mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 007.doc

فكلما اقبل شهر رمضان شد رحاله وأخذ القليل من الطعام وتوجه إلى موضع لقائه بربه طالباً الحقيقة.

وفي خلواته عند ربه كان همه الوحيد هو ان يجد السبيل لإنقاذ مجتمعه الذي أصبح على وشك الغرق فكلمة واحدة قادرة لان تنشب بينهم الحروب لسنين طويلة والخرافة أصبحت تنشب مخالبها بالمجتمع كله وبات المجتمع اسيراً للمنفعة والمال وأصبح من لا يملك المال اسيراً للأغنياء الجميع يئنون تحت أقدام الوثنية. فلم يعد هناك من يستطيع إنقاذهم فالأصنام التي تراكمت حول بيت الله لم تصنع شيئاً، لم تدفع الشر عن هذا المجتمع ولم تستطع ان توقف حالة التخبط التي يعيشها فهي أصنام خامدة صنعتها أيدي البشر فما عساها ان تفعل وهي السبب في هذا التخلف.

أما المسيحية واليهودية فقد حرفتا وأصبحتا بعيدتين كل البعد عن رسالة عيسى وموسى فلقد لعبت بهما أهواء الملوك وأهواء القسس والكهان وأصبحتا حركات جوفاء وعبادات شكلية لا تستطيع ان تصنع شيء لإنسان على شفا الغرق.

وأيضاً وجد محمد (صلى الله عليه وآله) في غار حراء بالإضافة إلى فرصة التفكير فرصة العبادة والتوجه إلى الله، وصقل فؤاده بالإيمان بالله فكان لا يبرح المكان حتى ينقضي شهر رمضان وعندما يعود إلى أهله تستقبله زوجته بحفاوة وهي تشاهد على جسده آثار العبادة فقد أذبله الخشوع والقرب من الله وكان يزداد تواضعاً وصدقاً مع أبناء قومه عند ما يعود إليهم فيراهم على وضعهم يغطون في سكر عميق ويمضون في الطريق نحو هاوية سحيقة فيتألم لحالهم ويتلوى لما يصيبهم بسبب أعمالهم وكم تمنى ان يجد السبيل لوقف هذا التردي فكان ينتظر شهر رمضان القادم بفارغ الصبر عله يصل إلى ما يريد ويأتي شهر رمضان ويمضي محمد (صلى الله عليه وآله) على عادته أيام الشهر في غار حراء ويزداد قلبه صفاءاً وينعكس ذلك الصفاء بأشعة مضيئة في منامه فيرى الرؤى ثم يرى تحققها في اليقظة فلقد تكشفت له أمور كثيرة وهو في غار حراء واصبح على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر بعد ان تكاملت شخصيته فبلغت درجة الكمال الروحي والنفسي والعقلي فاصبح شخصية متكاملة بكل أبعادها، حينها جاءه الوحي من عند الله.

كلمات من السماء

استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي واستمع إلى جبرائيل وهو يقرأ له كلمات من عند الله ولم يكن نزول الوحي على فرد في ذلك المجتمع شيئاًَ عادياً وما كان باستطاعة أي فرد في ذلك اليوم ان يتحمل آثار الوحي ان لم يكن ذو شخصية قوية وروح عالية وقلب قوي ورسول الله (صلى الله عليه وآله) كان وحده في ذلك المجتمع وفي ذلك الزمن الذي تهيأ لاستلام الوحي ولم  يعرف في مجتمعه بالصدق لاتهمه الناس بالجنون وفعلاًَ اتهمه البعض بأنه ساحر ومجنون.

لقد هيأ الله رسوله (صلى الله عليه وآله) لتلقي الرسالة فقبل ان ينزل الوحي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرى الرؤية ثم يرى تحققها في عالم اليقظة مما أوجد الأرضية النفسية لتلقي الرسالة فهذه الحالة أوجدت لدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثقة عالية بما يرى وما يسمع وهيأته لرؤية جبرائيل ولسماع كلام الله ومن طرف آخر هيأت مجتمعه وبالأخص الأقربين الذين لهم اطلاع على حاله ان يترقبوا أمراً مهماً في حياة محمد (صلى الله عليه وآله).

لقد بدأ الوحي أول بدأ بدا بالرسول (صلى الله عليه وآله).

فأول خطوة على طريق الدعوة هو ان يعتقد الداعية بما يقول وان يطمأن بسلامة إيمانه ومعتقداته. فلفترة من الزمن كان جبرائيل يقول لمحمد أنك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يكرر هذه العبارة لكي يطمئن الرسول بصدق الكلام الذي يسمعه ولكي يستعد لتبليغ الرسالة.

ومن ناحية أخرى ابتدأ الوحي بكلمة اقرأ ليكون محمد (صلى الله عليه وآله) على يقين بان ما يسمع هو وحي من الله لأنه كان امياً لا يقرأ ولا يكتب مما سيزيل الشك من حوله فهو قد جاء بكلمات يعجز عنها العرب وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.

اقرأ...

ماذا يقرأ وهو الأمي؟

ويرد الرسول (صلى الله عليه وآله) ماذا اقرأ؟ وماذا عساه ان يقرأ وهو لا يعرف القراءة في الثانية يتكرر الأمر وفي الثالثة ينطلق الوحي ويتواصل كالسيل ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ)) ويردد محمد (صلى الله عليه وآله) هذه الكلمات مع جبرائيل، إذن ما يسمع ليس همسات في داخله بل هو صوت بسمعه على لسان جبرائيل وهو يطلب منه ان يقرأ كلاماً لم يسمعه قط في حياته ولم يسمع العرب في تاريخهم وعلى رغم التهيئة التي كان عليها  النبي (صلى الله عليه وآله) أثناء نزول الوحي فإنه فزع مما سمع ومما شاهد فخرج من الغار هائماً على وجهه وأخذ يهرول بين الجبال عله يجد ما يطمئن به قلبه.

وبينا هو في الوادي إذ سمع صوتاً مدويا بين الجبال يقول يا محمد أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا جبرائيل فرفع الرسول رأسه إلى السماء فإذا برجل حاف القدمين في أفق السماء وهو يردد عبارة يا محمد أنت رسول الله فوقف النبي لينظر مدهوشاً وجعل يصرف بوجهه عنه ويتجه ببصره صوب زاوية اخرى فإذا به وكانت خديجة قد أرسلت الرسل في طلبه بعد ان تأخر كثيراً وبحث الرسل عن محمد (صلى الله عليه وآله) في كل مكان وصعدوا الجبل لكنهم لم يشاهدوه فعادوا إلى خديجة ليزيدوها قلقاً.

ولم تمكث خديجة طويلاً حتى شاهدت النبي وهو يعود بصورة أخرى فقال يا أبا قاسم أين كنت فو الله لقد بعث رسلي في طلبك حتى بلغوا أعلى مكة ورجعوا فحدثها بما شاهده وما سمع.

فلم تتردد في تصديقه لأنها كانت بانتظار مثل  هذا الحدث فقال أبشر يا بن العم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده أني لأرجو ان تكون نبي هذه الأمة ولكي تتضح الصورة وتتجلى الحقيقة قامت خديجة مسرعة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد قرأ كتباً كثيرة في الأديان وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما اخبرها به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبما رأى وسمع فقال ورقة قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده ان كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران وانه نبي هذه الأمة قولي له فليثبت فرجعت خديجة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبرته بقول ورقة.

  •  الخلية الأولى:

وبعد ذلك اللقاء الرهيب الذي تم في أعماق جبل ثور تواصل الوحي وهو يحمل للرسول الأوامر بالصدع بالرسالة.

فاخذ الرسول (صلى الله عليه وآله) يرسي بناء المجتمع الإسلامي في وسط المتاهة الجاهلية بدأ يعزم كبير وإرادة لم تستسلم للظروف القاهرة.

كان يرى عبر حجب المستقبل ما سيلاقيه من متاعب وما تصادفه من مشكلات ومصاعب فهو يعرف مجتمعه وانه ليس من السهل ان يتسجيب للحق.

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على إدراك كامل بأنه سيسير عكس التيار الذي يجرف المجتمع إلى جاهلية أشد ظلاماً وأكثر ارتكاساً، فكان عليه ان يعد العدة وان يبدأ بداية حكيمة وان يحسن الاختيار وان يحكم خطته حتى يكون مصيرها النجاح وليس الفشل.

فأول ما بدأ بأهله لان الأهل هم اعرف الناس بصدقه فهم اقرب الناس إليه وأدراهم بحاله.

فبدأ بعلي وهو غلام لا يتجاوز الثانية عشرة لكنه كان فتى قوياً عاقلاً متزناً حكيماًً في تصرفاته حتى اصبح من الصعب عليك ان تعتقد انه ابن الثانية عشرة والكثير من الرواة عدوه في عمر اكبر من هذا.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرى في علي الكثير من الآمال فكل قائد بحاجة إلى من يساعده ليكون معه في أوقاته والى جانبه في كل حالاته في الشدة والرخاء.

وكل مصلح بحاجة إلى رفيق يطمئن إليه يشعر بشعوره في اللحظات الحاسمة ويتكل عليه في الساعات الحرجة ويقف إلى جانبه حينما يبتعد عنه الآخرون فذاك موسى (ع) عندما بعث بالرسالة وأمره الله بان يذهب إلى فرعون انه طغى كان من بين مطالبه وهو في أول الطريق إلى التحرك ان يتقبل الله اختياره لأخيه عوناً ووزيراً.

 {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}.

كان اختيار النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي اختياراً صائباً، فعلي يتدفق إيماناً فهو يحمل قلباً طاهراً لم تلوثه عبادة الأصنام وهو من جانب آخر ابن عم النبي وربيبه واقرب الناس إليه فحري بهذا القلب المتدفق بالوحدانية والإخلاص ان يصبح أول أرض تستقبل بذرة الإسلام. ‏

وبعد ان آمن علي امتلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) مفتاح التحرك نحو المجتمع وضمن مستقبلاً رحباً لرسالته واطمأن على سلامة تحركه وانه حقق الخطوة الأولى نحو بناء الصرح الإسلامي وبعد إسلام علي حانت مرحلة الدعوة فاخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعو الأقرب بالأقرب من أهله فدعا خديجة ممثلة بالمرأة التي رفع الإسلام شأنها واوصلها إلى مدارج رفيعة والمرأة هي نصف المجتمع وإسلام خديجة هو الخطوة الثانية نحو تكامل النواة الأولى التي سينفلق منها المجتمع الرسالي سيما لو أضيف لهذه النواة زيد بن حارثة ربيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولده بالتبني الذي اسلم فكان ثالث ثلاثة.

وبهذه العائلة الكريمة رسول الله وزوجته وولده بالتربية وولده بالتبني بدأ عهد الإسلام وبنيت القاعدة الأولى التي ستقوم عليها دعائم الرسالة الإسلامية، فان وجود عائلة واحدة مؤمنة بالإسلام يعني ان هناك إمكانية لانتشاره وان الطريق اصبح مفتوحاً أمام الدعوة الإسلامية وان الإسلام قد ترسخ على الأرض حتى لو كان عدد المؤمنين به هو ثلاثة أنفار وكان ذلك يعني ان النبتة قد تفتحت وخرجت من تحت الأرض لقد بدأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصدع بالرسالة بهذا النفر القليل لأنه كان واثقاً من النصر مطمئناً من المستقبل.

 

مهمات البناء

بعد ان خطا الرسول الخطوة الأولى في طريق البناء وهي تكوين الخلية الإسلامية الأولى مضى في طريقه نحو تكميل الأشواط الأخرى فكانت أمامه مرحلتان في البناء، الأولى بناء التجمع الرسالي والثانية بناء المجتمع الإسلامي.

  •  مرحلة التجمع الطليعي

بدا كل عضو في الخلية الأولى يتحرك لتوسيع القاعدة الإسلامية عبر الاتصال الشخصي المكثف بالأقرباء، واتسم التحرك الإسلامي في هذه الفترة الهامة من فترات الدعوة بسمات خاصة كان لها الأثر الفاعل في تنشئة الكيان الإسلامي وأقامته قوياً منيعاً مقاوماً للعواصف الجاهلية التي هبت بعنف مقررة اجتياح ذلك الكيان الناشئ.

  •   مبادئ التحرك في المرحلة السرية

الظروف الخاصة التي حدقت بتحرك النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في أول انطلاقته المباركة أدت إلى اختيار أساليب خاصة في التحرك تضمن استمرارية الدعوة وانتشارها داخل المجتمع الجاهلي وقد كونت تلك الأساليب سمات المرحلة الحساسة من التاريخ الإسلامي وهذه السمات هي -

أولاً: حسن الاختيار فقد كانت هناك اعتبارات محددة في اختيار الأفراد تفرضها المرحلة المهمة التي كانت تمر بها الحركة الرسالية، فقريش تتأهب لقمع هذه الحركة وتصفية أعضائها فكان السبيل لمنع ذلك هو التدقيق في اختيار الأفراد الذين يراد ضمهم إلى التجمع الإسلامي اختيار الأقوياء في نفوسهم الأشداء في المحن الذين يصرون في المواجهة، اختيار ذوي القدرات العالية في المقاومة الذين لا يلوون ذراعاً للعدو ولا ينكسرون في الشدة، الذين لا يجد الضعف والوهن إلى نفوسهم طريقاً والذين لا يترددون لحظة واحدة في التصريح بمواقفهم الصلبة ـ من ناحية أخرى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يختار من يجد في إسلامه حياة جديدة تفصله تماما عن حياته السابقة وما يحف بها من جاهلية ظلماء فكان يختار العبيد والمضطهدين الذين يجدون في الإسلام المنقذ والمخلص والذين يكتشفون أنفسهم في الإسلام.

أما أصحاب الأموال وأرباب الزعامات فان المانع الذي يمنعهم من التسليم للدين هو المصالح والعادات الموروثة والأدوار الاجتماعية التي يمثلها كل فرد منهم في المجتمع الجاهلي، فكانت كل هذه الاعتبارات تتهاوى مع دخول الفرد إلى الإسلام.

من هنا فذوي المصالح وذوي المكانات الاجتماعية المرموقة هم ابعد الناس عن الإسلام وعلى العكس كان الفقراء والمطمورون في المجتمع والمنسيون هم اقرب إلى الإسلام لانهم لا يجدوا ما يمنعهم عن التسليم لله بل يجدون ما يجذبهم إلى الدين وهو رغبتهم في الحرية وفي الحياة التي يطمح إليها كل إنسان حتى العبيد.

فالعبد لم يخلق عبداً بل خلق إنسانا يملك الطموح وفيه الرغبة إلى الحياة.

وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يختار من يقدر على أداء دور ما في نشر الرسالة كقدرة على البيان والاقتناع ومن أسس الاختيار التنوع القبلي والغاية من التنوع هو مد جذور الرسالة إلى كل القبائل لأبعاد التجمع عن الصراعات القبلية وخلق حالة الموازنة بين كل العشائر وهي حالة مطلوبة في تلك الفترة من العصر القبلي.

فأختار الرسول (صلى الله عليه وآله) من كل قبيلة اثنين وثلاثة ليعتنقوا الإسلام، من بني هاشم ومن عبد شمس ومن نوفل وتيم وأسد بن عبد العزى وعدي وأمية وزهرة وعبد الدار ومخزوم وعامر والحارث بن فهر وجمح وسهم بالإضافة إلى العبيد الذين آمنوا.

ومن أسس الاختيار التنوع الجغرافي وذلك بهدف إيصال الرسالة إلى مناطق أوسع من مكه حتى لا يمكن لأحد فرض الحصار على الدعوة، فلو كان الإسلام محصوراً في مكة لاستطاعت قريش من تصفيته خلال فترة وجيزة، لكن انتشاره في مناطق عديدة من جزيرة العرب مكن المسلمين من الهجرة ومن الانتشار في أطراف الجزيرة العربية، وكان موسم الحج افضل فترة لنشر الدعوة ومد نفوذها إلى بقاع الجزيرة العربية فكان إسلام أبي ذر وإسلام عدد من الاوس والخزوج خير دليل على رغبة القيادة في فك الحصار الذي كانت تضربه قريش ضد الدعوة بالتغلغل إلى مناطق اخرى من جزيرة العرب.

ومن أسس الاختيار التنوع السني.. فالإسلام هو حركة يجب ان تمتد عبر الزمن كما وأنها يجب ان تمتد عبر المكان أيضاً فكما ان التنوع الجغرافي يحقق الامتداد على الأرض فان اختيار صنف الشباب ما دون العشرين سيحقق الامتداد على مستوى الزمن.. لكن لا يعني ذلك اقتصار الدعوة على صنف الشباب فقط كان بين المسلمين من هو في عمر الكهولة لان العرب يوقرون الكبار فوجودهم بين المسلمين كان يشكل عاملاً مهماً في إقناع الآخرين، لكن كانت الكفة الراجحة هي كفة الشباب الذين كانوا يشكلون النسبة العظمى من المسلمين.

ويذكر لنا التاريخ إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكلف الإمام علي (عليه السلام) بالتردد في الأماكن العامة التي يتواجد فيها المسافرون القادمون على مكة لاختيار الأفراد الصالحين وقصة إيمان أبي ذر كما ورد في الاستيعاب توضح لنا ذلك (1).. قدم أبو ذر إلى مكة فأتى المسجد حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ؛ كأن الرجل غريب قال نعم قال انطلق إلى المنزل فانطلق معه لا يسأله عن شيء وفي الغد رجع إلى المسجد وبقي حتى المساء وسار إلى مضجعه فمر به علي فقال له أما آن للرجل ان يعرف منزله وتكرر ذلك ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث وبعد ان تأكد علي من حسن اختياره لأبى ذر أخذه إلى النبي (صلى الله عليه وآله).

ــــــــــ

الهامش

(1)- الاستيعاب: ج4 ص 1653.