صلح وستفاليا Westphalia وأثره في إنهاء الصراع الديني في أوربا عام 1648م
الملخص
تناول هذا البحث صلح وستفاليا واثره في انهاء النزاع الديني في اوربا عام 1648م ،ابتدأ بمقدمة استعرض فيها محاور البحث ،ومن ثم تطرقه الى الظروف الممهدة لعقد ذلك الصلح، وتسمية وستفاليا وموقعها الجغرافي ،والاسباب والدوافع التي عجلت في عقد الصلح ،وكذلك البنود التي نص عليها ،فضلا عن اهم النتائج التي تمخضت بعد تطبيق ذلك الصلح.
Abstract
This papev deals with the Treaty of westvalia and its influence on the ending of the religious conflict in Europe in 1648.
The research starts with introduction and then it deals with the condtion that led to the finalizafion of the treaty.the naming ofwestvalia and its geographicl locations.It also deals with the cavses and mofivations that led to the treaty and the items of the treaty.It concludes with the findings of the study.
المقدمة
تناولت هذه الدراسة صلح واستفاليا لعام 1648,ذلك الصلح الذي كان له الأثر الكبير في إنهاء مرحلة الصراع الديني والطائفي والمذهبي,ذلكالصراع الذي أخر عجلة التقدم والتطور في أوربا بصورة عامة,وفسح المجال إمام الحرية الدينية والتسامح الديني الذي فقد لفترة طويلة.
تضمنت هذه الدراسة الظروف الممهدة لعقد الصلح,اذكان لتلك الظروفوالأوضاع التي مرت بها أوربا الأثر الكبير في ظهور صلحوستفاليا,لاسيما قيام حرب الثلاثين عام 1618م-1648متلك الحرب التيكانت دينية طائفية في الكثير من مراحلها,اذمرت بأربعة مراحل أو أدوار بدأت بالدور اليوهيمي ثم الدنماركي والسويدي واختتمت بالدور الفرنسي–السويدي الأمر الذي تطلب ضرورة عقد صلح ينهي ذلك الصراع وتلكالحرب الطويلة التي عانى منها الجميع.
تناولت الدراسة أيضا اصل تسمية كلمة وستفاليا وموقعها كونها المكان الذي تم فيه عقد الصلح,والأسباب والدوافع المباشرة التي عجلت عقد الصلح وجعلته حيز التطبيق,فضلا عن بنود ذلك الصلح التي أصبحت سارية المفعول منذ إقرارها وتوقيعها من قبل مندوبي الدول المتنازعة,واهم النتائج التي تمخضت بعد توقيع الصلح وظهوره على مسرح الحياة السياسية في أوربا.
اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر المهمة والقيمة والتي من أهمها كتاب تأريخ أوربا من عصر النهضة حتى الثورة الفرنسية 1500-1789للمؤلف محمد محمد صالح,وكتاب المؤلفين عبد الحميد البطريق -عبد العزيز نوار الموسوم التأريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة إلى أواخر القرن الثامن عشر,وكتاب تأريخ اروبا الحديث والمعاصر لميلاد المقرحي إما بالنسبة للكتب الأجنبية فقد كان لها دور كبيرا في رفد الدراسة بالمعلومات المهمة والقيمة والتي من أهمها كتاب المؤلف.R.B.MOWAT
الموسوم A history of Europe and the modern world 1422-1928 وكتابModren Europe, Vol.1 للمؤلفة Kathleen Nilan.
وكان لشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) الأثر الفعال في توفير المعلومات المهمة والقيمة,التي تمت الاستفادة منها في العديد من محاور البحث ، واخيرآ تضمنت الخاتمة أهم الاستنتاجات التي تم التوصل أليها.
الظروف الممهدة لعقد الصلح
حفل القرن السابع عشر بالعديد من المشاكل التي نجمت عن المنافسة الشديدة بين الدول ذات المصالح المختلفة في أوربا,التي من أبرزها نشوب حرب دينية طائفية أنهكت أوربا بصورة عامة,عرفت بحرب الثلاثين عاما 1618-1648م,إذا عدت أول الحروب التي نشبت في أوربا في القرن السابع عشر,التي كانت ذات صيغة دينية في بادئ الأمر,ومن ثم أصبحت ذات ملامح سياسية عبرت عنها الدول المتحاربة التي غلبت مصالحها السياسية الخاصة على مستقبل أوربا الديني ([1]).
كانت أسرة أل هبسبرك(أHapcpric) ، تحكم في النمسا وبوهيميا وهنغاريا فضلا عن عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة,التي أخذت بالضعف وفقدت الكثير من عظمتها وقوتها تدريجيا,وكانت تلك الأسرة الطرف الأكبر في إثارة حرب الثلاثين عاما وجعلت الأراضي الالمانية مسرحا لإحداثها,مما دفع بالدول الأخرى إلى التخندق ضدها ([2]).
فشل صلح اوجزبرج الموقع في عام 1555م في أرضاء الكاثوليك والبروتستانت,على الرغم من تضمنه للعديد من البنود المهمة التي نظمت العلاقة بين الطرفين,وذلك لعدم الالتزام من قبل الأطراف الموقعة عليه,فضلا عن عدم استطاعة الإمبراطور فرديناند الثاني فرض الكاثوليكية على الشعب الألماني كله,حتى انه اضطر إلى ترك الحرية إلى كل حاكم في ولايته إن يختار المذهب الذي يفضله,لذلك كان هذا الصلح عبارة عن هدنة إتاحة لكل طرف تحسين موقعه على حساب الطرف الأخر,فكانت أملاك الكنيسة الكاثوليكية مطمعا للبروتستانت وكما أن كل الحكومات الكاثوليكية كانت تضطهد البروتستانت ([3])، فضلا عن أن ذلك الصلح لم ينصف إتباع المذهب الكلفني في ألمانيا,مع أن الكلفنية كانت المذهب الذي اعتنقه الكثيرون من الألمان وأصبح المذهب الرسمي لبعض الولايات الالمانية مثل براند نبرج (Byarndcnpurng) والبلاتين(platine)،إذ اقتصرت شروط ذلك الصلح على البروتستانت متجاهلا الكلفنيين,مما أدى إلى حقدهم على اللوثريين وانقسم الفريقان البروتستنتيان على أنفسهم,واختلفوا في تحديد مبادئ البروتستانتية وشعائرها في الوقت الذي أنتعش فيه المذهب الكاثوليكي عن الإصلاح المضاد وما قام به اليسوعيون(الجزويت)مما ساعد على تثبيت دعائم الكاثوليكية في العديد من الدول مثل بولندا والأراضي المنخفضة وفرنسا,واسبانيا وايطاليا وقد أدى هذا الانتعاش الكاثوليكي إلى بعث الأمل في احتمال القضاء على البروتستانتية, وعودة ألمانيا إلى أحضان الكنيسة الرومانية([4])،هذا فضلا عن ارتباط المشاكل الدينية بالعوامل السياسية,إذا كان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة كاثوليكي وبالتالي كان حامي للكاثوليكية في الأراضي الألمانية ووان الأمراء الألمان الذين اختاروا الكاثوليكية كانوا يخشون من سيطرة الإمبراطور عليهم وعلى أراضيهم,لذلك كانوا يكنون له الكره الشديد ([5]).
أن تدهور العلاقات بين الكاثوليك والبروتستانت أدى إلى تشكيل الاتحاد البروتستانتي في عام 1608م للدفاع عن مصالح البروتستانت أمام الكاثوليك الذين شكلوا بدورهم الحلف الكاثوليكي في عام 1609م الأمر الذي دفع اسبانيا إلى الانضمام إليه مدعية حمايتها للكاثوليك ([6]) ، وفضلا عن ما قام به الإمبراطور فرديناند الثاني من محاربته واضطهاده للبروتستانت,كونه كاثوليكيا متعصبا,عمل على مضايقتهم في الكثير من المدن لاسيما في بوهيميا,وجعل الكاثوليك المتحكمين في الحياة الدينية والفكرية مما إثار خفيظة البروتستانت لاسيما في بوهيميا معقلهم الرئيسي الأمر الذي أدى إلى إشعال حربا دينية استمرت لمدة ثلاثين عاما,لم تتوقف آلافي عام 1648محسب صلح وستفاليا الذي أنهى تلك الحرب وذلك النزاع الديني المقيت ([7]) ، وهكذا بدات حرب الثلاثين عام,والتي انقسمت إلى أربعة ادوار أو مراحل التي تمثلت بالاتي:-
1-الدور البوهيمي1618 م -1623م
2-الدور الدنيماركي1625م -1629م
3-الدور السويدي 1630م -1635م
4-الدور الفرنسي –السويدي 1635م -1648م
1-الدور البوهيمي 1618م -1623م
اعتلى فرديناند الثاني عرش الإمبراطورية النمساوية في عام 1618م وكانت بوهيميا معقلا مهما من معاقل البروتستانتية,إذ كانت تتمتع بحكم مستقل منذ عام 152م,وكان وصوله إلى العرش انذارآللبوهيمين بصورة عامة,الذين وصفوه بالمتعصب الكاثوليكي أو (اليسوعي)وقد تحققت نبؤتهم عندما أمر بهدم العديد من الكنائس ودور العبادة التابعة لهم مما أدى إلى انتفاضهم ضده في حزيران 1618م والهجوم على قلعه براغ مقرا الحكومة وإلقائهم القبض على رجال الحكومة مع الوفد الذي أرسله فرديناند الثاني لهم والقوهم من النوافذ تطبيقا للتقاليد الشائعة في بوهيميا، والذي يعني معارضتهم لنظام الحكم,مما اغضب ذلك التصرف فرديناند الثاني الذي أمر بتجهيز حملة كبيرة لإخضاعهم([8])،توجه البوهيميون إلى طلب المساعدة الخارجية بعد أن تيقنوا بعدم قدرتهم على مجابهة جيش الإمبراطور,وبالتحديد طلبوا مساعدة الأمير فرد ريك (Fredrik)([9]),حاكم ولاية البلاتين,واحد زعماء البروتستانت الكلفنيين، فلبى طلبهم وتزعم حركتهم وتوج اميرآ على بوهيميا باسم فرد ريك الخامس,ودعا قوات من التحالف البروتستانتي لمساندة القوات البوهيمية ([10])في حين تلقى الإمبراطور فرديناند الثاني مساعدات مالية كبيرة من اسبانيا,فضلا عن وصول قوات مساندة له من ميلان ومن بافاريا,إذ وقف حاكمها مكسيميليان,الذي هوفي الوقت ذاته زعيم الحلف الكاثوليكي إلى جانب قوات الإمبراطور فرديناند الثاني,والتقى الطرفان في 8 نيسان 1620مبالقرب من مدينة براغ في موقعة التل الأبيض (White Hill)والتي انهزم فيها البوهيميون ومن ساندهم ([11]).
هرب فردريك تاركا جيشه لأسوء مصير ، فدخل جيش الامبراطور بوهيميا وتم اسر العديد من زعماء البروتستانت,ونفى عددا كبيرا منهم,وهاجرت الآلاف من الأسر,ودخل المبشرون واليسوعيون إلى بوهيميا من اجل فرض الكاثوليكية من جديد، إذ تم أنشاء العديد من الإرساليات التبشيرية ، وتم خلع فردريك من حكم البلاتين وإسنادها إلى مكسيمليان حاكم بافاريا,وقد تعاطف جيمس الأول(games I)ملك انكلترا مع فردريك كونه زوج ابنته إليزابيث (Elizapith),وحاول حل المسالة سلميا كونه كان منشغلا في صراعه مع البرلمان,فضلا عن عدم رغبته معاداة اسبانيا حليفة الإمبراطور فرديناند الثاني ([12])لم يقف لأمراء الألمان اللوثرين مع فردريك إذ فضلوا البقاء على الحياداملآ في الحصول على المزيد من الامتيازات من الإمبراطورية ([13])، مما أدى إلى انهيار التحالف البروتستانتي في عام 1621م ومن ثم انتقال زعامة البروتستانت إلى ملك الدانمارك كريستيان الرابع (Christian TV) ([14])الأمر الذي أدى إلى دخول الدانمارك في تلك الحرب ([15])
2-الدور الدانماركي 1625م -1629م:-
استجاب الملك الدانماركي لطلب البروتستانت في عام 1625م والذي كان مدفوعا أيضا برغبته في الحصول على بعض المكاسب المادية في شمال ألمانيا,فضلا عن تعصبه الديني للبروتستانت,وقد دعم هذا الموقف من قبل انكلترا التي بدات تقديم المساعدة المالية ومن قبل فرنسا المتمثل بموقف وزيرها ريشيليو الذي أبدى تعاطفه وتقديم المساعدات المالية أيضا ([16]) أدرك الإمبراطور فرديناند الثاني قوة البروتستانت في هذه المرحلة فعمل على تجهيز جيش قوي مستعينا بالقائد ولتشتين (walchenstien) الذي له خبرة طويلة في المعارك والحروب,الذي اشترط أن تكون القيادة له على الرغم من وجود القائد تلي (Tally)المقرب من الإمبراطور,الذي وافق على ذلك الطلب من اجل كسب المعركة ([17]) انزل القائد ولتشتين هزيمة كبيرة بجيش الملك كريستيان الر ابع ومن تحالف معه بعد التقاء الجيشان في عام 1626م وتم الاستيلاء على الولايات التابعة للدانمارك في الشمال الألماني والتي هي كل من هولشتاينوشلزويكوجتلند,وحاول ولتشتين بعد ذلك التوغل نحو الساحل لتقوية نفوذه,وحاول السيطرة على ميناء سترالسند (staralsand),وحاصره لمدة خمسة اشهر ولكن دون جدوى ([18]) ونتيجة لذلك، فضلا عن التخوف من دخول السويد الحرب إلى جانب البروتستانت اقتنع الإمبراطور فرديناند الثاني والقائد ولتشتين بعقد الصلح وبالمقابل رحب الملك كريستيان الرابع بذلك الصلح أيضا لعدم حسم المعركة بصورة سريعة لصالحه فضلا عن عدم وصول المساعدات المالية له التي وعده بها الملك الانكليزي شارل الأول (Charles I)([19]),وبالفعل عقد صلح لوبيك (Lubeck)في عام 1629م([20])، والذي نص على إرجاع ممتلكات الدنمارك بعد تعهدها بعدم التدخل في الشأن الألماني,ونتيجة لعقد ذلك الصلح تعزز موفق الإمبراطور وشعر البروتستانت بأنهم اصبحوا تحت رحمة الكاثوليك الذين ارادو انتهاز الفرصة لدعم مركزهم,فحرضوا الإمبراطور على إصدار مرسوم الإعادة,الذي خولت بموجبه الكنيسة الرومانية استرجاع كل الأملاك التي انتزعت منها منذ صلح اوجزبرج عام 1555م,مما افزع هذا المرسوم جميع البروتستانت في ألمانيا بشكل خاص وفي أوربا بشكل عام ([21]).
توجس السويديون خوفا من ذلك المرسوم وساندهم بذلك الفرنسيون لكن الوزير ريشيليو كان منشغلا مع النبلاء آذ حاول تقليص سلطتهم,لكنه عمل على تأييد ملك السويد جوستاف أدولف (لGustavusAdolphus)([22])، ومده بالمال اللازم من اجل التدخل إلى جانب البروتستانت وحمايتهم من تسلط الإمبراطور فرديناند الثاني وتطرفه، الديني ([23]).
3- الدور السويدي 1630-1635م:-
بدا هذا الدور عندما تدخل الملك جوستاف أدولف,والذي دفعه إلى القيام بذلك هو محاولته إنقاذ ماتبقى من البروتستانت الذين اضطهدوا وهجروا من الأراضي الألمانية,هذا فضلا عن انزعاجه من محاولة الإمبراطور فرديناند الثاني السيطرة على بحر البلطيق,الذي عده جوستاف منطقة نفوذ سويدية ([24])دخل جوستاف مع قواته إلى الأراضي الالمانية في حزيران 1630م وتعلقت أمال البروتستانت به,واعتقد جوستاف في هذه المرحلة بان الأمراء البروتستانت لاسيما أميري سكسونياوبراندبرج سوف يقفان معه لكنهما رفضا ذلك,الأمر الذي أدى الى خوض جوستاف المعركة بجيشه فقط وبمساعدة بعض الأهالي,والتقى الطرفان وانهزم جوستاف وجيشه وانتصر جيش الإمبراطور بقيادة القائد تلي,والذي لم يكتف بذلك الانتصار,آذ توجه لاحتلال سكسونياوبراندبرج كونها بروتستانتيان,دفع ذلك إلى اتصال أميريهما بجوستاف وتعهدا له بالتحالف معه ضد الإمبراطور فرديناند الثاني ([25]).
تقدم جوستاف وحليفيه نحو ليبزك (Liepzig)والتقوا بجيش تلي في ناحية براتفلد بالقرب من ليبزك في أيلول 1631م ،اظهر جوستاف شجاعة كبيرة وانتصر في تلك المعركة,وتقدم بعد ذلك إلى الأراضي الغربية واستولى على العديد من المدن، وجرح القائد تلي في احد تلك المعارك وتوفي بعدها,فقرر جوستاف التوجه نحو ميونخ عاصمة بافاريا,وإزاء تلك التطورات استعان الإمبراطور بالقائد ولتشتين من جديد,بعد أن عزله من قبل نتيجة لأفعاله المشينة ضد البروتستانت,وبالفعل التقى الجيشان في 16تشرين الثاني 1632مفي موقعة لوتزن (Lutzen),وهزم جيش ولتشتين في هذهالمعركة في الوقت الذي جرح فيه جوستاف جرحا بليغا أدى إلى وفاته,فخلفه القائد اكستنسبترن(oxenstiern),وتراجع ولتشتين إلى بوهيميا محاولا جمع فلول جيشه المنهزم,([26]),وحاول الاتصال بالوصي على عرش السويد من اجل عقد صلح يفرض من خلاله شروطه عليه,الأمر الذي اغضب الإمبراطور كثيرا فعزله مجددا من قيادة الجيش وأباح قتله,وبالفعل فقد قتل من قبل جندي ايرلندي طمعا بالمكافأة التي خصصها الإمبراطور ([27]).
قاد جيش الملك بعد ذلك ابنه فرديناند الذي كان ملكا على المجر,ودارت معركة في نور دلنجن (nordingen)في 6تشرين الأول عام 1634مهزم فيها الجيش السويدي وتم عقد صلح براغ في حزيران 1635م ، وانسحبت من خلاله سكسونيا وبعض الولايات الألمانية من دعم السويد وبالمقابل ألغى الإمبراطور مرسوم الإعادة من اجل تهدئة البروتستانت وتامين أوضاعهم بصورة عامة ([28]).
تهيأت الأجواء للتقارب بين الولايات الألمانية ،حتى بدأت الحروب الدينية الداخلية على وشك الانتهاء,في حين أن حرب الثلاثين عاما لازالت مستمرة,كون فرنسا قررت تلبية طلب الوصي على عرش السويد بالتدخل فأصبح لفرنسا دورا في تلك الحرب ([29])
4-الدور الفرنسي السويدي 1635م -1648م
اكتفت فرنسا في الادوار السابقة من الحرب بتقديم المساعدات المالية الى السويد,لكن في هذه الفترة وبعد الهزيمة التي لحقت بالجيش السويدي قرر الوزير الفرنسي ريشيلو, إرسال جيش فرنسي لمحاربة الإمبراطور وفي الوقت نفسه أعلن الحرب على اسبانيا التي يحكمها الفرع الثاني من أسرة أل هبسبرك,وتميزت هذه المرحلة بفقدان الطابع الديني كسبب من أسباب الحرب ([30]) ،آذ كانت دوافع فرنسا سياسية بحتة,مرتبطة برغبة ريشيلو بأبعاد آسرة آل هبسبرك عن مركز الزعامة في أوربا ونقلها إلى فرنسا ([31])،فضلا عن الرغبة في توسيع السيطرة الفرنسية بحيث تصل إلى نهر الراين شرقا وجبال البرنس جنوبا ([32]) ،وهكذا دخلت حرب الثلاثين عاما في دورها الأخير والحاسم,اشتركت فيه فرنسا إلى جانب السويد,وحاول ريشيلو ضم إلى جانبه كل أعداء آل هبسبرك,وبالأخص أعداء الفرع الاسباني عدو فرنسا الأول,وكان هدف ريشليو أضعاف سيطرة اسبانيا على الأراضي المنخفضة الاسبانية،كون أن الوجود الاسباني في تلك الأراضي عد تهديدا للمدن الفرنسية ولاسيما باريس,هذا فضلا عن عقده تحالفا مع الهولنديين الثائرين ضد الأسبان,وبذلك أصبحت تلك الحرب حربا دولية ذات أهداف سياسية بعيدة المدى ([33]).
كانت خطة ريشيليو زحف جيشه نحو الراين بنفس التوقيت الذي ينطلق فيه الجيش السويدي المساند له من قواعده في بحر البلطيق نحو الأراضي الألمانية ومن ثم محاصرة جيش الإمبراطور,الذي صمم وبكل قوة على محاربة الجيشان مهما تطلب الأمر,الاان توالي الهجمات الفرنسية بقيادة القائدين كونديه conde وتورين Turenne, وانتصارهما عليه في عدة مواقع كان أهمهما موقعة روكروا(rocroy)في الأراضي المنخفضة جعلته غير قادر على مواصلة القتال ([34]).
وفي خضم ذلك توفي الإمبراطور فرديناند الثاني في عام 1637م وخلفه ابنه الذي تقلد منصب الإمبراطور باسم فرديناند الثالث,والذي حاول عقد الصلح مع فرنسا في عام 1641م,ولكنه لم ينجح بسبب رفض ريشيلو ولكن الأمور تغيرت بعد وفاة الأخير في عام 1642م,وهكذا فضلا عن توالي الانتصارات الفرنسية واحتلالها لبافارياعام 1646م([35])، فسعى فرديناند الثالث إلى إنهاء تلك الحرب لاسيما بعد مشاهدته الأوضاع السيئة التي حلت بالأراضي الألمانية,فضلا عن الاستياء الشعبي جراء ذلك,فدخل في مفاوضات الصلح لإيجاد تسوية نهائية والتي تمخض عنها صلح وستفاليا عام 1648م([36]).
من خلال ماتقدم نلاحظ مامرت به العديد من الدول الأوربية من صراع ونزاع تمثل بحرب الثلاثين عاما التي جلبت الدمار والخراب على أطراف ذلك النزاع فضلا عن ترسيخها للخلاف الديني والطائفي وساعدت على تقوية جذوره,كونها كانت حربا دينية طائفية,على الرغم من تدخل الغايات السياسية في نهاية تلك الحرب والمتمثلة بغاية فرنسا السياسية,التي تدخلت في المرحلة الأخيرة من تلك الحرب,ومن اجل ذلك حاولت العديد من الأطراف إيقاف تلك الحرب بشتى الوسائل,فكان لابد من عقد معاهدة اوصلح لضمان إيقاف تلك الحرب ومن ثم وضع مبادئ وأسس وبنود تكون ملزمة لكل الأطراف التي سوف توقع عليه ، لتكون صمام الأمان لفترة من الزمن
التسمية والموقع
وستفالياWestphaliaوبالألمانية فستفالنWestfalen والتي تعني فاليا الغربية، والتي هي مقاطعة المانية كانت مستقلة ذاتياً ضمن اطار دولة بروسيا، وظهر اسم وستفالايWestphali لأول مرة في عام 775م في مخطوطة تعود الى الإمبراطورية الفرنجية كتسمية لجزء من قبيلة السكسون القاطنة الى الغرب من نهر فيزر، وأطلق السكسون القدماء اسم وستفاليا [ فاليا الغربية] على الجزء الغربي من الأراضي المرتبطة بمنطقة فاليا، واسم انفرن على مناطق الوسط نسبة الى السكان الأصليين الانفريون، والمناطق الشرقية باسم أسفاليا [فاليا الشرقية] ، وقد ظهر في النصوص السكسونية القديمة اسم فاها او بالألمانيةFalah والتي تعني الحقل او الأرض المسطحة او المنخفضة([37]).
اصبح اسم [ وستفاليا] ذا مغزى سياسي بدءاً من عام 1076م عندما اشترك الوستفاليون مع السكسون في انتفاضة ضد هاينربش الرابع (Hanpersh IV) 1178م-1180م ، والذي اجبر على التنازل عن سيادته على الأجزاء الغربية من سكسونيا لصالح رئيس أساقفة كولونيا عقاباُ على التمرد ضد الامبراطور فردريك الأول بربروسا، ومن ذلك الوقتحمل اسقف كولونيا لقب امير وستفاليا([38]).
قدرت مساحةوسفاليا بحوالي 21.427 كيلو متر مربع، والتي تنتمي نسبة الى لغتها وتقاليدها وأسلوب العمارة التقليدية الى شمال غرب المانيا، ومن اهم المدن التي تضمها
[ دورتموند–بوخوم–بيليفيلد–مونستر–غلزنكبرشن]([39]).
ومما تقدم نلاحظ الأهمية الكبيرة التي تمتعت بها مدينة وستفاليا بالنسبة للمدن الألمانية، والتي تم اختيارها لتكون مكاناً لعقد الصلح الذي حمل اسمها فعرف بصلح وستفاليا، إذ أجتمعت كل الأطراف المتنازعة فيها وتم توقيع بنود ذلك الصلح الذي أوقف مرحلة إراقة الدماء ونقل أوربا الى مرحلة جديدة.
أسباب ودوافع عقد الصلح
كانت هناك العديد من الأسباب والدوافع المباشرة فضلا عن كل ما ذكر من سوء الأوضاع وما خلفته حرب الثلاثين من التدني في كل مجالات الحياة بالنسبة للدول اطراف النزاع، إذ ساهمت تلك الأسباب والدوافع بشكل فعال في التوصل الى اتفاق بين الأطراف المتصارعة، فكانت تلك الأسباب بمثابة المحرك والدافع الأساسي لعقد صلح وستفاليا ونلخص تلك الأسباب والدوافع بالتالي:
- الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها الولايات الألمانية كونها مسرح تلك الاحداث، إذ أدت حرب الثلاثين عاماً الى خسائر كبيرة في الأرواح والأموال، فضلاً عن ما حل بالمدن والقرى على حد سواء من دمار وخراب.
- التغيير الديموغرافي الذي انتجته الحرب، والتي أدت الى هجرة الكثير من العوائل التي كانت متعايشة فيما بينها نتيجة الصراع الديني المقيت، والذي اجج الطائفية والمذهبية بين الدويلات الألمانية.
- انتشار الامراض والاوبئة الفتاكة كالطاعون، وتفشي المجاعة بشكل ملفت للنظر في المدن والقرى الألمانية، والذي ولد ذلك تذمراً كبيراً بين صفوف الأهالي([40]).
- وفاة الامبراطور فريدناند الثاني، ومجيء ابنه فريدناند الثالث، الذي وجد خزينة الدولة خاوية ومفلسة، فضلاً عن عدم تحقق جيوشه لأي انتصارات حاسمة، مما دفعه الى التفكير في عقد الصلح.
- الانتصارات الكبيرة التي بدأت تحققها الجيوش الفرنسية والسويدية ومن تحالف معها، والتي بدأت تهدد العاصمة فيينا نفسها.
- تعرض نظام ريشيليو في فرنسا الى الكثير من المتاعب الداخلية الكثيرة نتيجة إطالة امد الحرب.
- القيام بالعديد من حركات التمرد في اسبانيا بسبب تلك الحرب وما كبدته لكل الأطراف المتنازعة من خسائر كبيرة وعلى كافة المستويات([41]).
- موقف ملكة السويد كريستينا (Christina)، والتي كانت ضد استمرار الحرب ودعت في اكثر من مناسبة الى انهاء الحرب وما رافقها من صراع ديني مقيت، هذا فضلاً عن ما كانت تحمله من مشاعر وعواطف إنسانية كبيرة دفعتها الى تبني فكرة عقد الصلح([42]).
- ظهور العديد من الآراء الداعية الى تبني اعراف جديدة في التعامل مع الاحداث والحروب وتغليب فكرة التحاور والدبلوماسية السياسية التي أخذت بالظهور التدريجي في هذه الفترة والتي ساعدت في نهاية الامر الى الدفع نحو تحقيق الصلح والسلام([43]).
ومما تقدم نلاحظ ان هذه الأسباب والدوافع قد عجلت من السعي الى عقد الصلح بأقرب وقت ممكن، ودفعت نحو تحقيقه وانعقاده بشكل سريع بعد ما مرت به أطراف النزاع من مشاكل كثيرة، وبالتالي فقد أدت تلك الأسباب والعوامل الى جعل قضية عقد صلح ضرورة حتمية فرضها الواقع والمكان والزمان وساعد على توفير البيئة الملائمة لتقبل فكرة الصلح وبالتالي الاتفاق على صيغته النهائية التي سوف يشارك بها جميع الدول المتنازعة ومن تحالف معها لتحل كل الأمور العالقة بطريقة ترضي الجميع.
التحضيرات التي سبقت عقد الصلح
كان حكام العديد من الدويلات الألمانية فضلاً عن بعض الدول التي كانت طرفاً في النزاع الطائفي المتمثل بحرب الثلاثين عاماً يساندهم بعض الدبلوماسيين، يتحسسون الرأي العام، ويستطلعون الآراء التي دعت الى وقف الحرب منذ عام 1630م، تلك السنة التي اقترح فيها البابا أريان الثامن (Arain VIII)، عقد مؤتمر لبحث شروط المصالحة، وبالفعل اجتمع المندوبون والمفاوضون للتفاوض والتباحث في مدينة كولون، ولكنهم لم يتوصلوا الى نتيجة تذكر([44]).
وفي مدينة هامبورغ اجتمع ممثلوا فرنسا والسويد والامبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1641م، من اجل صياغة اتفاقية مبدئية من اجل عقد مؤتمر مزدوج في وستفاليا في عام 1642م، اذ أعدت العدة للقاء فرنسا مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة في مدينة مونسترMunster برعاية البابا، ولقاء السويد مع الولايات البروتستانتية الألمانية برعاية ملك الدنمارك كريستيان الرابع في مدينة استبابروك، كونهم غير راغبين في لقاء البابا والرعايا الكاثوليك([45]).
عقد الاجتماع المزدوج مبدئياً في 4 كانون الأول عام 1644م، والذي ضم 135 عضواً من كل الأطراف بما فيهم رجال الدين، وفي خضم ذلك وفي اثناء التحضيرات التي سبقت عقد المعاهدة، ظهرت بعض المشاكل السطحية، والتي عكست عدم الاحترام بين الدول المجتمعة من جهة وعدم احترامها لإرادة الشعوب من جهة أخرى، فمثلاً من اجل مشكلة بسيطة على وضع الجلوس او من يسبق من في الدخول الى قاعة المؤتمر، تنقطع المفاوضات لعدة أشهر، وفي حالة أخرى رفض السفير الفرنسي الدخول الى المفاوضات، اذ لم يخاطب بلقب [ صاحب الفخامة]، هذا فضلاً عن تجنبه السفير الاسباني ورفض كلاهما اللقاء، بسبب العداء الفرنسي – الاسباني المتجذر، وتم التواصل بينهما عن طريق شخص ثالث، كما رفضت اسبانيا الاعتراف بملك فرنسا بلقب ملك البرتغال وامير كاتالونيا([46])، وتنازع السويديون فيما بينهم، واضاعوا الكثير من الوقت حتى تدخلت الملكة كرستينا ملكة السويد وأنهت ذلك الخلاف، فضلاً عن عرقلة المحامون والممثلين القانونيين لبعض الدول سير المفاوضات وعملوا على ابتداع انصاف الحلول في الكثير من الأوقات وفي ختام تلك الخلافات أصرت فرنسا على حضور ممثلين عن كل الامراء الالمان حتى أولئك الذين عقدوا الصلح في فترة الصلح في فترة سابقة مع الامبراطور فريدناند الثاني مما يعني ذلك تأخر التوصل الى اتفاق نهائي حتى يتم حضور كل ممثلين الامراء الالمان([47])، الامر الذي دفع اسبانيا الى عقد صلح منفرد في 8 كانون الثاني 1648م، من اجل اضعاف موقف فرنسا، ولحقتها هولندا في ذلك الامر مما أدى ذلك الى تصعيد الخلاف مرة أخرى بين اطراف النزاع لاسيما بين فرنسا واسبانيا، مما تطلب تدخل البابا وملكة السويد لتقريب وجهة النظر بين تلك الأطراف، هذا فضلاً عن حدوث بعض النكسات والتمردات بين صفوف الاسبان والفرنسيين، الامر الذي عجل بالإسراع بالتحضيرات التي قد بدأت مسبقاً، بعد ان اصبح ذلك مطلباً لكل الأطراف المتنازعة، ونظراً لشدة الخلافات الدينية وحساسيتها، فقد تعذر جمع كل الأطراف تحت سقف واحد، وهذا ما تمت الدعوة اليه منذ البدء بتحضيرات الاجتماع والدعوة لعقد الصلح([48]).
وبالفعل فقد تم توقيع الصلح في كل من مدينة مونستر في 15 مايس 1648م بالنسبة للكاثوليك وفي 24 تشرين الأول 1648م في مدينة اسنابروك بالنسبة للبروتستانت، وبذلك انهى صلح وستفاليا حرباً دينية دموية استمرت ثلاثون عاماً، ووقع ذلك الصلح مندوبون عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفرنسا واسبانيا والسويد وهولندا وممثل عن البابا وكنيسة روما([49])، فضلاً عن حضور الكثير من الدبلوماسيين والاعيان والاثرياء، بحيث اصبح ذلك الصلح صلحاً اوربياً مثل كافة الاتجاهات([50]).
ومما تجدر اليه الإشارة نلاحظ الدور الكبير الذي مارسته بعض الأطراف لاتمام عملية الصلح والتعجيل به وفي مقدمة تلك الأطراف، الدور الذي مارسته ملكة السويد كريسينا فضلاً عن موقف البابا وكنيسة روما، وما ساعدهم من ظروف محيطة وفرت بيئة جيدة لعقد الصلح وصياغة بنوده بشكل يناسب الجميع ويلبي طموحاتهم، ومن الملاحظ أيضاً وعلى الرغم من الدعوات المستمرة قبل واثناء عقد الصلح لنبذ الطائفية والمذهبية ولكننا نلاحظ ان ذلك النزاع بقي مستمراً بين الأعضاء المفاوضين والذين لم يجتمعوا في مكان واحد، وهذا يدل على عمق الخلاف بين تلك الأطراف، اذ اجتمع الكاثوليك في مكان والبروتستانت في مكان آخر، ولكن بطبيعة الحال فأن أي قضية سلبية او سلوك غير سوي لا ينتهي ولا يزول بسرعة وبشكل مفاجئ، اذ يكون تجاوز ذلك بشكل تدريجي متطلباً وقتاً كافياً لتجاوز الماضي.
بنود الصلح
بعد توقيع صلح وستفاليا من قبل المندوبين والممثلين عن أطراف النزاع تم الاتفاق على مجموعة نقاط مثلت بنود ذلك الصلح، اذ جرت العديد من المناقشات والحوارات، والتي استمرت لفترة ليست بالقصيرة تمخض من خلالها مجموعة من البنود، بعد ان حاول كل طرف مفاوض الحصول على مكاسب وفوائد على حساب الأطراف الأخرى. ونلخص تلك البنود بما يأتي:
- أقرارا المذهب البروتستانتي كعقيدة معترف بها الى جانب الكاثوليكية، وقد ساهم ذلك في انهاء الصراع الديني ولو بصورة تدريجية([51]).
- التأكيد على شروط اوجزبرج لعام 1555م، والاعتراف بالمذهب الكلفني مع تمتع اللوثرينوالكلفنيين على حد سواء بالحرية الدينية([52]).
- استرداد رجال الدين البروتستانت ما انتزع منهم من أملاك قبل عام 1624م([53]).
- عدم فرض الامراء الالمان على اتباعهم ورعاياهم أي دين او مذهب وترك الحرية لهم في اختيار المذهب الذي يرتأوه، وبذلك يكون ذلك الامر حقاً للمحكومين وليس للحاكم.
- إعادة تنظيم المجلس الامبراطوري بنسبة واحدة من الكاثوليك والبروتستانت، وبذلك حقق الصلح للبروتستانت المحافظة على مركزهم ومصالحهم([54]).
- إعطاء السويد أسقفيتي بريمن Bermen وفردان Verden واستطاعت بذلك السيطرة على انهار الاودر والالب والفيزر وانفتح امامها الطريق لتوسيع نفوذها في شمال المانيا، مما جعلها تتمتع بمركز مهم في بحر البلطيق وفي الشؤون الألمانية، فضلاً عن احتفاظها ببيوميرانيا الغربية.
- إعطاء ولاية براند برج بوميرانيا الشرقية، التي سوف تتنازل عنها السويد، فضلاً عن مدينة كامن وميندن ومعظم أقاليم مجدبرج، وانتقال زعامة البروتستانت من امير سكسونيا الى امير براندبرج([55]).
- احتفاظ بافاريا بالبلاتين العليا، وبالتالي اتساع مساحتها بحيث تصبح زعيمة الولايات الجنوبية، واعيدت البلاتين الدنيا الى ملك بوهيميا السابق شارل لويس((Charles Lewis ، وإعطاء أوشاسيا الى سكسونيا([56]).
- احتفاظ فرنسا بكل من [ متز– تول – فردان] فضلاً عن معظم أراضي الالزاس ما عدا مدينة ستراسبورج.
- الإعلان رسمياً عن استقلال هولندا وسويسرا([57]).
- عدم تغير أي امير من الامراء الالمان لدينه، وبخلاف ذلك يعرض نفسه الى فقدان أراضيه التي سوف تصادر.
- السماح لأولئك الامراء بتكوين الجيوش وعقد التحالفات فيما بينهم، او مع بقية الدول، ولكن بشرط ان لا يكون ذلك ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة([58]).
وبذلك فقد كانت تلك البنود النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها لتصبح شروطاً أساسية في علاقات الدول المتنازعة مستقبلاً، ولتكون القاعدة التي تنطلق منها السياسة المستقبلية للعديد من الدول الاوربية، وبالتالي تنظيمها للحياة السياسية الاوربية لفترة طويلة، ساعدت في نهاية الامر على جلب نوع من الاستقرار السياسي والديني والاقتصادي كان مفقوداً من قبل.
النتائج المتمخضة من عقد صلح وستفاليا
بعد اجتماع الأطراف المتنازعة وتوقيعهم على الصلح وظهوره الى حيز التطبيق، أصبحت بنوده سارية المفعول وملزمة للأطراف الموقعة عليه وبطبيعة الحال فأن القيام بأي عمل ما يكون له اثاراً ونتائج بغض النظر، اذا كانت تلك النتائج إيجابية كانت ام سلبية، ونلخص ابرز تلك النتائج التي تمخضت جراء تطبيق صلح وسفاليا بما يأتي:-
- عد هذا الصلح اول اتفاق دبلوماسي في العصر الحديث والذي ارسى نظاماً جديداً في أوربا مبنياً على أساس سيادة الدول، وأصبحت مقرراته جزءاً من القوانين الدستورية للامبراطورية الرومانية المقدسة فيما بعد.
- انهى حرب الثلاثين عاماً، التي كبدت العديد من الدول الاوربية الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات([59]).
- كان ذلك الصلح نهائية لعصر الإصلاح الديني، وأصبح الوضع الديني واضحاً، وقد قضي على امل المصلحين في تحطيم الكاثوليكية الرومانية التي تتبع كنيسة روما، وكذلك فشلت حركة الإصلاح الديني المضادة في إعادة الولاء المطلق للبابا وللكنيسة، وبالتالي كان لابد من بقاء المذهبين [ الكاثوليكي– البروتستانتي] وتعايشهما جنباً الى جنب في أوربا، وسيادة مبدأ التسامح الديني وسيادته في أوربا بصورة عامة فيما بعد([60]).
- وضعت معظم بنود الصلح بتأثير الكاردينال الفرنسي مازاران(CordinalMezarin)، مما يعني ذلك حصول فرنسا على العديد من المكاسب والامتيازات.
- تم إزالة الحواجز الكمركية امام الاعمال التجارية والاقتصادية التي وضعت أيام الحرب، فضلاً عن الاتفاق على حرية الملاحة بدرجة معينة في نهر الراين([61]).
- انقسام الأراضي الألمانية الى اكثر من مائتي ولاية، واصبح كل امير يدعي الاستقلال في ولايته، وتم الاعتراف القانوني بسلطة الامراء، مما أثر ذلك سلباً على عملية الوحدة الألمانية واخرها لمدة طويلة([62]).
- جعل ذلك الصلح، الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ضعيفة ومترهلة ولم تعد سوى اتحاد ضعيف، ولم تعد هناك سلطة مركزية تستطيع سن القوانين وتجنيد الجيوش وتفرض الضرائب، حتى اخذ يطلق عليها بأنها [ لا امبراطورية ولا رومانية ولا مقدسة]([63]).
- كانت الكنيسة الضحية الخفية والاكبر بعد توقيع ذلك الصلح اذ تراجعت مكانتها كثيراً، لاسيما بعد تنازلها عن الكثير من املاكها واعادتها الى ما كانت عليه قبل عام 1624م، حتى ان البابا في بادئ المفاوضات رفض التوقيع على الصلح، مما أدى الى تجاهله ايضاً، فكانت تلك بداية تقليص دوره الذي اخذ ينحسر تدريجياً.
- ساعد ذلك الصلح على توجيه الكثير من افراد المجتمعات الاوربية نحو العلم والتعلم ودراسة الفلسفة والمنطق، وأنهاء سيطرة اللاهوت على العقل الأوربي، والدعوة الى تحكيمه في الكثير من الأمور والقضايا([64]).
- ظهور التمثيل الدبلوماسي، وتبادل السفراء، والذي اصبح عرفاً شائعاً بين الدول الاوربية بعد عقد ذلك الصلح، وأصبحت تلك الدول تعامل مع بعضها البعض على أساس المساواة والسيادة، وأصبحت الدبلوماسية مهنة بحد ذاتها فيما بعد.
- أصبحت المعاهدات والاحلاف التجارية والمحالفات الدفاعية، الأساس الذي تبنى عليه العلاقات بين الدول، بعد ان كانت تبنى على أساس المصاهرة والزيجات بين العوائل المالكة، اذ أصبحت تلك الظاهرة من تراث النظام العائلي والاسري الذي انتهى عهده([65])
- ظهور القانون الدولي، لاسيما بعد ما تعرضت له المجتمعات والمدن من خراب ودمار وقتل وسلب ونهب، لذلك توجب إيجاد بعض القواعد والاسس لحماية الدول المحايدة، وأول من نادى بذلك المشرع القانوني الدولي كروشيوس(Crosheeois) الذي ألمته فوضى الحرب، فكتب كتابه [شرائع السلم والحرب]، الذي اصبح اساساً للقانون الدولي الحديث([66]).
- الدعوة الى مبدأ التوازن الدولي والذي يبدأ بالظهور بعد ذلك الصلح، والذي يعني افساح المجال لدولة او مجموعة من الدول المتحالفة بأن تتقوى الى درجة تهدد مصالح الدول الأخرى، وذلك عن طريق تشكيل كتلة ثانية مضادة تستطيع إعادة التوازن الدولي([67]).
- العمل على ترسيخ مبدأ الإصلاح السياسي، بعد انتهاء مرحلة الصراع الديني والطائفي، والتوجه نحو الاهتمام بالشؤون السياسية لتنتقل أوربا من مرحلة الصراع الديني الى الصراع السياسي الذي صاحبه نشوء ونمو الملكيات المستبدة، والتي سوف تصطدم فيما بعد بالاراء والأفكار الحرة عند قيام الثورة الفرنسية([68]).
نلاحظ ان نتائج الصلح كانت مهمة ومؤثرة على كافة المستويات حيث اوجدت مبادئ وقضايا غير موجودة في السابق، اذ كان ذلك الصلح سباقاً في ترسيخ العديد من المبادئ والاسس التي لم تكن معروفة في المجتمعات الاوربية من قبل، وبالتالي فقد كانت لتلك النتائج الأثر الكبير في رسم الاستراتيجية السياسية الجديدة في كل أوربا بصورة عامة، مما ساعد ذلك على انهاء مرحلة مقيتة ومظلمة من الصراع الديني والطائفي الذي فتك بالمجتمع الأوربي بصورة عامة، لتبدأ مرحلة جديدة يسودها التسامح الديني والمذهبي وتقنين علاقة المجتمع برجال الدين والدعوة الى الحرية الدينية من اجل ان تكون علاقة الفرد بربه علاقة خالصة لا يتدخل فيها احد، وبطبيعة الحال فأن تلك المرحلة بدات بشكل تدريجي في المجتمعات الاوربية التي لم تكن معتادة على تلك القضية من قبل، ومن ثم رافقت تلك المرحلة ظاهرة الصراع السياسي الذي نقل أوربا الى مرحلة جديدة من النزاع الذي تركز على الإصلاح السياسي وظهور الملكيات المستبدة ومن ثم ظهور ما يعرف بالفلسفة القومية التي أدخلت أوربا مرحلة تشكيل القوميات واستغلالها وبالتالي التغيير في الخارطة السياسية الاوربية بأسرها.
الخاتمة
من خلال ما تقدم توصلنا الى مجموعة استنتاجات نلخصها بالاتي:
- انهى صلح وستفاليا مرحلة الصراع الديني والطائفي والمذهبي في أوربا، مع الدعوة الى التعايش السلمي والتسامح الديني بين كل مكونات المجتمعات الاوربية تقريباً.
- وضع حداً لحرب استمرت ثلاثين عاماً، أنهكت الدول المتحاربة ودمرت مدنها وقراها واضعفتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
- كشف الصلح عن زيف الادعاءات الدينية، ولاسيما للكثير من ملوك الدول الاوربية، عند عدم سماعهم لاراء البابا وعدم الوقوف معه في الكثير من الأحيان، الامر الذي دفع بالكثير الى التوجه نحو العلم والاطلاع وتحكيم العقل واجتهادته في شتى ميادين الحياة.
- تركيز بنود الصلح على احترام الشعب الألماني الذي عانى كثيراً من جراء حرب الثلاثين عاماً كون ان الأراضي الألمانية كانت مسرحاً لتلك الحروب، وعمل على تعويضهم نتيجة لما فقدوه، مما ساهم ذلك في نهاية الامر في تكاتف الشعب الألماني وسعيه الى تحقيق وحدته المنشودة.
- اوجد هذا الصلح سياسة جديدة في تنظيم العلاقات بين الدول التي كانت تعتمد على المصاهرة والزيجات بين العوائل الحاكمة في أوربا، اذ أصبحت السيادة اساساً في تلك العلاقات.
- ساعد الصلح على ظهور القانون الدولي الذي استند على العديد من المبادئ والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات الدولية بين الدول من اجل السيطرة على الأوضاع المتردية والحيلولة دون استخدام مبدأ القوة والضعف في التفاهم في العلاقات الدولية مستقبلاً.
- اكد الصلح على مبدأ التوازن الدولي وجعله ضرورة واجبة التطبيق، من اجل عدم تسلط دولة على أخرى او تحالف على دولة، وبالتالي عمل ذلك المبدأ على إيجاد نوع من التوازن بين الدول والحيلولة دون استخدام سياسة العنف والقوة والتسلط في التعامل الدولي.
- ساعد هذا الصلح على فهم قضية الدين والتدين الحقيقي اذ كانت القضية سطحية مبنية على الخرافات والاكاذيب التي كانت تستخدم من قبل بعض رجال الدين في تعاملهم مع افراد المجتمع لاسيما البسطاء منهم، إذ عمل هذا الصلح على تحريك الفكر والعقل وتشجيع مبدأ المجادلة والنقاش من اجل التوصل الى الحقيقة مهما كان شكلها، ودعا الى جعل مصلحة الشعوب فوق الجميع وليس مصلحة رجال الدين، وبالتالي التركيز على الناحية الفكرية من اجل بناء دول تضمن كافة الحقوق.
قائمة المصادر
اولاً: المصادر العربية والمعربة:
- أشرف صالح محمد السيد، أصول التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر، الكويت، 2009.
- جان بيرنجيه وآخرون، موسوعة تاريخ اوربا العام، ترجمة: وجيه البعيني، بيروت، 1995.
- جفري برون، تاريخ اوربا الحديث، ترجمة: علي المرزوقي، بيروت، 2006.
- رولان موسنييه، تاريخ الحضارات العام – القرنان 16-17، ترجمة: يوسف اسعد داغر – فريد. م. داغر ، بيروت، 2006.
- زين العابدين شمس الدين نجم، تاريخ اوربا الحديث والمعاصر، عمان، 2012.
- عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة الى أواخر القرن الثامن عشر، مصر، د – ت.
- عبد الفتاح أبو علية – إسماعيل احمد ياغي، تاريخ اوربا الحديث والمعاصر، الرياض، 1993.
- عبد العزيز عبد الغني إبراهيم، محاضرات في تاريخ اوربا بين النهضة والثورة الفرنسية، مالطا، 1997.
- عبد العزيز نوار – محمود محمد جمال الدين، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، القاهرة، 1999.
- عمر عبد العزيز، دراسات في التاريخ الأوربي والامريكي الحديث، الإسكندرية، 1992.
- علي حيدر سليمان، تاريخ الحضارات الاوربية الحديثة، بغداد، 1990.
- محمد محمد صالح، تاريخ اوربا من عصر النهضة حتى الثورة الفرنسة 1500م – 1789م، بغداد، 1982.
- محمد مظفر الادهمي، تاريخ اوربا الحديث – عصر النهضة – الثورة الفرنسة القرون 16- 18 ميلادية، بغداد، 1989.
- محمود شاكر، موسوعة الحضارات القديمة والحديثة وتاريخ الأمم، الأردن، د – ت.
- ميلاد المقرحي، تاريخ اوربا الحديث والمعاصر، طرابلس، 1995.
- هربرت فيشر، أصول التاريخ الأوربي الحديث من النهضة الاوربية الى الثورة الفرنسية، ترجمة: زينب عصمت راشد – احمد عبد الرحيم مصطفى، مصر، 1970.
- وليم لانجر، موسوعة تاريخ العالم، ترجمة: محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1963.
ثانياً: المصادر الأجنبية:
- Andrwmarr, A History of Modern Britain, London, 2008.
- Justin Mccarthy and Others,The Standard Historians,Vol.VI,New York,1907.
- Kathleen Nilan, Modern Europe,Vol.1, United states, 1996.
- R.B Mowat, A History of Europe and TheModren world, 1422-1928, London, 1931.
ثالثاً: الموسوعات:
1-Encyclopedia Britannica,Vol.3,U.S.A,1979.
رابعا: شبكة المعلومات العالمية (الانترنت):
- http//ar.wikipedia.org.
- http//ar.m.wikipedia.org.
- http//.tage-over-blog-net.
2- زين العابدين شمس الدين نجم، تاريخ أوربا الحديث والمعاصر، عمان، 2012، ص ص165-166.
[2]- محمد محمد صالح، تاريخ أوربا من عصر النهضة حتى الثورة الفرنسة 1500م – 1789م، بغداد، 1982، ص287.
[3] - زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص166.
[4] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة الى أواخر القرن الثامن عشر، مصر، د – ت ، ص155.
[5] - جفري برون، تاريخ أوربا الحديث، ترجمة: علي المرزوقي، بيروت، 2006، ص ص255 – 256.
[6] - عبد الفتاح أبو علية – إسماعيل احمد ياغي، تاريخ أوربا الحديث والمعاصر، الرياض، 1993، ص115.
[7] - عبد العزيز نوار – محمود محمد جمال الدين، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، القاهرة، 1999، ص145.
[8] - شرف صالح محمد السيد، أصول التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر، الكويت، 2009، ص138.
[9] - فردريك: ناخب البلاتين ولد في 16 أب 1596م وتوفي في 29 تشرين الثاني 1632م، امير او ناخب البلاتين للفترة (1610م – 1623م) ، كان عقلانياً ووكلفنياً، وكان عضواً بارزاً في الاتحاد البروتستانتي. للتفاصيل ينظر:
http//ar.wikipedia.org
[10] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص157.
[11] - رولان موسنييه، تاريخ الحضارات العام – القرنان 16-17، ترجمة: يوسف اسعد داغر – فريد. م. داغر ، بيروت، 2006، ص326.
[12] - محمد محمد صالح، المصدر السابق، ص290.
[13] - المصدر نفسه.
[14] - كريستيان الرابع: ملك الدانمارك والنرويج، ولد في عام 1577م، تولى الحكم في عام 1588م وهو بعمر احدى عشر سنة، تولى الحكم لمدة تسع وخمسون عاماً حتى وفاته في عام 1648. للتفاصيل ينظر:
http//ar.wikipedia.org
[15] - زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص168.
[16] - ميلاد المقرحي، تاريخ أوربا الحديث والمعاصر، طرابلس، 1995، ص72.
[17] - وليم لانجر، موسوعة تاريخ العالم، ترجمة: محمد مصطفى زيادة، القاهرة، 1963، ص1083.
[18] - ميلاد المقرحي، المصدر السابق، ص72.
[19] - شارل الأول: ملك إنكلترا ولد في 19 تشرين الثاني 1600م، تولى العرش في 1625م، وهو ابن الملك جيمس الأول، حاول الحكم بمفرده للتفرة 1629م-1640م، استدعى البرلمان من جديد في عام 1640م، عندما كان بحاجة الى الأموال، قطع علاقته مع البرلمان من جديد عام 1645م، حكم عليه بالإعدام، الذي نفذ في عام 1649م. للتفاصيل ينظر:
Encyclopedia Britannica,Vol.3,U.S.A,1979,p.112
[20] - زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص170.
[21] - عمر عبد العزيز، دراسات في التاريخ الأوربي والامريكي الحديث، الإسكندرية، 1992، ص248.
[22] - جوستاف ادولف: ملك السويد، ولد في 19 أيلول عام 1594م، تولى الحكم في عام 1611م، عد من اهم القادة المشتركين في حرب الثلاثين عاماً توفي بعد جرحه في احد المعارك في عام 1632. للتفاصيل ينظر:
http//ar.wikipedia.org
[23] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص ص 159 – 165.
[24] - اشرف صالح محمد السيد، المصدر السابق، ص143.
[25] - زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص171.
[26] - المصدر نفسه، ص172.
[27] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص162.
[28] - اشرف صالح محمد السيد، المصدر السابق، ص140.
[29] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص163.
[30] - زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص172.
[31] - عمر عبد العزيز، المصدر نفسه، ص250.
[32] - محمود شاكر، موسوعة الحضارات القديمة والحديثة وتاريخ الأمم، الأردن، د – ت، ص560.
[33] - عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص163.
[34] - جان بيرنجيه وآخرون، موسوعة تاريخ أوربا العام، ترجمة: وجيه البعيني، بيروت، 1995، ص ص 415-416.
[35] - محمد محمد صالح، المصدر السابق، ص297.
[36] - اشرف صالح محمد السيد، المصدر السابق، ص146.
[37]- http//ar.wikipedia.org.
[38]- Justin Mccarthy and others , The Standard History of The World by great Historians,Vol.VI,New York,1907,p.3234
[39]- Ibid,p3236.
[40]-Andrlwmarr, A History of Modern Britain, London, 2008, p.9.
[41]- محمد مظفر الادهمي، تاريخ أوربا الحديث – عصر النهضة – الثورة الفرنسة القرون 16- 18 ميلادية، بغداد، 1989، ص70.
[42]- هربرت فيشر، أصول التاريخ الأوربي الحديث من النهضة الاوربية الى الثورة الفرنسية، ترجمة: زينب عصمت راشد– احمد عبد الرحيم مصطفى، مصر، 1970، ص256.
[43]- Kathleen Nilan, Modern Europe,Vol.1, United states, 1996, p.18.
[44] - http//ar.m.wikipedia.org.
[45] - Justin Mccarthy,op.cit,p.3242
[46]- kathleenNilan, op.cit, p.20.
[47]- Ibid.
[48] -http//ar.m.wikipedia.org.
[49] - R.B Mowat, A History of Europe and The Modren world, 1422-1928, London, 1931, p. 162.
[50]- عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص165.
[51]- زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص174.
[52]- عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص165.
[53]- علي حيدر سليمان، تاريخ الحضارات الاوربية الحديثة، بغداد، 1990، ص101.
[54]- زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص174-175.
[55]- ميلاد المقرحي، المصدر السابق، ص175.
[56]- زين العابدين شمس الدين نجم، المصدر السابق، ص175.
[57]- علي حيدر سليمان، المصدر السابق، ص101.
[58] - http//.tage-over-blog-net.
[59] - http//ar.m.wikipedia.org.
[60]- عبد الحميد البطريق – عبد العزيز نوار، المصدر السابق، ص166.
[61] - Justin Mccarthy ,op.cit,p.3247
[62]- عبد العزيز عبد الغني إبراهيم، محاضرات في تاريخ أوربا بين النهضة والثورة الفرنسية، مالطا، 1997، ص21.
[63] - R.B. Mowat, op.cit, p.168.
[64] - http//ar.m.wikipedia.org.
[65]- محمد محمد صالح، المصدر السابق، ص301.
[66]- علي حيدر سليمان، المصدر السابق، ص102.
[67]- محمد محمد صالح، المصدر السابق، ص303.
[68]- علي حيدر سليمان، المصدر السابق، ص102.