2010/09/27

تفتح المؤسسات التربوية والتعليمية العراقية ، وجامعة أهل البيت عليهم السلام منها طبعا ، ذراعي مودتها لاحتضان أبنائها من الطلبة الأعزاء في عام دراسي جديد ، نتمنى أن يكون ، كالأعوام التي سبقته مكللاً بالنجاح والتوفيق .. ولا يتحقق هذا الهدف الكبير بغير الجد والمثابرة والإصرار على طريق التحصيل العلمي ، على رغم ما يعصف بالمجتمع من مشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية . إن مستقبل هذا البلد العزيز يبدأ في مؤسساته التربوية ، لان الأجيال الجديدة تبدأ منها مسيرتها  باتجاه الغد،فإذا ما ابتعدت هذه المؤسسات عن الصراعات الفكرية والسياسية فإنها ستؤتي اكلها على أحسن ما يكون وسترفد المجتمع بالعناصر الكفوءة المؤهلة للأخذ بيده نحو شاطئ الأمان والسلام ، ولقد حرصت جامعة أهل البيت عليهم السلام طيلة السنوات السابقة على جعل أروقتها ساحة علم ومعرفة تحترم الجميع ،وتكن الود لأطياف الشعب العراقي جميعاً، ولكنها لاتنتمي لغير العراق العربي المسلم الذي يتدفق عطاؤه للجميع ،لان الجميع هم أبناؤه... وهكذا هو الإسلام الذي بعث الله به نبي الإنسانية سيد الكائنات حبيبنا محمداً صلى الله عليه واله وسلم إلى الناس كافة: أسودهم وأبيضهم ..غنيهم وفقيرهم ،لا فضل لأحدهم  على الأخر إلا بالتقوى وعمق الإيمان وصدق الانتماء .. قال تعالى في محكم كتابه العزيز : ( ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم، إن الله عليم خبير ) (الحجرات :13 ) من هذا المنطلق فإننا نحرص في جامعة أهل البيت عليهم السلام على أن نزرع في أبنائنا الإيمان بالله –سبحانه- والحب الصادق للوطن ،والانتماء الحقيقي لهذا الشعب الأصيل والعريق ، مع ما يتلقونه من علوم في التخصصات المفتوحة في كليات جامعتنا ، لأننا نؤمن إن العلم من غير هذه المبادئ التربوية والأخلاقية لايصنع الرجال القادرين على تحمل المسؤولية ، وان العلم المقترن بالأخلاق والإيمان إذا ما أنار قلب عبد كشف عنه ظلمات الضغائن والأحقاد وجعله ينبوع حب ووداد وهكذا تكون قلوب الأنبياء والأولياء عليهم السلام الذين يجب علينا أن نقتدي بهم ونهتدي بهديهم ( أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا قوماً ليسوا بها بكافرين ،أولئك الذين هدى الله بهداهم  اقتده   ...)(الأنعام :90)

ادعوا زملائي الأعزاء من التدريسيين الأفاضل الى مراعاة هذا الجانب وعدم إخلاء محاضراتهم العلمية من التوجيهات التربوية والأخلاقية المستمدة من القران الكريم ومن أحاديث سيد الكائنات نبي الرحمة صلى الله عليه واله  الكرام عليهم السلام..

وادعوا أبنائي الطلبة الأعزاء وهم يستقبلون عامهم الدراسي الجديد إلى  عدم تفويت فرصة في سبيل الاستزادة من العلم والاستكثار من المعرفة ، وان لايشغلون أنفسهم بما لأنفع فيه فان المستقبل بانتظارهم والوطن بحاجة إليهم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العلي العظيم

 

                                                                                                                                                                                                                                        رئاسة جامعة أهل البيت

 

العام الدراسي: 2011-2010