صورة الغلاف

المجلة
العدد
1
تاريخ النشر
عدد الصفحات
718
الاصدار بصيغة pdf
مجلد 20 عدد 1 كامل.pdf
(17.55 ميغابايت)
كلمة هيئة التحرير
من اجل اصدار قانون دولي لتنظيم الذكاء الصناعي
إذا تجرّد العلم من الأخلاق، تحوّل إلى قوة تدميرية هائلة، فالتاريخ لا ينسى القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان عام 1945، والتي قتلت 140,000 شخص في هيروشيما و80,000 في ناغازاكي.
واليوم، تحوّل العلم تحت ظل الهيمنة الأمريكية والصهيونية إلى وسيلة للدمار والقتل، وكان آخرها استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب ضد الفلسطينيين في غزة، حيث دعمت شركة "جوجل" الجيش الإسرائيلي في اختيار أهدافه عبر ثلاثة أنظمة: "غوسبل"، و"لافندر"، و"إين أبي". تقوم هذه الأنظمة بتحديد الأهداف المطلوب قصفها من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، والرصد الجوي، وبيانات المخابرات الإسرائيلية.
ففيما يخص استهداف المباني التي تستخدمها المقاومة، يُستعان بنظام "غوسبل"، حيث يعتمد على تحليل طبيعة المباني وشكلها وتحصيناتها للوصول إلى المواقع التابعة للمقاومة. أما نظام "لافندر"، فقد استُخدم لتحديد الأفراد المطلوب تصفيتهم عبر تحليل صورهم ومقارنتها بوجوه الفلسطينيين المطلوبين. في حين استُخدم نظام "إين أبي" لاستهداف رجال المقاومة أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.
وبهذه الطريقة الإلكترونية، استطاعت إسرائيل تنفيذ مئات الضربات يومياً بسرعة فائقة، متحديةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وقد أظهرت نتائج الحرب، التي استمرت لأكثر من عام وأسفرت عن مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني، أن هذه الآلة الإلكترونية كانت آلة عمياء، إذ تبيّن لاحقاً أن ثلثي الضحايا كانوا من الأطفال والنساء، أما الثلث الآخر فكان من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالحرب.
ومن هنا، ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إصدار قانون ينظم جميع أنشطة الذكاء الاصطناعي، حتى لا يتحول هذا الإنجاز العلمي إلى وحش قاتل.