المادة: العقائد 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon akeda 20.doc

- الإمامة:

الإمامة: الدليل العقلي قاعدة اللطف، عدم نقض الفرض.

الدليل النقلي: أ- الكتاب: عشر آيات.

ب- الحديث متواتر التحفة الإثنا عشرية (عبد العزيز الدهلي) حيث يذكر في كتابه أن الشيعة لهم 12 حديثاً في إثبات إمامة الأئمة ومن حديث الثقلين ويقول هو من حديث الآحاد ويناقش في دلالة الحديث وقد تصدى السيد حامد حسين في عبقات الأنوار للرد على التحفة.

- حديث الثقلين:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني مخلف فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً. وان اللطيف الخبير قد أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

هذا الحديث متواتر قطعي الصدور لا مجال للمناقشة في سنده. وهو متواتر جيلاً بعد جيل 187 محدث ينقل عنهم السيد حامد حسين 25 صحابي والباقي من التابعين.

أما من حيث الدلالة:

1- إني مخلف فيكم: البحث الأساسي إنما تركز على الخلافة. وإذا ربطنا هذه الخلافة بخلافة من نوع آخر في قوله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة. يعني من يمثل إرادة الله تعالى في الأرض. وهذا التمثيل كان عن طرق الأنبياء (عليه السلام) وحينما يصدر من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، إني مخلف فيكم..

تصدر عن وعي بأنه مفارق هذه الحياة الدنيا. وأنه حين مفارقته للحياة الدنيا لا بد أن يترك حجة ومستمسكاً، بحيث لو تمسك به أبناء الأمة، لن يضلوا بعده.

إذن إني مخلف فيكم تركز على نقطتين أساسيتين:

1- إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) راحل كما يرحل أي شخص آخر.

2-ما دام هو يرحل وما دامت الرسالة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة حينئذ يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مكلفاً من قبل الله تبارك وتعالى بأن يترك في الأمة ما يكون مناراً للهدى دائماً.

1973 زار وفد مشهد المقدسة وفد من مصر وقد ألقى السيد فاضل الميلاني كلمة في الجمع الحاضر وقد ضرب مثلاً لاقتران القرآن والعترة بأننا متمسكون بهما كما يمشي القطار على السكة التي تحتاج إلى الجانبين معاً وإلا زل القطار ولم يسر.

والنقطة الثانية من حيث الدلالة: إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يطلب من أمته أن يتمسكوا بأمرين متوازنين يكمل أحدهما الآخر. فالتمسك بهما معاً.

والنقطة الثالثة:

وعن اللطيف الخبير قد أنباني أنهما لن يفترقا حتى... ولن يفترقا، يعني لا يمكن الاحتجاج بالقرآن وحده من دون العترة الطاهرة والسبب في ذلك هو ما أجمع عليه المؤرخون والمفسرون أن ابن عباس روى عن علي (عليه السلام) أنه والله ما نزلت آية بليل أو نهار أو سهل أو جبل أو سفر أو حضر إلا وأنا اعلم فيم نزلت.

إذن علي (عليه السلام) كان مع القرآن والقرآن مع علي (عليه السلام). وكان يعلم فيم نزلت، وهذا العلم نقل منه إلى أولاده الأئمة الطاهرين (عليه السلام) واحدا بعد آخر.

أما إذا رويت الرواية بالشكل الآتي: إني مخلف فيكم كتاب الله وسنتي. إذا كان نص الحديث هكذا فنقول:

إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلف في الأمة أمرين عظيمين هما الكتاب والسنة. ولا نشك بأن سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة وهي من  مصادر التشريع. ولكن هذه السنة نؤمن بأنها معتبرة حينما تصلنا عن طريق العترة. وعن الطريق الذي عاصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ اللحظة الأولى من لحظات الوحي وهو علي (عليه السلام). لا الذي عاشر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لسنة أو سنتين.

ولقد ذكر الإمام علي (عليه السلام) في الخطبة القاصعة ذلك بقوله (عليه السلام):

ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل إثر أمه.. ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقلت يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ قال يا علي إنك نسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا انك لست بنبي.

إذن علي (عليه السلام) لازم الرسالة منذ اللحظات الأولى وبقي معاصراً أو مرافقاً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل مناسبة. وقد تربى في بيته. ثم فاضت روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الملأ الأعلى ورأسه في صدر علي (عليه السلام).

إذن إذا كان الحديث هو كتاب الله وسنتي، فهذه السنة لا يؤمن عليها إلا علي (عليه السلام).

أما سند هذه للرواية: نجد أن أول كتاب يذكر هذا الحديث هو كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس. وقد ألفه بأمر من أبي جعفر المنصور في حدود سنة 150 هجرية. والفاصل الزمني بين هذا الكتاب وبين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو حوالي 140-150 سنة، ويقول المؤلف: بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إني مخلف.

إذن هذا الحديث لا سند له ولا اعتبار لأنه حديث مرفوع، والمرفوع لا اعتبار له في مقابل الحديث المسند المتواتر الذي ذكرت فيه سلسلة الرواة واحداً بعد الآخر بشكل مضبوط ودقيق. وعليه لا يمكن الاعتماد على هذا الحديث.