أستاذ المادة: عبدالهادي الفضلي
المادة: المنطق
الملف: Microsoft Office document icon 010.doc

النسب الأربع

 

ويراد بها النسبة بين الكليين في مجال انطباق كل واحد منهما على مصاديق الاخر .

مثلاً : النسبة بين الطائر والحيوان : هي أن الحيوان ينطبق على كل مصاديق الطائر والطائر ينطبق على بعض مصاديق الحيوان (وهي مصاديق الطائر نفسه) .

 والنسب بين الكليين أربع هي :

1- التساوي : وتقع هذه النسبة بين الكليين اللذين ينطبق كل واحد منهما على جميع مصاديق الآخر . مثل : الإنسان والناطق . فإن مفهوم الإنسان ينطبق على كل مصاديق الناطق . . . وكذلك مفهوم الناطق ينطبق على كل مصاديق الإنسان فيقال : (كل انسان ناطق). و (كل ناطق انسان) .

2 - التباين : وتقع هذه النسبة بين الكليين اللذين لا ينطبق كل واحد منهما على شيء من مصاديق الآخر . مثل : الحيوان والجماد . فإن مفهوم الحيوان لا ينطبق على شيء من مصاديق الجماد وكذلك مفهوم الجماد لا ينطبق على شيء من مصاديق الحيوان . . . فيقال :

 (لا شيء من الحيوان بجماد). و (لا شيء من الجماد بحيوان) .

3- العموم والخصوص مطلقاً : وتقع هذه  النسبة بين الكليين اللذين ينطبق أحدهما على جميع مصاديق الآخر ، وينطبق الآخرعلى بعض مصاديقه . مثل : الحيوان والطائر . فإن مفهوم الحيوان ينطبق على كل مصاديق الطائر . ومفهوم الطائر لا ينطبق على بعض مصاديق الحيوان (وهي مصاديق الطائر نفسه) فيقال : (كل طائر حيوان) . و (بعض الحيوان
طائر ) .

4- العموم والخصوص من وجه : (رأي من جانب) وتقع هذه النسبة بين الكليين اللذين ينطبق كل واحد منهما على بعض مصاديق الآخر . . . ويفترق كل منهما في الإنطباق على مصاديق أخرى . مثل الحيوان والأبيض .

 فإن مفهوم الحيوان ينطبق على بعض مصاديق الأبيض (وهي الحيوانات البيضاء) .

 ويفترق عن مفهوم الأبيض في انطباقه على الحيوانات غير البيضاء .  ومفهوم الأبيض ينطبق على بعض مصاديق الحيوان (وهي الحيوانات البيضاء) .

 ويفترق عن مفهوم الحيوان في انطباقه على الأشياء البيضاء غير
 الحيوان . فنقطة الإلتقاء بين مفهومي الأبيض والحيوان هي : الحيوانات البيضاء . ونقطة افتراق الحيوان عن الأبيض هي : في الحيوانات غير البيضاء ونقطة افتراق الأبيض عن الحيوان هي : في الأشياء البيضاء
غير الحيوان فيقال :

(بعض الحيوان أبيض) . و (بعض الحيوان ليس بأبيض). 

 و (بعض الأبيض حيوان) . و (بعض الأبيض ليس بحيوان) .

  • فائدة البحث :

 نفيد من نتائج هذا البحث في استخدامها في التعريفات العلمية . فالكلي الأخص لا يصلح لأن يكون معرفاً للأعم . وكذلك الكلي المباين لا يصح أن يعرف به المباين الآخر ، وهكذا ، كما ستعرفه بوضوح عند عرضنا لشرائط التعريف .

 الحمل  

  • تعريفه :

الحمل هو نسبة شيء إلى آخر . وسمي حملاً لأنه يقع بين الموضوع ( المسند إليه) والمحمول (المسند) ويتم بحمل المحمول على الموضوع ، أي بنسبته واسناده إليه . فالحمل هو ما يعرف في علم النحو بـ (الإسناد) .

  •  شرطه :

 واشترط المناطقه لكي يقع الحمل صحيحاً الشرطين التاليين :

1- الإتحاد بين الموضوع والمحمول من جهة .

2- والتغاير بينهما من جهة أخرى . ومن هنا قالوا لايصح الحمل بين المتباينين إذ لا اتحاد بينهما . ولا يصح حمل الشيء على نفسه ، إذ الشيء لا يغاير نفسه .

  • تقسيمه 1 :

 يقسم الحمل إلى قسمين هما : الذاتي الأولي ، والشائع الصناعي .

1- الحمل الذاتي الأولي : هو ما كان الإتحاد فيه بين الموضوع والمحمول في المفهوم والتغاير في الإعتبار . مثل : (الإنسان حيوان ناطق) فمفهوم الإنسان ومفهوم حيوان ناطق واحد ، فهما متحدان في المفهوم . والتغاير الإعتباري بينهما في أن (الإنسان) بالنسبة إلى (حيوان ناطق) مجمل ، و ( حيوان ناطق) بالنسبة إلى (الإنسان) مفصَّل فالتغاير بينهما في الإجمال والتفصيل . . .  أو قل : إن التغايرالإعتباري بينهما في كون الإنسان معرَّفاً وحيوان ناطق تعريفاً أو معرَّفاً .

2- الحمل الشائع الصناعي : هو ما كان الإتحاد فيه بين الموضوع  والمحمول في المصداق والتغاير في المفهوم . مثل (الإنسان حيوان) فإن مفهوم (الإنسان) غير مفهوم (حيوان) ولكنهما في المصداق واحد أو متحدان ، إذ كل انسان حيوان . وسمي هذا الحمل بالشائع الصناعي لأنه هو الشائع في الإستعمال المتعارف في صناعة العلوم .

  • تقسيمه 2 :

 وينقسم الحمل إلى قسمين آخرين هما : حمل المواطاة وحمل الإشتقاق .

 

1- حمل المواطاة : ويسمى أيضاً حمل (هوهو) بمعنى أن الموضوع هو المحمول ، أي أن ذات الموضوع نفس المحمول ، وإذا شئت فقل : معناه : هذا ذاك . مثل : (الإنسان ضاحك) . ويدخل فيه حمل الكليات الخمسة بعضها على بعض كما في المثال المذكور حيث حمل الخاصة على النوع .

 

2- حمل الإشتقاق : ويسمى حمل (ذوهو)  كحمل (الضحك) على ( الإنسان) فإنه لا يصح أن تقول : (الإنسان ضحك) بل (الإنسان ضاحك) أو (الإنسان ذو ضحك) وسمي حمل اشتقاق ، وحمل ذوهو ، لأن هذا المحمول (وهو الضحك في مثالنا) بدون أن يشتق منه اسم كـ (الضاحك) أو يضاف إليه (ذو) لا يصح حمله على موضوعه ، فيقال للمشتق كالضاحك محمولاً بالموطاة ، وللمشتق منه كالضحك محمولاً بالإشتقاق .

 والمقصود بيان أن المحمول بالإشتقاق كالضحك والمشي والحس لا يدخل في أقسام الكليات الخمسة فلا يصح أن يقال:

 الضحك  خاصة للإنسان ولا اللون خاصة للجسم ولا الحس فصل للحيوان بل الضاحك والملون هو الخاصة ، والحساس هو المفصل . . . وهكذا  وهذه هي فائدة البحث .