])

و" هذا كله ان كان  المضارع استقبالا، فان كان حالا فقد جوز الجمهور وقوعه جوابا للقسم خلافا للمبرد؛ وذلك لأنه متحقق الوجود،  فلا يحتاج إلى تأكيده بالقسم كما مر في المضارع، والأولى الجواز، إذ رب موجود غير مشاهد، يصح إنكــاره " ([111])

 المنفية  يرى سيبويه ان الفعل المنفي لم يغير عن حاله إذا حلفت عليه يقول: " وإذا حلفت على فعل منفي لم تغيره عن حاله التي كان عليها قبل  ان تحلف وذلك قولك والله لا افعل "  ([112]) ويذكر المبرد ان المضارعية  المنفية تنفى بـ (لا)، (ما) ([113])  ويذكر ابن عصفور ان (لا) للمستقبل، وجاز حذفها لأنه لا يلبس بالإيجاب ([114]) و(ما) للحال ([115])  كما انه ينفى بـ (ان)، لكنه لا ينفى بـ (لم) و(لن) ([116]).  كل ذلك كان جواب قسم الإخبار. أما قسم الطلب، فجوابه الأمر, أو النهي أو الاستفهام,   وقد يجاب بـ (إلا) و(لما) و(ان) ([117])

المقسم عليه في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة (جواب القسم)

 الجملة الاسمية:- ورد الجواب بالجملة الاسمية مثبتة ومنفية، وفصلنا القول في كل منهما على النحو الآتي:

المثبتة:- وردت   الجملة الاسمية المثبتة مصدرة بـ (اللام) في عشرة مواضع نحو قوله 7: " والله لأنا أشوق إلى لقائهم منهم إلى ديارهم " ([118])

ووردت  مصدرة بـ (ان)، و(اللام) في خبرها  في ثمانية  مواضع نحو قوله 7:" والله ان امرأ  يمكن عدوه من نفسه، يعرق لحمه، ويهشم عظمه، ويفري جلده، لعظيم عجزه..." ([119])

ووردت  مصدرة بـ (ان) في ثلاثة  مواضع  نحو قوله  7:" فوالذي فلق الحبة وبرأ  النسمة ان الذي أنبئكم به عن النبي 9 " ([120])

ووردت مصدرة  بـ (ان) مخففة في موضع واحد وهو قوله 7: " أما والله ان كنت لفي ساقتها حتى  تولت بحذافيرها " ([121])

المنفية:-  وردت   الجملة الاسميه منفية بـ (ما) فقط، وكان ذلك في ثلاثة  مواضع، نحو قوله 7: " والله  ما معاوية بأدهى مني " ([122])

 الجملة الفعلية:- ورد الجواب بالجملة الفعلية الماضية،والمضارعية،واخذ الحديث عنهما النحو الآتي:-

الماضية:

المثبتة:  وردت الجملة الفعلية الماضية المثبتة مصدرة  بـ (لقد) في سبعة وخمسين موضعاً نحو قوله 7 في كتابه لمعاوية: " ولعمر الله لقد أردت ان تذم فمدحت..." ([123])

ووردت مصدرة باللام فقط في خمسة عشر موضعاً نحو قوله 7: "والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق " ([124])

المنفية:  ورد النفي بـ (ما) فقط، وكان ذلك في تسعة وعشرين موضعا نحو قوله 7:

"والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة " ([125])

المضارعية

المثبتة : وردت الجملة الفعلية المضارعية المثبتة مقترنة باللام والنون في اثنين وثلاثين موضعا، نحو قوله 7: " أما والذي نفسي بيده ليظهرن هؤلاء القوم عليكم, ليس لأنهم أولى بالحق منكم ولكن لإسراعـــهم إلى باطل صاحــــبهم، وإبطائكم عن  حقي " ([126])

المنفية:ورد النفي بـ (ما) و(لا)،  أما النفي بـ (ما) فقد ورد في ثمانية مواضع  نحو قوله 7: " فو الله ما أبالي أدخلت إلى الموت أو خرج الموت إلي " ([127])

وورد النفي بـ (لا) في سبعة  مواضع، نحو قوله 7: " اعزبي عني فوالله لا أذل لك فتستذليني " ([128])

أما جواب قسم الطلب في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة فقد ارتبط  بـ (ان) وورد هذا في موضع واحد لا غير،  وهو قوله 7:" واني أنشدك  الله ان لا تكون إمام هذه الأمة المقتول..." ([129])

اجتماع القسم والشرط

جاء في الكتاب في باب الجزاء اذا كان القسم في أوله:"وذلك قولك والله ان أتيتني  لا افعل،لا يكون إلا معتمدة عليه اليمين ألا ترى انك لو قلت: والله ان  تأتني آتك لم يجز. ولو قلت: والله من يأتني آته كان محالا " ([130])وقال  في موضع آخر:" فإذا بدأت بالقسم لم يجز إلا ان يكون عليه. الاترى  انك تقول:  لئن أتيتني لا افعل ذاك لأنها لام قسم ولا يحسن في الكلام لئن تأتني لا افعل لان  الآخر لا يكون جزما "  ([131]) فسيبويه يرى وجوب ان يكون الجواب للقسم اذا تقدم على الشرط، ويحذف جواب الثاني لدلالة الأول عليه ([132]) لكن ابن مالك في ألفيته  يقول: " وربما رجح بعد القسم شرط بلا ذي خبر مقدم " ([133]) 

ويعلل الرضي ذلك بقوله: "وجاز قليلا بالنظر إلى ضعف القسم في نفسه ان  يرجح الشرط فيعتبر لأجل كونه اقرب إلى الجواب ويلغى القسم " ([134])

 ومثلوا لذلك ([135]) بالبيت:

لئن كان ما حدثته اليوم صادقا        أصم في نهار القيظ للشمس باديا  ([136])

وعلق ابن هشام على البيت المتقدم قائلا: "ضرورة، أو اللام  زائدة " ([137])

وعلق عليه الاشموني قائلا:  " ومنع الجمهور ذلك، وتأولوا  ما ورد على جعل اللام زائدة "  ([138])

أما  في  كلام  الإمام 7 في نهج البلاغة فقد تقدم القسم على الشرط في اثنين  وأربعين موضعا،  وكان الجواب فيها للقسم، إلا في سبعة مواضع كان الجواب فيها  للشرط دون القسم،  وهذا يردّ كلام من وصف هذه الظاهرة بالقليلة أو الشاذة أو المحتملة لتأويل آخر أو ضرورة.

فمن المواضع التي كان الجواب فيها للقسم،  قوله 7:

" ولعمري لو كنا  نأتي  ما أتيتم،  ما قام للدين عمود،  ولا اخضر للإيمان عـــــــود " ([139]) وقوله 7: " والله لئن  أبيتها ما وجبت علي فريضتها " ([140])

أما المواضع التي كان الجواب فيها للشرط فهي قوله 7:

  1. "ولئن كانوا  ولوه دوني فما التبعة إلا عندهم " ([141])
  2. "فلئن كنت شريكهم فيه فان لهم لنصيبهم منه " ([142])
  3. "ولئن أمهل الظالم، فلن يفوت أخذه " ([143])
  4. " ولئن قل الحق فلربما ولعل،  ولقلما أدبر شيء فاقبل " ([144])
  5. " ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل،  ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها...  " ([145])
  6. " وايم الله لئن فررتم من سيف العاجلة  لا تسلموا من سيف الآخرة " ([146])
  7. " والله لو تظاهرت  العرب على قتالي لما وليت عنها " ([147])

أما إذا  اجتمعا وتقدم الشرط على القسم وجب اعتباره،  ويجوز لك بعد هذا  اعتبار القسم لإمكانه،  نحو: ان أتيتني فو الله لآتينّك،  فالقسم وجوابه جواب الشرط  ويجوز إلغاء القسم لتوسطه،  فتقول: ان أتيتني والله آتك، فاتك جواب الشرط ([148])

وإذا تقدم (لو) و(لولا) على القسم فالواجب إلغاء القسم  ([149])

وقد ورد هذا في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة  في موضع واحد، وهو قوله 7:

" فأما  أنا فو الله دون ان اعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام، وتطيح السواعد والأقدام, ويفعل  الله بعد ذلك ما يشاء " ([150])

فـ (أما) حرف شرط ([151]) وكان الجواب لها بدليل اقترانه بالفاء، أما القسم هنا  - في هذا الموضع -  فقد الغي وهذا واضح مما بعده.

أما إذا تقدم طالب الخبر على القسم والشرط، فيقول سيبويه: "وتقول: أنا والله ان تأتني لا آتك؛  لان هذا الكلام مبني على أنا  ألا ترى انه حسن ان تقول: أنا والله ان  تأتني آتك  فالقسم ها هنا لغو " ([152])

ويفصل الرضي القول في ذلك فيذكران طالب الخبر(كالمبتدأ بلا ناسخ أو مع الناســـخ)  إذا تقدم على القسم جاز  ان يعتبر القسم و ان يلغى سواء أتقدم على الشرط أم تأخر عنه، وسواء أوجد شرط أم لم يوجد ([153])

وقد ورد هذا في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة في موضع واحد، وهو قوله 7:

" إني والله لولقيتهم واحدا  وهم طلاع الأرض كلهـــــــــا، ما باليت ولا اســـتوحشت " ([154])

فـ (إني) طالب خبر،  وهو المبتدأ  وناسخه وقد تقدم على القسم، وهنا يحتمل الأمران،  فمن الممكن ان يكون القسم عاملا،  ويمكن ان يلغى  فليس ثمة دليل قاطع على ذلك.

حذف المقسم عليه (جواب القسم)

يحذف الجواب للدلالة عليه، نحو قولك لمن ألقى نفسه في ضرر:  هلكت والله تريد والله لقد هلكت([155])

ويفصل ابن عصفور القول قائلا:  " ولا يجوز حذف القسم إلا إذا توسط بين شيئين  متلازمين...  أو جاء عقيب كلام يدل على الجواب، نحو:"زيد قائم والله " ([156])

أي يحذف في حالتين  ([157])

  1. إذا  اعترض القسم أي توسط،  نحو: زيد والله قائم، وقام والله زيد.
  2. اذا تقدمه ما يدل عليه نحو: زيد قائم والله، وقام زيد والله.

أما عن الحالة الأولى (الاعتراض) فقد ورد الاعتراض في نهج البلاغة، والاعتراض في شعر العرب ونثرها كثير وحسن ودال على فصاحة المتكلم وقوة نفسه وامتداد نفسه ([158]) وقد ورد في نهج  البلاغة في اثنين وثلاثين موضعا.  ومن ذلك:

اعتراض القسم بين المبتدأ والخبر، نحو: " المغرور والله من غررتموه  " ([159])

واعتراض القسم بين الفعل ونائب الفاعل،  نحو:" غلب والله المتخاذلون  " ([160])

واعتراض القسم  بين الفعل والفاعل، نحو: " لبئس  لعمر الله سعر نار  الحرب انتم " ([161])

واعتراض القسم بين الصفة والموصوف، نحو:" لوددت  اني لم أركم ولم أعرفكم  معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما " ([162])

أما الحالة الثانية فقد وردت في أربعة مواضع نحو قوله 7:

"يدعى بزعمه انه  يرجو  الله كذب والعظيم " ([163])

ملحق إحصائي

حروف القسم

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

الواو

124

51، 56، 56، 61، 62، 62، 67، 68، 69، 74، 77، 80، 86، 87، 90، 91، 91، 92، 96، 96، 96،103، 103، 104، 104، 106، 106، 106، 112، 126، 126، 128، 128، 132، 132، 143، 143، 144، 145، 152، 154، 176، 185، 186، 210، 215، 216، 217، 218، 222، 225، 228، 252، 256، 257، 258، 259، 261، 263، 263، 266، 269، 271، 279، 283، 284، 287، 297، 297، 319، 320، 323، 323، 327، 330، 330، 343، 346، 347، 350، 350، 351، 351، 352، 355، 361، 369، 374، 412، 417، 425، 432، 432، 436، 437، 438، 467، 467، 468، 485، 505، 510، 523، 547، 554، 559، 561، 562، 563، 604، 605، 608، 609، 618، 631، 635، 661، 677، 681، 686، 691، 721، 724، 728.

الباء

5

229، 508، 554، 598، 620.

التاء

1

260.

 

 

استعمال أما قبل القسم

العدد

رقم الصفحة

9

51، 56، 87، 103، 144، 176، 215، 257، 261.

 

 

جملة القسم الاسمية

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

القسم بـ (الله) تعالى

111

51، 56، 61، 62، 62، 67، 69، 74، 77، 80، 86، 87، 90، 91، 91، 92، 96، 96، 96، 103، 103، 104، 104، 106، 106، 106، 112، 126، 126، 128، 128، 132، 132، 143، 143، 144، 145، 152، 154، 176، 185، 186، 216، 217، 218، 225، 228، 252، 256، 257، 258، 259، 260، 261، 263، 263، 269، 271، 279، 283، 284، 287، 279، 297، 320، 323، 327، 330، 330، 343، 346، 347، 350، 350، 351، 352، 355، 361، 369، 374، 417، 432، 432، 436، 437، 438، 467، 467، 468، 485، 510، 523، 547، 554، 559، 561، 562، 563، 604، 605، 608، 609، 618، 631، 635، 661، 677، 686، 721، 724، 728.

القسم بـ (الله) تعالى موصوفا بالعظيم

1

323.

القسم بـ (أيم الله)

17

64، 66، 106، 129، 211، 227، 227، 233، 268، 284، 285، 288، 340، 360، 465، 563، 607.

القسم بـ (لعمري)

10

84، 129، 185، 341، 348، 385، 396، 495، 498، 597.

القسم بـ (لعمر الله)

5

53، 106، 259، 397، 522.

القسم بـ (الذي فلق الحبة وبرأ النسمة)

3

56، 222، 505.

القسم بـ (الذي بعثه بالحق)

2

68، 412.

القسم بـ (الذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق)

1

351.

القسم بـ (الذي نفسي بيده)

2

210، 215.

القسم بـ (الذي نفس ابن ابي طالب بيده)

1

266.

القسم بـ (العظيم)

1

319.

القسم بـ (الذي لا اله الا هو)

1

425

القسم بـ (الذي وسع سمعه الاصوات)

1

681.

القسم بـ(الذي امسينا منه في غبرليلة دهماء تكشرعن يوم أغر)

1

691.

 

ملة القسم الفعلية

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

الفعل (أقسم)

5

229، 317، 508، 554، 620.

الفعل (نشد)

1

331.

الفعل (أولي)

1

598.

 

الحذف في جملة القسم

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

القسم الذي دلنا عليه (اللام والنون) في الفعل المضارع

4

300، 608، 654، 671.

القسم الذي دلنا عليه لفظ (لقد)  وحده

36

78، 81، 90، 92، 92، 117، 129، 131، 142، 145، 152، 186، 216، 217، 217، 411، 411، 411، 412، 424، 424، 424، 424، 424، 434، 436، 439، 439، 440، 466، 479، 500، 518، 523، 637، 649.

القسم الذي دلنا عليه لفظ (لئن)

14

69، 69، 80، 80، 215، 350، 350، 350، 360، 410، 459، 466، 525، 618.

 

جواب القسم (الجملة الاسمية)

 المثبتة

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

المصدرة بـ (اللام)

10

61، 103، 112، 217، 266، 269، 288، 467، 618، 677.

المصدرة بـ (إنّ واللام)

8

106، 106، 176، 258، 263، 360، 425، 608.

المصدرة بـ (إنّ)

3

132، 222، 620.

المصدرة بـ (إن)

1

103.

 
 
المنفية

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

المنفية بـ(ما)

3

84، 432، 681.

 

جواب القسم (الجملة الفعلية)

الماضية المثبتة

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

المصدرة بـ (لقد)

57

51، 56، 77، 78، 90، 92، 92، 104، 117، 129، 131، 142، 145، 152، 186، 216، 217، 217، 227، 252، 260، 323، 350، 350، 350، 374، 396، 397، 411، 411، 411، 412، 415، 417، 424، 424، 424، 424، 424      434، 436، 439، 439، 440، 459، 466، 467، 479، 485، 500، 518، 519، 522، 523، 631، 637، 649.

المصدرة بـ (اللام)

15

56، 67، 69، 87، 126، 233، 259، 261، 347، 351، 412، 465، 547، 562، 724.

 
 
المنفية

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

النفي بـ(ما)

29

62، 69، 80، 90، 104، 126، 128، 129 ن 144، 185، 185، 186، 263، 283، 284، 320، 350، 350، 360، 432، 436، 468، 505، 510، 554، 559، 597، 604، 691.

 
 
المضارعية المثبتة

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

المقترنة

 بـ (اللام والنون)

32

64، 66، 68، 129، 152، 154، 211، 215، 227، 229، 257، 284، 285، 287، 297، 300، 317، 340، 341، 343، 361، 410، 466، 495، 498، 508، 525، 563، 607، 608، 654، 671.

 
 
المضارعية المنفية

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

النفي بـ (ما)

8

128، 271، 330، 351، 355، 554، 635، 686.

النفي بـ (لا)

7

62، 132، 210، 218، 297، 563، 598.

 

 

اجتماع القسم والشرط

العدد

رقم الصفحة

42

56، 67، 69، 69، 80، 80، 126، 129، 154، 215، 233، 259، 261، 263، 263، 268، 288، 297، 347، 348، 350، 350، 350، 351، 360، 361، 410، 459، 465، 466، 468، 495، 498، 508، 525، 547، 554، 561، 562، 598، 605، 618.

 

 

حذف المقسم عليه: حالات حذف المقسم عليه

الموضوع

العدد

رقم الصفحة

اذا اعترض القسم أي توسط

32

53، 74، 86، 91، 91، 92، 96، 96، 96، 106، 106، 143، 143، 216، 225، 228، 256، 259، 279، 323، 330، 346، 352، 369، 385، 437، 438، 609، 618، 661، 721، 728.

اذا تقدمه ما يدل عليه

4

145، 319، 327، 523.

 

الخاتمة

 في نهاية المطاف  لا بد من درج أهم  النتائج التي توصل الباحث إليها، وهي على النحو الآتي:

  1. لم يك جواب القسم خبريا فقط،  كما رأى بعض النحاة،  فقد يكون إنشائيا وهذا وارد  في كتب  النحو،  وفي نهج البلاغة، ولا سبيل لإنكاره، لكننا يمكن أن نصفه بالقلة قياسا بالخبري؛ إذ ورد في موضع واحد ليس إلا.
  2. لم يستعمل الإمام 7 من أحرف القسم سوى الواو والباء والتاء،  فورد الواو في مائة واربعة وعشرين موضعا،  والباء في خمسة مواضع، والتاء في موضع واحد،  وليس فيها (التاء) معنى التعجب، ولا يؤيد الباحث ورود حرف القسم وفيه معنى التعجب، إذ نرى في ذلك تكلفا ليس يخفى.
  3. لم يرد في كلام الإمام في النهج  سوى القسم الملتفت إليه والمعظم، وهذا بالتأكيد عائد إلى طبيعة الكتاب، وطبيعة الخطب، فضلا عن بيئة الإمام وخلقه، وموقعه الديني.
  4. كان القسم عند الإمام بحسب المقام،  وهو يعتمد على  طبيعة الشخص المخاطب،  وموضوع الخطبة والكتاب.
  5. طول تركيب القسم عند الإمام (حرف القسم، المقسم به  و المقسم عليه) وهو يعود لأسباب عديدة،   منها طول تركيب المقسم  به أو احاطة تركيب القسم بمؤكدات أخرى،  قد ذكرت في أغراض القسم.
  6. استعمل الإمام جملتي القسم الاسمية والفعلية،  وكانت الجملة الاسمية أكثر بكثير من الجملة الفعلية،  وأكثر  اسم اقسم به الإمام هو (لفظ الجلالة) من دون وصفه بشيء. وهذه النتيجة تدل على ثقة الإمام ويقينه مما يحكيه،    ولا سيما ان الاسم يدل على الثبات.
  7. ثمة مقسم به ورد بكثرة في نهج البلاغة،  وهو تركيب الاسم الموصول (الذي) وصلته الفعلية أو الاسمية،  وهذا  التركيب قد استعمله الرسول 6 من قبل،  لكننا نقول: ان كتب النحاة التي عرضت أسلوب القسم  لم تذكر هذا التركيب بعينه، على الرغم من كثرته  في أحاديث الرسول،  وكلام الإمام 7.
  8. ورد القسم بنوعيه في النهج،  فقد ورد  ظاهرا، وورد محذوفا وقد دل عليه دليل،  فالقسم الذي دل عليه (اللام والنون في المضارع ) ورد في أربعة مواضع،  والقسم الذي دل عليه (لقد) وحده ورد في ستة  وثلاثين موضعاً، والقسم الذي دل عليه (لئن)  ورد في أربعة عشر موضعا، وباقي مواضع القسم  - كلها  - كان القسم فيها ظاهرا.
  9. كانت جملة جواب القسم في كلام الإمام  7 قسمين اسمية وفعلية،  وقد وردت الاسمية المثبتة المصدرة  باللام في عشرة مواضع،  والمصدرة بـ (ان) و اللام   في خبرها في ثمانية،  والمصدرة بـ (ان) مخففة في موضع واحد فقط،  أما المنفية فقد وردت في ثلاثة مواضع وكان النفي بـ (ما) فقط،أما الفعلية فقد وردت ماضية ومضارعية.

فالماضية  المثبتة وردت مصدرة بـ (لقد) في سبعة وخمسين موضعا، وهذا كاف للرد على سيبويه القائل بان جواب الماضي باللام فقط.

ووردت مصدرة  باللام فقط في خمسة عشر موضعاً.

أما الماضية  المنفية فقد وردت في تسعة وعشرين موضعاً وكان النفي بـ (ما) فقط.

أما المضارعية المثبتة،  فقد وردت باللام والنون  في  اثنين وثلاثين موضعا. أما المنفية فقد وردت في ثمانية  مواضع منفية بـ (ما)،  ووردت في سبعة مواضع منفية بـ (لا).

أما جواب قسم الطلب فقد ورد في موضع واحد مصدر بـ (ان).

  1. تقدم القسم على الشرط في كلام الإمام في نهج البلاغة في اثنين وأربعين موضعا،  وكان الجواب فيها للقسم، إلا في سبعة مواضع، كان الجواب فيها للشرط  وهذا  - في رأيي - رد قاطع على من وصف هذا بالشاذ أو الضرورة أو احتمالية التأويل، بل وحتى من وصفها بالقلة. ولم يتقدم الشرط على القسم إلا في موضع  واحد.
  2. ورد الحذف في كلام الإمام في النهج بأكثر طرقه،  فحذف  خبر المبتدأ في المقسم به، وحذف المقسم به، وحذفت جملة القسم بأسرها،      و حذف المقسم عليه  أيضا.
  3. يمكن لنا ان نصف أسلوب القسم في كلامه 7 بالتنوع في التراكيب والصياغة ؛ فوردت أكثر حروف القسم  شيوعا،  ووردت طائفة من ألفاظ القسم، وورد القسم جملة فعلية وجملة اسمية،  وورد المقسم به بأشكال متنوعة أيضا،  فضلا عن ورود القسم بنوعيه من حيث الذكر والحذف،  ومن حيث الأخبار والطلب.
  4. يمكن لنا -أيضا -ان نصف أسلوب القسم في النهج بالكثرة، وهذا مرتبط بموضوعات الخطب أيضا،والكتب التي يرسلها الإمام 7. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
  5. احتوى البحث على إحصاء دقيق لأسلوبه 7 في القسم، ويمكن ان يفتح هذا الإحصاء المنافذ أمام الكثير من الدراسات الأسلوبية في نهج البلاغة وفي موضوع القسم في قابل الأيام.

المصادر والمراجع

  • القران الكريم.
  • الأساليب الإنشائية في النحو العربي،  عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت لبنان.
  • أسرار العربية،    عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الانباري ت577هـ، دراسة وتحقيق محمد حسين شمس الدين، منشورات محمد على بيضون، دار الكتب العلمية،بيروت لبنان، ط 1،1997م.
  • أسرار النحو، شمس الدين احمد بن سليمان المعروف بابن كمال باشا، تحقيق د.احمد حسن حامد، منشورات دار الفكر،عمان.
  • إعراب ثلاثين سورة من القران الكريم،  أبي عبد الله الحسين بن احمد المعروف بابن خالويه ت 370هـ، دار التربية.
  • أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام ت 761هـ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، منشورات  سيد الشهداء، مطبعة السعادة، مصر، ط 5، 1967.
  • البرهان في  علوم القران، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ، خرج حديثه وقدم له وعلق عليه:مصطفى عبد القادر عطا،   دار الفكر،  بيروت، 2004م.
  • البهجة المرضية في شرح الألفية جلال الدين السيوطي ت 911هـ، تحقيق: نقي منفرد، مؤسسة بوستان كتاب قم، مطبعة قدس، ط2، 1424ق,1382ش.
  • تاج اللغة وصحاح العربية،  أبو نصر  إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي  ت398  هـ، اعتنى بها مكتب التحقيق بدار إحياء التراث العربي،  دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، ط4،  2005.
  • التراكيب اللغوية في العربية دراسة وصفية تطبيقية، هادي نهر، مطبعة الإرشاد، بغداد 1987.
  • الجنى الداني في حروف المعاني،  الحسن  بن  قاسم  المرادي ت 749 هـ، تحقيق:  فخر الدين قباوة  والأستاذ محمد نديم  فاضل،  منشورات محمد على بيضون، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط1،1992م.
  • الخصائص،  أبو الفتح عثمان  بن جني ت 392 هـ، تحقيق محمد علي النجار،  عالم الكتب. بيروت  - لبنان، ط 1،  2006م.
  • شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، بهاء الدين عبد الله بن عقيل ت 769 هـ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، منشورات ناصر خسرو،  مطبعة أمير، ط 8،  1425هـ
  • شرح الرضي على الكافية،  رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي  ت 686 هـ، تصحيح وتعليق يوسف حسن عمر، جامعة قارنيوس،1978 م.
  • شرح الاشموني على ألفيه ابن مالك، أبو الحسن نور الدين علي بن محمد بن عيسى  الاشموني ت 900 هـ، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه حسن محمد، إشراف د.إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط 1،1998م.
  • شرح المفصل، يعيش بن علي بن  بعيش  ت 643 هـ، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، د.ت
  • صحيح البخاري،محمد بن إسماعيل ت 256، المجلد الرابع،  منشورات محمد على بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،  ط1, 1998م.
  • العين (ترتيب)، الخليل بن احمد الفراهيدي ت175هـ،تحقيق        د. مهدي المخزومي و  د. إبراهيم السامرائي، تصحيح: اسعد الطيب.منشورات أسوة،  مطبعة أسوة، ط2،1425 هـ.ق.
  • الكتاب،  أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه ت 180 هـ،  تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون،  مكتبة الخانجي، القاهرة، مطبعة المدني، 1992م.
  • لسان العرب، ابن منظور محمد بن مكرم بن علي بن احمد الأنصاري  ت711 هـ، تحقيق عامر احمد حيدر، راجعه عبد المنعم خليل إبراهيم، منشورات محمد على بيضون، دار الكتب العلمية،  بيروت لبنان، ط1، 2003 م.
  • معاني القران، أبو الحسن سعيد بن مسعدة  الاخفش ت 215 هـ، تحقيق د. عبد الأمير الورد، عالم الكتب بيروت، ط1، 1985م.
  • معاني النحو، د. فاضل صالح السامرائي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، ساعدت جامعة بغداد على نشرة، تسلسل التعضيد (2) للعام  1990 م.
  • مغني اللبيب عن كتب الاعاريب، جمال الدين ابن هشام الأنصاري ت 761 هـ، قدم له ووضع حواشيه وفهارسه حسن محمد، اشرف عليه وراجعه د. إميل بديع يعقوب، منشورات محمد على بيضون، دار الكتب، بيروت - لبنان، ط1، 1998  م.
  • المفصل في صنعة الإعراب، الزمخشري ت 538هـ، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه  د. إميل بديع يعقوب، منشورات  محمد على بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط1، 1999م.
  • مقاييس اللغة، أبو الحسن احمد بن فارس   ت395هـ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، الدار الإسلامية، 1990م
  • المقتضب، أبو العباس محمد بن يزيد المبرد ت285هـ، تحقيق حسن حمد، مراجعة   د. إميل بديع يعقوب, منشورات محمد على بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط1،1999م
  • النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة  اللغوية المتجددة، عباس حسن، انتشارات ناصر خسرو, قم.
  • نهج البلاغة، اختيار الشريف الرضي من كلام سيدنا أمير المؤمنين 7، شرح محمد عبده، خرج مصادره   الشيخ حسين الاعلمي، نصايح، بغداد، شارع المتنبي، دار الكتاب العربي، 2004م.
  • همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، جلال الدين السيوطي ت 911هـ تحقيق: احمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت  - لبنان  ط2،2006 م.
 

[1]- ينظر: معاني الحروف: 143.

[2]- ينظر: مغنى اللبيب: 1/529.

[3]- ينظر: شرح الرضي: 4/47- 48  فهرس  الأحاديث والآثار والأمثال.

[4]- ينظر: الجنى الداني في حروف المعاني: 49.

[5]- ينظر: الشعر والشعراء: 1/ 719، ومراتب النحويين:24، والأغاني: 2 / 303.

[6]- نهج البلاغة: 22 - 23.

[7]- معجم  مقاييس  اللغة: 5/86، وينظر: لسان العرب: 12/ 565

[8]- لسان  العرب:12/565

[9]- شرح جمل الزجاجي: 1/544.

[10]- الاساليب الانشائية في النحو العربي: 166، والتراكيب اللغوية في العربية: 238.

[11]- ينظر:  الاساليب الانشائية في النحو العربي:165.

[12]- ينظر: التراكيب اللغوية في العربية: 238.

[13]- الكتاب: 3 / 104.

[14]- المصدر نفسه: 3 /105 -106.

[15]- شرح جمل الزجاجي: 1 / 546.

[16]- ينظر: المفصل في صنعة الاعراب: 456.

[17]- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: 2/ 391.

[18]- ينظر: الاساليب الانشائية  في النحو العربي: 165.

[19]- ينظر: معاني النحو: 4 / 540.

[20]- ينظر:  التراكيب اللغوية في العربية: 238.

[21]- نهج البلاغة: 284.

[22]- المصدر نفسه: 331.

[23]- ينظر: الكتاب: 3/ 496 - 499، والمفصل في صنعة الاعراب: 454، وشرح  جمل الزجاجي:1/ 549، وشرح الرضي: 4 /300.

[24]- ينظر: اعراب ثلاثين سورة: 48.

[25]- ينظر: همع الهوامع  في شرح جمع الجوامع: 2/ 392.

[26]- المصدر نفسه: 2/ 395.

[27]- شرج جمل الزجاجي: 1 / 551.

[28]- ينظر: اسرار العربية: 148 - 149،  وينظر: شرح المفصل: 8/ 32 -33.

[29]- ينظر: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: 2 / 391.

[30]- ينظر: الكتاب:1/59.

[31]- المصدر نفسه: 3/497.

[32]- ينظر: المفصل في  صنعة الاعراب: 454.

[33]- نظر: الكتاب: 3/ 497.

[34]- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: 2 / 393.

[35]- ينظر: شرح الرضي: 4 /300.

[36]- ينظر: شرح المفصل: 8/35.

[37]- المصدر نفسه: 8/35.

[38]- ينظر: شرح جمل الزجاجي: 1/549.

[39]- نهج البلاغة: 61

[40]- المصدر نفسه:  620.

[41]- المصدر نفسه: 260.

[42]- ينظر: شرح المفصل: 9/ 93.

[43]- شرح جمل الزجاجي: 1/ 548 - 549.

[44]- الكتاب: 3/ 104.

[45]- المصدر نفسه: 3/497.

[46]- ينظر شرح المفصل: 9/90, وينظر: البرهان في علوم القران: 2/389.

[47]- ينظر: التراكيب اللغوية في العربية: 238.

[48]- ينظر: نهج البلاغة: 89  -  92.

[49]- ينظر: المصدر نفسه: 34 - 46.

[50]- ينظر: المصدر نفسه: 526  -  543.

[51]- ينظر: المصدر نفسه: 351 - 352.

[52]- ينظر: المصدر نفسه: 518 - 524.

[53]- العين (ترتيب): 1/101.

[54]- ينظر: اسرار النحو: 293.

[55]- نهج البلاغة: 51.

[56]- المصدر نفسه: 317- 318.

[57]- المصدر نفسه: 508.

[58]- المصدر نفسه: 691.

[59]- ينظر:  شرح المفصل: 9/91.

[60]- ينظر: المصدر نفسه:  9 / 91.

[61]- ينظر: المصدر نفسه:  9 / 91.

[62]- نهج البلاغة: 77.

[63]- المصدر نفسه: 323.

[64]- المصدر نفسه: 129.

[65]- المصدر نفسه: 84.

[66]- المصدر نفسه: 397.

[67]- المصدر نفسه: 505.

[68]- المصدر نفسه: 68.

[69]- المصدر نفسه:351.

[70]- المصدر نفسه: 210.

[71]- المصدر نفسه:266.

[72]- المصدر نفسه: 319.

[73]- المصدر نفسه:  425.

[74]- المصدر نفسه: 681.

[75]- المصدر نفسه: 691.

[76]- ينظر: صحيح البخاري: 4/ 238، 239.

[77]- نهج البلاغة:    598 -599.

[78]- شرح المفصل: 9/ 94.

[79]- ينظر: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع:2/391.

[80]- ينظر: شرح المفصل: 9/ 94 - 95.

[81]- الكتاب: 3/ 106.

[82]- معاني القران:2/ 476.

[83]- مغني اللبيب: 2/430.

[84]- نهج البلاغة: 654.

[85]- المصدر نفسه: 217.

[86]- المصدر نفسه: 618.

[87]- شرح جمل الزجاجي:1/549.

[88]- ينظر المقتضب: 1/ 600, وشرح جمل الزجاجي: 1/ 544

[89]- شرح  المفصل: 9/ 96.

[90]- ينظر: المقتضب: 1 / 600، وشرح المفصل:9/ 97، وشرح جمل الزجاجي: 1/ 553.

[91]- ينظر: شرح الرضي: 4/ 308.

[92]- ينظر: النحو الوافي: 4/ 452.

[93]- ينظر: شرح  المفصل: 9/ 97.

[94]- ينظر: شرح الرضي: 4 / 309.

[95]- الكتاب: 3/ 105.

[96]- ينظر: المقتضب:  1/ 600.

[97]- ينظر: المصدر نفسه: 1/ 602.

[98]- ينظر: شرح المفصل: 9/ 96.

[99]- ينظر: شرح  جمل الزجاجي: 1/ 554.

[100]- ينظر: المصدر نفسه: 1/ 554.

[101]- ينظر: شرح الرضي: 4/313.

[102]- ينظر: المصدر نفسه: 4/313.

[103]- ينظر: شرح  المفصل:9/ 97، وشرح جمل الزجاجي: 1/ 553 

[104]- ينظر: شرح الرضي : 4/ 456.

[105]- ينظر: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: 2 /401 والنحو الوافي:4/452.

[106]- ينظر: شرح الرضي: 4/314.

[107]- الكتاب: 3/ 104.

[108]- شرح المفضل: 9/96.

[109]- ينظر: شرح الرضي: 4/ 311.

[110]- ينظر: المصدر نفسه: 4/311 - 312.

[111]- شرح الرضي: 4 / 312.

[112]- الكتاب: 3/ 105.

[113]- ينظر: المقتضب: 1 / 600، و شرح المفصل: 9/ 97.

[114]- ينظر: شرح جمل الزجاجي: 1/ 554.

[115]- ينظر: المصدر نفسه: 1/554.

[116]- ينظر: شرح الرضي: 4/312.

[117]- ينظر: الاساليب الانشائية في النحو العربي: 167.

[118]- نهج البلاغة: 269.

[119]- المصدر نفسه:106.

[120]- المصدر نفسه: 222.

[121]- المصدر نفسه: 103.

[122]- المصدر نفسه: 432.

[123]- المصدر نفسه: 522.

[124]- المصدر نفسه: 67.

[125]- المصدر نفسه: 69، و جاء في تاج اللغة و صحاح العربية ((ما عصيته و شمة ً، اي كلمة)):5/1659.

[126]- نهج البلاغة: 216.

[127]- المصدر نفسه: 128.

[128]- المصدر نفسه: 563.

[129]- المصدر نفسه: 331.

[130]- الكتاب: 3/84.

[131]- المصدر نفسه: 3/84.

[132]- ينظر: شرح جمل الزجاجي: 1/556.

[133]- شرح ا بن عقيل: 2/383.

[134]- شرح الرضي: 4/459.

[135]- ينظر: شرح الرضي: 4/457، و اوضح المسالك الى الفية ابن مالك: 4/219، وشرح الاشموني على الفية ابن مالك: 3/275، والبهجة المرضية في شرح الالفية: 510.

[136]- شرح الرضي: 4/ 457.

[137]- أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك: 4/219 

[138]- شرح الاشموني على ألفية ابن مالك: 3 /275.

[139]- نهج البلاغة: 129.

[140]- المصدر نفسه: 263.

[141]- المصدر نفسه: 80

[142]- المصدر نفسه: 80.

[143]- المصدر نفسه: 215.

[144]- المصدر نفسه: 69.

[145]- المصدر نفسه: 348.

[146]- المصدر نفسه: 268.

[147]- المصدر نفسه: 561.

[148]- ينظر: شرح الرضي: 4/459.

[149]- المصدر نفسه: 4/459.

[150]- نهج البلاغة: 106.

[151]- ينظر: مغني اللبيب: 1/120.

[152]- الكتاب: 3/84.

[153]- ينظر: شرح الرضي: 4/459  - 461.

[154]- نهج البلاغة: 605.

[155]- ينظر: شرح المفصل: 9/93.

[156]- شرح جمل الزجاجي: 1/557.

[157]- ينظر: شرح الرضي: 4/316.

[158]- الخصائص: 271.

[159]- نهج البلاغة: 96.

[160]- المصدر نفسه: 106.

[161]- المصدر نفسه: 106.

[162]- المصدر نفسه: 92.

[163]- المصدر نفسه: 319.