شعر الاستنهاض بالإمام الحجة (عجل الله فرجه) عند أبي الحب الكبير دراسة في المضمون الموضوعي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وخاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المنتحبين .
أما بعد
فان مدينة كربلاء تعد واحدة من المدن العربية الخالدة التي نبغت فيها طائفة كبيرة من رجال العلم والفكر والأدب ... ومن بين أولئك الرجال العظام الشاعر الشيخ محسن أبو الحب الكبير المتوفى سنة (1305 هـ - 1887 م) ، والذي سخر جل موضوعاته الشعرية في خدمة قضية أهل بيت الرسالة عليهم السلام ،ومن بين تلك الموضوعات التي وظفها ابو الحب في ديوانه موضوع (شعر الاستنهاض بالإمام الحجة (عجل الله فرجه) )؛ إذ أن رسوخ عقيدة الشاعر بالإمام المهدي عليه السلام وما حل بأهل البيت النبوي عليهم السلام من ظلم وقمع وجور كانت من أهم الأسباب التي دفعته إلى الاستنهاض بالإمام الحجة عليه السلام ، فضلاً عن حالة الاضطهاد التي ألمت به وبمجتمعه من جراء سياسة الدولة العثمانية إبان القرن التاسع عشر ، إذ كانت هي الأخرى أيضاً من الأسباب التي جعلته يتوجه بأنظاره صوب الإمام المهدي عليهم السلام .
وقد جاء البحث ليسلط الضوء على أبرز مضامين شعر الاستنهاض عند أبي الحب الكبير ، فقد قسم البحث على تمهيد ومحاور عدة ضم التمهيد في ثناياه مفهوم شعر الاستنهاض لغة واصطلاحاً فيما ضمت محاور البحث مضامين شعر الاستنهاض بالإمام الحجة عليهم السلام عند أبي الحب الكبير والتي تمثلت في الآتي :
- الثأر للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار
- الشفاعة
- عرض مظلومية أهل البيت عليهم السلام للإمام المهدي(عج)
- رفض الشاعر للواقع السياسي
و قد أعقبت تلك المحاور خاتمة ضمت ابرز النتائج التي توصل إليها البحث .
وقد اعتمد البحث وبعد القرآن الكريم على مصادر عدة منها ديوان الشاعر وعدد من كتب الأدب والتاريخ والحديث و العقيدة فنأمل أن نكون قد اغترفنا منها ما يزيد البحث جلاءً ويثريه فكراً .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ...
التمهيد :
الاستنهاض من النهوض وهو لغة : البراح من الموضع والقيام عنه... واستنهضه لأمر كذا إذا أمرته بالنهوض له.([1])
وفي الاصطلاح: هو من الموضوعات الشعرية التي ارتبطت بعقيدة الشعراء المسلمين في المهدي الموعود عليه السلام، إذ يتمثل في دعوتهم للإمام الحجة بن الحسن المهدي(عج) بالتعجيل في الظهور وإعلان الثورة على الظالمين الذين ظلموا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسبطه الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار عليهم السلام والتنديد بهم والانتقام منهم وأن يُحلَّ القصاص العادل بهم ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.([2])
وشعر الاستنهاض من الموضوعات القديمة في الشعر العربي، إذ تناوله الشعراء من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، فكان الشعراء في الجاهلية يستنهضون زعيم القبيلة أو رئيسها لأخذ ثأر المقتولين ولمجابهة الخصم والردّ عليه([3])، وعندما انبثق الإسلام شعلة مضيئة في تأريخ العرب استمر هذا اللون من النظم غرضاً شعرياً ولجه شعراء العصر آنذاك وإلى يومنا، ولكنه ارتبط بإيمانهم المتمثل بالدين الإسلامي وبالرسول محمد صلى الله عليه وآله وعقيدتهم بظهور المهدي المنتظر ـ على الرغم من أن الاعتقاد بظهور المهدي المنتظر يختلف عند المسلمين من طائفة لأخرى في تعيين شخصه وبعض صفاته، فمثلاً كان اعتقاد المسلمين من أتباع أهل البيت عليهم السلام بـ (المهدي المنتظر) متمثلاً بـ (الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام ) الإمـام الثاني عشر مـن أئمتهم ـ و هذا الاعتقاد كان باعثاً لقول الشعر عند بعض الشعراء الذين عبروا عن اعتقادهم ودافعوا عنه في شعرهم([4]) وقد كان لهذا الاعتقاد حضور سابق على ولادة الإمام المنتظر(عج) إذ إنّ المسلمين قد اعتمدوا في اعتقادهم هذا على القرآن الكريم أولاً إذ قال تعالى في ذلك: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾([5]). وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾([6]). وقال تعالى أيضاً: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾([7]) إذ يرى كثيرٌ من المسلمين أن هذه الآيات المباركة نزلت في حق المهدي المنتظر عليه السلام، وكما اعتمد المسلمون على أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله ثانياً إذا لا شك في أن من يبحث في كتب السنة النبوية يرى الكثير من الأحاديث النبوية قد جاءت في ذكر المهدي الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وآله هذه الأمة إذ قال الرسول: «لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، ....... فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».([8]) وقال صلى الله عليه وآله: «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من المشرق معهم راياتٌ سود، فيسألون الخير فلا يُعطونه، فيقاتلون، فيُنصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجــل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملأوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج»([9])، وغير ذلك الكثير من الأحاديث التي رويت عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله في حق الإمام المهدي المنتظر(عج).
وعلى الرغم من وجود هذه الأدلة القاطعة التي تؤكد فكرة المهدويّة أي (ظهور المصلح في آخر الزمان) إلا أن في المسلمين من ينكر هذه المسألة، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله على النهي عن إنكار ذلك بقوله: «من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني»([10]) وقوله أيضاً صلى الله عليه وآله: «من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر...»([11])، حيث هناك بعض الأقوام أنكرت فكرة وجود المهدي(عج) ومنهم من زعم أنه قد مات وأن غيبته شيء غير طبيعي... لكن المسلمين من أتباع أهل البيت عليهم السلام الذين آمنوا بـ (الحجة بن الحسن المهدي(عج) قد اعتقدوا أن غيبة الإمام المهدي(عج) أمر طبيعي؛ اسوة بكثير من الأنبياء والمرسلين الذين غابوا واستتروا عن أقوامهم، فهذا نبي الله موسى عليه السلام قد غاب عن قومه في مناجاة الله سبحانه وتعالى وعند ذلك رجع قومه عن طاعة الله سبحانه وتعالى وعبدوا العجل، وكذلك نبي الله يوسف عليه السلام وإدريس عليه السلام وصالح عليه السلام وكذا سليمان عليه السلام وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله حين غاب عن قومه وهو في الغار ثم ظهر بعد ذلك الاستتار...([12])، وهذا يدل على أن للإمام المهدي(عج) شبه بالأنبياء، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «في القائم سنّة من موسى، وسنّة من يوسف، وسنّة من عيسى وسنّة من محمد صلى الله عليه وآله...».([13])
وأما عن أسباب غيبة الإمام المهدي(عج) فإنها تتمثل في نجاته من الظلم أي «إخافة الظالمين له ومنعهم يده من التصرف فيما جعل إليه التصرف فيه...»([14]) إذ أن هذا الاختفاء تم عن طريق الإعجاز الإلهي من أجل حفظ الإمام المهدي(عج) من الموت والخطر لكي يقوم بالمسؤولية الكبرى في اليوم الموعود([15]) وفي هذا الشأن يقول أبو الحب رادّاً على من أنكر وجود الإمام المهدي(عج):([16]) (من الطويل)
لقد زعم الأقوام أنك لم تكن |
|
أو انك ميت ضم جثّتك القبرُ |
وأنت الذي أحللت موسى محله |
|
ونال ولم يجحد حياة بك الخضرُ |
وقد غاب نوح قبل ما غبت برهة |
|
من الدهر حتى آب والعذر الغدرُ |
وغيبة عيسى لم تكن خوف قتله |
|
ولكنها سر وغيبتك السرُ |
فأي عجيب في احتجابك في مدى |
|
على كل حال طال أو قصر الدهرُ |
بلى عميت أبصار قوم فأنكروا |
|
وجودك حتى شاع بينهم النكرُ |
وبذلك كانت عقيدة المسلمين من أتباع أهل البيت عليهم السلام بالمهدي المنتظر(عج) عقيدة راسخة قوية، إذ كان رسوخ عقيدتهم من الأسباب التي جعلت شعراءهم يستنهضون الإمام الحجة(عج) ويطلبون تعجيل الفرج في ظهوره فضلاً عن مصارع أهل البيت عليهم السلام وما حل بهم من ظلم وقمع وجور عدم الالتزام بشريعة الإسلام ومبادئه وسيطرة أعداء الإسلام على مقاليد السلطة، كانت أهم الأسباب التي جعلت الشعراء من أتباع أهل البيت عليهم السلام يتوجهون إلى النظم في هذا الموضوع الشعري، إذ التجأ إليه الشعراء أملاً منهم في الخلاص من الظلم والقهر والجور... لا سيما أنهم كانوا على دراية مؤكدة بأن غيبة الإمام المهدي(عج) هي موضع فتنة ومحل اختبار.([17])
ومن هؤلاء الشعراء الذين كتبوا في استنهاض الإمام المهدي(عج) الكميت بن زيد الأسدي (ت126 هـ)([18]) ، وكذلك السيد الحميري (ت 173هـ)([19]) ، والقاسم بن يوسف الكاتب (ت213 هـ)([20]) ، ودعبل بن علي الخزاعي (ت246 هـ)([21]) وغيرهم من الشعراء... ولكن أغلب ما قاله هؤلاء الشعراء كان مندرجاً في مدح الأئمة عليهم السلام ورثائهم، أي أنهم لم يفردوا قصائد كاملة في استنهاض المهدي المنتظر عليه السلام.([22])
وعندما حل القرن التاسع عشر نرى أن أكثر الشعراء قد كتبوا في استنهاض الحجة(عج) وأفردوا قصائد بذاتها في المهدي المنتظر عليه السلام حتى أصبحت قصيدة الاستنهاض بـ (المهدي المنتظر (عج)) بمفاصلها البنائية غرضاً قائماً في ذلك العصر([23]) ولعل أهم الأسباب التي دفعت شاعر القرن التاسع عشر في العراق إلى الاستنهاض بالإمام المهدي عليه السلام وطلب تعجيل ظهوره هي عقيدة الشاعر بالإمام المهدي(عج) أولاً، فضلاً عن حالة الاضطهاد التي ألمت به خاصة وبمجتمعه عامة من جراء سياسة الدولة العثمانية([24]) إذ عبر هذا الاستنهاض عن رغبة مكبوتة في داخله تمثلت في رفضه التام للواقع السياسي الذي عانى منه وكذلك مثل هذا الاستنهاض تنفسياً عن معاناته النفسية وتعبيراً عن رفضه للسلطة آنذاك.([25])
وعليه فإن الدافع لهذا الفن عند شاعر القرن التاسع عشر هي «حالة إحساسه الحاد بالواقع، واقعه النفسي الذي يموج بألوان الصراع... وعندئذ يكون الدافع إلى الإبداع هي الرغبة الحقيقة في التخلص من هذا الواقع».([26])
وقد كان الشاعر محسن أبو الحب بارعاً في هذا المجال عندما تناول هذا الموضوع شأنه شأن شعراء عصره أمثال السيد حيدر الحلي([27]) وغيره من الشعراء، إذ أفرد قصائد كاملة في استنهاض المهدي(عج) فضلاً عن القصائد التي نظمت في مواضيع أخرى ولكنه ختمها باستنهاض المهدي(عج)، ولعل الأسباب التي دفعت الشاعر إلى النظم في هذا الغرض هي الأسباب نفسها التي دفعت شاعر القرن التاسع عشر بوجه عام.
مضامين شعر الاستنهاض عند أبي الحب الكبير:
- الثأر للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار:
والثأر في اللغة: هو الطلب بالدم وقيل الدمُ نفسه([28])، وهو : من القيم الأخلاقية والاجتماعية التي عرفها العربي والتي فرضتها عليه طبيعة الحياة آنذاك إذ أصبح ضرورة اجتماعية لا يمكن تجاهلها بحكم الحروب والأحداث التي مرت عليه، إذ جعلت الثأر عند العرب مبدءاً من مبادئهم وقانوناً من قوانينهم، وأن الأخذ به دليلٌ على الشجاعة وتركه دليل على الضعف والاستهانة بالقبيلة والفرد معاً حتى يصبحا هدفاً لمن شاء من الأعداء([29]).
وقد تناول الشعراء على مختلف العصور الثأر في أشعارهم حاولوا من خلاله تحريض الآخرين على الأخذ به، إذ كانوا يعتقدون أن روح القتيل لا تهدأ إلا بالثأر لدمه والاقتصاص من قاتليه إذ كانوا يقولون في ذلك:([30])
البس لكل حالةٍ لبوسها |
|
إما نعيمها وإما بؤسها |
وعندما جاء الإسلام ونزل القرآن الكريم الذي يعد دستوراً قلب حياة العرب، استبدل الثأر بالقصاص إذ قال تعالى في ذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾([31]) وقال تعالى أيضاً: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾([32]) وقد أراد الله سبحانه وتعالى من ذلك حماية النفس البشرية من القتل وإراقة الدماء، ولقد كان لمصائب أهل البيت عليهم السلام وما حل بهم من مأساة جعلت المسلمين يرغبون في أن ينهض من يطلب بثأرهم وينتقم لهم ويقتص من أعدائهم حتى صار الطلب بثأر الحسين عليه السلام شعاراً لبعض الحركات السياسية([33])، فكان في نفوس المطالبين بثأر الإمام الحسين عليه السلام أملٌ كبير في الانتقام من أعداء أهل البيت عليهم السلام ولما كانت عقيدتهم بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام راحوا يستنهضونه لأخذ ثأر أهل البيت عليهم السلام وذلك لأن من صفاته عليه السلام بأنه هو القائم أي «الطالب بالثأر ثأر أهل البيت عليهم السلام وبالأخص ثأر الإمام الحسين عليه السلام...»([34])، وقد جسد الشعراء هذا الاستنهاض بالإمام المهدي عليه السلام من أجل الأخذ بالثأر في أشعارهم وكان محسن أبو الحب واحداً من هؤلاء الشعراء الذين طالبوا بالقصاص من أعداء أهل البيت عليهم السلام... وعلى الرغم من توالي المصائب والنكبات على أهل البيت عليهم السلام وأتباع مدرستهم إلاّ أن ما حلّ بالإمام الحسين عليه السلام وأسرته وأنصاره في كربلاء كان بحق الفاجعة الأليمة التي علقت في أذهان البشرية على مرِّ العصور، فكان الحدث الحسيني حاضراً في ذهن أبي الحب لم يغب عن باله، فلذلك نراه يطالب بالثأر قائلاً:([35]) (من الطويل)
متى تدرك الثأر الذي أنت طالبهْ |
|
متى تملك الأمر الذي أنت صاحبهْ |
لقد ملأ الدنيا سناك ولم يلح |
|
لعيني يوماً من جبينك ثاقبهْ |
فالدلالة النفسية لهذا النص تكشف عن رغبة الشاعر في الانتقام من أعداء أهل البيت عليهم السلام لذلك راح يستنهض الإمام المهدي(عج) ويطلب منه التعجيل في الظهور من أجل الأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار عليهم السلام... ومن ثم يتساءل في أبيات أخرى عن قيام المهدي(عج) إذ يرى أن انتظاره قد أودى بالقلوب فيقول في ذلك:([36]) (من الطويل)
متى الخيل يعلو للسماء غبارها |
|
متى الحرب يومي للنجوم شرارها |
متى تلبس البيض الرقاق مطارفاً |
|
من الدم غاد بالعيون احمرارها |
متى تطلع الشمس التي طال مكثها |
|
احتجاباً وأودى بالقلوب انتظارها |
متى تخفق الرايات فوق أشاوس |
|
ألا يا لثارات الحسين شعارها |
فالملاحظ من خلال هذا النص أن الشاعر يجد في غياب الإمام المهدي عليه السلام شمساً قد طال غيابها ويتمنى أن تقوم الثورة المهدوية وتخفق الرايات على رؤوس المسلمين وذلك لتحقيق النصر والانتقام من أعداء أهل البيت عليهم السلام وبذلك ينصر الله إمام الحق عليه السلام.
ويخاطب الشاعر في أبياتٍ أخرى سيف الإمام المنتظر عليه السلام معاتباً إياه، فيقول:([37]) (من الخفيف)
أيها الصارم الذي لم يبارح |
|
غمده طالما انتظارك طالا |
أنت والله منعش الحي بعد الـ |
|
موت أو مهلك العدى استئصالا |
فالشاعر في هذا النص يعاتب سيف الإمام المهدي عليه السلام ؛ وذلك لأنه لم يبارح غمده ويأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام فالشاعر يرى في ظهور الإمام المهدي(عج) إعادة الروح للجسد الإسلامي بعد أن أعياه الظلم والانحراف، ويرى فيه كذلك استئصالاً لهؤلاء الأعداء الذين ظلموا سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وآل بيته الأطهار .
وبلغ الشاعر من شدة شوقه للفوز برؤية يوم تحقيق العدالة الإلهية أنه تمنى أن يدرك اليوم الذي يخفق فيه علم ثورة إسلامية تنتقم من الظالمين وتثأر للمظلومين وتعمل على سيادة العدل الذي نادت به شريعة الإسلام إذ يقول في ذلك:([38]) (من الكامل)
ما حاجتي في هذه الدنيا وقد |
|
أذِنتْ ثوابت عزها بزوالِ |
لولا انتظاري يوم ثأرهم الذي |
|
فيه بلوغ مطالب الآمالِ |
يا رب إن قصرت يميني دون ما |
|
حاولت من نصرهم وشمالي |
فاجعل نصيبي بعدما أنا خائف |
|
ان لا يفوز بمثلها أمثالي |
مع ثائر لهم يثور بعصبة |
|
تلهو الأسود بها عن الأشبالِ |
حرّى القلوب لثأر قتلى لم تنخ |
|
فيها إلى أمد الزمان وصاليِ |
وفي أبيات أخرى من قصيدة الاستنهاض نرى الشاعر يتمنى لو سَلَّ الإمام المهدي عليه السلام سيفَ الجهاد لينتقم من الظالمين الذين اعتدوا على النبي صلى الله عليه وآله عندما سفكوا دماء أهل بيته عليه السلام وهو في ذلك يقول على لسانه :([39]) (من الخفيف)
قم لها عاجلاً فما هي إلا |
|
ساعةً أو يقال جزّ جزورِ |
ليتني كنت شاهداً يوم يدعو |
|
في عِراص الطفوف هل من مجيرِ |
لست من هاشم إذا لم أذقها |
|
اليوم كأس الردى بغير مديرِ |
لست من هاشم إذا لم أدعها |
|
من دماء الكماة مثل البحورِ |
قتلوا أهلي الكرام وأعفو |
|
عنهم لا ومَنْ إليه مصيري |
لو ملئت السماء والأرض قتلى |
|
منهم ما اشتفى بذاك ضميري |
نهنهوا عن ملامكم إنّ ثاري |
|
فوق ما قد رأيتمُ من نكيرِ |
ومن ثم يبين الشاعر في أبيات أخرى موقف السيدة زينب(عليها السلام) وهي لا تجد ما يهون عليها وقع فاجعة الطف على نفسها ويشفي غليلها سوى صليل السيوف وظهور المهدي المنتظر عليه السلام الذي يأخذ بثأر أخيها الحسين عليه السلام إذ عبر الشاعر عن ذلك قائلاً:([40]) (من الوافر)
فلا والله لا يشفي غليلي |
|
سوى قرع الحسام على الحسامِ |
بيوم تزعق الأملاك فيه |
|
ألا ظهر الكريم ابن الكرامِ |
طلوب الثأر ليس لها وليٌّ |
|
سواك فقم بسيف الانتقامِ |
على الدنيا العفاء إذا تشفّت |
|
بكم أكباد أبناء الطغامِ |
فيجسد الشاعر في هذه الأبيات زينب(عليها السلام) وهي تجدد الأمل في نفسها وترى أن دفع الشامتين بآل الرسول محمد صلى الله عليه وآله والانتقام منهم لا يكون إلا بقيام المهدي(عج).
ونعى الشاعر في أبياتٍ أخرى على بني هاشم طول صبرهم على ما عملته الحكومات المعاقبة من إقصائهم وقتلهم وتشريدهم فيقول أبو الحب مخاطباً إياهم:([41]) (من الطويل)
ولله ثار قد أُضيع مثاره |
|
فهل ثائر يرجى لثأر مضيّعِ |
وإن تدّعوها يالهاشم فانهضوا |
|
وإلا اسكتوا لا يدّعي بعد مدعِ |
فلو كنتم أكفاء يوم طلابها |
|
لثرتم إليها مسرعاً إثر مسرعِ |
لقد كنتم من أمنع الناس جانباً |
|
وأحمامهم إن ذلَّ صعبُ التمنّعِ |
فما بالكم أصبحتم بعد عزّكم |
|
تهب عليكم كلّ نكباء زعزعِ |
تذودكم عن موطن إثر موطن |
|
وتقذفكم في بلقع بعد بلقعِ |
ويا عجباً كيف استطعتم تصبراً |
|
وتهجع منكم أعين غير هجّعِ |
حريمكم بين اللئام صوارخ |
|
وأنتمْ بمرأى من حماها ومسمعِ |
رضيتم وأنتم أعظم الناس غيرةً |
|
تسير أسارى فوق أكوار ضلّعِ |
كما توجه الشاعر مخاطباً بني هاشم، فإنه توجه كذلك إلى بني أمية وغيرهم من الظالمين محذراً إياهم من عواقب ظلمهم لآل البيت عليهم السلام فيقول في ذلك:([42]) (من الطويل)
ألا فاستعدّي يالك الويل وارقبي |
|
طلائع رايات الهدى وتطّلَّعي |
فإن لها يوماً عظيماً لقاؤه |
|
على كل مرهوب اللقاء سميدعِ |
يثير به نقع الملاحم للسما |
|
أخو عزمات ليس بالمتضعضعِ |
هنالك يسمو طائلاً رأسُ خاضع |
|
ويشمخ منه عاطساً أنف أجدعِ |
ـ الشفاعة:
الشفاعة في اللغة: الدعاء ، والشفاعةُ: كلام الشفيع للملِكِ في حاجة يسألها لغيره.([43])
وفي الإصطلاح: «هي السؤال في التجاوز عن الذنوب من الذي وقع الجناية في حقه».([44])
ويُعد مبدأ الشفاعة من المحاور الموضوعية التي تضمنتها قصيدة الاستنهاض عند أبي الحب، فكان في أكثر قصائده التي كتبها في الاستنهاض يختمها بطلب الغفران والشفاعة من آل النبي عليهم السلام والتوسل بهم ومناجاتهم، لما لهم من مكانة سامية عند المسلمين، إذ أنهم امتداد طبيعي للرسول محمد صلى الله عليه وآله فضلاً عن وجاهتهم عند الله سبحانه وتعالى بوصفهم الطريق الأمثل للخلاص من ذنوب الدنيا، فيعترف الشاعر في هذا الجزء من قصيدة الاستنهاض بتقصيره في أداء واجباته الدينية والدنيوية، ويذكر عيوبه وزلاته المشينة وكثرة ذنوبه في الدنيا، مناجياً أهل البيت عليهم السلام بصدقٍ وخوف مستعطفاً إياهم طالباً منهم التوبة والمغفرة، طامعاً في وساطتهم وشفاعتهم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وبذلك تكون غاية الاستنهاض بالإمام المهدي(عج) غاية تكفيرية للذنوب والتقصير في حق الدين والدنيا، وتكون هذه الغاية مصحوبةً بإحساس الندم وطلب التوبة.
ولم يكن الشاعر محسن أبو الحب وحده من الشعراء الذين اختتموا قصائدهم بطلب الشفاعة والاعتراف بالذنوب، فهناك كثير من الشعراء قد اختتموا قصائدهم بالاعتراف بالذنب وطلب الشفاعة من النبي وآله عليهم السلام([45])، وبذلك نرى أبا الحب يستعطف الإمام المهدي عليه السلام ويطلب الشفاعة منه فيقول:([46]) (من الوافر)
أنا العبد الذي طوَّقتموه |
|
من الإحسان أطواقاً جساما |
أسمى محسناً بكم وإني |
|
لشرّ الناس للذنب اجتراما |
فخذ بيدي فقد ثقلت ذنوبي |
|
عليّ فلم أطق منها القياما |
وكن لي ملجأ من كلّ خطبٍ |
|
وكن لي من يد البلوى عصاما |
وكن بي راضياً في الحشر عبداً |
|
فإني قد رضيتك لي إماماً |
فالشاعر في هذا النص قد رسم صورة له وهو بين يدي الله سبحانه وتعالى في يوم القيامة، وهو كثير الذنوب والعيوب الدنيوية، حيث ضاقت به السُبل ولا مفرَ له من حساب الله جل وعلا... وفجأة تكون ثمة كوّة أمل تتمثل بمجيء الشفيـع ـ الإمام المهدي(عج) ـ لينقذ من استشفع به ويكون له وسيطاً عند الله سبحانه وتعالى، فيظفر الشاعر بما كان يأمله عند الإمام المهدي عليه السلام.
ويبدو من خلال استقراء هذه الأبيات أن أبا الحب كان مطلعاً على قصيدة البوصيري المسماة بـ «البردة»([47])؛ والتي عارضها أحمد شوقي، في قصيدته المسماة بـ «نهج البردة»([48])؛ وذلك من حيث طبيعة الغرض والعناصر الإيقاعية المتمثلة في القافية وهي قافية (الميم) التي تُعد قافية صالحة وطيعة لرصد التجربة الشعرية الروحانية([49])، وهذا الأمر إن دل على شيء إنما يدل على سعة اطلاع الشاعر لنتاج من سبقه من الشعراء، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن أبا الحب كان محاكياً ومقلداً لنماذج شعرية سابقة في بعض الأحيان.
وفي هذا الشأن أيضاً يقول أبو الحب:([50]) (من البسيط)
يا أطيب الناس من عجم ومن عرب |
|
وأنجب الناس من عرب ومن عجمِ |
وافاك عبدك لم تنفق بضاعته |
|
ألا عليك ولم تعرض ولم تسمِ |
إن كنت تقبلها فضلاً فأنت له |
|
أهلاً وإلا فيا ويلي ويا ندمي |
وإن وهبت فهبني ما أؤمله |
|
في النشأتين ففيك اليوم معتصمي |
فلنحظ أيضاً من خلال هذه الأبيات أن ملازمة الشاعر لطلب الشفاعة في قصيدة الاستنهاض دليل واضح على إيمانه بشفاعة المهدي(عج) إذ أن للإمام المهدي منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ذلك أنّه(عج) من نسل حبيبه المصطفى(صلى الله عليه و آله وسلم) هذا ما جعل الشاعر يؤمل في شفاعته. وبذلك تكون الشفاعة من أهم المحاور الموضوعية التي تضمنتها قصيدة الاستنهاض في ديوان أبي الحب.
- عرض مظلومية أهل البيت عليهم السلام على الإمام المهدي(عج):
أما المحور الثالث الذي وظفه الشاعر في قصيدة الاستنهاض بالإمام المهدي(عج) هو عرض مظلومية أهل البيت عليهم السلام للإمام المهدي ليكون ذلك مدعاة لخروجه والتعجيل في ظهوره، إذ راح الشاعر يبين للإمام(عج) ما حلَّ بالحسين عليه السلام وأهل بيته الطيبين الطاهرين، فبعد أن تتلاطم الأمواج النفسية لدى الشاعر من جراء ما يعانيه هو ومجتمعه، نراه يلجأ إلى الإمام المهدي(عج) عارضاً عليه مصائب أهل البيت عليهم السلام ؛ وذلك لتهوين معاناته ومأساة مجتمعه وبذلك «تتجسد في الفنان المبدع همومه وهموم عصره، ويستقطب قلقاً إنسانياً، فيتفاعل في داخله قلقه الذاتي وقلق مجتمعه وأمته وقلق إنساني عام».([51])
فنرى الشاعر يخاطب الإمام المهدي(عج) ويُذكِره بمصائب آبائه فيقول:([52]) (من البسيط)
دع عنك ما نشتكيه من مصائبنا |
|
واذكر مصابك في آبائك الصيدِ |
التاركي مقل العلياء ساخنة |
|
حتى القيامة لم تمسس بتبريدِ |
والجاعلين بيوم الروع أدرعهم |
|
نحورهم بدلاً عن نسج داودِ |
باتوا بجرعاء وادي الطف تندبهم |
|
جنّ الوعور وكل الوحوش في البيدِ البيدِ |
قتلاً كأنّهم لم يظفروا بمنى |
|
بلا وحقك نالوا خير مقصودِ |
رامو رضا الله في إتلاف أنفسهم |
|
فجرّدوها له في أيّ تجريدِ |
تظما البسيط فتروى من دمائكم |
|
فليس تُنبت شيئاً غير منكودِ |
تراك تنسى دماء أنت طالبها |
|
راحت هباءً بيوم غير معهودِ |
وإن شخصاً رسول الله والده |
|
ما باله بات شلواً غير ملحودِ |
لم يكفهم قتله عن وطئ جثته |
|
بالعاديات ألا حُرقتي زيدي |
ألقى عليك رسول الله هيبته |
|
فكنت وارثه يا خير مولودِ |
لم ينتظر جدّك الهادي لنصرته |
|
إلا حسامك فالحظه بتجريدِ |
نصر من الله أو فتح يقرّ به |
|
على سواك لواه غير معقودِ |
فالملاحظ في هذه الأبيات أن الشاعر يُذكِّر الإمام المهدي(عج) بمصائب آبائه ويعرض عليه ما حلَّ بهم لعل ذلك يكون سبباً في تعجيله بالظهور وإعلان الثورة على الظالمين في كل بقعةٍ من بقاع الأرض.
ومن ثم نرى الشاعر في أبيات أخرى يخاطب المهدي عليه السلام قاصاً عليه أنباء ما جرى في كربلاء وما حل بالحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في فاجعة الطف الأليمة فيقول:([53]) (من الطويل)
أقصّ عليك اليوم أخبار ما جرى |
|
وأنت الذي لم يَعْدُ عن علمك الذرُّ |
لمن أعين سالت نجيعاً بكربلا |
|
زماناً وجفّت ثم ساعدها القطرُ |
لمن جثث فوق الرمول تلاعبت |
|
عليها عوادي الخيل لا جازها العقرُ |
لمن أرؤس في كل مجلس ريبةٍ |
|
تلذ لمرآها لشاربها الخمرُ |
فالشاعر في هذا النص يبين للمهدي المنتظر عليه السلام ما حلَّ بأهل البيت عليهم السلام في كربلاء حيث تلاعبت خيول الأعادي فوق أجساد أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله([54]) وكيف تهادوا رؤوسهم الطاهرة في المجالس التي يحلو لهم شرب الخمر فيها ، ونرى الشاعر أيضاً يكرر أسلوب الاستفهام مرات عدة في هذا النص ذلك لكي يعبر من خلاله عن مرارة الحزن والأسى في داخله على مصاب سيد الشهداء عليه السلام لعل ذلك يكون سبباً في تعجيله بالظهور.
ويؤكد الشاعر للإمام المنتظر(عج) أن جلّ مصائبنا وما جرى علينا من أحداثٍ أليمة وعظيمة لا تماثل مصائب أهل البيت عليهم السلام وما جرى عليهم فلا مصيبة أعظم من مصابهم ولا فاجعة أشد من فاجعتهم فيقول في ذلك واصفاً أحوالهم عليهم السلام:([55]) (من البسيط)
مولاي كل رزايانا وإن عظمت |
|
أدنى رزاياكم في الدهر أصعبها |
نفسي فداء جسوم بالعرا نبذت |
|
أيدي السلاهب في الرمضاء تقلبها |
وأرؤس كبدور التم ترفعها |
|
على الرماح وبالأحجار تضر بها |
ونسوة بعد هتك الستر مؤسرة |
|
العلج يسلبها والله يحجبها |
تبكي لها أعين الأملاك من جزع |
|
والجن تحت طباق الأرض تندبها |
ذا بعض ما نالكم فانهض فداك أبي |
|
كل الرزايا بكم ينجاب غيهبها |
وينادي الشاعر في جوانب أخرى من قصيدة الاستنهاض الإمام المهدي(عج) طالباً منه التعجيل في الظهور، وذلك لأن غيبته الطويلة قد أدت بالمسلمين إلى الهلاك مجسداً له حال أهله عليهم السلام وما جرى بهم في أرض الطف فيقول:([56]) (من البسيط)
يا أيها الملك المحجوب أنت لها |
|
لقد هلكنا انتظاراً فاكفنا الهلعا |
هذا أبوك أتنسى يوم مصرعه |
|
وصنعَ شمرٍ به يا جلّ ما صنعا |
وذا أخوك وذا سهم ابن مرّة قد |
|
أودى به ليته في مهجتي وقعا |
وذاك عمّك حول النهر جثته |
|
كالطّود أصبح من أرجائه انقطعا |
وتلك عمتك الحوراء تحملها |
|
مصاعباً تشتكي مع هزلها الضلعا |
وذا عليلك أمسى وهو مرتهن |
|
يشكو إلى الله مع أغلاله الوجعا |
ويخاطب الشاعر الإمام المهدي عليه السلام أيضاً مبدياً له تلهفه ليوم ظهور الحق الذي عقد عليه آماله وعارضاً عليه مصائب أهل بيته الأطهار عليهم السلام إذ يقول في ذلك:([57]) (من الكامل)
يا أيها الملك المحجّب وثبة |
|
يعنو لها بالذلّ كلّ حرونِ |
أترى سواك اليوم راتق فتقها |
|
هيهات ليس سواك بالمأمونِ |
ذهب الحسين بطخية لن تنكشف |
|
إلا بضوء حسامك المسنونِ |
خشعت له حتى السباع قلوبها |
|
وترقرقت حتى العيون العينِ |
غضب الإله لعقر ناقة صالح |
|
حتّى أذاقهم عذاب الهونِ |
وابن النبي رضيعه في حجره |
|
رضع السهام بنحره المطعونِ |
ولقد خشيتُ بأن تزور منيتي |
|
قبل انتصاركم بني ياسينِ |
لا خير في عمر الفتى ما لم يكن |
|
يُفنى بنُصرة صاحب وخدِينِ |
هي بغية لو أنني أدركتها |
|
لعلمت أنّي لستُ بالمغبونِ |
ويبدو واضحاً من خلال استقراء هذا النص أن الشاعر كان يتمنى أن يبقى على قيد الحياة حتى يظهر الإمام الحجة(عج) وذلك لكي يكون من أنصاره وأعوانه والمطالبين بحق الحسين وأهل بيته عليهم السلام الذين اغُتُصِبَ حقهم بليلةٍ ظلماء لن تنكشف إلا بوميض سيف المنتظر عليهم السلام عند ظهوره.
- رفض الشاعر للواقع السياسي:
لطالما كان الشاعر إنساناً فناناً إلا أن شأنه شأن غيره من الناس من حيث رغباته وحاجاته النفسية المتمثلة في حاجته إلى الاستقرار والسلام والحرية... لذلك فإن مثل هذه الحاجات التي يرنو الشاعر إليها لا يمكن أن تتحقق في ظل مجتمع تحيط به الأعداء من كل الجوانب، وعليه فإن الشاعر لم يجد ما يهوّن عليه مأساته ومأساة مجتمعه سوى اللجوء إلى المهدي المنتظر(عج) واللوذ به... لذلك راح الشاعر يصرخ بغضب ونقمة معبراً عن سخطه على دولة أهدرت كرامة الإنسان العربي المسلم([58])، إذ عبر الشاعر عن رفضه للواقع السياسي المنحرف والظالم رفضاً قاطعاً، وبهذا فإن رفض الشاعر للواقع السياسي مثل أحد المحاور الموضوعية التي تضمنتها قصيدة الاستنهاض بالإمام الحجة(عج) إذ نجد الشاعر يبث حزنه وشكايته من جراء هذا الواقع الأليم إلى الإمام عليه السلام معبراً عن سخطه من سياسة الحكام الجائرين الذين يتحكمون في الناس وأحوالهم من دون حق إذ يقول في ذلك:([59]) (من الطويل)
أفي كل يوم فاجرٌ أو ابن فاجر |
|
يحكم فينا باديات معايبهْ |
تروح بك الدنيا وتغدو منيرة |
|
ويملكها من ليس تخفى مثالبهْ |
فالشاعر في هذين البيتين يؤكد أن كل من تسلم الحكم لا يستحقه، ذلك لأنه حكم بغير ما في كتاب الله سبحانه وتعالى ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وآله.([60])
ويخاطب الشاعر الإمام المهدي عليه السلام أيضاً مبيناً له مدى الظلم والجور والاضطهاد الذي حل بالمسلمين، فيقول في ذلك:([61]) (من البسيط)
يا قامع الشرك ماذا أنت مرتقب |
|
أحيا الزمان لنا أديان نمرودِ |
طغت علينا بحار الجور زاخرة |
|
حتى كأنك فينا غير موجودِ |
والله لو لم تكن في الأرض لانقلعت |
|
جبالها ولساخت بعد تمهيدِ |
لولا طلايع نصر منك نرقبها |
|
ما بات منا فؤاد غير مكمودِ |
لكننا كل ما اشتد الزمان بنا |
|
نرنو بطرف إلى علياك ممدودِ |
فالشاعر في هذه الأبيات يصف المهدي المنتظر(عج) بـ (قامع الشرك) ومن ثم يسأله عن سبب تأخير ظهوره إلى هذا الوقت، ويصف له حال المسلمين بعدما أعاد الزمان الظلم والجور والقهر الذي كان في عهد نمرود عند نبوة إبراهيم عليه السلام، وبين له أن هذا الظلم والجور قد بلغ حده ولا يمكن السكوت عليه، ولكن إيمان المسلمين بوجود الإمام المهدي(عج) أن يبقوا متفائلين مستبشرين بغدٍ مشرق يسود فيه العدل وتُجتثُّ فيه أصول الظالمين؛ ذلك لأن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجةٍ ولو خلت لانخسفت بأهلها، إذ قال الإمام الباقر عليه السلام: «ما خلت الدنيا ـ منذ خلق الله السموات والأرض من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة حجة لله فيها على خلقه».([62])
وفي أجزاء أخرى من قصيدة الاستنهاض نرى الشاعر يستغيث بالإمام الحجة(عج) متسائلاً عن وقت ظهوره وطالباً منه التعجيل في هذا الظهور، إذ يقول في ذلك:([63]) (من الوافر)
متى يا أيها المحجوب عنا |
|
تزيل بضوء طلعتك الظلاما |
أغثنا بالذي سوّاك شرعاً |
|
فقد بلغ العدوّ بنا المراما |
أما وأبيك لا يرضى وترضى |
|
إذا ما قمت منتضياً حساما |
طغت حتى الكلاب الجرب لما |
|
أطلت فداك أنفسنا المقاما |
لقد شابت نواصينا انتظارا |
|
ولم نشدد لنصركم حزاما |
فمن خلال هذا النص تبين أن شعر الاستنهاض قد حفل بمعانٍ سياسية رافضة للجور والجائرين، وذلك حين جعل الشاعر ينعتهم بالكلاب الجرب داعياً إلى مناهضة السلطة آنذاك.. فكان لدى الشعراء آنذاك صوت عالٍ للمطالبة بالحرية والثورة، إذ كان الألم والوقيعة سبباً في لجوء الشعراء للإمام المهدي(عج) وطلب الإغاثة منه والتعجيل في ظهوره.([64])
ونرى الشاعر في أبياتٍ أخرى يبث شكايته إلى الله سبحانه وتعالى من جراء فقد النبي محمد صلى الله عليه وآله وغيبة الإمام المنتظر(عج) التي يضيق لها الصدر، فضلاً عن إحاطة الأعداء بالمسلمين من كل الجوانب، فيقول في ذلك:([65]) (من الطويل)
إلى الله نشكو اليوم فقد نبينا |
|
وغيبتك اللاتي يضيق لها الصدر |
عسى الله بعد اليوم يبدل عسرنا |
|
بيسرك إن العسر يعقبه اليسر |
أحاطت بنا الأعداء من كل جانبٍ |
|
ولا وزر نأوي إليه ولا إزر |
مللنا وملتنا بطول قراعها |
|
فحتى متى نحن القطا وهم الصقر |
فالشاعر في هذا النص نراه يشكو إلى الله سبحانه وتعالى فَقْدَ النبي صلى الله عليه وآله وغيبة الإمام المهدي(عج) وقد وظف الشاعر فقرة من دعاء الافتتاح في خدمة نصه الشعري: «اللهم إنّا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا....»([66]) فضلاً عن توظيفه للآية الكريمة ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾([67]) وبذلك استطاع الشاعر ومن خلال ثقافته الدينية أن يقدم لنا صورة حيّة لطبيعة الأحداث السياسية في عصره، إذ كان سعي الشاعر إلى مجتمع حر لا عبودية فيه ولا ظلم سبباً في بثِّ شكايته إلى الله سبحانه وتعالى.
وبذلك فإن شعر الاستنهاض بالإمام المهدي يُعد من أهم الموضوعات التي تناولها الشاعر محسن أبو الحب في ديوانه؛ ذلك أنه موضوع يتناسب مع طبيعة الأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها الشاعر آنذاك فكانت «تعبيراً عن صرخة سياسية عقائدية في إطار ذاتي نفسي».([68])
الخاتمة
- فمن خلال مسيرة البحث تمكنا من الوصول إلى جملة من النتائج وهي على النحو الآتي :
- يعد الشاعر محسن أبو الحب الكبير واحداً من الشعراء الكربلائيين البارزين في الحقبة التي عاشها الشاعر - القرن التاسع عشر - ، والذي سخر جل موضوعاته الشعرية في خدمة قضية أهل البيت عليهم السلام ومن بينها شعر الاستنهاض بالإمام الحجة (عجل الله فرجه) .
- يعد شعر الاستنهاض من الموضوعات القديمة في الشعر العربي ، اذ تناوله الشعراء من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، إلا أن هذا النظم في الإسلام قد ارتبط بإيمان المسلمين بالدين الإسلامي وبالرسول محمد صلى الله عليه وآله وعقيدتهم بظهور المهدي المنتظر عليه السلام.
- كان لاعتقاد المسلمين بالإمام المهدي عليه السلام حضور سابق على ولادة المنتظر(عجل الله فرجه)، إذ اعتمد المسلمون في اعتقادهم هذا على القران الكريم أولاً والحديث النبوي الشريف ثانياً، إذ أن كثيراً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد بينت ذلك .
- وكان لطبيعة الأحداث في القرن التاسع عشر على صعيد الناحية السياسية اثر كبير في توجه أنظار الشاعر صوب الإمام المهدي عليه السلام عارضاً عليه المصائب والمحن التي ألمت به خاصة وبمجتمعه عامة من جراء سياسة الدولة العثمانية .
- يعد مبدأ الثأر من ابرز المضامين التي أكد عليه أبو الحب في قصائده التي استنهض فيها الإمام المهدي عليه السلام ، إذ كان في نفسه أملٌ كبير في الانتقام من أعداء أهل البيت عليهم السلام ولما كانت عقيدته بالإمام المهدي عليه السلام عقيدة راسخة قوية راح يستنهضه من اجل الأخذ بثأر أهل بيت النبوة عليهم السلام .
- أما الشفاعة فقد كانت هي الأخرى أيضاً من المضامين الموضوعية التي تضمنتها قصيدة الاستنهاض بالإمام الحجة عليهم السلام عند أبي الحب الكبير، فكان في أكثر قصائده التي كتبها في الاستنهاض يختمها بطلب الغفران والشفاعة من آل النبي عليهم السلام والتوسل بهم ومناجاتهم لما لهم من منزلة سامية عند المسلمين من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
- ولعل مصيبة أهل البيت عليهم السلام وما حل بهم من ظلم وجور كانت أيضاً من مضامين قصيدة الاستنهاض بالحجة (عجل الله فرجه) ، إذ راح الشاعر يبين للأمام عليه السلام ما حل بجده الحسين عليه السلام وأهل بيته الطيبين الطاهرين من ظلم وقمع ليكون ذلك سبباً في تعجيله بالظهور وإعلان الثورة على الظالمين في كل بقعة من بقاع الأرض .
- مثل رفض الشاعر للواقع السياسي أحد المحاور الموضوعية التي تضمنتها قصيدة الاستنهاض بالإمام الحجة(عج) ، إذ لم يجد ما يهوّن عليه مأساته ومأساة مجتمعه سوى اللجوء إلى المهدي المنتظر(عج) واللوذ به... لذلك راح الشاعر يصرخ بغضب ونقمة معبراً عن سخطه على دولة أهدرت كرامة الإنسان العربي المسلم
المصادر والمراجع
أولاً / القرآن الكريم
ثانياً / الكتب المطبوعة:
- الإبداع في الفن، قاسم حسين صالح، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية، دار الرشيد، دار الطباعة للنشر، بيروت، د.ط 1981م.
- أثر البيئة في أدب المدن العرقية في القرن التاسع عشر، د. محمد حسن علي مجيد، المكتبة العصرية، بغداد، د.ط. 1998م.
- الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني (ت356هـ) ، تحقيق الأستاذ عبد أ. علي مهنا، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية ، بيروت، الطبعة الرابعة، 2002م.
- الإمام المهدي (عج) في كتب الأمم السابقة وعند المسلمين، محمد رضا الحكيمي، ترجمة حيدر آل حيدر، الدار الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، الطبعة الأولى، 2003م.
- بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار) ، محمد باقر المجلسي، الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، 2008م.
- تاريخ الأدب العربي قبل الإسلام، د. نوري حمودي القيسي، ود. عادل جاسم البياتي، و د. مصطفى عبد اللطيف، جامعة بغداد، بغداد، الطبعة الثانية، 2000م.
- تاريخ الشعر السياسي إلى منتصف القرن الثاني، أحمد الشايب، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، الطبعة الخامسة, 1979.
- تاريخ الغيبة الكبرى، محمد الصدر، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، د.ط، 1992م.
- تطور الشعر العربي الحديث في العراق (اتجاهات الرؤيا وجمالات النسيج) ، د. علي عباس علوان، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، 1975م.
- التفسير النفسي للأدب، عز الدين إسماعيل، دار العودة ودار الثقافة، بيروت، د.ط، 1963م..
- الجامع الصحيح (سنن الترمذي) أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 2000م.
- ديوان البوصيري، شرح وتعليق د. محمد التونجي، دار الجيل، بيروت الطبعة الأولى، 2002م.
- ديوان دعبل بن علي الخزاعي، جمعه وقدم له وحققه عبد الصاحب عمران الدجيلي، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الثانية، 1972م.
- ديوان السيد الحميري، اعتنى به وقدم له وعلق عليه نواف الجراح، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1999م.
- ديوان السيد حيدر الحلي، تحقيق علي الخاقاني، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة، 1984م.
- ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير، (ت1305هـ) ، تحقيق، جليل كريم أبو الحب، بيت العلم للنابهين، بيروت، الطبعة الأولى، 2003م.
- ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق د. محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 2000م.
- سنن ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي ابن ماجة القزويني، (ت273هـ) ، أشراف ومراجعة صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض، الطعبة الأولى، 1999م.
- الشعر العراقي أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر، د. يوسف عز الدين، مطبعة الزهراء، بغداد، د.ط، 1958م.
- شعر الكميت بن زيد الأسدي، جمع وتقديم د. داود سلوم، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية، 1997م.
- الشعر والشعراء، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، حقق نصوصه وعلق حواشيه وقدم له د. عمر الطبّاع، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، الطبعة الأولى، 1997م.
- الشوقيات (ديوان أمير الشعراء) ، أحمد شوقي، حققه وقدم له د. عمر فاروق الطبّاع، شركة الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت ، د.ط ، د.ط .
- فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام، إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد الجويني الخراساني (ت730هـ) ، حققه وعلق عليه وتصدى لنشره محمد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، 1980م.
- الفروسية في الشـعر الجاهلي، الدكتور نوري حمودي القيسـي، عالم الكتب ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1984م.
- الكامل في التاريخ، عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير، دار ومكتبة الهلال، بيروت، د.ط، 2003م.
- كتاب الأمالي، أبو علي اسماعيل بن القاسم بن عبدون القالي، المكتبة العصرية، بيروت، 2006م.
- كتاب التعريفات، علي بن محمد بن علي السيد الزين أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي (ت826هـ) ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، 2005م.
- كمال الدين وتمام النعمة، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381هـ) ، منشورات الفجر، بيروت، الطبعة الأولى، 2009م.
- لسان العرب، أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري الأفريقي المصري (ت711هـ) ، حققه وعلق عليه ووضع حواشيه عامر أحمد حيدر، مراجعة، عبد المنعم خليل إبراهيم، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 2003م.
- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، د. علي الوردي، مكتبة الصدر، قم، الطبعة الأولى، 2004م.
- مختصر أخبار شعراء الشيعة (أخبار السيد الحميري) ، أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني (ت384هـ) ، تقديم وتحقيق وتعليق د. محمد هادي الأميني، شركة الكتبي للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1993م.
- المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 2002م.
- مشاهير شعراء الشيعة، عبد الحسين الشبستري، المكتبة الأدبية المختصة، قم، الطبعة الأولى، 1421 هـ.
- مقتل الحسن والحسين، أبو الفرج الأصفهاني (ت356هـ) ، أخرجه وحققه وعلق عليه مصطفى مرتضى القزويني، دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الثانية، 2002م.
- منتخب الأنوار المضيئة، علي بن عبد الكريم النيلي النجفي، تحقيق، عبد اللطيف الكوهكمري، مطبعة الخيام، قم، د.ط، 1401هـ
- موسوعة الإمام المهدي المنتظر (عج) من المهد إلى يوم القيامة، إعداد وإشراف سالم الصفار النجفي، ساعد في الإعداد علاء الدين العاملي، ومنتظر امهز، وعلي حسن الطفيلي، وعلي حسين وسخان، دار نظير عبود، بيروت ، الطبعة الأولى، 2008م.
- موسوعة بقية الله الأعظم الأمام المهدي (عج) المصلح الرباني وصانع العالم الجديد، جعفر عتريسي، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، 2006م.
- نهاية الارب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، (ت733هـ) ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، د.ط ، د.ت .
- النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين، نعمة الله الجزائري، قدم له وعلق عليه علاء الدين الأعلمي، ذوي القربي، قم، الطبعة الأولى، 1427هـ.
ثالثاً / الأطروحات والرسائل الجامعية:
- المهدي المنتظر في الشعر العربي إلى نهاية العصر العباسي، أحمد كاظم جواد، رسالة ماجسيتر، كلية الآداب، جامعة الكوفة، 2007م.
رابعاً / الدوريات:
- بناء القصيدة العربية في العصر المملوكي (البنية الاحالية) ، د. يوسف أحمد إسماعيل حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة الكويت ، الحولية الخامسة والعشرون ، الرسالة 220 ، 2005 م .
ديوان الشيخ (محسن أبو الحب الكبير) ، دراسة في الموضوع الشعري، د.علي كاظم المصلاوي، و م. كريمة نوماس المدني، مجلة جامعة أهل البيت عليهم السلام ، العدد السابع، آذار، 2009م.
([1]) ينظر: لسان العرب: مادة (نَهَضَ) .
([2]) ينظر: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام: 2/335، بحار الأنوار: 51/45 ، تطور الشعر العربي الحديث في العراق: 26، ديوان الشيخ (محسن أبو الحب الكبير) دراسة في الموضوع الشعري، د.علي كاظم المصلاوي، و م. كريمة نوماس المدني ، مجلة جامعة أهل البيت (عليهم السلام) ، العدد السابع ، آذار ،2009 : 56، أثر البيئة في أدب المدن العراقية في القرن التاسع عشر: 91 وما بعدها.
([3]) ينظر: تاريخ الأدب العربي قبل الإسلام: 209 وما بعدها.
([4]) ينظر: المهدي المنتظر في الشعر العربي إلى نهاية العصر العباسي، أحمد كاظم جواد، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الكوفة ، 2007: 1 وما بعدها.
([5]) سورة الأنبياء: الآية : 105.
([6]) سورة النور: الآية : 55.
([7]) سورة القصص: الآية : 5.
([8]) المستدرك على الصحيحين: 4/489، وينظر الجامع الصحيح (سنن الترمذي): 611.
([9]) سنن ابن ماجه : 595.
([10]) بحار الأنوار: 51/45.
([11]) فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام: 2/334.
([12]) ينظر: منتخب الأنوار المضيئة: 67 وما بعدها، النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين: 272، 281، 387.
([13]) كمال الدين وتمام النعمة: 1/28،، وينظر المصدر نفسه: 1/25 وما بعدها.
([14]) موسوعة الإمام المهدي (عج) من المهد إلى يوم القيامة : 6/71.
([15]) ينظر: تاريخ الغيبة الكبرى : 2/32.
([16]) الديوان: 82.
([17]) ينظر: منتخب الأنوار المضيئة : 82.
([18]) هو الكميت بن زيد بن الأخنس، شاعر أموي مقدم، عالم بلغات العرب، خبير بأيامها، من شعراء مضر وألسنتها ، والمتعصبين على القحطانية، العلماء بالمثالب عاش أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية ومات قبلها. ينظر: الأغاني: 17/3، الشعر والشعراء: 420، ديوان الكميت بن زيد الأسدي ،: 7، شعر الكميت بن زيد الأسدي : 3/45.
([19]) هو اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، لقبه السيد وكنيته أبو هاشم ولد سنة 105 هـ بالبصرة وهو من أشهر أدباء وشعراء العرب ومن أجلِّ شعراء أهل البيت(عليهم السلام)... الأغاني: 7/248، مشاهير شعراء الشيعة: 1/190، ديوان السيد الحميري: 148.
([20]) القاسم بن يوسف بن صبح مولى بن عجل من قرية من قرى الكوفة، شاعر عباسي أخوه يوسف الكاتب وزير المأمون، كان موالياً لآل البيت(عليهم السلام) وأحد متكلميهم وشعرائهم توفي سنة (213 هـ). ينظر: مختصر أخبار شعراء الشيعة : 109
([21]) هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان ويكنى أبا علي، أحد الشعراء المجيدين في العصر العباسي إلا أنه كان هجاء لم يسلم منه أحد من الخلفاء والوزراء ولا أولادهم، ينظر: الأغاني: 20/131، ديوان دعبل بن علي الخزاعي: 143.
([22]) ينظر: المهدي المنتظر في الشعر العربي إلى نهاية العصر العباسي، (رسالة ماجستير): 61.
([23]) ينظر: ديوان (الشيخ محسن أبو الحب الكبير)، دراسة في الموضوع الشعري، د.علي كاظم المصلاوي، و م. كريمة نوماس المدني ، مجلة جامعة أهل البيت (عليهم السلام) ، العدد السابع ، آذار ،2009: 57.
([24]) ينظر: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: 1/20.
([25]) الشعر العراقي في القرن التاسع عشر أهدافه وخصائصه: 77، تطور الشعر العربي الحديث في العراق: 28، ديوان الشيخ (محسن أبو الحب الكبير)، دراسة في الموضوع الشعري، د.علي كاظم المصلاوي، و م. كريمة نوماس المدني ، مجلة جامعة أهل البيت (عليهم السلام) ، العدد السابع ، آذار ،2009: 57.
([26]) التفسير النفسي للأدب: 37، وينظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق: 34.
([27]) ديوان السيد حيدر الحلي ينظر: على سبيل المثال لا الحصر: 1/47، 1/65، 1/73، 1/88، 1/111...
([28]) ينظر: لسان العرب، مادة: ( ثَأَرَ) .
([29]) ينظر: الفروسية في الشعر الجاهلي: 112.
([30]) ينظر: نهاية الإرب في فنون الأدب: 3/12، كتاب الأمالي: 1/128 ـ 129.
([31]) سورة البقرة: الآية : 178.
([32]) سورة البقرة: الآية : 179.
([33]) ينظر: الكامل في التاريخ: 4/ 158 وما بعدها، الإمام المهدي(عج) في كتب الأمم السابقة وعند المسلمين: 309.
([34]) موسوعة بقية الله الأعظم الإمام المهدي(عج) المصلح الرباني وصانع العالم الجديد: 2/365.
([35]) الديوان: 52.
([36]) الديوان : 80.
([37]) الديوان: 122.
([38]) الديوان: 134.
([39]) الديوان: 92.
([40]) الديوان : 141.
([41]) الديوان: 100.
([42]) الديوان :100.
([43]) ينظر: لسان العرب: مادة( شَفَعَ) .
([44]) كتاب التعريفات: 92.
([45]) ينظر: المهدي المنتظر في الشعر العربي إلى نهاية العصر العباسي ، رسالة ماجستير: 67
([46]) الديوان: 138.
([47]) ينظر: ديوان البوصيري: 419.
([48]) ينظر: الشوقيات: 1/237.
([49]) ينظر : بناء القصيدة العربية في العصر المملوكي (البنية الاحالية ) ، د. يوسف أحمد إسماعيل ، حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة الكويت ، الحولية الخامسة والعشرون ، الرسالة 220 ، 2005 م : 92 ومابعدها
([50]) الديوان: 153.
([51]) الإبداع في الفن: 66.
([52]) الديوان: 66.
([53]) الديوان: 82.
([54]) ينظر: مقتل الحسن والحسين: 103.
([55]) الديوان: 56.
([56]) الديوان: 107.
([57]) الديوان: 168.
([58]) ينظر: الشعر العراقي أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر: 29.
([59]) الديوان: 52.
([60]) ينظر: تاريخ الشعر السياسي إلى منتصف القرن الثاني: 139.
([61]) الديوان: 66.
([62]) الإمامة والتبصرة من الحيرة: 25.
([63]) الديوان: 138.
([64]) ينظر: الشعر العراقي خصائصه وأهدافه في القرن التاسع عشر: 29.
([65]) الديوان: 82.
([66]) مفاتيح الجنان: 224.
([67]) سورة الشرح: الآية :5 ـ 6.
([68]) ديوان الشيخ (محسن أبو الحب الكبير) دراسة في الموضوع الشعري، د. علي كاظم محمد علي المصلاوي، و م. كريمة نوماس المدني، مجلة جامعة أهل البيت، العدد السابع، آذار 2009: 59.