خلاصة البحث:

هناك عدة دوافع شجعتني على ان ندون هنا البحث عن مدينة كربلاء المقدسة وطبيعة الحركة الاجتهادية فيها منذ ان تحولت ارضها الى بقعة مباركة ومن ثم تحولت الى احدى المدن التي انارت بنور العلم والفضيلة الى احدى المراكز الدينية .

ووفاءً لهذه المدينة قد انشدونا الى كتابة هذا البحث , وهي فرصة طيبة في مؤتمر علمي عن مدينة كربلاء المقدسة والذي يعقد على اروقة جامعة اهل البيت (ع) لغرض الاسهام في التعريف عن الجانب الاجتهادي لعلماء كربلاء .

لذلك تم اختيار عنوان الحركة الاجتهادية في كربلاء , وتكمن اهمية الموضوع بأن هذه المدينة المقدسة اصبحت قطعة من الجنة وذلك للدماء الزاكيات التي اريقت عليها , وباتت لهذه الارض قدسية وبركة لعشاق الامام الحسين (ع) وشيعة واصبح بلسم ودواء تطبيب لهم , ومن خلال ذلك صارت هذه الارض تمتلك عنصر جدب روحي ومعنوي ظل يشد الناس المؤمنين اليها .

وعند التحقيق والبحث وجدنا  بان هناك مدرسة قد اسها الامام الكاظم (ع) في كربلاء في حدود سنة 162 هـ وصارت هذه المدرسة منطلقاً ينتهل من العلماء والفقهاء من عرب

علوم اهل البيت (ع)

وعلى هذا اكمين القول بان الحركة الاجتهادية في كربلاء المقدسة قد ابتدأت في عهد الامام الكاظم (ع)  سنة 162 هـ , وليس كما صرح اغلب المؤرخين والمصنفين الى ان الحركة العلمية بصورة عامة ابتدأت في نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري على يد ىحميد بن زياد النبوي ت 310هـ الذي قال عنه الشيخ الطوسي والنجاشي بان سكن الى جوار الحائر الحسيني وكان  كثير التصانيف , نقد روى الاصول اكثر , له كتب كثيرة على عدد كتب الاصول منها :

الجامع في انواع الشرائع – الخمس – الدعاء – الرجال .....

ومن ثم برز علماء في هذه المرحلة ابرزهم محمد بن عباس الغاضري وعثمان بن يحيى

ويشير تاريخ الحركة العملية في كربلاء بان شهد بتاسيس مدارس علم في عهد عنصر الدولة البويهي 373 هـ حيث اسس مدرستين تقديراً واختراماً لاستاذه الشيخ المفيد , واحدة من هذه المدارس اسست في كربلاء فقد ذكر ابن بطوطة في رحلاته الى انه شاهد في سنة 737 مدرسة  الى جانب ضريح الامام الحسين (ع) الا ان هذه المدرسة لم تضاهي مدارس النجف والحلة وحلب الا بعد ان غادر اليها المرجع احمد بن فهد الحلي ت 841 هـ , وبعه ابراهيم الكنعي ت 840 ÷ والسيد حسين الحائري ت 910هـ والشهيد الثاني  965هـ

وبرز الشيخ يوسف البحراني ت 1186 الذي تزعم حركة المحدثين والاخباريين المعتدلة بعد وفاه الاسترابادي سنة 1033هـ  لذلك بعد عهد البحراني عهد علمياً كونه عالماً كبيراً اشتهر في كربلاء باعتماده الاجتماع وجعله من ضمن مصادر التشريع فضلاً عن قبوله الاجتهاد والتقليد في الوقت الذي كانت النجف تقف وقفة مناهضة المنهج الاخباري بقيدة الشيخ محمد باقر البهبهاني ت 1208هـ من خلال حضوره الى كربلاء ومحادثته المباشرة  لتلاوة الشيخ البحراني بالعدول الى مبدأ الاجتهاد مما يدل على سمو روح التحقيق العلمي ونمو قدرات البحث والتحقيق والمناظرة في كربلاء وتتلمذ على يد البهبهاني في شخيه من اقطاب المذاهب الامامي مثل محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء ومحمد الترافني  وغيرهم .