تصنیف البحث: تاريخ
من صفحة: 151
إلى صفحة: 165
النص الكامل للبحث: PDF icon 180528-230056.pdf
خلاصة البحث:

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد وآله الطيبين الطاهرين

لقد منّ المولى سبحانه وتعالى على الناس,أن بعث فيهم الأنبياء مبشرين ومنذرين,وجعل لهم أوصياء مستحفظين,يقون دين الله بدمائهم,حتى إذا مضوا أورث شريعته علماء أمة نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله , الذين قال فيهم سيد الكائنات  صلى الله عليه وآله :((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل))([1]), وورد في الحديث أنه ((إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد ، ووضعت الموازين ، فيوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء،فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)) ([2]), فإذا ثبت لدينا ذلك علمنا بمقام العلماء ومكانتهم,ودورهم في حفظ نسيج الأمم وتقدمها,ولعل هذا ما دفع الباحث الى الوقوف على أحد الأمثلة,والترجمان العملي للأحاديث آنفا,وأعني به السيد الخوئي, الذي حضي بما لم يحض به العلماء السابقون عليــــــــه واللاحقون لهذا تسنم زعامة الحوزة العلمية باستحقاق وجدارة,  واستطاع أن يدير دفتها في ظروف سياسية معقدة,كان فيها أعداء الدين والمذهب والمجتمع من طواغيت البعث المقبور,يتحينون الفرص ويتنظرون الهفوات,من أجل الإنقضاض على الحوزة العلمية في النجف الأشرف,وتحقيق مآرب أسيادهم في إنهاء وجودها بالكامل,كونها تمثل الصرح الأقدر على تجسيد الأطروحة الإسلامية الصادقة, في وقت أضحت فيه الساحة الإسلامية,مركزا من مراكز تصدير النماذج الممسوخة والمشوهة من علماء البلاط وفقهاء السلطة, فضلا عن النظريات الفكرية المتطرفة التي تبنتها المؤسسات المشبوهة التي سعت الى نشْرها في أنحاء العالم الإسلامي.

إن السيد الخوئي من الأعلام الذين قلما يجود الزمان بمثلهم, ومن أجل الإلمام بأطراف البحث,وبما يتناسب وعنوانه فقد اقتضى البحث أن يكون في مباحث ثلاثة,تضمن المبحث الأول خمسة مطالب تحدثت عن السيرة الذاتية للسيد الخوئي بكل أبعادها, فيما كان المبحث الثاني بمطالب ثلاثة أبرزت أسباب الزعامة العلمية للسيد الخوئي,اما المبحث الأخير فقد كان في الآثار المترتبة على الزعامة العلمية,ثم النتائج التي تمخضت عن البحث,فالمصادر المعتمدة من قبل الباحث.

وختام الكلام مسك الختام بأجزل الشكر للعزيز العلام وأفضل التحايا والسلام على سيد الأنام وآله الكرام.

Abstract

Praise be to Allah and the best prayer and delivery Muhammad and The God of the good and virtuous.

I have from God the Almighty to the people, that sent them prophets, evangelists and, warning, and make them guardians Msthfezan, Icon religion of Allah with their blood, even if they went bequeathed his law nation scientists Nabih Mustafa (peace be upon him), who said, including the master objects (God bless him and his family): ((my scientists Kanbea Children of Israel)) (*), and mentioned in the talk that he ((if the Day of Resurrection Allah gather people in one hand, and put the scales, Viozn blood of the martyrs with outrigger scientists, are likely outrigger scientists on the blood of the martyrs)) (1), if thet we have it taught us a vendor scientists and their status, and their role in keeping Nations and provided the fabric, and perhaps this is why the researcher to stand on one of the examples, and practical Torgoman to talk above, and I mean by Mr. al-Khoei (may), which DAI including not exhorts its predecessors scientists and subsequent to this assumption by the leadership of the Hawza worthily and well-deserved, and was able Where manages rudderless in a complex political circumstances, where the enemies of religion and creed and community of tyrants Baath buried, waiting for opportunities and Atnzeron lapses, in order to pounce on the Hawza in Najaf, and achieve ends masters in the end the entire existence, it represents the edifice best able to embody the thesis Islamic sincere, at a time when becoming the Islamic arena, a center of export distorted and deformed tiles scientists and scholars power models centers, as well as extreme intellectual theories adopted by the suspicious institutions that sought to publish in throughout the Muslim world.

 

[1] - المجلسي: بحار الأنوار2/23.

[2] - السيوطي: الجامع الصغير2/763.

البحث:

المبحث الأول :حياة السيد الخوئي

المطلب الأول: ولادته ونشأته:

السيد الخوئي هو السيد أبو القاسم ابن آية الله السيد علي أكبر الخوئي بن السيد هاشم بن السيد علي أصغر ينتهي نسبه الى الإمام موسى بن جعفر  عليه السلام .([1])

والواقع إن من يروم أن يقف على أعتاب هذا العلم العيلم نشأة ونسبا, لا يحتاج لكثير عناء, أو عظيم جهد, إذ يكفيه أن يتصفح سفْره الجليل (معجم رجال الحديث) في الجزء الثالث والعشرين, ليأخذ بيده السيد الخوئي نفسه, ليحدثه عن نفسه, بعد أن يصل في فهرس المعجم المذكور الى اسمه فيقول: ((ولدت في بلدة (خوى) من بلاد أذربيجان في الليلة الخامسة عشر من شهر رجب سنة (1317هـ), وبها نشأت مع والدي وأخوتي,وأتقنت القراءة والكتابة وبعض المبادئ,حتى حدث الاختلاف الشديد بين الأمة,لأجل  حادثة المشروطة,فهاجر المرحوم والدي من اجلها الى النجف الأشرف سنة (1328هـ),والتحقت به في سنة (1330هـ)برفقة أخي الاكبر المرحوم السيد عبد الله الخوئي,وبقية أفراد عائلتنا))([2]).

وحين وصل السيد الى النجف الاشرف,وحل في عرين جده أمير المؤمنين  عليه السلام ,ابتدأ رحلته العلمية بقراءة العلوم الأدبية والمنطق.

 

المطلب الثاني:أساتذته.

قرأ السيد الخوئي الكتب الفقهية والأصولية لدى طائفة واسعة من أعلام حوزة النجف الاشرف العلمية.على رأسهم والده العلامة ,وحضر الدروس العليا (المبحث الخارج) عام (1338هـ) على أكابر علماء زمانه آنذاك وهم([3]):

  1. آية الله فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني (ت1339هـ).
  2. آية الله الشيخ مهدي المازندراني (ت1385هـ).
  3. آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي(ت1361هـ).
  4. آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني (ت1361هـ)
  5. آية الله الشيخ محمد حسين النائيني(ت1355هـ).
  6. آية الله السيد محسن الحكيم (ت1390هـ).

وغيرهم من جهابذة الفقه,وكان قد تتلمذ على الأصفهاني و النائيني في الفقه والأصول,أكثر من غيرهما,إذ حضر على كل منهما دورة كاملة في الأصول,وعدة كتب في الفقه.   

كما انه قرر بحث كل منهما,وقد بزغ نجم السيد الخوئي في سماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف,فحاز في الرواية ــ بعدة طرق ــ إجازة جملة من الفقهاء العظام,ومن تلك الطرق,ما رواه عن شيخه النائيني عن شيخه النوري بطرقهِ المحررة في كتابه (مستدرك الوسائل) المعروفة بـ (مواقع النجوم),المنتهية الى أهل البيت  عليه السلام .  

تميز بحثه بالبلاغة والبيان,والمقدرة العالية على إيصال أفكاره الى طلابه([4]),وبلغ من المكانة العلمية السامية ماجعله المرجع العام,وزعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف.والشيعة في أنحاء العالم.

فتأتى له بذلك مالم يتأت  للسابقين له والمتأخرين عنه ((بوصفه الأستاذ الأكبر والمرجع الديني الأكثر))([5]) تقليداً في العالم الإسلامي.

 

المطلب الثالث :تلامذته:

لعل مما يميز السيد الخوئي هو كثرة تدريسه في الحوزة العلمية, والقاء محاضراته في الفقه (البحث الخارج), وأتم دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأنصاري ([6]) (ت1281هـ),كما درّس جملة من الكتب الأخرى,ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة,وشرع في 27 ربيع الأول عام (1377هـ)في تدريس فروع (العروة الوثقى) للسيد اليزدي(ت 1337 هـ) فبدأ بكتاب الصلاة.([7])

إن من أهم الصفات العلمية للسيد هو انفراده عن غيره من المراجع,وانصرافه الى تدريس تفسير الفران الكريم,وقد استمر على ذلك برهة من الزمن,غير أن ظروفاً حالت دون تحقيق رغبته في إتمامه([8]),وقد أثمر تدريسه في الحوزة عن بروز جمع غفير من طلبة العلوم الدينية,([9]) أضحوا فيما بعد مابين مجتهد ومرجع,انتشروا في أصقاع الأرض,لنشْر فقه المصطفى وأهل بيته الطاهرين  عليه السلام ,والدعوة الى الخير والفضيلة,لعل من أبرزهم:

  1. آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (ت1402هـ)
  2. آية الله العظمى السيد على السيستاني (معاصر).
  3. آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (معاصر).
  4. آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (معاصر).
  5. آية الله الشيخ باقر الايرواني (معاصر).
  6. السيد الشهيد عبد الصاحب الحكيم بن محسن الحكيم.
  7. السيد عبد العزيز الطباطبائي.
  8. الشيخ عبد الهادي آل راضي النجفي (معاصر).
  9. السيد عبد الكريم الاردبيلي الموسوي (معاصر).
  10. الشيخ ميرزا جواد التبريزي (معاصر).
  11. الشيخ احمد البهادلي (معاصر).
  12. السيد علاء الدين بحر العلوم.
  13. الشيخ باقر شريف القرشي (معاصر).

وغيرهم  مما قد يطول المقام بذكرهم,وقد انبرى جمع كبير من تلامذته لتقرير أبحاثه,والتعليق على فتاواه كالشيخ الفياض([10]),والميرزا جواد التبريزي([11]) والسيد محمد الروماني ([12]),والسيد علي الشاهرودي([13]),والسيد علاء الدين بحر العلوم ([14]),وسواهم.

 

المطلب الرابع :مؤلفاته وآثاره:

ترك السيد الخوئي إرثا علمياً ثراً تقاسمته علوم الفقه والأصول والتفسير والرجال,وغيرها,تحكيه المصنفات والمؤلفات المتناثرة في القضايا المعرفية المتنوعة,لعل من أبرزها ([15]):

  1. البيان في تفسير القران.
  2. أجود التقريرات ([16])(تقرير بحث أستاذه النائيني)
  3. تكملة منهاج الصالحين.
  4. مباني تكملة منهاج الصالحين.
  5. تهذيب وتتميم منهاج الصالحين.
  6. المسائل المنتخبة.
  7. تعليقة على العروة الوثقى ([17]).
  8. رسالة في اللباس المشكوك.
  9. نفحات الإعجاز.
  10. منتخب الرسائل.
  11. منتخب توضيح المسائل.
  12. تعليقة على المسائل الفقهية.
  13. مناسك الحج(عربي).
  14. مناسك الحج(فارسي).
  15. تعليقة المنهج لأحكام الحج.

وغيرها من المؤلفات التي جاد بها فكر السيد الخوئي .

 

المطلب الخامس:وفاته:

مع كل ما الم به من الضعف والهزال وهو في مرض الموت,غير أنه لم يكن لينقطع عن الإفتاء والبحث, وكان ألقه العلمي وهمته لاتفارقاه, حتى أيامه الأخيرة, التي أصيب فيها بنكسة في قلبه,وكان ذلك في أوائل عام(1993م),ونقل على أثرها  إلى مستشفى ابن النفيس في بغداد,ولم يعش بعدها طويلاً,فرحل الى الرفيق الأعلى في صفر من العام نفسه,ودفن بجوار جده أمير المؤمنين  عليه السلام ,وأرخت وفاته بأبيات للأستاذ الدكتور محمد حسين الصغير كتبت على واجهة قبره وهي : 

لما اصطفينا للهدى مرجعا
ومنْ علي قد دنـــا موقعـــاً
نودي فاهتز لها مسمــعــــاً

 

 

وأصبح الخوئيُ فيه دفين
وهكذا عاقــبـة المتقـيـــن
إنا فتحنا لك فتحــاً مبيـــن([18])

 

 

المبحث الثاني :أسباب الزعامة الدينية للسيد الخوئي.

لا بد قبل الخوض في أسباب الزعامة,من التطرق الى معنى الزعامة, فقد ورد في كتب الصحاح,بان المراد منها هو السيادة,فزعيم القوم : سيدهم ورأسهم الذي يتكلم عنهم,وزعم يزعم زعامة ، أي : صار لهم زعيما سيدا([19])

تميز عصر السيد الخوئي  بميزة يمكن عدها من أهم الأسباب التي منحته الانفراد عن سائر الأعصار  التي مرت بها حوزة النجف الأشرف العلمية,وهي توليه زعامة الحوزة العلمية,على نحو لم يكن لغيره,ممن سبقه,أو خلّفه من المراجع,فقد كان زعيم الشيعة في العالم,ودان له أبناء المذهب في كل أصقاع المعمورة بالولاء والطاعة.من هنا فان زعامته في ـ الواقع ـ ظاهرة تستدعي الإعجاب والتأمل والبحث,وهذا مادعا الباحث لغور أسرارها,وسبر أغوارها,واستظهار الأسباب الكامنة وراءها ،والتي تتبلور في تقدير الباحث في أبعاد ثلاث تناثرت في مطالب ثلاثة هي:

 

المطلب الأول :البعد العلمي :

فمكانة السيد الخوئي العلمية ونشاطه الحوزوي الدؤوب طيلة توليه ــ على كبر سنه ــ لمنصب الزعامة الدينية يكشفان عن جانب مهم من جوانب شخصيته,التي أهلته لهذه المكانة,ولكي نلم بجوانب هذا البعد ينبغي التعرض له ضمن الجهات الآتية:

 

الأولى :اجتهاده:

انتقل السيد الخوئي من اذربايجان الى النجف الاشرف وله من العمر ثلاثه عشرة سنة وانخرط في السلك الحوزوي متنقلاً بين دروس البحث الخارج وهو لما يزل شاباً يافعاً, فكان لذلك أثر بالغ في نبوغه العلمي في وقت مبكر قياساً لأقرانه,وكان لتعدد المناهج الأصولية – آنذاك  – في حوزة النجف مدخلية كبيرة في صقل هذا النبوغ,فقد أفاد السيد الخوئي من مدارس ثلاث([20]).

كان أربابها من أساتذة السيد الخوئي,تباينت الرؤى الأصولية فيما بينها,فمدرسة الأصفهاني كانت متأثرة بالمنهج الفلسفي,لأنها تعكس توجه الشيخ الأصفهاني ،الذي اششتُهر بالفلسفة والحكمة,وقد كان متألهاً كما يعبر عنه البعض.   

أما مدرسة اقا  ضياء العراقي فربما كانت على خلاف مدرسة الأصفهاني,إذ كانت تعتمد المنهج العلمي الخالص دون الآراء الفلسفية,فيما كانت مدرسة الشيخ النائيني جامعة للمنهجين ؛لذا فقد غطت مدرسة النائيني على مدرسة العراقي والأصفهاني,

والحق أن وجود المدارس الثلاث في الساحة العلمية لحوزة النجف الأشرف,كان له أثر بالغ في تهيئة الظروف للسيد الخوئي لأن يجمع بين هذه المدارس الثلاث,ويبلورها في مدرسة خاصة,عرفت فيما بعد بمدرسة السيد الخوئي([21]), واستطاع ببراعة أن يبيّن أساس آراء الأصفهاني ويحل طلاسم أفكاره,مع ما يكتنفها من عمق فلسفي,واستطاع أن يجمع بين دقة الفيلسوف,وعرفيات الفقيه,من دون أن تشعر بتفاوت في مستوى الأداء([22]).

ولعل في قوله الذي ينقله عنه تلميذه وخليفته السيد السيستاني,ما يكشف عن احتوائه وهضمه لأفكار أساتذته,إذ يقول: ((لكل شي علة مادية وعلة صورية,والعلة المادية لأصولنا أفكار الشيخ الأصفهاني  الكمباني,والعلة الصورية له أفكار المحقق النائيني))([23]).

من هنا أصبحت آراؤه تذكر الى جانب آراء أساتذته,وقد ساعده على ذلك قربه من أستاذه النائيني,وربما ذهب بعض الباحثين الى أن المدرسة الأصولية بدأت بالشيخ المفيد وانتهت بالسيد الخوئي ([24]).

وبعبارة أخرى إن زمام التجديد الأصولي,لم يحسن أن يمسك به من المتأخرين، مثل ما برع به السيد الخوئي,وان التجديد في أصول الفقه بعده ،لا يعدو أن يكون تجديداً في العرض والأسلوب والتبويب إن لم يكن تكراراً واجترارا,ولم يكن بالمستوى الذي يرقى لان ينعت أصحابه بأنهم أصحاب مدرسة كالسيد الخوئي .

من ثم تتضح لنا الجوانب العلمية لهذه الشخصية.التي كان من شانها أن ترتفع بصاحبها الى مستوى زعامة الحوزة العلمية في النجف الاشرف من جهة,والمحافظة على أسبابها من جهة أخرى.

 

الثانية :أعلميته:

قد يتراءى لبعضهم انه لا فرق بين أعلمية المرجع واجتهاده,وأنهما  يفضيان الى معنى واحد,بيْد أن  الواقع يكشف خلاف ذلك,فقد يكون العالم مجتهدا أحيانا,ولا يكون الأعلم,وقد يكون مجتهدا؛لأنه الأعلم بين أقرانه,وهذا ما حظي به السيد الخوئي بجدارة واستحقاق,تٌعرب عن ذلك الإشراقات العلمية المتميزة في تأريخه,مضافا لإبداعه الأصولي والفقهي اللذان تقاسمهما مع غيره من المجتهدين.

لعل من أبرزتلك الإشراقات, إبداعاته في الحقل الرجالي,فقد كان بحق رجالياً بارعاً,ومتتبعا ضليعاً بأحوال الرجال, تكشف عن ذلك موسوعته الرجالية المعروفة (معجم رجال الحديث), التي تٌعد من احدث ما كٌتب في الرجال ومن أكثرها شمولاً, ومن خصائص هذه الموسوعة ومزاياها ((انه قد ذكر في ترجمة كل شخص جميع رواته,ومن روى عنهم في الكتب الأربعة,وقد يذكر ما في غيرها أيضا,ولاسيما رجال الكشي,فقد ذكر أكثر ما فيه من الرواة, والمروي عنهم))([25]).

والحق إن معجم رجال الحديث للسيد  ينبئ عن مقدرة عالية,وإحاطة تامة بأدوات علم الرجال,أنتجت هذا العطاء,حتى أصبحت اراؤه في الرجال,من أهم ما يرجع إليه المحققون.

وربما كان الداعي في ذلك أن السيد من أكثر الرجاليين تشدداً في مسائل الجرح والتعديل ([26]), باعتبار أن السند من أهم ما تتكئ عليه الرواية المستقاة من المعصوم عليه السلام , هذا أولا,وثانياً ما ابتنى عليه منهج السيد الرجالي  من موضوعية ،فلم يكن انتسابه العقائدي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام  عائقا أو مانعا من إبداء آرائه العلمية,ولم يدفعه الى المحاباة أو المجاملة,إذ يصرح بأنه ((لم تثبت صحة جميع روايات الكافي ...,بل إن بعضها يطمأن بعدم صدورها من المعصوم عليه السلام )([27]).

هذا في مقابل مدرسة الجمهور الحديثية,التي ترى إن كل ما ورد في صحيح البخاري صحيح,لأنه اصح كتاب بعد كتاب الله ([28]).

ومن الجدير بالذكر انه نظراً لأهمية كتاب معجم  رجال الحديث,انبرى بعض العلماء الى تلخيصه بكتاب اسماه (المفيد من معجم رجال الحديث)([29]).

أما جهود السيد في مجال التفسير,فإنها لا تقل عن نظيرتها في علم الرجال,فقد ألّف كتابه المعروف (البيان في تفسير القران), الذي يٌعد واحداً من الجواهر النفيسة التي نهل منها الشيخ محمد جواد البلاغي (ت1352هـ).

والحق إن السيد قد أضاف بتلك الخطوة ــ خوض غمار التفسير ــ منهجا جديدا لم يكن مألوفا في الحوزة العلمية, كون جهودها تركزت بالاتجاه الفقهي والأصولي المعني بدراسة أدوات وآليات استنباط الحكم الشرعي من خلال روايات المعصومين عليهم السلام .

وكيفما يكن الأمر فقد كان السيد الخوئي يدرّس التفسير جنباً الى جنب مع الفقه والأصول,مستغلاً أيام التعطيل في ذلك,ودأب  على ذلك لفترة طويلة ([30]).

مؤكداً على أن المفسّر ينبغي عليه ((أن يجري مع الآية، حيث تجري,ويكشف عن معناها حيث تشير,ويوضح دلالتها حيث تدل,عليه أن يكون حكيماً حيث تشمل الآية على الحكمة,وخلقياً حيث ترشد الآية الى الأخلاق,وفقيهاً حيث تتعرض للفقه,واجتماعياً تبحث في الاجتماع,وشيئاً آخر حين ينظر في أشياء أخر))([31]), وقد دافع في بيانه عن شبهة التحريف التي تثار من قبل المستشرقين من جهة,أو من قبل بعض فرق المسلمين الذين يتهمون الشيعة بتحريف القران من جهة أخرى,فيقول- داحضاً مزاعم الجانبين – بعد أن يستعرض الشبه,ويفندها شبهة شبهة: ((إن حديث تحريف القران حديث خرافة وخيال,لا يقول به,إلا من ضعف عقله)) ([32]), كما اثبت تهافت الروايات القائلة بنزول القران على سبعة أحرف,متشهداٍ بحديث الإمام الباقر عليه السلام  ((إن القرآن واحد نزل من عند واحد)) ([33]),كما انه تصدى لحملات الغزو الثقافي الغربي التي سعت باتجاه النيل من سلامة القران,حين قامت إحدى المطابع الانكليزية الأمريكية في بولاق بمصر عام (1912م) بتأليف كتاب تحت عنوان (حسن الإيجاز في إبطال الإعجاز),فألف السيد – رداً على هذا التوجه – كتاباً بعنوان (نفحات الإعجاز)([34]).

ولعل مسك الختام في هذا الشاهد الذي يكشف عن المقام العلمي للسيد الخوئي,ما نقله الشيخ هاشم الآملي وهو من تلامذة المحقق آقا ضياء العراقي (ت1361هـ),وممن كتب تقريراته,في كتابه (بدائع الأفكار), انه سُئل لماذا لا تحضر بحث المحقق النائيني ؟ فأجاب :لأنه محاط بأسود ينقضون كل إشكال يورد على المحقق وهو السيد أبو القاسم الخوئي,والشيخ حسين الحلي([35]).

 

الثالثة :مرجعيته:

تولى السيد محسن الحكيم زعامة الحوزة ــ بعد وفاة السيد أبي الحسن الأصفهاني  (ت1365هـ)ــ, في زمن كادت أن تهيمن فيه أفكار الإلحاد عبر التوجهات الشيوعية,التي بدأت تتسع شيئا فشيئا, غير أن فتاوى السيد الحكيم,التي مثلت الثورة الثقافية آنذاك كانت بالمرصاد,فحالت دون انتشاره,كما أنه سعى الى جمع كلمة الشعب العراقي,حين أفتى ــ وبكل جرأة وشجاعة ــ بحرمة مقاتلة الأكراد,حتى إذا شاءت يد القدرة الإلهية بمفارقة هذا الزعيم,استلم السيد الخوئي بعده زعامة الحوزة العلمية,واتسعت قاعدة تقليده شيئاً فشيئاً,وتوسعت معها زعامته,ليكون زعيم الحوزات العلمية المتناثرة في أرجاء المعمورة بأسرها([36]),وقد شهدت مرجعيته ثلاثة أجيال من تلامذته الذين بلغوا رتبة الاجتهاد ([37]), فلا غرو إذن أن  يستحوذ السيد الخوئي على منبر البحث الخارج لأكثر من سبعين عاماً ([38]). ومن الجدير بالذكر إن السيد الخوئي – حسب ما ينقل احد تلامذته وهو آية الله الشيخ باقر الايرواني – نال لقب زعيم الحوزة العلمية,حتى في حياة السيد الحكيم 

ولعل من أسباب ذلك,كما يذكر الشيخ الايرواني,هو كثرة طلابه,الذين اعتادوا حضور درسه حتى أيام التعطيل,يجذبهم لذلك اشتماله على العمق الأصولي,وسحر البيان,ووضوح المطلب,وجلاء الفكرة,وغيرها من الدواعي,التي من شانها شد أوساط الطلبة إلى درسه وبحثه. 

 

المطلب الثاني :البعد الإداري

إن المراد بهذا البعد هو انصراف السيد واهتمامه بإدارة الحوزة العلمية في النجف الاشرف,وسائر الحوزات الأخرى  في العالم الإسلامي,لذا اقتضى البحث في هذا البعد أن يكون على صنفين:

 

الصنف الأول :إدارته للحوزة العلمية في النجف الاشرف :

تميز نظام الحوزة الاقتصادي والسياسي والإداري عبر تاريخها الطويل بالاستقلال عن سياسة الحكومات المتعاقية,فالمرجعية هي المسؤولة عن إدارة الحوزة,ومتابعة شؤون طلابها, ولم يكن من اليسير بمكان,أن تدار الحوزة العلمية في النجف الاشرف,تلك المؤسسة  الدينية الكبرى,من قبل شخصية واحدة,مالم تكن واجدة لمؤهلات عالية,ومقدرة فريدة,تتكفل بأعباء جمة منها: إلقاء دروس البحث الخارج,والإجابة على الاستفتاءات، والتفريغ للتأليف والتصنيف,والانشغال بالعبادة والأوراد والأذكار,وقضاء حاجات الناس والمحتاجين,وغيرها من المهام,و مع كل هذه المسؤوليات الجسام, وما رافقتها من التحديات السياسية الخطيرة من قبل جهاز البعث الحاكم,فقد برع السيد في حسن إدارة الحوزة,وحمايتها,إذ كان يتعهد طلبة الحوزات  العلمية في النجف,وسائر أنحاء العالم بالرواتب والمساعدات المالية والمعنوية لكي يتفرغ الأساتذة والطلاب للبحث والدرس,واعتمد في سد متطلبات كل ذلك على ((المقدرة التامة,والإمكانيات المالية اللازمة لذلك ،بسبب الوجوه والأموال الشرعية الهائلة التي كانت تتدفق عليه من مختلف البلدان))([39]).

خلاصة القول إن السيد الخوئي , أدارالحوزة العلمية طيلة عقدين ونيف من الزمان,على أفضل الوجوه وأكملها,وواجه الأوضاع السياسية المعقدة بعزم وقوة,أنبأت عن سمات جليلة,و قدرات عالية,كان لها ابلغ الأثر في حفظ كيان الحوزة ومقامها.

 

الصنف الثاني :اهتمامه بالعمل المؤسساتي:

يمكن القول أن الإرهاصات الأولى للعمل المؤسساتي كانت في زمن المرجعية الدينية  للسيد محمد مهدي بحر العلوم (ت1212هـ),حين قسّم المهام العلمية والإدارية والدينية وسواها بين تلامذته ومريديه,حيث كلّف الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت1227هـ) بمسؤولية التقليد والفتوى,وأناط بالشيخ حسين نجف (ت1252هـ)مهمة الإمامة في الصلاة,فيما كان الشيخ شريف محي الدين مفرغا للقضاء والخصومات,واضطلع هو بأعباء الدرس والزعامة الكبرى,وإدارة شؤون الحوزة العامة والخاصة ([40]).

وقد كان السيد الخوئي,أول مرجع معاصر ((اهتم بالعمل المؤسساتي تاسيساً ودعماً))([41]),بعد أن كانت مهام المرجعية السابقة على مرجعيته,مقتصرة على رعاية شؤون طلاب الحوزة في النجف الاشرف,دون الاهتمام بالعمل الجماعي أو المؤسساتي.

ولعل من ابرز الأسباب والدواعي,التي دفعت السيد الخوئي الى ايلاء  هذا الجانب عناية خاصة,هو اتساع رقعة التقليد بالنسبة له,إذ لم يتفق أن حظي مرجعاً من مراجع الشيعة من انتشار جغرافي واسع التقليد,كما حظي به السيد الخوئي.

والواقع يمكن القول أن السيد نجح بشكل لافت في أن يتخطى برقعة تقليده الحدود القومية والجغرافية والعرقية,ليحظ بمكانة مهيبة لدى القاصي والداني.

من هنا فقد انصرف السيد الى تشييد المدارس العلمية والدينية والمساجد والمؤسسات الخيرية في مختلف البلدان الإسلامية ([42]), فشمخت حوزات  شتى في بقاع مختلفة من العالم كالهند وباكستان وتايلند ودول اوربا ودول افريقيا,وغيرها.

ولأجل تفعيل التواصل وترسيخه بين المرجعية,وأبناء المذهب في أنحاء العالم المترامية ،أمر بتأسيس (مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية), التي قامت – وبفترة قصيرة – بمشاريع دينية واجتماعية وثقافية ضخمة,وفي عدة دول,أضحت بسببها مؤسسة عالمية ([43]),كما انه اهتم بتأمين مرتبات طلاب العلوم في الحوزات المختلفة, فضلاً عن رعايته للمؤتمرات والمهرجانات الكبرى كرعايته للمؤتمر العالمي الذي انعقد في لندن من 18- 20 من ذي الحجة الحرام عام (1410هـ) بمناسبة مرور أربعة عشر قرناً على يوم الغدير([44]).

خاتمة القول إن التشّيع إذا أُريد له الإقصاء والتهميش في داخل العراق أيام زعامة السيد الخوئي,فقد قُدّر له أن ينتشر خارج العراق بشكل كبير,كان السيد  سبباً مباشراً في هذا الانتشار.

 

المطلب الثالث :البعد السياسي:

ويتجسد في الوضع السياسي الذي رافق مرجعية السيد الخوئي ,إذ وافق تولي السيد الخوئي لزعامة الحوزة العلمية ،مع استلام حزب البعث لمقاليد الحكم في العراق اثر انقلاب اسود,وقد كشف نظام الحكم,ومنذ أيام حكمة الأولى عن نيته المبيّتة في إنهاء التيار الإسلامي المتمثل بالحوزة العلمية,وتصفية رموزه.

والحق إن السيد أدرك أيام زعامته للحوزة أكثر من عقدين,من حكم حزب البعث المقبور,الذي قام خلال العقد الأول منهما,واعني به سبعينات القرن المنصرم  بإقصاء قيادات الحركات الإسلامية,وطلبة الحوزة العلمية,فيما سعى في بداية العقد الثامن وما بعده,الى تصفية الرموز الدينية,وشن الحملات المريعة في الاعتقال والقتل والتعذيب,ابتداء باعتقال تلميذ السيد الخوئي آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (ت 1402هـ) وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى,وإعدامهما  فيما بعد,ونشر الرعب والفزع في أوساط الشعب العراقي,من خلال الإعدامات العشوائية الهائلة,من غير جرم,أو ذنب.

من هنا كان العقد الثامن من القرن المنصرم, من أحلك الظروف والفترات التي مر بها العراق,وقد كانت الحوزة العلمية عرين العلماء ومأوى الفقهاء,المستهدف الأول لدى نظام الحكم,فهي تشكل الخطر الأكبر الذي يهدد الوجود البعثي ؛لان الفكر الحوزوي كشف في وقت مبكر أبعاد المخطط,الذي رام من ورائه حزب البعث القضاء على الجذوة الإسلامية في العراق,وقد راح ضحية هذا الوضع الحرج آلاف الشهداء والمعتقلين من علماء الحوزة، ومراجعها وفضلائها وطلابها,بل إن حملات التصفية الجسدية لم تستثن حتى الأطفال,كما حصل مع أنجال وأحفاد السيد محسن الحكيم ([45]), وقد نالت عائلة السيد الخوئي  حظاً وافراً من هذا الظلم والجبروت ،إذ اغتال النظام ولده السيد محمد تقي الخوئي,فيما هاجر من بقي من ولده الى خارج العراق,وحينما ثار الشعب في انتفاضته الشعبانية العارمة عام (1991م) التي كان للسيد دوره الثوري فيها,اعتقل النظام الحاكم السيد السيستاني والشيخ البروجردي والشيخ الغروي,وقد توزع سجنهم بين فندق دار الاسلام ومعسكر الرزازة ومعتقل الرضوانية ([46]), وكان الموت طالبهم في كل ذلك.

وقد واجه السيد الخوئي  هذا الوضع المعقد بكل أدواره بحكمة واناة وصبر,حفظ بها كيان الحوزة من كيد النظام الحاكم,مع كل ما يعاني من الضغط النفسي الكبير والتضييق الخانق,من قبل مخابرات النظام,وقد ألجا هذا الظرف القاهر طائفة من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف,الى مغادرة العراق,كما دفع السيد  الى توظيف النصيب الأكبر من القدرات المالية,والأنشطة العلمية للحوزة خارج حدود ها هذا من جانب ،من جانب آخر على الرغم من الظرف السياسي الصعب التي كانت تمر به الحوزة إبّان زعامة السيد الخوئي,بقت شاخصاً علمياً ومعلماً معرفياً جلياً,رغم التحديات التي تحيط بها.

كان من شانه أن يبعث على إعجاب الشيعة وإكبارهم في أنحاء المعمورة,وان تنجذب إليها العقول والقلوب,مما سينعكس, ويصب بالتالي,باتجاه تأكيد الكفاءة والاستحقاق للسيد الخوئي,وعلى الاصعده كافه في تولي زعامة حوزة النجف العلمية.

 

المبحث الثالث:آثار الزعامة الدينية:

لاشك إن زعامة السيد الخوئي للحوزة العلمية في النجف الاشرف لأكثر من عقدين من الزمان وفي تلك الفترة الصعبة من تاريخ الحوزة – كما مر – تركت آثارا يمكن حصرها بالنقاط الآتية.

أولاــ انتشار الحوزات العلمية في أرجاء العالم الإسلامي,بعد ما كانت مقتصرة على حوزة النجف الاشرف, وقم المقدسة,فقد أُنشئت حوزات علمية كثيرة في بلاد الخليج,واوربا,وبلاد اسيا  وافريقيا,وغيرها,كانت تلقى رعايتها وعنايتها من السيد الخوئي .

ثانيا ــ في الوقت الذي كان فيه التيار الإسلامي مٌحارباً في العراق,فقد لقي رواجاً وانتشاراً واسعاً وكبيراً خارج العراق متمثلاً بالمراكز الإسلامية,والمؤسسات الثقافية,التي أخذت على عاتقها الدعوة الى الفكر الإسلامي,ونشْر الإسلام المحمدي الأصيل,وقد كان لها دوراً كبيراً في جذب تعاطف أبناء الديانات الأخرى معها,فكان من آثارها دخول طائفة واسعة منهم في الدين الإسلامي,وانخراطهم في مذهب أهل البيت لعل منها :المؤسسة الثقافية في بريطانيا,مركز الإمام الخوئي في نيويورك,ومدينة العلم في قم المقدسة,والمدينة الجامعية في بومباي –الهند,والمراكز الدينية في إسلام آباد- باكستان,فضلاً عن المدارس والمساجد الموزعة في بلدان العالم.

ثالثا- يمكن القول إن من أجلى آثار السيد الخوئي  للحوزة العلمية في النجف الاشرف,وأظهرها هو الانتقال بالصوت العراقي المكبوت,وتجاوز الحدود الجغرافية التي أراد نظام البعث الحاكم حبسه في إطارها وإيصاله الى بقاع مختلفة من العالم,وكان من أهم نتائج ذلك هو كسر حاجز التعتيم الإسلامي,والعزل التام الذي كان يعيشه أبناء الشعب العراقي,ونقْل مظلوميته الى كل أنحاء العالم,وكشْف الصورة الحقيقية للنظام الحاكم,وما عقب ذلك من إقامة المؤتمرات العالمية والندوات لأقطاب المعارضة العراقية التي كان لها دوراً واسعاً في إسقاط نظام الطاغية.                        

نتائج البحث

  1. يُعد السيد الخوئي واحداً من المراجع المعاصرين الذين سعوا الى بث روح التجديد في البحث الأصولي,وقد بذل عمره وأفنى دهره في هذا الاتجاه,وقد كان ذلك من أول الأسباب التي منحته الأهلية في الزعامة المطلقة للوجود الشيعي.
  2. يمكن أن نعد السيد ظاهرة قل نظيرها في التاريخ الامامي,لأنه حظي بالمقام العلمي المحمود,والسمات الشخصية التي أهلته لزعامة الحوزات العلمية في العالم.
  3. تبلورت جملة من الأسباب التي كان لها الأثر البارز في استلام منصب الزعامة, تباينت بين أسباب علمية وإدارية وسياسية,كشفت بجملتها عن كفاءات علمية,وقدرات نفسية وهبت السيد الخوئي الاستحقاق التام لزعامة الحوزة.
  4. أخيرا فقد تمخضت عن تزعم السيد  لحوزة النجف الاشرف,عدة آثار منها :انتشار رقعة المذهب الامامي,والوعي الإسلامي, وبث الروح في الحركة الإسلامية,التي أصابها الشلل التام في العراق,في الفترة التي استلم فيها حزب البعث زمام السلطة فيه,بعد حملات الإرهاب السياسي والدموي,الذي اٌريد من ورائها,إقصاء الفكر الإسلامي والقضاء عليه.

مصادر البحث

  1. ابن حبان (ت354هـ):صحيح ابن حبان \تحقيق شعيب الارنؤوط \مؤسسة الرسالة \الطبعة الثانية (1414هـ).

2ــ الأصفهاني (ت1361هـ) :حاشية المكاسب \تحقيق عباس محمد السباع  القطيفي\مطبعة العلمية \الطبعة الأولى (1418هـ).

3ــ بحر العلوم: محمد مهدي (ت1212هـ) :الفوائد الرجالية \تحقيق محمد صادق بحر العلوم,حسين بحر العلوم \مكتبة الصادق – طهران \الطبعة الأولى.

4ــ جلال الدين الصغير (معاصر): من عنده علم الكتاب \دار الأعراف للدراسات \الطبعة الأولى (1419هـ)

5ــ الجواهري: محمد (معاصر):المفيد من معجم رجال الحديث \مكتبة المحلاتي  قم- إيران \الطبعة الثانية (1424هـ).

6ــ الحسيني اللوساتي :حسن (ت1400هـ):نور الافهام في علم الكلام \تحقيق إبراهيم اللوساتي \مؤسسة النشر الإسلامية \الطبعة الأولى (1425هـ).

7ــ الحكيم :عبد الصاحب:منتقى الأصول (تقرير بحث الروماني) \مطبعة الهادي \الطبعة الثانية (1416هـ)

8ــ الحلي:الحسين بن سليمان 0ت830هـ):مختصر البصائر \تحقيق مشتاق المظفر.

9ــ الخوئي: أبو القاسم (ت1413هـ):معجم رجال الحديث \ الطبعة الخامسة (1413هـ).

10ــ للسيد علاء الدين بحر العلوم: مصباح الأصول (تقرير بحث الخوئي).

11ــ السبحاني:جعفر(معاصر):كليات في علم الرجال \مؤسسة النشر الإسلامي \الطبعة الثالثة (1414هـ).

12ــ السيوطي: جلال الدين(ت911هـ): الجامع الصغير/ط1(1401هـ)/نشردار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت.

13ــ الشاكري: حسين (معاصر) :موسوعة المصطفى والعترة  عليهم السلام \نشْر الهادي  قم- إيران \الطبعة الأولى (01417هـ).

14ــ ربع قرن مع العلامة الاميني \مطبعة ستارة\ الطبعة الأولى (1417هـ).

 15ــ الشاهرودي: نور الدين :المرجعية الدينية ومراجع الامامية \طهران – إيران (146هـ).

16ـ الشاهرودي:علي: دراسات في أصول الفقه (تقرير بحث الخوئي).

17ــ شمس الدين : محمد مهدي :أنصار الحسين  عليه السلام \ الدار الإسلامية \الطبعة الثانية (1401هـ)

18ــ الصغير: محمد حسين(معاصر): فقه الحضارة/ دار المؤرخ العربي بيروت ــ لبنان.

18ــ الغروي:محمد (معاصر):مع علماء النجف الاشرف \دار الثقلين بيروت –لبنان\الطبعة الاولى(1420هـ).

19ــ الفراهيدي: أحمد بن خليل(ت175هــ): كتاب العين / تحقيق : الدكتور مهدي المخزومي - الدكتور إبراهيم السامرائي/ط2(1409هــ)/ نشرمؤسسة دار الهجرة - ايران – قم.

20ــ الفياض:محمد إسحاق :محاضرات في أصول الفقه (تقرير بحث الخوئي)\مطبعة النجف(1382هـ).

21ــ الكليني:محمد بن يعقوب (ت329هـ):الكافي \تحقيق على اكبر غفاري \دار الكتب الإسلامية –طهران \الطبعة الرابعة.

22ــ المجلسي: محمد باقر(ت1111هـ): بحار الأنوار/ ط2(1303هـ)/ نشرمؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان.

23ــ محمد صادق محمد باقر بحر العلوم :الإمام السيستاني شيخ المرجعية المعاصرة النجف الاشرف \44.

24ـ مجلة الموسم \اكاديمية الكوفة \المركز الوثائقي لتراث أهل البيت عليهم السلام  –هولند \عدد خاص عن الإمام الخوئي المرجع الشيعي الأكبر.

25ــ محاضرات في أصول الفقه (تقرير بحث الخوئي)\مطبعة النجف(1382هـ).

 

 

[1] - ظ:مجلة الموسم \اكاديمية الكوفة \المركز الوثائقي لتراث أهل البيت( عليهم السلام ) –هولند \عدد خاص عن الإمام الخوئي المرجع الشيعي الأكبر \253.

[2] - السيد الخوئي (ت1413هـ):معجم رجال الحديث \ الطبعة الخامسة (1413هـ) 23\20.

[3] - ظ:م.ن 23\20 + الشاهرودي: نور الدين :المرجعية الدينية ومراجع الامامية \طهران – إيران (146هـ)\153.

[4] - ظ:الغروي : محمد(معاصر):مع علماء النجف الأشرف/ ط1(1420هـ) الثقلين بيروت ــ لبنان 2/519.

[5] - الشاهرودي : المرجعية الدينية ومراجع الإمامية /154.

[6] - ظ:السيد الخوئي :معجم رجال الحديث \23\22.

[7] - ظ:م.ن 23\22.

[8] - ظ:م.ن 23\22.

[9] - بلغ تلامذة السيد الخوئي أكثر من (ستمائة)تلميذ ظ:مجلة الموسم \277.

[10] - ظ: الشيخ الفياض: محمد اسحاق: محاضرات أصول الفقه(تقرير بحث الخوئي)/ مطبعة النجف(1382).

[11] - في كتابه صراط النجاة.

[12] - ظ: تعليقاته على مناسك الحج للسيد الخوئي.

[13] - ظ: علي الشاهرودي: دراسات في أصول الفقه (تقرير بحث الخوئي).

[14] - ظ: السيد الخوئي: مصباح الأصول (تقرير بحث الخوئي) للسيد علاء الدين بحر العلوم.

[15] - تطرق السيد الخوئي لذكرها في معجمه, ظ: المعجم 23/24+ الغروي: مع علماء النجف الأشرف 2/519, وغيره.

[16] - يشتمل على مباحث أصولية معمقةفيها عصارة الفكر الأصولي للسيد الخوئي والشيخ النائيمني,ويعد أول أثر للسيد الخوئي. ظ: الحسيني اللوساتي: حسن(ت1400هـ): نور الأفهام في علم الكلام /تحقيق ابراهيم اللوساتي/ مؤسسة النشر الاسلامية /ط1(1425هـ)1/35.

[17] - يتضمن آراء السيد الخوئي وفتاواه وتعليقاته على كتاب العروة الوثقى للسيد اليزدي.

[18] - ظ: محمد حسين الصغير: فقه الحضارة /43.

[19] - ظ: الفراهيدي: كتاب العين 1/364.

[20] - ظ: مجلة الموسم/ 140.

[21] - ظ: مجلة الموسم /140.

[22] - ظ: الشيخ الاصفهاني) ت1361هـ): حاشية المكاسب/ تحقيق عباس محمد السباع /ط11418هـ)/ مطبعة العلمية/ المقدمة ص8.

[23] - ظ:م.ن \176.

[24] - الشاهرودي:المرجعية الدينية ومراجع الامامية \15

[25] - السبحاني(معاصر): كليات في علم الرجال/ط3(1414هـ)/ مؤسسة النشر الإسلامي/146.

[26] - ظ: الصغير: جلال الدين(معاصر):من عنده علم الكتاب/ ط1(1419هـ)/ دار الأعراف للدراسات /114.

[27] - معجم رجال الحديث 1/86.

[28] - ظ: ابن حبان(ت354هـ):صحيح ابن حبان/ تحقيق شعيب الأرنؤوط/ ط2(1414هـ)/مؤسسة الرسالة /المقدمة ص23.

[29] - ظ: الجواهري: محمد(معاصر): المفيد منمعجم رجال الحديث/ط2(1424هـ)/ مكتبة المحلاتي قم ــ ايران.

[30] - ظ: مجلة الموسم /177.

[31] - السيد الخوئي: البيان في تفسير القرآن/ 12.

[32] - م.ن /177.

[33] - الكليني: محمد بن يعقوب(ت329هـ): الكافي/ تحقيق علي أكبر غفاري/ط4/ دار الكتب الاسلامية ــ طهران 2/63.

[34] - ظ: معجم رجال الحديث 23/24+ البيان في تفسير القرآن/ هامش58, إذ أشار السيد لهذا الكتاب في هذين المصدرين.

[35] - ظ: مجلة الموسم/ 107ــ 166.

[36] - ظ: مجلة الموسم/ 108.

[37] - ظ:م.ن / 176,نقلا عن ولده السيد عبد المجيد الخوئي.

[38] - ظ: م.ن /288,نقلا عن آية الله الشيخ باقر الأيرواني.

[39] - الشاهرودي: المرجعية الدينية ومراجع الإمامية/154.

[40] - ظ: بحر العلوم(ت1212هــ): الفوائد الرجالية/ تحقيق محمد صادق بحر العلوم, حسين بحر العلوم/ ط1/مكتبة الصادق ــ طهران 1/41.

[41] - ظ: مجلة الموسم /101.

[42] - ظ: م.ن /176.

[43] - ظ: الشاهرودي: المرجعية الدينية ومراجع الامامية /154.

[44] - ظ: الشاكري: ربع قرن مع العلامة الأميني/ 304.

[45] - ظ: الحكيم: عبد الصاحب: منتقى الأصول (تقرير بحث الروحاني)/ط2(1416هـ)/ مطبعة الهادي/ المقدمة 16.

[46] - بحر العلوم :محمد صادق محمد باقر: الامام السيستاني شيخ المرجعية المعاصرة/ النجف الاشرف/44.