mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 14.doc

من هو الإمام؟

والمقصود هو الإمام الذي يأتي على رأس السلطة السياسية، وقد ورد لفظ هذا المنصب في العديد من آيات القرآن الكريم، كما ورد على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

فاللفظ لم يكن غريباً على لسان الإمام علي (عليه السلام) وهو يضع أسس الإمامة في الدولة الاسلامية.

فأولاً يحدد الإمام اصحاب الحق في الإمامة وهم الأئمة من قريش.

إن الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لاتصلح على سواهم هـلا تصلح الولاة من غيرهم.

ويرادف هذا القول مع قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لايزال هذا الأمر في هذا الحي من قريش(1).

ويعلل ابن خلدون اشتراط النسب في الإمام قائلاً:

ولنتكلم الآن في حكمة اشتراط النسب ليتحقق به الصواب من هذه المذاهب فنقول إن الاحكام الشرعية كلها لابدّ لها من مقاصد وحِكم تشتمل عليها وتشرع لأجلها. ونحن إذا بحثنا عن الحكمة في اشتراط النسب القرشي ومقصد الشارع منه لم يقتصر فيه على التبرك بوصلة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما هوفي المشهوروإن كانت تلك الوصلة موجودة والتبرك بها حاصلاً لكن التبرك ليس من المقاصد الشرعية كما علمت، فلابدّ اذن من المصلحة في اشتراط النسب وهي المقصودة من مشروعيتها، وإذا سبرنا وقسمنا لم نجدها الا اعتبار العصبية التي تكون بها الحماية والمطالبة ويرتفع الخلاف والفرقة بوجودها لصاحب المنصب فتسكن اليه الملة وأهلها وينتظم حبل الألفة فيها وذلك ان قريشاً كانوا عُصبة من مضر وأصلهم وأهل الغلب منهم وكان لهم على سائر مضر العزة والكثرة والعصبية والشرف فكان سائر العرب يعترف لهم بذلك ويستكينون لغلبهم فلو جعل الأمر في سواهم لتوقع افتراق الكلمة بمخالفتهم وعدم انقيادهم ولايقدر غيرهم من قبائل مضر أن يردهم عن الخلاف ولايحملهم على الكره فتتفرق الجماعة وتختلف الكلمة (2).

ولكن البعض لم يأخذ بهذا الشرط ويعلل ابن خلدون ذلك الى تفشي الميوعة وحب الدنيا في قريش مما أبعدها عن الزعامة فيقول:

لما ضعف أمر قريش وتلاشت عصبيتهم بما لهم من الترف والنعم وبما أنفقتهم الدولة في سائر أقطار الأرض عجزوا بذلك عن حمل الخلافة وتغلبت عليهم الأعاجم وصار الحل والعقد لهم فاشتبه ذلك على كثيرمن المحققين حتى ذهبوا الى نفي اشتراط القرشية(3).

وماذكره ابن خلدون هو حقيقة ثابتة لامجال لإنكارها، لكن أية طائفة من قريش ابتليت بحالات الترف والنعم.

لو دقق ابن خلدون قليلاً وكان منصفاً مع التأريخ لوجد ان من بين ابناء القبيلة جماعة واحدة لم تخدعها زخارف الدنيا ولم تغيرها الأموال ولا العقار، وهم أهل البيت.. وهم المعنيون بكلام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لما كان الذي كان من اقبال الخلفاء على زخارف الدنيا تاركين الخلافة والأمة ضاربين بالقيم الاسلامية عرض الحائط. ولما تجرأ البعض كالباقلاني الى القول بعدم اشتراط القرشية، إذ لم يكن، من الحكمة اشتراط ذلك وهو يرى بأم عينيه ما آل اليه حال الأمويين والعباسيين.

وبالإضافة الى السبب الذي ذكره ابن خلدون في اشتراط النسب، هناك عامل آخر مهم هو ان بني هاشم وبالذات أهل البيت امتازوا بالعلم والخلق فهم قدوة الناس كما كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهم الأدرى بالإسلام لأنهم الأقرب الى الرسالة وإلى الرسول. فالأمة بحاجة الى قيادة تقتدي بها في السلوك والأخلاق وتأخذ منها معالم دينها..

يقول الإمام.. ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، الا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمرية ومن طعمه بقرصيه(4).

فمن الذي يستطيع أن يكون هكذا: يكتفي من طعامه بقرصين من الخبز ومن الملبس بطمرين من الملابس؟ من غير أهل البيت الذين هم قدوة الناس ومنبع الفضيلة والعلم.

انهم العترة من أهل البيت.. وقد مات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ورحل عن الأمة بعد أن ترك لهم كتاب الله والعترة كما جاء في المستدرك بعدة أسانيد عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحالت فقمن فقال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(5).

فهم الذين قصدهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمة من قريش.

ثانياً إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه(6)

شرطان آخران بعد شرط النسب.. القدرة على القيام بواجبات الإمامه، والثاني العلم بما يريده الله ممن يلي أمر المسلمين. فعندما تجتمع القدرة مع العلم تكتمل المؤهلات.

وأحق الناس بالإمامة الأقدر والأعلم.

بعد ذلك هل يجوز تنصيب المفضول مع وجود الأفضل.

في نظر الإمام وهو نظر الإسلام.. لايجوز ذلك. لان وجود المفضول في الحكم مع وجود الأفضل سيسبب اختلال في الموازين وسينشأ عن ذلك تعطيل للوظائف وانهيار للمقاييس الإجتماعية، بينما في الحالة الأولى تستقيم الأمور وتسير سيرها الطبيعي.

لنواصل القراءة في نهج البلاغة.

فإن شغب شاغب استعتب فإن أبى قُوتل(7).

إذن سيهب المسلمون لنجدة الحاكم العادل صاحب الولاية الصميمية. فلا مجال للمتمردين ولاسبيل لأية مؤامرة طالما كانت الأمة في يقظة تامة.

وثالثاً العدالة شرط أساسي في الإمام، لأنها تعبد الطريق أمام الأحكام الاسلامية الأخرى التي تتوقف أساساً على العدالة.

فالنظام الاسلامي لايمكن اقامته الاً على أرضية العدالة.

وعندما لايكون الإمام عادلاً يصبح من غير الممكن اقامة أي نظام اقتصادي أو اجتماعي.

يقول الإمام:

فاعلم ان أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى، فأقام سنة معلومة، وأمات بدعة مجهولة، وإن السفن لنيرة لها أعلام وإن البدع لظاهرة لها اعلام وإن شر الناس يصونون مصونه ويفجرون عيونه يتواصلون بالولاية يتلاقون بالمحبة.

فعندما تستتب العدالة ستجد حتى الأشرار يخوضون غمار البناء جنباً الى جنب الخيرين لأن العدالة تشيع حالة شاملة من الإيجابية في المجتمع الاسلامي فيغدو كل شيء وهو يعمل للخير، وسترسوا العلاقة الايجابية مع القيادة، وستحل علاقة المحبة بين أفراد المجتمع بدلاً من البغضاء والكراهية، فالإمامة هي مسؤولية كبرى لأن عليها يتوقف بناء الدولة والأمة.

يقول الإمام..

وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، ولايدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولايدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه(8).

الأئمة قوام الله على خلقه أي يقومون بمصالحهم وقيم المنزل هو المدبر له وعرفاؤه على عباده جمع عريف وهو النقيب(9).

رابعاً الإمام لايصانع ولايضارع ولايتبع المطامع..

قال الإمام..

لايقيم أمر الله سبحانه الا من لايصانع ولايضارع ولايتبع المطامع. المصانعة بدل الرشوة.

يضارع من الضراعة وهي الخضوع(10).

فهو لايقبل الرشوة ولايخضع لأحد لأي سبب كان ولايأخذه الطمع.

أما تلك الصفات السلبية التي متى ما أتصف بها أحد كان يجب استبعاده عن الحكم..

يقول الإمام: وقد علمتم أنه لاينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين، البخيل فتكون في أموالهم نهمتة ولا الجاهل فيظلمهم بجهله ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الخائف للدول فيتخذ قوماً دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة.

هذه هي أهم شروط الإمامة في نظر الإمام(عليه السلام).

وكان هو (عليه السلام) أول من جسد تلك الشروط، حيث يقول عن نفسه: والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهداً أو أجر في الأغلال مصفداً أحب الي من أن القى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع الى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها(11).

وهذه شهادة أخرى، والشاهد هو عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول:

دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي ماقيمة هذا النعل فقلت لا قيمة لها، فقال (عليه السلام) والله لهي أحب الي من امرتكم الا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلا(12).

وأهم صفات القائد هو الإعتماد على الله والتسليم لقضائه.. ومن هذه الصفة تنشأ الفضائل كلها.. الإستقامة في السياسة. الإخلاص للأمة، العدل في المعاملة. يقول الامام في ذلك: فان العامل بطاعة الله والحاكم بحكم الله لا وحشة عليه(13).

 

السلطات الثلاث

وهي السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية.

فالسلطة التشريعية يمثلها الامام فهو مرجع الأمة في مسائل الحلال والحرام وفي جميع الاحكام الشرعية.

والسلطة التنفيذية ممثلة بالولاة والوزراء والكتاب وجباة الخراج.

والسلطة القضائية تتجسد في الفضاة المنتشرين في البلاد الاسلامية المختلفة.

 

السلطة التشريعية:

قواعد الحكم والإدارة

يضع الإمام أميرالمؤمنين بين يدي واليه على مصر مالك الأشتر خلاصة تجارب الحكم الاسلامي خلال أربعين عاماً ويمزج معها عصارة تجارب الحكومات السابقة واللاحقة ويحشر جميع تلك التجارب في نسق منتظم وعلى صورة قطعة أدبية هي من أروع ما أنتجه الفكر البشري من فنون الحكم والإدارة.

فهو لايضع بين يدي واليه نظرية يمكن أن تصيب أوتخطىء بل ينصب أمامه قواعد في الحكم هي أقرب ما تكون بفن الحكم منها بنظرية الحكم، وقد حاول بعض شراح النهج أن يشبهوا عهده (عليه السلام) لمالك الأشتر برسائل بعض الزعماء والحكام الى ابنائهم يضعون فيها عصارة تجاربهم وخبراتهم، الا إن رسالة علي (عليه السلام) تختلف عن جميع ماكتب ودون في فن الحكم، إنها تأخذ بنظر الإعتبار كل الأطراف والجهات التي تتداخل في هذه القضية.

فهي توازن في كل قاعدة من قواعد الحكم بين مصالح الأمة ومصالح الدولة وتأخذ بنظر الاعتبار حق الوالي وحق الرعية وترسم كل تلك القواعد بأفق الماضي والحا ضر والمستقبل.

وتطرح جميع تلك الأفكار والقواعد من زاوية قرآنية منسجمه تماماً ومتطلبات الواقع. فكل كلمة قالها الإمام في هذا المضمار خرص أن تأتي منسجمة مع القرآن ومع روح الرسالة الاسلامية.

فكلمات علي (عليه السلام) هي صدى للقرآن. والقواعد التي نسجها في ذلك العقد الجميل هي خمسون قاعدة وهي كالتالي:

* القاعدة (1)

يجب على الحاكم أن يتعرف على طبيعة الأرض والمجتمع الذي يريد أن يحكمه، وذلك عبر اطلالة دقيقة على تأريخ تلك الأرض وماضي ذلك المجتمع.

(ثم اعلم يامالك اني وجهتك الى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور)

* القاعدة (2)

يجب أن يضع الحاكم نفسه موضع الرعية وكيف كان يتصرف وماذا كان يتوقع من الحاكم فيتخذ نفس الموقف من شعبه.

(وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ماكنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك.

ويقولون فيك ماكنت تقول فيهم).

* القاعدة (3)

الرحمة والمحبة والتعاطف المتبادل هي جسور متينة بين الحاكم ورعيته. (وأشعرقلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم ولاتكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم)

*القاعدة (4)

يجب على الحاكم أن يشعر بأن حاكما فوقه هو الله، وأن مايريده من (الله) عليه أن يوفره لرعيته لأنهم يطلبونه منه أيضاً.

(فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تخب وترضى أن يعطيك الله من فوه وصفحه).

* القاعدة (5)

لاتندم على العفو.

(ولاتندمن على العفو)

كلى القاعدة (6)

لاتتفاخر أثناء معاقبة المذنبين.

(ولاتتبجحن بعقوبة)

* القاعدة (7)

التفكير في عظمة الله حصانة من الغرور.

(واذا حدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبة أو مخيلة، فانظر الى عظم ملك الله فوقك)

* القاعدة (8)

محاسبة النفس ومراقبة الأهل أولاً هو شعار الحاكم العادل.

(أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك)

* القاعدة (9)

الخيار الأفضل من بين الخيارات المتعددة هو الخيار الذي يتجسد فيه الحق ويتحقق به العدل ويرضى به الناس.

(وليكن أحب الأمور اليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأجمعها لرضى ا لرعية)

* القاعدة (10)

ابعد عن نفسك أولئك الذين يتلصصون الهفوات ويسعون الى نشرها بين الناس، عبر الوسائل المتنوعة.

(وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس)

* القاعدة (11)

الحاكم الناجح هو الذي يواجه بحزم الأحقاد الاجتماعية والعقد النفسية ويضع لها العلاج من منظار الانسان المربي والمصلح الاجتماعي.

(أطلق عن الناس عقدة كل حقد)

* القاعدة (12)

يجب اختيار المشاورين اختياراً صائباً بحيث لايكون بينهم من يتصف بالبخل أو الحبن أو الحرص.

(ولاتدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الأمور، ولاحريصاً يزين لك الشره بالجور)

* القاعدة (13)

لاتستعن بالوزراء السابقين الذين عملوا في ظل الحكومات الجائرة.

(ان شر وزرائك من كان قبلك للأشرار وزيراً ومن تركهم في الآثام، فلا يكونن لك بطانة)

* القاعدة (14)

على الحاكم أن يسند الوظائف المهمة في الدولة الى أهل التقوى والصدق (وألصق بأهل الورع والصدق)

* القاعدة (15)

على الحاكم أن يضع قانوناً للجزاءات وقانوناً للعقوبات لإشاعة المناخ الايجابي في ادارة الدولة.

(ولايكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء)

* القاعدة (16)

على الحاكم أن يشيع مناخاً ايجابياً في المجتمع وذلك بايجاد علاقات متبادلة بينه وبين المجتمع قائمة على حسن الظن.

(واعلم أنه ليس أدعى الى حسن ظن وال برعيته من احسانه اليهم)

* القاعدة (17)

على الحاكم أن يؤصل العادات الإجتماعية الخيرة التي عليها أجتمع الصلحاء من الأمة. وأن لايعمل على الغائها بشخطة قلم.

(ولاتنقضن سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة واجتمعت بها الألفة و صلحت عليها الرعية)

* القاعدة (18)

على الحاكم أن لايعمل على تغيير وضع اجتماعي أوسياسي أو ثقافي كان قائما في الأمة وقد حصل عليه اجماع من صلحائها.

(ولاتحدثن سنة تضر بشيء من ماضي تلك السنن فيكون الأجر لمن سنها والوزر عليك بما نقضت منها)

* القاعدة (19)

على الحاكم تشكيل لجان أو مجالس من ذوي الاختصاص والخبرة، وظيفتها تدارس ومناقشة القرارات والبرامج والخطط التي يراد تنفيذها في البلاد.

(وأكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء في تثبيت ماصلح عليه أمر بلادك، واقامة ما استقام به الناس قبلك)

* القاعدة (20)

على الحاكم أن يختار أمراء الجيش ممن يتحلون بهذه المزايا

ا- معروفاً بالعفة والأمانة.

2- يكتم عواطفه عند الغضب.

3- يعطف على الضعفاء.

4- يتخاصم مع الأقوياء ولايلين معهم عند شططهم

5- يتقبل العذر من المخطىء

6- لايتخذ ردود فعل سريعة عند الغضب.

7- قوي الإرادة والعزيمة في جميع مواقفه.

(فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك وأطهرهم جيباً..)

* القاعدة (21)

على الحاكم أن يختار أمراء الجيش ممن تتوفر فيهم الشروط التالي:

ا- أن يكون من عائلة حسنة السمعة.

2- أن يكون معروفاً بالشجاعة والشهامة وهناك مواقف مشهودة له

 3- أن يكون سخياً ومعروفاً بهذه الصفة.

4- أن يكون مسامحاً وله مواقف تشهد على ذلك.

(ثم ألصق بذوي المروءات والأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة، ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة فإنهم جماع من الكرم وشعب من العرف)

* القاعدة (22)

على الحاكم أن يتفقد شؤون جنوده كما يتفقد الوالد أولاده، فلا يعظم قوتهم حتى لوكانت عظيمة فعلاً، ولايحتقر شيئاً عملوه حتى لوكان ضعيفاً أو صغيراً.

(ثم تفقد من أمورهم مايتفقد الوالدان من ولدهما..)

* القاعدة (23)

على الحاكم أن يكون مراقباً لجنوده حتى في الأمور الطفيفة فلايستهين بها بحجة انها ليست بأمور ذات أهمية تستوجب البحث والتقصي.

(ولاتدع تفقد لطيف أمورهم على جسيمها فإن لليسيرمن لطفك موضعاً ينتفعون به وللجسيم موقعاً لايستغنون عنه)

* القاعدة (24)

تقوية معنويات الجنود هي احدى مسؤوليات الحاكم وذلك بزرع الأمل في نفوسهم وبالثناء المتواصل عليهم.

(فافسح في آمالهم وواصل من حسن الثناء عليهم وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم، فإن كثرة الذكر لحسن فعالهم تهز الشجاع وتحرمن الناكل)

* القاعدة (25)

على الحاكم أن ينظر الى جميع العاملين لديه من وزراء ومشاورين وموظفين نظرة مساوية فالشريف والوضيع على حد سواء في الجزاء والعقوية.

(ولايدعونك شرف امرىء الى أن تعظم من بلائه ماكان صغيراً ولاضعة امرىء الى أن تستصغر من بلائه ماكان عظيما)

* القاعدة (26)

في حالات التنازع والإلتباس فالمرجع الذي يرجع اليه الحاكم هو كتاب الله وسنة رسوله.

(واردد الى الله ورسوله مايضلعك من الخطوب ويشتبه عليك من الأمور)

* القاعدة (27)

على الحاكم أن يختار لوظيفة القضاء أفضل رعيته ممن يتصف بالصفات التالية:

ا- قدرة كبيرة على استيعاب القضايا المختلفة.

2- لايتأثر بكلام الخصم فيحرفه عن اتخاذ الحكم العادل

3- لايتمادى في الخطأ.

4- يذعن للحق متى ماتوصل اليه.

5- لايأخذه الطمع.

6- يبذل قصارى جهده من أجل تقصي الحقيقة ومعرفة ملابسات القضايا المطروحة عليه بصورة دقيقة.

7- لايتبرم من المراجعات المتكررة.

8- الحزم في اتخاذ القرار والإعلان عنه.

9- لايغير موقفه أثناء الإطراء أو الأغراء.

(ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك....)

* القاعدة (28)

على الحاكم أن يرعى بدقة متناهية شؤون قضاته، فيبذل لهم من المال مايملأ عيونهم ويمنحهم من المنزلة والدرجة عنده مايقوي بها نفوسهم ومعنوياتهم.

(ثم أكثرتعاهد قضائه، وافسح له في البذل مايزيل علته، وتقل معه حاجتة

الى الناس، وأعطه من المنزلة لديك مالايطمع فيه غيره من خاصيتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك، فانظر في ذلك نظراً بليغاً، فإن هذا الدين قد كان أسيراً في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى، وتطلب به الدنيا)

* القاعدة (29)

على الحاكم أن يختار موظفي الدولة ورؤساء الدوائر على أساس من الضوابط والأصول المرعية. ويجب أن يدعم هذا الاختيار بالإختبار والتجربة.

(ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختباراً ولا تولهم محاباة وأثرة)

* القاعدة (30)

يجب على الحاكم أن يوفر وسائل العيش الكافي لموظفيه حتى يشعروا بالإكتفاء فلا يلوثوا أنفسهم بالرشوة.

(ثم اسبغ عليهم الأرزاق فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم)

* القاعدة (31)

على الحاكم أن يوجد شبكة من العيون يرصدون تحركات المدراء والموظفين أثناء وخارج العمل ليتأكد من استقامتهم وصدقهم وحسن تعاملهم مع الناس.

ويجب عليه أن يختار عناصر هذا الجهاز من أفضل موظفيه ممن عرف بالصدق أولاً والوفاء للمبادىء ثانياً.

(ثم تففد أعمالهم وأبعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم)

* القاعدة (32)

أن يكون حافز الحاكم نحو الانتاج أقوى من حافزه نحو الضرائب. ولتأمين موارد الدولة يجب أن تعطى الأولوية للموارد الحاصلة عن الإنتاج على الموارد الحاصلة عن ضريبة الأرض.

(وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج)

* القاعدة (33)

على الحاكم أن يهتم بموظفي الديوان ويعتني في اختيارهم ممن يثق بقدراتهم وأمانتهم لأنهم سيطلعون على أسراره وخططه. وأن يضع على رأس كل فريق من موظفي الدولة رئيساً يدير شؤونهم.

(ثم انظر في حال كتابك فول على أمورك خيرهم)

* القاعدة (34)

لابد للحاكم من رعاية التجار وأصحاب المصانع.. فالتجارة والصناعة هما عصب الإقتصاد.

(ثم استوصي بالتجار وذوي الصناعات وأوصي بهم خيراً)

* القاعدة (35)

على الحاكم أن يكرس أكثر جهده واهتمامه ووقته لشؤون المستضعفين والمحتاجين لأنهم أحوج طبقات المجتمع الى مساندة الحاكم لهم مادياً ومعنوياً.

(ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لاحيلة لهم من المساكين والمحتاجين).

* القاعدة (36)

على الحاكم أن يحدد وقتاً معيناً لعقد لقاءات مفتوحة مع الناس، يتحدثوا فيها على الطبيعة بكل مايهمهم، ويطلبون كل مايحتاجون اليه من الدولة. (واجعل لذوي الحاجات منك قسماً تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلساً عاماً، فتتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك واعوانك من أحراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع)

* ا لقاعد ة (37)

ان يكون للحاكم صدراً وسيعاً يستوعب حاجات الناس وأن كثرت، وأن لايضيق لجهل البعض وتجاوزه، وعليه أن يزيل عنهم مشاعر الخوف والضيق التي تحد من تجرأهم لطرح مطالبهم الحقة.

(ثم احتمل الخرق منهم والغي ونحّ عنهم الضيق والأنف يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته، وأعط ما أعطيت هنيئاً وامنع في اجمال واعذار)

* القاعدة (38)

على الحاكم أن يهتم بروحه كما يهتم ببدنه، فيعين أفضل أوقاته لمناجاة ربه والتذرع والانابة اليه.

(واجعل لنفسك فيما بينك وبين الله تعالى أفضل تلك المواقيت).

* القاعدة (39)

على الحاكم أن ينظم لقاءات مستمرة مع الناس ولايحتجب عنهم لأن باحتجابه عنهم ستتراكم الشبهات وسيتغير حال الناس، فيصغر عندهم الكبير ويعظم عندهم الصغير ويقبح الحسن ويحسن القبيح ويشابه الحق بالباطل.

(وأما بعد فلا تطولن احتجابك عن رعيتك، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق)

* القاعدة (40)

لمواجهة الشائعات والتهم لابدّ للحاكم أن يخرج الى الناس ويصارحهم

بالحقيقة كما هي، حتى يتبين للناس براءته من تلك التهم.

(وإن ظنت الرعية بك حيفاً فأصحر لهم بعذرك...)

 

 

الهوامش:

1- المقدمة لإبن خلدون ص 194.

2- المقدمة لإبن خلدون ص 195.

3- المقدمة لإبن خلدون ص 194.

4- الدليل 446.

5- الحاكم النيسابوري المستدرك على الصحيحين ص 109.

6- الدليل 442.

7- الدليل 442.

8- الدليل 441.

9- شرح ابن أبي الحديد 9/154.

10- ابن ابي الحديد شرح نهج البلاغة 18/ 274.

11- الدليل 295.

12- الدليل 438.

13- المجلسي بحار الأنوار 32/ 1 2.