خلاصة البحث:

بسم الله والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين...لقد تطورت الوسائل التعليمية على الصعيد العالمي وعلى صعيد مدينتي كربلاء مع تطور الحياة ومتطلباتها ، وتعود البداية الحقيقية لها تاريخيا إلى قصة أبني آدم قابيل وهابيل والتي وردت في قوله تعالى " فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين" (سورة المائدة 31)وبذلك علَّم الله أبن آدم كيف يواري سوءة أخيه من خلال ما قام به الغراب وهذا ما يطلق عليه ( التعليم بالمحاكاة ) فكربلاء الحسين كانت بحق في ضمير التأريخ أكبر مدرسة اختلفت وسائلها لتحقيق أهداف كانت مرجوة منذ الأزل

لذا مرت الوسائل برحلة طويلة تطورت من مرحلة لأخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين ، إذ أنَّ التحديات التي يواجهها العالم اليوم بسبب الثورة العلمية والتكنولوجية والانفتاح العلمي عن طريق شبكات الاتصال وظاهرة العولمة التي نقلتنا من التركيز على المحلي والوطني إلى المجتمع العالمي، والتغير السريع الذي طرأ على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يجعل الواجب على المؤسسات التعليمية الأخذ بوسائل التعليم الحديثة ؛ لتحقيق أهدافها ومواجهة هذه التحديات .

 هذا وقد أضاف التطور العلمي والتكنولوجي الكثير من الوسائل التعليمية الجديدة التي يمكن أن يستفاد منها في توسعة خبرة المتعلمين حتى يتم أعداد أفراد على درجة عالية من الكفاءة تؤهلهم كفاءتهم في مواجهة تحديات العصر واستخدام التكنولوجيا بشكل فاعل. وقد ارتأيت في بحثي المتواضع هذا أن أتناول مفهوم الوسائل التعليمية التعلُّمية وأهميتها وطرق تصميمها وإنتاجها وطرق عرضها ،وكيفية تطويرها، الفردية منها والجماعية والتي يرجع إليها الفضل في تحقيق أهداف التعليم العامة منها والخاصة ، لذا فالوسيلة التعليمية لا تنفصل عن الهدف والأسلوب، وقد تدرجت تسميتها لدى المربون فأصبحوا يطلقون عليها تسميات عدة منها وسائل إيضاح ، ووسائل سمعية ووسائل بصرية ،ووسائل اتصال ،وتقنية تعليمية ،وتكنولوجيا التعليم وغيرها .

البحث:

منظومة تكنولوجيا التعليم

في كربلاء ( التعليم العام أنموذجاً)

م . حوراء كاظم جواد م.د نوال كمال النقيب

المقدمة

الحمد لله على ما انعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء على ما قدَّم ، فعلَّم الإنسان ما لم يعلم ، وميّزه على سائر خلقه ، والصلاة والسلام على نبينا المبعوث أفضل من تأخر برسالته .

أما بعد فالحديث عن الوسائل التعليمية التعلُّمية  والتي تعد جزءاً من تكنولوجيا التعليم قديمة قدم الإنسان  أي منذ أن خُلِقَ وأُنزِل إلى الأرض ، وتعود البداية الحقيقية لها تاريخيا إلى قصة أبني آدم قابيل وهابيل والتي وردت في قوله تعالى " فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريهِ كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين"(1) وبذلك علَّم الله أبن آدم كيف يواري سوءة أخيه من خلال ما قام به الغراب وهذا ما يطلق عليه ( التعليم بالمحاكاة )

فمرت الوسائل برحلة طويلة تطورت من مرحلة لأخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين ، إذ أنَّ التحديات التي يواجهها العالم اليوم بسبب الثورة العلمية والتكنولوجية والانفتاح العلمي عن طريق شبكات الاتصال وظاهرة العولمة التي نقلتنا من التركيز على المحلي والوطني إلى المجتمع العالمي، والتغير السريع الذي طرأ على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يجعل الواجب على المؤسسات التعليمية الأخذ بوسائل التعليم الحديثة ؛ لتحقيق أهدافها ومواجهة هذه التحديات .

إذ  ارتأيت في بحثي المتواضع هذا تقسيمه إلى مبحثين مسبوقين بتمهيد تحدثت فيه عن مصطلح الوسائل التعليمية وكيف تطورت شيئاً فشيئاً

أما المبحث الأول فتناولت فيه  / التعليم ببساطة ودراسة جوانبه الايجابية والسلبية في المدارس العامة في كربلاء

وأيضاً التعليم بتقنية والعوامل التي أزهرت التعليم وجوانب العملية التعليمية ( المدارس العامة في كربلاء أنموذجا)

أما المبحث الثاني فتناولت فيه / الوسائل التعليمية وتأثيرها على العملية التعلُّمية العلمية ، ومنها وسائل تقليدية ووسائل حديثة ،ووسائل اصطناعية لتدعيم الذاكرة ، سنأتي إليها تفصيلا، أضف إلى ذلك دور بعض الألعاب في عملية التعلم وتأثيرها الفاعل في تأهيل المتعلم

أضف إلى ذلك الدور العقائدي لأعظم مدرسة شهدها التأريخ في كربلاء الحسين متجسدة بواقعة ألطف وما خرجت لنا من أجيال على يد أساتذة الفكر والعقيدة متمثلة بالحسين وأصحابه وأهل بيته أجمعين ( ع)

 ثم الخاتمة بالصلاة على محمد وآل محمد

وبحمد الله وتوفيقه تم هذا البحث الذي أرجو أن ينال رضا الله ثم رضاكم أساتذتي الكرام ، فأن أصبتُ فبتوفيق من الله وفضلٍ، وأن أخفقت فالكمال لله وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد خلقه محمد وآله وصحبه أجمعين .

التمهيد

أنَّ الوسائل التعليمية التعلمية في مدارس كربلاء الابتدائية والثانوية : يمكن أن تعرف بأنها منظومة فرعية من منظومات  تكنولوجيا التعليم وتتضمن أجهزة ومواد وأدوات يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم والتعليم في مدة قصيرة مع إيضاح المعاني والأفكار الغامضة دون الاعتماد على الأرقام والرموز والألفاظ فالوسيلة التعليمية قديمة قدم التأريخ ، فهي ترجع إلى قابليات الإنسان القديم في نقش رسومات الحيوانات القريبة منه على جدران الكهوف وعلى الأشجار .

وقد كان للرسالات السماوية الثلاث التي نزلت على موسى وعيسى  (ع) ومحمد (ص) الأثر في تقدم الحياة على الأرض وازدهارها ، فمثلا عندما نزلت الرسالة على موسى ( عليه السلام )وذهب لميقات ربه أعطاه الألواح وفيها المواعظ قال تعالى " وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ "(2) وهذه الألواح هي من الوسائل التعليمية

أما المسيح بن مريم (عليه السلام )فقد كان كثير الوعظ للناس وتميز بأذن الله بقدرته على أحياء الموتى وشفاء المرضى وكان يضرب الأمثال للناس لتعليمهم ، فأنزل الله له مائدة من السماء  وسيلة ليري للناس قدرة الخالق وعظمته فجاء في قوله تعالى " قال عيسى بن مريم اللهم  ربنا أنزل علينا مائدة من السماء "(3)

وصولا إلى خاتم الأنبياء والمرسلين ورسالته السماوية المتمثلة بالقرآن الكريم والذي تمثل بأول لفظةٍ فيه وهي ( اقرأ) وتكرارها في قوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق أقرأ وربك الأكرم الذي علَّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " (4)

للتأكيد على أنَّ هذا الدين هو دين علم وتعليم لينتشل الأمة من الضلالة والسلوكيات السلبية (كوأد البنات)وعبادة الأوثان إلى التحضر والتطور بالعقل البشري وخير مثال نتذكره هو قصة أبني أدم قابيل وهابيل ، وكيف قربا قربانا لله ، فتقبل من هابيل ولم يتقبل قابيل مما دفعه الحقد إلى قتل أخيه كما فصلها القرآن الكري في قوله تعالى " فطوعت لهُ نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين "(5) فأحتار قابيل بجثة أخيه ، فأرسل الله إليه غرابين فاقتتلا ، ودفن الغراب القاتل الغراب المقتول في التراب وهكذا تعلم قابيل كيف يواري سوءة أخيه ،

مما يجدر الإشارة إليه أن هذه الحادثة بحد ذاتها هي وسيلة تعليمية .

ولما جاء الإسلام كان الرسول الكريم يقول لأصحابه " صلّواُ كما رأيتموني أصلي " (6) ويقول أيضا "خذوا عني مناسككم "(7) وهذا يشير إلى أنَّ النبي كان  يتبع وسائل ترغيبية ومقنعة لنشر تعاليم الإسلام .

 وقد أطلق المربون مصطلح (الوسائل التعليمية) على الوسائل التي تعين الدارس على اكتساب المعارف والمهارات، فالوسيلة الواحدة قد تثير أكثر من حاسة في اكتساب معرفة معينة ، لذا برز دور الحواس كلها في تغطية هذه العملية .

ويعود تطور التسمية في اعتماد أساليب التربية على خبرات الأطفال وحواسهم والتحول إلى اعتبار المعلم مربياً يرعى عملية يقوم بها المتعلمين تلقائياً(8)

 أما العصر الحديث فقد تميز بكثرة الاختراعات في العملية التعليمية ؛ وذلك بما قدمته من أجهزة ساعدت في اختصار الوقت للمتعلم والمعلم وجعلت العملية التعلُّمية أكثر عمقا وأثراءا حيث الأقمار الصناعية والتلفزيون التربوي فأدرج مصطلح (تقنيات التعليم أو تكنولوجيا التعليم )  وخاصة على صعيد الدول المتقدمة .

 إذ الوسائل التعليمية كانت ولا زالت محيطة بالعملية التعلُّمية  التعليمية منذ القدم وحتى الوقت الحاضر وأن اختلفت مسمياتها وطرقها وأساليبها وأنواعها

المبحث الأول

  (التعليم ببساطة في مدارس كربلاء الابتدائية والثانوية )

والتعليم بأبسط صوره :هي عملية يقوم المعلم فيها بتبسيط المهارات والخبرات لطلابه مستخدما كل الوسائل المتاحة لتعينه على ذلك.  (9)

فهذه الوسائل تشكل أثرا ايجابياً في نفوس الطلبة وتزيد من قناعاتهم الفكرية واتجاهاتهم التربوية لأنها تمثل كل ( كل ما يعين المعلم على إيصال المعلومات إلى أذهان الطلاب وخصوصا أذا كان المعلم والمتعلم يمتلكون لغة واحدة) (10)

أما أذا اختلفت اللغة فتظهر  أهمية الوسيلة التعليمية أكثر وأكثر فهي بدورها تحقق التقارب في الأفكار وتترجم ما كان غامضا للآخر ، وممكن أن نصوغ من العملية التعليمية نظرية نطلق عليها( نظرية الاتصال) ذلك أنها تمثل اتصال المعلم أو الأستاذ بطلابه بوساطة المادة العلمية مع أتباع وسائل   وأساليب تسهل عملية الإيصال ، ولكي نبسط هذا المفهوم نقول أنها تتكون من

  1. المرسل: وهو المعلم أو المحاضر في غرفة الصف وهو يقوم بشرح الدرس ولكي يؤدي دورا فعالا ومؤثرا يجب أن تتوفر فيه عدة شروط وأهمها أيمانه بالعمل الذي يقوم به ودوره الفاعل في بناء المجتمع، وأن يكون معَدا علميا وتربويا وملما بالمادة العلمية عارفا بوسائل إيصالها ، وأن يكون حاذقا في التعامل مع طلابه مقدِّراً مرحلتهم العلمية ومستواهم العلمي والاجتماعي فيجعل لكل مقام مقال ، إضافة إلى حسن سيرته وتعامله مع طلبته بمرونة ودون تعصب أو تجاهل
  2. المُرسَل إليه : وهم الطلبة الذين يشكلون المحور الذي تدور حوله العملية التعليمية والتربوية فيجب أن يكون هذا العنصر فعالا ومشاركا ، وليس عنصرا سلبيا مستمعا متوقفاً على تلقي المعلومات فقط ، وهذا يتوقف بطبيعة حاله على وضع الطالب في غرفة الصف كلما كانت الغرفة مريحة في مقاعدها وتهويتها كلما وفرت راحة نفسية للطلاب  ،وسلامة فكرية في وصول المعلومات دون نقص أو خدش

3-الرسالة : وهي المعلومات والقيم والحقائق العلمية التي يحاول (المرسَل) إيصالها (للمرسَل إليه )لضمان تأثيرها في تغيير سلوكهم وتصحيح مفاهيمهم حول الكون والحياة لذا يجب أن تمتاز الرسالة بشروط أهمها يجب أن تكون مناسبة هذه الرسالة كما ونوعا لمستوى الطلبة العقلي ونابعة من رغباتهم وحاجاتهم الفكرية والنفسية ، وتتناسب والوقت المخصص كي تغطيه دون زيادة أو نقصان.

ولا ننكر أهمية اختيار أسلوب مناسب لعرضها معززة بوسائل إيضاحية والتي تشكل النقطة الرابعة

  1. الوسيلة : وهي تشكل المعين للمعلم أو المحاضر لإيصال رسالته بأسلوب سهل ومشوق والمعين لطلابه على فهمها واستيعابها ، والمعين أيضا للرسالة التي تمثل المفاهيم والحقائق العلمية على إيصالها بأقل جهد ووقت .

فالعملية التعليمية التعلُّمية في المدارس الابتدائية والثانوية لا تتم بسهولة ويسر إلا إذا تحقق هذا التفاعل بين عناصرها التي أشرنا إليها .

( التقنية  والتعليم )

أنَّ التزاوج بين الثقافات والانفتاح على العالم الخارجي بطبيعة حاله حوَّل العالم اليوم إلى قرية صغيرة وهذا يخلق ثورة من  الاتصالات المعلوماتية فأصبحت مدارس العالم على أغلبها الكترونية معتمدة على التقنية الحديثة من أجهزة حاسوب وشبكات انترنت، فأصبحت المعرفة ليست فقط عملية نقل المعلومات من المعلم إلى الطالب بل مدى القابليات الذهنية للطالب على  تلقي هذه المعلومات .

فالتعليم الالكتروني يُمكِّن الطالب من تحمل المسؤولية الأكبر في العملية التعليمية عن طريق القدرة على حسن التعبير والاستكشاف والتجربة ، فتغيرت الأدوار ووظيفتها بعض الشئ عن التعليم المبسط بحيث يصبح الطالب متعلما بدلاً من متلقٍ والمعلم موجهاً بدلاً من خبير .(11)

 دور المعلم أو المحاضر في التعليم الالكتروني في مدارس كربلاء العامة :

لقد كثرت الأبحاث في مجال أيهما أكثر تفوقا في زيادة فاعلية التحصيل الدراسي لدى الطلاب على مختلف مراحلهم التعليم المبسط التقليدي الذي سبق وأن ذكرنا ه أم التعليم المعتمد على تقنيات الكترونية حديثة، والتي توصلت بالإجماع إلى أن التعليم هو كان وما يزال جهد بشري مكثف ومعتمد على خبرات ومهارات المعلم ولكن هذا وحده لا يكفي إذ لا بد من تقنيات حديثة وشبكة الانترنت والتي لا تلغي بطبيعتها دور المعلم أو المحاضر بل يصبح دوره أكثر أهمية وصعوبة ؛ لأنه الشخص المبدع الوحيد وذو الكفاءة الذي يدير العملية التعليمية باقتدار وتحقيق التقدم والتقنية وهذا سوف يقودنا إلى تشعب مهنة التعليم ، لأنها سوف تصبح مزيجاً من مهام متشعبة ليصبح دور المعلم فعالاً يقوم بمهام مدير المشروع التعليمي والقائد الموجه والناقد والمسير للعملية التعليمية .

فيجب أن تتوفر فيه شروط تمكنه من تسيير القافلة العلمية التي لا تبور تجارتها .

  1. أن يكون مدرباً مها ريا وذو خبرة في التعامل مع مزيج متنوع وغير متجانس من الطلبة لاختلاف استيعابهم وضر وفهم الأسرية والبيئية والتي تعكس تأثيرها على العملية التعليمية
  2.  أن يكون المرشد الحاذق والموجه الكفء للطلاب في استيعاب المحتوى والمقرر التعليمي باستخدام وسائل تعليمية تقنية
  3. أن يجعل بفضل ما يملكه من صفات سبق وأن ذكرناها من بيئة التعلم ديناميكية فيتصل الطلبة بعد تقسيمهم إلى مجاميع أو صفوف باندماج مع مجاميع أخرى عبر العالم في تبادل الأفكار وعبر الإنترنت

وهذا العمل يضيف للمعلم مهام جديدة في عملية التعليم باعتباره أصبح جوهر العملية التعليمية ومنفتحا على مدارس العالم بشكل مرن، يمكنه من الإبداع والابتكار ورعاية المبدعين

من أهم ايجابيات التعليم الالكتروني الحديث في كربلاء وخاصة في مدرسه الثانوية

1-خلق الثقة بالنفس لدى طلاب المرحلة الواحدة ، وبالتالي تحقيق التفاعل الايجابي

2- تعزيز أواصر الترابط والتعاون الجماعي والعمل كفريق للوصول إلى حلول

3 – تطوير مهارات الطلاب التكنولوجية مما يحفز الطاقات الايجابية0(12)

أهم سلبيات التعليم الالكتروني الحديث

  1. فقدان الحوار الذي يؤثر على ذكاء الطالب المنطقي ،فمن خلال الحوار والتعامل المباشر يتعلم الطالب أدب النقاش والاستماع ، وكيفية طرح الأسئلة وانتقاد الطرف الأخر وانتقاء ألفاظ وعبارات أكثر تحضراً والتي لا تتوافر في التعليم الالكتروني.
  2. ميل الطلاب تدريجياً إلى العزلة والتراجع في التواصل مع الآخرين وخاصة أفراد أسرته
  3. تقديم المعلومات بالطريقة التكنولوجية بشكل مجزأ لا يستطيع الطالب فهمها بشكل متكامل أنما يحصل عليها مجزئة وغير مترابطة
  4. يواجه المتعلم بالطريقة الالكترونية صعوبة التعبير عن آراءه وأفكاره شفويا ؛لأنه سوف يعتاد عليها كتابةً
  5. لا يصلح هذا النوع من التعليم الحديث لتعليم جميع العلوم فتنمية مهارات البحث العلمي، وتنمية الاتجاهات العلمية ، وتنمية القدرة على تذوق جهود العلماء من الصعب تحقيقها عن طريق التعليم المبرمج (13)

(المبحث الثاني)

الوسائل التعليمية وتأثيرها على العملية التعلُّمية العلمية

(مدارس كربلاء أنموذجاً)

الوسائل التعليمية / هي أي شئ يستخدم في العملية التعليمية بهدف مساعدة المتعلم على بلوغ الأهداف بدرجة عالية من الإتقان ، وهي تشمل جميع المعدات والمواد التي يستخدمها المعلم لنقل محتوى الدرس إلى مجموعة من الدارسين داخل غرفة الصف أو خارجها ؛ بهدف تحسين العملية التعليمية وزيادة فاعليتها (14)

 الوسائل التعليمية التقليدية

  1. الوسائل التعليمية السمعية : وتشمل كل ما يسمعه الطالب من معلومات عن طريق مكبرات الصوت والراديو ومختبرات اللغة .
  2. الوسائل التعليمية البصرية وتشمل كل ما يقوم عرضه المعلم لطلابه من معلومات على البطاقات باستخدام ألوان معينة ، أو على السبورة من رسوم وخرائط وأفلام تعرض إضافة إلى الرحلات والعينات وكل ما يشاهد من الوسائل التي تشترك فيها أكثر من حاسة كالمسرحيات التعليمية والأفلام الهادفة وما تقيمه كربلاء المقدسة من دراما المسرح الديني على صعيد واقعة ألطف بشكل دوري لتجديد ذكرى واقعة الحسين (ع ) الأليمة في كربلاء

فقد أهتم الكثير من خبراء التعليم بوضع نسب مئوية لمساهمة الحواس المختلفة في عمليات التعلم والتعليم

فحاسة البصر75% إلى 83%

حاسة السمع11%إلى 15%

حاسة اللمس5%إلى 6%

حاسة الشم3%إلى 4%

حاسة التذوق 2%إلى 3%(15)

  1. وسائل سمعية بصرية : وتعتمد على الحاستين معاً

 4-السفرات والرحلات العلمية (16)

وهكذا نلاحظ أنَّ النسب المئوية متفاوتة بين حاسة وأخرى ، وتختلف أيضاً استعمال هذه الحواس كوسائل تعليمية باختلاف العلوم التي تُدَّرس

الوسائل التعليمية الحديثة

إضافة إلى الوسائل التعليمية التقليدية لا بدَّ وأن تراعي وسائل التعليم الحديثة حاجة المتعلم واستعداداته واهتماماته وقدراته ؛ ذلك لوجود فروق فردية بين المتعلمين واختلاف سرعة قابلياتهم في تحقيق الأهداف.

فالمدرسة تنظر إلى الطلبة كما لو كانوا مجموعة متجانسة لا تمايز فيها ولا تفرد ، وبذلك فهي تغفل سماتهم العقلية والنفسية والاجتماعية ولا تراعي الفروق في استعداداتهم وقدراتهم وميولهم واتجاهاتهم ورغباتهم وطموحاتهم . (17)

ومن أهم وسائل التعليم الحديثة هو التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب الآلي ، والتي أصبحت من الوسائل التعليمية الشائعة في العصر الحديث وطريقة الحقائب التعليمية ، والدورات التعليمية ،والمجمعات الصغيرة  وجهاز العرض فوق الرأس الذي أنتشر في السنوات الأخيرة  وأستخدم هذا الجهاز في التدريس ،إذ يعده المدرسون وسيلة جديدة للتقليل من الاعتماد على السبورة والطباشير فهو  يعرض الموضوع ضوئياً على شاشة ويسمى السبورة الضوئية ، ويستعمل هذا الجهاز شرائح شفافة تشبه البلاستيك ، أو ورق السلوفان يمكن الكتابة عليها بأوراق خاصة بعضها ثابت لا يمكن أزالته ، وبعضه يمكن محوه بخرقة مبللة وبسائل خاص .

ولهذا الجهاز مميزات كثيرة أهمها أنَّه لا يحتاج إلى إعتام الغرفة لذا يستخدم في حجرات الدراسة العادية ، إضافة إلى أنَّ الصورة المعروضة فيه تكون كبيرة ومضيئة تشد انتباه الطلبة وتزيد من تفاعلهم مع المعلم أثناء الشرح ، وسهولة إنتاج ما يلزم المعلم أنتاجه بعدة طرق وفي وقت قصير قبل الحصة،ولا يخفى عليكم أنهُ يضفي البهجة على وجوه الطلبة وحسن الاستماع ؛ لأنهُ يخرجهم من الوسائل التقليدية ويتيح للمعلم فرصة الابتكار والإبداع ، وأن اقتصرت هذه الوسائل على المدارس الثانوية حصراً وخاصة بعض العلوم المختبرية ، أما المدارس الابتدائية في كربلاء فما زالت تعتمد على وسائل قديم كالسبورة والطباشير في أعمها الأغلب

ولوسائل التعليم المختلفة فوائد جمة ترفد المعلم والمتعلم وعملية التعلم ويمكن أجمالها :

  1. تنمي في المتعلم حب الاستطلاع وتزيد من رغبته في التعلم، فلو زار طالب أو معلمٌ معرضاً من معارض الوسائل التعليمية وشاهد جهازاً لم يرهُ من قبل ، فأنه من قبيل حب الاستطلاع يستفسر من الطالب المكلف بالشرح عنه عن كيفية عمله ، والهدف من صنعه ، وقد يدفعه فضوله إلى تفحصه، فيعود إلى مدرسته أو بيته محاولا تقليد هذا الجهاز وقد يحسنه ويطوره.
  2. توسع مجال الحواس وإمكانية الاستفادة منها في تذكية نشاطه، فاستعمال الأستاذ لمسجل لتدريب طلابه على أداء نشيد ما ، يشحذ سمعهم ويرهفه لتذوق الموسيقى الخاصة بالنشيد والتي تساعدهم على حفظ النشيد.
  3. تقوية العلاقة بين المعلم والمتعلم : لا شك إنَّ استعمال المعلم للوسائل في شرح درسه وتبسيطه للمادة يقربه من طلابه ويحبب الدرس إليهم ويزيد ثقتهم به وخاصة أذا ما أعتمد عليهم في إعداد وسائله .
  4. تساعد هذه الوسائل في علاج مشاكل النطق عند بعض المتعلمين والتي توصف في بعض الأحيان ( بالعيوب النطقية )،والتي تصنف إلى صنفين أساسيين: عيوب سببها عضوي تعود إلى إصابة في الدماغ أو إلى عطل في جهاز الكلام أو إلى الضعف العقلي ، وعيوب سببها نفسي ، ولهذه الأخيرة عدة أنواع منها السكوت الإرادي واللجلجة والتأتأة وإنقاص بعض الحروف .(18)
  5. يتحول المتعلم من كونه مستمعاً جامداً إلى مشاركاً فعالاً مما يزيد ثقته بنفسه .

        6 -تعالج بعض الوسائل التعليمية مشكلة التضخم السكاني ، باستخدام مكبرات الصوت، سيما في الجامعات والمدارس التي يزيد عدد طلابها قدراتها الاستيعابية.(19)

وهناك وسائل تستخدم في دعم عملية التعلم ولكن بطريقة أسهل وأسرع لأنها تكون على مستوى التذكر ، سواء ما كان يتعلق بتذكر المعلومات العامة أو تذكر المعلومات الخاصة وتسمى ب( الوسائل الاصطناعية لتدعيم الذاكرة ) لأن علاقتها بالمضمون المراد تذكره قليلة ، وتستخدم هذه الوسائل مع المادة التي لا ترتبط مفرداتها مع بعضها بشكل منطقي .

وقد تسمى بطرق تدعيم الذاكرة ، والتي يمكن أجمالها :

  1. طريقة المكان : وهي تتطلب تخيل أمكنة مألوفة كالشارع والبيت وغرفة النوم لدى حفظ قائمة بالمفردات ، بحيث توضع كل فقرة من المفردات المراد تذكرها في حيز من المكان المألوف، وبالتالي استرجاع المكان المألوف بكافة أجواءه ، سيساعد على تذكر المفردات التي يتخيلها المتعلم والمقترنة  بهذا الحيز .
  2. طريقة مفاتيح الكلمات : وهو أسلوب لتذكر أزواج من الكلمات كتذكر المدن وعواصمها ، أو الكتب وأسماء مؤلفيها أي أقران ما يراد تعلمه بكلمات أخرى مألوفة لدى المتعلم بالشكل أو المعنى أو الصوت وتسمى (طريقة التذكر اللفظي)
  3. طريقة الترابط أو حبك القصة : وهو أسلوب لتذكر قائمة بالمفردات وليس زوجا من الكلمات فعند ذلك يحتاج سلسلة من التخيلات تربط الأولى بالثانية بالثالثة وهكذا وقد يكو ن الترابط بنسج قصة للمفردات المراد حفظها بحيث يكون لها معنى
  4. طريقة الترميز الفردي وهو أن يستعمل الطالب أول الأحرف من الكلمة لتذكر الكلمة بأكملها ، ثم تجمع الحروف بعضها ببعض لتشكل كلمة واحدة تعبر عن الجملة المراد تذكرها (20)

وهذه وسيلة أخرى وجديدة هي غير ما ذكرناه آنفاً يمكن للمعلم استعمالها لزيادة قابلية المتعلم، ذلك لما تمتاز به من أهمية تمت مشاهدتها تطبيقيا على أحدى المدارس الثانوية في كربلاء هي:

  1. تدعيم الذاكرة مهمة في مساعدة المتعلم على الحفظ والاسترجاع وخاصة إذا كانت مفردات المادة غير مترابطة
  2. هي وسيلة لاستثارة الذاكرة الصورية التخيلية والتي بدورها تساعد المتعلم على الرؤية والتبصر ، ومن ثم الفهم والاستيعاب والاسترجاع
  3. تساعد على تعلم كم كبير من المعلومات في وقت قصير
  4. يجعل المحتوى التعليمي الخالي من المعنى ، محتوى له معنى ويجبر المتعلم على تعلمه، كما في حفظ الحقائق المجردة

الألعاب التعليمية هي وسيلة من وسائل التعلم

 

هناك بعض الألعاب تقدم للمتعلم بتخطيط وحكمة تساعد وبشكل مطلق النظير على خلق المتعة في التعلم والإثارة التي بدورها تسهِّل عملية التعلم فالألعاب لا تشكل غاية المتعلم وإنما وسيلة نحو تحقيق الهدف وهو ( التعلُّم )

ومن الألعاب ذات الفائدة الحقيقية والتي يمكن أن تتيح مجالاً رحباً للتمرين باستخدام معلومات جديدة أو مهارات مكتسبة ،من هذه الألعاب المقترحة :

  1. ألعاب التوصيل : وذلك بتصميم ألعاباً تختبر قدرة المتدربين على توصيل المصطلحات بتعارفها ، أو المزايا باستخداماتها أو الظروف بالاستجابة الأمثل لها أو الأسئلة بأجوبتها وغير ذلك وممكن أن تكون فردية أو ثنائية أو جماعية وتعرض مفردات مجموعات التوصيل على السبورة أو الأرض أو الطاولة وتحسب نقاط اللعبة وفقاً للسرعة أو الدقة أو كليهما
  2.  ألصق الاسم على المسمى ويكون ذلك بإعطاء جميع الفرق مجموعات من أوراق على كل منها أسم جزء من أسماء نظام ما ، ومن ثم أطلب منهم أن يلصقوا كل أسم على مسماه في النظام ، وتحسب نقاط اللعبة وفقاً للسرعة أو الدقة أو كليهما
  3. لعبة الأسماء :قم بتصميم لعبة بغرض المراجعة لموضوع ما أو عملية ما ، سيكون على المتدربين أن يسموا ما يرونه ، مثل : ما هو أسم هذا الرمز؟  ما هو أسم هذه التقنية ؟ وغير ذلك
  4. برامج الألعاب التلفزيونية والحاسوبية : هناك الكثير من هذه الألعاب تناسب جو قاعة التدريب أو التعليم عن بعد مثل ( لعبة الأسئلة والأجوبة)
  5. بناء نظام أو نموذج : ويتم ببناء نظام ما من الورق ، ثم القيام بتجزئة النموذج وتغيير ترتيب القطع ، فيكون على الفرق المشاركة أعادة ترتيب القطع وبناء النموذج مع شرح ما يفعلونه وبصوت عالٍ (21)

وهذه الألعاب التعليمية تتوقف بشكل رئيسي على كفاءة المعلم أو المدرس وقدرته على إيصال فكرة هذه الألعاب إلى  التلاميذ.أفالألعاب  كانت على أقلها في مدارس كربلاء العامة سواء الابتدائية أم الثانوية لأنها تحتاج إلى وقت مضاعف وغالبية مدارس كربلاء المقدسة تتميز بدوامين صباحي ومسائي لتزاحم عدد الطلاب

الجانب العقائدي لمدرسة كربلاء الحسين (ع)

أنَّ مدرسة الأمام الحسين بلغت في عقائديتها الذروة الكبرى ؛ لما يحملهُ أساتذتها  من وعي وعمق وحتى على مستوى أنصارها وأتباعها ؛ لأنَّ ما يحملهُ الشيخ الكبير من الحماسة والإدراك هي نفس الروح والمعنويات التي يحملها الفتى الذي لم يبلغ الحلم بعد  ،والتي جسدت مدرسة عظيمة شهد لها التاريخ في كربلاء ذلك أنَّ الثورة سارت في مسارين

المسار الأول :هو تغيير الحكم الجائر والمتمثل بيزيد وأتباعه ، وليس كما فهمها البعض بأنها الخصومة بين الأمويين والهاشميين ، والموقف واضحٌ وجلي لمن يطلع على أول خطبة للأمام الحسين (عليه السلام ) أمام كتيبة من الجيش الأموي عندما قال :

 ( أيها الناس أني سمعتُ رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرام الله ، ناكثاً لعهده ، مخالفاً لسنة رسوله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير ما عليه بفعلٍ أو قول ، كان حقاً على الله أنْ يدخلهُ مدخلهُ) (22)

أذن الغاية من ذلك ليس الوصول إلى السلطة أو الانتقاص من شخصية قيادية بعينها أنما هو أيقاظ لغفلة أمةٍ وتحريكها وتوجيهها وجهة صحيحة ، فهو بحق أستاذ التأريخ لأنه يُذكِّر تلامذته في كل لحظة ،رغم أنَّ الأمام الحسين (عليه السلام )  قد صرح في بعض الوثائق باسم يزيد ، عندما طلب منهُ والي يزيد على المدينة مبايعة يزيد فأجابه ( عليه السلام ):

" أيها الأمير أنا أهل بيت النبوة .. إلى قوله (عليه السلام )ويزيد رجلٌ فاسق شاربٌ للخمرة ، قاتل النفس المحترمة ، معلنٌ للفسق  ، ومثلي لا يبايع مثله "(23)

فيزيد متجاهرٌ بالكفر والفسوق وأنواع الرذيلة ، إذ وصفه المؤرخون ، أنه صاحب طربِ وجوارح وكلاب وقرود ومنادمة(24)، وأنه كان يلبس كلاب الصيد أساور الذهب والجلال المنسوجة منه ويهب لكلِّ كلبِ عبدٍ يخدمه(25)

لذا فثورته (عليه السلام ) ليست قبلية أو عنصرية حتى وأن صرح باسم عدوه ،أنما هي ثورة ضد الفسق والإرهاب واستحلال قتل النفس المحترمة .  

هي في أصدق تعابيرها ثورةٌ  على الذات ، ثورةٌ على شهواتها ، ووساوسها ، ثورةٌ على الشعور بالعظمة في دنيا فانية لا يبقى فيها غير وجهه تعالى عزَّ وجل في قوله تعالى " كلُّ منْ عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " (26)

وقد تيقن مفكروا العالم حقيقة هذه الملحمة عندما ذكرها ماريين الألماني في قوله (أنَّ حركة الحسين في خروجه على يزيد ؛ أنما كانت عزمة قلبِ كبير ، عزَّ عليه الإذعان ، وعزَّ عليه النصر العاجل ، فخرج بأهله وذويه ، الخروج الَّذي يبلغ فيهِ النصر الآجل بعد موته ، ويحيي بهِ قضية مخذولة ، ليس لها بغير ذلك حياة (27)

ولا بدَّ من المصلحين والناشطين والمهتمين بأمور شعوبهم أن يتدبروا ويتتلمذوا على يد الأستاذ والمصلح الثوري الحسين بن علي ( عليه السلام ) كما فعل المحامي الهندي مهاتا غاندي ، الذي تعلَّم من الحسين كيف ينتصر في قضيته التي قاد بها شعبه نحو الثورة والتحرر من الاستعمار البريطاني عندما أطلق مقولته الشهيرة ( تعلمتُ من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) (28)

وفي قوله (عليه السلام ) :" وأنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما ؛ وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي( صلى الله عليه وآله وسلم) ، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ،وأسير بسيرة جدي وأبي ) (29)

فلو تمعنا في هذا النص نجد أنَّ الحكم القائم آنذاك كان يعمل بكل قواه على تقويض الشريعة الإسلامية من جذورها بإشاعة المنكر والباطل ومخالفة الكتاب والسنة .

والحسين  (عليه السلام )في ذلك كله هو المقوم للاعوجاج والموجه للانحراف في قوله : (لا والله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ، ولا أقرُّ أقرار العبيد ، ألا وأنَّ الدعي بن الدعي قد ركَّزَ بين اثنتين بين السِّلة والذلة ، وهيهات منَّا الذلة(30)  بأحياء  سنة جده محمد (صلى الله عليه وآله ) الَّذي عرضت عليه رجالات قريش المال والسيادة فأبى وقال لعمه أبي طالب ( عليه السلام )( يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ، على أن أترك هذا ألأمر ، حتى يظهره الله أو أُهلك فيهِ ، ما تركته )(31)

وسيرة أبيه عليٌ ( عليه السلام ) في قوله :

 ( اللهمَّ أنك تعلم أنَّهُ لم يكن الذي كان منا ، منافسةَ في سلطان ، ولا ألتماس شئ من فضول الحطام ؛ ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتقام المعطلة من حدودك ) (32)

ومن البديهي أن يسير (عليه السلام ) على سيرة جده وأبيه وهم أهلُ بيت النبوة  ومعدن الرسالة .

الخاتمة

وخير ما أختتم به بحثي هو الصلاة والسلام على خير مبعوث دعا إلى خير معبود وعلى آله وصحبه الأخيار

أما بعد فأن التعليم  كان وما يزال جهد بشري مكثف ومعتمد على خبرات ومهارات المعلم اعتمادا على الحواس الخمس كوسيلة لتسهيل عملية التعلُّم لدى الطلاب ،ولكن هذا وحده لا يكفي إذ لا بد من تقنيات حديثة وحاسوب ألي وشبكة انترنت ، وسبورة ذكية ، وحقائب تكنولوجيا التي لا تلغي بطبيعتها دور المعلم أو المحاضر بل يصبح دوره أكثر أهمية وصعوبة ؛ لأنه الشخص المبدع الوحيد وذو الكفاءة الذي يدير العملية التعليمية باقتدار ويصبو إلى تحقيق التقدم والتقنية .

وهذا سوف يقودنا إلى تشعب مهنة التعليم ليس فقط في مدينة كربلاء المقدسة ، بل على صعيد دولي، لأنها سوف تصبح مزيجاً من مهام متشعبة ليصبح دور المعلم فعالاً فهو بحق مدير المشروع التعليمي، والقائد الموجه ،والناقد والمسير للعملية التعليمية ، وخاصة ونحن نعيش في مجتمعات كتابية تتخذ أغلب أطيافه من الإسلام ديناً فقد أكد سبحانه وتعالى على أهمية العلم والتعلم كما في أول آية نزلت وهي (  أقرأ)على نبينا الكريم محمد (ص)

 وكثرت المواضع في كتابه تعالى التي حملت العلم والتعلُّم،  وأشار القرآن الكريم إلى الوسيلة في قوله تعالى "ن والقلم وما يسطرون " (33)باعتبار أنَّ القلم أحدى وسائل التعلُّم .

فالوسيلة التعليمية لا تنفصل عن الهدف والأسلوب، وقد تدرجت تسميتها لدى المربون فأصبحوا يطلقون عليها تسميات عدة منها وسائل إيضاح ، ووسائل سمعية ووسائل بصرية ،ووسائل اتصال ،وتقنية تعليمية ،وتكنولوجيا التعليم وغيرها .

وخير ما أختتم به بحثي المتواضع هذا هو الصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار

 أمَّا كوني أصيب أو أخفق فيما تناولته من موضوعات فهذا شأن الناس جميعاً ، والله من وراء القصد .

الهوامش

  1. سورة المائدة :31
  2. الأعراف : 145
  3. المائدة : 114
  4. العلق : 5
  5. المائدة : 30
  6. صحيح البخاري / كتاب الآذان ، رقم الحديث 18 -60
  7. النسائي / باب المناسك ، رقم الحديث : 220
  8. الوسائل في عملية التعليم والتعلم ، قسطندي نقولا أبو حمود ، ص10 .
  9. الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعلم ، محمد علي السيد ،ص 37.
  10. الوسائل التعليمية وتقنيات التعليم ، طارش بن غالب اليعقوبي، ص12.
  11. ينظر مبادئ التعليم المدرسي للأهل والمعلمين ، عماد شاهين ، ص37
  12. ينظر مبادئ التعليم المدرسي للأهل والمعلمين، عماد شاهين ، ص381- 382
  13. سلبيات التعليم الالكترونيChaldean  ^http // sales .Google. com  
  14. أساسيات تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية  التعلمية ، الأستاذ محمد محمود الحيلة ،ص28
  15. الوسائل التعليمية وتقنيات التعليم ، طارش غالب اليعقوبي: ص10
  16. سيكولوجية الإرشاد النفسي المدرسي( أساليبه ونظرياته)، صالح حسن الداهري، ط1 ،ص76                                                                                                
  17. الإرشاد المدرسي ( طبيعته –مجالاته-آلياته –طرائقه ) ، محمد الشيخ حمود : ص314
  18. الإرشاد المدرسي ( طبيعته –مجالاته-آلياته –طرائقه ) ، محمد الشيخ حمود : 

ص311-312

  1. ينظر الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم ، محمد علي السيد :ص50
  2. ينظر أساسيات في علم النفس التربوي،  د أفنان نظير دروزة ، ط1 ،ص 301-302
  3. ينظر التعلم السريع ، دايف ماير ، ترجمة : علي محمد ، ص207-208
  4. الوثائق الرسمية لثورة الأمام الحسين / السيد عبد الكريم الحسيني القز ويني / الوثيقة (58)
  5. الوثائق الرسمية لثورة الأمام الحسين / السيد عبد الكريم الحسيني القز ويني / الوثيقة (12)
  6. مروج الذهب /علي بن الحسين بن علي المسعودي / ج 3 / ص67
  7.  الفخري في الآداب السلطانية /محمد بن علي الطقطقي  /ص55
  8. معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام/ علي موسى الكعبي  / ص1446    26   - سورة الرحمن : آية 27

      27- سلسلة مناهل ألطف للشباب ( أسباب نهضة الحسين )/ تدقيق                              مصطفى كامل محمود /ط1 /دار صادر –بيروت ، 1922

28- ينظر استراتيجيا النهضة الحسينيةفي الإصلاح والتغيير السياسي / ماجد السادة / ص17-18

29- الوثائق الرسمية لثورة الأمام الحسين / السيد عبد الكريم الحسيني القز ويني/ الوثيقة (17)

30- أعيان الشيعة / محسن عبد الكريم علي الأمين /ج4 / القسم الأول / ص 258 - 259

31- أنظر الكامل في التاريخ /لأبن الأثير / ج 2 /ص 43

  1. نهج البلاغة / محمد عبده / ج 2 /ص19
  2. سورة القلم :آية 1                           

                             المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. الإرشاد المدرسي( طبيعته – مجالاته –آلياته – طرائقه)، محمد الشيخ حمود ، ط1 ، دار الكتاب الجامعي العين – دولة الأمارات العربية المتحدة ، 2011.

3-أساسيات تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية ، الأستاذ محمد محمود الحيلة( عميد كلية العلوم التربوية اليونسكو)،ط1 ، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، 2002.

  1. أساسيات في علم النفس التربوي، د. أفنان نظير دروزة ،ط1 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، 2004م.
  2. -  استراتيجيا النهضة الحسينية  في الإصلاح والتغيير السياسي / ماجد السادة ،ط1،هـ1427-2007 م .
  3. - أعيان الشيعة / محسن عبد الكريم علي الأمين /ج4 / القسم الأول ،ط5 ، دار التعارف – بيروت 1420 هـ
  4.  الكامل في التاريخ /لأبن الأثير / ج3، ط2، دار أحياء التراث العربي، 2009م
  5. التعلم السريع ،دايف ماير ، ترجمة : علي محمد ، ط1 ، الدار القيمة للنشر والتوزيع ، 2041
  6. الوسائل في عملية التعليم والتعلم ، قسطندي نقولا أبو حمود ،القدس ، ط4 ، مطبعة المعارف ،1982م .
  7. سيكولوجية الإرشاد النفسي المدرسي (أساليبه ونظرياته)، صالح حسن الداهري، ط1،  دار صفاء للنشر والتوزيع –عمان ، 2008م
  8. سلبيات التعلم الالكتروني Chaldean  ^http // sales .Google. com  
  9. سلسلة مناهل ألطف للشباب ( أسباب نهضة الحسين )/ تدقيق مصطفى كامل محمود ، ط1،
  10. صحيح البخاري ، كتاب الأذان ،رقم الحديث 18 - 60
  11. الفخري في الآداب السلطانية /محمد بن علي الطقطقي  ، ط1 ،دار صادر بيروت ، 1980م
  12. مبادئ التعلم المدرسي للأهل والمعلمين ، عماد شاهين، ط1 ، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 2009 م.
  13. مروج الذهب ،علي بن الحسين بن علي المسعودي / ج 3 ، دار الكتب العلمية – بيروت ، 2004
  14. معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام، علي موسى ألكعبي  النسائي، ط1 ، مركز الرسالة – إيران ، 1429هـ  
  15. نهج البلاغة ، محمد عبده ، ج19، دار البلاغة – بيروت ، 1998م .
  16. الوثائق الرسمية لثورة الأمام الحسين / السيد عبد الكريم الحسيني القز ويني / الوثيقة (58)
  17. الوسائل التعليمية وتقنيات التعليم ،طارش غالب اليعقوبي،ط1 ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع –الأردن، 2010م.
  18. الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم ، محمد علي السيد ،ط8، مكتبة المنار – شارع الفاروق ، 1988