الوسائل العلاجية لحماية المحميات الطبيعية
إنَّ المحميات الطبيعية تمثل المنهج العلمي والعملي الصائب للحفاظ على التنوع الحيوي والموروث الطبيعي للإنسانية، كما انها تعمل على حماية النظام العام بعناصره الثلاثة اذ يتضح دورها بالمحافظة على الامن العام من خلال اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع خطر على الافراد سواء كان مصدر هذا الخطر افعال الطبيعة كالفيضانات والاعاصير والزلازل والعواصف الرملية والترابية، او كان مصدر الخطر على المحمية الانسان، كإشعال الحرائق او العمليات الارهابية او التخلص من الفضلات بطريقة غير صحيحة، اما دورها بالمحافظة على الصحة العامة يظهر من حيث ان النباتات تمثل قاعدة العناصر الطبية الفاعلة في صناعة الدواء والتي اصبح استخدامها ضروري لتفادي الاثار الجانبية للأدوية المعتمدة من مصادر كيميائية وان تدهور البيئة النباتية ينعكس سلبا على الانسان، وكذلك تمثل خط دفاع مهم امام مخاطر ظاهرة التغيير المناخي والاحتباس الحراري كونها تساهم في امتصاص الكربون وخفض نسبة ثنائي اكسيد الكربون في الهواء وتلطيف الاجواء في المناطق المتاخمة لها، وفيما يخص السكينة العامة فان المحميات الطبيعية في مناطقها الخضراء واجوائها الهادئة لها اثر ايجابي على استقرار الفرد وسعادته، بالإضافة الى ذلك فان لها دور فعال في محاربة التصحر في التربة وتعد ايضا ملاذاً طبيعياً للكائنات الحية ومركزاً للأبحاث العلمية، ولذلك فانه لابد من منح الادارة وسائل واجراءات لممارسة سلطتها الوقائية في حماية المحميات الطبيعية، ويتجسد ذلك في صورة الضبط الاداري الخاص، والذي يهدف الى وقاية المحميات الطبيعية من الاضرار قبل وقوعها وكذلك حماية التنوع البيولوجي والطبيعي في هذه المنطقة التي تتميز بخصائص فريدة سواء في كائناتها الحية أو ظواهرها الطبيعية.