خلاصة البحث:

مما لا شك فيه أن مدينة كربلاءَ المقدسة قد تبوّأت مكانةً مهمةً في ميادينِ العلمِ والمعرفة، ورفدت مسيرةَ العلم والفكر بأسماء كثيرةٍ ليس في مجال الادبِ وحسب، بل في  شتى مناحي العلم والثقافة.

وقد ازدهرت الحركة الفقهية لكربلاء المقدسة على يد الوحيد البهبهاني إذ سطعت أنوار شمسها كمعهد علمي للفقه الامامي في عصره ، واصبحت لكربلاء منزلة تنافس النجف الاشرف لفترة طويلة . ومن ثم غدت كربلاء المقدسة مليئة بأساطين العلم والفقاهة ومشحونة بنوابغ الفكر  من امثال الوحيد البهبهاني ، والشيخ يوسف البحراني ' وصاحب الرياض' وغيرهم الكثير .

كربلاء مدينة ﺇسلامية مشهورة وقديمة قدم الحضارات في العراق حيث ورد ﺇسمها في الرقع المسمارية منذ الالف الاول قبل الميلاد حيث ﺇنها وردت بصيغة (كربلاتا) وﺃصل الكلمة ( كربلي) وﺃن مقطع (تا) هو ﺇضافة يلحق بنهايات اﻷسماء([1]).

بينما يرى البعض من خلال معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي بأن المدينة كانت تعرف باسم ( كور بابل) وذلك سنة 2000 ق.م بمعنى مجموعة قرى بابلية ثم اختصرت الى كربلاء تسهيلا للفظ ([2])، أخذت بعد ذلك عدد من التسميات منها (نينوى) الغاضرية ، ثم سميت (كرب ايلا) بمعنى مصلى ﺃو معبد عند البابليين فبعد التنقيب استخرجت منها بعض الآثار كالجرار الخزفية التي كان البابليون يدفنون موتاهم فيها([3]).

وهناك من يرجع الكلمة الى جذورها اللغوي لكونها مشتقة من (الكربلة) وهي رخاوة الارض ونقاء حنطتها عند الزراعة ، والبعض الاخر يعتقد ﺇنه جاء ﺇسمها بعد معركة عاشورا ( معركة الطف) ، أي بعد ظهور الاسلام لكونها احتضنت جسدي الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام حيث نسبت هذه المعركة كونها معركة (الكرب والبلاء)([4]).

ولمدينة كربلاء عدد من التسميات الأخرى أهمها ([5]):-

  1. نينوى: أطلقت هذه التسمية على موضع في كربلاء بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612ق.م وهي غير نينوى آشور بانيبال في الموصل.
  2. الطف: وهو ما يشرف من أراضي العرب على ريف العراق ,ويعرف أيضا" بساحل البحر من الأراضي إذ تقع على جانب نهر غير مجراه ثم اندرس.
  3. الغاضريات: نسبة إلى غاضرة وهو اسم امرأة عربية من بني غاضرة وهم بطن من بطون بني أسد كانوا يسكنون الأراضي التي تقع اليوم شمال الهيابي.
  4. النواويس: مجموعة مقابر للنصارى الذين سكنوا هذه الأراضي في السابق وتقع شمال غرب كربلاء الحالية.
  5. الحائر أو الحير: وهي الأراضي المنخفضة التي تقع الروضة المقدسة عليها ,وقد حار الماء حولها في عهد المتوكل العباسي عام (236هـ).

وقد حازت هذه المدينة المباركة ماكنتها التاريخية العظيمة بعد أن تشرفت وتشرف أهلها بضم الجسد الطاهر للإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) وآل بيته وأصحابه في معركة الطف الأليمة

ثانياً: أشهر المدارس العلمية في كربلاء :

ومن أبرز المدارس العلمية التي احتضنتها مدينة الحسين (عليه السلام) :

  1. مدرسة السردار حسن خان :

مدرسة الصدر الأعظم :

المدرسة الزينية :

المدرسة الهندية : المدرسة الهندية : وهي من أهم المدارس العلمية الدينية ، أنشئت في أواخر القرن الثالث الهجري ، وفيها مكتبة عامة تعرف باسم           ( المكتبة الجعفرية) ،

مدرسة البادكوبة (الترك)

مدرسة السليمية :

مدرسة شريف العلماء المازندراني

مدرسة ابن فهد الحلي : وتقع في شارع قبلة الامام الحسين (عليه السلام) وفيها مزار الشيخ احمد بن فهد الحلي ( المتوفى سنة 841هــ) وفيها مسجد ومصلى وغرف مبيت للطلاب ،

مدرسة شريف العلماء المازندراني :

ثالثاً : أبرز أعلام كربلاء المقدسة  وفقهائها :

أخذت كربلاء المقدسة في أواخر القرن الثامن الميلادي تزدحم بالعلماء والفقهاء وعلى وجه الخصوص إبان عهد الدولة البويهية ، إذ قصدها طلاب العلم من كل الأقطار والمدن البعيدة ، فنشطت الحركة العلمية فيها

ومن تلك الأسماء اللامعة نذكر :

  1. الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحق الكليني الرازي :

مدرسة شريف العلماء المازندراني :

ثالثاً : أبرز أعلام كربلاء المقدسة  وفقهائها :

أخذت كربلاء المقدسة في أواخر القرن الثامن الميلادي تزدحم بالعلماء والفقهاء وعلى وجه الخصوص إبان عهد الدولة البويهية ، إذ قصدها طلاب العلم من كل الأقطار والمدن البعيدة ، فنشطت الحركة العلمية فيها

ومن تلك الأسماء اللامعة نذكر :

  1. الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحق الكليني الرازي :

رابعاً: الشيخ الوحيد البهبهاني   :

‌أ.   نسبه :

هو العلامة المجدد محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني ،نشأ وترعرع وانحدر من أبرز وأعرق البيوتات العلمية في الطائفة

‌ب. ولادته ونشأته :

ولد بأصفهان في سنة (1118هــ أو 1117هــ ، أو 1116هــ) ونشأ بها ثم انتقل الى ( بهبهان) مع والده فاشتغل بها ردحا من الزمن ، ثم هاجر الى كربلاء فجاورها وحضر على أركان الملة وأقطاب الشريعة من سدنة المذهب وفحول العلماء ، والغريب أن المترجمين له من القدماء والمتأخرين ، لم يشيروا الى أحد من مشايخه إلا والده الجليل

رابعاً: الشيخ الوحيد البهبهاني   :

  1. نسبه :

هو العلامة المجدد محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني ،نشأ وترعرع وانحدر من أبرز وأعرق البيوتات العلمية في الطائفة

  1. ولادته ونشأته :

ولد بأصفهان في سنة (1118هــ أو 1117هــ ، أو 1116هــ) ونشأ بها ثم انتقل الى ( بهبهان) مع والده فاشتغل بها ردحا من الزمن ، ثم هاجر الى كربلاء فجاورها وحضر على أركان الملة وأقطاب الشريعة من سدنة المذهب وفحول العلماء ، والغريب أن المترجمين له من القدماء والمتأخرين ، لم يشيروا الى أحد من مشايخه إلا والده الجليل ، وعلى أي حال فإنه لما ورد كربلاء المشرفة قام بأعباء

سابعاً: انتقال الحوزة العلمية من الاخباريين الى الأصوليين :

بعد الخلافات الحادّة والمعلنة فيما بين الأخباريين والأصوليين في القرن         الـــــ( 11هـ ) واستمرارها في القرون التالية وخاصة بعد بروز الأصولي الكبير آية الله وحيد البهبهاني (متوفى1205هـ) فقد الأخباريون نفوذهم في الحوزات العلمية. حيث كان الوحيد البهبهاني هو الأكثر تأثيراً من بين العلماء الأصوليين في التصدّي للتيار الاخباري وهزيمته . وقد قام بتوسيع نطاق تحدّيه من الدائرة النظرية إلى العملية وبشكل علني فقد حرّم الصلاة خلف الشيخ يوسف البحراني زعيم الأخباريين([6]).

وتبعه علماء آخرون في هذا المجال كالشيخ مرتضى الانصاري (متوفى 1281هـ) ، والشيخ جعفر النجفي كاشف الغطاء (متوفى 1227-1228هـ)، وغيرهم حيث قاموا بتبليغ وترويج أصول الفقه وتأليفه وتدريسه وأدى كل ذلك بالنتيجة الى إبعاد الأخباريين عن ساحة الصرّاع وأفول نجمهم ([7]).

 وقد اسفرت الجهود الكبرى للوحيد البهبهاني عن انحسار التيار الاخباري ، وكانت خطوة الشيخ البحراني في وصيته بمثابة اعلان النهاية ، وذلك حين أوصى أن يصلي عليه الشيخ الوحيد البهبهاني وكان ذلك سنة ( 1186هــ) وهي سنة وفاة الشيخ البحراني ، وهذا ما يعزز رأي من يذهب الى أن الوحيد كانت تربطه صلة وثيقة وصداقة قوية بالشيخ البحراني ([8]).

ثامناً : أبرز تلامذة الوحيد البهبهاني :

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

الشيخ محمد مهدي بن ابي ذر النراقي

السيد محمد مهدي بحر العلوم

الشيخ محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار المازندراني

السيد محمد مهدي الشهرستاني :

السيد علي الطباطبائي

السيد محمد جواد العاملي

الميرزا ابو القاسم القمي

السيد محسن الأعرجي الكاظمي

الشيخ أسد الله التستري الدزفولي الكاظمي

 

([1]) اثر السياحة الدينية على التحديث العمراني لمركز مدينة كربلاء، هالة حسين الخفاجي، اطروحة ماجستير غير منشورة ،المعهد العالي للتخطيط الحضري والاقليمي، جامعة بغداد  ،2006م:120 .

([2]) الحسين (عليه السلام) ابو الشهداء ، عباس محمود العقاد ، ط2 ، منشورات الشريف الرضي – قم (ب،ت) : 129.

([3]) ينظر : تراث كربلاء ، سلمان هادي آل طعمة، ط4 ، مطبعة مشعر – قم ، 2013م : 31.

([4]) موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي ، قسم كربلاء، دار المعارف- بغداد، 1966م :9-10 .

([5]) اثر الأبعاد الإقليمية في معايير البنية الحضرية دراسة (مدينة  كربلاء) ، نادية جبار الكناني ، اطروحة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، 2008م  :61 .

([6]) ينظر : روضات الجنات ، مصدر سابق : 2/94.

([7]) ينظر : المصدر نفسه  : 2/202.

([8]) ينظر : الفوائد الرضوية ، مصدر سابق : 2/1091.