خلاصة البحث

<p>تعد كربلاء&nbsp; المقدسة من المدن العراقية المهمة التي جذت إليها الألاف من&nbsp; طلبة العلم للدراسة في حوزتها ، وتأتي الأهمية لهذه المدينة لكونها عامود المذهب الشيعي والمتمثلة بالإمام الحسين ابن عليu الذي اتخذ من كربلاء مثوى أخير لجسده الطاهر، ولكون الإمام الحسين u&nbsp; هو من وقف بوجه الظلم وتحداه ، لذلك فأن المجيء إلى هذه المدينة والإقامة فيها يعد بمثابة جنة الشيعة&nbsp; الأمامية والانتساب الحقيقي لمذهب أهل البيت u، ومن هنا فقد أرتحل الكثيرون من الفقهاء الأمامية من مدنهم على الرغم من وجود مدارس وحوزات علمية كحوزة الحلة التي كانت تنافس بقية الحوزات كالنجف وكربلاء ومنهم فقيهنا ابن فهد قدس سره الذي أرتحل إلى مدينة كربلاء دون غيرها للإقامة بها بالرغم من ظهوره ولمعانه الفكري في مدينته الحلة والذي يعد مصدر من مصادرها في الفقه الأمامي ، ومثلما لمع في حوزة الحلة أصبح مصدر فكري لا يمكن الاستغناء عنه في كربلاء فقد سبقت شهرته المعرفية أسمه وتضلعه في الفقه الأمامي ، فكان قطب الرحى في حوزة كربلاء المقدسة والتي&nbsp; تطورت على يده في عهده ، فكان أحد حلقات سلسلة العلماء الذين أغنوا الساحة العلمية الدينية ، بدليل احترام علماء عصره والثناء عليه في مؤلفاته وآرائه والتي تجاوزت الخمسين مؤلف ، فقد أعطى&nbsp; الفقيه الحلي&nbsp; لحوزة كربلاء دافعاً حركياً من الجدل والتعمق بدلاً من تلقي المعلومات أو نقل معرفي فقط ، فكانت على درجة من الأبداع في النقاشات العلمية بين الطلاب والأساتذة من خلال ما&nbsp; يطرح من مسائل وموضوعات فقهية&nbsp; ، وقد وصف الفقيه الحلي من قبل المؤرخين وعلماء الرجال والنسابة بأشهر وأنبه فقهاء القرن الثامن والتاسع الهجري ، وهناك أمر أخر في غاية الأهمية عن مدينة كربلاء المقدسة&nbsp; ، هو مدى التطور العلمي الذي وصلت إليه كربلاء في تلك الحقبة التاريخية بحيث أصبحت قبلة لطلاب العلم ، وهذا يتأكد من خلال انتشار المدارس الكثيرة الذي أقامها علماء المدينة بجهودهم الخاصة .</p>

<p>ومن هذا يعرف مدى أهمية دور مرجعية الشيخ ابن فهد قدس سره في تنشيط الحركة العلمية في كربلاء، سيما وأنها أصبحت في ظل تشيع حاكم العراق على يد الشيخ ابن فهد الحلي، أكثر أمناً واستقراراً، ومعلوم أن الأمن والاستقرار يوفران فرصة طيبة لتنشيط الحركة العلمية. فأصبحت بذلك كربلاء المقدسة مركزاً للمرجعية الدينية عند الشيعة، بعد أن تراجع دور جبل عامل باستشهاد الشهيد الأول رحمه الله وإن بقيت مدرسته تمارس دورها العلمي في تلك البقاع، علماً بأن الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة تأسست قبل حوزة النجف الأشرف، حيث أسسها الفقيه المحدث حميد بن زياد النينوي المتوفي سنة 310هـ / 922م وهو من مشايخ الشيخ الكليني وفرات الكوفي، أما حوزة النجف الأشرف فقد أسسها الشيخ الطوسي رحمه الله (385-460ه/ 995 -1067م)</p>

لغة البحث