التدخل الإنساني بين الحظر والإباحة (سوريا واليمن إنموذجا)
يعرف التدخل الانساني بانه تعرض دولة لشؤون دولة اخرى واملائها عليها ارادتها بقصد تغيير الحالة الراهنة فيها وذلك بإلزامها بالقيام بالعمل او الامتناع عن عمل او اتباع خطة معينه ترسمها لها ,استنادا الى هذا التعريف يعتبر التدخل الانساني استثناء من الاصل والذي هو لا يجوز التعرض للشؤون الداخلية للدول ولكن التدخل يعتبر استثناء وذلك بغية تغيير حالة لدولة من الدول والتي اما تعاني من انتهاك في حقوق الانسان او عمليات ابادة جماعية عرقية او دينية او غيرها من ضروب المعاملة غير الانسانية ,وللتدخل الانساني العديد من الصور والاساليب فللتدخل صورتان فهو اما ان يكون فرديا أي بتدخل دولة واحدة او يكون جماعيا أي بتشكيل تحالفات دولية للتدخل في شؤون دولة ما اما اساليب التدخل فهي اما تكون بأسلوب القوة أي استخدام القوة العسكرية او تكون بأسلوب سلمي وهو اما يكون اقتصاديا او سياسيا او دبلوماسيا.
التدخل الانساني في صراع بين المقبولية وعدم المقبولية فجانب من الفقه يحرم الالتجاء الى التدخل بوصفة اقتحام سافر للسيادة الدولية والاعتداء على نظامها السياسي وجانب اخر من الفقه يؤيد اللجوء الى التدخل الانساني في حالات انتهاك حقوق الانسان وجانب ثالث من الفقه يحدد التدخل بعدد من الشروط ,ومع هذا وذاك فان الكثير من الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان اعطت للتدخل الدولي الشرعية بالنص عليه منها اتفاقية منع الابادة الجماعية والمعاقبة عليها اذا اشارت في المادة 8 منها الى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع جريمة الابادة الجماعية وخاصة اذا ما شكلت تهديدا للسلم والامن الدوليين بالإضافة الى ميثاق منظمة الامم المتحدة منها نص المادة 1 ف3 والتي تشير الى تحقيق التعاون الدولي في حل المنازعات الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية ,كما دعم الميثاق بالقرارات الكثيرة التي صدرت من مجلس الامن والجمعية العامة .
وللتدخل الانساني العديد من التطبيقات ومن التطبيقات الحديثة له هو ما حدث في سوريا واليمن حيث بسبب الحرب الدائرة في سوريا ومنذ ما يقارب الخمس سنوات تحول الى نزاع مسلح بحسب تصنيف اللجنة الدولية للصليب الاحمر مما حدى بمجلس الامن اتخاذ التدابير العسكرية بسبب تشكيل هذا النزاع تهديد للأمن والسلم الدولي ,كذلك الحال بالنسبة الى اليمن والتي بدأ فيها الصرعات بين الحوثيين والمؤيدين للحكومة والتي ادت الى تأجج النزاع مما ادى الى تدخل الخارجي من قبل قوى التحالف العربي بدعوى وقف النزاع واعادة السلم والامن الدولي الى نصابه.