أستاذ المادة: عبدالهادي الفضلي
المادة: المنطق
الملف: Microsoft Office document icon 040.doc

د - طريقة التلازم في التغير : وتقوم على الإيمان بأن أي تغير يحدث في العلة لا بد وأن يحدث في المعلول . وبهذه الطريقة انتهي إلى معرفة أن حركة المد والجزر معلولة لجذب الشمس والقمر للأرض ، وذلك لأن تغير المد والجزر يتبع بانتظام حركة الشمس والقمر طول السنة . وانتهي بسببها أيضاً إلى معرفة أن حجم الغاز والضغط الواقع عليه يتناسبان تناسباً
عكسياً . . . وإلى معرفة تحديد العلاقة بين العرض والطلب في الأسواق التجارية .

هـ - طريقة البواقي : وتقوم على الإيمان بأن علة الشيء لا تكون علة لشيء آخر يختلف عنه . والمستقرىء - هنا - يلاحظ فيما إذا رأى علتين لمعلولين مختلفين وعلم بأن علة معينة من العلتين هي علة لمعلول معين من المعلولين استنتج أن من الراجح أن تكون العلة الباقية هي علة المعلول الباقي . وبهذه الطريقة اهتدى (ليفرييه) إلى إكتشاف الكوكب (نبتون) وذلك حينما وجد إنحرافاً في مدار الكوكب (يورانوس) ونسب ذلك الإنحراف إلى وجود كوكب آخر قريب منه ، لأن علل الظواهر الفلكية الأخرى المتصلة بالكوكب (يورانوس) معروفة لديه سوى الظاهرة الباقية وهي ظاهرة إنحراف مدار (يورانوس) فإذن من الراجح أن تكون علتها هو وجود كوكب آخر قريب منه .

ثالثاً : (مرحلة القانون) :

 وهي المرحلة الأخيرة التي ينتهي إليها المستقرىء وذلك بعد أن تثبت لديه صحة الفرض الذي افترضه ، وينتقل إلى وضع القاعدة العامة الثابتة والتي تسمى : (القانون) .

 الخلاصة :

 والخطوات التي تتبع في طريقة الاستدلال بالاستقراء هي :

1- تعيين المطلوب .

2- دراسة الجزئيات .

3- استخراج النتيجة .

4- وضع القاعدة العامة .

 تنبيه :

 قد تطلق كلمة (نظرية) في العلوم على (الفرض) كما يقال (نظرية
التطور) و (نظرية الجاذبية) . وقد تطلق على (القانون) كما يقال
 (نظرية العرض والطلب) و (نظرية أرخميدس في الأجسام الطافية) . إلاّ أنه غالباً ما تستعمل كلمة (نظرية) ويراد منها (القانون) .

 أهمية الاستقراء :

 للاستقراء أهمية كبرى في مناهج البحوث العلمية حيث يتوقف عليه تأليف القواعد العلمية العامة ، والتوصل إليها . فعالم الفيزياء لا يستطيع أن يتوصل إلى قواعد علم الفيزياء حول الظاهرة الطبيعية ما لم يدرس مختلف جزئيات كل ظاهرة من تلك الظواهر التي يحاول إعطاء قواعد عامة
حولها .

 وكذلك عالم اللغة العربية لا يستطيع أن يعطي قواعد عامة في اللغة العربية ما لم يستقرىء ويدرس مختلف المفردات والجمل في شتى استعمالات العرب اللفظية .

 وهكذا في كل علم من العلوم الأخرى . فالاستقراء هو الذي يزودنا بالقواعد العامة التي نستعملها في التطبيقات العلمية عن طريق القياس لمعرفة أحكام الجزئيات .

 وفي ضوئه : نعرف أيضاً مدى علاقة الاستقراء بالقياس .