المادة: البلاغة
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 028.doc

وحدة الصيغ ومستوياتها

النصوص الأدبية التي تعتمد وحدة الصيغ (الغائب) أو (المخاطب) أو (المتكلّم) تنشطر إلى ثلاثة مستويات:

1- أن يتمحّض النص لصيغة واحدة (كما لحظنا بالنسبة إلى سورة (والعاديات) أو (تبّت) ونحوهما بالنسبة إلى ضمير الغائب).

2- أن يتمحّض النص للضمير الواحد ولكن يتصدّره أو يتخلّله أو يختمه ضمير آخر يجيء بمثابة التعليق العابر، مثل سورة التوحيد البادئة بعبارة (قل) حيث استهلّت بضمير الخاطب، ولكنّها تحدّثت في موضوعاتها بلغة الغائب (هو الله أحد...) إلى آخره.

3- أن يتمحّض النص للضمير الواحد، إلاّ أن بدايته أو نهايته أو كليهما يكتب بضمير آخر أو بأكثر دون أن يؤثر ذلك على الهيكل اللغوي القائم للنص، وهذا مثل سورة الجن التي تحدّثت بلغة المتكلّم (إنّا سمعنا... وإنّا ظننّا... وإنّا لمسنا السماء... وإنّا نقعد فيها... وإنّا لا ندري... وإنّا منّا الصالحون... إلى آخره).

فالقارئ يتحسّس أنّه أمام قصّة تعتمد (الحوار الداخلي) أو السيرة الذاتي التي تتحدّث بضمير المتكلّم، وإن كانت بداية السورة أو وسطها أو نهايتها تتضمّن تعليقات مكتوبة بضمائر الغائب المخاطب.

والمسوّغ الفنّي لأمثلة هذا النمط من الضمائر الموحّدة التي تتخلّلها ضمائر أخرى، هو: أن السياق لطبيعته يتطلّب مثل هذا التخلّل، ففي سورة الجن مثلاً تجد أن الله تعالى يأمر محمداً (صلى الله عليه وآله) بأن ينقل إلى الناس إيمان الجن (فيما يتطلّب ضمير المخاطب) (قل)، ويتطلّب ضمير الغائب في الوقت نفسه، لأنه يستهدف أن ينقل وقائع سلوكهم (اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا...).

وهذا كلّه فيما يرتبط بوحدة الضمائر أو الصيغ، أي في حالة كون النص يتمحّض لضمير واحد هو: الغائب أو المتكلّم أو المخاطب. وهو أمر تقلّ نسبته بالقياس إلى النص الذي تتنوّع ضمائره وصيغه، حيث نجد أن الانتقال من صيغة إلى أخرى تحشد بها النصوص بنحو ملحوظ، وهو أمر يمكن شطره إلى قسمين، أحدهما: تتنوّع صيغه عبر موضوع واحد، والآخر: تتنوّع صيغه عبر موضوعات متعدّدة.

كما أن تنويع الصيغ، يرتبط حيناً بصاحب النص الذي ينقل تجربته أو وجهة نظره إلى الآخرين، ويرتبط حيناً بالموضوعات التي يطرحها النص وفي ضوء هذه الحقائق، نتحدّث عن تنوّع الصيغ في جملة حقول.

منها: 

تنوّع الضمائر أو الصيغ

الملاحظ أن النصوص الأدبية قلّما تتمحّض لضمير واحد، إلاّ في السياقات التي أشرنا إليها. ولذلك، فإن الغالب هو أن يتضمّن النص الأدبي ضميرين أو ثلاثة حسب متطلّبات السياق أيضاً...

والمسوّغ الفنّي لتنوّع الضمائر، هو:

1- أن طبيعة الموضوعات تتطلّب تنوّعاً في الضمائر، فنحن عندما نعرض شيئاً: نكتبه بالضمير الغائب، ولكنّنا قد نعلّق عليه فنتحدّث بضمير المتكلّم وقد ننقل تصوّرات الآخرين عنه، فنكتب ذلك بلغة الحوار الصادرة عنهم فيما تتطلّب ضمير (المخاطب) وهكذا...

2- إن وحدة الضمير من الممكن أن تبعث الملل والرتابة عند المتلقّي، ولذلك فإن تنوّعه يبحث حيويّة وإثارة لديه كما هو واضح.

وفي ضوء هاتين الحقيقتين، يحسن بنا أن نعرض لمستويات (التنوّع) وما يواكبها من النكات البلاغية التي ينطوي عليه تنوّع الضمائر... وهذا ما يقتادنا إلى طرح الظاهرة المذكورة ضمن مستويين، يتّصل أحدهما بالعلاقة بين صاحب النص وموضوعات النص، والآخر يتصل بالموضوعات ذاتها.

ونبدأ بالحديث أوّلاً عن:

1- التنوع وعلاقته بصاحب النص:

إن صاحب النص قد يكون طرفاً في الموضوع الذي يطرحه، وقد لا يكون طرفاً، بل يكون (ناقلاً) للموضوعات، وفي الحالة الأولى (أي: كونه طرفاً في الموضوع) فإنّ تنوّع الصيغ يأخذ مستويين:

1- أن يكون الموضوع واحداً، مثل قوله تعالى: (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) حيث جاء الضمير الأوّل (أنشأناه) بضمير المتكلّم (الله تعالى) جاء الآخر (فتبارك الله) بصيغة الغائب.

2- أن يكون الموضوع متعدّداً، مثل قوله تعالى:

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ... فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) حيث جاء الضمير الأوّل (إنّا) بصيغة المتكلّم، وحيث جاء الآخر (ربّهم) بصيغة الغائب وحيث كان الموضوع الأوّل هو نزول القرآن منه تعالى، وحيث كان الموضوع الآخر هو (الإذن) منه تعالى...

والمسوّغ الفني لتنوّع الضمير سواء أكان ذلك في الموضوع الواحد أو المتنوّع هو: أن ضمير (المتكلّم) يكشف عن عنصر خاص هو (تأكيد) قدرة الله تعالى أو تأكيد عطائه تعالى، في النموذج الأوّل إشارة إلى خلق الله تعالى، وفي النموذج الثاني إشارة إلى عطاء الله تعالى: (نزول القرآن)...

وأما التعقيب على خلقه تعالى بأنه أحسن الخالقين والتعقيب على أن تنزل الملائكة والروح بإذنه تعالى فيترتّبان على الأصل (القدرة والعطاء).

 خصائصه:

إن الخصائص التي تطبع هذا النمط من تنوّع الصيغ، أنّ صاحب النص عندما يتمثّل في (الله تعالى) عندئذ فإن صيغ التعبير تنحصر في صياغتين هما (المتكلّم) و(الغيبة) ولا يتحقّق في ضمير المخاطب، لأن الله تعالى لا يجعل ذاته المقدّسة موضع خطاب.

ولكن إذا كان صاحب النص غير الله تعالى، حينئذ فإن الصيغ الثلاث تأخذ طريقها إلى الانتقال من واحد لآخر.

2- التنوّع وعلاقته بالموضوع:

يأخذ التنوّع في الموضوع مستويين من الطرح أيضاً، هما:

1- أن يكون الموضوع واحداً: الغالب عند توحّد الموضوع، أن يكون الانتقال من ضمير إلى آخر منحصراً في ضميرين، مثل قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ... إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) حيث انتقل الضمير من (الخطاب) إلى (التكلّم). وفي هذا الميدان لا ينحصر الضميران في (المتكلّم والغائب) ـ كما هو خصّيصة الضميرين المرتبطين بالله تعالى: بل يتم وفق الضمائر الثلاثة، سواءً أكان الانتقال:

من المتكلم إلى المخاطب.

أو من المتكلم إلى الغائب.

أو من المخاطب إلى المتكلم.

أو من المخاطب إلى الغائب.

وفي الحالات التي يستدعيها سياق خاص يتم الانتقال في أحد الضمائر إلى الآخرين أيضاً، أي: التنقّل بين الضمائر الثلاثة، مثل قوله بالنسبة إلى القوم: (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * قالَ يا قَوْمِ) حيث جاء الضمير الأول (غائباً) والثاني (مخاطباً) والثالث (متكلّماً).

2- أن يكون الموضوع متنوّعاً: في حالة تنوّع الموضوعات، يأخذ التنوّع بين الصيغ الثلاث مجالاً كبيراً بطبيعة الحال، نظراً لتنوّع المواقف والأحداث والشخصيّات والأشياء، واقترانها بحالات لا تحصى، بغضّ النظر عن عود الضمائر إلى أحد هذه العناصر أو بعضها أو جميعها، فمثلاً نجد في سورة البلد، أن مقطعها الأوّل الخاص بالقسم قد تخصّصت كل آية من آياته الثلاث بضمير: الأوّل (متكلّم ـ أقسم) الثاني (مخاطب ـ وأنت) الثالث (غائب) إلخ... وبدأ المقطع الثاني بضمير المتكلّم (لقد خلقنا) وتبعه ضمير الغائب (أيحسب) ثم المتكلّم (أهلكت) ثم الغائب (أيحسب) وبدأ الثالث بضمير المتكلّم (ألم نجعل) فالمتكلّم من جديد (وهديناه) بعد أن كان الموضوع المتح ـ في غالبائباً ـ هو الإنسان). أما المقطع الرابع إلى آخر السورة، فقد تمحّض لضمير الغائب...

فالملاحظ أن ضمير المتكلّم قد انحصر في الله تعالى: (أقسم، خلقنا، نجعل، هديناه) عدا الفقرة الحوارية للإنسان (يقول: أهلكت) والمسوّغ لهذا الأخيرة (مع أن كل ما يتعلّق بالإنسان صيغ بضمير الغائب) إن المتحاور هو الإنسان نفسه فلابد أن يصاغ بضمير المتكلّم... إلاّ أن السؤال هو: عن انتقال الضمائر من واحد إلى آخر... فالأول هو الله تعالى حيث صيغ بضمير المتكلّم تحسيساً بأهميّة القسم، والثاني هو رسوله (صلى الله عليه وآله) صيغ بضمير المخاطب لأنّه المخاطب في أغلبية النصوص، والثالث هو الحرم وقد صيغ بضمير الغائب بصفته موضوعاً يتحدّث عنه. ثم جاء الموضوع الجديد عن الإنسان، فصيغ بضمير الغائب لأنّه الموضوع المتحدّث عنه: مع استهلاله بضمير الله تعالى: (المتكلّم) اتّساقاً مع المقطع الأول... والمقطع الثالث تحدّث عن الإنسان أيضاً، فصيغ بضمير الغائب؛ اتّساقاً مع سابقه (خلا فقرة الحوار التي أوضحنا مسوّغها)...

والسؤال هو: ما هو مسوّغ الحوار أساساً؟

ونجيب: المسوّغ هو لفت النظر إلى عنصر (المال) (أهلكت مالاً لبداً) تحسيساً بأهميّة ما يترتّب عليه من الطاعات أو المعاصي. ثم نواجه المقطع الثالث مطبوعاً بنفس السمتين السابقتين: المتكلّم هو الله تعالى اتساقاً مع الضميرين السابقين (أقسم، خلقنا) والمتحدّث عنه: الإنسان (ضمير الغائب) اتساقاً مع الضمائر السابقة التي صيغت بالغائب... إذن: جاء تنوّع الضمائر متساوقاً مع طبيعة الموضوعات المتنوّعة بالنحو الذي أوضحناه.

العنصر الإيقاعي

1- أهميته

يعد العنصر الإيقاعي واحداً من أبرز العناصر التي تمنح العبارة صفتها الفنيّة، حتى يمكن القول بأن الإيقاع قد يشكّل العنصر (الوحيد) في إكساب النص صفته المذكورة، وذلك لبداهة أن ما يميّز الفن عن غيره هو أن الفن أو الأدب هو التعبير الجميل عن الحقائق، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الإيقاع هو أشد الأشكال الجماليّة فاعليّةً في النفوس، ولذلك فإنّ أي تعبير عن الحقائق إذا تضمّن عنصراً إيقاعيّاً، حينئذ يكتسب صفة الفن دون أدنى شك، بل يمكن القول بأن النص الأدبي إذا توفّرت فيه عناصر صوريّة وغيرها من عناصر الفن، ولم يقترن بالإيقاع الجميل، عندئذ يبقى النص ثقيلاً جافّاً، طالما يظلّ الإيقاع هو العنصر المسيطر على الأشكال الأدبيّة. طبيعيّاً، أن الإيقاع وحده لا يكسب النص طابعاً كماليّاً ما لم يقترن بأدوات جماليّة كالصور أو العناصر اللّفظية المختلفة التي لحظناها في الفصول السابقة، حيث أن الاقتصار عليه (كما هو طابع المنظمات العلميّة) يفقد الفن صفته التخيّلية والعاطفية اللتين لابد من توفّرهما فيه، ويتحوّل إلى كلام جاف لا روح فيه... ولكن مع ذلك يظلّ مثل هذا التعبير العلمي أو المنظوم حافلاً بعنصر الفن، ما دام (الإيقاع) في حد ذاته منطوياً على فاعليّة خاصّة هي إثارة المتلقّي من خلال التنظيم الصوتي للعبارات.

مسوّغاته:

إن المسوّغ الفنّي للإيقاع، يتمثّل في الحقيقة الذاهبة إلى أن الإيقاع هو جزء لا ينفصل عن كيان الشخص، حيث أنّ تنفّسه ومشيه وحركته تقترن بما هو (منتظم) من الأفعال، كما أن الكون ذاته بما يحمله من الأشكال (المنتظمة) يعزّز لدى الشخص ميوله إلى ما هو (منتظم) من الأشياء... ولا شك أن (الانتظام) الصوتي والتعبير الحيّ الذي يعكس ما هو (المنتظم) من الأفعال في حركة الإنسان والكون، ومن ثم حينما يقترن ما هو منتظم من الأفعال بما هو منتظم من الأصوات، عندئذ تتضخّم فاعليّة العنصر الإيقاعي، ويكتسب الأهميّة التي أشرنا إليها... من هنا نجد أن النصوص الشرعيّة ـ قرآناً وسنة ـ تكسب هذا العنصر عناية كبيرة لا تكسبها لغيره من عناصر الفن، حتى إنّنا لنجد أن القرآن الكريم لا تكاد تخلو سورة منه من نظام إيقاع خاص، سواء أكان ذلك متصلاً بالفواصل التي تختتم بها الآيات الكريمة، أو التجانس الذي نلحظه في أصوات عباراته، أو التوازن الذي نجده بينها... كذلك نلحظ هذا الجانب في الخطب والأحاديث والأدعية وسواها...

وأيّاً كان الأمر، فإنّ ما نستهدف لفت النظر إليه هو: أن الإيقاع يعدّ أشدّ العناصر فاعليّةً في الفن، كل ما في الأمر أن هذا العنصر من الممكن أن يساء استخدامه إذا تجاوز ما هو الطبيعي منه مثل سائر الحاجات الكماليّة أو الضرورية التي إذا تجوّزت نسبة استخدامها تتحوّل إلى عنصر سلبي كما لو يتناول من الطعام ما هو فاسد أو ما هو كثير زائد عن الحاجة... لذلك نجد أن المشرّع الإسلامي (يحرّم) أو (يكره) بعض الأشكال الإيقاعيّة كالغناء مثلاً، والشعر ـ في بعض نماذجه أو حتى مطلقاً ـ في حالة تحوّله إلى مجرّد أصوات تخرج الشخص من حالته الاعتيادية... ويندب إلى أصوات منتظمة ذات رصانة مثل الترتيل والحدر ونحوهما من الأصوات التي طالبت النصوص الشرعية بممارستها عند قراءة القرآن أو الأذان أو الإقامة في الصلاة... كل ذلك، مراعاةً من جانب للحس الإيقاعي عند الإنسان ومنعه من استغلال هذه الحاجة الجماليّة وتحوّلها إلى ما هو زائد على الحاجة الطبيعية، من جانب آخر.

وهذا فيما يتّصل بمسوّغات الإيقاع...

وأمّا تحديده فندرجه ضمن عنوان:

تعريفه:

ويقصد بالإيقاع مجموعة من الأصوات أي الحروف التي (تنتظم) في (وحدات) خاصّة ذات نسق متجانس فيما بينها، بحيث يتحقّق هذا النسق من خلال التكرار لتلكم الأصوات، سواء أكانت هذه الأصوات حرفاً واحداً متكرّراً أو وحدة صوتيّة ذات (نبر) أو (مقطع) يتألّف من صوتين مثلاً، أو وحدة صوتية تتألّف من مجموعة مقاطع تكوّن عبارة منتظمة، أو وحدات صوتية من العبارات المتوازنة فيما بينها... وستتّضح هذه المستويات من التنظيم الصوتي حينما نعرض لها ضمن عنوان:

مستوياته:

1- من حيث البنية:

يخضع التنظيم الصوتي من حيث البنية العامّة للصوت لعنصرين أساسيّين هما:

1- الصوت: ويقصد به نفس الحرف مثل حرف النون في قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ) فالـ(نون) وهي الحرف الأخير من عبارات (الزيتون) و(التين) و(سينين) تجسّد (صوتاً).

2- المدى: ويقصد به حركة الحرف من حيث امتدادها وتفخيمها أو قصرها، مثل حرف (الياء) وهو الحرف الذي يسبق النون ـ في عبارة (سينين) و(الواو) ـ وهي الحرف الذي يسبق النون ـ في عبارة (الزيتون) حيث شملهما نسق صوتي واحد هو (المدّ) لهما، فبالرغم من أن أحد الصوتين هو (الياء) والآخر هو (الواو) وأحدهما غير الآخر، ولكنّ كليهما يخضعان لنظام صوتي مشترك هو (مدّهما) بحيث إذا ما اتّصلا بحرف النون (الحرف الأخير من العبارتين) يشكّلان صوتاً متجانساً متكوّناً من حرفي (الواو والنون) وحرفي (الياء والنون).

2- من حيث الصياغة:

يخضع التنظيم الصوتي من حيث صياغة الأصوات في نظام خاص، إلى مستويين أساسيين هما (التجانس) و(التوازن).

1- التجانس: ويقصد به تجانس الصوتين فصاعداً، مثل صوت (الدال) في العبارات الآتية (البلد، ولد، كبد) في سورة البلد.

وهو على نمطين:

1- أن (تتوحّد) الأصوات أي أن تكون خاضعة لحرف واحد كحرف (الدال) في النموذج المتقدّم.

2- أن (تتماثل) الأصوات بالنسبة إلى مخارجها في جهاز الفم، مثل أصوات الزاي والسين والصاد، في قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ...).

حيث أن الزاي في (زيّنا)، والسين في (السماء)، والصاد في (بمصابيح)، تتماثل في مخارجها (بالنسبة إلى الجهاز الصوتي للفم) بالرغم من كونها غير متوحّدة الحرف، ولكنّها من حيث الإيقاع تحقّق نفس الانتظام الصوتي الذي تحقّقه الأصوات المتوحّدة.