الفكر النقدي عند د. محمد مندور
لابد لي وأنا أكتب بحثاً موجزاً عن ناقد أدبي حديث عنيت بدراسته واهتممت به، ألا وهو المرحوم (الدكتور محمد مندور) الذي جمع بين أصالة التراث وعمق لثقافية الغربية، وكان له دور واضح في نقل الكثير من الآراء والأفكار النقدية الغربية من الأدب الفرنسي خاصة الى الأدب العربي وضمّنها في معظم كتبه الكثيرة، وكانت له آراؤه الواضحة في كل ما نقله وحلله من نصوص أدبية، عربية كانت أم غربية.وقد عزفت عن الجانب التاريخي في حياة مندور، وقررت أن أكتب عن منهجه النقدي من خلال مؤلفاته، ولذلك كانت هذه الوريقات دراسة نصيّة لتبيان ذلك المنهج الفنّي.
فهرست الموضوعات:
المقدمة
المبحث الأول –
من هو محمد مندور ؟
مؤلفاته ومترجماته
آراؤ النقدية:
ا- نقد الشعر والأدب
ب- نقد القصة
ج- نقد المسرحية
د- نقد الرواية
المبحث الثاني –
النقد التطبيقي للمسرح
(مسرحيات شوقي)
أوجه التأثر بالمذهب الكلاسيكي
الجمع بين المذاهب الكلاسيكي
الجمع بين المذاهب المختلفة في المسرح شوقي
المادة الأولية لمسرحيات شوقي
المقدمة
لابد لي وأنا أكتب بحثاً موجزاً عن ناقد أدبي حديث عنيت بدراسته واهتممت به، ألا وهو المرحوم (الدكتور محمد مندور) الذي جمع بين أصالة التراث وعمق لثقافية الغربية، وكان له دور واضح في نقل الكثير من الآراء والأفكار النقدية الغربية من الأدب الفرنسي خاصة الى الأدب العربي وضمّنها في معظم كتبه الكثيرة، وكانت له آراؤه الواضحة في كل ما نقله وحلله من نصوص أدبية، عربية كانت أم غربية.
وقد عزفت عن الجانب التاريخي في حياة مندور، وقررت أن أكتب عن منهجه النقدي من خلال مؤلفاته، ولذلك كانت هذه الوريقات دراسة نصيّة لتبيان ذلك المنهج الفنّي.
وبعد القراءة الدقيقة الفاحصة لأدبيات هذا الناقد الكبير، تبين لي منهجه التحليلي وفكره النقدي، وبهذا آليت على نفسي أن أكتب عن الفكر النقدي عند هذا الناقد، تاركاً المجال مفتوحاً للباحثين في دراسته نقدياً وتفصيلياً.
المبحث الأول
من هو محمد مندور؟
يجدر بي وأنا أروم الحديث عن الناقد الأدبي الحديث (محمد مندور) ومنهجه النقدي، ان أذكر لمحة موجزة عن حياة هذا الناقد الكبير، فالدكتور محمد مندور كان قد ولد سنة 1907م في قرية تحمل اسم عائلته (كفر مندور) بمديرية الشرقية ـ شرقي الدلتا(1). وكان قد درس في كتاتيب القرية حتى الثامنة من عمره، انتقل بعدها الى المدرسة الابتدائية، ويقال انه تلقّى دراسته الثانوية بمدرسة (طنطا) في وسط الدلتا(2)، حيث اتم هذه الدراسة سنة 1925م، السنة التي افتتحت فيها أول جامعة حكومية في مصر، وكانت تضم آنذاك كليات: الآداب، الحقوق، والعلوم فقط.
وقد رشّحه لدكتور طه حسين لبعثة دراسية في باريس، وحصل منها على البكالوريوس في اللغات والآداب الكلاسيكية، مع دبلوم معهد الأصوات اللغوية، ودبلوم في الاقتصاد والتشريع المالي، وهذه سمة للطلبة المصريين أن ينوّعوا في الاختصاصات للفائدة الشخصية (1930 ـ 1939) ثم أكمل دراسة الدكتوراه تحت اشراف الدكتور أحمد أمين حول رسالته (النقد المنهجي عن العرب)، فعيّن الدكتور مندور مدرساً في كلية الآداب، ولكن بحوثه ودراساته ومقالاته الجريئة أثارت نوازع العقاد وسيد قطب والأب انستاس ماري الكرملي ومحمد خلف الله، وهذا ما كان قد جمعه في كتابيه ـ بعدئذ ـ (في الميزان الجديد) و(نماذج بشرية)، وعند افتتاح جامعة الاسكندرية سنة 1943م نقل اليها.
وكان قد عمل رئيساً لتحرير بعض الصحف الخاصة بحزب الوفد المصري: (جريدة المصري)، و(جريدة الوفد المصري)، التي اغلقها اسماعيل صدقي سنة 1946م..
وقد توفي الدكتور محمد مندور سنة 1965م بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري الثر والاهتمامات الادبية والنقدية التي سنأتي لتحليلها وبيان منهجه من خلالها.
ولست أدّعي أني سأكتب تحليلاً دقيقاً لتراث مندور النقدي، لأن هذا يستدعي وقتاً مناسباً ودقّة منهجية تتوافر عليها مسيرة هذا الرجل وتكوينه الثقافي وجيل الرواد الذين عاصرهم، وهذه معلومات مهمة تكاد تبصّرنا بالكثير من أفكا رمندور، وهذا ما تتوافر عليه كتب ومجلدات على اتجاهات وموضوعات مختلفة.
وقبل أن أذكر شيئاً عن منهجه، فلابد لي أن اعطي نشرة تقريبية بما كتبه هذا الناقد خلال سني حياته، وهي قائمة ببليوغرافية بمؤلفاته ومترجماته:
1 ـ النقد المنهجي عند العرب 1943.
2 ـ في الميزان الجديد، 1944.
3 ـ نماذج بشرية، 1944.
4 ـ في الأدب والنقد، 1949.
5 ـ مسرحيات شوقي، 1954.
6 ـ خليل مطران، 1954.
7 ـ ابراهيم المازني، 1954.
8 ـ ولي الدين يكن، 1956.
9 ـ اسماعيل صبري، 1956.
10ـ جولة في العالم الاشتراكي، 1957.
11ـ الأدب ومذاهبه، 1957.
12ـ مسرحيات عزيز اباظه، 1958.
13ـ قضايا جديدة في أدبنا الحديث، 1958.
14ـ الثقافة وأجهزتها، 1958.
15ـ مسرح توفيق الحكيم، 1961.
16ـ المسرح (1959)، 1963.
17ـ النقد والنقاد المعاصرون، 1963.
18 ـ الأدب وفنونه، 1963.
19ـ في المسرح المصري المعاصر (مقالات بين 58 ـ 1965)، 1971.
20ـ الكلاسيكية والأصول الفنية للدراما (د.ت).
21ـ الشعر المصري بعد شوقي، (د.ت) 30ج.
22ـ فن الشعر، (د.ت).
23ـ المسرح النثري (د.ت).
24ـ دفاع عن الأدب لـ(جورج ديهاميل)، (1948) مترجم.
25ـ من الحكيم القديم الى المواطن الحديث (مترجم)، بوجلين (1949).
26ـ نزوات مريان والليالي، لـ:الفرد دي موسيه، 1959، (مترجم).
27ـ مدام بوفاري، لـ: فلوبير، 1960 (مترجم).
28ـ منهج البحث في الأدب واللغة، لـ: لانسون وما يين، 1964، (مترجم).
29ـ في المسرح العالمي، (مترجم) (د.ت).
30ـ تاريخ اعلان حقوق الانسان، لـ: ألبير بايين، (د.ت) (مترجم).
ومن مجمل هذه المؤلفات يمكننا أن نتبين الآراء النقدية للدكتور مندور بين الشعر والقصة والمسرح والرواية.
أ ـ نقد الشعر والأدب من خلال العودة للدراسات التي خصصها الدكتور مندور للشعر، نجد الكثير من الآراء النقدية، ومنها:
1 ـ الشعر المهموس:
قال مندور: "الهمس في الشعر ليس معناه الضعف، فالشاعر القوي هو لذي يهمس فتحسّ صوته خارجاً من أعماق نفسه في نغمات حارة، ولكنّه غير الخطابة التي تغلب على شعرنا فتفسده، إذ تبعد به عن النفس، عن الصدق، عن الدنوّ من القلوب"(3). وقد تحدث الدكتور عن هذا الهمس في أثناء تحليله لقصيدة (أخي) لميخائيل نعيمة، وقدّم لها بايضاح عن المهموس، معتبرا الشاعر نعيمة واخوانه بالمهجر شعراء اللغة العربية بحق، وان شعرهم هو الذي سيصيب الخلود. وذكر (ان الدعوة الى الشعر المهموس هي من بين العوامل التي ساعدت على ظهور حركة الشعر الحديث، ولقد قال بدر شاكر السياب انه بدأ يفكّر في الشعر الحديث عندما قرأ الشاعر الانجليزي اليوت وعندما اطلع على دعوة مندور الى الشعر المهموس. وعندما ظهرت حركة الشعر الحديث قال مندور: "ان هذا هو الشعر المهموس الذي كنت أدعو اليه".)(4).
وهذا الأمر ما دعا (الدكتور كيلاني حسن سند) حين أشار الى الأدب المهموس أ، يقول عن الدكتور مندور: "ان الدكتور محمد مندور، هو أعظم ناقد عرفه النقد العربي المعاصر، وذلك لأنه يجمع ما بين القدرة العميقة على التذوّق، والاحساس بالألفاظ، ولتركيبات اللغوية، والموسيقى.."(5).
2 ـ الأدب مفارقات:
قال مندور في كتابه (في الميزان الجديد ـ 1944): "من حسن حظ الأدب الذي هو أدق وأرهف وأعمق وأغنى من أن نخطط له طرقه، الأدب شيء غير دقيق بطبيعته، ومحاولة أخذه بالمعادلات جناية عليه، الأدب مفارقات، ونقد الأدب وضع مستمر للمشاكل الجزئية، فقد يكون جماله في تنكير اسم أو نظم جملة أو كبت احساس أو خلق صورة أو التأليف بين العناصر الموسيقية في اللغة)(6).
وهنا يؤكد مندور على فنيّة الأدب، وهو يفهمه بأنه مفارقات وبأنه كالنفس البشرية، واستحالة جعل النقد أو الأدب علماً، وقد ذكر بأن وضع قوانين عامة للأدب ـ كما كان يرى (تين) من قوانين الزمان والمكان والبيئة ـ لايؤدي الغرض في تفسير ماهو دفين في روح الشاعر فليس العبرة في اتحاد الزمكان بالبيئة وانما بطريق استجابة كل نفس لهذه المؤثرات.
ثم كرر ذلك قائلاً في كتابه (في الأدب والنقد ـ 1949): "ان الأدب بطبعه مفارقات، وهو فن جميل، والمفارقات ليست لها معادلات جبرية والجمال بطبعه لايقنّن له، ثم ان التفكير القاعدي في الأدب خليق بأن يقود الى التحكّم"(7).
3 ـ الغزل العذري:
وكان مندور قد تحدث عن موضوع (العرب والمذاهب الأدبية)، فقال: "ان الشعر العربي رغم طغيان التقليد عليه قد تطوّر على الأقل في خصائص صياغته تطوراً كبيرا حتى انتهى الى ذلك التصنيع اللفظي الذي أحاله عبثاً مجردا من كل قيمة انسانية حقة. بل لقد احدثت بعض قبائل العرب فنوناً شعرية قائمة على مزاج أو فلسفة انسانية خاصة وذلك مثل بني عذرة الذين نحوا في الغزل منحى انتج ما لايزال يسمى حتى اليوم بالغزل العذري)(8). حيث كانت تقاليد الشعر الجاهلي تجعل الشاعر يستقصي الأوصاف الحسية للمحبوبة ويتغنّى بمواضع جمالها وفتنتها، في حين تطوّر هذا الشعر في الحجاز في العصر الأموي واتجه اتجاهاً روحياً.
4 ـ مذهب البديع:
فقد ذكر مندور بانه "مذهب ادبي له كافة الخصائص المذهبية، اذ تناوله الادباء والنقاد بالتحليل النظري وايضاح الخصائص المميزة... وهذا المذهب هو المعروف باسم مذهب البديع الذي اعتبر أبو تمام مثلا له"(9). وكان هذا المذهب قد ظهر في العصر العباسي، وكان خروجا على التقليد الشائع بعمود الشعر.
5 - الشعب اسبق من النثر في الظهور:
وتحدث عن هذه المسألة قائلا: "ان الشعر كان اسبق ظهورا من النثر الادبي، والسبب في ذلك هو ماذكرنا من سهولة حفظ الشعر وتناقله حتى جاء عصر التدوين"(10). وهي مسألة ترتبط باولية الشعر العربي، وقد تحدث عنها النقاد قديما وحديثا باراء مختلفة ومتناقضة.
6 - العناصر المميزة بين الشعر والنثر:
وقال: "فاذا اجتمعت للشعر الموسيقى والمضمون الشعري، واسلوب التعبير اللغوي الشعري الطابع، استطعنا ارتكازا على هذه العناصر الثلاثة ان نميز بين الشعر والنثر"(11). فهنالك في العملية الشعرية ايقاع وتفعيلة، ومضمون شعري مع ملكات نفسية خالقة، واسلوب تعبيري لغوي شعري قادر عل نقل الايحاء الى وعي المتلقي.
7 - النقد:
قال مندور: "النقد هو فن دراسة النصوص الادبية، والتمييز بين الاساليب المختلفة، وهو لايمكن ان يكون الا موضعيا. فهو ازاء كل لفظة يضع الاشكال ويحله. النقد وضع مستمر للمشاكل. والصعوبة هي في رؤية هذه المشاكل... والذي يضع المشاكل الادبية ليس علم الجمال ولا علم النفس ولا أي علم في الوجود، وانما هو الذوق الادبي... ان الذوق ملكة... مردها... الى اصالة الطبع: الا انها تنمو وتصقل بالمران"(12). فالمران المستمر هو الذي يصقل رواسب العقل الخفي.
8 - النقد العربي:
ذكر مندور في كتابه (النقد المنهجي عند العرب): "فالنقد الادبي نشأ عربيا وظل عربيا صرفا، وذلك لان أساس كل نقد هو الذوق الشخصي تدعمه ملكة تحصل في النفس بطول ممارسة الاثار الادبية"(13)
وهو يحاول ان يقصي التيار النقدي الذي حاول وضع العلمية للشعر والنثر، لانه تيار اغريقي النزعة وقد تاثر به الناقد العربي قدامة بن جعفر الذي دعا الى تلك العلمية.
ولكن الدكتور مندور يفضل الارتباط بالتراث الادبي الاصيل للفكر العربي والثقافات الاخرى، ولذلك فهو قد اختار الآمدي (14) وعبد العزيز الجرجاني (15) كافضل ناقدين عربيين من القدامى.
9 - المنهج الفقهي:
دعا مندور الى تطبيق المنهج الفقهي - فقه اللغة - على غرار ما فعل عبد القاهر الجرجاني من المتقدمين وعلماء اللسانيات من المتاخرين، فقال: "الادب فن لغوي كما قلت، فمنهجه هو المنهج الفقهي الفني كما فهمه عبد القاهر الجرجاني وطبقه في دلائل الاعجاز.."(16). وقال: "المنهج الذي ادعو اليه هو المنهج الفقهي - منهج فقه اللغة - وسوف نرى ذلك المنهج يبتدئ بالنظر اللغوي لينتهي الى الذوق الادبي الذي هو لاشك متحكم في كل ما يمت الى الادب بصلة."(17). فالذوق الادبي يتمكن من ادراك خفايا الكلمات وايحاءاتها، في حين يتمكن فقه اللغة من تحليل التراكيب ومنظوماتها..
10 - المنهج الايديولوجي:
لقد سيطرت على وظائف الادب والفن فلسفات جديدة في الحياة، "واهم هذه الفلسفات: الفلسفة الاشتراكية والفلسفة الوجودية اللتان نتج عنهما منهج نقدي جديد نستطيع ان نسميه بالمنهج الايديولوجي، وهو منهج يختلف عما كان يسمى في اواخر القرن الماضي بالمنهج الاعتقادي"(18).
ويرى مندور بان هذا المنهج يسعى "الى تبين مصادر الادب والفن من جهة، واهدافها او وظائفها من جهة اخرى عند هذا الاديب او ذاك... والنقد الايديولوجي لايكتفي بالنظر في الموضوع، بل يتجاوزه الى المضمون... وان الادب والفن قد اصبحا للحياة ولتطويرها الدائم نحو ما هو افضل واجمل واكثر اسعادا للبشر، ويرى... انه لم يعد من الممكن ان يظل الادب والفن مجرد صدى للحياة، بل يجب ان يصبحا قائدين لها"(19).
ب - نقد القصة:
لوعدنا الى كتاب الدكتور مندور (قضايا جديدة في أدبنا الحديث) لوجدنا فيه موضوعات عن القصة وكيف انه كان قد تبنى الدعوة الواقعية في ادب القصة ونقدها منذ ان تحول منهجه النقدي من التاثرية الى المرحلة الايديولوجية.
بدأ مندور ذلك الجزء من كتابه بفصل عنوانه (الفن القصصي وتجارب الشباب) عرض فيه تقويمه الخمسين اقصوصية التي اعطيت له من نادي القصة والتي تقدم بها بعض الشباب، وكانت ملاحظاته هي (20):
1- ان الشباب فهموا الواقعية فهما ساذجا، وانها مجرد رصد وتسجيل لما يقع في حياتنا الشخصية، وهي مرحلة المراهقة بالنسبة للشباب.
2- ان كثرتها كانت على حساب القيمة الفنية، فهي خالية من الثقافة والتجربة الواسعة.
3- خلوها من الموضوعات التاريخية والقومية.
وذكر مندور بان الهيكل التاريخي للقصة يصبح: "تمهيد للادب الواقعي الذي نطالب به وسنظل نطالب به ادباءنا الناضجين"(21).
أما خطوات نقد القصة عند مندور، فهي:
1 ـ الاهتمام بالجانب النظري للدعوة للواقعية في النقد القصصي.
2 ـ الاهتمام بتاريخ أدب القصة لغرض اكتشاف جذور الاتجاه الواقعي لدى الرواد.
3ـ امكانية التخصص الدقيق في أحد عناصر هذا العمل الفني كالشخصيات، دون اللجوء الى مناقشة بقية العناصر الأخرى.
ج ـ نقد المسرحية:
ان كتابات مندور عن المسرح تفوق ما كتبه عن الأجناس الادبية الأخرى، فهو تارة يتناول نظرية المسرح، وأخرى تاريخه، وثالثة نقده.. وهكذا، ففي نظرية المسرح نجد كتابات مندور منتشرة في كتبه: المسرح، الأدب وفنونه، قضايا جديدة في أدبنا الحديث، الكلاسيكية والأصول الفنية للدراما، مسرحيات شوقي، مسرحيات عزيز أباظة، مسرح توفيق الحكيم.
وأما كتاباته عن تاريخ المسرح فنجدها في كتابه: المسرح النثري الذي عرض فيه مندور المحاولات المسرحية في العالم العربي منذ مارون النقاش الى محمود تيمور، مع تقديم ملخص للمسرحيات ومضامينها، كما لاحظنا تاريخ المسرح في فصل من كتابه (في الأدب والنقد) الذي خصصه لتاريخ الدراما منذ الاغريق الى العصر الحديث.
كما نجد النقد المسرحي عند مندور موزعاً في جميع كتبه هذه، ولكنه كان بارزاً في كتابه: (الأدب وفنونه) حيث خصص لفن المسرحية فصلاً كبيراً (من ص75 الى 135).
وكان اهتمام مندور بالمسرح كبيرا منذ أن كان في باريس، كما كان هنالك عامل آخر هو قيام مندور بالتدريس في معهد المسرح.
وهذا الاهتمام بالمسرح دعا الدكتور محمد القصاص الذي ترجم كتاب (المسرح الديني في العصور الوسطية لـ: فرابييه وجوسار) دعا الدكتور مندور لمراجعة الكتاب(22).
وفي نهاية هذا المبحث، سأقوم بتبيان آراء مندور في النقد التطبيقي لمسرح شوقي.
د- نقد الرواية:
لو عدنا الى ما كتبه مندور في كتابه (نماذج بشرية) لوجدناه يقوم بتحليل أربع عشرة شخصية روائية لأعمال عالمية معروفة، نحو: كافروس من رواية البؤساء لفكتور هيجو، هاملت من شكسبير، وبياتريس من الكوميديا الالهية لدانتي، وابراهيم الكاتب من ابراهيم عبد القادر المازني، وهي الشخصية العربية الوحيدة التي اختارها الدكتور مندور من الرواية العربية.
كما نجد النقد الروائي متمثلاً بكتاباته في كتابه (في الميزان الجديد)، ومنها: بجماليون لتوفيق الحكيم/ص13، كما نجد نقداً روائيا في كتاب مندور الآخر (النقد والنقاد المعاصرون) ص36ـ37.
هذا ما كان بشأن بعض سمات الفكر النقدي عند الدكتور محمد مندور الذي بدأ كتاباته في (النقد المنهجي عند العرب) بتأثير المنهج التأثيري، ثم وقع تحت تأثير المنهد التحليلي في كتاباته التحليلية اللاحقة وخاصة في كتابه (الشعر المصري بعد شوقي)، ثم تحول الى الأدلجة فوقع تحت تأثير المنهج الفكري (الايديولوجي) المتمثل بالواقعية الاشتراكية ـ كما مر بنا ـ.
المبحث الثاني
النقد التطبيقي للمسرح
من خلال القراءة النقدية لما كتبه الدكتور مندور في مجال النقد التطبيقي للمسرح الذي كتب فيه هذا الناقد أكثر مما كتب في الاجناس الادبية الاخرى، ساحاول ان ابحث في هذا المبحث تحليلاً نقدياً موجزاً لما كتبه في (مسرحيات شوقي) التي هي عبارة عن محاضرات القيت سنة 1954م على قسم الدراسات الأدبية بمعهد الدراسات العربية العالية، بالقاهرة، علماً أن المسرحيات نفسها قد نشرت قبل هذا التاريخ في فترات. مهّد هذا الناقد لتلك المسرحيات بدراسة موجزة(23) تمحورت فيما يأتي:
أ ـ العرب والأدب التمثيلي.
ب ـ التياران الشرقي والغربي في مسرح شوقي.
ج ـ شوقي والمادة الأولية.
د ـ شوقي والفن المسرحي.
فأشار الى أن العرب لم يعرفوا المسرح ولا الأدب المسرحي في أي عصر من عصورهم القديمة في المشرق أو المغرب، ورأى ان هذه الفرضية قد اجمع عليها الباحثون الجادون، الذين اختار منهم الاستاذ (ادوارد حنين) باعتباره واحدا من النقاد الذين حاولوا أن يجدوا تعليلاً لتلك الفرضية في طبيعة الشعر العربي القديم وطبيعة العقلية العربية ومنافاتها لطبيعة الأدب المسرحي، بأن الشعر العربي القديم يمتاز بخاصيتين كبيرتين هما: الخطابة والوصف الحسي الدقيق(24). وقد تأثر مندور بهذا التخريج ووصفه بأنه حق وصحيح في جملته، أما بقاء هاتين الخاصيتين غالبتين على الشعر العربي في معظم عصوره (بحكم غلبة التقليد في الأدب العربي والحرص على عمود الشعر وقوالبه المتوارثة)(25).
وذكر بأن نغمة الشاعر العربي خطابية لاستثارة مشاعر قبيلته واستنفارها للغزو أو رد الاعتداء، من خلال الشعر الذي هو لغة خطابته، وجال في البوادي ببصره ينقب في جزئيات الصحراء المنبسطة أمامه.
فمندور كان يرى بأن خيال العربي القديم قاصر غير واسع ولذلك قال عنه: "ولم تلهب خياله جبال شاهقة ولاغابات.. ومن المعلوم ان الأدب التمثيلي يتطلب خيالاً واسعاً يخلق الأحداث والشخصيات ويتصور المواقف وما توحي به من حوار"(26). وهو يستغرب من حالة عدم نمو الاساطير وشعر الملاحم عند العرب على الرغم من أنهم قد عرفوا الاوثان وتعدد الآلهة، وكانت لهم أيام وحروب وغزوات لم يستثمروها.
ويرى هذا الناقد بأن السبب الاساسي لعدم انتقال الأدب التمثيلي الى الأدب العربي، هو: تعارض الفلسفة الدينية عند اليونان مع الفلسفة الدينية في الاسلام(27)، كما اعترف بأن الشعر العربي ضيق الأفق بسبب اقتصاره في الغالب على المدح(28)، وان الله قد قيَض للأدب العربي شاعراً كبيراً الم الماماً واسعاً عميقاً بالتراث العربي فنسج على غراره أروع القصائد واتصل بالغرب لتلقي العلم في فرنسا فشاهد مسارحها، فوضع سنة 1893، وهو لا يزال يطلب العلم أولى مسرحياته الشعرية وهي (علي بك الكبير)، للوصول الى مجالات الشعر الرحبة والطليقة ولكن دون الخروج على التقاليد المرعية والاتجاهات المتوارثة(29).
وبهذا اعترف مندور بتأثر شوقي بالأدب الغربي تأثراً كبيراً من "عدة اتجاهات غربية، وأضاف اليها اتجاهات اخرى شرقية عربية"(30). "ولكنه يميل الى ناحية كورني أكثر من ميله الى ناحية راسين"(31)، لكون كورني ينزع الى الاتجاه الاخلاقي، في حين ان راسين يميل الى الاتجاه الغرامي الجنوني في دائرته الخاصة المتميزة بتيار المسرح التصويري النفسي المصور للشهوات البشرية.
أوجه التأثر بالمذهب الكلاسيكي:
ذكر مندور اوجه تأثر شوقي بالمذهب الكلاسيكي في المسائل الآتية التي تعد أصولاً عامة:
1 ـ اختار شوقي لمآسيه موضوعات تاريخية استقاها من تاريخ مصر وتاريخ العرب وذلك على نحو ما فعل الكلاسيكيون الفرنسيون الانسانيون، متخذاً من مشاغل قومه ومقتضيات بيئته محركات لمسرحياته وفسر التاريخ على ضوء الاتجاهات الاخلاقية والروحية لما تحمله من دوافع انسانية.
2 ـ اتخاذه الشعر أداة للتعبير في (5) خمس من مسرحياته، على نحو ما فعل الكلاسيكيون، فمسرحياته الشعرية: علي بك الكبير، ومصرع كليوباترا، وقمبيز، ومجنون ليلى، وعنترة. في حين استخدم النثر في مسرحية واحدة: (أميرة الاندلس). بينما كتب في مسرحيته السابعة: (الست هدى) شعراً وهي الكوميديا الوحيدة التي ألفها، في حين أن "النثر بطبيعته أكثر ملاءمة للكوميديا واقرب الى الواقعية في تصوير بيئة شعبية معاصرة"(32)، وكان لابد لأميرة الاندلس أن تكون شعراً لأنها مأساة تاريخية غنائية مرتبطة بمأساة المعتمد بن عباد.
3 ان الكلاسيكية تقسم الأدب المسرحي الى تراجيديا وكوميديا أي مأساة وملهاة، فالمأساة تختص بتصوير حياة الملوك والأمراء والأبطال والآلهة كمسرحيات الاغريق القديمة، أما الملهاة فتختص بتصوير حياة عامة الشعب، وكذلك فعل شوقي.
4 ـ علّل مندور ناحية فنية دقيقة لشوقي "وهي ايثاره للوصف على المشاهدة في بعض أحداث مسرحياته"(33)، كما هو الحال في حرب علي بك الكبير مع محمد أبي الذهب، خوفا من صعوبة اخراج مثل هذه المشاهد الواسعة على المسرح العربي، وهذا الأمر متأثر بالكلاسيكية.
5 ـ ان المسرحية تبنى في أساسها على أزمة تتصارع فيها قوى نفسية واخلاقية متعارضة، وذكر مندور بأن شوقي قد بنى مآسيه في جملتها على هذا الصراع الذي وصفه بأنه سطحي لايتعمق في اغوار النفس الانسانية، ولايمس الخفايا والغرائز والنزوات الدفينة(34)، وذكر حكما نقديا في شوقي جاء فيه: "على أية حال، يعتمد في أساسه على الصراع لا على التصوير والتحليل كما تعتمد الدراما الحديثة"(35).
الجمع بين المذاهب المختلفة في مسرح شوقي:
يقول مندور بـ:"ان شوقي لم يتقيد بتيار خاص ولابمذهب معين، بل جمع بين الشرق الغرب وبين مذاهب الأدب المختلفة"(36)، فشوقي قد خالف الكلاسيكية فيما يأتي:
1 ـ ان شوقي لم يتقيد بمفهوم (الوحدات الثلاث): أي وحدة الموضوع والزمان والمكان.
2 ـ ان الاتجاه الاصيل في المسرح الكلاسيكي وفي غيره، بأن تنتهي التراجيديا بخاتمة محزنة، كما تنتهي الكوميديا بخاتمة سارة أو مضحكة، في حين نجد شوقي لم يأخذ بهذه القاعدة على نحو مطرد. وقد أشار مندور الى حالة المخالةف هذه في مسرح شوقي مؤكداً وجودها في الكثير من كوميديات (موليير) التي تأتي خاتمتها محزنة على نحو ما في (عدو البشر) و(دون جوان)(37).
3 ـ يعد مبدأ فصل الأنواع من أصول الكلاسيكية، في حين لاترى الرومانسية ذلك، وان شوقي خالف الكلاسيكية وسار مع الرومانسية في هذا الشأن، وقال مندور: "ولكن الرومانسية سخرت من هذه القاعدة، مستشهدة بمآسي شكسبير الخالدة التي لاتخلو من مناظر ساخرة ضاحكة ومن شخصيات هزلية رائعة، والظاهر ان شوقي لم يؤمن بما نادت به الكلاسيكية في هذا السبيل"(38).
وقد أشار هذا الناقد الى فلسفة شكسبير والرومانسيين في هذا الخلط مؤكداً: "ان المسرح عرض للحياة، وما دامت الحياة لاتتورع عن أن تجمع بين المضحك والمبكي فليس هناك ما يدعو المسرح الى ذلك التورّع"(39).
4 ـ قالت الكلاسيكية بفصل الفن التمثيلي عن غيره من الفنون. في حين كان المسرح الاغريقي والروماني القديمان يجمعان بين الحوار والغناءوالرقص والموسيقى والنحت والتصوير، ولكن شوقي الشاعر الغنائي لم يستطع أن يجاري المسرح الكلاسيكي الغربي في هذا الاتجاه، لأن المصريين والغالبية من العرب، شعب طروب، ولهذا كان شوقي طموحاً لارضاء جمهوره(40).
وكان شوقي قد ضمّن مسرحياته بعض المقطوعات الغنائية والتي ادخلها في بناء المسرحية مما أثار عليه بعض النقاد، إذ قال مندور: "إن بعض مسرحيات شوقي مثل مصرع كليوباترة ومجنون ليلى وعنترة، لو أنها لحنت كاملة ومثّلت كأوبرا لنجحت أكبر النجاح، وأصبحت غذاء فنيا رائعاً يعوّض ماينتقده فيها النقاد القساة من حقائق نفسية أو تاريخية أو وطنية"(41).
المادة الأولية لمسرحيات شوقي: استقى شوقي مادته الأولية كغيره من الأدباء مما يأتي:
1 ـ التاريخ: تاريخ مصر وتاريخ العرب، وهو المعين الأول له في مآسيه الستة، من فترات الضعف والانحلال والهزيمة، وكان يظهر البطولة من خلال الكارثة.
2- الحياة المعاصرة: وقد استمد من الحياة الملهاة الوحيدة وهي (الست هدى).
وأشار مندور بأن هدف شوقي من مادته الأولية هذه: "تمجيد الوطنية المصرية والنبل العربي"(42)، وان المعالجة لأحداث ذلك التاريخ واساطيره فكانت من الناحية الاخلاقية "مفضلاً اسطورة شعبية تواتي وجهة نظره الاخلاقية"(43).
ويعود مندور لينكر القول بأن لشوقي فلسفة اخلاقية بذتها قائلاً: "ولذلك لايمكن القول بأن للمؤلف فلسفة اخلاقية بذاتها، على نحو ما استخلص النقاد فلسفة من هذا النوع عند (كورني) مستندة الى مبادئ (ديكارت) إذ ارجعوا بطولة شخصيات (كورني) الى روح الفلسفة الديكارتية المستندة الى اليقين، بعد تنحية كل عوامل الشك، والتمسك باليقين الاخلاقي..."(44).
يرى مندور "أن عنصر الدراما أي الحركة يعتبر العمود الفقري في الفن المسرحي"(45)، وان عنصر الصراع هو الذي يقوم بتوليد الدراما، وانه يجري بداخل النفس البشرية أو خارجها(46). وانه يثير الانفعالات القوية ويستفز الذهن للتفكير فيها، ويمد الآخرين بالاستمرار في المتابعة، ولكن
هذا الناقد صوّر لنا صراع شوقي بعدم العمق والتأثير والاهتزاز(47)، وقام بدراسة مسرحياته وفنه فيها وتأثراته المختلفة(48).
النثر العامي أكثر ملاءمة للكوميديا من النثر الفصيح:
وقد ادهشني هذا الرأي الذي وجدته في ثنايا قوله عن شوقي "انه لو امتدت به الحياة واستمر في تصوير واقعنا الاجتماعي ولاخلاقي ونقده على هذا النحو، لأصاب من النجاح أكثر مما أصاب في مآسيه التاريخية، ولخلّف لنا أدباً مسرحياً رفيعاً في مجال الكوميديا، وان يكن من الراجح أن النثر أكثر صلاحية للكوميديا من الشعر، بل وربما كان النثر العامي أكثر ملاءمة من النثر الفصيح، حتى يأتي أقرب الى الطبيعة والصق بحياة الشعب التي يصورها"(49).
وختاماً كنت أتمنى على الاستاذ محمد برادة(50) ان يدرس هذا الناقد من وجهة النظر النقدية التحليلية لا التاريخية. فهنالك مجالات كثيرة لدراسة مندور نقدياً ووفقاً للنوع الأدبي المطلوب دراسته أكاديمياً (جامعيا).
الهوامش:
(1،2) محمد مندور، لـ(ب.ح) مجلة بيروت المساء. ع15، 22 شباط 1974، ص56.
(3) في الميزان الجديد، محمد مندور، القاهرة ـ دار نهضة مصر للطبع والنشر، 1973م، ص69.
(4) مفهوم النقد عند محمد مندور، عبد الوهاب علي الحكمي، الكويت، مجلة العربي، ع217 ـ ديسمبر 1976 /41.
(5) قضايا ودراسات في النقد، الدكتور كيلاني حسن سند، القاهرة ـ دار الثقافة للطباعة والنشر، 1979/41.
(6) في الميزان الجديد، 177ـ178.
(7) في الأدب والنقد، د. محمد مندور، ط2 القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة، 1371هـ/1952م/9.
(8) الأدب ومذاهبه، د. محمد مندور، ط2 القاهرة، مكتبة نهضة مصر، 1957/33.
(9) الأدب ومذاهبه. /34.
(10) الأدب وفنونه. د.محمد مندور، القاهرة، دار نهضة مصر، 1974/12.
(11) (م.ن) /30.
(12) في الميزان الجديد. /162. كما أشار الدكتور محمد مندور إلى فهم النقد بأنه: فن تمييز الأساليب، في مصدر آخر، وهو: الأدب وفنونه /147. فانظر أيضا.
(13) النقد المنهجي عند العرب. د.محمد مندور. ط2 القاهرة، دار نهضة مصر للطبع، 1969. /11
(14) (م.ن.) / 97- 160.
(15) (م.ن.) /249 - 306.
(16) في الميزان الجديد. /185.
(17) (م.ن.) /182.
(18) النقد والنقاد المعاصرون. د.محمد مندور. بيروت، دار القلم، (1963م). /180.
(19) النقد والنقاد المعاصرون. /181.
(20) قضايا جديدة في أدبنا الحديث. د.محمد مندور. بيروت، دار الآداب، 1958. /44.
(21) (م.ن.) /46.
(22) المسرح الديني في العصور الوسطى، جان فرابييه وا.م. جوسار، ترجمة د. محمد القصاص، ومراجعة د. محمد مندور. القاهرة ـ المؤسسة المصرية العامة، (د.ت).
(23) مسرحيات شوقي /3ـ85.
(24) مسرحيات شوقي، د. محمد مندور، ط3/4.
(25) م.ن /5.
(26) م.ن /5.
(27) م.ن /10.
(28) م.ن /15.
(29) م.ن /16.
(30) م.ن /19.
(31) م.ن /19.
(32) م.ن /22
(33) م.ن /23.
(34) م.ن /24.
(35) م.ن /25.
(36) م.ن /30.
(37) م.ن /26.
(38) م.ن /27ـ28.
(39) م.ن /28.
(40) م.ن /29.
(41) م.ن /30.
(42) م.ن /37.
(43) م.ن /40.
(44) م.ن /42.
(45) م.ن /46.
(46) م.ن /47.
(47) م.ن /47ـ48.
(48) م.ن /19، ولغرض الاستزادة في معرفة التفاصيل انظر ص59ـ111.
(49) م.ن /45.
(50) انظر: محمد مندور وتنظير النقد الأدبي، بيروت دار الآداب، (د.ت).
المصادر والمراجع:
1 ـ الأدب وفنونه، د. محمد مندور، القاهرة، دار نهضة مصر، 1974م.
2 ـ الادب ومذاهبه، د. محمد مندور، ط2 القاهرة، مكتبة نهضة مصر، 1957م.
3 ـ في الادب والنقد، د. محمد مندور. ط2، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف، 1371هـ/1952م.
4 ـ في الميزان الجديد، د. محمد مندور. القاهرة، دار نهضة مصر، 1973م.
5 ـ قضايا جديدة في أدبنا الحديث. د. محمد مندور. بيروت. دار الآداب، 1958م.
6 ـ قضايا ودراسات في النقد. د. كيلاني حسن سند. القاهرة. دار الثقافة، 1979م.
7 ـ محمد مندور، (ب.ح). بيروت، مجلة بيروت المساء. ع15، 22 شباط 1974م/56.
8 ـ محمد مندور وتنظير النقد الأدبي. د. محمد برادة، بيروت، دار لآداب، (د.ت).
9 ـ المسرح الديني في العصور الوسطى. جان فرابييه وا.م. جوسار، ترجمة د. محمد القصاص، ومراجعة د. محمد مندور، القاهرة المؤسسة المصرية العامة، (د.ت).
10 ـ مسرحيات شوقي. د. محمد مندور، ط3 القاهرة مكتبة نهضة مصر، (د.ت).
11 ـ مفهوم لنقد عند محمد مندور. عبد الوهاب علي الحكمي. الكويت، مجلة العربي ع217، كانون الأول، 1976م/ص41.
12 ـ النقد المنهجي عند العرب. د. محمد مندور. ط2، القاهرة، دار نهضة مصر، 1969م.
13 ـ النقد والنقاد المعاصرون، د. محمد مندور. بيروت، دار القلم، 1963م.
اضافة الى ما ذكرته في قائمة مؤلفات الدكتور محمد مندور في مقدمة البحث، ص3.