خلاصة البحث:

أكتسب موضوع المواطنة والحكم الرشيد أهمية متزايدة في السنوات القليلة الماضية وكثرت المبادرات الداعية للإصلاح وإحلال الحكم الرشيد, نظراً لما شهده العالم المعاصر في الآونة الأخيرة من أحداث متلاحقة وتطورات سريعة خصوصاً ونحن نعيش اليوم في خضم تحديات متنوعة سواء كان ذلك على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وصولاً إلى الصعيد الديني والفكري والثقافي في عصر أتسم بالتغير وظهور عوامل أضعاف وتهميش وقد أصاب القلق بعض المجتمعات ومنها العربية والإسلامية التي تخشى أن تؤدي هذه التحولات المتسارعة والمرتبطة بالتطور العلمي السريع بأبعاده الإيجابية والسلبية وما ينتج عنه من هدم للهوية إذ قيمها ومبادئها وعاداتها وتقاليدها بفعل الهالة الإعلامية الغربية ووطننا أحد هذه المجتمعات التي مرت بتغيرات سريعة شملت معظم جوانب الحياة وأدت إلى ظهور اتجاهات وقيم وأنماط  تفكير قد لا تتفق وطبيعة مجتمعنا, فما حدث في وطننا في العقود الأخيرة  من أحداث سببت شرخاً لمفهوم المواصلة إذ تضافرت جملة معوقات جعلت الفرد يعاني من الاغتراب فأصبح محبطاً وفي حالة من الغموض في الرؤية وتخبط في الإحساس بالمسؤولية فأنتج لديه شعور أقل ما يوصف بضعف المواطنة , وهاهي إشكالية عالم اليوم توجب بنا تحقيق نهضة فكرية و حضارية أصيلة نابعة من واقع مجتمعنا و تقاليدنا وأعرافنا غير النهضة الفكرية و الحضارية المزيفة عند الأمم الأخرى, تلك النهضة التي تستقي أفكارها و مقوماتها من تراثها و تقاليدها و أصول بيئتها الفكرية و الحضارية مستندة بذلك لفكر الإمام علي(( عليه السلام)) و دعوته ووصاياه لحقوق الوطن والمواطن و التي عدت مفردات و مبادئ يمكن دراستها في كل عصر , وإذا لم يتحقق ذلك فإننا سنجد أنفسنا مضطرين إلى قبول الأفكار السياسية الغربية المزيفة و التي لا تنبع من أصول تراثنا و تقاليدنا وهو ما يهدد كياننا و يجعلنا دوما أن نعيش في فراغ فكري. ويستند البحث إلى أهمية علمية مفادها أن للإمام علي بن أبي طالب (( عليه السلام )) فكر مميز لحقوق المواطن وإدارة الحكم الصالح والرشيد اتسم بالشمولية والعمق تجلت بقواعد حكمه ووصاياه عليه السلام و قد امتاز هذا الفكر بمبادئ رصينة تتساوق في إي زمان و مكان نظرا لما تحتويه من قيم روحانية و مسؤولية كبيرة في بناء فكر عالمي أنساني قادر على تحقيق و بناء الاستقرار العالمي.