مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 23
معايير الجودة
الجامعات منتجع لتربية وبناء القادة والزعماء الذين يقودون المجتمعات الى التقدم والرقي.
وأيُّ هدفٍ غير هذا الهدف يصبح عبثاً ولا يحقق الهدف المنشود من اقامة الجامعات.
وبكل صراحة ؛إذا لم تتمكن الجامعة من تحقيق بناء الإنسان الكُفأ القادر على قيادة المجتمع كلٌ في اختصاصهِ، فسيان وجود هذه الجامعة من عدمها. وهذا ما نشاهده في الجامعات العالمية الرصينة ذات التاريخ العريق والخبرة المديدة كجامعة هارفرد التي خرّجت الكثير من قادة العالم الذين يتبوؤن اليوم مواقع مهمة في بلدانهم.
وعلى هذا الاساس وُضعت معايير جودة الجامعات وليس على شيٍ آخر. فالجامعة الأقدر على بناء الانسان وتربية القادة هي مالكة الجودة في التعليم والتي تحظى بجودة الاساتذة والمناهج والابحاث ووسائل تطبيق التقنيات العالمية من أجل تعليم هادف.
فالجامعات التي تخرّج المبدعين والأكفاء والمخلصين لعلمهم ولشرف العلم الذي نالوه خلال فترة دراستهم هي الجامعات الرصينة التي تمتلك ناصية العلم بمراتب عالية من الجودة لكن ومع الاسف أضمحل هذا الهدف في بعض جامعات الشرق (العالم الثالث) حيث تحولت الى أماكن للهو وأصطياد وسائل الراحة والمتعة، وحيث يقضي الطالب وطراً من حياته في هذه الجامعات ولا ينال في نهاية المطاف إلاّ لوحة جدارية لاقيمة لها سوى قيمة الورق. فقد ابتعدت هذه الجامعات عن معايير الجودة الحقيقية التي نحكم على الجامعة أنها أدت ما عليها مِن مسؤوليات أم لا.
وأخذت هذه الجامعات تستعيض عن تلك المعايير الحقيقية بالمظاهر الشكلية التي لاتسمن ولا تغني من جوع.
فبعض هذهِ الجامعات حصدت ارقاماً عالية في مجال الجودة الظاهرية بما تمتلكه من امكانات مادية ومظهرية كالمباني والحدائق خادعة اللجان التفتيشية التي ترى الأمور بعينيها وليس بفكرها. وكان الأولى أن تُقاس الجامعات على اساس مقدار ما قدمته من خدمات للمجتمع وحجم ما أولدته من مُبدعين وقادة اداريين وفنيين. فكان لابد من تصحيح هذهِ النظرة حتى نتمكن مِن بناء مجتمع معرفي من خلال جامعات تسعى لبناء الانسان بصورة موازية مع بناء القاعات الدراسية.