مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 24
البحث العلمي. . الوظيفة الأولى للجامعات
لو لم يكن الانسان قادراً على الملاحظة والتأمل والاستنتاج لكان قد بقي عائشاً في الغابة حتى يومنا هذا.
فقد أنعم الله عليه بعقل يستطيع من خلاله أن يفكر لحل مشكلات الحياة منذ أن اكتشف النار في الغابة.
ومن العقل انطلق إلى ميادين الحياة؛ أخذ يطبخ الطعام، ويصنع الطوب لبناء بيته ووو. .
إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من ثورة لأخرى ومن تطور لآخر من قبس النار إلى النانو، ومن الحَمَام الزاجل إلى شبكات التواصل الاجتماعي، ومن امتطاء الحمار إلى ركوب الأقمار الصناعية والتجوال في الفضاء الشاسع الواسع.
كل ذلك حدث بالبحث والتقصي. . . البحث عن وسيلة أفضل لحياة أجمل . . . البحث عن حلول لمشاكله الحياتية حتى وصل إلى القمر ومنه إلى المريخ في الأعوام القادمة إن شاء الله.
فعبر البحوث طور الإنسان الحياة التي حوله.
وطور الحياة التي يعيشها في داخله.
فتولّد من هذا الكائن الحي عباقرة في التاريخ كغاليلو وأديسون.
وكل واحد منا عبقري إذا استخدم هذه الطاقة التي أودعها الله في داخله والتي بها يُعبد الله وبها يدخل جنة الدنيا في الرخاء الاقتصادي والاعمار والبناء، وجنة الآخرة بالعمل الصالح.
فالأقدمون أوصلوا إلينا الحضارة بجهودهم العلمية وبابداعاتهم الخيرة وجعلونا نعيش عصر النور والتكنولوجيا، عصر الفضاء وشبكات التواصل الاجتماعي.
ولازالت هناك نقاط مظلمة ومساحات باهتة لازال يجهلها الإنسان وفي مختلف مجالات الحياة فكان على الجيل الجديد أن يجتاز هذا الظلام ويقتحم مناطق الجهل السوداء وذلك بالبحث العلمي، وهذه هي مسؤولية الجامعات اليوم، والتي بدونها تصبح الجامعات مجرد جدران لا تردد سوى صدى الكلمات الجوفاء