أستاذ المادة: محمد عبد الرحمن يونس
المادة: النحو 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 09.doc

وشبه ذين، وبه عشرونا *** وبابه ألحق، والاهلونا

أولو، وعالمون، عليونا *** وأرضون شذ، والسنونا

وبابه، ومثل حين قد يرد *** ذا الباب، وهو عند قوم يطرد

أشار المصنف - رحمه الله! - بقوله: " وشبه ذين " إلى شبه عامر، وهو كل علم مستجمع للشروط السابق ذكرها كمحمد وإبراهيم، فتقول: محمدون وإبراهيمون، وإلى شبه مذنب، وهو كل صفة اجتمع فيها الشروط، كالافضل والضراب ونحوهما، فتقول: الافضلون والضرابون، وأشار بقوله: " وبه عشرون " إلى ما ألحق بجمع المذكر السالم في إعرابه: بالواو رفعا، وبالياء جرا ونصبا.

وجمع المذكر السالم هو: ما سلم فيه بناء الواحد، ووجد فيه الشروط التي سبق ذكرها، فمالا واحد له من لفظه، أو له واحد غير مستكمل للشروط - فليس بجمع مذكر سالم، بل هو ملحق به، فعشرون وبابه - وهو ثلاثون إلى تسعين - ملحق بجمع المذكر السالم، لانه لا واحد له من لفظه، إذ لا يقال: عشر، وكذلك " أهلون " ملحق به، لان مفرده - وهو أهل - ليس فيه الشروط المذكورة، لانه اسم جنس جامد كرجل، وكذلك " أولو "، لانه لا واحد له من لفظه، و " عالمون " جمع عالم، وعالم كرجل اسم جنس جامد، وعليون: اسم لاعلى الجنة، وليس فيه الشروط المذكورة، لكونه لما لا يعقل، وأرضون: جمع أرض، وأرض: اسم جنس جامد مؤنث، والسنون: جمع سنة، والسنة: اسم جنس مؤنث، فهذه كلها ملحقة بالجمع المذكر، لما سبق من أنها غير مستكملة للشروط.

وأشار بقوله " وبابه " إلى باب سنة، وهو: كل اسم ثلاثي، حذفت لامه، وعوض عنها هاء التأنيث، ولم يكسر: كمائة ومئين وثبة وثبين.

وهذا الاستعمال شائع في هذا ونحوه، فإن كسر كشفة وشفاه لم يستعمل كذلك إلا شذوذا، كظبة، فإنهم كسروه على ظباة وجمعوه أيضا بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا، فقالوا: ظبون، وظبين.

وأشار بقوله: " ومثل حين قد يرد ذا الباب " إلى أن سنين ونحوه قد تلزمه الياء ويجعل الاعراب على النون، فتقول: هذه سنين، ورأيت سنينا، ومررت بسنين، وإن شئت حذفت التنوين، وهو أقل من إثباته، واختلف في اطراد هذا، والصحيح أنه لا يطرد، وأنه مقصور على السماع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف " في إحدى الروايتين، ومثله قول الشاعر:

7- دعاني من نجد، فإن سنينه *** لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا

 الشاهد فيه إجراء السنين مجرى الحين، في الاعراب بالحركات وإلزام النون مع الاضافة.

 ***

ونون مجموع وما به التحق *** فافتح، وقل من بكسره نطق

ونون ما ثني والملحق به *** بعكس ذاك استعملوه، فانتبه

حق نون الجمع وما ألحق به الفتح، وقد تكسر شذوذا، ومنه قوله:

8 - عرفنا جعفرا وبني أبيه *** وأنكرنا زعانف آخرين

وقوله:

9 - أكل الدهر حل وارتحال *** أما يبقي علي ولا يقيني؟!

وماذا تبتغي الشعراء مني *** وقد جاوز ت حد الاربعين؟

وليس كسرها لغة، خلافا لمن زعم ذلك.

 

وحق نون المثنى والملحق به الكسر، وفتحها لغة، ومنه قوله:

10 - على أحوذيين استقلت عشية *** فما هي إلا لمحة وتغيب

وظاهر كلام المصنف - رحمه الله تعالى! - أن فتح النون في التثنية ككسر نون الجمع في القلة، وليس كذلك، بل كسرها في الجمع شاذ وفتحها في التثنية لغة، كما قدمناه، وهل يختص الفتح بالياء أو يكون فيها وفي الالف؟ قولان، وظاهر كلام المصنف الثاني.

ومن الفتح مع الالف قول الشاعر:

11 - أعرف منها الجيد والعينانا *** ومنخرين أشبها ظبيانا

وقد قيل: إنه مصنوع، فلا يحتج به.