التعايش السلمي وانعكاسه على اللحمة الوطنية دراسة في شروطه ومقوضاته
المجتمعات الإنسانية القائمة على التعدد تواجه مشاكل الاختلاف الديني والتنوع الثقافي والتباين القيمي، بسبب تباين الخلفيات المؤسسة لهذا التعدد، وهي مشاكل يمكن التعامل معها بوعي يحوَّل التناقض إلى تكامل، والتصادم إلي تعايش، والتعصب إلي تسامح. ويمكن التعامل معها بانفعال يزيد النار اشتعالا.
إن التنوع والتعدد والاختلاف في الكون واقع ملموس تحدث عنه القرآن الكريم في أكثر من سورة ، والاختلاف في الحياة الإنسانية ضرورة اجتماعية وإرادة إلهية ، وهو من الموضوعات التي مازالت تشغل بال المجتمعات الإنسانية اليوم بسبب الحروب، والصراعات، ومحاولات الهيمنة، التي جعلت التعايش بين أفراد المجتمعات أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً في مجتمع يتسم بتعدد وتنوع مكوناته ثقافيا واثنيا وعرقيا- كالمجتمع العراقي- ,الذي هو ذات غالبية مسلمة, وهنا تتجلى ضرورة ابراز عظمة ومنهجية الاسلام في اشاعة ثقافة التعايش السلمي كإحدى أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية، وقد جاء الإسلام بشريعةٍ عادلةٍ، ونظمٍ إنسانيةٍ رفيعةٍ تحترم الإنسان، وتكرّمه بصرف النظر عن دينه وعقيدته، ويعطي حلولا واقعية في كيفية تحقيق التعايش في مجتمع تعددت أديانه وتنوعت ثقافاته وتباينت أفكاره؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عليه في بحثي الموسوم:﴿ التعايش السلمي وانعكاسه على اللحمة الوطنية دراسة في شُرُوطه ومُقَوضاته ﴾.
الذي انتظمت خطته في مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
أما: المقدمة: فقد اشتملت على: اهمية الموضوع، وأسباب اختياره.
أما: المبحث الاول: مفهوم التعايش السلمي
أما: المبحث الثاني: شروط التعايش السلمي
أما: المبحث الثالث: مقوضات التعايش السلمي
أما: الخاتمة: فقد اشتملت على نتائج البحث. والله اعلم