أستاذ المادة: محمد عبد الرحمن يونس
المادة: النحو 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 20.doc

بسم الله الرحمن الرحيم

وقبل يا النفس مع الفعل التزم *** نون وقاية، و " ليسي " قد نظم

إذا اتصل بالفعل ياء المتكلم لحقته لزوما نون تسمى نون الوقاية، وسميت بذلك لانها تقي الفعل من الكسر، وذلك نحو " أكرمني، ويكرمني، وأكرمني " وقد جاء حذفها مع " ليس " شذوذا، كما قال الشاعر:

17- عددت قومي كعديد الطيس *** إذ ذهب القوم الكرام ليسي

واختلف في أفعل التعجب: هل تلزمه نون الوقاية أم لا؟ فتقول: ما أفقرني إلى عفو الله، وما أفقري إلى عفو الله، عند من لا يلتزمها فيه، والصحيح أنها تلزم.

 ***

و " ليتني " فشا، و " ليتي " ندرا *** ومع " لعل " اعكس، وكن مخبرا

في الباقيات، واضطرارا خففا *** مني وعني بعض من قد سلفا

ذكر في هذين البيتين حكم نون الوقاية مع الحروف، فذكر " ليت " وأن نون الوقاية لا تحذف منها، إلا ندورا، كقوله:

18 - كمنية جابر إذ قال: ليتي *** أصادفه وأتلف جل مالي

والكثير في لسان العرب ئبوتها، وبه ورد القرآن، قال الله تعالى: ( يا ليتني كنت معهم ).

 وأما " لعل " فذكر أنها بعكس ليت، فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى - حكاية عن فرعون - ( لعلي أبلغ الاسباب ) ويقل ثبوت النون، كقول الشاعر:

19- فقلت: أعيراني القدوم، لعلني *** أخط بها قبرا لابيض ماجد

ثم ذكر أنك بالخيار في الباقيات، أي: في باقي أخوات ليت ولعل - وهي: إن، وأن، وكأن، ولكن - فتقول: إني وإنني، وأني وأنني، وكأني وكأنني، ولكني ولكنني.

 ثم ذكر أن " من، وعن " تلزمهما نون الوقاية، فتقول: مني وعني - بالتشديد - ومنهم من يحذف النون، فيقول: مني وعني - بالتخفيف - وهو شاذ، قال الشاعر:

20 - أيها السائل عنهم وعني *** لست من قيس ولا قيس مني

***

وفي لدني لدني قل، وفي *** قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي

أشار بهذا إلى أن الفصيح في " لدني " إثبات النون، كقوله تعالى: ( قد بلغت من لدني عذرا ) ويقل حذفها، كقراءة من قرأ ( من لدني ) بالتخفيف والكثير في " قد، وقط " ثبوت النون، نحو: قدني وقطني، ويقل الحذف نحو: قدي وقطي، أي حسبي، وقد اجتمع الحذف والاثبات في قوله:

21 - قدني من نصر الخبيبين قدي *** ليس الامام بالشحيح الملحد

***