تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في سوريا والعراق من أخطر الجرائم التي أرتكبت في العالم بعد فترة الربيع العربي الذي دمر معظم الدول التي حلَّ بها؛ وصار خريف الفتن والقتل وارتكاب أبشع الجرائم الدولية، فقد ارتكبت هذه الجماعات مجازر كبيرة بحق الشعبين العراقي والسوري راح ضحيتها آلاف القتلى، إضافة إلى تدمير البنى التحتية وسرقة أموال الدولة والاثار وغير ذلك.

أن هذه المجاميع الإرهابية التي قتلت واغتصبت آلاف الأبرياء، وسرقت ودمرت المناطق التي سيطرت عليها، ما زالت بعيدة عن المساءلة القانونية من قبل المحاكم التي يجب ان تكون أول من يتبنى ملاحقتها ومن ثم محاكمتها، ليس الداخلية فحسب، وإنما الدولية أيضاً، لأن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش تدخل ضمن الجرائم الدولية التي نصت عليها كل القوانين والاعراف الدولية. وعليه سنتناول في دراستنا الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في سوريا والعراق، ودور القضاء الداخلي والدولي في ملاحقة هذه الجماعات الإرهابية، وما لها من تأثير مباشر على الوضعي الحالي في منطقة الشرق الاوسط. وعليه سوف نقوم بتقسيم هذه الدراسة إلى مطلبين، الأول سنتناول فيه الجرائم الدولية التي ارتكبها داعش في سوريا ودور القضاء الداخلي والدولي بالنسبة لهذه الجرائم، أما الثاني فنتناول فيه الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق ودور القضاء الداخلي والدولي تجاه هذه الجرائم، إضافة إلى العوامل السياسة التي اضفت دورها على هذا الموضوع، ومن ثم نختم دراستنا بخاتمة نبين فيها أهم النتائج والتوصيات.