التجربة الماليزية في تنويع الصناعة التحويلية وامكانية استفادة الاقتصاد العراقي منها
تعد ماليزيا احدى الدول الاسيوية التي نجحت في تنويع اقتصادها عن طريق تنويع صناعتها التحويلية والاستخراجية، في محاولة منها للحد من اعتمادها على إيرادات النفط والتخلص من فخ الريعية، متبعة بذلك مجموعة من السياسات والإجراءات الداعمة لعملية التنويع لأحداث تحول بنيوي في هياكلها الإنتاجية مستغلة كافة مواردها الطبيعية والبشرية لتحقيق ذلك.
لذا يهدف البحث الى الاخذ بالتجربة الماليزية كونها من التجارب الفريدة في تنويع الصناعة التحويلية من خلال عرض تطور قطاع الصناعة التحويلية في ماليزيا واهم السياسات والاجراءات التي طبقت لتحقيق التنويع الصناعي والمنافع الاجتماعية والاقتصادية المتحققة من ذلك والتي سيتم تناوله في المبحث الأول، فيما تضمن المبحث الثاني الى مدى إمكانية افادة الاقتصاد العراقي من تجربة تنويع في الصناعة التحويلية في ماليزيا.
وخلصت الدراسة من لأجل الاستفادة من التجربة الماليزية في تنويع الصناعة التحويلية ومحاكاتها في الاقتصاد العراقي لابد من معرفة العوامل والسياسات التي ساهمت في نجاح التجربة الا دور الدولة في توفير بيئة استثمارية متكاملة جاذبة للاستثمار الأجنبي والمحلي فضلا عن الإصلاحات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة من السبعينيات القرن الماضي التي ساهمت في اكتشاف ماليزيا ميزات تنافسية جديدة بعيدا عن النفط وظهور صناعات ذات قيمة مضافة عالية، لتتميز ماليزيا فيما بعد بإنتاج مجموعتين من الصناعات، صناعات قائمة على الموارد المحلية مثل (صناعة البتروكيماويات، زيوت الطعام، النفط المكرر، زيت النخيل، قفازات مطاطية، الإطارات) وصناعات غير قائمة على الموارد المحلية مثل صناعة الالكترونيات والكهربائيات.