ابن منظور من منظار آخر
لقد عاش ابن منظور في عصر يزخر بكثرة المؤلفات والموسوعات، وهو إمام من أئمة المؤلفين والشارحين والمختصرين، ومن الذين يشار إليهم بالبنان في مجال اللغة وجمع لداتها، فاٍنه أبدع حقا في الترتيب والتنسيق بين المواد اللغوية وغيرها، والشرح والتعليق لما يراه جديرا استعانة بذوقه السليم وفكره العبقريّ حتى ظهرت مؤلفاته بثوب قشيب وإن كانت جمعا أو شرحاً؛ ولذلك نلاحظ أنها في متناول أيدي الباحثين؛ لموسوعيتها و فائدتها و تصنيفها الرائع، وتبيّن من خلال دراسة القليل من درر أبياته المبثوثة في كتب الأدب أنه كمعاصريه من الشعراء في العصر المملوكي مولع بالبديع في شعره، ويتمتّع شعره بكثرة الماء، والإيجاز في أسلوبه والدقة في تعبيره، وقد أثبت البحث علی رغم الشكوك الواردة في مذهبه تشيعَ ابن منظور وولائه لأهل البيت –عليهم السلام-، وقد انعکس ذلك في نتاجه العلمي بشکل ملحوظ، خاصّة عند مراجعة «لسان العرب»، فقد استدلّ في عدد من الموادّ اللغويّة في تفسير معانيها بکلام أمير المؤمنين-عليه السلام-.
فقدّم البحث مختصراً عن حياته العلمية، وجمعاً لشتات درر أبياته التي تناثرت في طيّ مختلف الكتب الأدبية ودراستها على نحو الاختصار، وتسليط الضوء على مذهبه من خلال مناقشة ما يستند به في لسان العرب خاصة.
Abstract
Ibn Mandhur lived in an age which abounds with writings and enyclopedias, He is aprominent anthor, commentator and compiler. He is well-Known in the field of language,and was highly capable of compiling and arranging linguistic materials, explaining and commenting on them based on good taste and brilliant thought. Either compiling or explaining, Ibn Mandhur's work was characterized with a great quality and precision.