تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 20
إلى صفحة: 57
النص الكامل للبحث: PDF icon 180421-133208.pdf
البحث:

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، وحبيب رب العالمين؛ أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، إلى قيام يوم الدين..

أما بعد؛

فهذا البحث الموسوم ب (شعر عبادة بن ماء السماء – جمع، ودراسة) واحد من البحوث التي أنجزناها في أواخر سنة 2011م، وهو من مجموعة بحوث نقدّمها للترقية العلمية إلى مرتبة الأستاذيّة، وقد بذلنا فيه جهداً كبيراً، ونحن نفتّش عن شعر عبادة في المظان المختلفة، وعملنا على ترجيح الروايات المختلفة، وتوثيق نسبتها إلى الشاعر، فقدمناها مرتبة على حروف الهجاء العربية، مجموعة في مقصد مستقل، فكان نتاج ذلك الجمع سبعاً وخمسين نصّاً شعريّاً، منها خمسون نصاً في أوزان الشعر العربي المعروف، وسبعة موشحات تمثّل خلاصة ما وصل إلينا من موشحات الشاعر، التي أبدع في نظمها وابتداعها، فأدخل التضمين، والتضفير فيها، ولعلّ أهميّة عبادة تأتي من كونه المخترع الحقيقي لفن الموشحات مثلما أشار إلى ذلك ابن بسّام الشنتريني، على نحو ما سيأتينا في البحث؛ إذ وجدت موشحاته صدى كبيراً في المشرق والمغرب.

وحاولنا في المقصد الآخر أن ندرس شعر الشاعر بحسب موضوعاته، وما اشتمل عليه من ظواهر فنيّة ميّزت الشاعر، وارتقت به إلى مصاف الشعراء المتقدمين في عصره.

اعتمدنا في بحثنا على المصادر المحققة تحقيقاً علميّاً وافياً، فضلاً عن بعض المصادر المخطوطة، واستعناّ بما كتب عن الشاعر في المصادر الإسبانية  والإنجليزية.

نحسب أنّ عملنا هذا إضافة ثرّة إلى المكتبة الأندلسيّة الزاخرة بالأعلام والشخصيّات المؤثرة في الساحة الأندلسيّة، وعساه أن يسدّ فراغاً في المكتبة الشعريّة الغنيّة، ولا ندّعي أنّ ما نصبو إليه من كمال قد تحقق، فذلك مما لا يوصف به إلاّ المولى جلّ شأنه، وحسبنا أنّنا اجتهدنا في عملنا، ولا يكلذف الله نفساً إلا وسعها، عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....  

مدخل:

تعريف بالشاعر، وعصره

سقطت الدولة الأموية في أعقاب الفوضى التي عمّت الخلافة بالأندلس؛ بفعل الصراع الدامي داخل الأسرة الحاكمة، وتسلّط رجال القصر من الصقالبة، والعبيد على العاصمة قرطبة، وكان من نتائج ذلك الصراع أن اعتلى العرش أبو الحسن علي بن حمّود الحسني؛ الذي أطلق على نفسه (أمير المؤمنين)، وتلقّب ب (الناصر لدين الله)([1])،  وهو بهذا يعد المؤسس لأول دولة علويّة من بني هاشم في الأندلس؛ إذ ينتمي إلى إدريس الأول، الذي أسّس أول دولة علويّة في فاس بشمال إفريقيا سنة 172ه.

 وبطبيعة الحال، فقد وفد على ابن حمّود كثير من الشعراء مهنئين إياه بالخلافة، فأكرم وفادتهم، واستمع منهم إلى باقة من قصائد الحب، والولاء، والإيمان الخالص بأهل البيت (عليهم السلام)، وكان عبادة بن ماء السماء واحداً من الشعراء الذين وفدوا عليه، ونظموا فيه شعراً يفصح عن عقيدة راسخة، وإيمان كبير، وولاء دائم لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلام)، وللخليفة العلوي (ابن حمّود) مادحاً، ومفتخراً، معبراً له عن صدقه، وحبه؛ له، ولأجداده من البيت النبوي الطاهر. 

ينتمي (عبادة) إلى أسرة عربية عريقة، من الأنصار، سكنت الأندلس في وقت مبكر، وكان جدّه مناهضاً لوجود الأمويين فيها([2])، ولمعرفة هوية هذا الشاعر، وانتمائه، يتوجّب علينا متابعة أخباره في مصادر الدراسة الأندلسيّة والمشرقيّة، ولاسيّما أخباره مع بني حمّود.

فهو عبادة، بن عبد الله، بن محمد، بن عبادة، بن أفلح، بن الحسين، بن يحيى، بن سعيد، بن قيس، بن سعد، بن عبادة، الخزرجي، الأنصاري، كذا ورد اسمه عند أبي الوليد الفرضي في كتابه (طبقات الشعراء في الأندلس)، ولم يصل إلينا هذا الكتاب، بل وصل إلينا كتاب آخر للمؤلف هو (تأريخ علماء الأندلس)، وعن الأول نقل الحميدي في الجذوة([3])، وابن بشكوال في الصلة([4])، والضبي في البغية([5]) وكذا ابن حجر في نزهة الألباب في الألقاب([6]).

يكنّى الشاعر بأبي بكر، ويلقّب بابن ماء السماء نسبة إلى جدِّه الأعلى، ولعلَّ أول من سكن الأندلس من سلفه هو الحسين بن يحيى بن سعيد؛ إذ سكن قرية (قربلان)([7]) من أعمال سرقسطة. وكان للحسين هذا  موقف بوجه عبد الرحمن بن معاوية الداخل، حتى استقرّت الأسرة في ظروف غير معروفة باتجاه الجنوب في طليطلة وقرطبة.

 وفي ظل الأحداث الدامية، والأيام العصيبة التي شهدتها الأندلس في أواخر عصر الخلافة، وسيطرة رجال القصر على الخلفاء من بني أمية؛ فتح الشاعر عينيه  على الحياة، وعلى الرغم من هذه الظروف نشأ الشاعر نشأة علمية، ودرس اللغة والنحو على يد عالم قرطبة الشهير أبي بكر الزبيدي (ت379هـ)، وروى عنه كثيراً من مؤلفات المشارقة، التي نقلها أبو علي القالي في علوم العربية وآدابها، حتى صار « من فحول الشعراء، وأكابر الفضلاء، وأئمة العلماء، وسادة الأدباء، وشعره كثير في الملح والفوائد، حسن الغزل والقصائد، يتوقّد خاطره كالشهاب الثاقب، ويجلو صيقل فكره صدا كل عام ذاهب »([8]).

وذكر ابن بسّام أنّ عبادة هذا عاش في كنف الدولة العامرية([9])، وكانت لعبادة علاقات وطيدة مع كثير من علماء وأدباء عصره مثل: الوزير أبي عامر بن مسلمة، والوزير أبي عامر بن شهيد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأبي بكر بن زيدون؛ والد الشاعر المشهور، وغيرهم، مثلما كانت له علاقات طيبة مع المنصور بن أبي عامر، وقد مدحه في أكثر من مناسبة فيما يتعلّق بالجهاد، ومرابطته بالثغور، وغزواته الصيفية، أو ما يعرف بالصوائف ضد الفرنجة، ولكن ما يهمنا هنا علاقته مع البيت الهاشمي، وهو ما سنفصح عنه من خلال قصائده التي قالها فيهم.

ويبدو أنَّ الشاعر تنقّل في مدن الأندلس الجنوبيّة، وقد اتخذ من مالقة سكناً له، وتوفي فيها في شوّال سنة 419هـ كما في رواية ابن حيّان([10])، إلاّ أنّ ابن حزم قال: إنّه كان حيّاً سنة 421هـ، وابن حزم أعلم بالتواريخ، ويبدو أن وفاته كانت بشكل مفاجئ، وهو ما دفع بعض المؤرخين المعاصرين له إلى أن يختلقوا خبراً في تعليل وفاته، وهو تعليل يصعب تصديقه([11]).

 ألف عبادة كتاباً مهماً في طبقات الشعراء بالأندلس، نقل عنه ابن حيّان في مواضع كثيرة من كتابه (المقتبس)، وليس هنا مجال الحديث عن الكتب التي رواها عبادة بن ماء السماء، ولا عن كتابه طبقات الشعراء، فسيأتي الحديث عنها في غير هذا الموضع، وقد خصصنا لهذا الباب دراسة مفصلة نتناولها فيما بعد إن شاء الله، ولكن يجدر بنا أن نشير إلى أن ابن بسّام ذكر عبادة بأنّه المخترع الحقيقي لفن الموشحات؛ فالموشح لم يسمع إلاّ منه([12])؛ إذ انه أدخل التضفير في مرحلته الأخيرة، وقد بقيت موشحتان من أصل سبع موشحات قالها في عليّ بن حمود الحسني، وقد ورد اسمه فيها، وليس كما زعم المستشرق الإنكليزي دافيد صمويل شتيرن([13]) الذي ذهب إلى أن هذه الموشحة لمحمد بن عبادة القزاز؛ لأنّ القزّاز لم يدرك دولة الحموديين، بل عاش في ظل الدولة الصمادحية، واختص بالمعتصم بن صمادح صاحب المرية، ولم يكن اسمه محمداً، بل علي بن حمّود، وسنأتي بها لاحقاً.

المقصد الأول:النصوص الشعريّة:

قافية الهمزة

(1)

ولبعض الأندلسيين مغزى دقيق في وصف (الخيري) ومعنى رقيق، وقيل إنّه لعبادة بن ماء السماء:       (الخفيف)

1
2
 

وكأنَّ الخيريّ في كتمه الطي
يُظْهٍرُ الزهدَ بالنّهار ويمسي
 

 

بَ فقيه مغرىً بطولِ رياءِ([14])
فاتِكاً ليلَه مع الظرفاءِ([15])
 

 

قافية الباء

(2)

وقال عبادة:                                                                               (السريع)

1
2
3
 

بكفّه نشابةٌ أذكرت
كأنَّ يمناه على ناظرٍ
كأنّما تعقدُ في وترهِ
 

 

في قبضها من قلبيَ الناشب([16])
منه ويسراه على حاجبِ
تسعاً وستين يدا حاسب
 

 

(3)

كان من فحول الشعراء، وأكابر الفضلاء، وأئمة العلماء، وسادة الأدباء، وشعره كثير في الملح والفوائد، حسن الغزل والقصائد، يتوقّد خاطره كالشهاب الثاقب، ويجلو صيقل فكره صدا كل عام ذاهب، فمن ملح شعره الفاطمي قوله:

(السريع)

1
2
3
4
5
 

يا سيّد الأملاك من هاشمٍ
من ذا يجاريكَ إلى غايةٍ
وأنت بدرٌ في سماء العلى
أنت عليّ بن نبيّ الهدى
في زمن المحل كصوب الحيا
 

 

ومنتهى الطالبِ والراغبِ
من طامعٍ في المجدِ أو راغبِ
يمحو ضياءَ الكوكَبِ الثاقبِ
وابن عليّ بنِ أبي طالبِ
وفي الوغى كالأسد الغالبِ
 

 

(4)

وقال أيضاً:                                                                                (الطويل)

1
2
3
4
5
 

سقى اللهُ أيّامي بقرطبة المنى
وكم مُزِجت لي الراح بالريق من يدي
أوان عذاري لم يَرُعْ بمشيبه
تعلّلني فيها الأماني بوعدها
سل الغنم البادي من السجن دانفاً
 

 

سروراً كريّ المنتشي من شرابه
أغرّ([17]) يريني الحسن ملء ثيابه
شبابي ولم يوحش مطار غرابه
وهيهات أن أروي بورد سرابه
لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه
 

 

(5)

وقال عبادة:                                                                                (المجتث)

1
2
 

كتمت سرّك حتّى
فما دراه عليم([18])
 

 

كأنّه من عيوبي
حاشا عليم([19]) الغيوبِ
 

 

(6)

وقال عبادة:                                                                               (الطويل)

1
2
 

حيران من فقد العفاة كأنّه
يعطي ويدنيه الحياء كأنّه
 

 

من آل عذرة([20]) قد أغبّ حبيبا
قد يستقلّ نواله الموهوبا
 

 

قافية الجيم

(7)

وقال عبادة:                                                                                         (الخفيف)

1
2
3
4
 

كلّما مسْتِ في الرداء توارت
أو تمشّت بحاسر الرأس أو في
وكأنّ التفاف شَعركِ جعداً
طبق مكفأ من التبر محضاً
 

 

بقناعٍ غزالةُ الأبراجِ
ملكٍ للملاحِ من غير تاجِ
فوق وجه يضيء ضوء السراجِ
تحته للعيون لعبة عاجِ
 

 

قافية الدال

(8)

وقال أبو بكر عبادة بن ماء السماء يصف الربيع بأوصاف بديعة وتشبيهات رفيعة وبدأ يذكر سحابة:

(الرمل)

1
2
3
4
5
6
7
8
 

ولعوبٍ عَشِقَتْ روضَ الثَّرى
فَيُرى الروضُ إذا ما وصلت
عَطِراً ملتبِساً مُلتحفا
كمحبٍّ زار محبوباً له
وإذا ما ودّعت أبصرتها
تلحظ النَّوْرَ بلحْظٍ فاترٍ
وجفون النَّوْرِ تهمي بالبكا
فهما في حيرةٍ عند النّوى
 

 

فهي ثانيه على طول البعدْ
أرجُ العرْفِ من الطيب الجسدْ
في سرابيلَ منَ الحسنِ جددْ
فتحلّى للقاه واستعدْ
في نحول العاشقِ الصبِّ الكمدْ
مثل جفنٍ حائرٍ فيه رمدْ
كجفونِ الصبِّ من فقدِ الجلدْ
كمحبّبَيْنِ أحسّا بالبعدْ
 

 

(9)

    وقال أيضاً:                                                                         (السريع)

1
2
3
4
 

فهل ترى أحسن من أكؤس
يقولُ للساقي أغثني بها([21])
أغرق فيها الهمُّ لكنْ طفا
كأنَّما شيّبَها شاربٌ([22])
 

 

يقبِّلُ الثَّغْر عليها اليدا
وخذْ لجيْناً وأعدْ عسجدا
حبابُها من فوقِهِ مُزْبَدا
أمسكها في كفِّه سرمدا
 

 

(10)

 وقال عبادة في سكّين:                                                                            (الكامل)

1
2
3
4
5
 

أهديْتُ نحو معذّبي عضُبَ([23]) الضّبا([24])
وفرنْده([25]) المعشيِّ لعيْنَيْ مذكرٍ
وكذاك يحكي باصفرار نقوشه
ولذاك أهديه إليه تفاؤلاً
أفردتُهُ من غمْدِهِ إذ لم أرى
 

 

من طرفه الفتّاك أحسبُ حدّهُ
من خطِّ عارِضِهِ المليحِ فرنْدُهُ
منْ عاشقٍ مثلي نحيلٌ خدُّهُ
للقائنا فكأنَّما أناْ عندهُ
إلاّ فؤادي خوْفَ صدّكَ غمدهُ
 

 

(11)

وقال عبادة في قمري:                                                                             (السريع)

1
2
3
 

مطوّق جوّد([26]) في شدوِهِ
 مالَ على الخوط([27]) فشبّهته
كأنَّما الطَلُّ([28]) عر طوقه
 

 

كأنّما طُوِّقَ إذ جوَّدا
بشاربٍ لمّا انتشى عرْبَدا
دمْعٌ على عِقْدِ فتاةٍ بَدا
 

 

(12)

وقال عبادة:                                                                               (الطويل)

1
 

كأنَّ أديم([29]) الماء درٌّ مذابُهُ([30])
 

 

يصافحُ من خضْرِ الرياضِ زمرُّدا([31])
 

 

(13)

وقال عبادة:                                                                               (الكامل)

1
2
3
4
5
6
 

هذي وفود الرومِ نحْوكَ بادَرَتْ
وصلوا على مثلِ الصراطِ إليْكَ منْ
في جحْفَلٍ كالرَّوْضِ في ألوانِهِ
وكأنَّما الحيّاتُ فاغرةٌ بهِ
وكأنَّما العقبانُ في نفحِ الصبا
والأرْضُ تحسبُها سلوكاً سطَّرتْ
 

 

أمّ القطا للمنهلِ المورودِ
هوْلٍ وأنفسهم بلا مجلودِ
يهْفو بأعلاه سحاب بنودِ
تومي إلى الأعداءِ بالتهديدِ
تهوَى إلى صيد الكماةِ الصِّيدِ
فيها لآلئ عدَّةٍ وعديدِ
 

 

(14)

وقال عبادة في دخول جسد ابن فرزلند في تابوت:                                                     (الكامل)

 

1

فرّقْت بين دماغِهِ وفؤادْهِ

 

وَجَمَعْتَ بين غرابه والسِّيدِ

 

 

قافية الراء

(15)

وقال عبادة:                                                                               (المنسرح)

1
2
3
 

أقلامه تنثني السيوف لها
كانَّما عاد ريقُها دِيَماً([32])
فأوْرَقَتْ حينَ صافَحَتْ يَدُهُ
 

 

إذا عليها دمُ الدّوى([33])جرى
فأنبتت في كتابه زهْرا
فانباعَ([34]) منها كلامُهُ ثَمَرا
 

 

(16)

وقال عبادة بن ماء السماء الأنصاري:                                                                    (الطويل)

1

كأنَّ السَّماءَ قبَّةٌ منْ زُمرُّدٍ
 

 

وفيها الدراري من عقيقٍ مَسامِرُ
 

 

(17)

وله من أخرى يرثي علي بن حمود، ويهنئ أخاه بالخلافة:                                             (الكامل)

1
2
3
4
5
6
 

صلّى على الملِكِ الشهيدِ مليكُهُ
مولىً دَهَتْهُ عبيدُهُ وغَضَنْفَرٌ
كانت تهيّبُهُ الأسودُ فغالهُ
لمْ يثْنِ عزُّ الملْكِ عنْهُ منونَهُ
قتَلَتْهُ سرّاً والقبائلُ درَّعٌ
ولو أنَّها رامتْهُ جهراً لانثنَت
 

 

وسقاهُ في ظلِّ الجنانِ الكوْثَرُ
تَرَكَتْهُ أيْدي العفرُ وهو معفَّرُ
في قصْرِهِ مسْتَضْعَفٌ مُسْتَحْقَرُ
فَسَمَتْ لَهُ منْ حيثُ لم يكُ يحْذَرُ
تحميه لكنَّ المنايَا جُسَّرُ
والبيضُ تُقْرَعُ والقنا يتكسَّرُ
 

 

ثمَّ خرج إلى المدح فقال:

7
8
9
 

ما غاب بدرُ التمِّ إلاّ ريثما
إن يهْوِ من أفْقِ الخلافَةِ نيِّرٌ
بالقاسِمِ المأمونِ أفرحَ روْعَنا
 

 

جلّى الدجى عنّا الصباحُ الأزهرُ
يهْدي السبيلَ فقدْ تلاهُ نيِّرُ
فالقسْمُ وافٍ والنصيبُ موفَّرُ
 

 

(18)

وقال عبادة:                                                                              (الطويل)

1
2
3
 

بسَطْتَ لنا خرقاء كالأفْقِ وُصِّلَتْ
يقبِّلُ ركْنَ البيْتِ منها مسلّم
ألظَّت به الأفواهُ حتّى كأنَّها
 

 

بخمْسٍ..................
ويصدرُ عنها صائمٌ وهو مفطِرُ
خَواتِمُ فيها أو عليْها تُقَدَّرُ
 

 

قافية السين

(19)

قال ابن بسام: نقلت من خط الوزير أبي عامر بن مسلمة قال: أنشدني أبو بكر عبادة لنفسه:                 (الكامل)

1
2
 

أجِلِ المدامَةَ فهْيَ خيْرُ عروسِ
واستغْنِمِ اللذّاتِ في عهْدِ الصبا
 

 

تجْلو كروبَ النَّفْسِ بالتنفيسِ
وأوانِهِ لا عطْرَ بعدَ عروسِ
 

 

قافية الصاد

(20)

وهو القائل في ميمون بن الغانية، وكان وسيماً:                                                         (الكامل)

1
2
3
4
 

قَمَرُ المدينَةِ كيف منْكَ خلاصُ
ما أنتَ إلاّ درَّةُ الحسْنِ التي
والشادنُ الأحوى الذي في طرفِهِ
أمِّن جفونَكَ من مغبَّةِ ما جنَت
 

 

أوْ أينَ عنْكَ إلى سواكَ مناصُ
قلبي عليها في الهوى غوَّاصُ
سحْرٌ يصادُ بسهمِهِ القنّاصُ
فينا فليس على المِلاحِ قصاصُ
 

 

قافية الضاد

(21)

وقال أبو بكر عبادة الشاعر في أبي بكر بن زيدون والد الوزير أبي الوليد بن زيدون:

 (الخفيف)

1
2
3
 

أيُّ ركْنٍ من الرياسَةِ هُيِّضا
حملوه من بلدة نحو أخرى
مثل حمل السحابِ ماءً طيّباً
 

 

وجسومٍ من المكارِمِ غيضا
كي يوافوا به ثراه الأريضا
لتداوي به مكاناً مريضا
 

 

قافية العين

(22)

وقال عبادة من قصيدة يمدح بها ابن حمود:                                                    (الطويل)

1
2
3
4
5
6
7
 

أبَسْلٌ عليك الماء حتّى يشوبه
أجمَّ جياداً أدْمَنَ الغزو نهكها
وأغمد سيوفاً تشتكيك جفونها
وسكّن عجاجَ الركضِ شيئاً فقلّما
وآنس قصوراً طال ايحاثها به
وهل ضرَّك الباغي بسهمِ مكيدةٍ
وأيّ يدٍ تنوي قراعك بعدما
 

 

دمٌ والكرى حتّى تقضُّ المضاجعُ
فمنها حسيرٌ في الجهاد وضالعُ
كما تشتكي نجلَ العيونِ البراقعُ
يُرى الجوّ مما هته وهو ناصعُ
فقد أشفقت ممّا صنعت المصانعُ
وأنت بواقي عصمةِ اللهِ دارعُ
رأيْنا يدَ الجبّار عنكَ تقارعُ
 

 

قافية الغين

(23)

وقال عبادة يتغزّل:                                                                       (الطويل)

1
2
3
 

إذا رمْتُ قطْفَ الورْدِ ساورَني الصدغُ
غزالٌ بجسمي فترةٌ من جفونهِ
زيارته أخفى خفاءً من السها
 

 

بعقربِ سحرٍ في فؤادي له لدْغُ
وفي أدمعي من لون وجنتِهِ صبغُ
ودون فراغي من محبته الفرغُ
 

 

 

قافية الفاء

(24)

وقال عبادة:                                                                               (المنسرح)

1
2
3
 

لم أرَ عَجْمَ([35]) البكاءِ يأخذُهُ
كأنّه في وجز خطرته
كانّما الحبُّ كانَ أسلفني
 

 

إذْ قامَ عند العِناقِ كالألف
خيالُهُ إذ سَرَى فلمْ يقفِ
نفسي ثمَّ استردّني سلفي
 

 

(25)

ومنها لعبادة بن ماء السماء من قصيدة طويلة:                                                 (المنسرح)

1
2
 

أحْلِفُ بالله حِلْفَ مجتَهِد
لو كانَ إجماعنا بفضلِكَ في ال
 

 

والحلْفُ باللهِ غاية الحِلْفِ
سملة لم تمتحن بمختلفِ
 

 

 

قافية القاف

(26)

وقال عبادة في قصير:                                                                            (المنسرح)

1
 

وصاحِبٍ لي كأنَّ قامتَهُ
 

 

أقْصَرُ منْ يومِ معشوقي
 

 

(27)

وقال عبادة في الحاجب ابن أبي عامر:                                                                   (الطويل)

1
2
 

لنا حاجبٌ([36])حازَ المعالي بأسرها
فلا يغترِرْ منهُ الجَهولُ ببشرهِ
 

 

فأصبَحَ في أخلاقِهِ واحدَ الخلْقِ
فمعظَمُ هولِ الرَّعْدِ في أثَرِ البرْقِ
 

 

قافية الكاف

(28)

وقال عبادة:                                                                               (الرمل)

1
2
 

إنَّما الفتحُ هلالٌ طالعٌ
خدُّ شمْسٍ، وليلٌ شَعْرُهُ
 

 

لاحَ في أزرارِهِ في فَلَكِ
منْ رأى الشَّمْسَ بدت في حَلَكِ
 

 

(29)

وقال عبادة في تشبيه سكين في غمد أسود:                                                    (المنسرح)

1
2
3
4
 

ما مرَّ يومٌ عليَّ لمْ أركِ
ولا مبيتي وأنتِ لستِ معي
أمّا أنا فالبعاد غيَّرَني
يا لعبَةً صوّرتْ لسفْكِ دمي
 

 

إلاّ وجدْتُ الضميرَ صوّرَكِ
إلاّ مبيتُ القطاةِ في الشَّرَكِ
وأنْتِ خَوْفُ الرَّقيبِ غيّرَكِ
غطي بفضل النقابِ محجرَكِ
 

 

(30)

وقال في تشبيه سكين في غمد أسود:                                                            (مجزوء الكامل)

1
2
3
4
5
 

لا تشكونَّ إذا عثَرْ
فيريك ألواناً([37])من ال
إيّاكَ أن تدري يمي
واصبرْ على نُوَبِ الزما
وإلى الذي أغنى وأق
 

 

تَ إلى خليط سوء حالكْ([38])
إذلالِ لم تخطرْ ببالكْ
نكَ ما يدور على شمالكْ
نِ وإنْ رَمَتْ بكَ في المهالكْ
نى اضرَعْ وسلْهُ صلاحَ حالكْ
 

 

(31)

وقال عبادة في تشبيه سكين في غمد أسود:                                                    (الكامل)

1
2
 

أنا صارمٌ في جوفِ غمْدٍ
فكأنّني طرف الحبيبِ محيّراً
 

 

بذلّ الأكفّ المالكات مالكي
قد نامَ في جَوْفِ الظلامِ الحالكِ
 

 

(32)

وقال يستهدي سكيناً:                                                                    (الخفيف)

1
2
3
4
 

ليْسَ يبْريهِ غير عضبٍ([39])طرير([40])
حَمَلَ الصبحَ في غرارٍ منير
ونبَتْ لي أقلامُ صدقٍ كأنّي
فتفضّلْ من المدى ليس بشيء
 

 

فعلُهُ فيهِ قطعةٌ منْ فعالكْ
ودجى الليلِ في نصابٍ حالِكْ
كنتُ كلفتها انتساخَ مقالكْ
فأنا منتمٍ إلى أفضالكْ
 

 

قافية اللام

(33)

قال ابن بسّام: وكان عبادة يظهر التشيّع في شعره، من ذلك قوله في يحيى بن حمود:

(الطويل)

1
2
3
 

فها أنذا يا ابن النبوّةِ نافثُ([41])
وعندي صريحٌ([42]) في ولائِكَ معرقٌ
ووالَى أبي قيسٌ أباكَ على العلا
 

 

من القوْلِ أرياً([43])غير ما ينفثُ الصلُّ
تشيّعُهُ محضٌ([44])وبيعته بتْلُ([45])
فخيَّم في قلبِ أبي هنْدٍ له غِلُّ([46])
 

 

(34)

قال الضبي: أنشد أبو بكر عبد الله بن حجاج الإشبيلي لعبادة بن ماء السماء في الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم بديهة يستأذنه عليه، ويسأله الوصول إليه:     (السريع)

1
2
3
4
 

يا قمراً ليلةَ إكمالهِ
عبدُ أياديكَ وإحْسانُها
فإنْ تفضّلْتَ فكمْ نعمةٍ
وإنْ يكُنْ عذْرٌ فيكفيهِ
 

 

ومقدمي في بحرِ أفضالِهِ
يسألكَ المنَّ بإيصالِهِ
جُدْتَ بها مصلح أحوالهِ
أنْ عرِّفَ مولاهُ بإقْبالهِ
 

 

(35)

وقال عبادة:                                                                               (الكامل)

1
2
3
 

كمْ يبعثُ الباغونَ رُسْلَهُمُ إلى
وزَعَ الإلهُ ببأسِهِ وعقابِهِ
هذا عليٌّ ناصِرُ الدينِ الذي
 

 

منْ كتبه من زرقِهِ ونصولِهِ
ما لمْ يَزُعْ بالنصِّ من تنزيلِهِ
نظمت لهُ غررُ السنا بحجولِهِ
 

 

(36)

وقال عبادة من أخرى:                                                                             (الكامل)

1
 

صلّى عليْكَ اللهُ يا ابنَ رسولِهِ
 

 

ووليِّهِ المختصُّ بعدَ خليلِهِ
 

 

ومنها:

2
 

ولهُ من السَّعْدِ المتاحِ معوّلٌ
 

 

يغني أخا التنجيمِ عنْ تعديلِهِ
 

 

(37)

وقال يتغزّل من قصيدة:                                                                           (الكامل)

1
2
3
4
5
6
 

متجبِّرٌ لا يطيّبه بالرضى
دارت دوائرُ صدْغِهِ فكأنَّما
رشأ توحّشَ من ملاقاة الورى
فلذاك صارَ خيالُهُ لي زائراً
ولقد هممتُ بهِ ورمْتُ حرامَهُ
وحبَبْتُهُ حبَّ الأكارِمِ رغبةً
 

 

أحدٌ ولا يجري الوفاءُ ببالِهِ
حامت على تقبيلِ نقطة خالِهِ
حتّى توحّشَ من لقاء خيالِهِ
إذ كنتُ في الهجرانِ منِ أشكالِهِ
فحمانِيَ الإجلالُ دونَ حلالِهِ
في خُلْقِهِ لا رغبَةً في مالِهِ
 

 

(38)

وقال أيضاً في كتاب:                                                                              (الخفيف)

 1
2
3
 

ذو معانٍ معْشَقاتِ حوَى
كهَوَىً غارَ يَحِبُّ عليْهِ
فكأنَّ الكتابَ مسْكٌ فَتيتٌ
 

 

في خُلْقِهِ لا رغبَةً في مالِهِ
فطواهُ وقدْ طواهُ النحولُ
نمَّ فيه على الحبيبِ دليلُ
 

 

(39)

وقال عبادة:                                                                     (مجزوء الخفيف)

1
2
 

ربَّ ليْلٍ سهرتُ في قمرٍ
والثريّا كأنَّها سُئِلَتْ
 

 

مدَّ منْ فرعِهِ عليْهِ حلَى([47])
فأجابَتْ عنِ الحبيبِ بِلا
 

 

(40)

وقال عبادة:                                                                               (الكامل)

1
2
 

ورأيْتُ خصْرَكِ يشتَكي ما أشْتَكي
فكَأنَّما قُلِبَ الفِراقُ تلاقياً
 

 

فضَمَمْتُهُ ضَمَّ النحيلِ نحيلا([48])
بالجَزْعِ أو حُسِبَ البُكا تنويلا([49])
 

 

(41)

وقال أيضاً:                                                                               (المنسرح)

1
2
3
4
 

وليْلَةٍ للسرورِ كانَ لها
قصيرةٍ أقصَرَ الغرامُ بها
ناوَلَني الكأسُ بدرُها بيدٍ
يعُلُّني ريقةَ الحياةِ فمٌ
 

 

بحسْنِ ساقٍ كحسْنِ خلخالِ
كأنّهَا مستَهَلُّ شوّالِ
عُنّابُها من طريفِ انفالِ
قَضَى بتعطيلِ كلِّ علاّلِ
 

 

 

(42)

وقال عبادة:                                                                               (الكامل)

1
2
 

وذوابِلٍ صُمِّ الكعوبِ تعدّلَتْ
قدْ قُوِّمَتْ فكأنَّما امتثلَتْ بِذا
 

 

منها المتون وحكمُها لم يعْدِلِ
كَ الفعْلِ في تقويمِ كلِّ مُمَيَّلِ
 

 

قافية الميم

(43)

وقال عبادة بن ماء السماء أيضاً قطعة بديهة:                                                  (البسيط)

1
2
3
4
5
 

أما تَرَى باكِرَ النَّوْرِ الذي نجما
والقَطْرُ ساقٍ لهُ والبرقُ يُعْجِبُهُ
كأنَّهُ سِلْكُ درٍّ حُلَّ أو كلفٌ
كأنَّ مبدِئَهُ في الأفقِ منتشراً
فلا تردَّ على الشاقي حكومته
 

 

كأنَّهُ آئبٌ من غيبةٍ قدما
سقْياهُ فَعَلَّةَ داعي الشربِ بالندما
بكى فلمّا دنا محبوبُهُ ابتسما
أعادَهُ في أنيق الرَّوْضِ منتظما
فإنَّ دين الهوى راضٍ بما حكما
 

 

(44)

وقال أيضاً:                                                                               (المنسرح)

1
2
3
4
 

اشربْ فعَهْدُ الشبابِ مُغْتَنَمُ
وعاطيتها بكفِّ ذي غيد
كأنَّها صارِمُ الأميرِ وقدْ
واحد([50]) بتذكارِهِ الكؤوس فما
 

 

وفرصَةٌ في فواتِها نَدمُ
ألحاظُهُ في النفوس تحتكمُ
خضّبَ حدّيه من عِداهُ دمُ
يلذّ نقلاً سوى ثناه فمُ
 

 

 (45)

وله من قصيدة طويلة في يحيى بن علي بن حمود الفاطمي أولها:                                              (الطويل)

1
2
3
4
5
 

يؤرّقني الليلُ الذي أنتَ نائِمُهُ
وفي الهودجِ المرقومِ وجهٌ طوى الحشى
إذا شاءَ وقفاً أرسلَ الحسنُ فرعَهُ
أظلماً رأوا تقليدَهُ الدرَّ أم يروْا
وهلْ شَعَرَ الدّوْحُ الذي في قبابِهِمْ
 

 

فتجهل ما ألقى وطرفُكَ عالِمُهْ
على الحزن واشي الحسْنِ فيه وراقمُهْ
يظلّهم عن منهج القصدِ فاحمهْ
بتلكَ اللآلي أنَّهنَّ تمائمهْ
تماثيلهُ أن القلوبَ كمائمهْ
 

 

(46)

وقال عبادة:                                                                               (الطويل)

1
2
 

وَلمّا رأيتُ الدهرَ ينفذُ حكمهُ
كأنِّيَ صبٌّ وهو ألفي فكلّما
 

 

بعد دانِ معشوقٍ قذحتُ بحتمهِ
تيمَّمَ بي ظلماً صبرتُ لظلمهِ
 

 

قافية النون

(47)

وقال عبادة:                                                                     (مجزوء الكامل)

1
2
 

مذ كنتَ لا تنفكَّ
فكأنّما غذّيتَ طفلاً
 

 

تخبرُ عن حديثٍ لم يكنْ
بالكذاب مع اللبنْ
 

 

(48)

 وقال عبادة:                                                                              (الخفيف)

1
 

صرتَ مستثقلي كأنّك أرضُ
 

 

وكأنّي عليكَ ثقل الأمانهْ
 

 

(49)

ولأبي بكر عبادة بن ماء السماء إلى صديق يستهديه سوسناً، أبياتٌ وصفه فيها وصفاً مستحسناً:           (مخلع البسيط)

1
2
3
 

دُمْتَ بإنعامٍ وإحسانِ
لَوْ كانَ نفساً حيوانيَّةً
كأنَّهُ أنْمُلُ حسناءَ لمْ
 

 

إنْ أنْتَ أنْعَمْتَ بسوسانِ
ما كانَ إلاّ نفسُ إنسانِ
تخضِبُ يديْهَا خوفَ غَيْرانِ
 

 

قافية الياء

(50)

وقال في قصيدة أخرى في علي بن حمود الحسني:                        (الوافر)

1
2
3
4
5
 

أطاعتكَ القلوبُ ومن عصِيُّ
فكلُّ من ادّعى مَعْكَ المعالي
أبى لكَ أن تهاض علاكَ عهدٌ
وما سمِّيت باسمِ أبيكَ إلاّ
فإن قالَ الفخورُ أبي فلانٌ
 

 

وضرْبُ الله ضربُكَ يا عليُّ
كذوبٌ مثل ما كذب الدعيُّ
هشاميٌّ وجدُّ هاشميُّ
ليحيا بالسميِّ له السميُّ
فحسْبُكَ أن تقولَ أبي النبيُّ
 

 

الموشحات

(51)

ومن موشحات عبادة:

من ولي – في أمة أمراً ولم يعدلِ
 

 

يُعْزَلِ – إلاّ لحاظ الرشأ – الأكحلِ
 

-1-

جُرْتَ في – حكمِكَ في قتلي يا منصفُ

فانصفِ – فواجبٌ أن ينصِفَ المنصِفُ

وارأفِ – فإنَّ هذا الشوقُ لا يرأفِ

علِّل قلبي بذاك الباردِ السلسلِ

 

ينجلي – ما بفؤادي من جوى مشعلِ

-2-

أنّما - تبرزُ([51])كي توقدَ نار الفتنْ

صفا – مصوراً في([52])كل شيء حسنْ

إن رمى – لم يخطِ من دون القلوب الجنَنْ

 

كيف لي – تخلّصٌ من سهمك المرسلِ

 

فصلِ – واستبقني حياً ولا تقتلِ

-3-

يا سنا – الشمس ويا أبهى([53]) من الكوكبِ

يا منى – النفس ويا سؤلي ويا مطلبي

ها أنا – حلَّ بأعدائك ما حلَّ بي

عذّلي – من ألم الهجرانِ في معزلِ

 

والخلي – في الحب لا يسأل عمّن بلي

أنتَ قد – صيّرتَ بالحسن من الرشد غي

لم أجد – في طرقي([54])حبك ذنباً([55]) علي

فاتئد – وإن تشأ قتليَ شيئاً فشيْ

أجمل – ووالني منك يدَ([56]) المفضل

 

فهل لي – من حسنات الزمن المقبلِ

-5-

ما اغتدى – طرفيَ إلاّ بسنا ناظريك

وكذا – في الحبِّ ما بي ليس يخفى عليكْ

ولذا – أنشدُ والقلب رهينٌ لديكْ

يا علي – سلّطت جفنيك على مقلتي

 

فابق لي – قلبي وجد بالفضل يا موئلي

 

 

(52)

وله أيضاً:

               حبّ المها عبادة           من كل بسّام السراري

قمر يطلع        من حسن آفاق الكمال        حسنه الأبدعْ

-1-

 لله ذات حسن    مليحة المحيّا

                       لها قوامُ غصن   وشنفها الثريا

                       والثغر حب مزن    رضابه الحميّا

                     من رشفه سعادة    كأنّه صرف العقارِ

جوهرٌ رصّعْ        يسقيك من حلو الزلالِ      طيبَ المشرعْ

-2-

              رشيقة المعاطف     كالغصنِ في القوامِ

              شهديّة المراشفْ     كالدرِّ في النظامِ

              دعصيّة المرادفْ     والخصرُ ذو انهضامِ

              جوّالة القلادة     محلولة عقد الإزارِ

حسنها أبدعْ      من حسن ذيّاك الغزالِ     أكحلِ المدمعْ

-3-

ليليّة الذوائبْ       ووجهها نهارُ

                     مصقولة الترائبْ       ورشفها عقارُ

                      أصداغها عقاربْ       والخدّ جلّنارُ

                    ناديتُ وا فؤادة        من غادة ذات اقتدارِ

لحظها أقطعْ       من حدّ مصقولة النصالِ    من الفتى الأشجعْ

-4-

سفرجل النهودِ         في مرمر الصدورِ

               يزهى على العقودِ         من لذّة النحورِ

               ومقلة وجيدِ          من غادة سفورِ

              حبّي لها عبادة          أعوذ من ذاك الفخارِ           

برشأ يرتعْ      في روضِ أزهار الجمالِ      كلّما أينعْ

-5-

    عفيفة الذيولِ       نقيّة الثيابِ

                   سلاّبة العقولِ       أرق من شرابِ

                   أضحى بها نحولي       في الحبِّ من عذابي

      في النوم لي شرادة         أو حكمها حكم اقتدارِ

كلّما أمنعْ       منها فإن طيف الخيالِ     زارني أهجعْ

 

(53)

وقال أيضاً في موشحة:

-1-

 يا لائماً جفا  * ملامي * زاد في نقمي

 برحت بالخفا * سقامي* قد برا جسمي

 والسهد قد نفا* منامي * ومحا رسمي

 

فها أنا لقا * إنني * قد كفاني اللومْ

والسهد أرقا * جفوني * وحماها النومْ

-2-

  لو تألف الظبا * وكنتا * تعرف الحبّا

  لدنت بالصبا * وظلتا * تعذر الصبا

  ما كل من صبا * مذ بنتا * يحتوي لبّا

 

من أين لي تقى * وديني * قد سباه اليومْ

غصن على نقا*مصون* مفطرٌ في الصومْ

 

-3-

أنّى بقاء من * نأى عن * عينه حبّه

فبات ذا شجن* يعنونْ * سره كربهْ

حتى يودّ من * أسى أن * ينقضي نحبه

 

يقول لا بقى * منون * قد دنا يا قومْ

هل تنفع الرقى* ودوني * للمنايا حومْ

-4-

فكلت للهوى* ضميراً * لم يكن بدرا

صليت بالجوى * سعيراً * ردّني جمرا

بلوت للنوى * أموراً * انبطت بحرا

 

في الدمع أغرقا*سفيني * فاستطبت العومْ

من حيث تبقى* منون * أن يسوم السومْ

-5-

يا فرحتي وقد * بدا لي * وجه محبوبِ

وأظهر الجلد * وحالي * حال يعقوبِ

فقلت والسهد * يوالي * كلّ مرغوبِ

 

طيراً محلقاً * حنيني * أين غبت اليومْ

باتت مورقاً * جفوني * لم تذق النومْ

 

 (54)

وقال عبادة في موشحة:

 

-1-

دمُ الصبِّ  *  وإن عزّ مطلولُ

فذرْ عتبِ  *  فلومكَ تضليلُ

فذو الحبِّ   *  عن العذل مشغولُ

 

بأشواقِ     *   فكلني لوسواسِ

أذب عشقاً     *   فما فيه من باسِ

-2-

سبا لبّي    *  بتقتير عينيهِ

رشا يصبي   *   براعة خدّيهِ

ففي قلبي  *  لأسهم لحظيهِ

 

جوى باقِ  *  فما هو بالآسِ

لما ألقى  *  ولا أنا بالناسِ

-3-

أيا لهفاً   *  وإن باح ما أضمرْ

وهل تجفا   *  طوية مستهترْ

وقد أوفى   *  كبدر الدجى المقمرْ

 

من أطواقِ   *  على غصن الآسِ

لكي تشقى   *  به أنفس الناسِ

 

-4-

أرح فرضاً    *  هول من يرى السقما

لنا فرضاً     * ويستحسن الظلما

ولو بعضاً     *  تشتكيه مما

 

أنا لاق    *   إلى الحجر القاسِ

أذا رقّا    *   لزفرة أنفاسِ

-5-

لقد تمنّا    *   وهيّج أشواقي

متى غنّى   *   ليبقى مع الساقي

إذا ضنّا   *  فيظفر بالباقي

 

أيا ساقِ   * أفر عنّي أكواسي

عسى نبقى   * ويسكر جلاسي

 

 

 (55)

وقال في موشحة:

ما حالُ من لَه نَفَسٌ هافتْ   

وزفرةٌ يجيشُ لها الصدرُ     

-1-

هو الهوى وأيسره شجوٌ      يلوم فيه من قلبه خلوٌ      

يا شادناً تملَّكه الزهو     

 

إنسانُ عينيه أبداً باهتْ    

وأدمعٌ سجامْ

من لوعة الغرامْ

 

يعيا به الطبيبْ

من لوعة الوجيبْ رحماك في كئيبْ

 

لا يطعمُ المنامْ

وسمعه ليس به وقرٌ

لا يسمع الملامْ

-2-

بمهجتي وما مهجة الهائمْ

 

أفدي رشا مروعْ

خلا كناس تربده جاحمْ

وحلّ في الضلوعْ

ما قلب من تملكه سالمْ

من حسنه البديعْ

 

لو أنّ حسنه لاحَ للقانتْ

 

لعادَ مستهامْ

وكان في صبابته عذرُ

لمدنفٍ يلامْ

                        -3-

سهم الفراق علِّق بالدهرِ

 

أصابَ مقتلي

ومذ نأيت لا يخلو عن فكري

مرآك يا علي

لو شامت تفكّر في أمري

إلاّ ورقَّ لي

 

ما بعد من يرق له الشامتْ

 

شيء سوى الحمامْ

إن رمت وصفه فني الحبرُ

والطرس والقلامْ

-4-

ملكت يا أبا حسن رقى

 

بالتيه والدلالْ

ولا أخاف شيئاً سوى العشق

فكيفَ لي زوالْ

حزت الجمالَ طراً فلم تبقِ

شيئاً سوى الخبالْ

 

وجه يحارُ في نعته الناعتْ

 

كالبدرِ في التمامْ

ومبسمٌ يعوم فيه الدر

كالمسك في المدامْ

-5-

أحييت والهاً من الوجدِ

 

حنَّ لآلهِ

والوجد لا يعبر بالوجدِ

عن كنه حالهِ

أشدوك هائماً راح من وجدي

يوم ارتحالهِ

 

إن زرت في طبير بن ثابتْ

 

فاقرأهم السلامْ

وقل لهم عبّاد الذي ندر

باقي على الذمامْ

 

(56)

وقال عبادة في موشحة:

هل لما بي طبيبْ

من أليم النهشِ

إذا أبيت سليمْ

بالعيون الرقشِ

-1-

آهِ من علّتي

قد دنا توديعْ

ذهبت صحتي

بالكرا الممنوعْ

يا ذوي خلّتي

كيف بالملسوعْ

 

من جفون ربيبْ

شارد الوحشِ

ردّ جسمي سقيمْ

لا يرى في الفرشِ

-2-

علّلوا رمقي

بشذا أنفاسهِ

سكّنوا قلقي

بحلا وسواسهِ

برّدوا حرقي

بحميّا كاسهِ

 

لو بذاك الشنيبْ

من لثاث خمشِ

على قتلي يريمْ

لاحياً في نعشِ

-3-

مرّ بي نازحاً

ودنا لو يدني

بالنوى بارحاً

كالقضيب اللدنِ

ينثني راجحاً

في الربى من عدْنِ

 

يا له من قضيبْ

يغتذي بالرشِّ

تحت برد النعيمْ

برذاذ العرشِ

-4-

نشره سَحَرا

روضة الخيري

شربه مَطَرا

عبق الألري

ماشياً قمرا

في صفا درّي

 

ليته لا يغيبْ

فسناه يعشي

نيّرات النجومْ

ونباتِ نعشِ

-5-

زرته هائماً

في تناهي سكري

واقعاً قائماً

ليس شيئاً أدري

فشدا ناظماً

ما رأى من أمري

 

يا جمال الحبيبْ

إذا أتانا يمشي

ويقع ويقومْ

ويقول اش ذا اشّ

 

(57)

-1-

كيف أن يسلا

من براه الهجرُ

 في هوى من لا

يتعاطى البدرُ

حسنه كلا

ليس عنه صبرُ

سرِّيَ المكتومْ

في هواه فاشِ

-2-

أنا أفديه

من غزال ناعمْ

في جنى فيه

برء سقم الهائمْ

لم أطعْ فيه

كلَّ واشٍ لائمْ

إنّ عين اللومِ

ان يطاع الواشي

-3-

لست أسلاه

وبقلبي بلوى

منه لولاهُ

كنت منه خلوا

حسبيَ اللهُ

وإليه الشكوى

كل ذا محتومْ

فدعوا إيحاشي

-4-

انْ يكن أظهرْ

غدره أو حالا

لم أدع مفخرْ

في القلى أوحالا

إنَّ لي معشرْ

سادة ما زالا

بالعلى معلومْ

ير كهلهم والناسِ

-5-

مال إذ مرّا

ماشياً كالغصنِ

يفضح البدرا

من تناهي الحسنِ

وشدا عذرا

من حياءٍ منّي

ونقع ونقومْ

ونقل اش ذا شّ

 

المقصد الثاني: الدراسة

النصوص التي بين أيدينا من شعر عبادة بن ماء السماء؛ جزءٌ من المنظومة الفكرية والأدبية التي كانت عليها الأندلس في أواخر القرن الرابع للهجرة، وأوائل القرن الخامس للهجرة، وقد بلغ عدد النصوص التي جمعناها من شعر الشاعر سبعةً وخمسين نصّاً، (خمسون) نصّاً منها على أوزان الشعر العربي المعروفة، و (سبعة) منها في الموشحات، وقد وظف الشاعر في هذه الموشحات موهبته الأدبيّة، ورغبته في انتهاج سبيل التجديد في ضروب الشعر التقليدي، فكانت من أبرز مصاديق تلك الرغبة، بما يعبر عن روح العصر، وطبيعة الحياة الأندلسيّة؛ التي عشقت الجمال، والطبيعة، والغزل، بما يتلاءم مع متطلبات الغناء، والرقص؛ اللذين شاعا في الأندلس منذ وقت مبكر، وهو ما يناسبه إيقاع الموشح.

وفي شعر عبادة مزايا فنية، ارتقت به إلى منزلة متقدمة بين شعراء عصره، ولا بدّ لنا ونحن نتعرّف تلك المزايا؛ من الوقوف عند أبرز موضوعات شعره، وهي المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، وغير ذلك...

يفصح شعر عبادة عن تشيّع واضح للبيت العلوي، وولاء كبير للدولة الحمّوديّة، وهي صفة لم يتبرّأ الشاعر منها، وظهرت جليّاً في شعره، وتناولها بروح المكابرة، والمباهاة، فها هو يتقدّم إلى الخليفة العلوي بالطاعة، والمبايعة له بقلبه، لا بلسانه، ويوازن بينه وبين الخلفاء الذين سبقوه من بني أميّة، فقال:

أطاعتكَ القلوبُ ومن عصِيُّ
فكلُّ من ادّعى مَعْكَ المعالي
أبى لكَ أن تهاض علاكَ عهدٌ
وما سمِّيت باسمِ أبيكَ إلاّ
فإن قالَ الفخورُ أبي فلانٌ
 

 

وحرْبُ الله حربُكَ يا عليُّ
كذوبٌ مثل ما كذب الدعيُّ
هشاميٌّ وجدُّ هاشميُّ
ليحيا بالسميِّ له السميُّ
فحسْبُكَ أن تقولَ أبي النبيُّ([57])
 

 

فالشاعر في هذه الأبيات يعقد موازنة بين الخليفة (علي بن حمود) وغيره من أصحاب البيوتات الأندلسية الوافدة على الأندلس من المشرق، فلن يستطيع أحد أن يفاخره؛ لأنّ نسبه يتصل بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يعلو على رسول الله أحد،  فضلاً عن وصفه بأنّه سمي الإمام علي (عليه السلام) الذي يضفي عليه شرفاً وفضلاً، وهو بهذا جعل المعالي منحصرة به، وما سواه فهو مدّعٍ كذّاب.

ويقول في أبيات أخرى:

صلّى عليْكَ اللهُ يا ابنَ رسولِهِ
 

 

ووليِّهِ المختصُّ بعدَ خليلِهِ([58])
 

 

وقوله:

هذا عليٌّ ناصِرُ الدينِ الذي
 

 

نظمت لهُ غررُ السنا بحجولِهِ([59])
 

 

وحينما قتل الخليفة علي بن حمّود غيلة في قصره، تقدّم الشاعر إلى أخيه القاسم بن حمّود ليرثي الشهيد، ويهنئ الخليفة الجديد بخلافته، فقال:

صلّى على الملِكِ الشهيدِ مليكُهُ
مولىً دَهَتْهُ عبيدُهُ وغَضَنْفَرٌ
كانت تهيّبُهُ الأسودُ فغالهُ
لمْ يثْنِ عزُّ الملْكِ عنْهُ منونَهُ
قتَلَتْهُ سرّاً والقبائلُ درَّعٌ
ولو أنَّها رامتْهُ جهراً لانثنَت
 

 

وسقاهُ في ظلِّ الجنانِ الكوْثَرُ
تَرَكَتْهُ أيْدي العفرُ وهو معفَّرُ
في قصْرِهِ مسْتَضْعَفٌ مُسْتَحْقَرُ
فَسَمَتْ لَهُ منْ حيثُ لم يكُ يحْذَرُ
تحميه لكنَّ المنايَا جُسَّرُ
والبيضُ تُقْرَعُ والقنا يتكسّرُ([60])
 

 

ثمّ يخرج مادحاً القاسم، ويهوّن من هول الحادثة، ويفرغ روعه لأنّ القاسم سيحل محل الخليفة الشهيد، فإن هوى قمر فقد جاء قمر نيّر آخر محلّه، فقال:

ما غاب بدرُ التمِّ إلاّ ريثما
إن يهْوِ من أفْقِ الخلافَةِ نيِّرٌ
بالقاسِمِ المأمونِ أفرحَ روْعَنا
 

 

جلّى الدجى عنّا الصباحُ الأزهرُ
يهْدي السبيلَ فقدْ تلاهُ نيِّرُ
فالقسْمُ وافٍ والنصيبُ موفَّرُ([61])
 

 

وتمضي الأيام قلقة، ويدبّ الصراع مرة أخرى في البيت العلوي بفعل الحاشية، والنساء، والملك([62])، فيثب يحيى بن حمّود على السلطة، وينتزعها من يد عمّه، وينصّب نفسه خليفة، ووريثاً شرعيّاً بدلاً من عمّه القاسم بن حمّود ليجلس مكان أبيه الراحل، وليس أمام الشاعر إلاّ الامتثال لهذا الواقع الجديد، ويعد القضيّة داخليّة في الأسرة الواحدة، ولا شأن له فيها، أمّا هو فمحبٌّ لأهل بين النبوّة ومريدهم، فليس أمامه خيار إلا إعلان البيعة لهذا الفتى الثائر، وأنّ ولاءه للبيت الهاشمي إنما هو موروث من أبيه قيس بن سعد بن عبادة، وكان هذا من أقرب الناس إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد أكّد الشاعر في هذه الأبيات تشيّعه صراحة مثلما يقول ابن بسّام: « وكان عبادة يظهر التشيّع في شعره »([63])، فقال:

فها أنذا يا ابن النبوّةِ نافثُ
وعندي صريحٌ في ولائِكَ معرقٌ
ووالَى أبي قيسٌ أباكَ على العلا
 

 

من القوْلِ أرياًغير ما ينفثُ الصلُّ
تشيّعُهُ محضٌ وبيعته بتْلُ
فخيَّم في قلبِ أبي هنْدٍ له غِلُّ([64])
 

 

فهو يسميه (ابن النبوّة)، فهي موالاة واجبة لأهل البيت (عليهم السلام)، وأنها تسري في قلوبهم وأرواحهم ودمائهم، لقوله تعالى: ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))([65])، ولأنهم قد ورثوا هذا الحب وهذه المودّة عن آبائهم لسموّ المنزلة، والرفعة بالفطرة التي نشأوا عليها، فهو ابن الرسول، وهم أولاد الأنصار.

وللشاعر قصيدة أخرى في يحيى المذكور، قال فيها:

يؤرّقني الليلُ الذي أنتَ نائِمُهُ
وفي الهودجِ المرقومِ وجهٌ طوى الحشى
إذا شاءَ وقفاً أرسلَ الحسنُ فرعَهُ
أظلماً رأوا تقليدَهُ الدرَّ أم يروْا
وهلْ شَعَرَ الدّوْحُ الذي في قبابِهِمْ
 

 

فتجهل ما ألقى وطرفُكَ عالِمُهْ
على الحزن واشي الحسْنِ فيه وراقمُهْ
يظلّهم عن منهج القصدِ فاحمهْ
بتلكَ اللآلي أنَّهنَّ تمائمهْ
تماثيلهُ أن القلوبَ كمائمهْ([66])
 

 

ولعبادة شعرٌ في الغزل، وغزله رقيق، ينمّ عن عاطفة جيّاشة، وإحساس جميل، ويغلب على غزله العفّة، فهو لم يصف مفاتن المرأة، ولم يفضح حبيبته، وإنما راح يصف ما تضمره من مواطن الجمال، ويخلط بينه وبين مفاتن الطبيعة المحيطة به، فيرسم ألواناً من الصور الحسيّة المتتابعة، فمن ذلك قوله:

ولعوبٍ عَشِقَتْ روضَ الثَّرى
فَيُرى الروضُ إذا ما وصلت
عَطِراً ملتبِساً مُلتحفا
كمحبٍّ زار محبوباً له
وإذا ما ودّعت أبصرتها
تلحظ النَّوْرَ بلحْظٍ فاترٍ
وجفون النَّوْرِ تهمي بالبكا
فهما في حيرةٍ عند النّوى
 

 

فهي ثانيه على طول البعدْ
أرجُ العرْفِ من الطيب الجسدْ
في سرابيلَ منَ الحسنِ جددْ
فتحلّى للقاه واستعدْ
في نحول العاشقِ الصبِّ الكمدْ
مثل جفنٍ حائرٍ فيه رمدْ
كجفونِ الصبِّ من فقدِ الجلدْ
كمحبّبَيْنِ أحسّا بالبعدْ([67])
 

 

وهذا النص على الرغم ما فيه من وصف لمظاهر الطبيعة، فإنّ ملامح الغزل بادية، وبيّنة، وهي تكشف عن رغبة الشاعر في احتضان هذه الطبيعة، وما فيها من مواطن الإحساس بالنشوة، فيقرن المحبوب الذي زار حبيبه، وما تتطلبه هذه الزورة من استعداد، وتهيّؤ للقاء، بذلك الروض العاطر؛ الذي استعدّ وتهيّأ للقاء الغيث؛ الذي يفيض عليه جمالاً، وبهاءً، ثمّ يوازن بين هذه الحالة (حالة اللقاء) بحال فراق المحبين بين انقطاع الصلة بينهما، وما يثيره من مواطن الشجو، والأسى.

وله شعر في الخمرة، يعكس نمط الحياة الأندلسيّة؛ الميّالة إلى اللهو، والشرب، والطرب، ومجالس الأنس، فها هو يقول:

فهل ترى أحسن من أكوس
يقولُ للساقي أغثني بها
أغرق فيها الهمُّ لكنْ طفا
كأنَّما شيّبَها شاربٌ
 

 

يقبِّلُ الثَّغْر عليها اليدا
وخذْ لجيْناً وأعدْ عسجدا
حبابُها من فوقِهِ مُزْبَدا
أمسكها في كفِّه سرمدا([68])
 

 

والخمرة عنده موطن اللذّات، فهي تزيل الهمّ، وتجلي الكرب، فقال:

أجِلِ المدامَةَ فهْيَ خيْرُ عروسِ
واستغْنِمِ اللذّاتِ في عهْدِ الصبا
 

 

تجْلو كروبَ النَّفْسِ بالتنفيسِ
وأوانِهِ لا عطْرَ بعدَ عروسِ([69])
 

 

ووصف الشاعر الرياض الجميلة، وما فيها من ألوان الطبيعة الغنّاء، فرسم لنا أشكالاً  من سحرها، وجمالها الفاتن؛ مما أثار خيال المتلقي، وجعله كأنه يرتع في وسط هذه الرياض، يشمُّ عبق روائحها، ويلتذُّ بطيب نسيمها، ويستمتع بجمال مناظرها،فها هو يقول:

أما تَرَى باكِرَ النَّوْرِ الذي نجما
والقَطْرُ ساقٍ لهُ والبرقُ يُعْجِبُهُ
كأنَّهُ سِلْكُ درٍّ حُلَّ أو كلفٌ
كأنَّ مبدِئَهُ في الأفقِ منتشراً
 

 

كأنَّهُ آئبٌ من غيبةٍ قدما
سقْياهُ فَعَلَّةَ داعي الشربِ بالندما
بكى فلمّا دنا محبوبُهُ ابتسما
أعادَهُ في أنيق الرَّوْضِ منتظما([70])
 

 

ونحن إذ نقرأ هذه الأبيات نلمس المشاركة الوجدانيَّة بين عناصر الطبيعة، والحال النفسيَّة التي كان عليها الشاعر وقت إنشائه هذه الأبيات، فالشاعر « أحسَّ الوجود بأسره صورةً عن ذاته، فراح يفيض من شعوره، ووجدانه على كل ما يقع عليه بصره، باعثاً فيه الحياة »([71]).

ولعلّ أهميّة عبادة تأتي من كونه المخترع الحقيقي لفن الموشحات مثلما أشار إلى ذلك ابن بسّام، وكأنّ الموشحات لم تسمع إلاّ منه، قال: « وكان أبو بكر في ذلك العصر شيخ الصناعة، وإمام الجماعة، سلك إلى الشعر مسلكاً سهلاً، فقالت له غرائبه: مرحباً واهلاً، وكانت صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها، ووضعوا حقيقتها غير مرقومة البرود، ولا منظومة العقود، فأقام عبادة هذا منآدها، وقوّم ميلها وسنادها، فكأنّها لم تسمع بالأندلس إلاّ منه، ولا أخذت إلاّ عنه، واشتهر بها اشتهاراً غلب على ذاته، وذهب بكثير من حسناته»([72])، وهذا معناه أنَّ الموشّح وصل إلى ذروته على عهده، وأنّه كان إماماً فيه، فقد طوّر في شكل الموشّح، وأدخل التضمين والتضفير،وهي الوحدات الداخليّة في الموشّح، وقد حفظ لنا كلّ من الصفدي([73])، وابن شاكر الكتبي([74]) موشحين لعبادة، مثلما حفظ ابن بشر الغرناطي خمس موشحات له([75])، والموشحة الأولى تتكوّن من ستّة مراكيز وخمسة أبيات، وخرجتها معربة، والمركز يتكوّن من أربع وحدات داخليّة، والبيت يتكوّن من ست وحدات، ويرد في الخرجة اسم الممدوح (علي بن حمود) الذي نظمت الموشحة من أجله، يقول فيها:

من ولي – في أمة أمراً ولم يعدلِ

 

يُعْزَلِ – إلاّ لحاظ الرشأ – الأكحلِ

-1-

جُرْتَ في – حكمِكَ في قتلي يا منصفُ

فانصفِ – فواجبٌ أن ينصِفَ المنصِفُ

وارأفِ – فإنَّ هذا الشوقُ لا يرأفِ

علِّل قلبي بذاك الباردِ السلسلِ

 

ينجلي – ما بفؤادي من جوى مشعلِ

-2-

أنّما – تبرزُ كي توقدَ نار الفتنْ

صفا – مصوراً في كل شيء حسنْ

إن رمى – لم يخطِ من دون القلوب الجنَنْ

كيف لي – تخلّصٌ من سهمك المرسلِ

 

فصلِ – واستبقني حياً ولا تقتلِ

                                -3-

يا سنا – الشمس ويا أبهى من الكوكبِ

يا منى – النفس ويا سؤلي ويا مطلبي

ها أنا – حلَّ بأعدائك ما حلَّ بي

عذّلي – من ألم الهجرانِ في معزلِ

 

والخلي – في الحب لا يسأل عمّن بلي

أنتَ قد – صيّرتَ بالحسن من الرشد غي

لم أجد – في طرقي حبك ذنباً علي

فاتئد – وإن تشأ قتليَ شيئاً فشيْ

أجمل – ووالني منك يدَ المفضل

 

فهل لي – من حسنات الزمن المقبلِ

-5-

ما اغتدى – طرفيَ إلاّ بسنا ناظريك

وكذا – في الحبِّ ما بي ليس يخفى عليكْ

ولذا – أنشدُ والقلب رهينٌ لديكْ

يا علي – سلّطت جفنيك على مقلتي

 

فابق لي – قلبي وجد بالفضل يا موئلي([76])

 

وقد وجدت هذه الموشحة صدى كبيراً في المشرق والمغرب، وقلّدها وشّاحون كبار، والصفدي نفسه نظم على منوالها ووزنها أكثر من موشحة، وقال فيها: « رأيت ذكره الذي طار طائره، وصبحه الذي ضوء الآفاق سافره، وبديعه الذي غلب من يسومها جواهره، فأردت أن أنظم في هذا الوزن شيئاً »([77])، ولكن الموشحات التي نظمت على غرار هذه الموشحة كانت عيالاً عليها، ومثلما ذكر ابن سعيد الغرناطي الأندلسي في المقتطف قائلاً للملك الناصر، وقد أنشده من محاسن الدوبيتات ما أمر بكتابته، وجواباً على مقولة للملك في تعليقه على الدوبيتات: (هذا طراز لا تحسنه المغاربة): « يا خوند: كما أن الموشحات والأزجال طراز لا تحسنه المشارقة، والمحاسن قد قسمها الله تعالى على البلاد والعباد »([78]).

وجاء الموشح في شعر عبادة على أنماط، هي:

أولاً: موشحة مركّبة من أربع وحدات في المراكيز، وست وحدات في الأغصان، في قوله:

المركز

من ولي – في أمة أمراً ولم يعدلِ   يُعْزَلِ – إلاّ لحاظ الرشأ – الأكحلِ

الأغصان

جُرْتَ في – حكمِكَ في قتلي يا منصفُ

فانصفِ – فواجبٌ أن ينصِفَ المنصِفُ

وارأفِ – فإنَّ هذا الشوقُ لا يرأفِ

الخرجة

يا علي – سلّطت جفنيك على مقلتي      فابق لي – قلبي وجد بالفضل يا موئلي([79])

 

ثانياً: موشّحة مركّبة مرصّعة من خمس وحدات في المراكيز، وست وحدات في الأغصان، في قوله:

المركز

               حبّ المها عبادة           من كل بسّام السراري

الأغصان

قمر يطلع        من حسن آفاق الكمال        حسنه الأبدعْ

 

لله ذات حسن    مليحة المحيّا

 

                       لها قوامُ غصن   وشنفها الثريا

 

                       والثغر حب مزن    رضابه الحميّا

البيت الأخير مع الخرجة

    عفيفة الذيولِ       نقيّة الثيابِ

                   سلاّبة العقولِ       أرق من شرابِ

                   أضحى بها نحولي       في الحبِّ من عذابي

          في النوم لي شرادة        أو حكمها حكم اقتدارِ

 

كلّما أمنعْ       منها فإن طيف الخيالِ     زارني أهجعْ([80])

 

ثالثاً: موشحة مركبة من تسع وحدات في الأغصان، وست وحدات في المراكيز، في قوله:

 

الأغصان

يا لائماً جفا  * ملامي * زاد في نقمي

 

برحت بالخفا * سقامي* قد برا جسمي

والسهد قد نفا* منامي * ومحا رسمي

المركز

فها أنا لقا * إنني * قد كفاني اللومْ

والسهد أرقا * جفوني * وحماها النومْ

البيت الأخير مع الخرجة

يا فرحتي وقد * بدا لي * وجه محبوبِ

وأظهر الجلد * وحالي * حال يعقوبِ

فقلت والسهد * يوالي * كلّ مرغوبِ

 

طيراً محلقاً * حنيني * أين غبت اليومْ

باتت مورقاً * جفوني * لم تذق النومْ([81])

 

 

رابعاً: موشحة مركبة من ست وحدات في الأغصان وأربع وحدات في المراكيز، في قوله:

الأغصان

دمُ الصبِّ  *  وإن عزّ مطلولُ

فذرْ عتبِ  *  فلومكَ تضليلُ

فذو الحبِّ   *  عن العذل مشغولُ

المركز

بأشواقِ     *   فكلني لوسواسِ

أذب عشقاً     *   فما فيه من باسِ

البيت الأخير مع الخرجة

لقد تمنّا    *   وهيّج أشواقي

متى غنّى   *   ليبقى مع الساقي

إذا ضنّا   *  فيظفر بالباقي

 

أيا ساقِ   * أفر عنّي أكواسي

عسى نبقى   * ويسكر جلاسي([82])

 

 

خامساً: موشحة مركبة من أربع وحدات في المراكيز، وست وحدات في الأغصان، في قوله:

المركز

ما حالُ من لَه نَفَسٌ هافتْ    وأدمعٌ سجامْ

وزفرةٌ يجيشُ لها الصدرُ    من لوعة الغرامْ

الأغصان

هو الهوى وأيسره شجوٌ    يعيا به الطبيبْ

يلوم فيه من قلبه خلوٌ    من لوعة الوجيبْ

يا شادناً تملَّكه الزهو     رحماك في كئيب

البيت الأخير مع الخرجة

أحييت والهاً من الوجدِ      حنَّ لآلهِ والوجد لا يعبر بالوجدِ      عن كنه حالهِ أشدوك هائماً راح من وجدي     يوم ارتحالهِ

إن زرت في طبير بن ثابتْ    فاقرأهم السلامْ

قل لهم عبّاد الذي ندر    باقي على الذمامْ([83])

 

 

سادساً: موشحة مركبة مرصعة من أربع وحدات في المراكيز وست وحدات في الأغصان على النحو الآتي:

المطلع

هل لما بي طبيبْ      من أليم النهشِ

 

الأغصان

آهِ من علّتي      قد دنا توديعْ

ذهبت صحتي       بالكرا الممنوعْ

يا ذوي خلّتي     كيف بالملسوع

القفل

  من جفون ربيبْ    شارد الوحشِ

  ردّ جسمي سقيمْ    لا يرى في الفرشِ

البيت الأخير مع الخرجة

زرته هائماً        في تناهي سكري

واقعاً قائماً       ليس شيئاً أدري

فشدا ناظماً       ما رأى من أمري

يا جمال الحبيبْ      إذا أتانا يمشي

   ويقع ويقومْ      ويقول اش ذا اشّ([84])

 

سابعاً: موشحة مكونة من وحدتين في المراكيز وست وحدات في الأغصان على النحو الآتي:

 

الأغصان

كيف أن يسلا    من براه الهجرُ

 في هوى من    لا يتعاطى البدرُ

  حسنه كلا       ليس عنه صبرُ

القفل

سرِّيَ المكتومْ        في هواه فاشِ

البيت الأخير مع الخرجة

مال إذ مرّا    ماشياً كالغصنِ

يفضح البدرا    من تناهي الحسنِ

وشدا عذرا    من حياءٍ منّي

  ونقع ونقومْ     ونقل اش ذا شّ([85])

 

وفي شعر عبادة عدد من المظاهر الفنية التي تستوقفنا، وهي مظاهر عكست – في جانب منها – رغبة الشاعر في التعبير عن مكنونات نفسه، وما تجيش به من عواطف في موقف انفعالي معيّن، وأول هذه الخصائص أنّ أغلب ما جمع من شعره عبارة عن مقطوعات قصيرة لا تتجاوز أبياتها السبعة، وقد أسهمت مجموعة من العوامل، والظروف الموضوعيَّة، والفنيَّة في توجّه الشاعر إلى نظم هذا اللون من الأداء الشعري، منها ما يتعلَّق برغبته « في إسماع الآخرين ما يريد أن يقول، أو جعل شعره سائراً على ألسنة الناس ليحفظوه »([86])، أو اقتصاره على فكرة معيَّنة لا تسمح له بالإطالة([87])، ومنها ما يتعلَّق بطبيعة العصر، وما شهده من تحوّلات حضاريَّة شملت أنماط الحياة كافَّة؛ مما أدّى إلى انصراف الناس عن سماع الأعمال الأدبيَّة المطوَّلة([88])، وانتشار الغناء، وما يتطلّبُه من أشعار قصيرة تصلح للإعادة والتكرار([89])، ويرى الدكتور يوسف حسين بكّار أنَّ أسباب النظم في المقطوعات تكمن في اتجاهات ثلاثة؛ فني، ونفسي، وشكلي، فأمّا الفنّي؛ فإنَّ الشاعر ينظم مقطوعته من أجل أن يبعد السامع عن الحشو، والإطالة، ويميل نحو الإيجاز، وتكثيف المعنى، وأما الاتجاهان النفسي، والشكلي؛ فتنحصر قيمتهما في أنَّ المقطوعات أسرع في الحفظ، وأعلق في النفوس من المطوَّلات([90]).

ويبدو أنَّ هذه العوامل هي ذاتها التي قادت عبادة بن ماء السماء إلى النظم في المقطوعات، وتكثيف المعنى فيها؛ من أجل إيصاله إلى المتلقي في حلَّة قشيبة، وأسلوب جميل، وصياغة رائعة، فضلاً عن أننا نرجح ضياع كثير من القصائد الطويلة – عنده – ولم يبق منها إلاّ ما عنت كتب الأدب بإيراده، مما يصلح أن يكون شاهداً لما هم بصدد الحديث عنه. 

 وشمل النظم في المقطوعات عند الشاعر موضوعات شعريَّة متنوعة؛ وجد في بناء المقطوعة ما يستوعب فكرته، وانفعاله العاطفي، فهو يصف ليلة سعد فيها بمغازلة القيان، والجواري الحسان، ونعم فيها بشرب الكأس من يد ساقٍ جميل، فقال:

وليْلَةٍ للسرورِ كانَ لها
قصيرةٍ أقصَرَ الغرامُ بها
ناوَلَني الكأسُ بدرُها بيدٍ
يعُلُّني ريقةَ الحياةِ فمٌ
 

 

بحسْنِ ساقٍ كحسْنِ خلخالِ
كأنّهَا مستَهَلُّ شوّالِ
عُنّابُها من طريفِ انفالِ
قَضَى بتعطيلِ كلِّ علاّلِ([91])
 

 

وفي وصف الخيري قال:

وكأنَّ الخيريّ في كتمه الطي
يُظْهٍرُ الزهدَ بالنّهار ويمسي
 

 

بَ فقيه مغرىً بطولِ رياءِ
فاتِكاً ليلَه مع الظرفاءِ([92])
 

 

فهو يقدم صورة انفعالية لتلك الزهرة الجميلة التي يضوع عطرها في الليل، ويختفي في النهار، في بيتين استوعبا أحاسيس الشاعر، وانفعالاته الوجدانية، بما يفصح عن رغبة الشاعر في التعبير عن الوصف الحسي لهذه النبتة الجميلة.

*    *    *

والمتأمِّل في ألفاظ الشاعر، يمكن له أن يخرج بنتيجة عامَّة مفادها أنَّه نوَّع في اختيار الألفاظ السهلة، والدالّة على معانيها، والموحية بمشاعره، وأحاسيسه، ومكنونات نفسه، وهي نتيجة منطقيَّة تحكَّمت فيها عوامل متعددة؛ أسهمت مجتمعةً في صبغِ شعر الشاعر بهذه السمات، منها التطوّر الحضاري الذي عمَّ الأندلس خلال الحقبة التي عاش فيها، على المستويين المادّي، والفكري، وتطوّر إحساس الشعراء بقيم العصر الفنيَّة، وذوقه الحضاري، ومن الأمثلة على تلك السهولة، والوضوح، في شعره؛ قوله:

سقى اللهُ أيّامي بقرطبة المنى
وكم مُزِجت لي الراح بالريق من يدي
أوان عذاري لم يَرُعْ بمشيبه
تعلّلني فيها الأماني بوعدها
سل الغنم البادي من السجن دانفاً
 

 

سروراً كريّ المنتشي من شرابه
أغرّ يريني الحسن ملء ثيابه
شبابي ولم يوحش مطار غرابه
وهيهات أن أروي بورد سرابه
لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه([93])
 

 

ومن يقرأ هذه الألفاظ؛ يجدْها سهلةً، لا أثرَ للتعقيد فيها، والشاعر من خلالها ينفذ إلى عقل المتلقّي، ومشاعره، فيداعب خياله، وعاطفته، وفي ذلك قال أحد الباحثين:  « إنَّ الألفاظ المألوفة، ولا أقول المبتذلة، هي التي تستطيع – في الغالب – أن تستنفد إحساس الشاعر، كما أنَّها أقدرُ من الألفاظ المهجورة على دفع مشاعرنا إلى التداعي، وقد كثُرَ استعمالنا لها في الحياة، فتحدَّدت معانيها، وتلوَّنت بلون نفوسنا، فحملت شحنةً عاطفيَّةً... »([94])، وهذا التوظيف للألفاظ السهلة، والواضحة؛ يعكس رغبة الشاعر في مخاطبة طبقات المجتمع على اختلاف ثقافاته، ودفع الملل، والسأم الذي قد يعتري المتلقي، وهو يسمع كلاماً جافياً شقَّ عليه فهمه، وإدراك معانيه.

والإيحاء من مزايا لغة الشعر، ونعني به « قدرة الكلمة على أن تثير جملة انفعالات قويَّة، جميلة، إلى جانب ما تؤديه من معنى »([95]). وقد وظَّف الشاعر هذه المزيَّة في كثير من شعره، فجاءت نصوصه مليئة بالشحنات العاطفيَّة؛ التي تبيِّنُ رغبته في إحداث نوع من التفاعل بين المتلقي وأحداث النص، وتوجهاته الانفعالية، فمن الأمثلة على ذلك قوله:

هذي وفود الرومِ نحْوكَ بادَرَتْ
وصلوا على مثلِ الصراطِ إليْكَ منْ
في جحْفَلٍ كالرَّوْضِ في ألوانِهِ
وكأنَّما الحيّاتُ فاغرةٌ بهِ
وكأنَّما العقبانُ في نفحِ الصبا
 

 

أمّ القطا للمنهلِ المورودِ
هوْلٍ وأنفسهم بلا مجلودِ
يهْفو بأعلاه سحاب بنودِ
تومي إلى الأعداءِ بالتهديدِ
تهوَى إلى صيد الكماةِ الصِّيدِ([96])
 

 

والمتأمّل لألفاظ هذه الأبيات؛ يجدها ملأى بالشحنات العاطفيَّة؛ التي تؤثر في المتلّقي، من خلال الإيحاءات التي تعكسها، ف (جحفل كالروض...، الحيّات فاغرة، العقبان... تهوى إلى صيد الكماة،...) ألفاظ حملت تلك الشحنات التي ترجم لها السياق الذي وردت فيه، من خلال العلاقات التي تحكم الجملة، وتعكس إيحاءات متعددة تجمع بين الرهبة، والخوف من جانب الأعداء، والقوة والمنعة من جانب الخليفة.

أما على مستوى تركيب الجملة، فإنَّ النظرة الفاحصة لشعر عبادة؛ تؤكّد هيمنةً واضحةً للجملة الفعليَّة، ويبدو أنَّ طبيعة الفعل، وما يشتمل عليه من حركة، وعدم استقرار؛ لاقترانه بالحدث، والزمن؛ قد رجَّح ميل الشاعر إلى هذا النوع من الجمل، وهو ما أدّى إلى أن تكون نصوصه مفعمةً بالحركة، والاستمراريَّة في الحدث، في حين نجد أنَّ الجملة الاسميَّة؛ بدلالتها على الحدث؛ تضفي على النص صفة الثبوت، والاستقرار([97])، ويعلل الدكتور صلاح فضل ميل الشعراء إلى الجملة الفعليَّة أكثر من ميلهم إلى الجملة الاسميَّة بقوله: إنَّ الجمل الاسميَّة – في الغالب – قصيرة، والجمل الفعليَّة أكثر طولاً؛ إذ إنَّ كثيراً من الأفعال تتعدّى إلى المفعول، وقد تتعدّى إلى المفعولين، وهذا يترتَّب عليه مزيداً من الحيويَّة، والوضوح، في الجملة الفعليَّة([98]).

ومن الأمثلة على توظيف الجملة الفعليَّة في شعر عبادة قوله:

سقى اللهُ أيّامي بقرطبة المنى
وكم مُزِجت لي الراح بالريق من يدي
أوان عذاري لم يَرُعْ بمشيبه
تعلّلني فيها الأماني بوعدها
سل الغنم البادي من السجن دانفاً
 

 

سروراً كريّ المنتشي من شرابه
أغرّ يريني الحسن ملء ثيابه
شبابي ولم يوحش مطار غرابه
وهيهات أن أروي بورد سرابه
لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه([99])
 

 

 فالشاعر بنى هذه الأبيات على توالي عدد من الجمل الفعليَّة، شكَّلت بمجموعها حركيَّة النص؛ مما أدّى إلى إحداث لونٍ من التنويع الخصب؛ الناتج من تعدّد أزمان الفعل، وتنوّع حالاته، واستثماره طاقة اللغة؛ بمستوياتها كافَّة([100])، فالأفعال: سقى، ومزجت، ويريني، ويرع، ويوحشُ، وتعلل، وأروي، وسلْ،، بتنوّع حالاتها بين الماضي، والمضارع، والأمر؛ قد أضفى على النصِّ مزيداً من الحيويَّة، والحركة، والتجدّد، وحتى انَّ الجملتين الاسميّتين في النص: (أغر يريني الحسن، وأوان عذاري لم يرع...) لم تخرجا عن هذه الحيويَّة، والتجدّد؛ إذ كان الخبر فيهما جملة فعليَّة (يريني، و يرع)؛ مما دَعَمَ حال الحركة، والتجدّد؛ اللتين هيمنتا على أجواء النص.

ومن أمثلة الجملة الاسميَّة؛ بدلالتها على الثبوت، قوله في بني حمّود مادحاً، ومبرزاً تشيّعه:

فها أنذا يا ابن النبوّةِ نافثُ
وعندي صريحٌ في ولائِكَ معرقٌ
 

 

من القوْلِ أرياً غير ما ينفثُ الصلُّ
تشيّعُهُ محضٌ بيعته بتْلُ([101])
 

 

فالجمل الاسميَّة (أنا نافثٌ، و عندي صريحٌ، و تشيّعه محض، و بيعته بتلُ) أسهمت في تشكيل عقيدة الشاعر الراسخة؛ الذي انبنت شخصيَّته على هذه الصفات، حتى صارت جزءاً منها، وقد أفادت الجملة الاسميَّة بتتابعها في سياق هذه الأبيات على الثبات.

*  *  *

أمّا الأوزان الشعرية، فقد نوّع الشاعر في استعمالاتها، ومن خلال دراسة الأوزان يتبيّن أنّ (الكامل([102])، والطويل([103])) حظيا بالنسبة الكبرى من استعمال الشاعر لأوزان الشعر العربي؛ إذ بلغت عدد النصوص التي نظمها في تفعيلات هذين الوزنين (25) نصّاً شعريّاً، بنسبة مئوية تقدَّر ب  (43.8 %) من مجموع ما نظمه الشاعر، وهذا الاستعمال لهذين الوزنين؛ لا يبتعد كثيراً عمّا قرَّره الباحثون المحدثون في نسبة شيوع الأوزان في الشعر العربي القديم([104])، فنرى وزن الكامل ومجزوءه قد تصدَّر الأوزان الأخرى  فكانت عدد النصوص التي نسجت في تفعيلاته (14) نصّاً شعريّاً، مشكّلاً نسبة (24.56%) من مجموع النصوص، ويبدو أنَّ طبيعة تفعيلات هذا الوزن؛ بوصفه « أكثر بحور الشعر العربي غنائيةً، وليناً، وانسيابيَّةً، وتنغيماً واضحاً، إلى جانب كونه يتألف من وحدة، صافية، مكررة »([105])؛ قد جعلت الشعراء يميلون إليه في استيعاب عواطفهم، ومشاعرهم الانفعاليَّة، فيما بلغ عدد النصوص الشعريَّة؛ التي نسجت في تفعيلات الطويل (11) نصاً، مشكّلاً نسبة (19.2%) من مجموع النصوص الكلي، ولعلَّ أعاريض هذا الوزن، وما فيها من فخامة، ورصانة؛ جعلت الشاعر يميل إلى توظيفه في المقاصد التي من شأنها أن يكون نظم الكلام فيها جزلاً([106])، ومستوعباً الحال النفسيَّة؛ التي رافقت الشاعر وقت إنشاء النص، وتوزّعت النسبة الباقية من الأوزان بين (الخفيف([107])، والمنسرح([108])، والسريع([109])، والبسيط ([110])، والرمل([111])، والوافر([112])، والمجتث([113]))، وبلغ عدد الموشحات (7) موشحات([114]).

وهذه الأوزان استوعبت انفعالات الشاعر، وتجاربه العاطفيَّة، وكان اختياره الوزن الشعري يتمّ بصورة عفويَّة، أو مقصودة؛ تتجاوز ما قرَّره بعض الباحثين في ارتباط الوزن بالغرض الشعري([115])، ومصداق ذلك؛ أنَّ الشاعر نظم في هذه الأوزان ألواناً من الموضوعات الشعريَّة؛ التي اتَّسعت لها تفعيلاتها؛ لتكون إطاراً لتجربته الانفعاليَّة، فالشعر « فيضٌ تلقائيٌّ لمشاعر قويَّة، والشاعر عندما تجيش نفسه بالشعر، لا يضع في اعتباره بحراً، أو قافية، وإنما يأتي هذا طواعية؛ ليلائم أحاسيسه، وانفعالاته »([116]).

وتنوَّعت قوافي الشاعر، فشملت أغلب حروف الهجاء العربيَّة؛ بنسب متفاوتة، ونلحظ أن حروف اللام، والباء، والميم، والدال شكّلت النسبة الكبرى في استعمالات الشاعر بنسبة (43.8 %) من النسبة الكلية، في حين توزعت النسبة الباقية بين حروف (الهمزة، والسين، والصاد، والضاد، والقاف، والفاء، والكاف والياء)،ويبدو أنَّ توزيع الحروف على هذا النحو من التفاوت؛ راجعٌ إلى أمرين:

الأول: مقدار الكلمات العربيَّة؛ التي تنتهي أواخرها بهذه الحروف، وهي تمثّل – أيضاً – الثروة اللغويَّة؛ التي ينبغي على الشاعر أن تستوعب ذاكرته عدداً كبيراً منها، فالراء، والدال، والنون، واللام، والميم؛ جاءت في أواخر كلمات كثيرة اشتملت عليها اللغة العربيَّة([117])، ومن ثَمَّ؛ فإنَّ للشاعر حريَّة انتقاء المفردات؛ التي تتلاءم وحاله النفسيَّة، وطبيعة الحدث الشعري الباعث؛ من دون أن يعمد إلى تكلّفٍ في اختيارها.

 والأمر الآخر: ما تنماز به أصوات الحروف من خصائص؛ تؤهلها لأن تكون محطَّ أنظار الشاعر؛ بوصفها تنسجم مع الحال النفسيَّة، وطبيعة الحدث الشعري الباعث، فصوتا الباء، والدال – مثلاً – من الأصوات المجهورة، الشديدة([118])، وهي من أصوات الإطباق والقلقلة؛ التي يصاحب النطق بها اهتزاز شديد في الوترين الصوتيين([119])، وأصوات اللام، والنون، والميم – مثلٌ آخر – من الأصوات المجهورة؛ التي جمعت بين الشدَّة، والرخاوة؛ مما يجعلها « أكثر وضوحاً في السمع »([120])، فتكون هذه الأصوات أكثر تعبيراً – من غيرها – في تصوير انفعالات الشاعر، وعواطفه، ولاسيَّما إذا تكرَّر هذا الصوت في مواضع أخرى من البيت، والقصيدة، وهذه الميزات؛ هي التي قدَّمت هذه الحروف على غيرها؛ مقترنةً بالأمر الأول.

*   *   *

   وفي شعر عبادة ألوان من الفنون البلاغية التي عبّرت عن مقدرته في إظهار مواهبه، وإحساساته، وتلوين نصوصه الشعريَّة بما تنطوي عليه عواطفه، وأخيلته، فمن ذلك التشبيه، في قوله:

كأنَّ السَّماءَ قبَّةٌ منْ زُمرُّدٍ
 

 

وفيها الدراري من عقيقٍ مَسامِرُ([121])
 

 

وقوله: 

كأنَّ يمناه على ناظرٍ
 

 

منه ويسراه على حاجبِ([122])
|

 

وتشبيهاته – في الغالب – حسيّة، لا تعقيد فيها، استمدّ أركانها مما يحيط به من عناصر الطبيعة، ونلحظ أنه يكثر من استعمال الأداتين (الكاف، وكأنّ) في ربط عناصر التشبيه، محاولاً إيصال مغزاه إلى المتلقي في سهولة، ويسر.

ومن استعماله الاستعارة قوله:

أيُّ ركْنٍ من الرياسَةِ هُيِّضا
حملوه من بلدة نحو أخرى
مثل حمل السحابِ ماءً طيّباً
 

 

وجسومٍ من المكارِمِ غيضا
كي يوافوا به ثراه الأريضا
لتداوي به مكاناً مريضا([123])
 

 

فقد جعل للمكارم جسوماً، ونسب المرض للمكان، وهي استعارات تشخيصيّة؛ أسهمت مجتمعة في رسم الصورة الكليّة للنص.

ووظف الكناية في قوله:

قَمَرُ المدينَةِ كيف منْكَ خلاصُ
 

 

أوْ أينَ عنْكَ إلى سواكَ مناصُ([124])
 

 

ولفنون علم البديع نصيب في شعره، منها الجناس بين (فلك، وحلك) في قوله:

إنَّما الفتحُ هلالٌ طالعٌ
خدُّ شمْسٍ، وليلٌ شَعْرُهُ
 

 

لاحَ في أزرارِهِ في فَلَكِ
منْ رأى الشَّمْسَ بدت في حَلَكِ([125])
 

 

والطباق بين (أسلفني، واستردّني) في قوله:

كانّما الحبُّ كانَ أسلفني
 

 

نفسي ثمَّ استردّني سلفي([126])
 

 

وهكذا، فقد حفل شعر الشاعر بمقومات الفن، التي ارتقت بشعره إلى مصاف الشعراء المتقدمين في عصره، وقد اصطبغ شعره بروح العصر، ومقومات الحضارة، فكان نتاجه الشعري جزءاً من تلك المنظومة الإبداعية التي اشتهرت في الأندلس في القرن الرابع والخامس الهجريين.

الخاتمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله، وصحبه أجمعين...

أما بعد؛

فها نحن نحطّ رحالنا؛ لنصل إلى خاتمة رحلة طويلة قضيناها في أروقة الكتب؛ باحثين، ومنقّبين عن سفر شعري نفيس؛ تمثّل في نتاج واحد من شعراء الأندلس الذين عفّى الزمن على آثارهم، على الرغم من شهرتهم، وذيوع صيتهم، فكان هذا البحث؛ الذي عنى بجمع نتاج عبادة الشعري، ودراسته في الموضوع، والفن، وما يمكن تسجيله – في هذا المقام – أنّ ما جمعناه من شعر عبادة يمكن أن يشكّل صورة وافية عن شخصيّة هذا الرجل، وتفاعله مع بيئته، ورجالات عصره، مثلما يكشف عن توجهه المذهبي (الشيعي)، وموالاته لرجالات الدولة الحمّودية، ورثاء من توفي منهم.

وتنوّع شعره في المضامين، والموضوعات، فشهدنا المديح، والرثاء، والوصف، والغزل، وهو في هذا مساير لروح العصر، ومتأثّر إلى حد كبير بالطبيعة الأندلسيّة التي ضمّن كثيراً من مباهجها في شعره.

وعلى نحو الإجمال: فقد اشتمل شعر عبادة بن ماء السماء على مجموعة من الخصائص الفنية، والموضوعيّة؛ ارتقت به إلى منزلة الشعراء المتقدمين في عصره، وما فن الموشحات إلاّ دليل على مقدرة هذا الشاعر، وموهبته، وتمكنّه من أدواته الفنيّة، ورغبته في مجاراة قيم العصر، وذوقه الفني، فجاءت نتاجاته الأدبيّة مسايرة لتلك الروح الأندلسيّة التي عشقت الطبيعة، وذابت في أحضانها، واغترفت من نعيم خيراتها الوارفة، فكانت هذه النصوص مصاديق لذلك الأمر كله.

عملنا هذا لله، فإن وفقنا فبفضل منه جلّ وعلا، وإن قصّرنا، فحسبنا انا اجتهدنا، ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها، عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

المصادر والمراجع:

القرآن الكريم.

المخطوطات:

  1. مسالك الأبصار في ممالك ألأمصار، العمري، مج11 – مخطوطة صوفيا برقم 2727،، ومج 16، مخطوطة باريس برقم 2326، ومج 17، مخطوطة باريس برقم 2327، وكلها مصورة في مكتبة الدكتور عدنان آل طعمة (الباحث الأول).

المطبوعات العربية: 

  1. اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، د. محمد مصطفى هدّارة، دار المعارف، القاهرة، 1963م.
  2. اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري، د. يوسف حسين بكّار، دار المعارف، القاهرة، 1971م.
  3. أخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء، الملك المنصور محمد بن عمر الأيوبي، تح. د. ناظم رشيد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2001م.
  4. أساس البلاغة، جار الله محمود بن عمر الزمخشري، تح. عبد الرحيم محمود، دار إحياء المعاجم، القاهرة، 1953م.
  5. الأصوات اللغويَّة، د. إبراهيم أنيس، دار النهضة العربيَّة، القاهرة،  1961 م.
  6. أعمال الأعلام في من بويع قبل الإظلام من ملوك الإسلام، لسان الدين بن الخطيب، تح. ليفي بروفنسال.
  7. إلياذة هوميرس – معرَّبة نظماً،وعليها شرح تاريخي أدبي، سليمان البستاني، دار إحياء التراث العربي، ودار المعرفة، بيروت، د. ت. 
  8. الإيضاح في علوم البلاغة، جلال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المعروف بالخطيب القزويني (ت739ه)، ط4،دار إحياء العلوم، بيروت، لبنان، 1998 م.
  9. البديع في وصف الربيع، أبو الوليد إسماعيل بن عامر الحميري (ت440ه)، اعتنى بنشره وتصحيحه هنري بيريس، المطبعة الاقتصادية، الرباط، 1940م.
  10. بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي، تح. فرانتيسكو فريرة أبي زيدين، سرقسطة، 1885م.
  11. بناء القصيدة في النقد العربي القديم، د. يوسف حسين بكّار، ط2، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1983م.
  12. البيان المغرب، لابن عذارى، تح. ليفي بروفنسال.
  13. التشبيهات من أشعار أهل ألأندلس، أبو عبد الله محمد بن الكتاني الطبيب، تح. د. إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، د.ت.
  14. توشيع التوشيح، صلاح الدين بن أيبك الصفدي (ت764ه)، تح. البير حبيب مطلق، دار الثقافة، بيروت، 1966م.
  15. جذوة المقتبس، أبو عبد الله الحميدي (ت488ه)، تح. محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة.
  16. حياة الشعر في الكوفة إلى نهاية القرن الثاني للهجرة، د. يوسف خليف، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1968م.
  17. دراسات في النص الشعري – العصر العباسي، د. عبدة بدوي، دار  الرفاعي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1984م.
  18. الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، أبو الحسن علي بن بسّام الشنتريني (ت542ه)، تح. د. إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1978م.
  19. رايات المبرزين وغايات المميزين، أبو الحسن علي بن سعيد (ت685ه)، تح. د. النعمان عبد المتعال القاضي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، 1973م.
  20. سر صناعة الإعراب، أبو الفتح عثمان بن جنّي، تحقيق: د. حسن هنداوي،  ط1، دار القلم، دمشق، 1985م.
  21. شعراء أمويون، د. نوري حمّودي القيسي، ط1، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، 1985م.
  22. عدّة الجليس ومؤانسة الوزير والرئيس، علي بن بشر الغرناطي، تح. ألان جون، كامبردج، 1995م. 
  23. العروض والقافية، دراسة في شعر الشطرين والشعر الحر، د. عبد الرضا علي
  24. عضويَّة الموسيقى في النص الشعري، د. عبد الفتاح صالح نافع، ط1، مكتبة المنار، عمّان، الأردن، 1985م.
  25. علم الأسلوب – مبادئه وإجراءاته، د. صلاح فضل، مؤسسة مختار للنشر والتوزيع، القاهرة، د. ت.
  26. فن التقطيع الشعري والقافية، د. صفاء خلوصي، ط4، مطابع دار الكتب، بيروت، 1974م.
  27. في فقه اللغة وقضايا العربيَّة، د. سميح أبو مغلي، ط1، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمّان، 1987م.
  28. فن الوصف وتطوره في الشعر العربي، إيليا الحاوي، ط1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 1980م.
  29. فوات الوفيات، محمد بن شاكر الكتبي (ت764ه) تح. محمد محيي الدين عبد الحميد، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1951م.
  30. في الميزان الجديد، د. محمد مندور، ط1، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1973م.
  31. في النقد الأدبي الحديث، د. محمد عبد الرحمن شعيب، ط1، مطبعة دارالتأليف، القاهرة، 1967 – 1968 م.
  32. في النقد الأدبي الحديث – منطلقات وتطبيقات، د. عبد الرضا علي ود. فائق مصطفى، ط2، دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل، العراق، 2000م.
  33. محمد بن عبادة القزّاز، دايفيد صمويل شتيرن، ترجمة د. عدنان آل طعمة عن الإسبانيّة، مجلّة جامعة أهل البيت، العراق، كربلاء، العدد 9.
  34. المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، د. عبد الله الطيب المجذوب، ط2، دار الفكر، بيروت، 1970م.
  35. مطمح الأنفس ومسرح التأنس لملح أهل الأندلس، الفتح بن خاقان (ت 529ه) تح. محمد علي شوابكة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1982م.
  36. المقتبس في تاريخ الأندلس، ابن حيان، تح. د. محمود علي مكي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1972م.
  37. المقتطف من أزاهير الطرف، ابن سعيد الأندلسي، تح. د. عدنان محمد آل طعمة، أطروحة دكتوراه، جامعة غرناطة، أسبانيا.
  38. منهاج البلغاء وسراج الأدباء، أبو الحسن حازم بن محمد الأنصاري القرطاجنّي (ت684ه)، تقديم وتحقيق: محمد الحبيب بن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1986م.
  39. موسيقى الشعر، د. إبراهيم أنيس، ط5، مكتبة الإنجلو المصريَّة، القاهرة، 1978م.
  40.  ميزان الشعر، د. بدير متولي حميد، ط2، دار المعرفة، القاهرة، 1967م.
  41.  نظريَّة إيقاع الشعر العربي، محمد العيّاشي، المطبعة العصريَّة، تونس، 1978م.
  42. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت1041ه)، تح. د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1968م.
  43. الوافي بالوفيات، صلاح الدين بن أيبك الصفدي، تح. د. وداد القاضي، فسبادن، 1882م.

المطبوعات الأجنبيّة:

  1. Granja , Fernando de la , Ubada.B. Ma'al Sama – EI Brill , 1971.
  2. Levi- Provensal –EI , Sur deuy de Malaga duxo siec – Arabica – Leiden – 1954.
  3. Nykl.Ar, Hispano – Arabic Poetry – Baltimor , 1946.
  4. Peres. Henri – Lapoesi andaluse arab clasique , Paris -1953.

Wilhem , Hoenerboch , Al andalusi Ubada.B. Ma'al Sama supoesia. R. andalusi Islamica 1v-v , Granda 1980.

 
  1. ينظر: البيان المغرب، لابن عذاري، تح. ليفي بروفنسال: 3 / 120.
  1. ينظر: أخبار مجموعة، لمؤلف مجهول، تح. لافونت: 112 – 115.
  1. ينظر: جذوة المقتبس: 274 – 275.
  1. ينظر: الصلة: 383 – 385.
  1. ينظر: بغية الملتمس، تح. فرانتسكو كوديرا وخوليان ريبيرا: 2 / 145.
  1. ينظر: نزهة الألباب في الألقاب، مخطوط، الورقة 29 أ.
  1. ينظر: جمهرة أنساب العرب، ابن حزم: 365، واسمها: Corbalan بالقرب من سرقسطة وصحرائها، مثلما ذهب إلى ذلك سادابا في: مجلة الأندلس: 25 / 339، وينظر:
  • Granja , Fernando de la , Ubada.B. Ma'al Sama – EI Brill , 1971.
  • Wilhem , Hoenerboch , Al andalusi Ubada.B. Ma'al Sama supoesia. R. andalusi Islamica iv-v , Granda 1980.
  1. أخبار الملوك: 140.
  1. ينظر: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تح. د. إحسان عباس: 1 / 478.
  1. ينظر: المقتبس في تاريخ الأندلس، ابن حيان، تح. د. محمود علي مكي: 2 / 94 – 97، 134، 279، 290.
  1. قيل أنّه مات بسبب فقده مائة دينار، حزن عليها، فمات بسببها. ينظر: جذوة المقتبس: الحميدي، تح. محمد بن تاويت الطنجي: 275.
  1. ينظر: الذخيرة: 2 / 469.
  1. في بحثه القيم عن محمد بن عبادة القزّاز، وقد ترجمه الدكتور عدنان آل طعمة (الباحث الأول) عن الإسبانيّة، وطبع بمجلّة جامعة أهل البيت، العدد 9، ص 134 – 163.

(1) التخريج: البديع في وصف الربيع، الحميري، نشر: هنري بيرس: 111.      

([14]) الخيريّ: منثور الأصفر.

([15]) فتك: بالغ في الأمر وأفرط فيه، يريد الشاعر أنَّ الخيريّ يضوع عطره في الليل، وينتشر بازدياد على عكس النهار.

(2) التخريج: التشبيهات، أبي عبد الله الكتاني، تح. د. إحسان عباس: 205.

([16]) نشابة، ونشاب: السهام، ج نشاشيب، والناشب: المتعلق في شيء، اسم فاعل نشب.

(3) التخريج: أخبار الملوك، الملك المنصور محمد الأيوبي، تح. د.ناظم رشيد: 140 – 141.

(4) التخريج: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: 1 / 473.

([17]) الأغرّ: الأبيض، والحسن من كل شيء.

(5) التخريج: التشبيهات: 275.

([18]) العليم: المتصف بالعلم.

([19]) علام الغيوب، والعليم من الأسماء الحسنى.

([20]) آل عذرة: قبيلة موصوفة بالحب العفيف، منهم: جميل بثينة، وعروة بن حزام وحبيبته عفراء.

(7) التخريج: التشبيهات: 135.

(8) التخريج: البديع في وصف الربيع: 16 – 17.

(9) التخريج: الذخيرة: 1 / 473، رايات المبرزين، أبو الحسن علي بن سعيد، تح. د. النعمان عبد المتعال القاضي: 48، مسالك الأبصار للعمري، مخطوط: 11/398 و16 / 110، فوات الوفيات، محمد بن شاكر الكتبي، تح. محمد محيي الدين عبد الحميد: 2 / 150.

([21]) في الرايات: أقول للساقي ابتكر بكرها... وفي مسالك الأبصار: يقول لي اعتق لي بها.

([22]) في الرايات: كأنّما شبّها... وفي المسالك: كأنما نسبتها، وهذا البيت نراه اخترع معناه، وهو من معانيه المخترعة وألفاظه المبتدعة.

([23]) العضب: الحاد.

([24]) الضبا: جزاه السكين لأنها تشد النصاب، ويقال لسكينة: ضبة. أساس البلاغة، الزمخشري، تح. عبد الرحيم محمود: 265.

([25]) فرند: السيف الحاد. كذلك: ضرب من الثياب. معرّب.

(11) التخريج: التشبيهات: 57.

([26]) جوّد: حسّن في الشيء، وجوّد في القراءة: أي أحسن في التجويد.

([27]) الخوط: الغصن.

([28]) الطل: الندى، هو المطر الخفيف أو دونه، وجاء في قوله تعالى: ((فإن لم يصبها وابل فطل)). البقرة: 265.

(12) التخريج: التشبيهات: 66.

([29]) الأديم: البياض من الشيء.

([30]) المذاب: السائل.

([31]) الزمرّد: الحجر الأخضر. معرّب. والمعنى: كأنّ صفاء الماء في بياضه جارياً على جانبي الرياض درّا يصافح زمرّدا.

(13) التخريج: التشبيهات: 210، المقتبس في تاريخ الأندلس: 49.

(15) التخريج: التشبيهات: 237.

([32]) الديم: جمع ديمة: مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق.

([33]) الدوى: جمع دواة، وهي المحبرة.

([34]) انباع: انطلق.

(16) التخريج: التشبيهات: 19، وفيه: قال أبو عبد الله محمد بن الكتاني الطبيب: باب من التشبيهات في السماء والنجوم والقمر. قال عبادة... الخ.

(21) التخريج: نفح الطيب، المقري التلمساني، تح. د. إحسان عباس: 4 / 23، وكان المذكور توفي في ضيعة له، ونقل تابوته إلى قرطبة فدفن بالربض سنة 405ه، وكان مولده سنة 304 ه.

([35]) عجم: يقال: رأيت فلاناً فجعلت عيني تعجمه كأنّها تعرفه، كما يقال: ما عجمتك عيني منذ كذا: أي ما أخذتك.

([36]) في المسالك: لنا صاحبٌ. والمنصور: هو محمد أبو عامر (ت393ه)، أصله من قبيلة معافر، عمل كاتباً لدى الحكم الثاني في الأندلس، ونال رضا زوجته (صبح)، ثم أصبح حاجباً لدى هشام المؤيد، ثم أضحى هو الآمر الناهي في الأندلس، وغزا خمسين غزوة، وقتل غيلة في غزوته الأخيرة.

([37]) في الفوات: أنواعاً.

([38]) في الفوات: ما بك.

([39]) العضب: القاطع.

([40]) الطرير: الحاد.

([41]) نافث: نافخ، وقائل. نفثت الحيّة السمَّ أي نكزت، وقيل: ما أحسن نفثات فلان، أي ما أحسن شعره.

([42]) الصريح: الصافي، والواضح من كل شيء، يقال: رجل صريح النسب، أي خالصه.

([43]) الأري: العسل.

([44]) المحض: الخالص.

([45]) البتل: المنقطع الذي لا يشبهه شيء، وعطاء بتل: لا يشبهه عطاء.

([46]) الغل: الحقد.

([47]) الحلى: الزينة.

([48]) في رواية: النخيل نخيلا، أي في تشابكه.

([49]) في الأصل: تنزيلا كما ذكر المحقق.

([50]) في المسالك: واسق بتذكاره.

(48) التخريج: التشبيهات: 259.

([51]) في الوافي: يبرد، والتوشيع: يبرز.

([52]) في التوشيع: من

([53]) في الوافي: أسنى.

([54]) في التوشيع: طرفي.

([55]) في التوشيع: ديناً.

([56]) في الوافي: ندىً

(56) التخريج: عدة الجليس: 340.

  1.  النص: 50.
  1.  النص: 36.
  1.  النص: 35.
  1.  النص: 17.
  1.  النص: 17.
  1.  ينظر: أعمال الأعلام في من بويع قبل الإظلام من ملوك الإسلام، لسان الدين بن الخطيب، تح. ليفي بروفنسال: 2 / 129، والبيان المغرب، لابن عذارى، تح. ليفي بروفنسال: 3 / 122.
  1.  الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: 1 / 478.
  1.  النص: 33.
  1.  الشورى: 23.
  1.  النص: 45.
  1.  النص: 8.
  1.  النص: 9.
  1.  النص: 19.
  1.  النص: 43.
  1.  فن الوصف وتطوره في الشعر العربي، إيليا الحاوي : 238.
  1.  الذخيرة: 1 / 468 – 469.
  1.  ينظر: توشيع التوشيح، تح. البير حبيب مطلق: 113 – 115، والوافي بالوفيات، تح. د. وداد القاضي: 16 / 625 – 626.
  1.  ينظر: فوات الوفيات: 2 / 152 – 153.
  1.  ينظر: عدّة الجليس، تح. جونس ألان: 214، 215، 340، 341.
  1.  النص: 51.
  1.  المقتطف من أزاهير الطرف، ابن سعيد الأندلسي، أطروحة دكتوراه للباحث الأول، في جامعة غرناطة، الفقرة: 513.
  1.  المصدر نفسه: ف.
  1.  النص: 51.
  1.  النص: 52.
  1.  النص: 53.
  1.  النص: 54.
  1.  النص: 55.
  1.  النص: 56.
  1.  النص: 57.
  1.  شعراء أمويون، د. نوري حمودي القيسي: 4 / 332.
  1.  ينظر: اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، د. محمد مصطفى هدارة: 148 – 149.
  1. ينظر: اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري، د. يوسف بكار: 356 – 357.
  1. ينظر: حياة الشعر في الكوفة، د. يوسف خليف: 604.
  1. ينظر: بناء القصيدة في النقد العربي القديم، د. يوسف بكار: 244 – 245.
  1.  النص: 20.
  1.  النص: 1.
  1.  النص: 4.
  1.  في الميزان الجديد، د. محمد مندور: 78.
  1.  في النقد الأدبي الحديث، د. محمد عبد الرحمن شعيب: 201.
  1.  النص: 13.
  1.  ينظر: الإيضاح في علوم البلاغة، الخطيب القزويني: 87 – 88.
  1.  ينظر: علم الأسلوب؛ مبادئه وإجراءاته، د. صلاح فضل: 241.
  1.  النص: 4.
  1.  ينظر: علم الأسلوب؛ مبادئه وإجراءاته: 241.
  1.  النص 33.
  1.  النصوص: 10، 13، 14، 17، 19، 20، 30، 31، 35، 36، 37، 40، 42، 47.
  1.  النصوص: 4، 6، 12، 16، 18، 22، 23، 27، 33، 45، 46.
  1.  ينظر: موسيقى الشعر، د. إبراهيم أنيس: 161.
  1. العروض والقافية، د. عبد الرضا علي: 38.
  1. ينظر: منهاج البلغاء وسراج الأدباء، حازم القرطاجني، تح. محمد الحبيب بن الخوجة: 205.
  1. النصوص: 1، 7، 21، 32، 38، 39، 48.
  1. النصوص: 15، 24، 25، 26، 29، 41، 44.
  1.  النصوص: 2، 3، 9، 11، 34.
  1.  النصان: 43، 49.
  1.  النصان: 8، 28.
  1.  النص: 50.
  1.  النص: 5.
  1.  النصوص: 51 – 57.
  1.  ينظر على سبيل المثال: إلياذة هوميرس، تعريب سليمان البستاني: 91 – 92، ودراسات في النص الشعري عبدة بدوي،: 116، 180، وفن التقطيع الشعري والقافية، د. صفاء خلوصي: 44، 68، 84، وفي النقد الأدبي الحديث – منطلقات وتطبيقات، د. عبد الرضا علي: 38، والمرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، عبد الله الطيب المجذوب: 1 / 72، وميزان الشعر د. بدير متولي حميد: 33، ونظريَّة إيقاع الشعر العربي، محمد العياشي: 291، ويبدو أنَّ هؤلاء جميعاً تأثَّروا بحازم القرطاجني الذي نحى هذا المنحى في كتابه. ينظر: منهاج البلغاء وسراج الأدباء: 202 – 205.
  1. عضوية الموسيقى في النقد الشعري، د. عبد الفتاح صالح: 8.
  1. ينظر: موسيقى الشعر: 248، وتوصف هذه الحروف بالقوافي الذلل؛ لسهولة مخارجها، وكثرة أصولها في الكلام. ينظر: المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها: 1 / 46 – 47.
  1. ينظر: سر صناعة الإعراب، ابن جني، تح. حسن هنداوي: 1 / 61، والمقصود بالجهارة في الصوت أنَّه حينما يُنْطق بهذه الأصوات يقترب الوتران الصوتيّان من بعضهما اقتراباً جزئيّاً؛ إذ يمكن للهواء الخارج من خلالهما أن يفتحهما، ويغلقهما بشكل سريع ومنتظم، وهو ما يعرف بذبذبة الأوتار الصوتية، والأصوات المجهورة في العربيَّة هي: (م، ب، ذ، ظ، د، ض، ز، ل، ن، ر، ج، غ، ع). ينظر: في فقه اللغة وقضايا العربيَّة، د. سميح أبو مغلي: 14.
  1. ينظر: في فقه اللغة وقضايا العربيَّة: 16.
  1. الأصوات اللغويَّة، د. إبراهيم أنيس: 28.
  1.  النص: 16.
  1.  النص: 2
  1.  النص: 21.
  1.  النص: 20.
  1.  النص: 28.
  1.  النص: 24.