أستاذ المادة: خليل باستان
الملف: Microsoft Office document icon 013.doc

الإضافة

(1) الإضافة المعنويّة واللفظيّة

 

  •    الأمثلة

1- نور الشمسِ قويّ، عنق الجمل طويلٌ، ريش الطاوسِ جميل.

2- أسمعُ بكاءَ طفلٍ، أرى آثار أقدامٍ، أشمّ رائحة ورد.

3- صانع المعروف مشكورٌ، محمود الخصال ممدوحٌ، سريع الغضب مذمومٌ.

4- الحافظا دروسهما مكافآن، المتقنو أعمالهم رابحونَ، المنصف الناس محبوب، المحب فعل الخير سعيد.

  •  البحث

درست من قبل تعريف المضاف والمضاف إليه، وعرفت هناك أن المضاف إليه مجرور دائماً، وأن المضاف يحذف تنوينه عند الإضافة إذا كان منوناً قبلها، وتحذف نونه إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالماً، ونريد هنا أن نزيدك شيئاً جديداً في هذا الباب.

انظر إلى المضاف في كل مثال من أمثلة الطائفتين الأوليين، تجد أصله منكراً ولكنه في أمثلة الطائفة الأولى قد أكتسب التعريف بسبب إضافته إلى الأسم المعرّف بعده، فإن لفظ (نور) مثلاً إذا أخذ وحده دل على نور غير معيّن؛ فهو لذلك نكرة، ولكنك إذا قلت: (نور الشمس) بالإضافة فقد عينته وعرّفته. وفي أمثلة الطائفة الثانية ترى المضاف قد اكتسب التخصيص بسبب إضافته إلى النكرة، فإنك إذا قلت: (أسمع بكاء) من غير إضافة، كان لفظ البكاء عامّاً يشمل بكاء الطفل، وبكاء المرأة. وبكاء الرجل، ولكنك إذا أضفته إلى نكرة وقلت: (أسمع بكاء طفل) تكون قد خصّصته وضيّقت عمومه، وتسمى الإضافة في أمثلة هاتين الطائفتين وأشباهها (إضافة معنوّية)؛ لأنها أفادت المضاف أمراً معنوياً وهو التعريف أو التخصيص.

أنظر إلى المضاف في كل مثال من أمثلة الطائفتين الأخريين؛ تجد لم يكتسب بالإضافة تعريفاً ولا تخصيصاً(1)، غير أنك إذا نظرت إليه في هذه الأمثلة من حيث لفظه، وجدت أن الإضافة قد أكسبته التخفيف بحذف تنوينه إن كان منوناً في الأصل، أو حذف نونه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالماً؛ ومن أجل ذلك تسمى الإضافة هنا (إضافة لفظية). وكذلك الحال في كل إضافة لا يستفيد فيها المضاف من المضاف إليه تعريفاً ولا تخصيصاً.

ولو أنك وازنت بين أمثلة الإضافة اللفظية، وأمثلة الإضافة المعنوية، لوجدت فرقاً واضحاً؛ ففي كل مثال من أمثلة الإضافة اللفظية ترى المضاف وصفاً(2)، وترى المضاف إليه معمولاً في المعنى للمضاف(3)، أما في الأمثلة الإضافة المعنوية فليس الأمر كذلك.

إرجع إلى الأمثلة جميعها مرة ثانية وتأمل المضاف وحده، تجده مجرداً من أل في جميع أمثلة الإضافة المعنوية، أما في أمثلة الإضافة اللفظية فإنك تجده مرّة مجرداً من أل كما في أمثلة الطائفة الثالثة، ومرّة مقروناً بها كما في أمثلة الطائفة الرابعة، وإذا تدبرته في هذه الطائفة، حيث جاء مقروناً بأل جوازاً، وجدته في المثال الأول مثنى، وفي الثاني جمع مذكر سالماً، وفي الثالث مضافاً لما فيه أل، وفي الرابع مضافاً إلى مضاف لما فيه أل، وهذه المواضع الأربعة هي التي يجوز فيها اقتران المضاف بأل. 

  • قاعدتان

(1)الإضافة قسمان: معنوية ولفظيّة.

أ- فالإضافة المعنويّة ما أفادت المضاف تعريفاً أو تخصيصاّ، ولا يكون المضاف فيها وصفاً مضافاً إلى معموله.

ب- والإضافة اللفظية ما لم تفد المضاف إلاّ التخفيف بحذف تنوينه إن كان في الأصل منوّناً. أو حذف نونه إن كان مثنىً أو جمع مذكر سالماً. ويضاف فيها الوصف إلى معموله.

(2) يمتنع في الإضافة المعنوية دخول أل على المضاف مطلقاً، ويمتنع ذلك في الإضافة اللفظية أيضاً إلاّ فيما يأتي:

أ- أن يكون المضاف مثنىً أو جمع مذكر سالماً.

ب- أن يكون المضاف إليه مقروناً بأل أو مضافاً لما فيه أل.

(2) المضاف إلى ياء المتكلّم

  •   الأمثلة

1- قمت بنصيبي من العمل        أو    بنصيبيَ

سموّت بآدابي                        أو    بآدابيَ

أعطف على الفقير بصدقاتي      أو    بصدقاتيَ

2- إنّ عصايَ لجميلةٌ

كانت لياليّ في السفر مقمرةً

أنتما صاحباي الوفيّان.

هؤلاء منقذيَّ(4) من الضيق.

 

  • البحث

 أنظر إلى المضاف والمضاف إليه في أمثلة الطائفة الأولى، تجد المضاف أسماً صحيح الآخر وليس مثنى ولا جمع مذكر سالماً، والمضاف إليه ياء المتكلم، وإذا تأملت آخر المضاف وياء المتكلم في أمثلة هذه الطائفة، وجدت الأول مكسوراً دائماً لمناسبة الياء التي هي المضاف إليه، أما الياء نفسها فيجوز إسكانها وفتحها، وكذلك الحال في كل مثال يأتي فيه المضاف والمضاف إليه على النحو المذكور في أمثلة هذه الطائفة.

أنظر إلى أمثلة الطائفة الثانية، تجد المضاف فيها مقصوراً، أو منقوصاً، أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً، والمضاف إليه ياء المتكلم أيضاً، وإذا تأملت آخر المضاف وياء المتكلم هنا، وجدت الأول ساكناً دائماً، والياء مفتوحة دائماً، وكذلك الحال في كل مثال يأتي فيه المضاف على حال من هذه الحالات الأربع، ويكون المضاف إليه ياء المتكلم.

  • القاعدة

إذا أضيف الإسم إلى ياء المتكلم كسر آخره لمناسبة الياء، وجاز في الياء الإسكان والفتح، إلاّ إذا كان مقصوراً. أو منقوصاً. أو مثنى. أو جمع مذكر سالماً، فيجب تسكين آخر المضاف وفتح الياء.

(3) ما يضاف إلى الجملة وجوباً وجوازاً

  •    الأمثلة

1- جلستُ حيثُ المنظرُ جميلٌ، جلستُ حيثُ يجمُلُ المنظرُ، جلست حيثُ جَمُلَ المنظرُ.

2- جئتُ إذ المطرُ هاطلٌ، جئتُ إذ هطلَ المطرُ

3- أجيبُكَ إذا دعوتَني، أجيبُكَ إذا تدعُوني

4- نزل المطرُ على حينِ الفلاّحُ قانطٌ        أو     حين

هذا وقتُ يكافأُ المجدُّونَ                         أو     وقتَ

زرتك في زمنِ فزتَ في الإمتحانِ            أو     زمَنَ

  •   البحث

الطائفة الأولى تشتمل على (حيث) وهي ظرف مكان مبنيٌّن والطائفة الثانية تشتمل على (إذ) وهي ظرف مبنيّ للزمان الماضي، والثالثة تشتمل على (إذا) وهي ظرف مبنيٌّ للزمان المستقبل، وإذا تأملت كل ظرف هنا رأيته مضافاً إلى الجملة التي بعده فهي في محل جر بالإضافة، ولو أنك تتبعت كل ظرف من هذه في أساليب اللغة لرأيت أنه لا يضاف البتة إلى مفرد، بل يختص بالإضافة إلى الجملة.

وإذا رجعت النظر إلى الأمثلة، رأيت أن (حيث) تضاف إلى الجملة الأسمية والفعلية المصدّرة بماض أو مضارع، ووجدت أن (إذ) تضاف إلى الجملة الأسمية والفعلية المصدرة بما يدلّ على المضيّ، وأنّ (إذا) لا تضاف إلا إلى الجملة الفعلية.

وإذا تأملت الطائفة الأخيرة رأيت أن الكلمات: حين. ووقت. وزمن. أسماء للزمان المبهم؛ لأن كلاًّ منها يدل على زمن غير محدود، وكل لفظ منها مضاف في مثاله إلى الجملة التي بعده، والإضافة إلى الجملة ليست واجبة هنا؛ لأن هذه الألفاظ قد تضاف إلى المفرد، وإذا نظرت إلى آخر كل اسم من هذه الأسماء وجدت أنه يجوز فيه وجهان: الإعراب بحسب العامل الذي قبله، والبناء على الفتح.

  •   قاعدتان

(1) حيث وإذ وإذا ظروف مبنيّة لا تضاف إلاّ إلى الجمل.

(2) أسم الزمان المبهم ما دلّ على وقتٍ غير محدود(5) ويضاف إلى الجملة والمفرد، فإذا أضيف إلى الجملة جاز إعرابه وبناؤه على الفتح(6).

تمرين(1)

بيّن كل مضاف ومضاف إليه، وميّز الإضافات المعنوية من الإضافات اللفظية في الدعاء الآتي:

دعا أعرابيّ ربّه فقال: يا عماد من لا عماد لا، ويا ركن من لا ركن له، ويا مجير الضعفى، ويا منقذ الهلكى، ويا عظيم الرجاء، أنت الذي سبّح لك سواد الليل وبياض النهار وضوء القمر وشعاع الشمس وحفيف الشجر؛ اللهم إن معين المتكلين عليك، أنت شاهدهم والمطّلع على ضمائرهم، سرّي لك مكشوف، وأنا إليك ملهوف، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا أكبت عليّ الغموم لجأت إلى الاستجارة بك؛ علماً بأن أزمّة الأمور كلها بيدك، ومصدرها عن قضائك.

تمرين(2)

ميّز الإضافة اللفظية من الإضافة المعنوية في الجمل الآتية:

(1) حبّ الثناء طبيعة الإنسان، (2) كثر سائقو السيارات، (3) ساقا النعامة طويلتان، (4) عواقب المكاره محمودة، (5) المظلوم مستجاب الدعاء، (6) آفة العلم النسيان، (7) الشجرة مورقة الأغصان، (8) الفيل عظيم الجثة، (9) لا تتكلم من قبل أن تفكّر، (10) آفة العدل ميل الولاة.

تمرين(3)

بين في الجمل الآتية كل مضاف استفاد التعريف، وكل مضاف استفاد التخصيص، وكل مضاف لم يكتسب بالإضافة شيئاً منهما:

(1) في الحجرة خزانتا كتب، (2) نهر النيل من أطول الأنهار، (3) سريع الغضب كثير الزّلل،  (4) حارسا البستان قويّان، (5) كثرة الطعام تفسد الأبدان، (6) فاعل الشر يلقي الشر.

تمرين(4)

بيّن في الجمل الآتية كل مضاف يمتنع دخول أل عليه، وكل مضاف يجوز أن يقترن بها، وبين السبب:

(1) تغرس الأشجار على ضفتي النهر، (2) مثيرو الفتن مبغضون، (3) الثلوج فوق قمم الجبال، (4) ينهض الوطن بأبنائه، (5) ثروة مصر من زارعي أرضها، (6) المرء بقلبه ولسانه. (7) شاهدا الحادث حاضران، (8) لا تثق بمادحيك في وجهك.

تمرين(5)

إجعل المضاف والمضاف إليه فيما يأتي مثنيين، ثم مجموعين، وأدخلهما بعد التثنية والجمع في جمل مفيدة، ثم بين كل مضاف يجوز إقترانه بأل:

(1) خادم وطنه، (2) سائق السيارة، (3) محبّ نفسه، (4) منقذ الغريق، (5) غلاف الكتاب،  (6) عنق الجمل، (7) فناء الدار، (8) حامل العلم، (9) قائد الجيش.

تمرين(6)

ضع (المضاف إليه) في الأمكنة الخالية:

(1) أقمت حيث… ، (2) سافرت إذ … ، (3) أجبني إذا… (4) تكلّم حيث…

تمرين(7)

عيّن من الجمل الآتية ما يصلح أن يكون مضافاً إلى (حيث)، وما يصلح أن يكون مضافاً إلى (إذ)، وما يصلح أن يكون مضافاً إلى (إذا)، ثم استعملها مضافة إلى هذه الظروف:

(1) الحرّ شديد، (2) أظلم الجوّ، (3) تثور العواصف، (4) تفتحت الأزهار.

تمرين(8)

بيّن في اي الأمثلة الآتية يجوز إعراب أسم الزمان وبناؤه على الفتح، واذكر السبب:

(1) ساعدتني في وقت الشدائد، (2) تيقظت على حين أذن المؤذّن، (3) مضى زمن يباع الرقيق، (4) سرق اللصّ وقت الفجر، (5) هذا أوان يزرع القصب، (6) يشتد البرد في زمن الشتاء، (7) هذا يوم ينفع الجدّ، (8) بعت في يوم ارتفع السعر.

تمرين(9)

في أي الأمثلة يجوز في ياء المتكلم التسكين والفتح؟ وفي أيها يجب الفتح؟ بين السبب في الحالين:

(1) هؤلاء إخواني المهذبون، (2) أطيع والديّ وجميع معلميّ، (3) عداي لهم فضل عليّ، (4) أخوك هاديّ إلى الخير، (5) عيناي قويّتا الإبصار، (6) سواي يهاب الموت، (7) ذراعاي مفتولتان، (8) أنت مرشدي إلى الخير.

تمرين(10)

إجعل كل كلمة من الكلمات الآتية مضافاً إليه في جملة تامة:

الباب   السكر    النيل    الكتاب    الأشجار    الورد    الشمس     المنزل    الأسد     الفاكهة.

تمرين(11)

كوّن من كل أسمين من الأسماء الآتية مضافاً ومضافاً إليه، ثم ضعهما في جملة تامة:

نقيق    شاطئان    فاتح     الضفدع    النهر    الجمل    مصر   ضيوفهم    سنام    المكرمون

تمرين(12)

(1) كوّن أربع جمل أسمية، المبتدأ في كل منها مضاف عرّف بالمضاف إليه.

(2) كوّن أربع جمل أسمية الخبر في كل منها مضاف خصص بالمضاف إليه.

(3) كون أربع جمل فعلية، المفعول به في كل مضاف لا يكتسب بالإضافة تعريفاً ولا تخصيصاً.

(4) كون أربع جمل يشتمل كل منها على مصدر مؤول مضاف إليه.

(5) كون أربع جمل يشتمل كل منها على مضاف مقترن بأل، واستوف جميع المواضع التي يجوز أن يقترن فيها بأل.

تمرين(13)

(1) هات أربعة أمثلة للمضاف إلى ياء المتكلم التي يجوزإسكانها وفتحها، وأربعة أخرى للمضاف إلى ياء المتكلم التي يجب فتحها.

(2) هات ثلاثة أمثلة يشتمل كلّ منها على ظرف لا يضاف إلاّ إلى الجملة، ثم ثلاثة أسماء للزمان المبهم، واجعل كلاًّ منها مرّة مضافاً إلى مفرد، ومرّة مضافاً إلى جملة في عبارة تامة.

تمرين في الإعراب(14)

(أ) نموذج:

حضرت على حين انصرفت.

حضرت – فعل ماض وفاعل

على – حرف جر.

حين – اسم زمان مبهم مبني على الفتح في محل جر وهو مضاف.

انصرفت – فعل وفاعل والجملة في محل جرّ مضاف إليه.

(ب) أعرب الأمثلة الآتية:

(1) مهملو واجبهم ملومون. (2) فاض النيل على حين يئسنا. (3) أنت يمناي التي أبطش بها. (4) اجلس حيث أردت.

تمرين(15)

اشرح البيت الآتي وبيّن فيه كل مضاف ومضاف إليه:

والنفس راغبةٌ إذا رغّبتها          وإذا تردّ إلى قليل تقنع.

 

المبنيّ والمعرب من الأفعال والأسماء

(1) المبنيّ من الأفعال

  •   الأمثلة

1- ركبتُ الفرَسَ، التجارُ ربحُوا، حَضَرَ الغائِبُ.

2- أطع أباكَ، طرِّزنَ الثيابَ، اتركَنَّ الجِدالَ، أفشِ السلامَ، أوفوا بالعَهدِ.

3- لأنصُرنَّ المظلومَ، لأجيدّن عَملي، البَناتُ يأكلنَ.

  • البحث

لو تدبرت الأمثلة السابقة وقست بها أشباهها لعادت إلى ذاكرتك قواعد هذا الكتاب؛ فالطائفة الأولى من الأمثلة تذكرك الفعل الماضي وأحوال بنائه، و الطائفة الثانية تذكرك فعل الأمر وأحوال بنائه؛ والطائفة الأخيرة تعرض عليك صور المضارع المبني والأحوال التي يبنى عليها.

على أنّا نرى من المفيد هنا أن نعود إلى ذكر قواعد هذا الباب في إيجاز وإجمال.

 

  •   القواعد

(1) المبنيّ من الأفعال هو الماضي والأمر والمضارع المتصّل بنون التوكيد أو نون الإناث.

(2) الماضي يبنى على السكون إذا اتّصل بضمير رفع متحرك، وعلى الضم إذا اتّصل بواو الجماعة، وعلى الفتح فيما عدا ذلك.

(3) الأمر يبني على السكون إذا كان صحيح الآخر ولم يتصل به شيء أو اتصلت به نون النسوة، وعلى الفتح إذا اتّصلت به نون التوكيد ثقيلة أو خفيفة، وعلى حذف حرف العلّة إن كان معتلّ الآخر، وعلى حذف النون إذا اتّصلت به ألف اثنين أو واو جماعة أو ياء مخاطبة.

(4) المضارع يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد ثقيلة أو خفيفة(7)، وعلى السكون إذا اتصلت به نون النسوة.

تمرين(1)

ميّز الأفعال المبنية فيما يأتي، وبيّن حال بناء كلّ منها:

قال الإمام عليّ كرم الله وجهه من وصيّة بها إلى ابنه الحسن: إمحض أخاك النصيحة(8) وتجرع الغيظّ(9)؛ فإني لم أر جرعةً(10) أحلى منها عاقبة ولا ألذّ مغبّةً(11) ولِن لِمَن غالظَكَ فإنّهُ يوشِكُ أن يلينَ، وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّةً ترجع إليها إن بدا له ذلك يوماً ما، ومَن ظنّ بك خيراً فصدّق ظنّهُ، ولا ترغبَنّ فيمن زهد عنك، ولا يكونَنّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صِلَتِهِ، ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان.

ــــــــــــــ

الهامش

1-  أما أنه لم يكتسب التعريف، فلأن (صانع) من قولك (صانع المعروف) يصح أن توصف به نكرة فيقال (رأيت رجلاً صانع المعروف) وهذا دليل على بقاء تنكيره، وأما أنه لم يكتسب التخصص، فلأن تخصيص الصنع بالمعروف في (صانع المعروف) ليس بجديد، لحصوله قبل الإضافة في نحو فلان صانع معروفاً.

2-  المراد بالوصف كل اسم دال على ذات متصفة كصانع ومحمود وسريع، فإن اللفظ الأول مثلاً يدل على ذات متصفة بالصنع.

3-  فلفظ (المعروف) من قولك (صانع المعروف مشكور) مثلاً مفعول به في المعنى لصانع.

4-  أصل منقذي (منقذوي) فقلبت الواو ياء لاجتماعها ساكنة مع الياء، ثم كسرت الذال لمناسبة الياء.

5-  من الظروف المبهمة ما له اختصاص من بعض الوجوه، كغداة وعشية وليلة وصباح ومساء.

6- البناء أرجح إذا جاء بعد اسم الزمان فعل مبني، أما إذا جاء بعده فعل معرب أو جملة أسمية فالإعراب أرجح.

7- يشترط في الاتصال الموجب للبناء أن يكون مباشراً كما في الأمثلة، فإن فصل بين الفعل والنون فاصل ملفوظ كألف الاثنين نحو لتذهبان، او غير ملفوظ كواو الجماعة وياء المخاطبة في نحو لنذهبن ولتذهبن. كان المضارع معرباً بالنون المحذوفة للتخفيف.

8- امحض أخاك النصيحة: اجعلها خالصة من كل ما يشبها.

9- تجرع الغيظ: اكظمه وأصبر على احتماله.

10- الجرعة: القليل من الماء ونحوه يؤخذ دفعة واحدة.

11- المغبة: العاقبة.