معجم كانيس 1787 م
هذا البحث يسلط الضوء على عمل واحد من المستشرقين الاسبان في القرن الثامن عشر الذي عاش في دمشق سنوات عديدة معلما في مدرسة الفرانثيسكان في المدينة، كما يسلط الضوء على المدارس التبشيرية في الشرق الاوسط.
وهو المستشرق كانيس فقد وضع معجماً لهولاء الطلاب الذين كانوا يدرسون في تلك المدارس، وكانت مراكز تبشيرية في هذه المناطق، وقد حفظ لنا كانيس المصطلحات الفمية من عسكرية ومدنية في بلاد الشام، وقد رسم النا كانيس خارطة الى الطريق واحدى المصطلحات السياسية الحديثة جداً، ةاشار بها الى آليات معالجة المشاكل والجدول الزمني الذي تستغرقه، أما أن يكون الفعلي في الانتقال من دينة الى أخرى تلبس للفظة خارطة حاجة لفظها (طريق) الذي سلكه ابتداء من مدينة لقنت في اسبانيا مرورا بمرسيليا وكذلك المدن التي تقع في تونس والقاهرة والعواصم العربية الاخرى.
وقد ذكر لنا عكا وصيدا وغيرها حتى وصوله الى الشام، كما ذكر لنا أسلافهعليه من معلمي العربية ومبشري المراكز المسيحية في الشرق، واحتفظ لنا كانيس بالمفردات العربية العامية في بلاد الشام جنبا الى جنب مع العربية الفصحى والاسبانية باعتباره رجل دين اسباني، كما زودنا بالمفردات اللاتينية، من خلال معجمه سلطنا الضوء على حياته التعليمية في اسبانيا ودوره الحضاري والتعليمي في مدرسة دمشق المعروفة وتلقيحها بالثقافة الاسبانية.
Abstract
This research sheds light on one the Spanish orientalists in the eighth century who lived in Damascus for many years and was a teacher at the school of (Fraciscaniss) in the city.It also highlights the missionary school in the Middle East.
Canis has put his dictionary to those students who were studying in that schools which were regarded as a missionary centersin in these areas.
Canis has Kept to us most technical terms of military and civilian in the Levant، has been drawing us، and he map of the path traveled by starting from the city of Alicante in Spain through Marseilles، as well as the cities that are located in Tunis، Cairo and other Arabian capitals.
Hetold us about Acre، Sidon and other cities even arriving in the Levant Ashe mentioned tous by former teachers and Arab Evangelist Christian centers in the cast. He kept to us vocabulary colloquial Arabic in the Levant along classlcal Arabic and Spanish as a Spanish cleric، and also he provided us the vocabulary of Latin.
Through the lexicon we highlighted on his educationallife in Spain and his role in the famous culturaland educational School in Damascus which vaccinated by the Spanish culture.
ومعجمه الأسباني- اللاتيني- العربي 1730-1789 (Cains) كانيس الأب
كانت بلاد الشام ومازالت محط أنظار الشرق والغرب ليس فقط لثرواتها وخيراتها الكثيرة بل ولموقعها الأستراتيجي المهم فهي حلقة الاتصال بين الثقافات المختلفة والعقائد الدينية المتوراثة ولكونها مهبط الرسالات السماوية ومصدر الإلهام الأبدي، فهي أرض المقدسات وعلى العالم أن يتطلع اليها لايجاد قاعدة ومؤسسة في الأرض التي بورك من حولها كما يصفها القرآن الكريم في قوله تعالى: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلآ من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا من حوله))([1]) وحول بيت المقدس والمسجد الأقصى تقع بلاد الشام بمعناها الواسع. على هذا الأساس وهذا المعنى كان العالم القديم يسمى لأيجاد مراكز ومدارس تبشيرية في المنطقة ليس من أجل طموحات سياسية واقتصادية ودينية فحسب بل من اجل بسط ظواهر أجتماعية وثقافية متنوعة تؤدي في النهاية الى تحقيق طموحات توسعية وجغرافية لتلك المؤسسات سواء أكانت دينية أم دنيوية تقف وراءها دولة كبرى أو احدى المؤسسات الدينية الكبرى الواسعة الأنتشار في الغرب او الشرق. ([2]) اذن ليست لدينا معلومات دقيقة عن بداية تلك الأرساليات التبشيرية التي وصلت الى المشرق ووضعت حجر الأساس لتنفيذ النشاطات الثقافية والتعليمية والدينية،لكنها كانت بلا شك منذ الحروب الصليبية سواء كانت هذه الأرساليات فردية أم طوعية تتخذ طابعآ تجاريآ أحيانا ودبلوماسيىآ احيانا أخر او استكشافيا ودبلوماسيآ في أخرى كما في رحلات ماركو بولو، او كلابيخو او غيرهما وتتوارى خلف هذه المظاهر صفة تاجر يبحث عن الأحجار الكريمة والأفاويه والعطور والتوابل أو حاج قدم من بلاد بعيدة ينوي أداء الفريضه مثل الحاج مونثون او علي بيك العباسي الذي عمل جاسوسآ لنابليون في بداية القرن التاسع عشر.و من ثَمّ يجد مكانه وسط أهله ومحبيه،ويجد مدرسة من المدارس تؤويه وتحتضنه فيدرس علوم العربية والفقه والأصول والعقائد والفلسفة، فيصبح واحدآ من ابناء البلد فيقيم ما طالت له الإقامة هنا أو هناك، وقد تطول اقامته أربعين أو خمسين سنة فلا يعود الى بلاده وأهله حياته كلها.ثم نكتشف بعد ذلك هويته غير مذكراته ويومياته ورسائله انه كان يتجسس على عورات المسلمين ويكتب الى تلك الدوائر كل ما يملونه عليه لمعرفة المزيد عن المسلمين وعن كل مسالك الطرق التي توصلهم الى مبتغاهم من خلال اعماله المدونه سواء ما بقي منها مخطوطاً أم منشوراً.
كثير من هؤلاء عاد الى موطنه وقد ادى واجبه على أحسن صورة ثم ساهم في رسم خطط المستقبل للاجيال اللاحقة كما فعل علي بيك العباسي واسمه دومينغو باديا (Doming Badia) ([3]) في رحلته الى بلاد العرب وفلسطين ولبنان وسورية وتركيا. وقد وضع خارطة للطريق الى دمشق استفاد منها الجيش الفرنسي للدخول الى قلب المدينة القديمة.وهكذا بدأت دراسة الشرق والعالم الإسلامي على اسس ونظريات قام بها أفراد متطوعون خدمة لأوطانهم ومعتقداتهم ورغبة في المغامرة أحيانا ضمن هذا الحقل التبشيري بالدرجة الاولى. لكن مدارس التبشير والارساليات لم تتخذ طابعاً رسمياً الافي القرنين الثاني عشر والثالث عشر. وكان بيت المقدس ودمشق اهم المراكز الدينية والتعليمية للوافدين الى المشرق الأسلامي، كذلك كان العاملون عليها اولا مخلصين للتجار والرحالة الغربين. ونظرة واحدة الى المؤلفات التي تناولت الأستشراق ودراسة الشرق سواء اكانت هذه الدراسات مقدمة من باحثين عرب أم اوربيين تعطينا صورة واضحة عن اهمية المدارس الموجودة في دمشق وبيت المقدس ودورها الريادي في تعليم اللغة العربية للطلاب القادمين من بلاد بعيدة وتسهيل مهمتهم كما تقوم على نشر الثقافة الغربية والشرقية على حد سواء بين ابناء هذه البلاد.
لقد نشطت هذه المدارس بوضع كتب تعليمية ومنتجات ادبية لمتوسطي الثقافة كما ساعدت على القيام بتأليف معاجم عربية ذات فائدة عالية للدارسين بلغاتهم اللاتينية(الإيطالية - الفرنسية والأسبانية) أوالى الألمانية والانجليزية او الروسية. وسوف اقتصر في هذا البحث على ذكر بعض المعاجم العربية الأسبانية للعلاقة القائمة مع هذا البحث. فقد ظهر اول معجم عربي اسباني في غرناطة 1505 لبدرو القلغي(Pedro Alcala) الذي عاش في تلك المدينة سنة 1499، وكان قد درس العربية في طليطلة وبإيعاز من رئيس أساقفتها سان خيرونيمو الذي جاء الى غرناطاطة للوساطة بين الموريسكين والمسيحين في 1499([4]). فقد أهدى بدرو الكالا معجمه هذا الى فرناندو دي طلبيره، اعتمد بالدرجة الاولى المستعرب على معجم اسباني-لاتيني لأنطونيو دي نبرة الذي نشر سنة 1495، وقد قام بتأليفه بالجمع بين عامية الأندلس واللغة العربية الفصيحة وضم هذا المعجم 22 ألف كلمة وحظي بعناية الجميع وأعيد طبعه مرات عديدة كان من بينها طبعة 1805 بعناية باترينيو دي لاتوره Patriciode latorre)) ونشر في جوتنجن سنة 1883،وعن هذه الطبعة اخذ بطريقة الأوفيست في امستردام سنة 1972. كما الف ليون الأفريقي وهو من غرناطة واسمه الحسن بن محمد الوزان الفاسي معجمآ(عربي-لاتيني-عبري) مازال مخطوطآ في الأسكوريال تحت رقم 598،لم يكن هذا المعجم بعيدآ عن عين كانيس. وقد ظهر في اسبانيا علماء وروحانيون شغلتهم الثقافة العربية والإسلامية كثيرا، فجاهدوا لتحصيلها وبذلوا قصاري جهدهم لفهمها ومعرفتها وقاموا بترجمة عشرات الكتب من العربية الى اللاتينية والإسبانية، ورحلوا الى الديار المقدسة للحصول على هذه المعرفة والتزود بكتب الفلسفة والعقائد وتفانوا في جمع المصنفات التي وضعها علماء المسلمين فكان لابد لهم من الانخراط في المسالك والمذاهب المختلفة التي أنتشرت مدارسها هنا وهناك في فرانسكانيآ وكرملية وارثدوكسية ودومنيكية ويسوعية.ومن بين أشهر المدارس التي تأسست في وقت مبكر مدرسة الفرانسيسكان واتخذت من مصر مقراً لها ومنها انطلقوا الى فلسطين وسوريا ولبنان وكذلك في اليمن والحبشة.وكانت مدارسهم قد نشأت في القدس سنة1229 ودمياط ستة 1229.ونيفوسيا سنة 1291، وصور 1292،وحلب1571.وكانت مدرسة باب توما بدمشق من أشهر المدارس التي ساهمت في تعليم العربية للراهبات الفرانسيسكان، وخصوا العربية بمصنفات في النحو والصرف وتأليف القواميس العربية. وشهد عصرها الذهبي في القرن السابع عشر على يد الأب او بتشيني الأيطالي المتوفي سنة1632م([5])، وقد عين هذا سنة 1613 على دير الأباء فرانسيسكان بحلب، فكان استاذاً للعربية والسريانية والقبطية لسنوات طويلة حتى اتسع نفوذه ليشمل دياربكر سنة 1616م والقدس سنة 1620م. وبهذا نستطيع ان نصل أهمية المدرسة التي جاء اليها وانتمى لها الأب كاينس.
في القرن التالي ولد فرانثيسكو كايينيس سنة 1730 في مدينة بني دارم (BeniDorm) ويبدو انه انخرط في سلك الرهبنة منذ صغره وتطلع الى رحلة علمية يرى فيها الشرق والديار المقدسة، وتحققت هذه الأمنية وهو ابن خمسة وعشرين ربيعآ. ويصف هذه الرحلة في مقدمة معجمه([6]).أنَّه في تاريخ 7 أيلول من عام 1755 أقلعت السفينة من مرسى لقنت (Ali cante) وهي مدينة مقابلة للجزائر على الشاطئ الآخر، كان معه في هذه الرحلة مجموعة من رجالات الدين الكبار وبعض المبشرين المسافرين الى الديار المقدسة. وقد مرت الباخره بمرسيليا، ومن هناك اتجهت الى ميناء عكا او مايسمى بميناء سان خوان دي اكري(San Juaunde Acre) وهو أحد أشهر الموانيء في الشرق. ومن عكا واصل كاينس رحلته الى يافا ومنها اتجه الى الرملة وهي تبعد اربع ساعات عن يافا، وقد واصل السير الى بيت المقدس التي تبعد سبعة فراسخ من الرملة المدينة التي تضم أماكن مقدسة عديدة. وقد دخلها في يوم 23 ديسمبر1755.
بقي هذا الشاب في بيت المقدس سنتين متتاليتين طلبآ للعلم والمعرفة، ولم أجد إشارة واحدة الى أنَّه غادرها الى مكان آخراذ لم أعثر على شك في ذلك فيما وقع بين يدي من مصادر، كدوائر المعارف المختلفة أو البيلوعرافيات الاسبانية، ولعل الايام تكشف عن ذلك فيما لو خرجت لنا مذكرات، والمعلومات التي بين يدي مستقاة من معجمه فقط وكتابه في قواعد اللغة العربية. ويبدو أنَّ وجهتهُ لم يكن بيت المقدس،انما كانَّ دمشق خاصة حيث توجد مدرسة اسبانية لتعليم اللغة الإسبانية والعربية للمبشرين وغير المبشرين. وقد قضى الأب كاينيس أربعة عشر عامآ في مدينة دمشق يعلم ويتعلم حتى أتقن ليس فقط اللغة العربية الكلاسيكية (الفصحى) بل اللهجة المحلية وهو يعترف لنا ان المرة التي قضاها في الشرق كافية لوضع معجم باللغة العربية بأستخدامه لأفادته منه القادمون الى هذه البلاد وفقآ لتعبيره. وبين هاتين البلدتين بيت المقدس ودمشق يعيش المتاولة(Metuala) الذين يقدمون لباشا صيدا الأتاوة.وهذا التعبير يطلق عادة على الشيعة في لبنان والسعودية ايضآ في ذلك الوقت.ومن بيت المقدس واصل المسير الى الأرض التي كانت سببآ لهذه الرحلة الى دمشق المدينة المكتظة بالسكان حيث يتولاها باشا اخر.وفي دمشق توجد مدرسة اسبانية تحت اسم (Conversion Pablo) وقد تحولت الى دار للمسنات وقد زرنها عند باب توما سنة 1997. وفيها حينئذ سبعة من المبشرين البارعين المتضلعين باللغة العربية وكانوا يرعون الطائفة الكاثوليكية في دمشق والتي كان يبلغ عددها ستة الآف نسمة في ذلك الوقت،وقد ارتفع هذا الرقم الى 13 ألف نسمة.
فيما بعد في دمشق توجد مدرسة للأخوة الفرانثيسكان ودير للكبوتشيين (Conventode Capuchias) وهناك توجد ملاجئ للايتام كما هو الحال في جبل لبنان،وهو لمنفعة الديانة الكاثوليكية. وفي دمشق توجد كنيسة خورية للمارونيين مقابل مدرسة سان بابلو تحت رعاية البطرياركية الموجودة في جبل لبنان. وفي دمشق توجد كنيسة لليونان البندكتين وهم طائفة قديمة وكانوا اول من اعتنى بالعربية تعليمآ وترجمة وتصنيفآ.ولهم مجلة تنشر فيها أبحاثهم واسمها(Revue Benedectine) نسبة الى الراهب القديس بنديكتوس الذي اسس رهبانيتهم عام 529م في جبل كاسينو وهؤلاء يهتمون عمومآ باللغات الشرقية مع بطرياركيتها ومقرها انطاكية. وتوجد كنيسة أخرى للسريان او اليعاقبة، وكنيسة للأرمن، وهذه الطائفة تنشط كثيرآ في التجارة، ويغطي نشاطها التجاري كل الشرق الأوسط الى البحر الأحمر حتى تصل الى الهند الشرقية.
يواصل الأب كاينس حديثة عن إقامته بدمشق انه عاش ثلاث مرات وعلم فيها ثلاث سنوات يدرس اللغة العربية، وشغل باقي المدة خوريآ ورئيس آللدير.خلال هذه المدة التي قضاها في هذه المدينة وهي 16عاما كما يقول استطاع ان يكتسب اللغة العربية نطقآ ولهجه ومعرفة وثقافة واتخذها لغة له وعملآ نذر نفسه من أجلها طوال حياته.
بعد هذه السنوات الستة عشرة شد رحاله عائدآ الى بلده اسبانيا في 26 سبتمبر من عام 1770 فاقلع من ميناء عكا باتجاه العودة الى بلده اذ قال: وصلت الى مارسيليا في 26 نوفمبر من نفس العام اي بعد شهرين كاملين من مغادرته عكا. ومن مارسيليا واصل رحلته الى أرضه حتى وصل بلذسية حيث دخلها في 11 يناير 1771 واتصل بمرؤسيه فطلبوا اليه التوجه الى قرية بني غانم التابعة لمقاطعة سان خوان باونيستا(San Juan Bautita) وفيها مدرسة الرسولين.ومكث كانييس فيها حتى سنة 1775 اي اربع سنوات انكب خلالها على القراءة والتأليف وتدوين كل ما جمعه من مواد لغوية خلال رحلته الطويلة يقول: منذ ذلك الوقت عملت دراسة مفيدة للرسوليين الذاهبين الى الديار المقدسة مبتدأ بكتاب القواعد العربية الذي نشر سنة 1775 م ثم واصل العمل اسم هذا القاموس وكان ذلك بأمر الملك وخدمة للعاملين على نشر الديانة المسيحية.من خلال السطور القليلة التي كتبها كانييس نعرف انه انتقل الى مدريد ونشر مؤلفاته هناك بتشجيع من بعض الأفراد المقربين من السلطة وقد افاد كثيرآ من العالم الخبير بالمخطوطات العربية اللبناني الجنسية الأب ميخائيل الغزيري،فقد رافقه كاينس مدة غير قصيرة لمراجعة اعماله. والواقع أن هذه الكتب اللغوية والمواد الأولية للقاموس الاسباني كان قد وضع لبنتها الأولى في دمشق، زاد هو ان مالديه من كتب لغوية كان قد جمع موادها واكتسبها في مدرسة دمشق عام 1760م. ونستطيع ان ندرك مدى تعلق هذا الراهب بالثقافة العربية لغة وادباً وتراثاً.. لقد شغل الأب كانيس عدة مناصب علمية في بلده،فقد أصبح عضوآ في المجمع الملكي التاريخي: وألف عدة كتب لغوية وتاريخية ودينية أشهرها.
1. كتاب قواعد اللغة العربية 1775.
2. قاموس اسباني-لاتيني-عربي 1787.
3.قاموس اسباني-عربي مازال مخطوطآ وهو محفوظ بالمكتبة الوطنية بمدريد تحت رقم (5294)ولدي نسخة مصورة منه.
4. كتاب للمحادثة بالأسبانية والعربية 1776.
5. الرد على البدع.
6. كتاب في الجدل.
توفي الأب كانيس سنة 1789 عن عمر يناهز 59 سنة.
معجم كانيس:
المقدمة
يتألف هذا المعجم من ثلاثة أجزاء توزع صفحاته عليها على النحو الأتي:
الجزء الاول ويتألف من (633) صفحة يضاف (42)؟ فيكون مجموع الصفحات الكلي (675)صفحة.... يفتتح الأب كانيس مقدمته قائلآ: ((معرفة تلك اللغة كان منذ القرن الثامن وهي لازمة للأسباب الذين يعيشون بين العرب الحاكمين على شبه الجزيرة الأيبيرية)). الجوار العربي أدخل شيئآ كثيرآ من الزراعة الى النظم العسكرية والنظم السياسية والنظم البحرية واستعمل العلوم والفنون في مناحي الحياة المختلفة،ومع كل هذه العلوم وجدت مفردات كثيرة جداً لها جذور واشتقاقات في اللغة العربية، وخلال القرون الثمانية التي عاشها العرب بيننا ازدادت الكتب والمعارف المختلفة.وكلها كانت اللغة العربية وبعض هذه الكتب كان مترجمآ من اليونانية واللاتينية. وكان علينا ان نفقه هذه اللغة لاكتساب معارفها،ولم يكن لدينا علماء في هذا الاختصاص: كما ان العربية تمتلك ناصية الأدب وهو موضوع واسع يحتاج الى معرفة وخيال وفهم وادراك مفرداته أمر ملح وضروري. وكانت العربية قد تعطلت خلال قرنين من الزمن بعد سقوط غرناطة لأسباب كثيرة بعضها كان سياسياً لهذا كان علينا ان ندرك مدى أهمية هذه اللغة اذا عرفنا أننا بحاجة ماسة اليها لأن جيراننا في مراكش يتكلمون العربية، وأن دولآ أخرى كثيرة تتكلم العربية،كذلك الدولة العثمانية والفارسية، وليس لنا من سبيل الإ في تعلمها وتعليمها، ولا يمكننا ان ننشط لكسب مصالحنا الأ أن نجتهد في أحياء العربية وكانت قد ضعفت في بلادنا للأسباب المارة الذكر أضافة الى أن العرب الذين أجبروا على التنصر قد ضعفت عربيتهم وظهرت اللغة الأسبانية على لسانهم،لكن هذه الإسبانية كانت تحتفظ بعدد هائل من المفردات العربية في المجال الحرفي، ووفرة من هذه الكلمات دخل في الأسبانية في مجال الزراعة والصناعة والبناء وكل ما يتعلق بالحضارة وما يتعلق بشؤون الحياة اليومية. لهذا السبب كان تأليف هذا المعجم من تشجيع جلالة الملك ورعاية القصر وقد حاولت فيه مراعاة الدقة في العمل.يتضمن هذا المعجم ليس فقط اللغة العربية الفصحى بل العامية في بلاد الشام(فلسطين،سورياولبنان) وكذلك مصر.كما ضمنه بعض الأمثال المعروفة في تلك البلاد. وما يماثلها في اللغة الأسبانية واللاتينية كما ان معجمه يحتوي على جمل في العربية يحتاجها المسافر الى تلك البلاد، وليس فقط الى مفردات.كما احتفظ المعجم بمعانِ مختلفة للمفردة الواحدة إضافة الى المفردات المركبة. طبع هذا المعجم سنة 1787م في مطبعة السيد انطونيو سانشا(Antonio Sancha) وتحت رعاية جلالة الملك.
وعنوانه:(Diccionario Espanol-Latino-Arabigo) كتاب ترجمان اسبنيولي ولاطيني وعربي. وهو في ثلاث مجلدات من القطع الكبير. الأول في(633+42ص)؛ والثاني في(555) صفحة والثالث في 633 صفحة والمجموع في 1867 صفحة.وهنا لابد ان اعطي امثالا لمفردات اسبانية وما يقابلها بالعربية فهذا لامعنى،لكنها اتيه الى أهمية هذا المعجم في مجال اخر فهو يعطينا معنى جديدآ مختلفا عن استخدام المفردات في معاجم أخرى فمثلآ يقول.
انا ذاهب الى الساحة- أنا ذاهب الى الميدان-((Voy ala plazaلكن المعنى المراد هو أنا ذاهب الى السوق.هو ذاهب الى المدينة (Marcho con sugente ala ciudad) مع ناسيه،لكن المعنى الأخر هو راحل بالعسكر الى المدينة.
وهذا الشعب المارد يسجس البلدان Esta gente rebelde Perturab ala paz
ويعني: هذه الناس المتمردة تزعج السلام. وكلها ويقلق الموافقة التي بين الناس (de Yconcordia todas Las Provincias) فاستخدم كلمة (gente) ويعني بها الجيش وتعني الشعب في ان واحد كما استعمل كلمة ((Perturbar)) سجتس وتعني أقلق وازعج،ومن المفردات العامية في تلك المرحلة كلمةCongelaese)) بمعنى تجمد وقرس، دمي تقرس من الخوف،وأنا دنفت من البرد بمعنى خدرت اونملت.
Lasangre se me congelo de miedo y yo quede aterido de frio.) ) وقد نبه الأب كانيس بأن صوتيات المفردات اللغوية تتداخل في تغير الحروف فيما بينها وأعطانا أمثلة في ذلك،مثلآ يقولون: ثمر بالثاء ويعنون تمر بالتاء((Datil:elfruto de lapalmas ويقولون بثول بدلآ من بتول –أنسة (Doncelo Doncella) كما يقولون ثتويج بدلا من تتويج(Coronacion)، ويقلبون الدال طاء مثلآ : جلاط بدلاً من جلاد(Elqueazota) وكذلك مجلوط بدلآ من مجلود ((Azotado ويغيرون الصاد زايآ مثل :انجاز سكري – أي ايجاص سكريCermena especie de pera vy) olorosa ysuave) بمعنى نوع خاص من الكمثرى (Algusto) ويحصل التغير ايضآ بين السين والصاد مثلآ: جبص- جبس ((Alges،chebs،yeso لها أصل في اليونانية والفارسية ومستعملة الى يومنا هذا في مقاطعة ارغون ومرسية وبلذسية،وكذلك يحصل التغيير بين الحرف ز، و،ج فيقولون مجوز بدلاً من متزوج –Casado).) وجبرجد بدلآ من زبرجد(Criso-Pacio؛Piedra Precioso
declor-entre Verde ymorado) ويستبدلون الواو همزة مثل: وخر بدلاً من أخرDilatar)-diferir-retardar).
وبين الهمزة والياء: أسر- يسر((Cautividad.
وأسير- تصبح يسير. وحذف بعض الحروف مثل كلمة لية وأصلها أليةcola وغير ذلك.
كما وضع لنا الأب كانيس قائمة بمصطلحات الأشياء في عصره فمن الأسماء والألقاب الوظيفية الى السلطات حتى الرعية فمثلآ:
سلطان،سلطانة Emperador،Emperadora
ملك، ملكة Rey،reyna
رعية السلطان Losvasallos delrey
أمير Principe
وزير ويعني رئيس الوزراء او ما يسمى بالوزير الأول Primer ministro
باشا او والى Virrey
كاخية أو سكرتير الوالي Secretaria del virrey
أو = teniente=ملازم أول
حاكم المدينة-متسلم- مدير Governador
مشير – مشاير Consejero o consultor
ديوان السلطان – بلاط Consejo real
دفتر دار Tesorero delas Arcas Reales
خزندار – قهرمان – وزير المالية Tesorero
ألجي –ألجية- سفير Embajador
الشريف Caballero-Noble
بيك Senor de Lugar
قاضي Juez، eclesiastico
مفتى Juez secular
حاكم Juez
القائد Elcalde o ALcaid
شبح الحارة ALcalde de varrio
صوباش.ثفكجي باشي الرائد AL-guacil mayor
ويحل محل وزير الداخلية أو الدفاع.
وكيل – نائب Procurador
المباشر Agente de nogocios
نقيب- حاجب- محضر قضائي ALguacil-corchete
مناء Pregonero
جلاد Verdugo
وهناك فصل في وظائف الحربية والأت الحرب:
سردارCapitan general
أغا – عقيد Coronel
نقيب Capitan
ملازم –سنجق بيرقدار ALferez
مقدم الجيش Maestro de campo
رئيس عرفاء وحدة/مدير العسكر Ayudante –fargente
انكشاري Guardia
جنود مطوعين Soldados voluntaries
سفر برلي Soldados de paso
فبقول، قوات خاصة Soldados miliciano
سيكماني –صنف المشاة Soldados de pie
خيال –سباهي Soldado de acaballo
قلعجي Soldado del Castillo
نوبجي – ناطور Centinela
دورية العسس Ronda o Patrulla
أمن Espia o Explorador
تفار – بواق Clarinero
مشجب – قنداف Caia dela escopeta
كشك الديدبان – منظرة Garita
بكاون – بمعني يحارب Pelear
بواردي – بمعنى مدفعي Artillero
وهناك ألفاظ ومصطلحات التي يصعب علينا ذكرها في هذا البحث؟
وتضمن المعجم كثيرآ من الأمثال والأقوال المأثورة فمثلآ:
في استخدام الفعل(Abandonar) بمعنى ترك يقول:
لماذا تركت الفضائل وتتبعت الرذائل:
Porque has abandoner las virtudes y vas en seguimento del vicio.
ويأتي بمعنى رفض: لاترفض صديقك القديم لان الجديد ربما لا يشبهه
No abandones atu amigo antiguo pues el nueuo no sera como el.
وفي الكلمة (ALbanza) بمعنى أثني أو اُحمد قال: ليس الحمد حسنآ في فم الخاطي.
La alabanza en laboca del picador no tiene gracia alguna.
وفي الكلمة(Avariento) بمعنى بخيل او خسيس
Elavariento es como el Puerco que aninguno aprovecha sino muerto.
البخيل مثل الخنزير الذي لم ينفع احداً الا بعد موته.
الى هنا أكتفي بهذا البحث بنقل ما تضمنه المعجم الكبير للأب الكبير فرانشيكو كانيس الذي رحل عن هذه الدنيا سنة 1789 فلولاه لما كان هذا البحث ولم يكن هذا المعجم الذي رعاه الملك والقصر وراجعه العالم اللبناني الخبير بالمخطوطات العربية في الأسكوريال الدكتور ميخائيل الغزيري امين مكتبة دير الأسكوريال حينئذ،ولكن يبقى السؤال ملحا وقائمآ لمن وضع كانيس هذا المعجم للأباء الرسوليين او الأسبان ام لنا نحن العرب لنعرف مالنا ولدينا من حضارة وتراث وثقافة يعشقها الجميع؟
المصادر والمراجع :
1 – الاستشراق - ادوارد سعيد – نقله الى العربية – كمال ابو ديب. مؤسسة الابحاث العربية – بيروت، طبعة ثانية – 1984.
2 - دراسة الشرق – بارنولد – ترجمة فارسية – حمزة سرداورد –طهران.1351 هـ.
3 – المستشرقون - نجيب العقيقي، دار المعارف.،القاهرة .1981.
4 – معجم الكالا –بدرو.Al –cala،Pedro : De Lingua –Arabica.
جوتينجن. Gotingaen 1883.
5 – باديا – دومينغر (علي بيك العباسي –رحلات – برشلونة.1982).
Badia، Domingo : Viajes، Por، arabia – Palastina،Siriay Turqnia.Barcelona 1982.
6- كانيس – فرانثيسكو : كتاب القواعد – 1775 – مدريد.
Canies، Frco : Gramatica – Arabigo – Espanol.
7- كانيس – معجم (ترجمان – اسبانبولي ولاتيني وعربي 1 – 3)مدريد 1787.
Diccionario. Espanol – Latino –Arabigo. Madrid – 1787.
8- روبلس – غلين : فهرسة المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية. مدريد 1889.
Robles، Guillen : Catalogo – Manusicritos – arabes Biblioteca. Nacional. Madrid 1889.