التوجه الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية تجاه دول اسيا الوسطى
تنبع اهمية دول اسيا الوسطى من اهمية المنطقة ذاتها، اذ انها شكلت عبر التاريخ كتله مترابطة ووثيقة وكانت جسر لتبادل السلع والافكار والناس بين طرفين بالغي الاهمية وهما قارتا اسيا واوروبا فكانت هي الجسر الرابط بينهما ولاتزال، فشكل هذا الموقع الجغرافي المهم والتاريخي محط انظار الدول الكبرى والعظمى عبر التاريخ، فضلا عن ما تحتويه من مقومات استراتيجية بالغة الاهمية وعلى كافة الأصعدة (التاريخية–الجغرافية–السياسية–الاقتصادية–العسكرية) فضلا عن انها تعد محور ونقطه ارتكاز النظريات الجيوبوليتيكية والجيوستراتيجية ومحور فكر علماء الاستراتيجية والسياسة، هذا كله تمحور بشكل خاص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي (السابق) عام ۱۹۹۱ و استقلال دول آسیا الوسطی بعدها و مبدا ملئ الفراغ فكانت الولايات المتحدة الامريكية ابرز تلك الدول للولوج اليها وبناء علاقات استراتيجية متينه معها وخلق توازنات استراتيجية بين هذه الدول و الولايات المتحدة الامريكية فضلا عن اقامة قواعد عسكرية في اغلبها، وقام التوجه الاستراتيجي الامريكي ولايزال تجاه هذه المنطقة على الهيمنة على دول اسيا الوسطى من اجل ضرب الطوق الاستراتيجي على دول محيطها ومنعها من الهيمنة عليها الا من خلال مبدأ المشاركة والرغبة الامريكية في ذلك من مبدأ القوة المهيمنة.
لذا فمن الضروري، ان يبحث في هذه المنطقة لأهميتها الاستراتيجية، لذا كان للباحث نصيب في ذلك، فقسم البحث الى مبحثين: المبحث الأول: نظره استراتيجية عامة عن دول اسيا الوسطى، اما المبحث الثاني: الولايات المتحدة الامريكية و دول اسيا الوسطى، وتضمن هذا المبحث جانب مستقبلي لهذا التوجه ضمنياً.