محاضرات أصول فقه - المحاضرة 28 - تشخيص الظهور
تشخيص الظهور
بعد أن تبيّنا حجيّة ظهورات الألفاظ ، والمرجع في تشخيصها ننتقل هنا إلى محاولة تعرف طرق تشخيص ظهورات الألفاظ ليهيئ الباحث منها في مجال التطبيقات العلميّة صغريات في قياس الإستدلال لكبرى أصالة الظهور .
ويرتّب هذا وفق الشكل الأوّل من القياس المنطقي كالتالي :
هذا اللفظ ظاهر في هذا المعنى + وكلّ ظاهر لفظي هو حجّة = إذن فهذاحجّة .
ولنأخذ مثالاً صيغة فعل الأمر المصطلح عليها اُصوليّاً ب ( صيغة افعل ) ، فانّنا إذا أثبتنا ظهورها في الوجوب أو ثبت لدينا بإحدى الوسائل والطرق المقرّرة أنّها تدلّ على الوجوب ، أي أنّها ظاهرة في دلالتها علىالوجوب نقول :
صيغة افعل ظاهرة في الوجوب + وكلّ ظاهر حجّة = إذن فصيغة افعل حجّة .
وفي عالم الشرعيّات ننتقل لتطبيق هذا على المفردات الشرعيّة فنقول- مثلاً - :
( صل ) فعل أمر + وكلّ فعل أمر ظاهر في الوجوب = إذن ، فصل ظاهر في الوجوب .
ثمّ نطبّق عليه كليّة الظهور لكي نصل إلى النتيجة المطلوبة فنقول :
فصلّ ظاهر في الوجوب + وكلّ ظاهر حجّة = إذن ، فصلّ حجّة ..
وهكذا.
وتشخيص الظهور يتحقّق في مجالين ، هما :
1 - معرفة المعنى الموضوع له اللفظ ، أو قل : معرفة المعنى الحقيقي للفظ عندما يكون المتكلّم يريد المعنى الحقيقي من استعماله اللفظ وعندما يكون للفظ معنى حقيقي واحد .
2 - معرفة القرينة :
أ - القرينة الصارفة للفظ عن دلالته على المعنى الحقيقي إلى الدلالة على المعنى المجازي عندما يريد المتكلّم المعنى المجازي.
ب - أو القرينة المعيّنة للمعنى المراد للمتكلّم إذا كان اللفظ يدلّ علىأكثر من معنى كما في الألفاظ المشتركة .
فإذا عرف الباحث أو الفقيه المعنى المقصود للمتكلّم سواء كان ذلك عنط ريق معرفته للوضع أو عن طريق معرفته للقرينة المعيّنة أو القرينة الصارفة يكون قد وصل في النتيجة إلى المطلوب .
وإذا شكّ المتلّقي في شيء من ذلك ( في المعنى الموضوع له ، أو فيوجود القرينة ) فهناك طرق ذكرها الاُصوليون للوصول إلى ذلك أهمّها :
1 - أن يقوم الباحث نفسه بتتبّع استعمالات أهل اللغة ، ويعمل فكره مجتهداً في معرفة ذلك إذا كان لديه الوسائل العلميّة التي تساعده على ذلك بأن كان من أهل الخبرة باللغة .
مثال ذلك من اللغة العربية :
ذكر في لغتنا العربية انّ كلمة ( قرء ) من الأضداد أي انّها من المشتركاللفظي ، وهي مشترك بين الحيض والطهر.
وقد وردت الكلمة بصيغة الجمع في آية المطلّقات ( والمطلّقات يتربّصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء ) ، ولم تنصب مع اللفظ القرآني قرينة معيّنة لأحد معنيي القرء .
وهنا لو أراد المتلّقي أن يسلك طريق الاجتهاد اللغوي لمعرفة المراد من القروء في الآية الكريمة فأمامه قولان في المسألة ، ومع كلّ قول دليله ،وهما :
1 - قول أبي عبيد ، وهو أنّ الاقراء مشترك لفظي بين الحيض والطهر ،نقل عنه ابن منظور في ( لسان العرب ) أنّه قال : (( الاقراء : الحيض ، والاقراء : الاطهار ، وقد أقرأت المرأة ، في الأمرين جميعاً ، وأصله من دنو وقت الشيء)).
وإليه ذهب الإمام الشافعي حيث نقل عنه في ( لسان العرب) أنّه قال : ((القرء : اسم للوقت ، فلمّا كان الحيض يجيئ لوقت ، والطهر يجيئ لوقت ، جاز أن يكون الاقراء حيضاً وأطهاراً )) .
واستدلّ على أنّ المراد به في آية المطلّقات الأطهار ، بالسنّة ، قال : (( ودلّت سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الله عزّوجلّ أراد بقوله : ( والمطلّقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) الأطهار ، وذلك ان ابن عمر لمّاطلّق امرأته ، وهي حائض ، فاستفتى عمررضي الله عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ما فعل ، فقال : مره فليراجعها ، فإذا طهرت فليطلّقها ، فتلك العدّة التي أمر الله تعالى أن يطلّق لها النساء )) .
2 - قول أبي إسحاق ، وهو أنّ القرء هو الطهر ، نقله عنه ابن منظور في(اللسان)، قال : (( قال أبو اسحاق : الذي عندي في حقيقة هذا : أن القرء - في اللغة - الجمع ، وأن قولهم (قريت الماء في الحوض ) - وان كان قد ألزم الياء -فهو جمعت ، و (قرأت القرآن ) لفظت به مجموعاً ، و ( القرء يقري ) أي يجمعما يأكل في فيه ، فانما القرء : اجتماع الدّم في الرّحم ، وذلك انما يكون فيالطهر .
وصحّ عن عائشة وابن عمر (رض) أنّهما قالا : ( الاقراء والقروء :الاطهار).
وحقّق هذا اللفظ من كلام العرب قول الأعشى :
لما ضاع فيه من قروء نسائكا
فالقروء - هنا - الاطهار لا الحيض لأنّ النساء إنّما يؤتين في إطهارهن لافي حيضهنّ ، فإنّما ضاع بغيبته عنهن إطهارهنّ )).
ونقل ابن منظور عن الأزهري قوله : ( وأهل العراق يقولون : القرء الحيض ، وحجتّهم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( ( دعي الصلاة أيّام اقرائك ) أي أيّام حيضك )) .
والعمل الذي يقوم به الباحث هنا هو تجميع اجتهادات اللغويين في أقوالهم وأدلّتها ، والقاء نظرة اجتهادية متأنّية وفاحصة ، ينتهي إلى نتيجة يكشف من خلالها عن المعنى المقصود في الآية الكريمة .
ومثال آخر : هو ما سلكه اُستاذنا الشيخ المظفّر في كتابه ( اُصول الفقه )تحت عنوان ( مادّة الأمر ) لبيان أنّ كلمة (أمر ( لفظ مشترك بين الطلب والشيء مستدلاً باختلاف الاشتقاق واختلاف الجمع ، قال : (( والدليل علىأنّ لفظ الأمر مشترك بين معنيين : الطلب والشيء ، لا أنّه موضوع للجامع بينهما.
أ - أنّ الأمر بمعنى الطلب يصحّ الاشتقاق منه ، ولا يصحّ الاشتقاق منه بمعنى الشيء ، والاختلاف بالاشتقاق وعدمه دليل على تعدّد الوضع.
ب - انّ الأمر بمعنى الطلب يجمع على ( أوامر ) وبمعنى الشيء على( اُمور ) ، واختلاف الجمع في المعنيين دليل على تعدّد الوضع )) .
1 - ان يرجع المتلقي الى علامات الحقيقة كالتبادر وصحة الحمل وعدم السلب ، فما تثبته الحقيقة هو المعنى الحقيقي ، أي الموضوع له .
2 - أن يرجع الباحث إلى أقوال علماء اللغة في معاجمهم وغيرها من كتبهم اللغوية والأدبية .
وهنا أثار الاُصوليون مسألة صحّة الاحتجاج بقول اللغوي وعدمها تحت عنوان ( حجيّة قول اللغوي ) .
- ( حجيّة قول اللغوي ) :
وتمهيداً للموضوع لابدّ من تناول النقاط التالية :
- تعريف اللغوي .
- هل اللغوي خبير أو راوٍ .
- منهج اللغويين في البحث والتأليف .
- حقيقة الوضع.
- تعريف اللغوي :
اللغوي نسبة إلى اللغة ، لتعامله معها في البحث والتأليف أو في التأليف فقط .
هذا التنويع للتعامل : تعامل في البحث والتأليف ، وتعامل في التأليف فقط ، مستفاد من واقع عمل اللغويين باعتبارهم لغويين يتعاملون مع اللغة ، وذلك انّ من اللغويين من هو عالم باللغة يتعامل معها من خلال مفاهيمها وقواعدها وملابساتهما ، وانّ من اللغويين من هو جماع فقط يتعامل مع اللغة في تأليف المعجم عن طريق تجميع مادّة المعجم من أقوال وكتب الآخرين دونما اخضاعها للبحث أو النقد .
فالأوّل - وهو عالم اللغة - يصنّف - على رأي الاُصوليين - في عداد ذوي الخبرة والاختصاص .
ويبدو من استخدامات الاُصوليين لكلمتي ( خبير ) و ( خبرة ) أنّهم يريدون بالخبير : العالم بالعلوم الاُخرى غير الشرعيّة ، ويعمّمونه لصاحب المهنة والحرفة .
وفي المعجم العربي يعرف الخبير بالعالم.
ويقول المعجم أيضاً : ذو الخبرة : الذي يخبر الشيء بعمله .. والخبير : هو العالم بالشيء بعد مزاولة وممارسة .
وأصحاب الخبرة : هم الذين مارسوا الشيء بأنفسهم فعرفوه معرفةتامّة .
والخبرة : معرفة الشيء مباشرةً .
يقول السيّد عبدالكريم علي خان في كتابه ( الخمس (1) ) : (( انّ اعتبار قول اللغوي وحجيّته إنّما هو من حيث خبرويته بما يحيط به خبراً كما هو شأن كلّ خبير في ما هو خبير به )).
وهذا - كما ترى - لا يشمل كلّ لغوي ، وإنّما يختصّ باللغوي العالم (الخبير ( ، ولا يعمّ اللغوي الجماع.
ومن طرف آخر نصّ بعضهم على أنّ اللغوي جماع فقط ، فقد جاء في(المنتقى ) :(( انّ اللغوي شأنه ضبط موارد الاستعمال ، وهي غير متوقفةعلى الحدس والنظر ، بل تتوقف على الحس ، لم يكن من أهل الخبرة. نعمتشخيص الموضوع له ، يحتاج إلى أعمال نظر وحدس ولكنّه ليس شأناللغوي )) .
وهذا يعني أنّ الاُصوليين لم يلحظوا الفرق بين اللغوي العالم والآخرالجماع .
ومن هنا رأيت أنه لابد من بيان هذا الفرق بين اللغوي واللغوي الجماع، لما سيترتب على هذا من آثار علميّة نظريّة وتطبيقيّة.
والثاني - وهو الجماع - يصنّف في عداد النقلة والرواة .
ومن الصنف الأوّل من مؤلّفي المعاجم المطبوعة :
- الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت 175هـ ) له : معجم ( العين ) .
- أبو زيد الأنصاري ( ت 215هـ ( له : كتاب ) نوادر اللغة ) .
- ابن السكيت ( ت 244هـ )له : كتاب ( إصلاح المنطق ) .
- ابن دريد ( ت 321هـ ) له : معجم ( جمهرة اللغة ).
- أبو علي القالي ( ت 356هـ ) له : معجم ( البارع في اللغة ) .
- أبو منصور الأزهري ( ت 370هـ ( له : معجم ( تهذيب اللغة ) .
- أبو نصر الجوهري ( ت 393هـ ) له : معجم ( الصحاح : تاج اللغةوصحاح العربية ).
- ابن فارس ( ت 395هـ ) له : المعاجم التالية : ( مجمل اللغة ) و (مقاييس اللغة ) و ( متخيّر الألفاظ ) وهو معجم معاني.
- أبو هلال العسكري ( ت 395هـ ) له : معجم ( التخليص في معرفة أسماء الأشياء ) وهو معجم معاني .
- أبو منصور الثعالبي ( ت 429هـ ) له : معجم ( فقه اللغة وسرّ العربية )وهو معجم معاني .
- ابن سيده ( ت 458هـ ) ، له : معجم ( المحكم والمحيط الأعظم في اللغة )وهو معجم ألفاظ و ( المخصّص ) وهو معجم معاني.
- عيسى بن إبراهيم الربعي ( ت 480هـ ) له : معجم ( نظام الغريب ) فيغريب اللغة .
- جار الله الزمخشري ( ت 538هـ ) ، له : معجم ( أساس البلاغة ) .
- أبو منصور الجواليقي ( ت 540هـ ) له : ( المعرب من الكلام الأعجمي ).
- محمود تيمور ( ت 1393هـ ) له : ( معجم الحضارة ).
- عبدالله العلائلي ( ت 1417هـ ) له : معجم ( المرجع ) و ( المعجم ) .
- مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، له : ( المعجم الوسيط ) و ( المعجمالكبير ) طبع منه حتّى الآن ثلاثة مجلّدات .
ومن الصنف الثاني من مؤلّفي المعاجم المطبوعة :
- ابن منظور ( ت 711هـ ) له : ( لسان العرب ) ، ألّفه بهدف استقصاء مفردات اللغة العربية ، فضمنّه 80000 مادّة جمعها من الكتب التالية : التهذيب للأزهري ، والمحكم لابن سيده ، والصحاح للجوهري ، والحواشي لابن بري، والنهاية لابن الأثير.
- مجد الدين الفيروز آبادي ( ت 817هـ ) ، له ( القاموس المحيط ) ، أيضاً ألّفه بهدف استقصاء مفردات اللغة العربية ، فجمعها من : المحكم لابن سيده ، والعباب للصغاني ، وغيرهما ، ولكن على نحو الاختصار بحذف الشواهد.
وقال غير واحد من علماء المعجم انّ فيه أغلاطاً وأوهاماً وقصورا ًوتناقضاً وسوء ترتيب.
ولهذا ألّف عليه أكثر من كتّاب منها : ( الدرّ اللقيط في أغلاط القاموس المحيط ) لمحمّد بن مصطفى داود زاده ، و (الجاسوس على القاموس )لأحمد فارس الشدياق ( ت 1304هـ ) طبع بالجوائب سنة 1299ه ، و (تصحيح القاموس ( لأحمد تيمور باشا ) ت 1348هـ ( طبع بالسلفية في القاهرة سنة 1343ه ، و( ترتيب القاموس المحيط ( لطاهر أحمد الزاوي ،طبع بالاستقامة في القاهرة سنة 1959م.
- محمّد مرتضى الزبيدي ( ت 1205هـ ) له : ( تاج العروس ) .
- لويس معلوف ( ت 1365هـ ) له ( المنجد ).
والخ.
وتتنوّع المعاجم إلى ثلاثة أنواع :
1 - معاجم الألفاظ :
وهي تلك التي تعني بذكر الألفاظ المفردة وقرين كلّ لفظ ما له من معنى.
وهي قد تطيل بذكر المعاني والشواهد ، وقد تختصر بذكر المهمّ أوالمشهور فقط .. وما مرّ من معاجم هو منها .
2 - معاجم المعاني :
وهي التي تعني بذكر المعاني المتعدّدة والمتفاوتة للشيء الواحد ،مرتبة حسب أطواره وأحواله .. وأشير إلى شيء منها في ما تقدّم.
3 - معاجم الدلالة :
وهي التي تعني بتتبّع التطور الدلالي للألفاظ.
ومن أمثلة معاجم الدلالة :
- معجم أكسفور Oxford Dictionary ، وهو من أشهر المعاجم الانجليزية .
ومن أقدم المعاجم الانجليزية : ( معجم اللغة الانجليزية ) Language Dictioary of the english (للدكتور جونسون Dr. Johnsonصدرعام 1755م .
- وفي اللغة الفرنسية Dictionaire De lAcademie Francaise معجمالاكاديميّة الفرنسية ، وهو من أشهر المعجمات الفرنسيّة.
وأقدم معجم موسوعي فرنسي هو ( المجعم الجامع الكبير للقرن التاسع عشر ) dictionaire uni versel du xixem siecie Grond.
من وضع بيير لاروس Larousse ، نشر ما بين عامي 1876 - 1866م ،وهو من اُمّهات المعاجم الفرنسيّة ، ويعرف أيضاً ب ( معجم لاروس ).
- وفي اللغة الفارسية فأقدم معجم هو ( لغت فرس ) لأسدي طوسي ( ت465هـ ) .
وأحدث وأوسع معجم هو ( لغت نامه دهخدا ) لعلي أكبر دهخدا (ت1946م )، توفّي مؤلّفه قبل أن يتمّه فتبّنت جامعة طهران اكماله وصدر منه أكثر من مئة جزء.
ومن مهمات المعجمات الفارسيّة ( فرهنك فارسي ) للدكتور محمّد معين، ويعدّ هذا المعجم من المعاجم الدلالية.
ومن المعاجم المزدوجة الحديثة كتاب ( الألفاظ الفارسية المعرّبة ) للمطران أدي شير الكلداني الآشوري ( ت 133هـ ) .
- ( منهج اللغويين في البحث والتأليف ) :
اعتمد اللغويون في البحث والتأليف طريقتين ، هما :
1 - الاستقراء :
وهو محاولة استقصاء مفردات اللغة من المسموع والمكتوب والمنقول، ولكن دونما دراسة وبحث.
فقد يحفظ اللغوي الشيء الكثير الوفير من مواد اللغة عن ظهر قلب ،وقد يدوّن لغوي آخر الكم الجمّ في معجمه من غير بحث في التحقيق والتدقيق.
2 - الاستنتاج :
وهي أن يبحث اللغوي في المادة اللغوية محقّقاً ومؤصلاً ومفرّعاً.
وبتعبير آخر : الاستنتاج - هنا - يعني الاجتهاد العلمي ، وتقدّم ذكرشيء من اجتهادات اللغويين ومن أوضح أمثلة الاجتهادات عند العلماءالعرب ما ذكره ابن فارس في ( معجم مقاييس اللغة )من دلالات المواداللغوية على المعاني الجذرية المشتركة .
وعرف المنهج اللغوي - في اصطلاح لغويي العرب - بطريقتين ، هما :
1 - السماع عن فصحاء العرب.
وذلك امّا عن :
أ - طريق المشافهة.
ب - أو طريق الرواية.
2 - القياس على المسموع أو المروي من كلام العرب.
فالأوّل - أعني السماع - تشمله طريقة الاستقراء ، والثاني ، أي القياس -تشمله طريقة الاستنتاج ( الاجتهاد ).
وعني اللغويون العرب باللهجات العربية فجمعوا الشارد والواردو الشائع والشاذّ ، ممّا يصلح مادّة خصبة لمعرفة التطوّر الدلالي للكلمة العربيّة لو أنّهم أرّخوا لهذه اللهجات.
كما أنّهم ابتعدوا عن ذكر ما أسموه بالمولَّد ، فلم يعنوا به ، وهو ذو دورمهمّ في عالم التطور الدلالي .
ومع هذا انبرى بعض علمائهم إلى صنيع ما يرتبط بالتطور الدلالي ، وينفع نفعاً وافياً في الرجوع إليه في مجال الدرس الفقهي ، وذلك أمثال :
- كتاب ( أساس البلاغة ). للزمخشري.
- كتاب ( غرّاس الأساس ) للعسقلاني.
- كتاب ( المعجم الوسيط ) لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- كتاب ( المعجم الكبير ) لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ـــــــــــــــــ
الهامش
1- الخمس 190 .