خلاصة البحث:

انتظم البحث في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة ثم قائمة بالمصادر والمراجـع تحدثنا في المقدمة عن دواعي اختيار هذا الموضوع بعد ان وجدنا ان هذه الاساليب الثلاثة قد كثرت وتميزت في تلك الأيام المخصوصة كيوم الفطر ويوم عرفة ويوم الاضحى وايـام الجمع ، والذي جعلنا  مشدودين أكثر للموضوع تلك الفصاحة والبـلاغة والعذوبة والرقة في اختيار الكلمات وذلك الخطاب الممزوج بالخشوع والتضرع فأثرنا تناول الموضوع من جانب نحوي لغوي بلاغي متخذين من تلك الاساليب نموذجًا لعملنا الذي كانت له نتائجـه سنذكرها في الخاتمة ان شاء الله .

في المبحث الأول كان الكـلام عن الأمر الذي ورد ذكره في كتب القدماء ، ولكننا لوعُدْنا الـى كتب المتأخرين لوجدناهم لم يفردوا له بحثا خاصا – يجمع صيغه وتراكيبـه وطبيعته واصل معناه والمعاني الإضافية التي يمكن ان يُستعمل فيها ، وانما تناولوا مباحثه في ابواب متفرقـة ، ثم بيّنا أنّ النحويين يفرقـون بين استعمال الصيغة في الأمر وبيـن استعمالها في الدعاء او الالتماس ثم ذكرنا ان البلاغيين يشترطون في الأمر ( الاستعلاء ) وان الدعاء يشترطون فيه ( الخضوع والتضرع ) وان الالتماس يشترطون فيه ( التساوي مع نفي التضرع والاستعلاء ) وهذا ما ذهب اليه بعض النحاة المتأخرين ، بعدها إخترنـا نماذج لأدعية وردت بصيغة الأمر كانت آيةً في الصياغة والسبك والرقة وقفنا عند بعضها متأملين ، محللين مبينين مدلولها وغرضها فألفينـاها تتمثل بالتسليـم بعظمة الخالـق ووحدانيته وسلطانه .

أما المبحث الثاني فقد خصصنا لأسلوب النهي ذاكرين صيغته الوحيدة التي اجمـع عليها النحاة ، وكيف فرّقوا بين استعمال الصيغة في معنى النهي وبين استعمالها في معنى الدعاء والالتماس ، ثم اشرنا الى اشتراط البلاغيين ( الاستعلاء ) في صيغة ( لاتَفْعَلْ ) وإذا لم تُستعمل على سبيل الاستعلاء سموها دعاءً أو التماساً ، بعدها ذكرنا متابعة بعض النحاة المتأخرين للبلاغيين في اشتراطهم الاستعلاء في النهي وانتهينا بذكر بعض اراء النحاة في ( لا الناهية ) وختمنا المبحث بانتقاء نماذج لادعية وردت بصيغة النهي ، صيغت بأسلوب يدل على تمكن من اللغـة والبيان ، وقد وقفنا عند بعضها مبهورين ذاكرين غرضـها ومدلولها .

أمل المبحث الثالث فتناولنا فيه أسلوب الاستفهام مبتدئين بذكر معناه موضحين انه يشارك الشرط في كونه كلاماً معقوداً على الشـك ، بعدها وقفنـا عند آراء النحاة في الاستفهام الذاهب الى ان الاستفهام في القران يختلف عن الاستفهام في كلام البشر ، لان الله تبارك وتعالى لايستفهم خَلْقة عن شيء لذا كان الاستفهام في القران غير حقيقي لانه لايحتاج الى جواب ، فهو صادر من عالم الغيب والشهادة ، بعدها اشرنا الى ان النحـاة والمفسرين والبلاغيين شغلوا أنفسهم في الوقوف على الأسباب والإغراض التي تدفـع المتكلم الى استعمال الاستفهام في غير معناه الحقيقي ، وإذا خرج الاستفهـام عن حقيقته واستعمل في معان أخرى هل نقول ان معنى الاستفهام موجود فيه وأنضّم إليه معنى أخر أم نقول انه تجرد من الاستفهام بالكلية وختمنا المبحث بالكلام عن أدوات الاستفهـام أيّهمـا أصل وأيّهما فرع؟ ثم لماذا بنيت أسماء الاستفهام ؟ فاغلب النحاة يَروْنَ ان الهمزة وحدها الأداة الأصلية في الاستفهام وان بقية الأدوات قد تضمنت معنى همزة الاستفهام فحُمـلتْ عليها واستُعملتْ استعمالها وان معنى الاستفهام عارضٌ فيها بهمزة مقدرة لهــذا بنيت أسماء الاستفهام ، بعدها ذكرنا نصوصاً تضمنت استفهامات تدور مدلولاتها حول الإقرار والتسليم والتعجب والنفي والتضرع والخشوع والتعظيم والاسترشاد وغيرها من المعاني .

أما النتائج التي تضمنتها الخاتمة فأبرزها :

1- ان الدعاء بأسلوب الامر كان في الأعم الأغلب بصيغة واحدة في صيغة ( أفْعَلْ ) لما فيها من تضرع وخشية وتوسل .

2- ان الدعاء بالأساليب كلها كانت اغلب المعاني فيها قرآنية مستوحاة من كلامه تعالى .

3- ان الصحيفة السجادية مثلت أدب الدعاء خيـر تمثيل فهي غلية في التبتل والنقاء .

    ولم يبق إلا المصادر والمراجع التي كانت في حدود عشـرين مصدرا ومرجعا جاءت الصحيفة السجادية في مقدمتها فضلا عن كتب النحاة واللغويين الأوائل وكتب المتأخرين .