أستاذ المادة: عبدالهادي الفضلي
المادة: المنطق
الملف: Microsoft Office document icon 005.doc

الدلالة الوضعية اللفظية

 

  •  تعريفها :

 مما تقدم نستطيع أن نعرف هذه الدلالة بأنها : العلاقة القائمة بين اللفظ ومعناه بسبب وضع اللفظ للمعنى ، بحيث متى علم بهذا الوضع ينتقل الذهن من سماع اللفظ أو قراءته إلى المعنى الموضوع له .

  •  أقسامها :

 تنقسم الدلالة الوضعية اللفظية اللفظية إلى ثلاثة أقسام هي :
المطابقية والتضمنية والإلتزامية .

 1- الدلالة المطابقية : وهي دلالة اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له .  ويأتي هذا فيما إذا كان المعنى مؤلفاً من أجزاء وأريد به مجموع الأجزاء كاملة .  فمثلاً : الصف الدراسي يتألف عادة من غرفة وسبورة وكراسي وطلاب ، فإذا أطلق متكلم ما كلمة (صف) وأراد به مجموع هذه الأشياء التي يتألف منها الصف وفهم السامع منه ذلك كانت الدلالة مطابقية لأن اللفظ فيها طابق المعنى أي استوعبه واستوفاه .

 2- الدلالة التضمنية : وهي دلالة اللفظ على جزء المعنى الموضوع له . ويأتي هذا أيضاً فيها إذا كان المعنى مؤلفاً من أجزاء وأريد منه عند إطلاق لفظه بعض أجزائه فقط  كلفظ (الصف) إذا أريد به الطلاب فقط , فمثلاً : لو قال مدير المدرسة : (على الصف الأول أن يطلبوا من أولياء أمورهم الحضور في المدرسة غداً) فإن مقصوده من (الصف) هنا (الطلاب) الذين هم جزء الصف وليس الصف كله ، وفهمنا هذا من قرينة السياق . وسميت هذه الدلالة بالتضمنية لأن المعنى متضمن للجزء المطلوب .

3- الدلالة الإلتزامية : وهي دلالة اللفظ على معنى ملازم للمعنى الموضوع له . ويأتي هذا - غالباً - في الاستعمالات المجازية ، نحو دلالة لفظ (حاتم) عند العرب - على الكرم .

 فمثلاً : حينما يقال : (خالد حاتم) لا يراد بكلمة (حاتم) هنا (حاتم الطائي) وإنما يراد وصف خالد بالكرم الملازم لحاتم الطائي . فكلمة (حاتم) هنا استعملت في المعنى الملازم (وهو الكرم) للمعنى الذي وضع له اللفظ ( وهو حاتم الطائي) .

 ويشترط في استعمال الألفاظ للدلالة الإلتزامية : أن يكون السامع أو القارىء عالماً بالملازمة بين المعنى الذي وضع له اللفظ وبين المعنى الملازم له الذي استعمل فيه اللفظ .

 

  •  فائدة البحث :

 قلت إن الذي يهم المنطقي بحثه من الدلالة هو الدلالة الوضعية اللفظية ، وغايته من ذلك ، أو الفائدة التي يرمي إليها المناطقة من بحث الدلالة الوضعية اللفظية بأقسامها الثلاثة هي معرفة كيف نستفيد نوع الدلالة من اللفظ على معناه عندما نراه مستعملاً - أو إذا أردنا أن نستعمله - في جملة وكلام له علاقة بالتعريف أو الاستدلال أو غيرهما ، هل هي بالمطابقة أو التضمن أو الإلتزام ، فنقول : إن القاعدة هي :

 1- إذا كان اللفظ مقروناً بقرينة تدل على نوع الدلالة مطابقة أو تضمناً أو إلتزاماً يحمل اللفظ على المعنى الذي تدل عليه القرينة .

 2- واذا كان اللفظ مجرداً عن القرينة يحمل على المعنى المطابقي لأنه الأصل بمعنى أن الأصل في اللفظ أن يوضع للمعنى المطابقي .

 3- إذا أريد من اللفظ المعنى التضمني لا بد للمتكلم من اعتماد القرينة
لذلك .

4- وكذلك إذا أراد المتكلم من اللفظ المعنى الإلتزامي لا بد له من الاعتماد على القرينة لذلك .

5- وفي حالة الشك فيما هو المعنى المقصود للمتكلم ، إمّا لعدم نصبه قرينة على مقصوده أو لغموض القرينة التي اعتمدها ، يرجع إلى الأصل ، وهو
(أعني الأصل) يقرر حمل اللفظ على المعنى المطابقي .