تصنیف البحث: السياحة
خلاصة البحث:

أصبحت السياحة اليوم وصناعتها ظاهرة عالمية تخضع للكثير من التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي أصبح لها تأثيراً كبيراً في حركة السياحة الدولية وتطور النشاط السياحي وإمكانية نموه في العديد من دول العالم.

وتعد السياحة من ضرورات الشعوب لما تمتلكه من آثار مباشرة وغير مباشرة في مختلف الأنشطة القطاعية (اقتصادية وثقافية واجتماعية... الخ)، ومن خلال هذه الأهمية الكبيرة والمتنامية للقطاع السياحي جاء بحثنا ليركز على جانب مهم في هذا القطاع وهو السياحة الدينية والمتضمنة شواهد حضارية ومراقد ومقامات دينية كثيرة، وقد اختص في محافظة كربلاء بوصفها مدينة مقدسة ذات أهمية بالغة للمسلمين الشيعة على وجه التحديد.

وتتلخص مشكلة البحث بتدهور العلاقات الدبلوماسية بين العراق ودول الجوار مما أدى إلى التأثير الكبير في المفاصل الاقتصادية كافة وخاصة فيما يتعلق بجانب السياحة الدينية والتي تعد مورداً هاماً للاقتصاد العراقي عموماً ولمحافظة كربلاء على وجه التحديد، وقد افترض البحث إن متغير العلاقات الدبلوماسية بين العراق ودول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية وإيران هو المؤثر الأكثر أهمية في استثمارات السياحة الدينية في المحافظة اعتماداً على نتائج التقدير الخاص بدالة استثمار السياحة الدينية في المحافظة للمدة (1990-2004)، إذ تبين من هذه النتائج إن معلمة المتغير الوهميDummy Variables  والذي يمثل العلاقات الدبلوماسية مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران (60,6) مما يبرهن على أن هذا المتغير ذو تأثير كبير على حجم الاستثمارات السياحية في المحافظة والممثل بعدد الفنادق.

وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج أهمها:

1- تعد السياحة الدينية صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد واضافة إلى كونها مصدراً مهماً لخلق القيم المضافة ومورداً للعملات الأجنبية والذي يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.

2- هناك عرض سياحي ديني كبير في محافظة كربلاء ممثلاً بالشواهد الروحية والأثرية متمثلة بمرقد الإمام الحسين بن علي -ع- ومرقد أخيه العباس-ع- ومراقد أبناء الحسين -ع- وأصحابه وعدد من المقامات الشيعية والأماكن الأثرية مما يجعل من المحافظة مقصداً للزوار الشيعة والذين يمثلون (20%) من المسلمين في العالم والبالغ عددهم (1200 مليون نسمة).

3- ان صناعة السياحة هي صناعة كثيفة العمل وكثيفة رأس المال، إذ تقوم هذه الصناعة بتشغيل أكثر من (11 مليون عامل) على نطاق العالم ككل.

واستناداً إلى النتائج المستخلصة فقد أوصى البحث ببعض التوصيات أهمها:

1- بالنظر لما تتمتع به السياحة الدينية من مميزات اقتصادية واجتماعية وثقافية وروحية فمن الضروري الاهتمام الكبير بتطوير ونمو هذا القطاع من خلال توظيف الجهود والإمكانات بما يحقق نمو هذا القطاع ورفع مستواه.

2- ضرورة تهيئة كوادر إدارية وخدمية مدربة وكفوءة لرفع المستوى الإداري للقطاع السياحي في العراق عموماً وفي محافظة كربلاء على وجه التحديد.

3- ضرورة تحسين العلاقات الدبلوماسية مع الدول الإسلامية وخاصة الدول المجاورة للعراق لأنها تؤثر تأثيراً مباشراً وكبيراً على نشاط السياحة الدينية عموماً.

4- بالإمكان الإفادة من جامعة كربلاء وفتح قسم للسياحة الدينية في كلية الإدارة والاقتصاد بما يحقق تخريج كوادر سياحية على درجة عالية من الفن السياحي والتعليمي، مع ضمان توزيع هذه الكوادر المتخرجة على مفاصل السياحة الدينية في المحافظة مما ينعكس إيجاباً على رفع مستوى الخدمة السياحية في المحافظة.