ابن العرندس الحلي (ت840هـ)
يحفل تاريخ البشرية بأصناف من الناس، تختلف أهواؤهم وتتباين افكارهم، ومع هذا الاختلاف والتباين، تختلف اقدارهم وحظوظهم، واوفر الناس حظا من صَدُقَ ايمانه وقويت عقيدته، وهداه الله من الزيغ والباطل، وحين تكون عقيدة الانسان راسخة، تتجلى في مظاهر كثيرة، ولعل المظاهر التي تتجلى فيها عقيدة الشاعر هي اجلى المظاهر واشدها تاثيرا في الاخرين، ومن ثم اقومها واهمها في نشر العقيدة وترسيخ القناعات,
واذا توافرت لشاعرما ادوات صناعته، وسلامة عقيدته ورسوخها، امكن له ان يخلد على مر الدهور والسنين، وشعراء العقيدة هم سدنتها وحملة الفكر لابنائها، وشاعرنا من هؤلاء([1]).
[1]- كان البحث الاول من شعراء العقيدة بعنوان (من شعراء العقيدة،(1) الناشيء الضغير ت366هـ)
اسمه ولقبه:
هو الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلي الشهير بابن العرندس "احد اعلام الشيعة، ومن مؤلفي علمائها في الفقه والاصول"([1]) توفي حدود 840 بالحلة الفيحاء، ودفن فيها، وله قبر يزار.([2])
عقيدته:
نشا ابن العرندس في الحلة وهي يومئذ (القرن التاسع الهجري) تضم مدرسة علمية راسخة مضى على نشوئها اكثر من قرنين، وحفل تاريخها بعلماء اعلام اشتهر ذكرهم في علماء الامامية، في مختلف البقاع التي التي كانت علامات مضيئة في تاريخ الحوزات العلمية الامامية وكانت صلة الحلة وشيجة العرى مع مدن الامامية آنذاك كالنجف وكربلاء وجبل عامل وقم، فلا غرو ان يكون شعره العقيدي موسوما بوسام المدرسة الامامية، وعواطفها المشدودة، على طول الحقب الى سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام ومصيبته.
شعره:
سمات العصر:
بعد سقوط بغداد بيد المغول (سنة656ه) وما حدث خلال ذلك من احداث، بدات الثقافة الادبية العربية بالانحلال والتراجع، شأنها في ذلك شان العرب الذين اضحت دولتهم الاسلامية المترامية الاطراف تحت سلطة اقوام جدد نشروا حكمهم بحد السيف وسلطان القوة.
واستمرت هذه المرحلة قرونا عديدة تمتد حتى بدايات النهضة الادبية التي ظهرت بوادرها في العراق وبلاد الشام ومصر([3])، وابرز سمات الادب – واول فنونه الشعر- في تلك الحقبة الجنوح نحو المحسنات اللفظية والبديعية التي حفل بها الشعر، وشعر ابن العرندس مثل ذلك أصدق تمثيل.
وكانت سمتا التقليد والعقم من أبرز سمات الشعر في الحقبة الممتدة من سقوط بغداد حتى بدايات النهضة الجديدة في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، فقد ظل الشعر يدور في معان مالوفة يكررها الشعراء ويجهدون في محاولة الوصول فيها الى الاصل الذي يقلدونه، ولم يستطع الشعراء الفكاك من اسر التقليد والثقافة المسيطرة على عقولهم.
لقد ظل الشعر في اطاره التقليدي من حيث اغراضه، فالمدح والرثاء يشغل الحيز الاكبر من اغراضه، وصار شعراء المناسبات رائجا، وهو لا يخرج في غرضه عن غرضي المدح والرثاء.
اما المحسنات الشكلية التي شاعت في هذه الحقبة فقد انتجت فنونا تُعنى بالجانب الشكلي للقصيدة دون معانيها، فشاع في هذه الحقبة، التخميس والتشطير، والقصيدة المشجرة والالغاز وامثال ذلك من الامور التي تصرف جهد الشاعر في امور لا تطور الفن الشعري، ولا تسهم في انتشاله من وهاد التخلف والتقليد.
والتخميس والتشطير لا يخلو من ان يكون اجترارا للمعاني التي تدور حولها القصيدة المخمسة او المشطرة، وتمطيطا لها مما يجعل شطري البيت يتحولان الى خمسة او اربعة اشطر.
ومثل هذا ينطبق على شعر ابن العرندس الذي ظلت معانيه تدور في تقليدية مكررة وروايات موروثة، ولكن ذلك لا يعني انه لم يقدم لنا في شعره في الامام الحسين عليه السلام فنا تظهر فيها ابداع في الصورة الشعرية وفي زاوية تناول الحدث الذي ظل تناوله في القصيدة الشيعية تقليديا رتيبا. وسيعرض البحث لطريقة تناوله هذه.
شعره في الدفاع عن العقيدة:
ذكرنا ان ابن العرندس كان إمامي المذهب ومن المؤلفين في الفقه والاصول، ومن الطبيعي ان يكون شعره في الدفاع عن عقيدته، ولا سيما اهم الاحداث التي تمثل معلما بارزا في هذه العقيدة وأفكارها.
ويمكن القول ان أغلب شعراء الشيعة الامامية، نظموا في امرين مهمين كانا السمة الرئيسة لشعر اهل البيت عليهم السلام وهما:
- ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
- مأساة الحسين عليه السلام وما رافقها من أحداث هزّت الضمير الإنساني وأثارت الشجون والحزن في النفوس، ولابد من ان تكون نفوس الشعراء اول المتأثرين بهذا الحدث.
وفي الأمر الأول (ولاية أمير المؤمنين عليه السلام) فان الطابع الغالب على معالجة شعراء الإمامية لهذه القضية ترتكز على أمور:
الاول: الروايات التي تواترت عن النبي صلى الله عليه واله والائمة المعصومين، وطرق اثباتها، مما يدخل تحت عنوان علم الكلام بطريقته التقليدية، وفي ضوء منهج اهل البيت عليهم السلام.
الثاني: اظهار كرامات الامام امير المؤمنين عليه السلام وبيان أفضليته وهو يدخل في جانب كبير منه تحت باب الاعتماد على الروايات التي نقلت.
الثالث: المحاكمة العقلية التي يعتمد عليها الشاعر في دحض حجج الخصوم، وقد حفل الادب الاسلامي منذ عصر صدر الاسلام بنماذج من الشعر يعبر كل منها عن وجهة نظر قائله في هذا الامر، حين نشا ما يعرف بالشعر السياسي، فكان للامويين شعراؤهم وللخوارج شعراؤهم، ولأهل البيت عليهم السلام شعراؤهم. وقد اعتمد هؤلاء الشعراء على المحاكمة العقلية في اثبات دعاواهم([4])
ولا شك في ان المحاكمات العقلية تبتعد في طبيعتها عن روح الشعر، الذي من اولى صفاته مناجاة العاطفة الانسانية وترجمة انفعالات النفس، في التعبير عن تجربة شعورية يبحر بها الشاعر.
ومن هنا يبدو تميّز بعض الشعراء في معالجة مثل هذه القضايا، فكلما كان الشاعر متمكنا من صنعته "والشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير"([5]) كان اكثر قدرة على التاثير وكان لشعره قدرة اكثر على البقاء والخلود، لان الطبيعة الانسانية، والعواطف الانسانية، باقية ما بقي الانسان وهي –دائما- شغل شاغل لبني البشر.
اما الموضوع الثاني الذي شغل شعراء أهل البيت عليهم السلام فهو قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام في عاشوراء وجميع أولاده وأصحابه... وهي القضية التي بقيت شعلة حيّة في ضمير المسلمين، لا تطمسها الأيّام ولا تمحو ذكرها السنون.
ولقضية الامام الحسين عليه السلام جانبان بارزان:
- جانب عقيدي يتمثل في ان المعركة التي وقعت في سنة 61ه هي معركة صراع بين منهجين:
- الاول ينطلق من مفهوم اسلامي محمدي أصيل يمثله الامام الحسين عليه السلام وقد جاء الاسلام بخطاب موحِّد للعرب، فحارب دعوى الجاهلية وأمات الروح القبلية الي تنزع للقبيلة وكان بيانه الجديد متمثلا بقوله تعالى" يا أيها الناس إنا خلقتاكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " (الحجرات /13).
وقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد اصحابه وقد عير احدهم بقوله "انك امرؤ فيك جاهلية"([6]) وهي حال العرب قبل الاسلام من الجهل بالشرائع، والمفاخرة بالانساب، والكبر، ولعل موقف الاسلام في صدره أشد ظهوراً في وضع مسميات جديدة للعرب المسلمين بعيدا عن الروح القبلية وعصبيتها مثل: جماعة الانصار وجماعة المهاجرين، وأصحاب بدر وغيرها من المسميات التي وان لم تلغ عصبية النسب تماما الا انها حولتها وجهة دينية([7])
- والثاني منهج مرتد على الاسلام، يقوم على محو كل ما هو أصيل في الفكر الاسلامي وإحياء سنن الجاهلية بكل اشكالها، وإشاعة التخلف الفكري في إلهاء الناس بأمور جانبية من قبيل شعر الهجاء وأدب النقائض الذي وجد سوقا رائجة في ظل حكم بني امية([8]) فقد اتخذ الامر وجهة جديدة حين جاء الامويون للحكم، اذ اعتمدوا على القوة العسكرية القبلية عتمادا كاملا، واوقعوا الخلاف الشديد بين العرب المضرية والعرب الكلبية([9])
بل ان قيام الدولة الاموية تمّ على أساس قبلي، وقد اشتركت قبائل الشام في فتوح الشام ومصر وفارس، ولا بد من ان معظمهم كان يحمل ولاءه القبلي جنبا الى جنب مع ولائه الديني، ولا سيما ان الدولة في منهجها تحبذ ذلك، فكانت هناك قبائل من قحطان احدى شعبتي العرب مثل جذام وكلب ولخم وغسان وطي وتغلب... وكانت هناك قبائل مضرية واخرى من ربيعة من قبائل قيس من مضر العدنانية وثقيف وباهلة وجشم وغيرها([10]) ولما كانت معظم قبائل مضر في الشام من قيس عيلان بن مضر فسموا قيسية اما اليمنيون فكانت غالبية قبائلهم تسمى الكلبية نسبة الى كلب بن وبرة الذي ينتمي الى قبيلة قضاعة([11])، ويعرف القيسيون او المضريون ب(عرب الشمال) في حين يعرف الكلبيون او اليمنيون ب (عرب الجنوب) وحتى قيام الدولة الاموية لم يكن العرب يعرفون هذه التسميات القبلية([12])
ويجدر القول هنا: ان العصبية القبلية التي أحياها الامويون وجعلوها قاعدة لسلطانهم، قد نمت عندهم منذ ان تولوا أعمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقدموا على من سواهم من العرب، بل وحتى على بني هاشم، فقد تولى الحكم بن سعيد بن العاص بن امية على السوق، وتولى عمر بن سعيد بن العاص بن امية على خيبر ووادي القرى وتيماء وتبوك، وتولى خالد بن سعيد بن العاص بن امية على صنعاء، وتولى ابو سفيان على نجران، وابان بن سعيد بن العاص بن امية على البحرين، وعمرو بن العاص بن امين على عمان([13]) ويعلق المقريزي على ذلك فيقول: ان هذا وشبهه "هو الذي حد انياب بني أمية وفتح ابوابهم، واترع كاسهم، وفتل أمرهم حتى لقد وقف أبو سفيان بن حرب على قبر حمزة رضي الله عنه فقال: رحمك الله أبا عمارة لقد قاتلتنا على امر صار الينا"([14]) وكان ذلك ايام عثمان بن عفان، اذا ان ابا سفيان توفي في خلافته سنة احدى وثلاثين([15])
ان الامويين لم يكتفوا بذلك، بل عزّزوا سلطانهم وقوّوا شوكتهم باسلوب المصاهرة الى القبائل التي تناصرهم لكي تقوى عرى العلاقة معهم، وكان عثمان بن عفان قد أصهر الى بني كلب اليمنيين، فاقتدى به معاوية وتزوج ميسون بنت بجدل الكلبية وهي ام ولده يزيد (قاتل الحسين) عليه السلام وسرعان ما ظفر بنصرة قبائل كلب اليمانية([16]) فزوجة عثمان نائلة بنت القرافصة الكلبية وزوجة معاوية ميسون بنت بجدل، وتزوج مروان بن الحكم من ليلى زبانة بن الاصبغ الكلبية وهي ابنة عم نائلة، ولما كان الصهر عند العرب كالنسب فان معاوية أفلح في استغلال مصاهرته بقبيلة كلب اليمانية، حتى انه ضمَّ تحت لوائه جميع القبائل اليمانية الشامية[17] وتمضي سنة معاوية مع هذا الجناح او ذاك من قبائل العرب حتى اصبحت العصبية القبلية مفتاحا نصل به الى معرفة كثير من اسباب الحوادث التاريخية الكبرى في العصر الاموي، وفهم كثير من الشعر والادب ولا سيما الفخر والهجاء([18]) والجانب الاخر في قضية الامام الحسين عليه السلام، الجانب العاطفي متمثلا في مخاطبة العاطفة واثارة الاحاسيس الانسانية التي تستبشع ما وقع في هذه المعركة من تجاوز على القيم الانسانية والاجتماعية والخلقية، قلّ نظيره في تاريخ الاسلام، وان لم يكن معدوما.
وفي هذا الجانب يتسع المجال امام الشاعر – لا سيما اذا كان مبدعا ومتمكنا من فنه - للابداع وتوخّي جوانب استنزال الدمعة والمشاركة العاطفية مع آل البيت عليهم السلام في مصيبتهم التي بقيت تفاصيلها تروى على مدى القرون .
وقد لجا ابن العرندس الى كلا الأمرين في الدفاع عن عقيدته ولا شك في ان ثمانية قرون (حتى عصر الشاعر) مرت على القضية الحسينية قد اكسبها طرحا ناضجا، بعد كل هذا التراث الطويل في رثاء الحسين عليه السلام والحديث عن أبعاد ثورته.
أما مدينة الحلة فمن بين ما روي عن الامام علي عليه السلام انه ذكر تمصير الحلة على يد المزيديين، اذ ورد عن علي ابن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابي حمزة الثمالي عن الاصبغ بن نباتة قال: "صبّحت مولاي أمير المؤمنين عليه السلام عند وروده الى صفين وقد وقف على تل عرير، ثم أومأ الى أجمة ما بين بابل والتل وقال: مدينة واي مدينة، فقلت يا مولاي أراك تذكر مدينة أكان هاهنا مدينة وانمحت اثارها؟ فقال: لا ولكن ستكون مدينة يقال لها الحلة السيفية يمدنها رجل من بني اسد، يظهر بها قوم من الاخيار لو اقسم أحدهم على الله لابرّ قسمه"([19])
وشهدت المدينة منذ تمصيرها على يد الامير سيف الدولة صدقة بن منصور الاسدي المزيدي سنة 495ه، ظهور مئات الاعلام فيها، من الذين اطبقت شهرتهم الآفاق، ولقبوا بالقاب دلت على عظيم منزلتهم ومبلغ علمهم([20])
ونبغت فيها أسر علمية ما تزال تذكر آثارها بعين الاحترام والتبجيل منهم: آل طاووس، وآل نما، وآل جيا، وآل سعيد، وآل المطهر، وآل معية... كانوا أركانا للنهضة العلمية لا سيما بعد نشوء الحوزة العلمية في الحلة، وتصدرها الزعامة الدينية، ولعل الاسهاب في الحديث عن هذا يؤدي الى الاطالة التي لا موجب لها.
لقد عرضت في البحث الاول (من شعراء العقيدة) الى الحديث عن الناشيء الصغير (ت 366ه) وتوظيفه فنه في نصرة قضية الامام الحسين عليه السلام والذب عن عقيدته في دولة بني العباس، وفي هذا البحث سأعرض لشاعر يكاد يكون نَهَجَ السبيلَ نفسه الذي نهجه الناشئ الصغير، برغم الحقبة الطويلة التي تفصل بين عصريهما (خمسة قرون تقريبا) ([21]).
هذا التراث الكبير، وغيره كثير، لابد من ان يكون امام عيني شاعر يتخذ من عقيدته ميدانا أوسع لفنه، ولذلك تجده يغرق في تفاصيل الحدث مقلبا صفحاته بلوعة شديدة، منقباً الصور التي هي أكثر تاثيرا من غيرها، وقد بقيت على طول السنين تثير في المسلمين ولا سيما أتباع منهج اهل البيت عليهم السلام اللوعة الشديدة والالم المحض، تلك التي جعلت الادب الحسيني واحداً من الاداب الخالدة في التاريخ .
وسوف أعرض في الاتي لشعر ابن العرندس في الامرين اللذين تقدم ذكرهما وهما: ولاية امير المؤمنين عليه السلام، واستشهاد الامام الحسين عليه السلام.
ابن العرندس وعرضه لقضية الولاية:
بقيت قضية الامامة والولاية واحدة من اهم القضايا التي شغلت الفكر الاسلامي منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحتى عصر الاسلام هذا، فقد نشأ صراع دائم بين منهجين في الامامة والولاية والخلافة، واحد يقول بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك الناس هملا من دون تنصيب إمام لهم، يقود المسيرة الاسلامية، ويضع الحلول لما يستجد من احوال ومسائل، ويرى أتباع هذا المنهج ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى من بعده لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وسلسلة الائمة الاثني عشر من بعده، في حين ان الفريق المقابل يرى ان النبي صلى الله عليه وآله وسلمتوفي ولم يوص لاحد من بعده، بل ترك الامر للمسلمين يرون فيه رأيهم، ولم يستطع الفريق الثاني ان يقدم أسسا موضوعية ثابتة لهذا الاختيار فقد تم مرةً ببيعة أهل الحل والعقد (بيعة ابي بكر الصديق) ومرة ًبالوصية (وصية ابي بكر للخليفة الثاني) وبالشورى ثالثة (اختيار عثمان) وبالبيعة العامة رابعة (بيعة الخليفة الرابع)([22])
وبغض النظر عن الخوض في تفاصيل هذه القضية (فليس هذا مكانه) فان هذين المنهجين بقيا يسيران متوازيين، وان كتبت الغلبة في الإستيلاء على السلطة للثاني منهما، ولكن المؤمنين بالمنهج الاول ظلوا يعلنون عقيدتهم في الوصية، وسلكوا في ذلك سبيلين يهمنا الاطلاع عليهما لما لهما من علاقة بفن ابن العرندس الشعري... هذان السبيلان هما:
- الاستناد الى الرواية في ترسيخ القناعة بصدور الوصية من النني صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته، ولعل أجلى ما كُتب في ذلك موسوعة الغدير للعلامة الاميني[23] التي عرض فيها المؤلف الى ما قيل من شعر في الغدير طول القرون الماضية، زيادة على الروايات المستندة الى الكتاب والسنة.
وتطلب هذا السبيل من الشاعر ان يعرض الرواية خلال النصوص الشعرية، والاشارة اليها في قصيدته
وقد افسح مؤلف الغدير في الجزء السابع من موسوعته محلا رحبا للحديث عن ابن العرندس ونقل بعض النصوص الشعرية له، معلقا عليها بذكر الروايات بتفصيل لا سبيل الى عرضه في هذا البحث([24])
- الجانب الثاني: بيان أفضلية الامام علي عليه السلام وأحقيته بخلافة النبي وإمامة الامة، ولعل ذلك – ايضا- يتطلب عرضا للروايات في جانب منه
اما الموضوع الثاني الذي شغل شعراء أهل البيت عليهم السلام ونظموا فيه فهو قضية الامام الحسين عليه السلام.
وكان للشاعر اسهام واضح ومهم في هذا الجانب تمثل في القصائد الكثيرة التي قالها في رثاء الامام الشهيد عليه السلام وطريقة عرضه للقضية من جانبيها الفكري والعاطفي وطريقة الوصف اللافت والدقيق لكلا الامرين
وفي قضيتي الولاية وعرض قضية الامام الحسين آثرت ان اجمل الحديث في القصيدة الاولى التي نقلها صاحب الغدير، وقد اخترتها للتحليل لتكون موضوع البحث وذلك للاسباب الأتية:
- طول القصيدة اذ بلغ عدد ابياتها 112 بيتا([25])
- ثبوت نصها الذي ذكرته ثلاثة مصادر مهمة باختلاف جدا يسير([26])
- شمولها للمواضيع التي تقدم ذكرها فيما سبق من صفات البحث، فهي تمثل بحق فكرا ونظرة متكاملة للشاعر وبيانا واضحا عن عقيدته ومزايا اسلوبه في الدفاع عنها.
- انها تطرقت الى الامرين الاساسين في منهج اهل البيت عليهم السلام وهما: الحديث عن ولاية امير المؤمنين عليه السلام وعرض قضية الامام الحسين عليه السلام بجانبيها.
- احتوت فنونا من البلاغة سنشير اليها.
عرضه لولاية امير المؤمنين عليه السلام:
عمد ابن العرندس في عرضه لقضية الولاية الى السبيلين الذين تقدم ذكرهما وهما: سوق الروايات التي وصلت الينا عن امير المؤمنين عليه السلام وذكر المعجزات التي تحققت على يديه، من خلال شعره ففي قصيدته التي اخترناها ومطلعها:
اضحى يَمِيسُ كَغُصْنِ بانٍ في حلَى قمرٌ اذا ما مرَّ في قلبي حَلا
قال منوّها بالروايات التي وردت في امير المؤمنين عليه السلام:
والمعجزات الباهرات النيرا |
|
ت المشرفات المعذرات لمن غلا |
ومن استناده على ما يروى من مناقب امير المؤمنين عليه السلام يقول:
وبه توسل آدمٌ لمّا عصى |
|
حتى اجتباهُ ربُّنا وتقبَّلا |
الى ان يقول:
وترابُ نعل أبي تُرابٍ كُلَّمَا |
|
مَسَّ القذا عين يكون لها جِلَا |
ولا ينسى ان يمدح شعره فيقول في خاتمة قصيدته:
عربيةٌ نشأت بِحِلَّةِ بابلٍ |
|
فغدَّّتْ تُخَجِّلُ بالفصاحةَ جِرْوَلَا([28]) |
وفي سبيله الثاني في ذكر ولاية امير المؤمنين لجا الى بيان افضليته عليه السلام وتميزه بين الصحابة ومن هنا يرى أحقيته في الخلافة لكونه الافضل فيقول:
هذا الذي حاز العلوم بأسرها |
|
ما كان منها مُجْمَلاً ومُفَصَّلا |
وقال في مناقب امير المؤمنين عليه السلام:
ثمّ السلامُ منَ السلامِ على الّذِي |
|
نُصِبَتْ له في خُمّ راياتُ الوَلا |
اما في شعره في قضية الامام الحسين فان له جملة قصائد في رثائه عليه السلام نذكر منها
- قصيدته التي مطلعها:
صدايا نظامي في الزمان لها نشرُ يعطّرها من طِيْبِ ذكراكم نشرُ([31])
- قصيته التي مطلعها:
ايا بني الوحي والتنزيل يا املي يامن ولاكم غدا في القبر يؤنسني([32])
- وقصيدته التي مطلعها:
بات العذول على الحبيب مسهدا فاقام عذري في الغرام ومهدا([33])
- وقصيدة ذكر مطلعها صاحب الغدير وهو قوله:
نوحوا ايا شيعة المولى ابي حسن على الحسين غريب الدار والوطن([34])
وفي تناوله لقضية الامام الحسين عليه السلام في قصيدته التي اخترناها للبحث يبدا بذكر مناقب الامام مشيرا الى الروايات المنقولة في ذلك يقول:
القائم الصوّام والمتصدّق الطعّا |
|
م افرس من على فرس علا |
وهكذا تجده يعرض لمناقب الامام عليه السلام بتفصيل واف كانما يكتب بحثا مفصلا، مستقصيا في ذلك امورا تعد من المسلمات عند من يؤمن بمنهج اهل البيت عليهم السلام.
ويذكر شجاعة الامام عليه السلام فيقول:
فكأنه وجَواده وحُسامه |
|
يا صاحبيّ لمن اراد تاملا |
اما في السبيل الثاني لذكره قضية الامام الحسين عليه السلام وهو سبيل اثارة الجانب العاطفي لدى المتلقي فان الشاعر يسهب في تفصيل واقعة المعركة منبها على الجانب الماساوي فيها، ومشيرا الى خرق جيش بني امية لكل قيم العدالة والانصاف في حربهم مع الامام الحسين عليه السلام فيذكر في رثائه للامام عليه السلام الاحداث بلوعة صادقة وأسى شديد فيقول:
تاللهُ لا أنساه فرداً ضامياً والماء ينهل منه ذيبان الفلا
فاستشهاد الامام الحسين عليه السلام ضامئا قضية ظلت تثير خيال الشعراء وأساهم، ولا تجد شاعرا يرثي الامام الا وقد اشار الى ضمإه ساعة استشهاده برغم وجود الماء بقربهم، بل ان الضمأ يستدعي ذكر استشهاد الامام مترافقا مع استشهاد اخيه العباس عليهما السلام في ذلك الموقف الذي ادى بالعباس عليه السلام الى الهجوم على الجيش للحصول على الماء لعيال اخيه الحسين عليه السلام فيذكر ابا الفضل العباس في قوله:
والسَيّدُ العبّاس قد سلب العدا عنه اللباس وصيروه مجدلا ([36])
ونجده لا يمر بواقعة في المعركة الا ويعطيها حقّها في الحدث فيصف قتال الامام الحسين عليه السلام ويقول:
حتى اذا ما السبط آن مماته |
|
وعليه سلطان الحمام توكّلا |
ويذكر ما حدث في ساعة سقوط الشهيد عليه السلام وقد اسهبت الروايات في الحديث عن امور لافتة حدثت حينذاك ويقول بعد الابيات التي تقدمت:
واسود قرص الشمس ساعة قتله |
|
أسَفاً وشُهب الفلك أمْسَت أفّلا |
وبعد استكمال وصف اركان الصورة كاملة قبل المعركة وخلالها وبعدها، يصف الشاعر ما حدث بعد مقتل الحسين عليه السلام وقد تقدم بعض الوصف في الحديث عن جواد الامام الحسين عليه السلام ويكاد يختم الصورة الرواية في قوله:
حتى اذا قتل الحسين وأصبحت وسكينة امسن وساكن قلبها |
|
من بعده غُرّ المدارس عطّلا متحرك فيها الاسى لن يرحلا |
ولم يجحد الشاعر الخيل حقها في الوصف، فتراه يرصد فيها اوصافا طالما شغلت الشعراء الفرسان من العرب، منذ عنترة وتحمحم حصانه حتى اليوم، وطالما اخذت الخيل مكانها المميز في أذهان الشعراء وشعرهم فأعطوا للخيل أوصافاً تشير الى شدة اعتزازهم بها، ولا غرو فالخيل يرتبط ذكرها بالفرسان والمعارك والخيل معقود بنواصيها الخير، وهي دليل الشجاعة والفروسية واخلاقها التي انعدمت تماما في معركة الطف، وضاعت مقاييسها فيها، ولذلك فقد ظل الشعر العربي يستظل بذكر الخيل والمعارك والفرسان ونجد شاعرنا يقول:
فسطا عليهم بالنزال بعزْمَةٍ |
|
تذر الحسام المشرفيّ مفلّلا |
بل ان الشاعر يؤنسن تصرف الجواد، ويضفي عليه مسحة آدميّة تظهر تفجّعه، ويضفي عليه حركة وإيحاء رائعاً حين يصف رجوع الجواد بعد سقوط فارسه "الامام الحسين عليه السلام" الى المخيم فيقول:
واتى الجوادُ ولا جوادٌ فوقه |
|
متوجّعا مستفجّعا متوجّلا |
فالجواد هنا يحس بمقتل فارسه ويعود الى مخيم الحسين عليه السلام بحال من الحزن والبكاء وصهيل الملتاع، ويسند هذا الوصف ما قيل عن جواد الامام الحسين عليه السلام من انه كان من كرام خيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانه طلب فلم يلحق كما ذكر اصحاب المقاتل.
نظرة في فن الشاعر:
تقدم القول في ان الشعر يكاد يكون – في فنه- امتداداً لما حفلت به تلك الحقبة ابان حكم المغول وما بعده. ومما ينماز به فن الشاعر في قصيدته هذه:
أضحى يميس كغصن بان في حلى |
|
قمرٌ اذا ما مر في قلبي حلا |
وتطول المقدمة حتى تبلغ سبعة عشر بيتا في الغزل لتخلص منها الى غرضه في رثاء الامام الحسين عليه السلام.
ونجد في هذه المقدمة صورة للمفردات الغزلية التي حفلت عصور الادب العربي من غزل حي يتجلى في وصف المحاسن، وفي تشبيه تقليدي فهو يميس كالغصن ويشبه القمر ويسلب العقول بنظرة فاترة، وقد داب الشعراء العرب على وصف النظرات بالفتور، وكانهم بهذا ياخذون على الانثى ان تكون ذات نظرات حادة، ويعدونه نوعا من الصلف، وهو انعكاس لعقدة يحملها الرجال الذين يريدون ان تكون المراة دائما مثالا للضعف وفتور النظر واحد من علامات ذلك الفتور المستحب.
ويخاطب الشاعر معشوقه بضمير المذكر، وهو ما جلب على الشعر كثيرا من النقد الاخلاقي واتهام الشعراء بالولع بالغزل بالمذكر، من دون ان يفطنوا الى ان الشار في غزله هذا وامثاله قد لا يعني شخصا محددا بذاته وانما هو تقليد بات مطلوبا وصار سنة لدى لاشعراء ينفسون بها عن عواطفهم. وان موضوع الغزل بالمذكر في الشعر العربي لا يفهم بهذه السطحية والسهولة([37])، وهكذا فالقصيدة في مقدمتها الغزلية لم تكن الّا مظهرا من مظاهر التقليد الذي داب عليه شعراء هذه القرون، وان الشاعر سار على منهجهم واقتفى خطواتهم في ذلك.
ومن مظاهر التقليد في القصيدة لديه ما نجده من التاثر بالموروث الاسلامي من الحديث الشريف والاقوال الماثورة، ففي مقدمته الغزلية يقول:
سلب العقول بناظرٍ في فترة فيها حرام السِّحر بات مُحللا
وهو هنا يستلهم ما يقال عن الشعر انه السحر الحلال، فيرى الفتور في النظرة يسلب العقل كما يسلبه السحر مع فارق ان هذا السحر حلال.
ويفيد من الموروث في استناده الى الروايات التي تقدم الحديث عنها ومنها قوله في وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم
رجل بصيوان الغمامة جده ال مختار في حرّ الهجيرِ تظَلّلَا
مشيرا الى الرواية الماأورة من ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان تظلله غمامة في السماء تسير معه أنى سار لتقيه حرّ الهاجرة.
ومن مظاهر التقليد في شعره اهتمامه بحسن التخلص الى غرضه من القصيدة فهو بعد المقدمة الغزلية التي تحدثنا عنها نجده يتخلص الى غرضه ببراعة فيقول بعدها مباشرة:
وجرت سحائب عبرتي في وجنتي |
|
كرم الحسين على اراضي كربلا |
ولا تعدم ان تجد التضمين في شعره بمعناه المعروف في تعلق معنى البيت بالبيت الذي يأتي بعده ومن هذا قوله واصفاً الامام الحسين عليه السلام في المعركة يقول:
فكأنه وجوادُه وحسامُه |
|
يا صاحبَيَّ لمن أراد تأمُّلا |
فجعل المشبه به في البيت الثاني بعد ان ذكر المشبه في البيت الاول.
ولعل ابرز مظاهر التقليد في شعره سعيه لمتابعة ما شاع في عصره من الاهتمام بالمحسنات اللفظية والمعنوية والسعي للاكثار منها في الشعر، والقول في اسباب ذلك يستلزم دراسة موسعة في العصر وما شاع فيه من هذا النوع من الفنون البلاغية.
ومن المحسنات اللفظية التي وردت في قصيدة ابن العرندس واسرف فيها كثيرا بيد انها لم تخل من صور من الجمال والتاثير فن الجناس([38])
والجناس: بين اللفظين هو تشابههما في اللفظ مع الاختلاف في المعنى وهو انواع منه.
الجناس التام: وهو ان يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها وهو انواع.
ومن امثلة ما ورد من الجناس في شعر الشاعر الجناس الاشتقاقي([39]) في قوله:
وتسلسلت عينا سلاسل صدغه فلذاك بات مقيدا ومسلسلا
والجناس الاشتقاقي هنا في: تسلسلت وسلاسل ومسلسلا
- وقوله:
كسرى بعينيه الصحاح وخده النعمان بالخال النجاشي خولا
في (خال وخولا)
- وقوله:
وتوارثوا من بعد سلب نفوسهم دار المقامة في القيامة موئلا
في (المقامة، القيامة)
- ومنه ايضا قوله:
وسكينة امست وساكن قلبها متحرّك فيه الأسى لن يرحلا
في (سكينة، ساكن)
ومن الجناس التام([40]) في قصيدته:
- قوله:
وسروا بنسوته السراة بلا مِلا حسرى يلاحظهن الحاظ المَلا
والجناس التام في :ملا بمعنى جمع ملاءة
والملا: الناس
- وقوله:
واتى الجواد ولا جواد فوقه متوجّعا مستفجعا متوجّلا
والجناس التام في الجواد بمعنى الحصان
والجواد الثانية بمعنى الفارس الكريم
ولا يفوتنك الجناس الناقص[41] في قوله في البيت نفسه: متوجعا متوجلا
وفي الجناس الناقص في قصيدة ابن العرندس موضوع البحث قوله:
وجناته جورية وعيونه حورية تَسْبي الغزال الأكحلا
والجناس الناقص في قوله: جورية وحورية
- وقوله
كتب العليّ على صحائف خدِّه نونَي قُسِيّ الحاجبين ومثّلا
والجناس الناقص في علي وعلى
- وقوله:
ولقد برى فيَّ السقام وبتّ في لُجَجُ الغرامِ معالجاً كَرْبَ البلا
والجناس يظهر في: برى – البلى – بت
- وقوله في وصف الامام الحسين عليه السلام:
الصائم القوام والمتصدق المطعا م افرس من على فرس علا
فالناقص في: افرس – فرس
والتام في: على – علا
- وقوله:
شربوا بكاسات القنا خمرَ الفنا مزج البلاء به فامسوا في البلا
والجناس في: القنا والفنا... والبلاء والبلا
- وقوله:
بذلوا النفوس وبدلوا من جهلهم ما ليس في الاسلام كان مبدّلا
وتجد الجناس الناقص في: بذلوا وبدّلوا
- وقوله:
يشفيك اذ يسقيك منه بوابلٍ عذبٍ له أَرَجٌ يحاكي المندلا
والجناس في: يشفيك ويسقيك
- وقوله:
وخطاب اهل الكهف منقبةٌ غلتْ وعلتْ فجاوزت السماك الأعْزَلا([42])
والجناس في: غلت وعلت
- وقوله:
تلقاه يوم السلم غيثا مسْبلا وتراه يوم الحرب ليثا مشْبلا
والجناس في : غيثا وليثا ... ومسبلا ومشبلا
- وقوله
يا طَفّ طافَ على ثراك من الحيا هامٍ تسير به السحائبُ جَحْفَلا
والجناس في: طف وطاف وهو جناس ناقص
- وقوله:
ولألعنن زيادها ويزيدها ويزيدها ربّي عذاباً مُنْزَلا
والجناس الناقص في: زيادها ويزيدها
وتام في: يزيدها: الخليفة الاموي
ويزيدها: الزيادة وهنا زيادة اللعن
- وقريب من ذلك قوله يصف العصابة الاموية التي سارت بالسبايا الى يزيد في الشام:
تسري بهنّ الى الشآم عصابةٌ أموية تبغي العطاء الأجْزَلا
ترضي يزيد لكي يزيدلها العطا جهلا ويتحفها السؤالَ مُعَجَّلا
والجناس في: يزيد الخليفة الاموي
ويزيد : يعطي المزيد
- ومنه:
والطفلُ شمس حياته قد أصبحت في الخسف في طَفَلٍ وجلَّ مُؤَثّلا([43])
والجناس التام في قوله:
الطفل ويريد به الولد الصغير (الرضيع)
والطَفَل وهو هنا من طفلت الشمس: دنت للغروب
ومن المحسنات المعنوية التي ترد امثلة عليها في القصيدة الطباق.([44])
- ومنه قوله:
فمحلَّلٌ قد صيَّروه مُحَرَّمَاً ومُحَرَّمٌ قد صيَّروه مُحَلَّلا
وهو من قبيل الجمع بين لفظين من نوع واحد، وهنا الجمع بين اسمين: محرم وحلل.
- وقوله في وصف الجواد:
اضحى بمبْيَضّ الصَّباح مُجَلَّلًا وغدا بمُسْوَدِّ الظلامِ مُسَرْبَلا
والطباق هنا في: مبيض ومسود ... والصباح والظلام
- وقوله:
ينثّونَ من جَوْن العيون مدامعاً حُمْرَاً على بِيْض السوالف هُطّلَا
والطباق هنا في: جون العيون، وبيض السوالف
- وقوله:
تلقاه يوم السلم غيثاً مُسْبِلَاً وتراه يومَ الحرب ليْثاً مُشْبِلَا
والطباق هنا في: يوم السلم ويوم الحرب
ومن الفنون البلاغية الأخر التي وردت في القصيدة:
رد الأعجاز على الصدور([45]): وورد في قوله
وتسلسلت عينا سلاسل صَدغه فلذاك بات مقيدا ومسلسلا
وقوله:
وسلا الفؤاد بِحَرِّ نيران الجَوَى منّي فذابَ وعنْ سواهُ ما سَلا
- التكرار: وهو فن بلاغي يتمثل في تكرار اللفظ (حرفا او كلمة او جملة) بهدف ترسيخ المعنى وتوكيد تأثيره في ذهن المتلقي، وقد كرّر قوله (هذا) في ثلاث ابيات متتالية([46]) وكرّرَ الجار والمجرور وحرف العطف (وبه) خمس مرات في قصيدته في خمسة ابيات متتالية([47])
- ومن ترديد الحرف وتكراره والمواءمة بين الكلمات التي تبدأ او تحتوي الحرف نفسه في البيت الواحد تجده يقول:
فاعجبْ لِعَيْن عبيرعنبر خاله في جيم جَمْرة خدِّهِ لن تُشْعَلا
فجمع هنا بين العين في العين وعبير وعنبر، وبين الجيم وجمرة في وقوله ويحسن الافادة من تكرار الحروف في جناس يجمع فيه قواعد الجناس، ولا يفقده تاثيرها وجرسها الجميل يقول:
جيشٌ ملا فوه الفلا وأتى فلا أمست سنابك خيله تفلي الفَلا
فكلمات: فلا فلا، تفلي الفلا، تعاقبت فيها الفاء واللام في تكرار مؤثر فأعطت زيادة على الجناس الذي تحمله جرساً لافتا أضفاه الحرفان على المعنى والجرس.
وتاخذ الحروف في شعره مركزاً مهما، وقد يصوغها صياغة لا تخلو من ابتكار من ذلك قوله:
فبسين سحر الخط يطعن أنجلا |
|
وبياء بيض الهند يضرب أهْدَلا([48]) |
ومثل ذلك تجده في قوله يصف حال سكينة بنت الحسين عليهما السلام عند السبي فيقول:
وبدال دمع العين منها غرّقت صاد الصعيد وأنبتت كاف الكَلا
ولامر ما قصده الشاعر قال غرّقت ولم يقل أغرقت، ويسلم الوزن فيهما
وهكذا فانك لا تجد في القصيدة بيتا يخلو من فن بلاغي يوشّح به أبياته، ولكنّ السمة الغالبة على فنّه انه لا يسوق الفن البلاغي الذي يريد سَوْقَ تعمّل ومبالغة في التحري عنه، إنما يأتي في معظم حالاته عفو الخاطر، يوشح الصورة البلاغية ويضفي عليها جرسا موسيقيا مؤثرا يرافق دائما فن الجناس حين ياتي عفو الخاطر منسجماً مع الصورة الفنية التي تحتويه.
من ذلك الصورة التي يرسمها بفنّه البلاغي الحافل بالحركة والتجنيس حين يصف موقف الامام الحسين عليه السلام وهو ضامٍ يواجه عشرات الألوف من عسكر بني امية الذين احاطوا بالماء يمنعونه من وصوله فيقول:
ضامٍ إلى ماء الفرات فإن يَرُمْ نهلاً يرى البيض الصوارمَ مَنْهَلا
فالجناس في (نهل ومنهل) جاء ُمتناغما مع الصورة الشعرية التي يرسمها النص، سيما اذا عرضناه بتمامه فيقول بعد البيت المتقدم:
والقوم مُحْدِقَةٌ عَلَيْهِ بجحْفلٍ |
|
كالبحر آخرُه يحاكي الأوّلا |
ويختم الصورة برسم ما يثير عجبه من المفارقة في الموقف التي يجدها في البيت الاتي:
ومِنَ العجائبِ انّه يشكو الظما وأبوه يسقي في المعاد السلسلا([49])
وبعد ذلك ينتقل الى تعميق الصورة بربْطها بصورة أخرى تكاد تنبثق منها فيقول:
حَامَتْ عليْه للحِمَامِ كواسرٌ |
|
ظمئت فأشْرَبَت الحِمَام دمَ الطِّلا |
ومن توظيف الألوان في الصورة، وجعلها برغم تنافرها واختلافها تبدو منسجمة متناغمة، تتكامل من خلالها جوانب الصورة كما تتكامل في ريشة فنان تشكيليّ بارع يقول في إحدى الصور التي يرسمها بالكلمات مع الأبيات التي مرت:
حامت عليه للحِمام كواسرٌ |
|
ظمِئَت فأشْرَبَت الحِمام دمَ الطِّلا |
فانت تراه جمع بين سمرة الرماح وزرقتها وجعل مآلها واحدا الى الحمر لاصطباغها بالدم، وجعل شهب الخيل (أبيضها المشرَّب بالسواد) دُهْمَاً: أي شديدة السواد، ولم يقلْ حُمْراً، ولعله أشار الى آثار النقع فوق رؤوس الخيل الجُفّل، التي لا يقرّ لها قرار فَهْيَ سريعة نافرة كثيرة الحركة، فاصْطَبَغَتْ بالسواد لكثرة إثارتها للغبار في حركتها السريعة الكثيرةِ الحمْرة قريبةٌ من السواد ممّا أضفى على الصورة الانسجام في الالوان الذي نتج عن شدة المعركة، وكثرة الدماء التي أهرقت فيها حتى يقول مجملا ملامح الصورة:
ودَجَتْ عَجَاجَتَهُ ومَدَ سَوادَه |
|
حتى أعاد الصُّبْح ليلاَ ألْيَلَا |
وتجده يبدع في تشكيل لوحته بالالوان المختلفة فيوائم بينها لاستكمال التشكيل اللافت فيصف موقف عيال الامام الحسين عليه السلام بعد عودة الجواد خاليا من فارسه:
فسمعْنَ نُسْوانُ الحسين صَهِيْلَهُ |
|
فبَرَزْنَ مِن خَلَلِ الْمَضارِبِ ثُكَّلا |
الصورة الفنية في شعره:
لعل مقولة الجاحظ الآنفة الذّكر التي تقول ان الشعر "صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير" توحي بوضوح انه لا يمكن تصور شعرٍ خالٍ من الصورة، فما هي الصورة؟ "انها في أبسط معانيها رسم قوامه الكلمات"[52] او هي "تشكيل جمالي تستحضر فيه لغة الابداع الهيئة الحسية او الشعورية للاجسام او المعاني بصياغة جديدة تمليها قدرة الشاعر وتجربته وفق تعادلية بين طرفين هما المجاز والحقيقة دون ان يستبد طرف باخر"([53])
ان الشعر نشاط تخيلي يتم برعاية العقل، والتخيل جوهر العملية الشعرية ولا يتم الا بمقدمات تخيلية، ووزن ذي ايقاع مناسب يتيح له التاثير في المتلقي ليستجيب لتخيله وان الشعر لا يقدم نوعاً معرفياً مميزاً، بل هو لا يقدم معرفة على الاطلاق، وليست هذه وظيفته، انما هو تخيل فحسب، ولذلك فلا قيمة لان تكون مادته صادقة او كاذبة في الجانب المعرفي، وانما يجب ان يتوافر على الصدق الفني، فالمهم ما يحدثه من أثر في المتلقي، وما يصاحب ذلك من انفعال.
والشاعر يحاكي ما يتوافق وطبائع الانسان، وما يتحكم في هذه الطبائع من ثوابت أساسية بطريقة قائمة على الاحساس والتخيل والانفعال مع ما يرافق ذلك من متعة ذهنية خالصة عن طريق براعة الشاعر في صنع صوره، وفي إكساب مفرداته دلالتها المتجددة والمؤثرة.
واذا كان الشعر نشاطا تخيليا، والتخيل يشير – فيما يشير اليه - الى الانواع البلاغية للصورة فلذلك اختص الشعر بها دون غيره من فنون القول الأخر، وهي وان توافرت امكانية استعماله في النثر، الا انها تظل لصيقة بالشعر، ووثيقة الصلة به لان الانواع البلاغية، ملازمة أصلا للطبيعة التخيّلية للشعر وهي التي توصل الفعل التخيلي للمتلقي، فالشعر نتاج فاعلية الخيال وهذه الفاعلية ليست نسخا للعالم وانما اعادة تشكيل لعلاقاته.
"والخيال المصور يدرك ما في المعاني من عمق وما يتصل بها من اسرار جميلة ادراكا حادا رائعا، والذوق يختار أصفى العبارات وأليقها بهذا الخيال الجميل"([54])
فالاشياء التي ندركها تقع على أعضاء الحس لدينا وتنتج صوراً في الذهن، وتبقى هذه الصورة مخزونة في الذاكرة عندما لا يغدو للاشياء ذاتها وجود... "فاذا اقتضت حاجة للقيام بأي عمل فني وجدت قدرة التصوير موادها أمامها جاهزة للاستعمال"([55])
ولا بد هنا من البحث عن مدى براعة الشاعر في صوره ولا شك في ان "مقياس البراعة أو المفاضلة بين أديبين تعرّضا لفكرة واحدة او موضوع واحد، هو قدرة كل منهما على تصويرها من وجهة نظره الخاصة في اسلوب راق يجمع بين صدق الشعور وصدق التصوير"([56])
ان الصورة تنطلق من مجموع العلاقات القائمة أو المحتملة بين الانسان والمظاهر الوجودية المحيطة به وهي بلا شك "تركيبة معقدة يتدخل في تركيبها عنصران مهمان، أحدهما ظاهري يقوم في الحواس المتخيَّلة، والثاني باطني يقوم في النفس وموطن التجربة، ويكون الاول معادلا للثاني وعلى قدر انفعاله"([57])
وهكذا فان لونا ما أو رائحة أو حركة يستو حيها الشاعر من موقف ما، قد توقظ في الذهن سيلا من الصور المختزنة في الذاكرة، وتستدعي الصور بعضها بعضاً، فتنتج أنماطا أخر قد تكون أكثر طرافة وإثارة، والشاعر يملك كثيراً من وسائل التصوير، لانه يحاول دائما ان يقترب باللغة من روحها البدائية الاولى "وكلما قربت اللغة من موضعها البدائي كلما كانت تصويرية"([58])
وليس من طرقٍ محددةٍ لصنع وتشكيل الصورة، ولا يمكن تحديد أنواع معينة لها، فلكل شاعر طريقته في رسم صورته كما يراها، ولهذا فان الشعراء منذ أقدم الأزمنة عبّروا عن معان واحدة، ولكن في صور متعددة، ولهذا أيضا يجهد كل شاعر في استقصاء الصورة في محاولة تنجح أحيانا في توليد صورة جديدة.
وفي قضية الامام الحسين عليه السلام فلا بد من ان نطالب الشاعر بصورة فيها من الابتكار والجدَّة ما يتجاوز فيه التناول المعتاد لشعراء سبقوه، فهل أفلح في ذلك؟
يقول:
وبنو أميةَ في جسومِ صِحابِهِ |
|
قد حَطّموا السُّمْرَ اللّدان الذُّبَّلا |
ويقول ايضا:
ومِن العَجائبِ إنه يشكو الظَمَا وأبوه يَسْقي في المَعاد السَلْسَلَا
وكل جزئيات الصورة هذه تعتمد على الحقائق المادية، ولذلك فالحس يعتبر من ابرز مصادر صور الشاعر فهو يقول:
حامت عليه للحمام كواسرٌ |
|
ظمئت فأشربت الحمام دمَ الطِّلا |
وهكذا تبدو الصورة وهي تمور بالحركة، حتى ليكاد الشاعر يقيمها أمامنا جسداً حيّاً متحرّكاً يصدر فيها موجات متدفّقة من الحركة الرائعة، تشمل كل جزئية فيها بالتشكيل العام، ويلحظ فيها تاثير الجانب الديني في خيال الشاعر في تكوين صوره، وذلك أمر لا بد منه لانه يظلّ مؤثرا في الذهن وهو يؤدي الى نوع من النمطية والتكرار في الصورة بين الشعراء ذوي العقيدة الواحدة، نتيجة استلهامهم ذلك التراث الفكري، ولذلك في دراستنا لشاعر تمثل العقيدة الدينية جانبا مهما من تكوينه الفكري، لا بد من ان نلحظ تلك العلاقة الوثيقة بين صوره الفنية، ومعتقداته الدينية التي هي منبعه الاساس في توليد الصور، وهكذا يمثل الفكر المصدر الآخر في الصورة لديه عندما يستكمل تشكيل صورته ننتقل الى صورة اخرى نجدها في قوله:
وسرَوْا بنسوتِهِ السراة بلا مِلا |
|
حَسْرَى يلاحظُهُنّ ألحاظ المَلا |
ولا تعوزه القدرة على توليد الصورة والتقاطها ببراعة واضحة مؤثرة، من ذلك قوله مصورا الدمع:
ولابكين على الحسين بمدمع
|
|
قانٍ أَبُلُّ به الصعيدَ المُمْحِلا |
ويختم صورته عن الحسين عليه السلام ومعركته بالتحول الى ذكر أمير المؤمنين عليه السلام فيقول:
ثمّ السّلامُ ن السّلامِ على الَّذِي |
|
نُصِبَتْ له في خُمّ راياتُ الوَلا |
معددا مناقبه قائلا:
زَوْجُ البتولِ اخُ الرسولِ مُطَلّقُ ال |
|
دّنيا وقاليها بنيران الفلا |
وندخل معه في موضع اخر يحتاج وقفة أخرى مع هذا الشاعر العقيدي المبدع الذي تفصلنا عنه سته قرون وما يزال صوته يُشجي النفوس التي تتذكر مصيبة الحسين عليه السلام فتتقد أفئدتها بالحزن والأسى ولسان حالها ولسانها يقول ما قاله ابن العرندس قبل ستة قرون:
فلألْعننّ بني أمية ما حَدا الْ |
|
حادي وما سِرْبُ الكتائبِ قَلْقَلَا |
وبرغم ان بحثاً موجزاً لا يمكن ان يفي شاعراً بهذا المستوى الفني، وهذا القدر من الشعر، والذيوع الذي حظي به، ومن الضروري الإلتفات الى بذل الجهد لجمع ديوانه، لكي يشغل مكانه في المكتبة العربية، ولعل هذا البحث، مساهمة في ذلك .
نتائج البحث:
لقد ظهر من خلال البحث:
- ان ابن العرندس الحلي لم يحظ باهتمام الدارسين ولم يكن فنه مجالا للدراسة والكشف عن مميزاته الفنية.
- ان الشاعر زيادة على شاعريته كان عالماً وفقيهاً، وله في الاصول نشاط وبحث.
- ان شاعر العقيدة يبقى دائما مشدودا في فنه الى عقيدته، والدفاع عنها، ورد الشبهات التي تواجهها.
- تظهر آثار ثقافته الدينية في شعره، كعلم الكلام والاقتباس من القرآن الكريم.
- تبين في شعره تاثره بما شاع في عصره من اهتمام بالمحسنات اللفظية والمعنوية، وشيوعها في عصره.
- قلة المصادر التي تعنى بدراسة شعراء العقيدة ولا سيما اذا كان الشاعر على مذهب تناصبه السلطات العداء وتحارب أفكاره وتحاصره كمذهب أهل البيت عليهم السلام.
- اعتمد في شعره على الروايات، وعرضها لإثبات عقيدته التي يؤمن بها، وتقصّى رواياته بجدّ وتحرّ.
- بقيت قضية الحسين عليه السلام برغم القرون الطويلة تستقطب اهتمام شعراء العقيدة، وتأخذ مساحات واسعة من شعرهم، بل انها قد تكون المدار الرئيس الذي تتمحور حوله الافكار الاساس في شعرهم.
- بينت الدراسة حاجة كثير من شعراء العقيدة (ولا سيما أتباع منهج أهل البيت عليهم السلام) للدراسة والبحث لاستجلاء ملامح شعرهم وطريقة تناولهم لجوانب العقيدة التي يؤمنون بها.
- تهافت ما يطلق من أحكام من ان الشعر العربي في معظمه شعر مدح وتكسّب... وان الشعراء متقلبو الاهواء والنزعات، سريعو التحول عن مبادئهم، اذا دهمتهم مواطن الخوف، فقد تبين ان ابن العرندس (والناشئ الصغير قبله) ظل ملتزما في شعره بالدفاع عن عقيدته.
- ان كثيرا من الشعر قد ضاع، ودليل ذلك في شعر ابن العرندس، فان شعرا بهذه القوة والمستوى الفني الرفيع لا يمكن ان يكون قليلا،فالذي وصل الينا بضع قصائد منه ولعل أسبابا كثيرة وراء ضياعه منها الدوافع السياسية وتمادي السلطات في منع الاصوات المعارضة التي تدافع عن الحقيقة ومنهج الرسالة المحمدية الأصيلة في منهج أهل البيت عليهم السلام.
ملحق رقم(1)
لقد ظلت قضية الامام الحسين عليه السلام منذ استشهاده وحتى العصر الحاضر ميدانا واسعاً للبحوث الفكرية والعقيدية، والفنية وعلى سبيل المثال فان ما كتب من مقاتل تتحدث عن تفاصيل مقتله يمثل تراثا اسلاميا هائلا، واكثر كتب المقاتل القديمة لم يبق منها الا الاسم، فقد حرفت واتلفت وسرقت، ولو عرضنا لكتب المقاتل التي كتبت حتى زمن السيد بن طاووس(ت664ه) الذي اشتهر كتابه: اللهوف على قتلى الطفوف وعرض فيه لجملة ما ألِّف في المقاتل حتى عصره نجد الاتي على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر فدون ذلك خرط القتاد:-
فقد الف في المقاتل:
- الاصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الحنظلي:
من خاصة اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن شرطة الخميس عمر بعد علي عليه السلام طويلا، توفي بعد المئة له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([59]) والظاهر انه أول من الف وكتب في مقتل الحسين عليه السلام ويعد من معاصري واقعة كربلاء.
- ابو احمد عبد العزيز بن يحيى بن احمد بن عيسى الجلودي من اصحاب ابي جعفر عليه السلام([60])
- ابو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الاسدي الغامدي روى عن جعفر بن محمد عليه السلام وقيل انه من اصحاب الامام علي عليه السلام والحسن والحسين، وهو بعيد اذ ان اباه قد عاصرهم... له كتاب مقتل الحسين عليه السلام، والكتاب المتداول الان بهذا العنوان والمنسوب له، ليس الكتاب الذي ألفه قطعا، وانما من تآليف من تاخر عن وفي ذلك آراء([61])
- ابو عبد الله –ابو محمد- جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبد الله عليهم السلام ومات في ايامه سنة 128ه له كتاب مقتل ابي عبد الله الحسين عليه السلام
- ابو عبد الله محمد بن حمد الواقدي المدني البغدادي، صاحب كتاب الاداب (ت207ه) له كتاب مقتل ابي عبد الله الحسين عليه السلام([62])
- ابو عبيدة معمر بن المثنى التميمي (ت210ه) له كتاب مقتل ابي عبد الله الحسين عليه السلام([63])
- المفضل نصر بن مزاحم المنتصري العطار، كوفي مستقيم الطريقة (212ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام[64] وهو صاحب كتاب صفين
- ابو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت224ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([65])
- ابو الحسن علي بن محمد المدائني، عامي المذهب، كتبه سنة (ت224ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام او السيرة في مقتل الحسين عليه السلام([66])
- عبد الله بن احمد – او محمد- بن أبي الدنيا، عامي المذهب (ت281ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([67])
- ابراهيم بن محمد بن سعيد هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي، اصله كوفي سكن أصفهان (ت283ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([68])
12.ابن واضح اليعقوبي احمد بن اسحاق الاخب اي الشهيد (صاحب تاريخ اليعقوبي) (ت292 او 284ه) وهو متأخر عن أبي مخنف له كتاب مقتل الحسن عليه السلام([69])
13. ابو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، مولى بني غلاب، كان وجها من وجوه اصحابنا بالبصرة (ت298ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([70])
14.عبد الله بن عبد العزيز اليعقوبي (ت317ه) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([71])
15.ضياء الدين ابو مؤيد الموفق بن احمد الخوارزمي (ت568ه) وله كتاب الحسين عليه السلام كبير في جزئين([72])
16.ابو القاسم محمود بن مبارك الواسطي (ت592ه) وله كتاب مقتل الحسين عليه السلام([73])
17.نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن البقاء هبة الله ابن نما الحلّي (ت645ه) وله كتاب مثير الاحزان ومنير سبل الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام([74])
18.عز الدين عبد الرزاق الجزري (ت661ه) وله كتاب مقتل الحسين عليه السلام([75])
19.ممن لم تذكر سنوات وفاتهم وكتبوا في المقاتل، ويرجح ان تكون تآليفهم قبل وفاة الشيخ ابن طاووس (ت664ه) ومنهم:
- هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن زيد العالم بالأيام المشهور بالفضل والعلم له مقتل الحسين عليه السلام([76])
- ابو زيد عمار بن زيد الخيواني الهمداني له كتاب مقتل الحسين عليه السلام ([77])
20. ابو جعفر محمد بن احمد بن يحيى بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعري القمي... له كتاب مقتل ابي عبد الله الحسين عليه السلام([78])
21.ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ت...) له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([79])
22.محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكني شيخ بن الغضائري وفي طبقة الصدوق، كان ثقة عينا صحيح الاعتقاد، جيد التصنيف له كتاب مقتل الحسين عليه السلام([80])
هذه المقاتل أمثلة على ما كتب في القرون التي سبقت السيد ابن طاووس منذ القرن الاول الهجري حتى عصره (ت664ه)، وقد كتب السيد ابن طاووس كتابين في مقتل الامام الحسين عليه السلام هما:
- الملهوف (اللهوف) على قتلى الطفوف([81])، وهو كتاب مممّيز في بابه وشهرته، ذكره الشيخ محمد حسن آل ياسين في بحثه عن السيد ابن طاووس وقال: طبع في النجف وايران غير مرة، ونقل قول (اتاك كلبرك) في دراسته عن السيد ابن طاووس: "اللهوف من اشهر مؤلفات رضي الدين علي"([82])
وقد قسم المؤلف كتابه على ثلاثة مسالك:
الاول: تحدث فيه عن الامور المتقدمة على القتال... ومبايعة يزيد ورفض الحسين عليه السلام... وإرساله ابن عمه مسلم الى الكوفة بعد إرسال أهل الكوفة المراسيل له ومبايعته ومقتل مسلم... ومسير الحسين الى العراق مع عياله وأهل بيته وانصاره
المسلك الثاني: في وصف حال القتال بتفصيل واف
والمسلك الثالث: تحدث عن الامور المتأخرة عن قتله عليه السلام وبقي الكتاب موضع اهتمام الناس ورعايتهم وتوجد منه عدة نسخ مخطوطة وطبع الكتاب أكثر من سبع طبعات وترجم الى الفارسية([83])
- اما كتابه الثاني في مقتل الامام الحسين عليه السلام فهو: مصرع الشين في مقتل الحسين([84])
المصادر:
القران الكريم
- الأحكام السلطانية والولايات الدينية، ابو الحسن علي بن محمد البغدادي الماوردي (ت450ه)، دار الحرية، بغداد، 1989م
- أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني،دار المعرفة، بيروت،1402ه/1982م .
- الاسلوب، احمد الشايب، ط7، مكتبة النهضة المصرية، 1396ه/1976م
- أعيان الشيعة، محسن الامين العاملي، تحقيق: ولده حسن الامين، ط5، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1430ه/2000م
- الاغاني، ابو الفرج الاصفهاني (ت356ه)، تحقيق: عبد الستار فراج، دار الثقافة، بيروت، 1955م-1961م
- الامامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري (ت276ه)، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417ه/2006م
- البابليات، محمد علي اليعقوبي، ط1، المكتبة الحيدرية، النجف، د.ت
- البلاغة وعلم الاسلوب، د.محمود احمد ابو عجمية وصاحبيه، جامعة العلاقات الدولية، عمان، 2001م
- تاريخ الاسلام السياسي، حسن ابراهيم حسن، ط3، مكتبة النهضة، مصر، 1964م
10.تاريخ التمدن الاسلامي، جرجي زيدان، دار الهلال، القاهرة، 1958م
11.تاريخ الحلة، يوسف كركوش،دار انتشارات، مطبعة شريعت،قم، 1430ه .
12. تاريخ الخلفاء، جلال الدين السيوطي(ت911ه) دار المنار، لبنان،2000 م .
13. تاريخ خليفة بن خياط، خليفة بن خياط بن ابي هبيرة الليثي العصفري (ت240ه) مراجعة: د.مصطفى نجيب فواز وصاحبه، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995م
14.تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، 2008م
15. تاريخ النقائض في الشعر العربي، أحمد الشايب، ط3،مكتبة النهضة، القاهرة، 1966م .
16.التصوير والخيال، ر.ل.بريت، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة، موسوعة المصطلح النقدي، ط6، دار الحرية، بغداد، 1979م
17.جمهرة انساب العرب، ابن حزم (ت )، تحقيق: محمد البجاوي، مطبعة البابي الحلبي، مصر، 1953م
18.الحيوان، الجاحظ (ت256ه)، تحقيق: عبد السلام هارون، ط2، القاهرة، 1385ه\1965م
19.الذريعة الى تصانيف الشيعة، انما برزك الطهراني، دار الاضواء، بيروت، ط3، 1403ه
20.رجال النجاشي، ابو العباس بن احمد النجاشي الاسدي (ت450ه)، تحقيق: موسى الشبيري، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، قم
21.شعراء الحلة، علي الخاقاني، المكتبة الحيدرية، النجف الاشرف، 1372ه\1952م
22.شعراء البصرة في العصر الاموي، الشريف قاسم عون، ط2، دار الجيل، بيروت، 1991م
23.الصورة الشعرية، سي دي لويس، ترجمة: احمد نصيف واخرين، دار الرشيد، بغداد، 1982م
24.الصورة الفنية معيارا نقديا، د.عبد الاله الصائغ، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987م
25.الصورة في الشعر العربي، د.علي البطل، دار الاندلس، بغداد، 1980م
26.الطليعة في شعراء الشيعة، الشيخ محمد السماوي (ت )، نسخة مصورة في مكتبة أمير المؤمنين العامة
27.عالم الاسلام، د.حسين مؤنس، دار الزهراء، الاعلامي العربي، القاهرة، 1989م
28.العصر الاسلامي، شوقي ضيف، ط8، دار المعارف، مصر، 1978م
29.الغدير في الكتاب والسنة والاداب، عبد الحسين الاميني، تحقيق: مركز الغدير، ط2، مطبعة محمد، قم، 1424ه/2000م
30.فجر الاسلام، احمد امين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م
31.الفهرست، الشيخ الطوسي (ت460ه)، تحقيق: جواد القيومي، مطبعة مؤسسة النشر الاسلامية، قم، 1417ه
32.في النقد الادبي، دراسة وتطبيق، د.كمال نشات، مطابع النعمان، النجف الاشرف، 1390ه/1970م
33.الكامل في اللغة والادب، محمد بن يزيد المبرد (ت )، تحقيق: د.عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424ه/2002م
34.كشف الظنون، حاجي خليفة، تحقيق دار احياء التراث العربي، بيروت، د.ت
35.لسان العرب، ابن منظور (ت711ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424ه/2002م
36.مجمع الزوائد ومنبع العوائد، الحافظ الهيثمي، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت
37.مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي، سيد امير علي، ترجمة: رياض رافت، ط1، دار الافاق العربية، القاهرة، 2001م
38.مراقد المعارف، محمد حرز الدين، حققه: محمد حسين حرز الدين، مطبعة الاداب، النجف الاشرف، 1391ه/1971م
39.معالم العلماء، محمد بن علي السروي المازندراني ابن شهر آشوب (ت 588) عني بنشرهعباس إقبال، طهران،1353 ه ش .
40.المعالم التراثية والدينية في الحلة الفيحاء، سعد الحداد، الحلة، 2006م
41.المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، دار احياء التراث العربي، بيروت، نسخة مصورة في المكتبة العلمية، طهران، د.ت
42.مقتل الحسين عليه السلام، الخوارزمي، ابي المؤيد الموفق بن احمد الخوارزمي (ت568ه)، تحقيق: محمد السماوي، مطبعة الزهراء، النجف، 1367ه/1948م
43.الملهوف على قتلى الطفوف، السيد علي بن طاووس، تحقيق: فارس تبريزيان، ط1، منشورات الشريف الرضي، قم، 1346ه
44.من مشاهير اعلام الحلة، د.ثامر الخفاجي، ط1، مكتبة المرعشي النجفي، قم، 1384ه/2007م
45.النزاع والتخاصم فيما بين امية وهاشم، المقريزي (ت845ه)، تحقيق: د.حسين مؤنس، مطبعة امير، قم، 1412
46.النهاية في غريب الحديث والاثر، مجد الدين بن الاثير (ت630ه)، تحقيق: طاهر الزواوي ومحمود الضاحي، مطبعة شريعت، ايران.
المقالات:
- دراسة عن السيد علي بن طاووس، محمد حسن ال ياسين، مجلة المجمع العلمي العراقي، ج18، مجلد2
- الصورة الشعرية ومجالات الحياة عند زهير بن ابي سلمى، د.عبد القادر الرباعي، مجلة المورد، المجلد9، العدد 3، 1400ه/1980م
اطروحة: المعارك الادبية في العراق في القرون الثلاثة الاخيرة، اطروحة دكتوراه، د.محمد حسن محيي الدين، كلية الاداب-جامعة الكوفة، 2005م.
[1]- الغدبر في الكتاب والسنة والادب، عبد الحسين الاميني، تحقيق مركز الغدير، ط2، مطبعة محمد، قم، 1424ه/2000م: 7/15
[2]- انظر: البابليات، محمد علي اليعقوبي، ط1، المكتبة الحيدرية، النجف، (د.ت): 1/72. وشعراء الحلة، علي الخاقاني، المطبعة الحيدرية، النجف، 1372ه/1952م: 1/144. واعيان الشيعة، محسن الامين العاملي، تحقيق ولده حسن الامين، ط5، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1430ه/2000م: 7/199. والغدير: 7/3.
وانظر: مراقد المعارف، محمد حرز الدين، حققه: محمد حسين حرز الدين، مطبعة الاداب، النجف الاشرف، 1391ه/1971م: 1/75
[3]- انظر: المعارك الادبية في العراق في القرون الثلاثة الاخيرة 700/2000، اطروحة دكتوراه لكاتب البحث، كلية الاداب جامعة الكوفة، 2005، وفيها عرض مسهب عن الحالة الثقافية في تلك الحقبة، وبديات النهضة الادبية التي انطلقت بمعركة الخميس في النجف الاشرف، بسعي واشتراك من اساطين الحوزة العلمية فيها (1200ه - 1220ه).
[4]- انظر: شعر البصرة في العصر الاموي، الشريف قاسم عون، ط2، دار الجبل، بيروت، 1991م: ص44 وما بعدها
[5]- الحيوان، الجاحظ، ط2، تحقيق: عبد السلام هارون، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، 1968م: 3/131
[6]- النهاية في غريب الحديث والاثر، مجد الدين ابن الاثير (ت630ه)، تحقيق: طاهر الزوادي ومحمود الطناحي، مطبعة شريعت، ايران: 1/323
[7]- انظر: تاريخ التمدن الاسلامي، جرجي زيدان، دار الهلال، القاهرة، 1958: 4/43. وانظر ايضا: مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي، سيد امير علي، ترجمة رياض رافت، ط1، دار الافاق العربية، القاهرة، 2001م: ص211 وما بعدها
[8]- للاستزادة انظر:
الاغاني، ابو الفرج الاصفهاني (ت356ه)، تحقيق: احمد عبد الستار فراج، دار الثقافة، بيروت، 1955-1961: 16/128
الكامل في اللغة والادب، محمد بن يزيد المبرد، تحقيق: د.عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424ه/2002م. ويستفاد من النصوص التي نقلها في معرفة العصر
الامامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري (ت276ه) تحقيق علي شيري، مطبعة شريعت، ايران، 1428ه
الامامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري (ت276ه)، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1427/2006
[9]- انظر: عالم الاسلام، د.حسين مؤنس، دار الزهراء للاعلام ىالعربي، القاهرة، 1989م: هامش ص195
[10]- ينظر بتفصيل: اوفى: الاحكام السلطانية والولايات الدينية، ابو الحسن علي بن محمد البغدادي الماوردي(ت450ه)، دار الحرية، بغداد 1989م: 304
وانظر: جمهرة انساب العرب، ابن حزم، تحقيق: علي محمد البجاوي، مطبعة البابي الحلبي، مصر، 1953م: 303
[11]- انظر: جمهرة انساب العرب: 455
[12]- انظر: عالم الاسلام: 195
[13]- انظر: تاريخ خليفة بن خياط، خليفة بن خياط بن ابي هبيرة الليثي العصفري (ت240ه)، مراجعة وضبط د.مصطفى نجيب فواز و د.حكمت كشلي فواز، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995: 84
وانظر: النزاع والتخاصم فيما بين بني امية وهاشم، تقي الدين احمد بن علي المقريزي (ت845ه)، تحقيق: حسين مؤنس، مطبعة امير، قم، 1412: 82-84
[14]- النزاع والتخاصم: 84
[15]- تاريخ الخلفاء
[16]- انظر: تاريخ الطبري (تاريخ الامم والملوك)، محمد بن جرير الطبري (ت310ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، 2008: 3/262-264
وانظر: تاريخ الاسلام السياسي، حسن ابراهيم حسن، ط3، مكتبة النهضة، مصر، 1964: 1/285
وانظر ايضا: تاريخ النقائض، احمد الشايب
[17]- انظر: العصر الاسلامي، شوقي ضيف، ط2، دار المعارف، مصر، ص192، 1978: 230
[18]- فجر الاسلام: احمد امين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م: 1/186
[19]- انظر: المعالم التراثية والدينية في الحلة الفيحاء، سعد الحداد، الحلة، 2006: 1-2
وانظر: من مشاهير اعلام الحلة، د.ثامر الخفاجي، ط1، مكتبة المرعشي النجفي، قم، 1384ه/2007م
[20]- انظر: من مشاهير اعلام الحلة
[21]- انظر ملحق رقم(1) في نهاية البحث
[22]- انظر: الامامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري (ت276ه)، ط2، دار الكتب، بيروت، 1417ه/2006م: 28-34
[23]- انظر: الغدير في الكتاب والسنة والادب وهو موسوعة في اربعة عشر جزءا تقصت باسهاب وتدقيق مصادر حديث الغدير والروايات التي وردت بشانه، وما ذكره الشعراء عنه من يوم غدير خم حتى العصر الحديث
[24]- م.ن: 7/11-35
[25]- انظر: الغدير في الكتاب والسنة والادب: 7/11-18
[26]- انظر: اعيان الشيعة: 11/399 وما بعدها
[27]- هذه مناقب لامير المؤمنين عليه السلام وغيرها كثير يذكرها الشاعر يرشح فكرته التي قدمنا الحديث عنها، انظر واقعة رد الشمس والروايات والكتب التي الفت فيها: الغدير: 3/186-202، وقد أوصلها الى ثلاث واربعين وفي غيرها من المناقب انظر: م.ن: 7/18-24
[28]- جرول: قال قي الغدير: " جرول من خطباء العرب وفصحائها المشهورين يضرب به المثل فيقال: اخطب من جرول": الغدير: 7/17 واحسب انه اراد بجرول: الحطياة فان اسمه الاول جرول وهو اقرب
[29]- مطلع قصيدة للشيخ علاء الدين الحلي، انظر في ترجمته: الغدير: 6/383، و: 7/18
[30]- من قصيدة جمال الدين الخلعي، انظر في ترجمته: الغدير: 6/12-19
[31]- انظر: الغدير 7/.530 وذكر منها 57 بيتاًوأعيان الشيعة :11/399400 وذكر منها 41 بيتاً ووردت في الغدير (ذكراكم) وفي الأعياان : (ذكركم)
[32]- انظر: أعيا ن الشيعة 11/400 401 ،وذكر منها تسعة أبيات ، ولم يذكرها صاحب الغدير.
[33]- انظر الغدير 7/35 وذكر منها 51 بيتاً ،وأعيان الشيعة 11/401 ،وذكر منها 12 بيتاً .
[34]- انطر الغدير 7/35 وفال انها تناهز 56 بيتاً،ولم يذكرها صاحب الأعيان .
[35]- الغدير: 7/12
[36]- لعلها: (مجندلا) بدلا من (مجدلا) فيكون قد أصابها تصحيف
(2) نشير هنا الى استعماله لغة ضعيفة في قوله (داروا) برغم أن لديه متّسع في عدم استعمالها ، ويمكن أن يقول (دارت)ويبقى الوزن مستقبماً ،ولذلك توجبه يطول القول فبه لعله كان مقصودا .
(3) القس: السيف ، والقطاميّ الأجدل : الصقر .
[37]- انظر في ذلك: المعارك الادبية في القرون الثلاثة الاخيرة واثارها في الحركة الادبية، رسالة دكتوراه لكاتب البحث، كلية الاداب، جامعة الكوفة، 2005. وفيها فصل عن معركة الادب الرفيع التي كان ابرز محاورها موضوع الشعر العربي والغزل بالمذكر
[38]- والجناس بين اللفظين هو تشابههما في اللفظ مع الاختلاف في المعنى وهو انواع سنشير الى كل منها حين ترد في شعر الشاعر
[39]- الجناس الاشتقاقي هو ان يجمع اللفظين الاشتقاق
[40]- الجناس التام: هو ان يتفق اللفظان في انواع الحروف واعدادها وهيئاتها وترتيبها وهو انواع:
جناس مماثل: وهو ما كان طرفاه من نوع واحد كاسمين مثلا
جناس مستوفِ وهو ما جاء طرفاه من نوعين مختلفين كاسم وفعل
جناس التركيب: وهو ما كان احد لفظيه مركبا وهو انواع.
[41]- والجناس الناقص :هو ما اختلف لفظاه في اعداد الحروف فقط دون هيئاتها وانواعها وترتيبها وهو انواع.
[42]- السماك الأعزل: احد السماكين وهما "نجمان نيران احدهما في الشمال وهو السماك الرامح والاخر في الجنوب وهو السماك الاعزل" المعجم الوسيط، معجم اللغة العربية، دار احياء التراث العربي، بيروت، نسخة مصورة في المكتبة العلمية، طهران (د.ت): 1/452
[43]- المؤثل: الدائم
[44]- الطباق: وهو الجمع بين المتضادين ويكون ذلك على انواع:
الجمع بين لفظين من نوع واحد: اسمين او فعلين او حرفين
الجمع بين لفظين من نوعين: كالجمع بين الاسم والفعل
طباق السلب: وهو الجمع بين فعلي مصدر واحد مثبت ومنفي او امر ونهي.
[45]- ورد الاعجاز على الصدور: هو ان تكون للفظ قافية البيت علاقة اشتقاقية بلفظ يرد في نسيجه
[46]- انظر الابيات في القصيدة في الغدير: 7/17
[47]- انظر الابيات في: م.ن
[48]- الانجل: ذو العينين النجلاوين
الاهدل: المسترخي المشافر (الشفاه)
[49]- يشير في هذا البيت الى رواية تواتر نقلها تفيد ان الامام عليه السلام هو الساقي على حوض الكوثر يوم القيامة بنص نقله الفريقان عن النبي صلى الله عليه واله وسلم
[50]- الشهب والشهباء: بياض يتخلله سواد، والدهمة: السواد، الجفل: اجفل القوم : هرعوا مسرعين، والجفل : النافرة قال في لسان العرب: جفلها: نفرها، انظر لسان العرب،: 11/136
[51]- السنبك: طرف الحافر والجمع سنابك، الصافنات: جمع الصافن وهو من الخيل القائم على ثلاث قوائم مطرفا حافر الرابعة، القسطل: الغبار (لسان العرب: 11/663) وأخطا صاحب الغدير حين قال القسطل: المنية، انظر: الغدير: 7/13 ه3
[52]- الصورة الشعرية: س دي لويس، ترجمة احمد نصيف واخرين، دار الرشيد، بغداد، 1982م: 21
[53]- الصورة الفنية معيارا نقديا، د.عبد الاله الصائغ، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987م: 9
[54]- الاسلوب، احمد الشايب، ط7، مكتبة النهضة المصرية، 1396ه/1976م: 199
[55]- التصوير والخيال: ر.ل.بريت، ترجمة: عبد الواحد لؤلؤة، موسوعة المصطلح النقدي (6) دار الحرية، بغداد، 1979م: 15
[56]- في النقد الادبي دراسة وتطبيق، د.كمال نشات، مطابع النعمان، النجف الاشرف، 1390ه/1970م:26
[57]- الصورة الشعرية ومجالات الحياة عند زهير بن ابي سلمى، د. عبد القادر الرباعي، (فعال) مجلة المورد، مجلد 9، عدد3، 1400ه/1980م:15
[58]- الصورة في الشعر العربي، د.على البطل، دار الاندلس، بغداد، 1980م:26
[59]- الفهرست: الشيخ الطوسي (ت460ه)، تحقيق: جواد القيومي، مؤسسة النشر الاسلامية التابع لجماعة المدرسين، قم، 1970ه: 27 برقم: 108
[60]- الذريعة الى تصانيف الشيعة، اغا برزك، دار الاضواء، بيروت، 1403ه/2003م: 22/25، برقم: 5851
[61]- انظر: رجال النجاشي: 330، برقم: 875، والفهرست، للطوسي: 129، برقم: 573، وانظر: معالم العلماء، لابن شهرآشوب: 93، برقم: 649، والذريعة: 22/27، برقم: 5859، ولاستاذنا الدكتور عبد الله فياض (رحمه الله) دراسة مستفيضة في المقتل المتداول بين فيها وجود كثير من التناقضات والماخذ عليه
[62]- الذريعة: 22/28، برقم: 5869
[63]- الذريعة: 22/28، برقم: 5873
[64]- رجال النجاشي: 427-428، برقم 3148
[65]- فهرست الطوسي: 95، برقم: 395
[66]- م.ن: 104، برقم: 438
[67]- الذريعة: 22/28، برقم: 5869
[68]- م.ن: 22/28، برقم: 5871
[69]- م.ن: 22/23، برقم: 5833
[70]- م.ن: 22/28، برقم: 5870
[71]- كشف الظنون، حاجي خليفة، تحقيق: دار احياء التراث العربي، بيروت، ط1، (د.ت): 2/1794
[72]- انظر: الملهوف على قتلى الطفوف، السيد علي بن طاووس، تحقيق: فارس تبريزيان، منشورات الشريف الرضي، قم، 1346
مقتل الحسين للخوارزمي (ت568ه)، تحقيق: محمد السماوي، مطبعة الزهراء، النجف 1367ه/1948م
[73]- الماهوف على قتلى الطفوف :141
[74]- م.ن
[75]- م.ن
[76]- رجال النجاشي: 434، برقم 1166
[77]- م.ن: 303، برقم: 827
[78]- الذريعة: 22/27، برقم: 5861
[79]- فهرست الشيخ الطوسي: 156-157، برقم: 595
[80]- الذريعة: 22/28، برقم: 5868
[81]- انظر: الذريعة 22/423
[82]- دراسة عن السيد علي بن طاووس، محمد حسن آل ياسين "مقال" مجلة المجمع العلمي العراقي، ج18، مح2: 18
[83]- الذريعة: 18/296. وانظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الحافظ الهيثمي (ت807ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ت): 196
[84]- انظر: الذريعة: 14/140، برقم: 1983