المادة: العقائد 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon akeda 23.doc

- المعاد:

بدأ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رسالته مركزاً على نقطتين:

1- اقتلاع جذور الشرك من أذهان الناس.

2- إثبات الحياة الآخرة.

إن المجتمع الجاهلي كان ينكر الحياة بعد الموت ويبدي استغرابه ورفضه وإنكاره لهذه الحقيقة بشكل قاطع. والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما حورب من قبل قريش ورفضه قومه لأنه غير كل  موازينهم.

نجد في قوله تعالى: (وقال الذين كفروا هل ادلكم على رجل ينئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد افترى على الله كذباً أم به جنّة) سبأ: 7-8.

وكذلك في قوله تعالى: (ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا أن هذا إلا سحر مبين) هود:7.

(فقال الكافرون هذا شيء عجيب أءذا متنا وكنا تراباً، ذلك رجع بعيد) ق:2-3.

فاعتبر الجاهليون المعاد أمراً عجيباً تارةً واتهموا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنون أخرى ومرة اتهم بالسحر.

الطرق التي سلكها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في إثبات إمكان المعاد.

1- عموم القدرة الإلهية.

2- الخلق الأول.

3- إحياء الأرض والأشجار الميتة.

4- الأعمال الخارقة للعادة في الأمم السابقة.

- 1- عموم القدرة الإلهية:

1- قوله تعالى: (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير) سورة الأحقاف: 33.

2- جاء رجل وكان منكراً للمعاد أتى بعظم لميت وسحقه سحقاً ثم ذره في الفضاء وجاء يعترض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً أنّه من ذا الذي يقدر على أن يحيي هذه العظام المتناثرة الموزّعة: (قال من يحيي العظام وهي رميم) يس: 78.

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صدد الجواب على هذا الاستغراب والسؤال قال: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، بلى وهو الخلاق العليم) يس:81، (إنما أمره  إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون) 83.

3- وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويّات بيمينه) الزمر: 67.

هذه الآيات القرآنية تركّز على أن الله تبارك وتعالى هو القادر المطلق وقدرته المطلقة لها مصاديق، من مصاديقها قدرته على إحياء الموتى.

- 2- (الخلق الأوّل): الله تبارك وتعالى الذي خلق من دون وجود صورة سابقة ينقش عليها أو يحاكيها. ألا يستطيع للمرة الثانية أن يجري نفس العملية؟.

1- قوله تعالى: ( وهو الذي يبدأ الخلق الأول ثم يعيده وهو أهون عليه) الروم: 27.

2- كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا إنا كنا فاعلين) 21/104.

3- (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي خلقها أول مرة وهو بكل خلق عليم) يس: 78-79.

إذن: إن القادر على الخلق الأول قادر على الخلق الثاني أو الإحياء بعد الموت.

- 3- إحياء الأرض الميتة: الله تعالى يقرن هذه الصورة للنبات بإحياء الموتى، لأن هذه الصورة مألوفة للناس جميعاً.

1- (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج، ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير) الحج 5-6.

الله تبارك وتعالى يقرن الصورة المألوفة عند الناس وهي إحياء الأرض والنبات بصورة إحياء الموتى.

2- (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد وأحيينا به بلدةً ميتاً كذلك الخروج) ق: 9-10-11.

3- (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) فاطر: 9.

4- الأعمال الخارقة للعادة في الأمم السالفة: كقصة أصحاب الكهف وقصة البقرة لبني إسرائيل، قصة النبي إبراهيم (عليه السلام) والطيور الأربعة فإذا كان الله تبارك وتعالى يستطيع إعطاء القدرة على إحياء هذه الطيور بعد موتها لإبراهيم (عليه السلام) وهو عبد من عباده ويستطيع أن يعطي القدرة على إحياء الموتى نبيه عيسى فلماذا يستعبد الناس قدرته تعالى على إحياء الموتى وهو الخالق. وهو المعطي هذه القدرة لعباده.

- الأدلة العقلية على المعاد:

1- لغوية الخلق بدون المعاد.

2- المعاد من لوازم العدل.

3- الحركة التكاملية الشاملة.

4- التكليف والمعاد.

لولا البعث لكان الخلق لاغياً: إن الخلق والإيجاد كان لغاية. فهذه الغاية تستلزم حتماً وجود الحياة بعد الموت.

لو انتهت الحياة ولم يكن هناك شيء اسمه المعاد ومرحلة للحياة بعد الموت، معنى ذلك أن أصل الخلق كان لاغياً.