أستاذ المادة: عبدالهادي الفضلي
المادة: المنطق
الملف: Microsoft Office document icon 037.doc

الاستقراء

تعريفه :

 الاستقراء : هو تتبع الجزئيات للحصول على حكم كلي (قاعدة عامة) .

شرح التعريف :

 يعني بذلك هو أن نتتبع جزئيات نوع معين لأجل أن نعرف الحكم الكلي الذي ينطبق عليها . فنؤلف منه قاعدة عامة. مثل : أن نستقرىء ونتتبع استعمال (الفاعل) في مختلف الجمل في اللغة العربية لنعرف حكمه الإعرابي ، فنرى أن الكلمة التي تقع فاعلاً في مختلف الجمل التي استقرأناها تكون مرفوعة ننتهي إلى النتيجة التالية :
 وهي : إن الفاعل لغة العرب ((مرفوع)) . . . فنؤلف من هذه النتيجة قاعدة عامة هي (كل فاعل مرفوع) .

أقسامه :

 ينقسم الاستقراء إلى قسمين هما : الاستقراء التام ، والاستقراء الناقص .

1- الاستقراء التام : هو تتبع جميع جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه . كما لو أردنا أن نعرف : هل أن من بين الطلبة الدينيين في النجف الأشرف طلاباً افريقيين . فاننا نستقرىء كل طالب موجود في النجف استقراءاً كاملاً حتى ننتهي إلى النتيجة . هذا النوع من الاستقراء الكامل الشامل لجميع جزئيات الكلي والإنتهاء إلى النتيجة منه تسمى بـ (الاستقراء التام) .

2- الاستقراء الناقص : وهو تتبع بعض جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه . كما لو أراد العالم الكيميائي معرفة مدى تأثير الضغط على الغازات فانه يجري التجربة على بعض الغازات . وعندما يرى أنه كلما زاد الضغط على هذه الجزئيات موضوع التجربة قَلَّ حجمها وكلما نقص الضغط زاد حجمها بنسبة معينة تحت درجة حرارة معينة ، يتخذ من هذه الظاهرة الطبيعية التي لاحظها أثناء التجربة حكماً عاماً لجميع الغازات . فيضع - على ضوئه - قاعدته العامة : (كل غاز إذا زاد الضغط عليه قَلَّ حجمه وإذا نقص الضغط عنه زاد حجمه بنسبة معينة تحت درجة حرارة معينة) . وهكذا العالم الرياضي متى أراد معرفة : هل أن درجة زاويتي القاعدة في المثلث متساوي الساقين متساويتان أو لا ؟ . . . فانه يقيم البرهان على مثال واحد أو مثالين ، ومنه يعمم الحكم إلى جميع جزئيات المثلث متساوي الساقين ، فيضع القاعدة العامة التالية (كل مثلث متساوي الساقين ، زاويتا القاعدة فيه متساويتان) .

أقسام الاستقراء الناقص :

وينقسم الاستقراء الناقص إلى قسمين أيضاً هما : الاستقراء المعلل والاستقراء غير المعلل .

1- الاستقراء المعلل : هو ما يعمم فيه الحكم على أساس من الإيمان بوجود علة الحكم في كل جزئياته . كما في مثالي الغاز والمثلث المتقدمين . فان العالم الكيميائي إنما عمم الحكم إلى جميع جزئيات الغاز لأنه يؤمن بأن تلك الظاهرة الطبيعية في الغاز التي شاهدها أثناء التجربة هي نوع من أنواع التغييرات الطبيعية ، ويؤمن أيضاً بأن كل تغيير طبيعي لا بد وأن يستند إلى علة وبملاحظة تكرار التجربة على أنواع مختلفة من الغازات انتهى إلى أن زيادة الضغط هي علة قلة الحجم . وأن قلة الضغط هي علة زيادة الحجم ، وبما أنه يؤمن أيضاً بأن الغازات على اختلاف أنواعها ذات طبيعة واحدة من حيث هي غازات ، وضع قاعدته العامة . فعلى أساس من إيمانه بوحدة العلة وبوحدة الطبيعة في جميع الغازات . وضع قاعدته العامة المذكورة في أعلاه . وهكذا العالم الرياضي . . . ومثلهما غيرهما من العلماء في مختلف حقول العلوم الرياضية والطبيعية والإجتماعية وغيرها .

2- الاستقراء غير المعلل : وهو الذي لا يعتمد في تعميم أحكامه على التعليل . كما هو الأمر في أغلب الإحصائيات والتصنيفات العلمية .

 كيفية الاستدلال بالاستقراء :

 للاستقراء مراحل يمر بها المستقرىء ، عند قيامه بعملية الاستدلال الاستقرائي تسمى بـ (مراحل الاستقراء) وتتلخص فيما يلي :

1- مرحلة الملاحظة والتجربة .

2- مرحلة الفرض .

3- مرحلة القانون .

أولاً : (مرحلة الملاحظة والتجربة) :

 وهي مرحلة توجيه المستقرىء فكره نحو المطلوب لمعرفة حقيقته أو تبيان معناه .

و (الملاحظة) : هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه .
 و(التجربة) : هي مشاهدة المطلوب في ظروف يهيئها المستقرىء حسبما يريد .

خطوات العملية : وخطوات العملية العقلية التي يتبعها المستقرىء في هذه المرحلة تتلخص بالآتي :

1- تركيز الانتباه حول المطلوب وحصره به فقط .

2- فهم معنى الأثر الذي تنقله الحواس إلى العقل بسبب عملية تركيز الانتباه  وتفسيره على ضوء خبرات العقل المخزونة فيه .

3- استحصال النتائج في ضوء عملية الفهم والتفسير وما تنتهي إليه