اضواء على الصحافة النجفية ودورها الفكري والاصلاحي (1910 – 1968)
اذا صح ما قيل ان الصحف رسل المدينة الى الجيل الجديد، واذا صح ما قيل ان الصحف خير ظاهرة للحركة الفكرية، فحري بالنجف ان تطلع علينا بصحف قيمة، غير ان بعض المؤثرات الخارجية وقفت عائقاً امام تقدم الصحف النجفية منها قلة الخبرة في صنع المادة، وقلة ذات اليد.
لقد كان للصحافة في النجف دور اعلامي كبير في ترسيخ المبدأ الديني والانساني، وتأكيد شرف الدعوة الى تحرير الشعوب واسترداد حقوقها، وقد كانت زاخرة بأنفس المقالات وألمع البحوث، مما يعكس توهج الفكر النجفي بالابداع وتسلحه بالموهبة الاصيلة.
واذا كانت احدى المهمات الاساسية للصحافة هو التثقيف بمفاهيم العدل واشاعته في المجتمع حتى يطمئن الناس على حياتهم. فان صحافة النجف اسهمت في تحديث العقل، وتنمية التعليم، وترقية الثقافة العربية وصقل العديد من المواهب الصحفية، وعمقت التواصل بين النجف والعالم الخارجي واسهم رواد الصحافة في النجف الشهرستاني والخليلي والجواهري ويوسف رجيب في رسم معالم حركة صحفية امتد تاثيرها على مساحة واسعة من تاريخ الصحافة العراقية كما ساهمت هذه الصحافة في فتح النوافذ على منابع الثقافة العربية والاسلامية عبر اسهامات كتابها في الكتابة في صحف النجف كما نقلت الصحافة النجفية عبر مراحلها المختلفة صور العطاء الانساني لنخبة من المثقفين النجفيين لاتزال اسمائهم في ذاكرة الادب والثقافة العربية
مقدمة
اعتاد المؤرخون عند الحديث عن الحركات الفكرية والادبية في المدن المختلفة تناول النشاط الصحفي فيها باعتباره معلما بارزا من معالم النهضة الثقافية لتلك المدن
ولطالما شكلت الصحافة في النجف الاشرف حلقة من حلقات التطور في تاريخ الصحافة العراقية واستمرت الحركة العلمية قائمة في جامعة النجف منذ عصر الشيخ الطوسي حتى منتصف القرن السادس الهجري
تتناول هذه الدراسة الجذور الاولى للحركة الادبية والثقافية في النجف وتتداخل معها بدايات ظهور الصحافة في النجف حيث تم توثيق اهم الاصدارات الصحفية الصادرة للفترة من 1910 – وحتى عام 1968 مع استعراض للشخصيات الادبية والصحفية التي قامت باصدار او تاسيس المجلات و الصحف الصادرة في النجف خلال هذه الفترة ويعكس النشاط الصحفي في النجف طبيعة الحياة الثقافية التي كانت تعيشها النحف بمدارسها الدينية وحلقاتها الادبية والثقافية التي تميزت بالمساجلات بين الشعراء والادباء والتي حرص الصحفيون النجفيون على توثيقها في صحفهم الصادرة انذاك
ومرت الصحافة النجفية بعدة مراحل تاريخية عكست ريادتها وتألقها مستعرضة كل جوانب الحياة التي شهدها العراق اجتماعية وسياسية واقتصادية وغيرها وتشير المصادر التاريخية الى ان الحركة الصحفية في النجف نتج عنها عشرات الجرائد والمجلات التي امتد تاريخها من عام 1910الى 1968 ساهم في تحريرها نخبة من مثقفي ومفكري النجف الاشرف أمثال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وأية الله السيد هبة الدين الشهرستاني والشاعر الأديب محمد مهدي الجواهري ويوسف رجيب وجعفر الخليلي والمؤرخ عبد الرزاق الحسيني وغيرهم
تاريخ الطباعة والصحافة في النجف
اكتسبت النجف اهميتها من بين مدن البلاد العربية الاسلامية بسبب عمقها التراثي والديني والحضاري، كونها تقع على اعتاب (الحيرة) عاصمة المناذرة قبل الاسلام، وقربها من (الكوفة) عاصمة الخلافة الاسلامية في عهد الخليفة الرابع الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) واحتضانها الجامعة الاسلامية في القرن (الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي) بعد هجرة الشيخ الطوسي اليها، لتصبح بعد سقوط بغداد عام (656هـ / 1258م) من المراكز الروحية والثقافية والعلمية المهمة في العالمين العربي والاسلامي([1]). ولم تزل النجف منذ هاجر اليها الشيخ الطوسي سنة 448 وحط رحاله بها مركزاً علمياً وجامعة دينية يقصدها رواد العلم وطلابه ([2]).
واضافة لهذه الاسباب فان المدارس القديمة التي انشئت في النجف لدراسة علوم الشريعة الاسلامية، وفنون اللغة العربية هي الاخرى دفعت الكثيرين للاهتمام بالمدينة([3]). وفي هذا الصدد يشير المؤرخون الى ان البيوتات والعوائل التي هاجرت الى النجف كان لها نصيب من العلم وحظ في الادب وان كانت هي في غير ذلك الوقت تشتغل ببعض المهن والاعمال الاخرى([4]).
وبمرور الزمن، اصبحت النجف من امهات المدن العراقية لطابعها الديني والثقافي المميز، فهي قد حلت محل الكوفة القديمة على ان لا ينكر اثر الكوفة في نشوء النجف ونموها([5]).
وبالعودة الى تاريخ العراق السياسي والثقافي نرى ان اول مطبعة واول صحيفة انشئت في العراق هي مطبعة وجريدة الزوراء وقد ظهرت في عهد مدحت باشا (1822م – 1882م) الذي اصدر الجريدة في 5 ربيع الاول سنة 1286هـ-1869م واستمرت طوال ايامه واراد مدحت باشا من الجريدة ان تدون اعماله وما يقوم به من اصلاحات وان تسجل اخبار الحكومة([6]).
وفي الفترة الممتدة من (1869) وحتى عام 1908 لم تكن هناك الا ثلاث صحف تنشر باللغة التركية بوصفها لسان الحكومة العثمانية تحتل كل مننها احدى الولايات الثلاثة بغداد والبصرة والموصل وهي (الزوراء) البغدادية التي صدرت بين (1869-1917) و(الموصل) التي كانت تصدر في الموصل بين عامي (1885 و 1918) و(البصرة) الصادرة من البصرة بين عامي (1889-1914)([7]). ويعزو المؤرخون والمعنيون بحركة الادب والثقافة في العراق انكماش حركة الادب في العراق الى عدم وجود خطة عامة مرسومة للنهوض بالادب، فالتقلبات السياسية البارزة لا تقع بغير عملية انضاج واسباب كامنة ومثلها التطورات والتغيرات التي تطرأ على الادب فلابد من مقدمات او اصل لهذا التغيير، ولو رسمت خطة كهذه لما استطاعت تلك الاحداث ان تعصف بحياة الادب([8]).
وفي عام 1904 لم يكن يصدر في العراق الا ثلاث صحف، وبعد ذلك بنحو اربع سنين، غطى المسرح العام فيض من الصحف والدوريات، ومع ان الشعر كان مقدراً له ان يبقى اسمى فنون العراق الادبية الحديثة([9]).
وعند تتبعنا للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعراق في بدايات القرن العشرين نرى ان اعلان الدستور العثماني سنة (1908) يشكل انعطافة مهمة في حياة العراقيين حيث طالب علماء النجف السلطة العثمانية بوجوب تنفيذ الدستور، وتأسيس مجلس نيابي ثم اعلنت فتاواهم واصبحت اجتماعاتهم تقام على نحو علني في النجف وكانت الاجتماعات والمظاهرات المؤيدة للدستور تقام في الصحن الحيدري والجوامع والمدارس ([10]).
اما على صعيد الطباعة وحركة النشر فالنجف تعد في مقدمة المدن التي دخلتها الطباعة مبكراً مما يدلل على بروز نهصة تأليف مبكرة ([11]).
وقد كانت ضرورة انشاء مطابع في النجف تنبع من اسباب عدة ابرزها ظهور الدعوات الاصلاحية التي نادت بضرورة نشر العلوم الحديثة والحث على الاطلاع على الكتب الحديثة، ودراستها، وقراءة الصحف والمجلات السورية والمصرية، وكان ذلك جلياً في دعوات السيد هبة الدين الشهرستاني(*) واصداره مجلة العلم سنة (1910م) كما ان نشاط حركة التأليف ونمو الدوافع الثقافية والفكرية التي تحتاج الى مطابع تجسد تلك الثقافات والافكار وميل المؤلفين غالباً الى طبع مؤلفاتهم في مناطق قريبة منهم، مما يشجع الناشرين على تهيئة معدات ومطابع تحقق غرضي الفائدة العلمية والمردود الاقتصادي الذي يكون المحرك في كل عمل تجاري ويبقى العامل الاساسي والمهم في ذلك كله هو مركزية النجف العلمية([12]).
ونهضت في النجف حركة ادبية متميزة، يرى (جعفر الخليلي) ان العامل الاجتماعي كان له الاثر الاقوى في ازدهارها فيما يرى اخرون ان العامل الديني كان له الاثر الاهم فيه فكان واجباً على متحمليها من رجال الفقه والدين ان يتمرسوا بعلوم اللغة وآدابها فذلك دليلهم الى الهدف الاسمى([13]).
وكان لأنشاء المكتبات العامة اثر كبير في نمو هذه الحركة الادبية حيث اشتهرت النجف بمكتبات عامة وخاصة تضم احدث ما يصدر في الوطن العربي بينها اهم المجلات والدوريات وكانت المكتبة العلوية اول مكتبة عامة انشئت في النجف في القرن الرابع الهجري، واحصى (جعفر الخليلي) في موسوعة العتبات المقدسة أكثر من ثلاثين مكتبة كان لها شأن يذكر حتى نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر للهجرة، وقد بكرت النجف في نهضة العراق الحديث عندما أسست فيها مطبعة سنة 1856م ([14]).
وفي قراءة موجزة لتاريخ الصحافة العراقية نرى ان نصيب الصحافة في الفترة التي تلت الوالي مدحت باشا هو الترهيب والبطش بها، وشهدت بغداد والولايات اغلاق دور الصحف وتقديم اصحابها الى المحاكمة والغاء القسم العربي في جريدة الزوراء ([15]).
ومن اهم المجلات التي صدرت ايضاً في هذه الفترة مجلة العلم ومجلة لغة العرب.. اما العلم فهي مجلة يغلب عليها الطابع الديني وقد صدرت في مدينة النجف الاشرف، ..لصاحبها السيد هبة الدين الشهرستاني.. وكان رائدها التعريف بالدين الاسلامي دون ان تغفل ابواباً تتصل بالعلم والمخترعات مما كانت تنقله عن المجلات العربية وبخاصة المقتطف، كما شجعت الادباء ونشرت ادبهم، ولعلها اول مجلة رصدت الجوائز فيما يشبه المسابقات الادبية ([16]).
وفي عهد الاحتلال الانكليزي للعراق الذي بدأ بأحتلال مدينة البصرة في 22/4/1914 كان اول عمل قام به الانكليز هو انهم استولوا على مطبعة الولاية واشتروا جميع المطابع التي كانت هناك لتأمين الدعاية لهم، ثم بدأوا بأصدار نشرة بالعربية والانكليزية لنقل اخبار انتصاراتهم في جبهات القتال المختلفة، تحولت بعد ذلك الى جريدة يومية سياسية بأسم الاوقات البصرية، وكانت تصدر باربع لغات هي العربية والانكليزية والفارسية والتركية.
والمتصفح لهذه الجريدة يلاحظ اهتمامها بنقطتين اساسيتين:
اولهما الحط من قيمة الاتراك والتعرض لهم بلهجة قاسية بغية اساءة سمعتهم لدى اولئك الذين ما زالوا يتعاطفون معهم لعامل ديني كقولها ((ان السياسة التي جرت عليها الحكومة الاتحادية لأفناء المسيحين واليهود في سوريا وفلسطين هي من افظع النكبات في هذه الحرب، ولا ننسى ما نزل بالمسلمين من الفظائع التي تقشعر لها الابدان، ولو زرنا سجون عالية وشاهدنا ما يجري فيها من فظائع الاتحاديين وما يحل باشراف المسلمين من التعذيب لتحركت العاطفة الانسانية. ان تركيا ما دخلت الحرب الا للقضاء على الحياة الجديدة التي دبت في العناصر وعلى رأسها النهضة العربية قضاء لا مرد له))([17]).
وعلى الرغم من ان مدن العراق عاشت في ظل الاحتلال البريطاني حالة من الركود الثقافي الا إن النجف كانت اكثر مدن العراق استقطاباً للمهاجرين واشدها احتكاكاً واوثقها علاقة بالامم الحية والرجال المهذبة من ملوك وعلماء وأدباء وأمراء وعمال الى غير هؤلاء من صحيحي الشعور وواسعي المدارك، وهناك عوامل ودواع روحية تستدعي الهجرة اليها وهي الزيارة والمجاورة والاستزادة من العلم([18]).
وفي هذا الوقت واكب النشاط الديني والادبي والثقافي في النجف ظهور الصحف فيهاالذي هو جزء من تاريخ الصحافة العراقية ومن يطلع على اوائل الصحف سيجد فيها جوانب تعكس الى حد بعيد بداياتها الاولى قبل ان تصبح فنا له اصوله وكيانه وعلى الرغم من تسلط السياسة وجبروتها وخضوع الصحافة لهذا السلطان الا انها كانت مع ذلك تجد فترات متقطعة تستطيع ان تظهر بها على حقيقتها لتؤدي دورها الحقيقي في التعبير عن الصالح العام ([19]).
وعلى كثرة النتاج الادبي والشعري في النجف من اقدم عصوره حتى اخريات ايامه لم تكن له نوادي رسمية ولا جمعيات منظمة الا ما تجمعها الفرص وتخلقها الظروف من محافل الافراح والاتراح (التي لم يمر شهر من الشهور الا وفي النجف آحاد منها) وما يكون فيها من التهاني والمديح والمراثي والتأبين وبعض الجلسات الفكاهية والمطايبات الودية ([20]).
وبدأت الهجرة العلمية الى النجف منذ اواسط القرن الخامس الهجري ان لم تكن قبل ذلك من شرق افريقيا، ومن جبل عامل والبقاع بلبنان، ومن حلب وشمال سوريا ومن البحرين والقطيف في الخليج العربي، ومن قفقاسية، وايران، والتركتسان الروسية والافغان، والهند، واندونيسا، والصين، لينهل القادمون من العلوم العربية وليتفقهوا في الدين، ولينالوا درجة العالمية ويعودوا الى بلدانهم ويقيم البعض بقصد المجاورة ([21]).
وفي الوقت الذي كانت تستقطب فيه النجف طلاب العلم فانها كانت تستورد الصحف المصرية والسورية كالهلال والمؤيد واللواء والمقتطف وغيرها، كما انها كانت تصدر معارفها الى العالمين العربي والاسلامي ([22]). ويبدو ان هذه الهجرة وهذا التلاقي والتبادل الفكري والثقافي بين النجف واقطار العالمين العربي والاسلامي كان له الاثر الايجابي على النهضة الادبية في النجف.
لقد تأثرت النجف فكرياً بأنصهار هذه الثقافات في بوتقتها حتى ظهر اثر ذلك في اتجاهاتها الفكرية ونزعاتها العلمية، فحين أزمع العلماء فيها على تأسيس مدرسة عصرية في العقد الاول من القرن العشرين وهي المؤسسة العلوية التي اغلقت بسبب الحرب العالمية الاولى لم تكن بحاجة هذه المدرسة الى جلب المعلمين من الخارج لتدريس العلوم العصرية واللغة الفرنسية والانكليزية اللتين التزمت هذه المدرسة بتعليمهما بالاضافة الى اللغة الفارسية والتركية وانما كانت تستعين بالمهاجرين على ذلك ([23]).
وعاشت الصحف النجفية قبل وبعد العشرينات حالة يمكن وصفها بالمد والجزر حيث تأرجحت بين التوقف والركود وبين الاصدار والنشر لكنها تمكنت من ان تخرج العديد من حملة القلم وان تصمد بوجه الظروف وخير دليل على ذلك كثرة الصحف التي صدرت على اختلاف ميولها السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية ([24]).
وظهرت في النجف صحف ادبية كثيرة وبخاصة في الثلاثينات فكانت حدثاً تاريخياً هائلاً لم يكن يتوقعه العراقيون بهذه السهولة والسرعة وان كانت كل البوادر تدل على حدوث مثل هذا التغيير ([25]).
لقد كان للصحافة في النجف دور اعلامي كبير، في ترسيخ المبدأ الديني والانساني... وقد اسهمت في تحديث العقل وتنمية التعليم وترقية الثقافة العربية وصقل العديد من المواهب الصحفية والادبية المتجلية في رقي الاسلوب...، كما عبرت على نحو واضح عن الرأي العام في النجف، ومحيطها الاجتماعي، من قضايا وطنية وقومية واسلامية دللت على عمق التواصل بين النجف والعالم الخارجي وتأثيرها فيه ([26]).
والى جانب ظهور هذا اللون من الصحافة ظهر في النجف بدايات العشرينات من القرن العشرين رجال يسعون الى الاصلاح، ولكنهم بدأوا بالتركيز على اصلاح الحوزة العلمية، لانهم كانوا يرون ان الحوزة العلمية هي مفتاح الاصلاح في المجتمع الاسلامي، لأنها تمثل القيادة الشرعية الصالحة لهذا المجتمع انطلاقاً من فكرة ((اذا صَلُحْ العالِم صَلُح العَالَم))([27])... وبدأت دعوات الاصلاح من خلال تطوير الدراسات الفقهية، التي تلبي متطلبات العصر، ولكنها كانت مشروطة بأن لا تمس الثوابت الدينية الاصيلة وبتعبير مختصر ((النزوع الى المعاصرة مع التمسك بالاصالة))([28]).
ويمكن القول ان الصحف والمجلات الادبية التي ظهرت في الوطن العربي ومنها تلك التي ظهرت في العراق ساهمت الى حد كير في بلورة رأي عام موحد تجاه الكثير من القضايا التي كانت تهم الشارع العربي ([29]).
ومثل عقدي الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي وهو الذي شهدت فيه النجف ولادة عدد كبير من الصحف ذات المستوى العالي (دور الازدهار) اذ ظهرت المواهب الصحفية بأجلى مظاهرها في الموضوعات المنشورة وحسن الاخراج فضلا عن تناولها للمناسبات التاريخية والادبية والدينية والاقتصادية مما عدت حينها في طليعة الصحافة العراقية ومقدمة الصحافة العربية ([30]).
وكان من بين تلك المواهب الادبية والصحفية القاص والصحفي والاديب جعفر الخليلي، ان جعفر الخليلي من الكتاب العراقيين المنتجين وآثاره كثيرة المواضع، متعددة الجوانب ([31]). وقد حرص الخليلي كل الحرص كي يعطي صورة مشرقة وطبيعية لادب النجف ولفكر النجف الاشرف من خلال علاقاته الاجتماعية والسياسية ورغم ان النجف عرفها القاصي والداني من خلال الفكر والادب منذ اربعة قرون او منذ تأسيس الجامعة العلمية الدينية فيها منذ قرابة الالف عام، الا ان الخليلي كان دائباً على ابراز هاتين الميزتين في فنونه الادبية([32]). وقد بلغ عدد المجلات والصحف السياسية سنة 1933 (309) جريدة ومجلة موزعة على المدن العراقية، بغداد 77 مجلة و168 جريدة، الموصل 4 مجلات و8 صحف، البصرة 5 مجلات و21جريدة، النجف 4 مجلات و5 جرائد، كربلاء جريدة واحدة، الحلة جريدة واحدة، الكاظمية 4 جرائد، العمارة جريدتان، كركوك جريدتان ومجلتان، السليمانية 4 جرائد([33]).
الصحافة النجفية واثرها الفكري والاصلاحي
واكبت الصحافة العراقية ومن ضمنها الصحافة النجفية تطور المجتمع العراقي وأدت دوراً كبيراً في احياء التراث القومي، وتسيطر الافكار الجديدة البناءة للمجتمع الجديد([34]).
واذا نظرنا الى اهمية الصحافة في تطور المجتمعات ونهوضها فاننا نقف عند حقيقة مفادها ان الصحيفة الراقية تقف الى جانب المدرسة والجامعة وتنافسهما في نشر التعليم وابتعاث الاذواق والنزعات وتاثير الحصيفة في القارئ اكبر من تاثير المدرسة والجامعة لانه يقرأها مختاراً فهو يتقبل اراءها بقوة الايحاء الذي تبعثه اللفظة المطبوعة وبقوة التكرار الذي هو طبيعة الصحف الدورية([35]).
وعند تقييم الرسالة الانسانية للصحافة في مجتمع ما باعتبارها مصدراً تاريخياً فاننا سنرى ان هناك فارق بين التاريخ والصحافة وهو ان الاول يتناول في العادة المظاهر الاجتماعية والاحداث الضخمة والشخصيات الكبيرة التي ادت دوراً هاماً على مسرح الحياة الانسانية بينما تتناول الصحافة الاحداث الكبيرة والصغيرة على السواء، وتهتم برجل الشارع والطوائف المختلفة واخبار الجرائم الفردية والجماعية([36]).
لم يعنى النجفيون في جرائد بغداد ولم يشتركوا بها او يراسلوها حيث لم يجدوا فيها ما يروي ظمئهم الى العلم والمعرفة الحديثة غير ان البعض كان يطالع (جريدة الزهور) البغدادية لسان فرع حزب الاتحاد في بغداد لصاحبها رشيد الصفار ومجلة (لغة العرب) لصاحبها انستانس الكرملي([37]).
وكان في النجف ادباء بارزون وشعراء مجيدون، ولسوق الادب رواج حسن، ولكن على الطراز القديم، ولدى فريق خاص من الروحانيين. لم يكن النحف معروفاً اسم الجرائد والصحف، بل تدعى (القسطات) وهي تحريف لكلمة (غازيتا) الاوبية، وتعني الجريدة، وهي لفظة تركية اما قراءوها فلا يتجاوزون عدد اصابع اليد، مثل المرحوم السيد مهدي البغدادي والمرحوم اغا اسد خان، والعلامة الشيخ جواد الجواهري، والمرحوم السيد جواد الكليدار، والسيد الشريف المولى محمد علي بحر العلوم، والملا علي امين الصندوق، على انهم كانوا يطالبون الصحف سراً وبتحفظ([38]).
وطبيعة الحياة العامة في النجف انذاك بمختلف وجوهها الثقافية والاجتماعية والسياسية تفرض على الصحافة وجهاً أخر من وجوه المجتمع ([39]).
ظهرت في النجف بعض الصحف التي قام بتحريرها افراد من الشباب المتطلع، وليس العهد ببعيد عن مجلة الحيرة، وجريدة الفجر الصادق وجريدة النجف، اما الكتبة والادباء النجفيون فكانوا تنشر لهم الصحف السورية والعراقية عدداً من ابحاثهم وفراد مقاطيعهم الشعرية، ويصعب علينا استحضار عدد اسمائهم وفي بداية عهدها كان للصحافة في النجف دور اعلامي كبير في ترسيخ المبدأ الديني والانساني([40]).
وقبل ان يصحو النجفيون على بدايات ظهور الصحافة النجفية وبزوغ عهدها كانت صحيفة المطالعة جريدة الزوراء البغدادية، وجريدة الاقبال البيروتية هكذا كانت قيمة الصحافة قبل الدستور اما بعد اعلانه سنة 1908 فقد بدأت الصحف السورية الجديدة وفي مقدمتها مجلة العرفان، تلتها بعد حين جريدة البلاغ البيروتية، فالمقتبس، ثم الحارس، والبرق اللبنانية، ,بعد اشهر طلعت علينا الصحف المصرية كالمؤيد، والمقطم، والمقتطف، فالهلال، والاهرام، والنيل، وتلتها صحف الاستانة .. مثل جريدة الاتحاد لصاحبها عبد العزيز شاويش المصري وريدة طنين التركية لسان حزب الاتحاد، وثم مجلة المنتدى الادبي العربي لصاحبها احمد عزة بن الاعظمي وايضاً جريدة حبل المتين التي تصدر في الهند باللغة الفارسية وكان لها رواج كبير لدى الايرانيين([41]).
ولم يكن في النجف قبل العام 1900 حتى ولا مطبعة حجرية، وكان العلماء والمؤلفون يتكلفون كثيراً في ارسال مؤلفاتهم الى مطابع الهند او مطابع ايران الحجرية، ويصرفون في هذا السبيل اموالاً طائلة، وكان معظم تأليفهم باسلوب قديم، وحوالي سنة 1911م تشبثت جماعة لجلب مطبعة حديثة من الهند بواسطة صاحب جريدة (الحبل المتين) فحصلوا على مطبعة صغيرة، وفي سنة 1912م نشط جماعة ألفوا شركة مساهمة لجلب مطبعة حديثة وصلت الى النجف بعض آلاتها في بدء الحرب العالمية الاولى 1914م وتعطلت عن العمل مدة الحرب الى سنة 1918م وعند انتهاء الحرب استأنفت عملها، وبمقتضى ناموس المنافسة جلب الشيخ صادق الكتبي مطبعة ثانبة على حسابه الخاص وقد تكفلت هاتان المطبعتان بطبع الجرائد النجفية والكتب والدواوين والنشرات([42]).
وقد مرت الصحافة النجفية باربعة ادوار هي:
- الدور الاول: يبدأ من عام (1910-1912) وهو الدور الذي دخلت فيه النجف المعترك الصحفي وشاركت بقية مدن العراق في الدعوة الى الثقافة العامة بمختلف نواحيها، في هذا الدور ظهرت اربع صحف هي (الغري) و(النجف) و(درة النجف) ومجلة (العلم).
- الدور الثاني (مرحلة العشرينات) ويبدأ باندلاع ثورة العشرين حيث بدأت بعض الصحف على مسرح الصحافة وهي (الفرات) و(الاستقلال)، ولم تدوما طويلا وبعد سنوات من تنصيب فيصل ملكاً ظهرت مجلات النجف والحيرة وبهما انتهى هذا الدور.
- الدور الثالث (دور الازدهار) ويتضمن مرحلة الثلاثينات والاربعينات، وقد شهدت فيه النجف ولادة عدد كبير من الصحف ذات الوزن العالي، وظهرت مواهب صحفية بأجلى مظاهرها في عقليتها واخراجها، وتعد من طليعة الصحف العراقية بل العربية كالاعتدال والغري، والبيان، والهاتف، والمصباح، وغيرها.
- الدور الرابع ويشتمل مرحلة الخمسينات والستينات... وما بعدها وقد تضمن الكثير من الصحف والمجلات التي كانت تزدهر بين مدة واخرى ولكن ليس بالزخم الثقافي الذي تالق به الدور الثالث([43]).
وفي استعراض تاريخي سريع للمجلات والصحف واسماء مؤسسيها ورؤساء تحريرها ومدرائها المسؤولين نجد ما يلي:
- مجلة العلم: هي اول مجلة صدرت في النجف وعلى اكثر الاعتقاد انها اول مجلة صدرت في العراق، حيث ان النجف سبقت بغداد في صدور المجلات، وقد صدر العدد الاول في آخر ربيع الاول سنة 1328 أي عام 1909، وقد طبع بعض اعدادها في بغداد، ولكن الاكثر طبع في النجف في مطبعة حبل المتين، وهي شهرية، صاحبها ورئيس تحريرها السيد محمد علي هبة الدين الحسيني الشهرستاني، ومديرها المسؤول الشاعر المعروف عبد الحسين الازري، استمرت في الصدور سنة كاملة([44]).
- جريدة الفرات: صدرت في الاول من تشرين الاول 1920، واصدرها محمد باقر الشبيبي، وهي سياسية اخبارية، كانت لسان حال ثورة 1920م ضد الاحتلال البريطاني، احتجبت بعد صدور عددها الخامس.
- الاستقلال: صدرت بعد الفرات بيومين أي في 21تشرين الاول 1920م وكان مديرها المسؤول المحامي محمد عبد الحسين الكاظمي ورئيس تحريرها عبد الرزاق الحسني، سياسية، ادبية، اجتماعية، تصدر ابع مرات في الاسبوع، ايضاً كانت لسان حال الثورة العراقية، احتجبت بعد صدور عددها الثامن([45]).
- النجف: صحيفة اجتماعية، ادبية، انتقادية، اسبوعية، صدر عددها الاول في 3رمضان 1344هـ، 1925م وكان محررها ومديرها المسؤول يوسف رجيب (×) ورئيس تحيريها محمد علي البلاغي، وكانت تطبع بالمطبعة العلوية في النجف([46]). واحتجبت النجف في 19 حزيران 1927، وقد اسهمت بنشر الافكار الاصلاحية ونشر عوامل اليقضة ([47]).
- الفجر الصادق: صحيفة اسبوعية صدر عددها الاول يوم الجمعة 6 شوال سنة 1348هـ، 7آذار 1930م/ وكان صاحبها ومحررها جعفر الخليلي([48]).
- الراعي: صحيفة ادبية، اجتماعية، صاحبها جعفر الخليلي، صدر العدد الاول منها في يوم الجمعة اول ربيع الثاني عام 1353هـ، 13 تموز 1934م، استمرت عاماً واحداً تصدر بانتظام في كل جمعة([49]).
- الهاتف: صحيف ادبية، اسبوعية، صدرت في 29 محرم 1354هـ، 3مايس1935م وانتقلت الى بغداد في عام 1948م ثم اغلقت في عام 1954م مع صحف اخرى بموجب مرسوم صدر في ذلك العام وقد استمر صدورها نحو عشرين عاماً، صدرت في النجف مدة ستة عشرة سنة، وفي بغداد ست سنوات، وتعد سنيها العشرين تاريخاً ذا شأن كبير في دراسة الادب والحياة الاجتماعية والسياسية للعراق([50]).
- الحضارة جريدة اسبوعية صاحبها ومديرها المسؤول محمد حسن الصوري (*) صدر عددها الاول بتاريخ 9شعبان 1356هـ الموافق 15 تشرين الاول 1937 وكانت تعنى بالاخلاق.
- العدل: جريدة ادبية اسبوعية عامة صاحبها ورئيس تحريرها السيد ابراهيم احمد الفاضلي صدر عددها الاول في 9نيسان 1936.
- الفيحاء: جريدة ثقافية دينية اسبوعية اصدرها كاظم جواد الساعدي عام 1958.
- النور: جريدة ناطقة بلسان الحملة الوطنية الشاملة لمحو الامية رئيس تحريرها خيري ناجي العميدي صدر منها عددان عام 1986([51]).
- مجلة الحيرة: مجلة ادبية، شهرية، اجتماعية، تقع في اربعين صفحة مر ذكرها في الفصول السابقة.
- مجلة الاعتدال: مجلة علمية، اجتماعية، تاريخية، شهرية، مصورة، صاحبها ومديرها المسؤول محمد علي البلاغي (*). صدرت في خمسين صفحة بالقطع المتوسط صدر العدد الاول منها في الاول من شوال سنة 1351هـ، 1932م، واستمرت في الصدور ستة سنوات تقريباً، وتناولت الموضوعات العلمية، والادبية، والاخلاقية والاجتماعية التاريخية، وتوقفت سنة 1356هـ، 1937م([52]).
- مجلة الصباح: مجلة تاريخية، ادبية، علمية، تصدر مرة في الشهر، صدر العدد الاول منها في 1رجب1353هـ، 1935م، في 80صفحة، صاحبها ورئيس تحريرها محمد رضا الحساني (**) وبعد صدور خمسة اعداد منها تنازل عن الامتياز الى السيد محمد صالح بحر العلوم، استمر باصدارها الى عام 1355هـ، 1937م وقد نشرت الملة ابحاثاً قيمة في التاريخ والادب كانت صفتها الغالبة ادبية.
- مجلة القادسية: مجلة ثقافية شهرية، صدر العدد الاول منها في الكوفة يوم الخميس 18ذي القعدة سنة 1356هـ، 2كانون الثاني 1938م، صاحبها ورئيس تحريرها محمد رضا الحساني، توقفت في 14تموز 1941 لكنها عادت سنة 1946م وتوقفت سنة 1948 اهتمت بالنواحي الادبية والثقافية([53]).
- مجلة الغري: مجلة ادبية، اجتماعية، دينية، مصورة، نصف شهرية لها ملاحق للاعلانات، صاحب امتيازها الشيخ عبد الرضا كاشف الغطاء الملقب (بشيخ العراقيين) (*) صدر العدد الاول منها في شعبان 1358هـ، ايلول 1939م استمرت بالصدور حتى عام 1946م([54]).
- المثل العليا: مجلة ادبية، اجتماعية، نصف شهرية، صدرت في 23رمضان1360هـ، 15تشرين الاول1941م، صاحبها ورئيس تحريرها كاظم الكيشوان ومديرها المسؤول المحامي محمد عبد عجينة، اهتمت بالادب النجفي([55]).
- البيان: مجلة اسبوعية ادبية، اجتماعية، جامعة، رئيس تحريرها المسؤول علي الخاقاني، صدر عددها الاول في شعيان 1365هـ الموافق 29 حزيران 1946م.
- الدليل: مجلة علمية ادبية اجتماعية جامعة صاحب امتيازها موسى الاسدي ورئيس تحريرها عبد الهادي الاسدي.
- الشعاع: مجلة اسبوعي علمية ثقافية عامة صاحبها ورئيس تحريرها عبد الهادي العصامي صدر عددها الاول في رجب 1367هـ الموافق آيار 1948.
كما صدرت مجلات اسبوعية اخرى منها العقيدة ولواء الوحدة الاسلامية والنجف والتحرير الثقافي والحوزة والمعارف والاضواء.
الخلاصة
اذا صح ما قيل ان الصحف رسل المدينة الى الجيل الجديد، واذا صح ما قيل ان الصحف خير ظاهرة للحركة الفكرية، فحري بالنجف ان تطلع علينا بصحف قيمة، غير ان بعض المؤثرات الخارجية وقفت عائقاً امام تقدم الصحف النجفية منها قلة الخبرة في صنع المادة، وقلة ذات اليد.
لقد كان للصحافة في النجف دور اعلامي كبير في ترسيخ المبدأ الديني والانساني، وتأكيد شرف الدعوة الى تحرير الشعوب واسترداد حقوقها، وقد كانت زاخرة بأنفس المقالات وألمع البحوث، مما يعكس توهج الفكر النجفي بالابداع وتسلحه بالموهبة الاصيلة.
واذا كانت احدى المهمات الاساسية للصحافة هو التثقيف بمفاهيم العدل واشاعته في المجتمع حتى يطمئن الناس على حياتهم. فان صحافة النجف اسهمت في تحديث العقل، وتنمية التعليم، وترقية الثقافة العربية وصقل العديد من المواهب الصحفية، وعمقت التواصل بين النجف والعالم الخارجي واسهم رواد الصحافة في النجف الشهرستاني والخليلي والجواهري ويوسف رجيب في رسم معالم حركة صحفية امتد تاثيرها على مساحة واسعة من تاريخ الصحافة العراقية كما ساهمت هذه الصحافة في فتح النوافذ على منابع الثقافة العربية والاسلامية عبر اسهامات كتابها في الكتابة في صحف النجف كما نقلت الصحافة النجفية عبر مراحلها المختلفة صور العطاء الانساني لنخبة من المثقفين النجفيين لاتزال اسمائهم في ذاكرة الادب والثقافة العربية
المصادر والمراجع
المخطوطات:
البراقي، حسون، قلائد الدرر والمرجان، مخطوط محفوظ في مكتبة امير المؤمنين في النجف، ورقة 375.
الاطروحات والرسائل الجامعية:
البهادلي، محمد باقر احمد، هبة الدين الحسيني – آثاره الفكرية ومواقفه السياسية، 1884-1967م، رسالة ماجستير مقدمة الى معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا، عام 2000م.
العامري، كاظم مسلم، الاتجاه الوطني والقومي للصحافة النجفية، اطروحة دكتوراه مقدمة الى كلية الاداب في جامعة الكوفة، النجف، 2000
الكتب
بطي، فائق، صحف بغداد، 1962
الخليلي، جعفر، موسوعة العتبات المقدسة، منشورات الاعلمي، ج7، قسم النجف، الثاني، بيروت، 1965.
موسى، سلامة، الادب والحياة، القاهرة، 1956
عبد القادر حسنين، الصحافة كمصدر للتاريخ، القاهرة، 1960.
محبوبة، جعفر باقر، ماضي النجف وحاضرها، ج1، النجف، 1958
الشبيبي، محمد رضا، مجموعة مؤلفين،، الغابة العذراء، ودراسات في الشعر النجفي الحديث، ط1، بغداد، 1999.
العزاوي، عباس، تاريخ العراق بين احتلالين، ج7، بغداد، 1955
الفياض، عبد الله، الثورة العراقية الكبرى، بغداد، 1963
هامل، جون توماس، جعفر الخليلي والقصة العراقية الحديثة، ترجمة وديع فلسطين – د. صفاء خلوصي، بغداد، 1976
الملاح، عبد الغني، تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق، بيروت، 1980.
العطية، جليل، الجواهري شاعر القرن العشرين، منشورات الجمل، كولن، المانيا، 1998
الكبيسي، عناد اسماعيل، الادب في صحافة العراق منذ بداية القرن العشرين، النعمان، النجف الاشرف، 1972
الخليلي، جعفر، الغابة العذراء، مجموعة مؤلفين، ط1، بغداد، العراق، 1919م
الحكيم، حسن عيسى، دراسات في تاريخ النجف الاشرف، النجف، 2000
الشريس، وداعة ناجي، لمحات من تاريخ النجف، ج1، النجف، 1973م
الحكيم، محمد باقر، الحوزة العلمية وحركة الاصلاح، دار التبليغ الاسلامي، النجف، 2003م
قبلان، عبد الامير، التخصص في الابواب الفقهية، مدخل الى التطوير والمعاصر، سلسلة الحياة الطيبة، الاجتهاد واشكاليات التطوير والمعاصرة، بيروت، 2003
فيصل، شكري، الصحافة الادبية ((وجهة نظر في دراسة الادب المعاصر وتاريخه))، القاهرة، 1959-1960
سلوم، داود، الادب المعاصر في العراق، بغداد، 1962
الحسني، عبد الرزاق، تاريخ الصحافة العراقية، ج1، بغداد، 1957،
موسى، سلامة، الادب والحياة، القاهرة، 1956، عبد القادر حسنين، الصحافة كمصدر للتاريخ، القاهرة، 1960
كمال الدين، محمد علي، النجف في ربع قرن، تحقيق وتعليق كامل سلمان الجبوري، النجف الاشرف، 2005،
الفضلي، عبد الهادي، دليل النجف الاشرف، النجف، 1385هـ،
الرهيمي، علاء حسين، المجلات والصحافة النجفية، النجف، 1999
المجلات والصحف
الاوقات البصرية، جريدة البصرة، العدد 4، السنة 1917م
صدى بابل، مجلة بغداد، العدد 37، السنة 1910.
العلم، مجلة، بغداد، العدد 1، المجلد 2، السنة 1328هـ.
.الفجر الصادق، صحيفة، النجف، ع1، 6شوال1348هـ، 7آذار 1930م
النجف، صحيفة، ع42، 25نيسان 1926،.
النجف، مجلة دراسات في التاريخ والاثار، بغداد، ع8، س 1991م
المقالات
البلاغي، علي، الصحف والمجلات في النجف الاشرف، مجلة الرابطة الادبية، السنة الثانية، 1938
البستاني، مهدي جواد، وثائق عثمانية غير منشورة في المقاومة العربية في في النجف، مجلة دراسات في التاريخ والاثار، بغداد، ع8، س 1991م
الدراجي، محمد عباس، صحافة النجف تاريخ وابداع، ط، دار الشؤون الثقافية، افاق عربية، بغداد، 1989
الشبيبي، محمد رضا، النهضة الادبية العربية، مجلة مجمع اللغة العربية، المجلد السابع
المطبعي، حميد، موجز تاريخ الصحافة النجفية، مجلة الكلمة، الملحق الثقافي النجف، السنة الاولى، الثلاثاء 10 حزيران1969
محمد علي، عبد الرحيم، تاريخ الصحافة النجفية، مجلة البلاغ، العدد 5، السنة الثالثة، 1971م، 1953
المقابلات
مقابلة شخصية مع سماحة العلامة محمد بحر العلوم اجريت في النجف بتاريخ 16/2/2006.
([1]) البهادلي، محمد باقر، الحياة الفكرية في النجف الاشرف، ط1، قم، 2004، ص9.
([2]) محبوبة، جعفر باقر، ماضي النجف وحاضرها، ج1، النجف، 1958، ص387.
([3]) الشبيبي، محمد رضا، مجموعة مؤلفين،، الغابة العذراء، ودراسات في الشعر النجفي الحديث، ط1، بغداد، 1999، ص15.
([4]) محبوبة، المصدر السابق، ص376.
([5]) البراقي، حسون، قلائد الدرر والمرجان، مخطوط محفوظ في مكتبة امير المؤمنين في النجف، ورقة 375.
([6]) العزاوي، عباس، تاريخ العراق بين احتلالين، ج7، بغداد، 1955، ص171.
([7]) الفياض، عبد الله، الثورة العراقية الكبرى، بغداد، 1963، ص57.
([8]) الشبيبي، محمد رضا، النهضة الادبية العربية، مجلة مجمع اللغة العربية، المجلد السابع، 1953، ص330.
([9]) هامل، جون توماس، جعفر الخليلي والقصة العراقية الحديثة، ترجمة وديع فلسطين – د. صفاء خلوصي، بغداد، 1976، ص20.
([10]) الملاح، عبد الغني، تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق، بيروت، 1980، ص90.
([11]) البستاني، مهدي جواد، وثائق عثمانية غير منشورة في المقاومة العربية في النجف، مجلة دراسات في التاريخ والاثار، بغداد، ع8، س 1991م، ص183.
(*) السيد محمد علي هبة الدين الملقب بالسيد هبة الدين الحسيني واشتهر بـ(الشهرستاني) نسبة الى الاسرة الشهرستانية المعروفة الموجودة في كربلاء والفرات الاوسط. ولد في مدينة سامراء عام 1884م وهاجر الى النجف حيث المرجعية الدينية لاستكمال تحصيله العلمي وبقي فيها خمسة عشر عاماً وكانت النجف في عام 1903 مركزاً لدراسات علوم الشريعة الاسلامية ومركز الاجتهاد الفقهي والافتاء. للمزيد ينظر: محمد باقر احمد البهادلي، السيد هبة الدين الحسيني، اثاره الفكرية ومواقفه السياسية.
([12]) محبوبة، المصدر السابق، ج1، ص193.
([13]) العطية، جليل، الجواهري شاعر القرن العشرين، منشورات الجمل، كولن، المانيا، 1998، ص29.
([14]) الخليلي، جعفر، موسوعة العتبات المقدسة، ج3، منشورات الاعملي، بيروت، قسم النجف،، الثاني، ص7.
([15]) صدى بابل، مجلة بغداد، العدد 37، السنة 1910.
([16]) العلم، مجلة، بغداد، العدد 1، المجلد 2، السنة 1328هـ.
([17]) الاوقات البصرية، جريدة البصرة، العدد 4، السنة 1917م.
([18]) محبوبة، المصدر السابق، ص338.
([19]) الكبيسي، عناد اسماعيل، الادب في صحافة العراق منذ بداية القرن العشرين، النعمان، النجف الاشرف، 1972، ص44.
([20]) الخليلي، جعفر، الغابة العذراء، مجموعة مؤلفين، ط1، بغداد، العراق، 1919م، ص64.
([21]) المصدر نفسه، ص65.
([22]) الحكيم، حسن عيسى، دراسات في تاريخ النجف الاشرف، النجف، 2000، ص2.
([23]) الخليلي، جعفر، الغابة...، المصدر السابق، ص65.
([24]) الشريس، وداعة ناجي، لمحات من تاريخ النجف، ج1، النجف، 1973م، ص88.
([25]) الكبيسي، المصدر السابق، ص77.
([26]) البهادلي، المصدر السابق، ص20.
([27]) الحكيم، محمد باقر، الحوزة العلمية وحركة الاصلاح، دار التبليغ الاسلامي، النجف، 2003م، ص82.
([28]) قبلان، عبد الامير، التخصص في الابواب الفقهية، مدخل الى التطوير والمعاصر، سلسلة الحياة الطيبة، الاجتهاد واشكاليات التطوير والمعاصرة، بيروت، 2003، ص143.
([29]) فيصل، شكري، الصحافة الادبية ((وجهة نظر في دراسة الادب المعاصر وتاريخه))، القاهرة، 1959-1960، ص28.
([30]) محمد علي، عبد الرحيم، تاريخ الصحافة النجفية، مجلة البلاغ، العدد 5، السنة الثالثة، 1971م، ص54.
([31]) سلوم، داود، الادب المعاصر في العراق، بغداد، 1962، ص89.
([32]) مقابلة شخصية مع سماحة العلامة محمد بحر العلوم اجريت في النجف بتاريخ 16/2/2006.
([33]) الحسني، عبد الرزاق، تاريخ الصحافة العراية، ج1، بغداد، 1957، ص2.
([34]) بطي، فائق، صحف بغداد، 1962، ص6.
([35]) موسى، سلامة، الادب والحياة، القاهرة، 1956، ص118.
([36]) عبد القادر حسنين، الصحافة كمصدر للتاريخ، القاهرة، 1960، ص206.
([37]) كمال الدين، محمد علي، النجف في ربع قرن، تحقيق وتعليق كامل سلمان الجبوري، النجف الاشرف، 2005، ص80.
([38]) المصدر نفسه، ص77.
([39]) الفضلي، عبد الهادي، دليل النجف الاشرف، النجف، 1385هـ، ص104.
([40]) كمال الدين، محمد علي، النجف في ربع ...، المصدر السابق، ص77.
([41]) المصدر نفسه، ص78.
([42]) كمال الدين، المصدر السابق، ص80.
([43]) الدراجي، محمد عباس، صحافة النجف تاريخ وابداع، ط، دار الشؤون الثقافية، افاق عربية، بغداد، 1989.
([44]) الدراجي، المصدر السابق، ص17.
([45]) الرهيمي، علاء حسين، المجلات والصحافة النجفية، النجف، 1999، ص3.
(×) يوسف رجيب، يوسف بن حمود بن مهدي، ولد في النجف الاشرف عام 1900 من اسرة عربية ينتهي نسبها الى آل رجيب، كان صحفياً ماهراً او اديباً مرموقاً ووطنياً، توفي في تموز عام 1947 في لبنان، للمزيد ينظر: معن العجيلي، يوسف رجيب، الغري، النجف، بلا تاريخ، وي××××××، الكاتب والصحفي والسياسي يوسف رجيب، دار الحرية، بغداد، 1981.
([46]) البلاغي، علي، اصحف والمجلات في النجف الاشرف، مجلة الرابطة الادبية، السنة الثانية، 1938.
([47]) النجف، صحيفة، ع42، 25نيسان 1926، ص2.
([48]) الفجر الصادق، صحيفة، النجف، ع1، 6شوال1348هـ، 7آذار 1930م، ص1.
([49]) المطبعي، حميد، موجز تاريخ الصحافة النجفية، مجلة الكلمة، الملحق الثقافي، النجف، السنة الاولى، الثلاثاء 10 حزيران1969، ص2.
([50]) العامري، كاظم مسلم، الاتجاه الوطني والقومي للصحافة النجفية، اطروحة دكتوراه مقدمة الى كلية الاداب في جامعة الكوفة، النجف، 2000، ص399.
(*) ولد في النجف وكان من اعضاء جمعية الراطبة الادبية، انتقل الى بغداد وهناك حدث تغيير كبير في افكاره، فخلع العمة، واخذ ينال من الدين والعلماء، مات في بغداد، 1959، للمزيد ينظر: محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص397.
([51]) الدراجي، المصدر السابق، ص27.
(*) ولد سنة 1331هـ، 1913م كاتب وشاعر، صحافي قدير محنك، عرف في الاوساط العراقية بالفضل والادب، كان يكتب باسماء مستعارة، توفي سنة 1394هـ، 1973م للمزيد ينظر: الاميني، معجم رجال الفكر والادب، مجلد4، ص256.
([52]) المؤمن، محسن، الصحف والمجلات في النجف، مجلة الرابة الادبية، ج82، مجلد4، السنة الثانية 3 ذي القعدة1356هـ، 5 يناير1938م، ص36.
ولد في النجف سنة 1314هـ، 1896م، اديب وكاتب، توفي سنة 1387، 1967م له من المؤلفات –اشعة من حياة الامام الصادق، الانوار الحسينية، حياة الوصي عبد الاله، ,غيرها- للمزيد ينظر: محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص52.
([53]) الرهيمي المصدر السابق، ص3.
([54]) الدراجي، صحافة النجف، المصدر السابق، ص24.
([55]) الرهيمي، المصدر السابق، ص3.