المادة: أصول الفقه
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 017.doc

العقل

  •  تعريفه:

(في اللغة العربية):

جاء في (معجم مقاييس اللغة): (( العين والقاف واللام أصل واحد من قاس مطرد, يدل عظمه على حبسه في الشيء أو ما يقارب الحبسة.

ومن ذلك العقل, وهو الحابس عن ذميم القول والفعل.

قال الخليل: العقل نقيض الجهل, يقال: عقل يعقل عقلا, اذا عرف ما كان يجهله قبل, أو انزجر عما كان يفعله.

وجمعه: عقول )).

وقد انتقل أجدادنا العرب بهذا اللفظ شأنه شأن كثير من الالفاظ من الحسي الى الذهني, فالعقل في الاصل كما قال ابن فارس الحبسة بمعنى الامساك, يقال: عقل الدواء البطن اذا أمسكه بعد استطلاق.

ومنه قيل للحصن: معقل, ولتلك القوة المعروفة في الانسان: عقل,يريدون بها موطن التفكير.

ثم توسعوا باستعمال الكلمة فأطلقوها على وظيفة العقل, فقالوا:

العقل: الادراك.

يقال: عقل الانسان الشيء: اذا أدركه.

وعبروا عن العاقل بالمدرك.

ومن شواهدة في القرآن الكريم قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوة وهم يعلمون) .. وقوله تعالى: (فقلنا اضربوة ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).

وهو كثير في التنزيل العزيز.

وللعقل في لغتنا قديما وحديثا أكثر من لفظ, منها:

1- عقل:

وتقدم الحديث فيه وعنه.

2- حجر:

 بتقديم المهملة مكسورة على المعجمة الساكنة, سمي به لانه يحجر صاحبه بمعنى يمنعه من الذميم والرذيل, وفي القرآن الكريم: (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي صاحب عقل.

3- نهية:

 بضم النون تجمع على (نهى) بضم نونه مختوما بألف مقصورة أطلق عليه هذا الاسم لانه ينهي صاحبه عن الوقوع في ما لا ينبغي الوقوع فيه, قال تعالي: (كلوا وارعوا أنعامكم ان في ذلك لايات لاولي النهى) أي أصحاب العقول.

4- وعي:

قال ابن منظور في (لسان العرب): (( الوعي: حفظ القلب الشيء وعى الشيء والحديث يعيه وعيا, وأوعاه: حفظه وفهمه وقبله فهو واع,وفلان أوعى من فلان أي أحفظ وأفهم .

وفي الحديث: (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها, فرب مبلغ أوعى من سامع).

وفي حديث أبي امامة: (لا يعذب الله قلبا وعي القرآن), قال ابن الاثير:أي عقله ايمانا به وعملا, فأما من حفظ ألفاظه وضيع حدودة فانه غير واعله )).

وفي الفلسفة: الوعي: الشعور.

وفي علم النفس: الوعي: ادراك المرء لذاته وأحواله وأفعاله ادراكا مباشرا.

ووعي الذات: ما نكشف به عن وجودنا الحقيقي.

5- فكر:

وتطلق هذه الكلمة أيضا على الانتاج العقلي.

6- تفكير:

وأيضا تطلق هذه اللفظة على أحد عمليات أو وظائف العقل.

7- ذكاء:

 بفتح الذال المعجمة, مصطلح سايكولوجي يطلقه علماء النفس على العقل, ويطلق عند الاخرين على مستويات القدرة العقلية.

ومع هذه المترادفات أو المرادفات تبقى كلمة (عقل) هي الاكثر شيوعا في لغة الفلسفة قديمة وحديثة ولغة العلوم القديمة شرعية وغيرشرعية.

كما ان كلمة (ذكاء) هي الاكثر استعمالا في علم النفس, وكلمة (فكر)وكذلك (تفكير) هما الاكثر تداولا في مجالات المعرفة الحديثة وبخاصة في علم التربية.

و (علميا):

قالوا: العقل: هو ما يقابل الغريزة التي لا اختيار لها.

ومنه جاءت المقولة المعروفة: (الانسان حيوان عاقل) أو (الانسان حيوان ناطق) أي عاقل.

وعرفوة أعني العقل بتلك القوة التي تمكن الانسان من التفكير.

وبما يكن به التفكير والاستدلال وتركيب التصورات والتصديقات.

وبما به يميز الحسن من القبيح والخير من الشر والحق من الباطل.

وقسموة قسمة الفلاسفة نفسها الى: نظري وعملي .

وعرفوا العقل النظري بالقوة التي تمكن الانسان من التجريد والتعميم واستنباط المعارف والعلوم .

والعقل العملي بما يمكن الانسان من استنباط الصنائع والفنون.

و (فلسفيا):

ففي الفلسفات القديمة يفرقون بين العقل حيث يعتبرونه من المجردات, وبين الجسم حيث يعدونه من الماديات.

وتذهب الفلسفات الالهية منها الى ان العقل موهبة خاصة من الله تعالى للانسان وحده, افترق به عن سائر المخلوقات المرئية على هذهالارض.

واعتبرته الشرائع السماوية أساس التكليف الالهي لما فيه من القدرةعلى تمييز الخير من الشر, والنافع من الضار, والحق من الباطل.

واعتمدته القوانين الوضعية شرط تحمل المواطن لمسؤولياته التي تقررها التشريعات القانونية.

وعلى أساس من الرأي الفلسفي المذكور نظروا للعقل بأنه مؤلف من قوى أو ملكات, منها قوة الادراك, وقوة التفكير, وقوة التذكر, وقوةالانتباه والخ.

ولكن تمحورت تعريفاتهم له حول نقطتين تمثلان وظيفة العقل كقوة من قوى الانسان, أو ملكة من ملكاته الباطنة, هما: الادراك والتفكير.

فعرفوه بأنه (ملكة ادراك ما هو كلي وضروري سواء أكان ماهية أوقيمة).

ويتمثل ادراكه المذكور بأنه:

(يدرك أولا: ماهيات الماديات, أي كنهها لا ظاهرها.

ويدرك ثانيا: معاني عامة كالوجود والجوهر والعرض والعليةوالمعلولية والغاية والوسيلة والخير والشر).

ولتبيان انه ملكة أو قوة تفكير قالوا: (يطلق العقل على أسمى صورالعمليات الذهنية بعامة, وعلى البرهنة والاستدلال بخاصة).

ومن نتائج الادراك: المعرفة.

أو قل: الادراك هو وسيلة الوصول الى المعرفة.

ومن مظاهر التفكير:

 - الاستدلال.

 - الاستنباط.

 - التجريد.

 - التعميم .

 - التأصيل والتفريع.

 - الربط بين الافكار.

 - التمييز بين الصواب واللاصواب.

 - التفسير والشرح.

 - التحليل والتركيب.

 - الاختبار والتقدير.

 - التعليل.

 - التصنيف.

 - التنظيم .

 - الرؤية.

 - الخ.

وأيضا دارت تعريفاتهم حول نقطة ثالثة أطلقوا عليها اسم العقل,وهي: قوانين التفكير.

ويعنون بها: تلكم المبادي اليقينية التي يتخذ منها الفكر منطلقاته ومعاييره أثناء عملية التفكير.

فعرفوا العقل على هذا الاساس بـ(قوانين الفكر الضرورية الكلية).

وقالوا: (يراد به (أي العقل) أيضا: المبادي اليقينية التي يلتقي عندها العقلاء جميعا, وهي:

 مبدأ الهوية.

 - ومبدأ عدم التناقض.

 - ومبدأ العلية).

وقد اختلف الفلاسفة قدامى ومحدثون في مصدر هذه القوانين, هل هي مكتسبة أو ولد الانسان مفطورا عليها, مغروزة في طبيعة عقله?

فذهب افلاطون وديكارت وكنت وهيجل الى انها مغروزة في طبيعةالعقل.

وذهب التجريبيون أمثال لوك هيوم الى انها مستمدة من التجربة.

كما اختلفوا أيضا في الايمان بوجود عقل كلي واحد في مقابل العقول الفردية المتمثلة في ان لكل فرد من أبناء الانسان عقلا, تلتقي هذهالعقول الفردية عند ذلك العقل الكلي.

ذهب هيجل الى الايمان بوجود ذلكم العقل الكلي الواحد, والى (( أن التاريخ ليس الا معرض تجلي هذا العقل الواحد )).

ويقول الدكتور بدوي في موسوعته الفلسفية: (( والعقل بوصفه ملكة يقسم عند المشائية بعامة الى: عقل نظري وعقل عملي )).

وقد عرفهما الفارابي بدقة فقال:

(( العقل النظري: هو قوة يحصل لنا بها بالطبع لا ببحث ولا بقياس العلم اليقين بالمقدمات الكلية الضرورية التي هي مبادي العلوم, وذلك مثل علمنا أن الكل أعظم من جزئه, وان المقادير المساوية لمقدار واحدمتساوية, وأشباه هذه المقدمات.

وهذه هي التي منها نبتدي فنصير الى علم سائر الموجودات النظريةالتي شأنها أن تكون موجودة, لا بصنع الانسان.

وهذا العقل قد يكون بالقوة عندما لا تكون هذه الاوائل حاصلة له, فاذاحصلت له صار عقلا بالفعل, وقوي استعداده لاستنباط ما بقي.

وهذه القوة لا يمكن أن يقع لها خطأ في ما يحصل لها, بل جميع ما يعقلها من العلوم صادق يقيني لا يمكن غيره )) (1) .

والعقل النظري بهذا المعنى هو ادراك الامور البديهية فقط.

أما (( العقل العملي فهو قوة بها يحصل للانسان عن كثرة تجارب الامور, وعن طول مشاهدة الاشياء المحسوسة, مقدمات يمكن بها الوقوف علىما ينبغي أن يؤثر أو يجتنب شيء من الامور التي فعلها الينا.

وهذه المقدمات بعضها تصير كلية ينطوي تحت كل واحدة منها أمر,ما ينبغي أن يؤثر أو يجتنب, وبعضها مفردات وجزئية تستعمل مثالات لما يريد الانسان أن يقف عليه من الامور التي لم يشاهدها.

وهذا العقل انما يكون عقلا بالقوة ما دامت التجربة لم تحصل, فاذاحصلت التجارب وحفظت, صار عقلا بالفعل.

ويتزيد هذا العقل الذي بالفعل بازدياد وجود التجارب في كل سن من أسنان الانسان في عمره )) (2) وهذان المعنيان يستبدل بهما الان:

 - العيان العقلي.

 - والعيان التجريبي.

وجاء في (المعجم الفلسفي مجمع اللغة العربية): (( قسم العقل من قديم الى:

 - نظري: ينصب على الادراك والمعرفة.

 - وعملي: ينصب على الاخلاق والسلوك )).

وعزز كانط هذه التفرقة بكتابيه (نقد العقل النظري) و (نقد العقل العملي).

ويقول الدكتور بدوي في موسوعته: (( ويشير الفارابي الى استعمال للفظ (العقل) عند الجدليين, ويقصد بهم المتكلمين من رجال الدين والفقهاء, وذلك حين يقولون: ان هذا يوجبه العقل, أو ينفيه العقل, فانهم يعنون به المشهور في بادي الرأي عند الجميع, فان بادي الرأي المشترك عند الجميع أو الاكثر يسمونه (العقل) نصوص منتزعة للفارابي )).

وهذا التقسيم للعقل الى نظري وعملي, وكذلك التعريف للعقل الذي أشار اليه الفارابي مما سيماشينا في تعرفنا لمفهوم العقل عندالاصوليين.

وان كان هذا التقسيم المذكور هو في واقعه ليس تقسيما للعقل,وانما هو تنويع للغاية التي يهدف اليها العقل حال الادراك أو التفكير, فان كانت هي العلم أو المعرفة فهو نظري لانه انطلق ليدرك النظر الذي هوالفكر معرفة أو علما, وان كانت هي العمل سمي بالعملي.

فالامر هنا كما يقول القديس توما: (( ان العقل النظري والعقل العملي ليسا ملكتين متمايزتين, وانما يتميزان بالغاية التي يهدفان اليها ))(3).

وقد استمر هذا المفهوم الفلسفي القديم للعقل سائدا وسيدا في الفكرالفلسفي الشرقي والغربي منذ عهود الاغريق حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حيث حل محله في الفكر الغربي ما أسموه بـ(العقل الذاتي)في مقابل المفهوم الفلسفي القديم الذي أطلقوا عليه اسم (العقل الموضوعي).

وينصب اهتمام العقل الذاتي على المنفعة الذاتية, ويتحرك في تفكيره داخل اطار تعرف الوسائل أو الادوات التي تساعد على تحقيق المنفعة الفردية.

ومن هنا ربما أطلق عليه اسم (العقل الاداتي) و (العقل النفعي).

(( وهذا العقل الاداتي أو الذاتي هو الذي ساد في هذا القرن العشرين, هوالذي قاد اوروبا وامريكا الى ما حققتاه من تقدم تكنولوجي, وأيضا الى مامارستاه من هيمنة واستعمار وسيطرة, مع الاعلاء من شأن الفردوالفردية))(4).

  •  (في اصول الفقه):

ان الذي رأيته في حدود قراءاتي ان أقدم كتاب سني, تناول تعدادأدلة الفقه هو كتاب (الام) للامام الشافعي (ت 204هـ), فقد جاء فيه: (( العلم طبقات شتي:

الاولى: الكتاب والسنة اذا ثبتت.

ثم الثانية: الاجماع فيما ليس في كتاب ولا سنة.

والثالثة: أن يقول بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولا ولا نعلم له مخالفا منهم .

والرابعة: اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك.

والخامسة: القياس.

ولا يصار الى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان ))(5).

ثم ربعها أبو علي الشاشي (ت 244هـ) في اصوله (6) حيث قال:

(( ان اصول الفقه أربعة:

- كتاب الله تعالي.

 - وسنة رسوله.

 - واجماع الامة.

 - والقياس ))(7).

واشتهر هذا التربيع الاصولي عند جمهور فقهاء أهل السنة متقدمين ومتأخرين, باستثناء بعض علمائهم الذين وضعوا (العقل) موضع (القياس), وهم:

 - أبو حامد الغزالي الشافعي (ت 505هـ).

 - أبو الخطاب الكلوذاني الحنبلي (ت 510هـ).

 - ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت 620هـ).

 - الشريف التلمساني المالكي (ت 771هـ).

جاء في (المستصفي) للغزالي 100/1 ط1, بولاق 1322هـ:

(( القطب الثاني في أدلة الاحكام, وهي أربعة:

 - الكتاب.

 - والسنة.

 - والاجماع.

- ودليل العقل المقرر على النفي الاصلي )).

وأقدم كتاب شيعي تناول الادلة بالتعداد هو كتاب (اصول الفقه)للشيخ المفيد (ت 413هـ) برواية الشيخ أبي الفتح الكراجكي (ت 439هـ) ص18 ط مركز الدراسات والبحوث العلمية العالمية 1408هـ 1988م فقد جاء فيه: (( اعلم أن اصول أحكام الشريعة ثلاثة أشياء:

 - كتاب الله سبحانه.

 - وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .

 - وأقوال الائمة الطاهرين من بعده )).

(( والطرق الموصلة الى علم المشروع في هذه الاصول ثلاثة:

أحدها: العقل:

وهو سبيل الى معرفة حجية القرآن ودلائل الاخبار.

والثاني: اللسان:

وهو السبيل الى المعرفة بمعاني الكلام .

وثالثها: الاخبار:

وهي السبيل الى اثبات أعيان الاصول من الكتاب والسنة وأقوال الائمة)).

وكتاب الشيخ المفيد في اصول الفقه هو أقدم كتاب اصولي شيعي, في حدود اطلاعي.

ومن بعده كان كتابا (الذريعة) للسيد المرتضى (436هـ). و (العدة)للشيخ الطوسي (ت 460هـ).

وهما ككتاب المفيد لم يذكرا أو يتعرضا لدليل العقل كمصدر تشريع ودليل فقه.

وأقدم من ربع الادلة من هؤلاء العلماء الرواد هو السيد المرتضى, ولكن ليس في كتابه الاصولي (الذريعة), وانما في (جوابات المسائل الموصليات الثالثة) المنشورة ضمن (رسائل الشريف المرتضى)(8)فقد جاء فيها: (( فان قيل: ما تقولون في مسألة شرعية اختلف فيها قول الامامية, ولم يكن عليها دليل من كتاب أو سنة مقطوع بها, كيف الطريق الى الحق فيها?.

قلنا: هذا الذي فرضتموه قد أمنا وقوعه, لانا قد علمنا ان الله تعالى لا يخلي المكلف من حجة وطريق الى العلم بما كلف.

وهذه الحادثة التي ذكرتموها, وان كان لله تعالى فيها حكم شرعي,واختلفت الامامية في وقتنا هذا فيها, فلم يمكن الاعتماد على اجماعهم الذي نتيقن بأن الحجة فيه لاجل وجود الامام في جملتهم, فلابد من أن يكون على هذه المسألة دليل قاطع من كتاب الله أو سنة مقطوع بها.حتى لا يفوت المكلف طريق العلم الذي يصل به الى تكليفه.

اللهم, الا أن يقال: انا نفرض وجود حادثة ليس للامامية فيها قول على سبيل اتفاق أو اختلاف, فقد يجوز عندنا في مثل ذلك ان اتفق أن لايكون لله تعالى فيها حكم شرعي, فاذا لم نجد في الادلة الموجبة للعلم طريقا الى علم حكم هذه الحادثة, كنا فيها على ما يوجب العقل وحكمه )).

ومن بعده نقف على تصريح الشيخ ابن ادريس الحلي (ت 598هـ) في مقدمة كتابه الفقهي الموسوم ب (السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي)(9)الذي تمثل في قوله: (( فان الحق لا يعدو أربع طرق:

 اما كتاب الله سبحانه.

 أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم المتواترة المتفق عليها.

 أو الاجماع.

 أو دليل العقل.

فاذا فقدت الثلاثة (يعني الكتاب والسنة والاجماع) فالمعتمد في المسائل الشرعية عند المحققين الباحثين عن مأخذ الشريعة, التمسك بدليل العقل فيها, فانها مبقاة عليه وموكولة اليه.

فمن هذا الطريق يوصل الى العلم بجميع الاحكام الشرعية في جميع مسائل أهل الفقه.

فيجب الاعتماد عليها والتمسك بها, فمن تنكب عنها عسف, وخبط خبط عشواء, وفارق قوله من المذهب.

والله تعالى يمدكم وايانا بالتوفيق والتسديد, ويحسن معونتناعلى طلب الحق واثارته, ورفض الباطل وابادته )).

ثم نقرأ صدى التربيع المذكور في رسالة (طريق استنباط الاحكام)للمحقق الكركي (ت 940هـ) واضحا حيث يقول: (( الطرق الموصلة الىالاحكام عندنا أربعة:

 الكتاب.

 والسنة متواترة وآحادا.

 والاجماع.

 وأدلة العقل )).

ثم شاع هذا التربيع واشتهر بين اصوليي الامامية, وبخاصةمتأخري المتأخرين منهم .

ـــــــــــــــــ

الهامش

1- الفارابي : نصوص متنزعة من 51 - 50، بيروت سنة 1971 .

2- الكتاب نفسه ص‏55 - 54 .

3- موسوعة الفلسفة لبدوي 73/2 مادة العقل.

4- محمّد عابد الجابري ( مفاهيم في الفكر المعاصر : العقل الموضوعي والعقل الذاتي ( -جريدة الشرق الأوسط - لندن العدد 6628 في 1990/1/20م ص‏10.

5- الدكتور عبدالعظيم الديب ( العقل عند الاُصوليين ( - حولية كليّة الشريعة والدراسات‏الإسلاميّة - جامعة قطر ، العدد الخامس 1407ه - 1987م.

نقلاً عن كتاب ( الاُمّ 246/7 ( - دار الشعب بالقاهرة 1388ه - 1968م.

6- أصول الشاشي ص‏13 نشر دار الكتاب العربي - بيروت 1402ه - 1982م .

7- م . ن .

8- رسائل الشريف المرتضى  210 / 1 .

9- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي 46 / 1 .