المادة: العقائد
الملف: Microsoft Office document icon 026.doc

  إذا تمت هذه المقدمة نقول:

1- لكل مجرّد علم بذاته لحضور ذاته عند ذاته.

2- ذات الله تعالى صرف الوجود الذي لا يحده حد.

3- لا يشذّ عن الله وجود ولا كمال وجودي.

إذن فما في تفاصيل الخلقة من وجود أو كمال وجودي بنظامها الوجودي فهو موجود عند الخالق بنحو أعلى وأشرف.

وبهذا يثبت علم الله بذاته.(1)

علم الله بغيره

ثم إن الموجودات معاليل لله تعالى وقائمة ذواتها به قيام الرابط بالمستقل، فهي حاضرة بوجوداتها عنده.

أما وجوداتها المجردة فهي معلومة له علماً حضورياً بأنفسها. وأما وجوداتها المادية فهي معلومة له بصورها المجردة.

ونستنتج من ذلك أن للواجب تعالى علماً حضورياً بذاته وهو عين ذاته. وله علم حضوري تفصيلي بالأشياء في مرتبة ذاته قبل إيجادها، وهذا أيضاً عين ذاته. وله علم حضوري تفصيلي بالأشياء في مرتبتها، وهذا خارج عن ذاته.

ومن المناسب أن ننبّه هنا إلى أن علم الله تعالى بمعلولاته يستوجب العلم بما عندها من العلم أيضاً.(2)

  مناقشة الأقوال في كيفية تعلق علم الله بالأشياء

والمعروف من الأقوال عشرة:

القول الأول - إن لذاته تعالى علماً بذاته دون معلولاته لأن الذات أزلية والمعلولات حادثة.

ويرد عليه: إن العلم بالمعلول في الأزل لا يستلزم وجوده في الأزل بوجوده الخاص به.

القول الثاني: إن للماهيات ثبوتاً عينياً في العدم. وهي التي تعلّق بها علمه تعالى قبل الايجاد (وهو منسوب إلى المعتزلة).

ويرد عليه: إنه مستلزم للقول بثبوت المعدومات، في حين أن المعدوم لا ثبوت له.

القول الثالث: إن للماهيات الممكنة ثبوتاً علمياً بتبع الاسماء والصفات هو المتعلّق لعلمه تعالى قبل الايجاد. (وهو منسوب إلى الصوفية).

وفيه: إن القول بأصالة الوجود واعتبارية الماهيات ينفي أي ثبوت مفروض للماهية قبل وجودها العيني الخاص بها.

القول الرابع: إن علمه تعالى التفصيلي بالاشياء هو المفارقات النورية، والمُثل الإلهية التي تتجمع فيها كمالات الأنواع. (وهذا منسوب إلى افلاطون).

ـــــــــــ

الهامش

(1)- مستفاد من محاضرات العلامة الطباطبائي (قدس سره).

(2)- ولما كانت حقيقة السمع والبصر هي العلم بالمسموعات والمبصرات كانا من مطلق العلم، وثبتا فيه تعالى، فلا حاجة ةالى اعتبار السمع والبصر صفتين مستقلتين كما كان عليه التقسيم القديم.