2010/04/25

بدات اليوم اعمال المؤتمر العلمي السنوي الرابع لكلية الشريعة الاسلامية في جامعة اهل البيتالذي يعقد تحت شعار (السياحة العلاجية و تقويض العنف الاجتماعي)

واستهل افتتاح المؤتمر بتلاوة أي من الذكر الحكيم وقف بعدها الحاضرون دقيقة واحدة لقراءة سورة الفاتحة  ترحما على الشهداء الابرار

 وقال الدكتور محسن القزويني مؤسس جامعة اهل البيت ان المؤتمر تضمن محاور عديدة منها السياحة العلاجية واثرها في الاستثمار السياحي  وتطوير مايخدم السياحة الدينية  والعلاجية ومحاور علوم القران  واضاف السيد القزويني ان جامعة اهل البيت سعت منذ تاسيسها الى نشر الوعي الديني وترصين البحث العلمي وتشجيع الباحثين اساتذة وطلابا من منتسبي كليتنا وجامعتنا او من خارجها لما في ذلك من توسيع النشاط العلمي والثقافي وتبادل الاراء والافكار

والقى عدد من المختصين في السياحة الدينية بحوثم التي تناولت مواضيع السياحة الدينية عامة والياحة الدينية في العراق خاصة

وحضر اعمال المؤتمر عدد من الشخصيات العلمية وعدد من المسؤوولين في محافظة كربلاء كما حضرها السيد رؤوف الانصاري الخبير بالهندسة المعمارية في لندن .

من بحوث المؤتمر:

مقومات السياحة العلاجية في محافظة كربلاء

الدكتور المهندس

رؤوف محمد علي الانصاري

مستشار في هيئة السياحة سابقاً

تمثل السياحة العلاجية احدى انواع السياحات المهمة في دول العالم المتقدمة سياحياً ، والهدف من هذا النوع من السياحة هو السفر والنقاهة و دخول المصحات المختلفة للعناية بالصحة ، أو ارتياد الاماكن التي تتمتع بخصائص شفائية معينة من اجل تحقيق الصحة الجسدية والنفسية والفكرية ، أو للعلاج من أمراض محددة .
 تُبيّن كافة المؤشرات أن محافظة كربلاء يمكن أن تصبح مقصداً مهماً للسياحة العلاجية الى جانب مركزها الرائد والمتميز في السياحة الدينية، بسبب انتشار العديد من عيون المياه المعدنية ومياه الابار الكبريتية في أرجاءها، لاسيما ينابيع المياه المعدنية في مدينة عين التمر (شثاثة) المنتشرة وسط غابة من النخيل وأشجار الرمان والزيتون، وكذلك آبار المياه الكبريتية التي تم حفرها في السنوات الماضية لاغراض الدراسات على اعماق كبيرة ، وتقع على طريق كربلاء – النجف قرب خان النص ، وما زالت مياهها تتدفق ذاتياً الى الاراضي المجاورة ، والتي يمكن الاستفادة من مياه هذه العيون والابار في علاج بعض الامراض الجلدية المزمنة وأمراض المفاصل والعضلات والآلام الظهر وغيرها و خصوصاً لكبار السن.

هذا اضافة لما لهذه المحافظة من خواص طبيعية مميزة لما تحويه تربتها من رمالٍ صحراوية وواحات جميلة ، بالاضافة الى بيئتها الطبيعية وتراثها التاريخي والأثري والحركة البشرية المتزايدة ، نتيجة السياحة الدينية في هذه المدينة المقدسة. كل ذلك يعتبر من اهم خصائص ودعائم مقومات السياحية العلاجية في هذه المحافظة .

لكن ومع الاسف الشديد نرى بان استغلال هذه الينابيع والابار الموجودة في المحافظة لا يرقى الى المستوى المطلوب او معدوم كلياً، بسبب عدم قدرة قطاع السياحة للقيام بهذه المهمة نتيجة لعوامل عديدة منها عدم وجود كوادر مهنية سياحية متخصصة يعوّل عليها في هذا المجال، بالاضافة الى عدم الترويج لهذا النوع من السياحة ، لاسيما عن طريق اقامة الندوات والمؤتمرات واستخدام الاعلام المرئي والمسموع والانترنت واقامة المعارض الداخلية والخارجية والمشاركة في المؤتمرات العربية والاسلامية والدولية للتعريف بالمواقع التي من الممكن أن تستثمر في مجال السياحة العلاجية .

وتُعد هذه الندوة التي  تقيمها جامعة أهل البيت (ع) في مدينة كربلاء المقدسة هي بداية طيبة ومشجعة نحو التعريف بأهمية السياحة العلاجية ودورها في تحقيق النمو الاقتصادي في هذه المحافظة .

لذلك ندرك تماماً ضرورة انشاء وحدات ارشادية طبية علاجية متخصصة بالسياحة العلاجية في محافظة كربلاء ، خصوصاً في المواقع التي تنتشر فيها عيون المياه المعدنية ومياه الآبار الكبريتية ، وذلك لتحقق الفائدة القصوى من هذه المرافق السياحية والعلاجية ، تقوم بمهام الارشاد والتوعية واتباع طرق العلاج المختلفة وبالاستفادة من المصادر الطبيعية المتوفرة في هذه المواقع والتي سوف يؤمها السياح والزوار لأغراض العلاج ، والعمل على تنميتها وتطويرها .

لذا يجب وضع دراسات للمواقع التي تنتشر فيها عيون المياه المعدنية ومياه الآبار الكبريتية ، الهدف منها اعداد مشروعات يتم تجهيزها بناءاً على رغبة هيئة الاستثمار بالتعاون مع المؤسسات المعنية كدوائر الصحة والسياحة والبلدية في المحافظة ، وفسح المجال للمستثمرين لانشاء مشاريع صحية وسياحية في تلك المواقع ، وكذلك دراسة الاسواق وتحديد الاحتياجات ، واعداد قاعدة للبيانات لتقدير الاعداد الوافدة في المستقبل لغرض العلاج والتمتع بهذه المواقع ومرافقها السياحية ، واقامة بعض المشاريع من قبل المستثمرين كالمنشآت الصحية  والعلاجية ، وتقديم كافة التسهيلات لهذا النوع من المشاريع ، والتنسيق بين كافة الادارات المختصة في هذا المجال.

ومن الممكن أن يتم العمل في المستقبل لتقديم الخدمة العلاجية خصوصاً في المواقع التي تنتشر فيها ينابيع المياه المعدنية ومياه الآبار الكبريتية من خلال المحاور التالية :

اولاً : انشاء وحدة طبية علاجية متكاملة ولها فروع في المواقع التي تنتشر فيها مياه الينابيع المعدنية ومياه والآبار الكبريتية بالاضافة الى اقامة المصحات والمرافق السياحية الملحقة بها كالفنادق والمراكز الصحية الخاصة بهذا العلاج .

ثانياً : تهيئة العناصر البشرية وتطويرها من خلال التدريب المستمر لتكتسب المهارات الحديثة والمتجددة على أيدي خبراء متخصصين في مجال السياحة العلاجية ، وتطوير وتحسين الجانب الاداري والمالي للعاملين في هذا القطاع الحيوي ، والتنسيق مع الكليات والمعاهد السياحية لتخريج كوادر متخصصة في هذا المجال .

ثالثاً : البحث عن مصادر للتمويل اللازم خصوصاً في مجال الاستثمار لتشييد المباني الصحية المتخصصة بالعلاج مع المرافق السياحية والخدمية الملحقة بها ، مع تقديم الخدمة الصحية المميزة وباسعار مناسبة .

رابعاً : غلق الآبار الارتوازية التي تم حفرها في السنوات الاخيرة في مدينة عين التمر، والتي لم يستفاد الا العدد القليل منها، اذ تسببت في شحة تدفق مياه العيون المعدنية وتبذير في المخزون المائي للمياه الجوفية في هذه المنطقة.

خامساً : تنفيذ المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية في مواقع مياه العيون المعدنية ومياه الآبار الكبريتية، كخطوط الكهرباء والاتصالات وشبكات المياه الصافية ومجاري الصرف الصحي واحاطة هذه المواقع بالمناطق الخضراء .

سادساً : اقامة الطرق المبلطة والحديثة المؤدية الى مواقع مياه العيون المعدنية ومياه الآبار الكبريتية والمضخات والمرافق العلاجية والسياحية التي ستنشأ في هذه المواقع ، وتوفير وسائط النقل والمواصلات الحديثة اللازمة لذلك .

وفي الختام نأمل أن تتحقق الاهداف المرجوة من اقامة هذه الندوة لارساء قاعدة متينة للسياحة العلاجية في محافظة كربلاء.

العام الدراسي: 2010-2009