تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 190
إلى صفحة: 205
النص الكامل للبحث: PDF icon 5-7.pdf
خلاصة البحث:

من المعروف ان أي دراسة منهجية اجتماعية للأدب تقتضي الوقوف على الطبيعة النوعية لهذا الأدب وقوانينه الخاصة بــــــه ,جنبا الى جنب,مع الاحاطة بالواقــــع الاجتماعي الذي يؤطره.وهــــــذا لابد من أن يأتي عن فهـــم شامل لمعنى العمل الأدبي ,وإيضاح شبكة المعاني التي يفصح عنــــها التحليل الداخلي للعمــــل كلــــه, وعقد العـــــلاقات بين هـــذه الشبكة وبين نظيراتها المستقـاة من دراسة واقع الشريحـــة الاجتمــــاعي التي صدر عنها العمل , بوصفها موضوع الإبداع الأدبي –من جهة- وموطن استهلاك الأدب من جهة ثانية.

البحث:

 

أولاَ: توطئة نظرية:

من المعروف ان أي دراسة منهجية اجتماعية للأدب تقتضي الوقوف على الطبيعة النوعية لهذا الأدب وقوانينه الخاصة بــــــه ,جنبا الى جنب,مع الاحاطة بالواقــــع الاجتماعي الذي يؤطره.وهــــــذا لابد من أن يأتي عن فهـــم شامل لمعنى العمل الأدبي ,وإيضاح شبكة المعاني التي يفصح عنــــها التحليل الداخلي للعمــــل كلــــه, وعقد العـــــلاقات بين هـــذه الشبكة وبين نظيراتها المستقـاة من دراسة واقع الشريحـــة الاجتمــــاعي التي صدر عنها العمل , بوصفها موضوع الإبداع الأدبي –من جهة- وموطن استهلاك الأدب من جهة ثانية.

ولعل دراستنا لبنية الرواية العراقية (المعاصرة), تتجه – بشكل او بآخر- نحو هذا المسار الفني الذي يحاول ان يبرز المديات والعناصر التي تؤسس بها البنية الفنية للعمل الروائي,بوصفها حالة دالة من حالات السلوك في الواقع المعيش ,لذات فردية او اجتماعية في موقف ما ,إذ لايمكن برأي (كولدمان)- الفصل الجذري بين القوانين الأساسية التي تسيطر على السلوك الإبداعي في المجال الثقافي ,وبين تلك التي تتحكم فــي السلوك اليومي لكـــــل إنسان فـــي الحياة اجتماعيا واقتصاديا.(1)

ونحن في طرحنا لمصطلح(الرواية المعاصرة), الذي وصفـنا به الإعمال الروائيـــة ذات الاتجاه الفني الجديد ,المتأثر بالنزعة الواقعية في مختلف اتجاهاتها,وحددنـــــا مــن خلاله بعض سماتها الفكرية وخصائصها الفنيـــة ,لم نكن بعيدين عــن الجذور الأولى لهذا الاتجاه وتصوير مدياته المختلفة ,التي شهدتها مرحلة بحثنا بفعل عدد من العوامل الذاتية والموضوعية فقد شجعتنا تلك الملامح على الزعم بأنها شكلت بمجموعها بدايـــــة ظهور اتجاه فني جديد اسمينا ه (الاتجــــاه الواقعــــي المعاصر) ,لاستثماره الواعي لمعطيات العصر المتنوعة وتفاعله مع افرازاته ,ولاسيما مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ,وذلك تمييزا له مما عرف بــ (الاتجاه الواقعي ألانتقادي) الذي وسم طابع الإعمال الروائية التي سبقت مرحلة بحثنا.

ففي الجانب الموضوعي, بدا واقع الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية أكثر وضوحا, نتيجة عوامل مختلفة كان من أبرزها تصاعد وتأئر الحس الوطني, وتنظيم صيغ تعبئة المجتمع ضــد المطامع الأجنبية الجديدة ومجمل افرازات ثورة 14 تموز عــــام 1958 ومـــا تلاها من إحداث سياسية مضطربة وتناقضات فكريــــة مختلفة اجتهد الأديب فــي استيعابها بوعي جديــــــد أمكنه مـــن ان يجد –نتيجة ذلك كله- أساليب مــعاصرة لعرض عالمـــه الروائي المتشابك, وان يقف على مهمات مضافــة للعمل الروائي, لم تكن متاحة له, كان مبعثها الانفراج الثقافي والانفتاح الإعلامي الواسع بعد الثورة, ليواجه الأديب كما نوعيا هائلا من الدراسات النقدية والمنهجية الحديثـة في مضمار الأدب ولا سيما القصة(العربيــة منها والأجنبية), وبخاصة إذا ما علمنــا بـــأن مــــعظم الإعمال التي خضعت للدراسة صـــدرت بعد الثورة, باستثناء ثلاثـــــة فقط.ومن جانب أخر,فـأن الظروف الذاتية كان لهـــا دورها في ظهور هــــذا الاتجاه الجديد بصورته الناضجــة,والتي تتعلق بطبيعــــة الانتمــــاء

الاجتماعي والتوجه العقائدي والمستوى الثقافي لهذه النخبة الجديدة من القصصيين ,الذين تجلت إمامهم الرؤيـة الجديدة المعاصرة للواقع المعيش ,بعد استقرائهم لـــه , مقرونة بإيحاءات ماضيهم الواعد بالأمل ممــا دفع بالكثير منهم للنظر الى حاضر الإنسان ومستقبله بروح من التفاؤل والثقــــة,وينحاز إلى القــــوى التي تجسد أشواق الإنسان ,لـيصبح أدبه إنسانيا,مـن خلال الكشف عــــن الظواهـــــر السلبية والايجابية,وتحليلها جماليــــــا واجتماعــيا ,مــوائما بين أسلوبي الإدانة للسلبيات ومحاولة تقويمها ,والتنويــــه بالايجابيات والعمل على تعميقها ,موظفين أدواتهم الفنية عبر أشكال جديــدة توازن بين الحقائق الفنية لهذا النوع القصصي, والحقائق الموضوعية التي تشكل مادتـــه الفكرية وعــــالمه الإنساني عبر رؤى فنيـــة متنوعة - في أحيان عديدة – بالعمق والصدق والوضوح. – لقد تحرز هولاء من انعكاس الرؤية السلبية المهزوزة التي تمثلت بـ"ضيق الأفاق الجمالية والتكنيكية والفكرية , للاتجاه التجريبي المحدود في الستينيات, الـــــذي تبنته بعض الإعمال الروائية, وكذلك الرؤية الأحادية الضيقــــة للاتجاهات الواقعية الانتقادية التي عرفها القاص الخمسيني" (2)ومن سبقــــه.. ان هذه النخبة من الروائيين الذين نشأوا نتيجة لتلك التغيرات الحادة التي ظهرت على بنية المجتمع العراقي, وينحدر معظمهم عن فئات كادحة او متوسطة الحال, اجتهدوا في البحث عن دور (لوجودهم الاجتماعي), وتحديد فاعلية وعيهم في عملية التغيير الاجتماعي المستمرة نفسها, ليحاولوا من خلاله تضمين مفهومهم المعاصر هذا في عناصر أنتاجهم الأدبي. على هدي هذه الرؤية الجديدة, التي زاوجت بين مفاهيم (الواقعية النقدية)وبعض مفاهيم (الواقعية الحديثة)(3), التي عرفتهما المدارس النقدية الغربية, مستجيبة في ذلك الى متطلبات المرحلة التاريخية الجديدة للبلاد آنئذ, جاء تحديدنا للخصائص المشتركة التي رسمت ملامح الإشكال الروائية لمرحلة البحث, ذلك ان أي تغيير ثوري في البناء الاجتماعي وفي الطابع الفكري للمجتمع يحدث تغييرا مشابها جذريا في الفن الروائي, يشمل طبيعة الجمهور المتلقي لهذا الفن ووظيفة ومجاله, وهي تغييرات تقتضي بدورها تغيير الشكل الفني في بناء العقدة ورسم الشخصيات, بل وفي طبيعة اللغة التي يعبرها الكاتب(4).

لقد أفرزت هذه الصورة الجديدة ميلاد أدب جديد, يحمل سمات ايجابية بعد تعرف أصحابه على أصول الواقعية المعاصرة, فتحرزوا من الوقوع في السلبيات التي شابت كتابات الأجيال التي سبقتهم باستثناء القليل.

و لاشك في ان شعور روائيي هذه المرحلة بالتوهج الذهني من جهة, وسعة إطلاعهم المباشر و غير المباشر على أنواع الواقعيات و اتجاهاتها الفنية الجديدة في العالم, مع التنبه للدراسات النقدية العربية و الأجنبية في مجال عالم الرواية, قد ساعد كثيرا في بلورة هذا الاتجاه الفني, و تحديد سماته الجديدة في أذهانهم, سواء تلك التي تناولت مراحل سابقة على ثورة تموز 1958 م أم لاحقه بها, إذ شهد قطاع الريف تحولا سياسياً و اقتصادياً, و كذا الحال للعمال و الطلبة في المدينة, فضلاً عن المثقفين من أبناء الطبقة الوسطى من موظفين وسواهم مما دفع بالعديد مـن القصصيين الى استثمار ذلك التحول الفكــري و تلك المنجــزات المتعددة في أغناء موضوعا تهم, بعد استيعابهم الواعي لحدود التغيير الاجتماعي و مؤشراته المختلفة, الذي انعكس – واضحا – على وعيهم الفني,

ان هذا الفهم الواعي و العصري لحركة الواقع, المبني على أدراك مناسب لحاجات المجتمع المرحلية, لون أنتاجهم بسمات مشتركة, لأنه إفراز مرحلة تاريخية واحدة و مواقف فكرية متماثلة, (يلتقون مهما تغيرت رواهم وأساليبهم ضمن هدف واحد مشترك أثر بنسب متفاوتة في تحديد مسارهم الفني و الفكري داخل العمل الروائي, تجسد في (إبراز إصرار الإنسان على تكوين رؤيته و تأكيد دوره الفاعل ضمن إطار الجماعة هادفاً الى تحقيق مصالحه الحيوية في صنع الحاضر و المستقبل الأفضل له و لمجتمعه, معبراً في الوقت ذاته عن أشواق الإنسان في كل مكان) و هو في كل ذلك يستند الى درجة مقبولة من الوعي بسبل تطوير المفاهيم الكلية للظواهر الاجتماعية, و تطوير الطبيعة, فضلاً عن تقويم نفسه, منطلقا من فهم معاصر لمهمته الأساسية في " التصدي لأكثر الظواهر البشرية تعقيداً و تعسفاً واضطراباً (او عدم اتساق) من اجل الكشف عن "نظام " يكمن فيما وراء تلك "الفوضى" و بالتالي من اجل الوصول الى " البنية "التي تتحكم في صميم " العلاقات الباطنية للأشياء " (5).لقد بات هذا الهدف المشترك, مر تكزهم الفكري في تخطيط بنائهم السردي للرواية بدرجات متفاوتة ,مستلهمين أبعاده الفنية من رؤيتهم الواقعية المعاصرة لوظيفة العمل الروائي التي تتفق مع رؤية (جار ودي) من أنها "التعبير في لحظة تاريخية معينة عن عالم جديد في طريقه الى الميلاد , مع اكتشاف إيقاعه الداخلي بحضور الإنسان المتفوق على نفسه انطلاقا من وعي الفنان بضرورة مشاركته في تجديد الإنسان لنفسه باستمرار, باعتبار ان هذا الوعي ارقىاشكال الحرية " (6) الشخصية لفنان داخل مجتمعه و بوصفه واحدا من الذين لهم نصيب من المبادرة التاريخية ومن المسؤولية, وهو مطالب, ككل إنسان آخرلا بالأكتفاء بتفسير العالم، ولكن بالمشاركة في تغييره.

لقد ساعد هذا الهدف روائيينا كثيرا على السير بخطى وأعيه نحو خلق الوشائج الضرورية بين المنهج الخاص والفكرة ألعامه لأعمالهم الروائية، وهذا ما جعلنا نعتقد بأن الهدف قادهم الى تبني نهج فني متميز جماليا،يقترب الى حد بعيد، من الفهم الفلسفي الذي تبنته المدارس الواقعية ألحديثه لتحديد طبيعة (العنصر الجمالي) للإنتاج الفني من انه(إما ان يكون ناجما عن انعكاس الواقع الموضعي القائم بوصفه صيغة من صيغ المعرفة الكلية، معبرا عن رؤية شاملة للحياة، او انه صيغة من صيغ العمل الإبداعي المتفرد).

لقد شمل الهدف المذكور عناصر العمل الروائي البنائية بدءا باختيار الحدث الدال و طريقه بنائه الى تنوع وعي الشخصيات و تخطيط مواقفها و سلوكها وفق اتجاهي الفكر الجمالي للواقعية، وانعكاس ذلك على مجمل البناء السردي (وصفا و حوارا) وذلك لتجسيد صور الاستغلال و التعسف و احتدام التحدي بين طرفي الصراع في عملية التغيير قبل ثورة تموز 1958 فضلا عن تصوير بعضها لمشاهد التحرك الايجابي و التجارب الحية للبناء التنموي بعد الثورة.

وهذا لا ينفي ان تلك الروايات تعرضت أيضا لما يجب ان يكون عليه الواقع، بل التبشير بمــا سيتحقق فعلا من خلال اختيار الروائي المبدع للمواقف الموحية باحتمالات التطور الايجابي و ربما حتميته وان كان العديد منها قد سجل نبوءته بذلك في وقت لاحق لوقوع الإحداث و هو ما جعل بعضها يقع في أسر الافتعال و التقريرية بانفصام الإحداث عن روح الإيقاع مع حركة الشخصيات.

ان تعرضنا السريع – سلفا – لبعض سمات الرواية العراقية المعاصرة حاولنا من خلاله رصد العوامل المباشرة التي كان لها تأثير معين في طبيعة بناء الشكل الفني لتلك الإعمال فضلا عن تلمسنا الملامح الفنية التي رافقت كل عنصر من عناصر الرواية و مدلولاتها الايجابية و السلبية على تحديد قيمة الرواية على وجه العموم ولاسيما عنصر الحدث و لعل محاولتنا هذه قد أتاحت لنا فرصة الوقوف على أوجه الشبه الأساسية و مواطن الافتراق في التفاصيل, مما ساعدنا على ان نضم تلك الأعمال ضمن هدف حيوي مشترك خضع له معظم كتاب هذا الاتجاه الروائي كل من زاوية رؤيته الخاصة تمثل في حرصهم على كشف أبعاد وعيهم لحركة الواقع عبر فهم معاصر يمجد دور الإنسان الفرد ضمن السياق الاجتماعي لصنع حاضره و مستقبله وفق ما يتيحه ذلك الواقع و يستلهمه وعيه منه من دلالات خفية أدركوها جميعا بتفاوت في الكم و الكيف و بحساسية عالية أعانتهم على اختيار الصورة و المواقف و الممارسات التي حاولوا من خلالها تحقيق أهدافهم الفنية و الفكرية تلك على حد سواء.

فإذا كان التتابع الزمني لوقوع (الإحداث)من ابرز معالم المحاولات الأولى في بناء الرواية قبل مرحلة البحث سواء ما كان لتصوير أبعاد تاريخية مشحونة بالحوادث أم لتصوير مشاهد حياتية واقعية او متخيلة تعبر عن حركة الواقع المعيش فان الرواية المعاصرة ألغت ذلك التتابع لصالح مبدأ الاختيار الواعي و المقصود لما هو دال على جوهر الهدف من الأحداث و جعلتها تتوالى دون اعتبار لأن يكون الماضي سابقا على الحاضر, فالزمن لدى كتاب الرواية المعاصرة يستوفي دلالته بما يقع فيه من حركة إنسانية دالة ليست خاضعة لمنطق و لهذا لا يجب ان يخضع الزمن الروائي عندهم لمنطق التتابع ما دام يحتوي تلك الحركة الحرة التي لا يشترط فيها الحدوث الفعلي على صعيد الواقع و إنما امكان الحدوث كما عبر عن ذلك أرسطو بـ (المستحيل الممكن) و وصفه بأنه لا يخضع لقوانين الواقع في (ان الخير يلقي خيرا و الشرير يلقى شرا) بل ما يمكن ان يثير اهتمامنا في الفن هو (خير يلقى شرا) نتيجة غلطة تضطره الى صراع قدره و من هنا يأتي الانتقاء من وقائع الحياة التي يحكمها في الواقع قانون لا يعترف بالنتائج التي تخالف مسبباتها فالخير فيها يلقي خيرا و الشرير يلقى شرا, و لكن الكون لم تعرف حقيقة نظامه او حقيقة أسراره بعد.

فـ (أحداث) الواقع المحسوسة أذن ليست هي التي تدركها الحواس من الظواهر و إنما ما يتوارى خلفها من دلالات إنسانية يتدخل الروائي بفنه ليجعل منها ضمن تصميمه للحبكة التي تعين سلسلة أحداثه المتخيلة و القاعـــدة التي تربط بعضها ببعض (7) أصولا واقعيـــة و لكنها لا تمت للواقع بالصلات الحسية الدالة عليه فواقع الفن غير واقع الحياة وان اتخذ واقع الحياة أساسا له شرط ابتعاده عن عامل الصدفة و إحكامه لألية التوظيف الفني لأحكام القـــدر فـ ((الروائي فنان تخيلي مهمته و امتيازه ان يخلق لكل موضوع شكلا يمتزج – مع المـــادة الموضوعية بما يجعله يسيطر على خيالنا سيطرة تجعلنا نتوقف عن النظر الى العقل على انه المعيار الوحيد للحقيقة و نتوجه الى إبداعه بكل قدراتنا في وقت واحد)) (8).

من هنا فان عبقرية الفنان تكمن في قدرته على تفكيك عالمه القائم الى عناصره ألمكونه ليعيد بناءه الهندسي العام من جديد من خلال الانتقاء المحسوب للأحداث ذات الدلالة و تنظيم , وقائعها التفصيلية و تعميق مواقف الشخصيات الباعثة على حدوثها, لنحس من خلالها بفكرة و معنى و عاطفة و رؤية شاملة تساعدنا على العودة الى واقعنا بقدرة جديدة على تلقيه بذكاء و حيوية و طاقة على المساهمة في تقويمه ما دام ينوي الوصول الى (البنية)التي تتحكم في صميم العلاقات الباطنية للأشياء بوصفها قانونا يحكم تكون المجاميع الكلية و معقولية تلك المجاميع (9).

ثانياً: المبحث التطبيقي

فمن أوضح العناصر الفنية التي تأثرت بالهدف السابق و اكسبته بعض الحقائق الفنية عنصر (الحدث). فقد دفع الهدف المذكور كتاب هذا الاتجاه الى اختيار الأحداث ذات الدلالة المقصودة و المؤثرة في إعادة بناء الفرد العراقي الناهض المتفاعل مع معطيات العصر إثر الكشوفات العلمية المذهلة التي وسمت طابع الحضارة الجديدة فقد اشتملت تلك الأحداث على أبعاد اجتماعية او وجدانية تمثلت بالصراع ضد بعض التقاليد او التمرد على النفس او اشتماله على أبعاد فكرية تمثلت بالصراع ضد بعض المنظومات الاقتصادية و الأنظمة السياسية.. او بمجموع تلك الأبعاد مرتبطة بإطار معين من الزمان و المكان.

فاختيار القاص (غائب طعمة فرمان) لحادث زواج (صباح و مظلومة) وما واجهه من تحديات في رواية القربان , الذي أشتمل على وقائع تعبر عن مجمل التناقضات الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية التي كان يعيشها المجتمع العراقي إبان مراحل التسلط الأجنبي لم يكن اختيارا عشوائيا لحدث عابر يقتصر في مدلوله على رغبة ذاتية و عاطفة وجدانية حسب, بل كان في المقام الأول يومىء الى حرص الكاتب على تجسيد حركة هذا المجتمع الحثيثة في مواجهة (التخلف) و اثاره السيئة في المستويات الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية على الأفراد و الجماعات ذلك ان (مظلومة) الفتاة العراقية البسيطة المكبلة بأسر التقاليد الأسرية الجائرة ظلت من خلال أحداث الرواية تواقة الى التحرر من أسباب التخلف الذي طالما أحست بعنته و إهداره لإنسانيتها و لعلها وجدت في الرواية أساسا لترمز الى حقيقة الوعي الجمعي للفئات الواسعة و البسيطة من العراقيين التي كانت تعاني استلابا تاريخيا لحقوقها الثقافية و الاجتماعية فيما يعمد (صباح) الذي وجد ليرمز الى وعي الفئة الكادحة المتطلعة الى التحرر و النهوض, الى محاولات الأخذ بيدها و الإصرار على الاقتران بها و يتقدم الى أبيها المتعنت بثبات لطلب يدها مفضلا مواجهة رفضه و ردود فعله السلبية بوعي عصري يرتكز على ضرورة حل المتناقضات عبر أساليب موضوعية تمثلت بعزم (مظلومة) على اكتساب العلم على يد (حامدة) و اكتساب (صباح) للعلم و العمل من خلال دراسته و اشتغاله و بالقدر الذي كان يتيحه الواقع آنئذ كما أوحت بذلك مواقف صباح و مظلومة في توشيحها لأبعاد الحدث الدلالية عن طريق شحن الواقع الذي تشكله لتجسد عمق الحدث و أهميته من خلال تحقق الاقتران به في نهاية الرواية. , ليستعيد المجتمع بذلك توازنه الحضاري, كما تمثل فــي وعي الكاتب, متحديـــة بذلك كـــل قـــوى الاستغلال والكبت ومكائد العناصر الوصولية بدءا مـــن أبيها المستغل (دبش), انتهاء بياسر وحسن العلو ان وعبد الله.

والكاتب في كل هذا لم يجرد المجتمع من حركته الداخلية, إذ اسند الى (مظلومة)الرمز موقفا متحديـــا من تعنـت الأب الجشع (دبش), بوصفه عنـــوان التسلط الاجتماعي والاقتصـــادي, ووريث التقاليد السلبية المعوقـــة, كمـــا جسـد ذلك رفضـها للسكون والموت خلف الأبـــواب الموصدة في البيت (المعادي) حيث شاء لها أبوهــا ذلك, ليحجب عن بصيرتها نور الصبــاح ,عبر إصرارها على ان ترتقي بوعيها ليعانق وعـي (صباح)عنوان الثقافة والأمل بالتحـــرر قائلة, وهي تصك على أسنانها:

((سأطلع ولو اكسر الباب)) (10).

فالكاتب لم يتعامل مع الحدث من مستواه السطحي, المتمثل بالعلاقــــة العاطفية حســـب, بل تجاوز ذلك إلى مديات اشمل للتعبير عن مدلولات عصرية محاولا تجسيدها من خلال إبرازه دور الفرد المتميز ضمن إطار مجتمعه, لانتزاع حقوقه الإنسانية, وحماية مصالحه الحيويـــة في الحياة, وهذا ما عبرت عنـــــــه وقائع الحــدث العديدة, ولا سيما ما يتصل منهــا بحركــة أطراف الصراع, وفــي المقدمـــة منهم (صبـــاح ومظلومـــــة) لتـــأمين حاجتهما من (العلـم والعمل) وتحقيق ألذات, فضلا عن تطمين نزوعهــم العاطفي المشروع, وذلك عـــن طريــق خرقهما لمجمل الموانع الاجتماعيـــــة والاقتصادية, وتجاهلهما لتحـذيرات (يــــاسر وحســن علـــوان), بخروج (مظلومة) من بيتها خلسة, الذي أضحى مكانا معاديا, لتلتقـي بـ(صبـــاح وحامدة) بهدف إشباع حاجتهـا العقليــة والعاطفيــة والإنسانيــة, ويتحقق ذلك فعـــلا, فتبـــدأ(مظلومــة) بالتعلم على يد (حامدة) وباستعــادة إنسانيتها على يد (صباح), كما تجسد في قولها لزنوبة:

"زنوبة, أتدرين مـــاذا يريــد صبـــاح ان يعلمني ؟..القراءة والكتابـــة " وتواصل تعاطفهــــا واستجابتها لمواقف صباح وسلوكه, المنعكس عن وعيـــه بحاجات عصره بقولهـــا مضيفــة "لافرق بين الرجل والمرآة, ابنة أخت سلمان راح تتخرج محامية وتقف إمام المحاكم.. لازم الإنسان يكون شجاعا ولا يخاف من احد إذا كـــان على حــق.. كوني شجاعة زنوبة, وتمنــي وطلبي " (11).

ويمكننا ان نقول بأن ما قدمه الكاتب يتفق مع منهج (بروب)ولاسيما في صياغة وقائع (حدثه) الدال هذا, ضمن بنيته السردية الدلاليــة التي تعنى بمضمون الأفعال السرديــة, وخاصة فــي تحديده للوحـدات الوظيفيـــة (12), ضمن السرديــة الدلاليــة التي تعنـى بمضمون الأفعـــال السردية, الذي يحكم تعاقبها أيضا (13), حيث تحس (مظلومــة وصباح) بوجود النقص فــي دائرة حياتهما, فيحاولان البحث عن الحلول, ولكنهما يواجهــان التحذير والمنع, غير أنهما لا يأبهان بذلك بل يخرقانه بتحد واع ومواجهة موضوعيـــة, بأستقرئهمــا لاحتمــالات الظــرف التاريخي, وتحركهما على هديــه, وتخرج مظلومــة من بيتها أخيرا لتجد العون مــن البطــل (صباح) فتستجيب لـــه بالرغم من تحذيرات الأب وياسر ويسد بذلك ما أحست به مـن نقص وحاجة, وتحقق بذلك معه مبتغاها, لينتهي الحدث بهذه العقدة الايجابية, على حين تظل عقدة أحداث أخرى مفتوحــة, ولا سيما تلك التي تتصل بأزمـــة عبد الله, الخاصة بتحقيق مآربـــه الذاتية.وحادثة اقتحام (مردان) في رواية (مستعمرة الميـــاه) لجــاسم عاصي لمربض (كوت حفيظ) ,الذي لـه فم كفم الحوت ,الكائن الغريب الــذي هــو في تحد دائم لعشير المكاصيص , فحولهم الى عظــام عند ملامستهم نوره الخاص ,لكن مردان تحداه وعــاد سالما الـى قريتــه ليقص عليها ملحمة المعركة بسرديته التي تشبه سردية الف ليله وليله ,ويعلم ابنه سامح كيف يتحدى الكائن الغريب ويكسر ما فعلـــه الاباء والاجداد ,وينتصر في النهايـــة في صراعـــه المجهول بالاصرار والمخاطرة (14)

وحادثة مقتل الفلاح من أبناء عشيرة الحضارة في رواية الياسري (الزناد), قد جسد بعمق الشكل الحاد من الصراع, بين الفلاحين والطبقة الإقطاعية.

فبعدما تسلم الشيخ (سعدون) تهديد عشيرة القتيل, بقتلـه شخصيا بعد رحيلهم, تخاذل وقــرر ان يفدي القتيل بفتاة تمنح الى أخ القتيل, وسلمت (صالحة) أليهم بهدوء على أنها(فصليــــة).

ولاشك في ان الروائي قد أجـــاد فنيا في اختيار المواقف المتباينـــة للشخصيات ذات الدلالــة الطبقية في بناء حدثه و لولا رغبته في ذلك ما اختار (عبيدا) و كيل الإقطاعي, فـي موقف الجاني في حين اختار فلاحــاً كادحاً ليمثل الطرف المجني عليــه. الطرف صاحب الحق, إذ انه قتل بسبب دفاعــه عن حقـــه في ري زرعه, يقوده الى ذلك إحساسه الحاد بتعرض كرامته للهدر,اذ هدد زرعه ,وهو قوته اليومي ,كما عبرت عنه كلمته الاخيرة: "لا راحة ولاكرامــة.. اعليمن خايف بعد "(15).

لقــد برزت صورة التباين في مواقف الشخصيات ألفلاحيه التي شكلت جزئيات أحـــداثه مـن طبيعـــة الصراع الجديــد, حتى بين الفلاحـين المتضررين أنفسهــم. إذا صور لـــنا القــاص شخصيات فلاحية متخاذ لة له, لاتملك الوعــي الطبقي او العمق النضالي, الـــذي توفر لــدى (حســين)و(خلـــف) أولاد(صـــكر).فصالـــح أبو البينـــة مثــلا رفض التعـــاون مع خلف والاستجابــــة الى دعوتــه مقاومـــة الشيخ سعــدون وكسر قــراره الخــاص بفرض حصــة الماكينة0متذرعا بقوة سعدون المدعوم بالإنكليز، وتفضيله أسلوب الإقنـاع والمداهنـــة 0فـي حين أيد خلف أولاد صكر.فضلا عن دعم (حسين) لهم ,على الرغم من عدم تضرره شخصيا قائلا لهم: قولوا:لا نعطي خبز أطفالنا الجياع لمن يريد مبادلته بغموض لأطفاله.(16)

والواقع ان الشخصيات على قلتها، أفادت (الحدث) باختيارها لمواقف متباينة, ممــا أدت الى إخضاعه لعنصر التفسير والتعليل, المعتمد على الفكرة ونقيضها, وبتالي فقد أسهمت في منحه سمة التجارب الإنسانية المتكاملة التي "بنيت على رؤية جدلية للواقــع, وليست مجــرد أسلوب جامد في تصوير العالم الخارجي, حيث يكون الشيء إماابيضا(كذا)اسودا"(كذا)(17)

ولاشك قي ان القاص قد وفق كثيرا في مراعاة عامل الموازنة بين(الحقيقـة الفنية والحقيقــة الموضوعيــة) (التاريخيــة), عندمــا وازن في مستوى تطـــور حــــدة الصراع بين ما كــان يحدث فعلا في تلك المرحلة مــن العشرينيات والثلاثينيات (18), وبين ما صورتــه إحداثـــه

وموافق شخصياته داخل الرواية من صيغ متطورة في المواجهة.

وحادث نقل المنشورات المعادية للسلطــــة مـــن بيوت المبعدين فــي منطقــة (الكلال) خارج مدينــة بـدرة فــي الخمسينيات مــن القــرن العشرين, لتلصق علـى جدران المدينـــة,

وتوزيع بعضها في أزقة المدينة, أنجزته بجدارة (نضال) في روايـــة (المبعــدون) للركابي, لم يكن هــو الأخر, يحمل فـــي دلالاتــــه أبعاد سياسيـــة حسب بل تجاوز ذلك الى الإبعـــاد الاجتماعية التي ترتبت على بعده السياسي, فضلا عن البعد العاطفي الذي اقترن بأخلاقيات العقيدة السياسيـــة, خاصة إذا ما علمنا بأن (نضالا)لم تقم بذلك بسبب من التزامها السياسي , فهــي لـــم تكن قـــد ارتبطت بالتنضيم بعـــد , وإنما حــدث ,وبهذا الشكل المتحمس ,نتيجــة لاقتناعها بصدق مشاعر المبعدين وسلامة نظرتهم الى الحيــاة والفرد ,كمــــا تجسدت لهـــا عبر تأكيدات(كمال الكاتب) مسؤول التنظيم ضمن تداعياتها لحوار هما بأهمية دور الفرد في المجتمع ,ولاسيما المرأة ,وضرورة جهادها لتطمين حقوقهــــا المشروعـــــة ,وأنهــا ليست جسدا فقط, كمــــا يعتبرهــــا البسطاء ,بتشجيع من الحكومـــــة وتأييدهــــا" (19). وموقف (حسن مصطفى) المبعد الجديد على المستويين الفكري والعاطفـــي, الذي أطفـــأت صلتــــه بنضال ذلك الإحساس لديهـــا بالانكسار واليأس نتيجـــــة غــدر السلطـــة الجائرة بأخيهــــا المناضل (قدوري), فعثرت على ضالتهـــــا (حسن), ليكون بديــلا موضوعيا ووجدانيا يسد نقصهـــا ذاك, على الرغم مـــن تحذير أمها, ويكون بذلك الكاتب قد افلــح في تشكيل اللوحة الفنيـة وقد استوفت بعدهـــا الجمالي, باعتمــاده وقائـــع غير تقليديــــة, تثير الإعجاب مـــن خلال الفعـــل الاستثاري لنضــال حسن, والتي أصبحت رفيقــــة جهــــاده وزميلة معاناتـــه ومكابداته, محققا بذلك أهــــداف شخصياتــــه –على تنوعها – والتي توخت مــن خلالهـــا إشبـــاع حاجاتهــــا الشخصيـــة فــي اطار من تلبيــــة مطامــح مجتمعهــــا على المستـــوى الوطني, على الرغــــم مــــن كـــل العقبـــات, ولتكون(الفــكــرة) هي البؤرة التي تستقطب مجمل تلك المواقــف, كونها تمثل _ لدى الكاتب- الإطار الشامل للبطولة.

وحادثة تدخل سعيد القسري في خصوصية الحياة الزوجية لصديقـــه (حميــد) ,فـي روايـــة (خمسة أصوات) لغائب طعمة فرمان ,والــــذي آلت وقائعه الى تكامل العقــدة بـ(الطـــلاق) ,لـــم يكتف بالدلالــة المباشرة علــى عمـــق المشاعر الإنسانية ,كما قــد يبدو فـي الظاهــر ,وإنما وطفت لدوافع فكرية ونفسية و اجتماعيـــة, تتصل بهموم إنسـان العصر, فضلا عــن خصوصيتــه القومية والبيئيـــة, إذ ارتبطت وقائــع (الحــدث) بمظاهر تعبر عن مواضعات اجتماعية موروثة, سجلت صورا جديــــدة لاهتزاز اليقيـن الفكري والنفسي بسلامـة بعــض مظاهـــره السلبيــة, كمــا أوحت بذلك رؤيتــه الخاصــــة, بدليل حرص القاص علــى ترك الموضوع الأساس للحدث عائما في ذهن بطله المثقف (سعيد) بين القبول والرفض لنتائجه. هل كان مــا فعله صحيحا, لتغليبه مبدأ (البقاء للأصلح), متمثلا بإنقاذ (حليمة) المستغيثة من زوجها المتعسف (حميد)الـــذي تربطه به صداقــة حميمــة, خصوصا وقــد استنفذ معه كــل سبل الإصلاح والتوجيــــــه الشخصي. أم كـان عليــه ان يظــل ملتزمــا بمثاليــات الواقــــع الموضوعي (القائم), المتمثل بترجيح القيم المتوارثة, مجسدة بضرورة مراعاتـــــه للواقـــع الأسري المهزوز, وتجنيبها التشرد المفترض, فضــلا عـــن ضرورة وفائــه لقيم الصداقــة الحميمة (20).

فالكاتب - أذن – خرج بالحدث من مدياته التقليدية المحسوسة, الى فضاء اشمل من التأمـــل والحدس في مــدى سلامة المواضعات العرفيــة والاجتماعيــة السائدة, عبر طرحــه لكثافـــة لأصوات المتعددة والمعمقة, التي تومىء الى الإجابة عن تساؤلات حضارية متنوعة تستثير لإحساس بالواقع والبيئـــة والزمــن والتطور, تاركا للقـــارئ مهمــة المشاركــة فــي التفكير والبحث عن مـلاذ نفسي وفكري يقي أبطالـــه مشاعــر الحيرة وموارد الشك بما يجري فــي العيان, بغية العمل على إيجاد عالم أكثر توازنا, ومستقبلا اشد إشراقا, في عصر تواق للتغير المستمر.

وحادث اختفـاء السجين السياسي الهارب (كاظم عبيد) في بيت فاطمة في روايـــة (الضفاف الأخرى) متواريــا عن أنظار السلطـة بسب نشاطه السياسي ,لــم يكن في الأساس لاعتبارات سياسيــة قصد إليها الكاتب فقط ,ذلك ان القاص حــاول من خلال بنيتـــه السرديــة ان يضمن الحدث نفسه جانبا من رؤيته الواضحة لعالمــــه المضطرب ,بشقيها الفردي والجمعي ,بخلقه لعوامل الوعي الجمالي المدهش لعملـــــه الفني , مــــن خلال وقائـع لاترتبط بوشائج حميمـة محددة مع لحمة المحور السياسي العام للرواية ,وإنما بزجــه لمحور آخر يتصل بالعاطفـــة , إذ دفع بـ(كاظم عبيد) الى التسلل ليلا تحت جنح الظلام من بيت فاطمة قاصدا زوجته ,تلبية منــه لـنداء العاطفــــة ,غير ان الكاتــب ينطلــق مــن واقعــة كاظم هــــذه ليصــور مشاعــر (فاطمة)العاطفية والجنسية الحادة إزاء ما يرتبط بها من غرائز وهواجس مكبوتـــة.حرمــت منهـــا سنوات عديــدة, اثر رحــيل زوجهـــا الدعــي المتخاذل وتهربــــه مــن مسؤولياتـــــه الاجتماعية, فظلا عن خيانته لشعاراته العقائدية, تهيبا مــن مواجهة صعوبات الواقع الجديـد, معبرة بذلك عن مفاهيم قلقـة , يشوب جانبا منها كثر مــن التطرف في الرؤيــة والحــدة في الإحساس ,كما جسد ذلك جانبا من منظومـة تداعياتها السردية ,بعد ان اخبرها (كاظم عبــيد) بأن مخاطرته تلك إنما كانت لوصال زوجته حسب ,قائلة بلغة أشاريــة مكثفة: وتفرعت فــي داخلي الرغبة الى الرجل.إي رجل. ليس مهما ان تكون أنت, ولوانه قرأ عيني … لكنه أكثر نظافة منك.. وأعود فأقول:لوان غيابك ليس باختيارك لوجدت كل القوة على..(21).

فالكاتب يعرض علينا تصورا خاصا للعاطفة ,يخضعه لاعتبارات أخلاقية وسياسيــة ,تتصل بحدود الالتزام ومستوياته في هذا الجانب ,وتوضيح مسوغاته ,تاركا بطلته المثقفة (فاطمــة) ,وهي تناقش بعمق عبر استبطانها لدوا خلها الدفينة مديـات تلك الحدود ,فــي إطار مما يمكن ان يتيحه الواقع الموضوعي ,علها تكتشف السبيل الى حل أزمتها العاطفيــة,بوصفها مظهرا إنسانيا فرضته عليها وعلى أمثالها تناقضات الواقع التاريخي.

ان استخدام الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل لنسق (التضمين) هــذا ضمن سرده بنيــة الحــدث الشامل ,من خلال تعالق موضوع العاطفة السابقــة ,فــي الموضوع الفكري والسياسي لبقيــة الإحداث ,لم يأت بمعزل عن الهدف العام له ,او لملء فراغ ما , وإنما وظف – كما نعتقد – بوصفه وسيلة فنية شبيهة بالمرايا.. التي تقوم بوظيفة عكس المشهد من داخله (22) كما بدا عليه أيضا رأي (اندريه جيد)في تحديده وضيفة القصة المضمنة (23).

اذ شحن وقائع الحدث بطاقات نفسية ,وربما ذاتيـــة مــن خلال المحور العاطفي فضلا عــن طاقاته الفكرية والاجتماعية ومن هنا فقد بدت رؤية الكاتب ابعد غورا وأعمق وعيــا بمديات الموضوع العام لروايته –ذلك ان جمالية العمل الفني تبدو جلية كما يرى (كولد مــــــان)مــن خلال تأكيد الفنان حركة العناصر الجوهرية في عملـه ,جنبــا الى جنب مع المستوى الفكري لرؤية عالمه ,مجسدا ذلك عبر إبراز مكوناتها المتعددة ذات الصبغة العاطفية أيضا , بحثا عن الأسباب الاجتماعية والفردية (24) في آن واحد.

وحادث طلاق (سعاد) من زوجها المتعسف في رواية (رموز عصرية), لم يكن حدثا تقليديـــا من حيث الاختيار, بسبب اعتبارات معروفـــة,لا تنحصر بالإدانـــة الصارخـــة للمواضعات العرفية السيئة فحسب ,بـــــل خرج إلى دلالات ووظائف أخرى أكثر أهميـة في تعميق مسار التطور الاجتماعي – كما صورتـــــــه الرواية- ذلك ان سعادا,التي أحست بحاجتها الملحــــة الى إعادة التوازن المطلوب الى حياتها المضطربة :الزوجية والاجتماعية.حاولت إشباعهـــا من خلال إعــادة اختيارها لنظام مستقبلها الجديد بالانفصال عن زوجها بقناعـــة مدروســــة ووعي متفتح ,متطلعة لآفاق أكثر إشراقا لواقع المرأة الإنساني بشكل عام – كما أراد لها ذلك الراوي كلــــي العالم- من خلال مواقفهــا الحاسمة في تحديد صيغ العلاقــــة مع الواقع بشكل يمنحهــا الفرصة لتأكيد موقع المرأة التاريخي من حركــة المجتمع الدائبـــة, لقــد أثرت صيغ المواجهــة الحــادة في تغيير الواقــع المــدان ,بعيدا عــن التحفظ ,او الاستسلام لصور الخلل الاجتماعي والعرفي السائد (25) ,كما مر بنا في موضع سابق.

فالقاص خضير عبد الأمير لم يدع حدثه يعوم فوق زبد الأعراف بل دفع بوقائعه اللاحقة الـى الغوص في لجج المشكلة ليجعل منه قضية حضاريــة, تسجل دورا رياديا للمرآة في حركـــة عصرها,مستنفرا طاقاتها المتعطلــة لصالح بناء غدها الأفضل ,غير انــه لــم يحاول أحكــام صنعته الفنية في مراحل بناء حدثــه ذاك ,إذ أخضع وقائعـــه لمنظومـــة عمل واحـــدة تحكم دلالات الحدث الشامل عبر رؤية موضوعيــــة ,ذلك ان اعتمـــــاده أسلوب الســرد بالضمير الغـــائب – مزاوجـــا بيـــن الماضي والحاضر عـــبر صور الارتــــداد الذهنـــي – دون ان يصــــورشيئا مـــن وقائــــع الحـــدث الأولى ,الخاصـــة بالكشف عن أسباب الوقائع التاليـــة ,المتعلقة بصور التغيير ودوافعه افقد ذلك كله الحدث ,والأحداث ألاحقة مهمة البدء بالحركـة والتنامي ,لاسيما عندما يبدأ بوقائع اللقاء (الصدفة)بين بطلـــــه المحوري (خالــــد) وزميلـــة دراسته (_سعاد) التي كانت تربطه وإياها آنئذ علاقة حب ,لـــم تكلل بالتوفيق, لتعــــود بعـــد الطلاق زميلة له في العمل , وكفئا له في الثقافة – وليجعل الكاتب من هذه الصورة الجديـــدة منفـــــذا لترديد صوت العاطفة – كمــا تماثل في وعي المؤلف نفســـه عبر الراوي الخارجي (كلي العلم) وانعكس بأمانـــــة على موقف أبطالـــه جميعا , ولذلك فقدت مصداقيتها وحريتها في حركة بناء الحدث وبلوغ الذروة, ممثلـــة بحــل عقد او بقائها مفتوحــــة, علـى الرغم من تجسيد الفني لحالة سعاد النفسية التي دفعتها الى فعل التغيير, ولكن لا بالافعال والوقائع وإنما من خلال حوارهـــا مع خالـــد عن طبيعـــة شعورها بالنقص والغضاضة في مجمل حياتهـــا السابقة, الخالصة والعامــة, والـــذي كان وراء حادث طلبها الطلاق سدا لذلك النقص, ولكـن هل سدت ذلك النقص ؟ فها هي تحاور خالدا, قائــلة: "..ثم أنا نفسي ضجرة من حياتي وبعد طلاقي عدت لدراستي وحاولت ان أجد نفسي مرة ثانية.قال خالد:وهـــل وجدتها ؟تطلعت اليه فأدرك مغزى نظراتهـــا, حــــاول ان يعتذر الا إنهــا ابتسمت وقالت:لا ادري "(26), وهــو الآخر لــــم يجد نفســـه فــي عـــودة حبـــه المستلب, بقولـــه ضمن السرد ألوصفي بصيغـــة المخاطب:"وحينما عادت أليك لم تكن سوى الرمز الماضي الذي تم تجاوزه "(27).

وحادث اخذ الثأر من سيد القصر المتجبر في رواية (مواسم الاسطرلاب) ,من قبل زوجتــه المضطهده ,التي سلبها حقها الشرعي الاساس كزوجة من الليلة الاولى وبعزوفــــه عن القيام بدوره كزوج ,نتيجــة امراضه النفسيــة,جــاء هــذا الحادث هــو الأخر لأغراض تجــاوزت الغرض الشخصي ,فقــد خرج لــدفع الضرر العــام بالضرر الخاص ,مــن خلال انقــــاذ الاخرين مــن سلطــة زوجها الدجــال الساحر ومخططاته الشيطانيــة.اذ نجدها تؤكد للرجل الحكيم الذي طالما كان ينصحها ويحذرها منه ((أراك تسألين عنه ؟

لأشفي غليلي.

فقط..

أعرف ما تفكر به.. لابد من تخليص العالم من شروره,لــن يكون هـــذا ثأرا,فكلماتـــك غرست في نفسي معنى آخر لحب الحياة والناس))(28)

واختيار الربيعي لحــــادث مقــتل الفــــلاح (عبـــــــد)علــى يـــد القطاعي (منصــور الراضي)في روايـــة (القمروالاسوار), الذي حدث بسبب مقاومته لإطماع منصور وجشعــه وتعسفــــه, لـــم يكـــن لهــدف تجسيد الصراع الطبقي حســب, لمـــا بدا فــي دفعــــه فلاحي قرية(ابوهـــاون)الى التصميم على الثأر منـــه شخصيا لولا تدخل (الشيـــخ علي)ذي النفـــوذ الاجتماعي, بضرورة التروي, موضحا اليهم من خلال الحوار(الخطابي)عدم جدوى الانتقـام (الفردي), وإنمـا عليهم ان ينتظروا حتى تحين ساعـــة الخلاص الشامل, قائلا:"عندما تحين ساعــة الانتقام ستنتقمون ليس مــن اجل (عبــد), بل مــن اجل كــل الفلاحين الآخرين الــذين قتلهم"(29), فقد كان الاختيار لأهداف أخرى تتصل بالجانب الثقافي والاجتماعي.

لقد حاول الكاتب ان يجمع ضمن مدلولات حدثه المختار هذا, وما تبعــه من مواقف مهــدت لإحداث أخـــرى تلتــــه, دلالتيـــن رئيستين همــا الدلالــة السياسيــة والدلالـــة الاجتماعية.فمواقف(عبـــد)التي مهدت لحادثة القتل, لم تكن سوى انعكاس لوعي الفلاح عبد وإدراكه الذاتي لحقيقة واقعـه الطبقي المستغل, الـــذي أصر على تحديه ومحاولـــة تغييره, صوره الكاتب علــى الرغم مــن نصائح عمــه لــه بضرورة الهجــرة وترك الأرض توخيا للسلامة مستثمرا خبرته الفنية في رسم إبعاد الصراع, للبرهنـــــة علــى الطابع العــام لعمليات التحول السياسي مــن خلال مشاهــد فرديـــة للأشخاص ووقــائع الإحداث.فيما جسد الحدث موقف الفلاحين الآخرين من مسألـة الانتقام الفردي (الأخـــذ بالثأر)بعد اقتناعهم بوجة نظر(الشيخ علـــي)ألمعاصره في هـــذه المسألة وفي سواهـــا كزواج هاتف من نجية,بعد إطفائه لمعارضــة أبنــاء عمـــه ,وتجسد ذلك بتغيير زمــان الحدث ومكانه ,ومضمونـــه وأهدافــه ,منطلقــا من تشخيصه السليم لطبيعــة المرحلــة التاريخية كما صور ذلك المؤلف.

لقد هدف الربيعي من حدثه, التعبير عن رؤيته العصرية, بالتمهــيد لتغيير المفهوم التقليـــدي السلبي لظاهرة الثأر, والبدء بتحويلها في وعي شخصياته من الفلاحين أنفسهم من اطارهــــا الذاتي السلبي (الخاص)إلى إطار ايجابي عام ,يعزز من وحدة هذه الفئة الواسعة من المجتمع العراقي ـويوثق من تماسكها وتعاونها في بناء حياتها كما تريد,بدل ولوغها في وحل الفرقـــة والضياع,فضلا عن حرص الكاتب على ترسيخ دلالات البعد السياسي للحدث,متمثلا بانتهاز الفرصــة المناسبــة موضوعيــا لإزاحــة النظام السياسي القائـم آنذاك كــل ذلك عـبر رؤيــة (ثنائيه)تتزامن خلالها رؤيتان خارجية من الراوي وداخلية مما تقدمه الشخصية من سرد عن ذاتها بلسانها.

غير ان الكاتب فاته ان شخصيــة (الشيخ علي)ذات التأثير الشامل في بناء حدثــه ونموه عبر الرواية الموضوعية,لم تحظ بالتماسك الفني المطلوب ,مما اثر سلبا في تماسك الحدث نفسـه, واضعف أسباب ترابط وقائعه ,وصلتها بالقائمين بهـا , مــن حيث مستوى وعيهم وخصائص بيئتهم القروية وبعده عن الحياة المتحركة.

ففي الوقت الذي ينصح بــه الشيخ علـي الفلاح (عــبد) – محكومــا برؤيــة غير مسؤولــة واستسلاميـة – بضرورة التخلي عن المطالبــة بالحقوق والنزوح الـى المدينــة درءا لمخاطر الشيخ المتسلــط , إذا بالكاتب يختـاره أداة الوعـي المعاصر لتغيير مفهوم الثأر السلبي, علـى المستويين الاجتماعي والسياسي, من خلال موعظته لهم, التي وجدت الاذان الصاغية والاستجابة السحرية بهذه السرعة القياسية, على الرغم من علم الكاتب نفسه –بمدى تغلغل هذه العادة في الوعي الجمعي لأبناء القرية بكونه من اصل فلاحي.(30) بدليل ما اورده على لسان (كامل) عبر الرؤية الداخلية الذاتية من ضرورة استمرار المواجهة الساخنة مع السلطة طلبا للثأر (31)ومن هنا فقد أدى التناقض بين وعي شخصية (الشيخ علي), وبعض مواقفها, الى الإخلال بطبيعة بنـاء الحدث مــن حيث ارتباط واقائعــه بحركــة الواقع,إذ غــاب عــــن هــذا الارتبـــــاط صدق التفاعـل مع مــن ارتبطت بــه مهمـــــة النهوض بالتحول الفكـــري المنشـود دون ان يتيح لهم فرصة الاحتكاك بالمهاد التاريخي والحضاري المطلــــوب لوعـي الجمعي لهولاء وتطوره لتقبل مثل تلك التحولات وبمثل هذه السرعة. ولا غرو في ان كتاب الرواية المعاصرة على الرغم من تعدد رؤاهم لايماءت الواقع وتفاوت قدراتهم الفنية في اكتشاف الأبعد ايغالا في الدلالة على التطور من ظواهر الواقــــع المرئيــة وغير المرئيــة فضلا عــن تعدد مستوياتهم فــي انتقــاء الاداة التعبيريـــــة الفنيــــة الملائمــة للانعكاس الايحــائي المكثــف, فانهم استطاعوا ان يعــبروا خــلاف من سبقهــم ,عن مواقف حضارية متطورة جديرة بالتأمـــل عبر منظور انسساني شامل بأنتقائهم للحداث ذات الدلالــة الثرة ,وقدراتهم الفنيـة المتجددة على التعبير عن الواقــع ,فموقــف الروايــة الفنيــة في اختيار الحدث وبنـــاء العقــدة ,يكاد يكــون مناقضــا لموقف الرواية غير الفنيــة لانها تعكس موقفــا حضاريـــا يختلف عن الموقف الـــذي تعكســه الاشكال الروائية الاخرى مـــن حيث الثــورة على التقاليد واحترام التجربة الانسانيـــــة ومواجهــة الواقـــع ورفض المثاليــات والمجردات والتعميمات واحترام الحس الفردي" (32). كما لمسنـــا جانبا من ذلك من خــلال اعتمـــــاد الكثير منهـــا على(تعددية الاصوات) الاصيلـــة للشخصيات ,المنبعثة عن (تعددية اشكــــال الوعي) لما لهــــا من عوالم متنوعة ,عبـــر مواقف وكلمات ذات قيمة دلالية كاملـة تعبر عن وجهات نظر متكافئة , لاتفضي الى الاندمــاج مع بعضها من خلال حادثـــة ما ,عبر توافــق وقائعه وتطابق مواقف القائمين بها وانما بتعددية فكرية حرة ,كمــا بدا ذلك مثلا في حــــادث طلاق (حليمة) من زوجها (حميد) ,فـــي رواية (خمســة اصوات) لفرمــــان (33) ,او مــا -12-تضمنـــه النسيج السردي الطويــل , الـــذي اقامــه الكاتب اسماعيل فهد اسماعيل من خلالــه حادث سرقـــة دار مدير المصنع , الــذي شهد اظراب العمال , ومهـــد لـــه وحطط وقائعـــه السجين السياسي الهارب (كاظم عبيد), انتقاما منه بوصفه ممثل للسلطـــة الجائرة ,اذ حرص الكاتب ان يمنح الاصوات المتعددة ,بل والمتباينة احيانا قدرا متوازنا من الاهمية والرجحان والاقناع , كما بدت وقائع الحدث شاخصة في وعي (كاظم عبيد) مشفوعة بمسوغات تنفيذها المقنعـــة لتأكيد سلامـــــة وجهــــات نظره , فيمــا اسفرت مواقف (فاطمــة)عـــن مؤشرات مخالفــة لوجهات نظر كاظم ,لتحديد ابعـــــاد الحدث ذاتـــه , مقرونــــــة – هي الأخــرى – بالمسوغات الموضوعية (34) مستثمرا عنصر التكرار في عمليـة العرض. ومن هنــــا فقد وفق المؤلف في ان يمنح موضوعه قـــدرا مناسبا في الاهميـــة , عبر ربطه بحركـة الواقع , من جهة ,واحكامه العنصر الجمــــالي ,بتعميق أبعـــــــاد الحــدث الدلاليـــه ومنحها طابــــع الأستثناء والأثاره ,وقوة الأنشداد لكـــل من شخصيتيه الرئيستين بوصفهما وجهين ومتباينين من أوجه الحدث الروائي العام.

أن مجمل هذه الخصائص الفنيــــه التي وسمت طابع هذه الروايات متجسدة بطبيعــــة اختيار أصحابها للحدث وأساليب عرضه وبناء العقده من خلال التنظيم ذي الأشكال المتعددة ,جاءت ـ الى حــــد بعيد ـ تعبيرا صادقا عن سمات سائر الأعمال الروائيــة ألمعاصره، التي انتهجـت الاتجاه نفســـــــه (35),غير أننـــا آثرنا الاقتصار هنــــا على دراســـة الروايــــات السالفـــة مكتفين بالشواهد , التي حرصت جميعا في عرضها لإحداثها على ان تكون – كمــــا بدا ذلك – ذات دلالة سياسية او اجتماعية او عاطفية او نفسيـــة او بمجموعهــــا ,في إطــــار إنساني متحضر.

قائمة الهوامش

(1) ينظر د.صلاح فضل :الواقعية في الإبداع الأدبي,القاهرة,1978سنة,ص240

(2) ينظر:فاضل ثامر ,معالم جديدة في أدبنا المعاصر ,دار الحرية ,بغداد ,سنة 1975 /14 – 16.

(3) ينظر جورج لوكاش, معنى الواقعية المعاصرة, ت امين العيوطي, القاهرة, سن 1971

(4) ينظر د. عبد المحسن طه بدر, تطور الرواية العربية في مصر, دار المعارف القاهرة سنة 1963

(5)د. زكريا إبراهيم, مشكلة البنية, دار مصر للطباعة, القاهرة, سنة 1976 /

(6) روجيه جارودي، واقعية بلا ضفاف، ت: حليم طوسن، القاهرة سنة 1968.

(7)انظر: أدوين موير: بناء الرواية، ترجمة إبراهيم الصيرفي، القاهرة، سنة 1965/12.

(8)انظر: وليم اكنور، إشكال الرواية الحديثة، ترجمة نجيب المانع، بغداد سنة، 1980/249.

(9)انظر: د. زكريا إبراهيم، المصدر السابق / 36-37.

(10) القربان , غائب طعمة فرمان ,مطبعة الأديب ,بغداد ,سنة 1975 /48

(11)نفسه /142 – 143.

(12)أنظر:فلاد يمير بروب , مورفولوجية الخرافة,ترجمة إبراهيم الخطيب ,المغرب ,سنة 1986.

(13)انظر:د.عبد الله ابراهيم ,السردية العربية..,رسالة دكتوراه على الإلة الكاتبة ,كلية الآداب ,جامعة بغداد ,سنة 1991 /8.

(14) ينظر :مستعمرة المياه ,جاسم عاصي,بغداد ,سنة 2004 /ص130-135.

(15)الزناد: ص 138.

(16)نفسه : ص.8.

(17)فاضل ثامر ,معالم جديدة في ادبنا المعاصر / 141.

(18)انظر د. عبد الوهاب مطر , اقتصاديات الإصلاح و التعاون الزراعي ص 149 / 150.

(19) المعبدون, هشام توفيق ألركابي, دارا لحرية, بغداد, سنة 1977 /168 -172.

(20)خمسة أصوات / غائب طعمة فرحان, ط1, دار الآداب, بيروت, سنة 1970, ص 284.

(21)الضفاف الأخرى /إسماعيل فهد إسماعيل,دار العودة ,بيروت ,سنة 1973 /244- 245.

(22)البناء الفني في الرواية العربة في العراق

(23)انظر:جان ريكاردو :نفسه 24.

(24)انظر :منهج الواقعية /246.

(25) انظر:رموز عصرية خضير عبد الأمير, دار الحرية, بغداد, سنة 1979 م.

(26)رموز عصرية\96ـ097

(27)نفسه \0137

(28) مواسم الاسطرلاب ,علي لفته سعيد ,بغداد ,سنة2004 /218-219

(29)القمروالاسوار, عبدا لرحمن مجيد الربيعي\دار الحرية\بغداد\لسنه1979\0159

(30)القمر والاسوار : 159.

(31) نفسه :334 .

(32) تطور الرواية العربية في مصر : 94.

(33) خمسة أصوات : 282 – 284.

(34) الضفاف الاخرى : 179 – 199.

(35) من هذه الاعمال :

(النخلة والجيران , المخاض (الفرمان), نافذة بسعة الحلم ,(للركابي) , الراحلون (لقاسم خضير عباس) , الاشجار والريح والظامئون (للمطلبي)