أهمية وكالات الانباء كمصدر من مصادر الاعلام
تمثل وكالات الأنباء مصدرا مهما رئيسيا للأخبار ضمن مسار العملية الإعلامية لقد تبوأت هذه المؤسسات مركز الصدارة في التعامل مع الأحداث ومتابعتها وتغطية مجرياتها للجمهور عبر شبكاتها ومراسليها في مختلف البلدان والمناطق الساخنة من العالم. وقد استحوذت هذه الوكالات وخاصة الكبيرة منها ذات الصفة العالمية حيزا واسعا ومؤثر في هذا الميدان, وبالتالي هيمنتها على مجرى تدفق الأخبار. يحاول هذا البحث متابعة هذا الموضوع والوقوف على مفاصله المهمة في ضوء التجربة الميدانية للعمل في إحدى الوكالات المحلية.
المقدمة
تمثل وكالات الأنباء مصدرا مهما رئيسيا للأخبار ضمن مسار العملية الإعلامية لقد تبوأت هذه المؤسسات مركز الصدارة في التعامل مع الأحداث ومتابعتها وتغطية مجرياتها للجمهور عبر شبكاتها ومراسليها في مختلف البلدان والمناطق الساخنة من العالم. وقد استحوذت هذه الوكالات وخاصة الكبيرة منها ذات الصفة العالمية حيزا واسعا ومؤثر في هذا الميدان, وبالتالي هيمنتها على مجرى تدفق الأخبار.
يحاول هذا البحث متابعة هذا الموضوع والوقوف على مفاصله المهمة في ضوء التجربة الميدانية للعمل في إحدى الوكالات المحلية.
تضمن البحث ثلاث مباحث رئيسية.. تناول المبحث الأول منها (دور وكالات الإنباء وأهميتها في العملية الإعلامية).. فيما يخص المبحث الثاني (وكالات الانباء العربية والعالمية).. أما المبحث الثالث فقد كرس نحو (ظاهرة تدفق الاخبار باتجاه واحد)
مشكلة البحث /
العملية غير المتوازنة في بث الأخبار بين الوكالات العالمية الكبرى في البلدان المتقدمة والوكالات الأخرى في البلدان النامية وكيفية إعادة التوازن والتداول الحر للأخبار ضمن نظام إعلامي دولي جديد.
هدف البحث /
التعريف بهذه الوكالات وأنشطتها الفاعلة وسط عالم ساخن الأحداث وتطور تكنولوجي كبير في تقنية الإعلام , والدور الذي تلعبه الوكالات المحلية في الدول النامية في خضم هذه التحولات.
منهجية البحث /
اعتمد البحث على المنهج الوصفي والتحليلي في تناوله الموضوع وصولا للنتائج.
المبحـــــث الأول:
دور وكالات الانباء وأهميتها في العملية الإعلامية
تعتبر وكالات الانباء من ابرز وسائل الاعلام تأثيراً على الصعيدين الداخلي والخارجي.. وهذا التاثير ناتج عن سببين اساسيين هو ان وكالة الانباء لا يقتصر عملها على المحيط الداخلي وانما يشمل نطاق عملها المحيط الخارجي فهي قادرة على الوصول الى مناطق وبقع جغرافية تعجز وسائل الاعلام الاخرى عن الوصول اليها بسبب الاجهزة المستخدمة في نقل الخبر وبثه[1].
وتعرف وكالات الانباء بانها المؤسسة التي تمتلك امكانيات واسعة تمكنها من استقبال الاخبار ونقلها وتستخدم شبكة من المراسلين لجمع الاخبار في عدد كبير من دول العالم.. كما تستخدم العديد من المحررين في مركزها الرئيسي يتولون تحرير المواد الاخبارية عالميةكانت ام محلية وارسالها باسرع وقت الى مكاتب الوكالة في الخارج للتوزيع المحلي على الصحف ومحطات الاذاعة والى وكالات الانباء المتعاقد معها والصحف ومحطات الاذاعة والتلفزيون خارج المناطق المشتركة فيها مباشرة[2].
وتعد وكالات الانباء ايضا بانها وسيلة من وسائل الاعلام غير المباشرة تصل الى الجمهور من خلال وسائل الاعلام الجماهيرية المعروفة كالصحافة المكتوبة والصحافة المسموعة والصحافة المسموعة المرئية.
وهي المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه وسائل الاعلام وتقتبس منه الاخبار والمعلومات والممون الرئيسي لهذه الوسائل بالمادة الاخبارية على اختلاف انواعها واشكالها[3] وتقوم بدور عالمي هام في نقل وتبادل الانباء عبر القارات ويؤهلها للقيام بهذا الدور قدراتها التكنولوجية وكوادرها البشرية المدربة التي تستعين بها في جمع الانباء وتوزيعها بلغات عديدة في مختلف انحاء العالم, فضلا عن قدراتها المادية التي تجعلها قادرة على نقل اخبار العالم وتشكيل التصورات عن الاشخاص والشعوب والثقافات والوصول الى كل انسان على سطح الكرة الارضية[4].
كما ان وكالات الانباء هي مصنع الاخبار في العالم تستخدمها الدول كافة, فهي مؤسسات كاملة واحتكارات دولية لايستهان بها تستخدمها الدول الكبرى في تنفيذ سياستها نشرا وهجوما ودفاعا ودسائس فهي السلاح الرابع مع اسلحة البر والجو والبحر[5].
لهذا فان الصحيفة والاذاعة قادرتان على تغطية مناطق جغرافية في الغالب تكون قريبة الى مناطق البث الا اذا استخدمت وسائل تقوية في الغالب تكون قريبة الى مناطق جغرافية متعددة وهي عملية قد تكون صعبة في كثير من الحالات[6].
المبحـــث الثاني:
وكالات الانباء العربية والعالمية
إن وكالات الانباء لديها القدرة على ان تصل الى بقع جغرافية متعددة ويمكن لوكالة انباء واحدة ان تغطي كل العالم بمجرد استخدام مرسلات ذات طاقة محددة وبتوجيه البث نحو منطقة جغرافية محددة.. فهذه الامكانية في الاجهزة المستخدمة والخاصة بوكالات الانباء تعطيها ميزه اقوى واكثر في التاثير من باقي وسائل الاعلام لان الطاقة والمرسلة التي تحتاجها الكلمة المطبوعة للبث هي اقل بكثير من الطاقة التي تحتاجها الكلمة الصحفية او التي يحتاجها الصوت او الصورة في النقل الى اماكن بعيدة ولذلك فمن السهل جدا استخدام مرسلات بطاقة محددة من اجل ايصال الكلمة المطبوعة الى اي مكان في العالم[7].
هذا سبب يجعل وكالات الانباء أكثر قابلية وقدرة على التاثير وسبب آخر هو ان لوكالات الانباء بموجب طبيعة عملها وتعاملها مع الاحداث اليومية السريعة فهي اوسع انتشارا من بقية وسائل الاعلام الاخرى, أي الصحف التي يكون لها مراسل في بلد او عدة بلدان او اكثر- اما وكالات الانباء فلها مراسلون في مناطق متعددة من العالم فسعه الانتشار هذه ايضا توفر لها معلومات اضافية ومواد تجعل الاقبال عليها اكثر وبذلك يزداد تأثيرها في الوسطين الداخلي والخارجي على اعتبار انها يمكن ان تزود القاريء او المستمع او مشاهد التلفزيون بتفاصيل اكثر من اي مؤسسه اخرى وبذلك تستطيع الوكالة ان تؤثر بشكل فاعل في ذهنيه المواطن في الداخل والخارج لانها توفر له كامل الاهتمامات التي يمكن ان توفرها له وسائل الاعلام الاخرى.
وبهذا تساهم هذه الوكالات اولا في تنوير المواطن وتعريفه بسياسة بلده الداخلية والخارجية وتجعله مواكبا للتطور الذي يحصل في بلده في النواحي التنموية او السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او الثقافية وكذلك فيما يحصل من تطور في هذه البلدان وليس بالضرورة ان تكون المادة مباشرة من وكالة الانباء وانما هي معكوسة من خلال الصحيفة او الراديو او التلفزيون.
وتنقسم وكالات الانباء الى ثلاث مجموعات:
1ـ وكالات وطنية.. وتقوم هذه الوكالات بجمع المعلومات من البلد الذي تعمل فيه ثم تعالجها وارسالها الى الخارج.. اما الاخبار التي تصلها من الخارج فتنشرها فقط في بلدها وبصرف النظر عن كونها تمتلك مكاتب للمراسلين في دول اخرى فهي بجوهرها وكالات وطنية.
2ـ وكالات اقليمية.. وهي وكالات وطنية تحولت الى مراكز لتبادل الاخبار بين عدة دول تقع في منطقة واحدة او بين دول متجاورة.
3ـ وكالات عالمية.
فهي تجمع وتعالج وتخزن وترسل الاخبار من العالم كله والى العالم وساعد ظهورها على تطور الصحافة مما جعل ظاهرة الاتصال تأخذ بعدا جديداً فمن ناحية المكان صار العالم اكثر قربا ومن ناحية الزمان اصبحت المعلومات اكثر حداثه من ذي قبل[8].. وتقدم هذه الوكالات خدمات معقدة ومتنوعة فمنها الخدمات العامة التي تغطي كامل الاحداث الكبيرة والشؤون المتعددة الى الخدمات المتخصصة المختلفة مالية- رياضية- علمية- طبية[9] كذلك فهي تعد اهم المنابع الخيرية من حيث جمع الاخبار ونشرها فور ورودها[10].
وبشكل عام يمكن ايجاز ابرز الوكالات العالمية والتي تشكل مصدرا رئيسيا لاخبار ومعلومات دول العالم وخاصة دول العالم النامي وهي.
1- وكالة اسيو شيتد برسAP
ترجع اصولها الى عام 1848 حيث قدمت نفسها لاوربا كمؤسسة غير عادية باسم الجمعية التعاونية لاصحاب الصحف.. واكتسبت بالتدرج صفتها العمومية لكل البلاد والتي احتكرت فيما بعد العمل الاعلامي والاخباري في كل الولايات المتحدة الامريكية.
ومنذ عام 1931 فتحت هذه الوكالة فروعها في لندن وباريس وبرلين ثم تغلغلت في السوق الاوربية للاخبار وتقوم حاليا بتقديم خدماتها الى اكثر من (15) الف جريدة والى محطات الاذاعة والتلفزيون في اكثر من (115) بلد او لديها اكثر من (1100) مكتب داخل الولايات المتحدة و(70) مكتب خارج الولايات المتحدة وعدد موظفيها يزيد على (5) الاف موظف ومعدل حجم الاخبار المغطاة اربع وعشرين ساعة يعادل (20) مليون كلمة[11].
2- وكالة اليونايتد برس انترناشنال UP1
وجدت هذه الوكالة عام 1958 نتيجة دمج وكالة اليونايتد برس (UP) مع وكالة الانباء الدولية (NS).. وتعد هذه الوكالة من اهم الوكالات في امريكا ولها (100) مكتب داخل الولايات المتحدة و(528) مكتب في دول العالم ومعدل البث اليومي لها (14) مليون كلمة وتبث اخبارها بخمسين لغة وتعمل لمدة (24) ساعة يوميا.
3- رويترز
تعد وكالة رويترز البريطانية من اكبر الوكالات العالمية في مجال الاخبار والمعلومات اسسها يوليوس رويتر عام (1851) في لندن وتشرف على ادارتها اربع جمعيات للاتحادات الصحفية وهي جمعيتا، مالكي الصحف البريطانية ووكالة الصحافة المتحدة الاسترالية ووكالة الصحافة النيو زيلاندية ووكالة برس اسوشيشن.
وتزود وكالة رويترز بالمواد الصحفية اكثر من (120) بلدا وتشنر اخبارها بشكل منتظم ولديها (4100) مشترك وعدد مكاتبها (163) مكتب موزعه في العديد من دول العالم فيما يبلغ بثها اليومي (5) ملايين كلمة.
4- وكالة الصحافة الفرنسية AFP
تعد هذه الوكالة امتداد لوكالة هافاس التي تأسست عام 1835 واستمرت حتى الحرب العالمية الثانية.. وقد عاودت نشاطها بعد ان تحررت فرنسا من سيطرة المانيا عام 1944 وكانت مدعومة من قبل الحكومة الفرنسية الا انها استقلت كليا عام 1957 واخذ يشرف على ادارتها مجلس يمثل الصحف والاذاعة والشعب اضافة الى ممثل عن الوكالة نفسها.. وتقدم هذه الوكالة خدماتها بخمس لغات هي الفرنسية والالمانية والعربية والاسبانية والانكليزية ولها 12.500 الف مشترك و187 مكتب منتشرة في العديد من دول العالم ويبلغ معدل بثها اليومي (2) مليوني كلمة.
وتعد وكالات الانباء الاربع وهي الاسيوشيتد برس واليونايتد برس –الامريكتان- ورويترز- البريطانية- ووكالة الصحافة الفرنسية مصدرا رئيسيا للانباء للكثير من وسائل الاعلام في دول العالم وخاصة العالم الثالث بحيث اصبحت هذه الوكالات تحتكر معظم الانباء الدولية وتهيمن على النشاط الاعلامي لكثير من الدول وهو ما يدلل على ان الحاجة تزداد الى هذه الوكالات العالمية بسبب سعه امكانياتها وقدراتها وانتشارها وهي المصدر الاساسي وصاحبة الفضل في الحصول على الخبر من مصادره الاصلية او تقوم بنقل الاخبار عن طريق الوسائل الاعلامية وعلى جهود الوكالات المحلية وصحافتها في كثير من البلدان.
ومع تطور تكنولوجيا الاتصال التي أصبحت احد سمات العصر, فان الوكالات العالمية للانباء لم تتاثر اطلاقا كما يعتقد بعض المعنيين بان اتساع مجالات الاعلام والاتصال المختلفة قد اضعفت اهمية وكالات الانباء بل على العكس من ذلك تعد اليوم من اكثر المؤسسات الاعلامية استفادة من هذا العصر اذ لم يقتصر بثها على الكلمات فحسب بل ان هناك مئات الصور والرسوم والبيانات وكل ما يساعد على الاحاطة بكل ما يجري في العالم وبجميع الاهتمامات, توزعها على الوسائل الإعلامية المشتركة في خدماتها.
وإذا ما أخذنا بالحسبان فان فكرة تاسيس وكالات الانباء العالمية قد وضعت على اساس تزويد المشتركين فيها من افراد وشركات ورجال الاعمال بانباء التجارة والمال واسعار البضائع وحالة السوق.
الى ان تطورت لتشمل فيما بعد الاخبار بانواعها والتي كانت في بدايتها
مشروعات تجارية فحسب[12] فقد اصبحت الاخبار الاقتصادية والمالية ارضية للمنافسة الدائمة بين الوكالات الاربع.
ولكن تنوع الخدمات الاعلامية لهذه الوكالات الاربع الكبرى والانتقال من سوق المعلومات العامة الى سوق المعلومات المتخصصة الذي يحقق ربحا وايرادا اكثر من السوق الأول يتطلب امتلاك هذه الوكالات التقنيات الخاصة بنشر هذه المعلومات ومستلزماتها والاستفادة من المتخصصين بالمجالات التقنية فضلا عن القائمين بالاتصال الذين اصبحوا متخصصين بمجالات تقديم المحتوى.. لذا فان توظيف مثل هذه الطاقات الانتاجية التكنولوجية والبشرية اصبح يتطلب استثمارا ضخما باتجاهات الانتاج او البث ودراسة الجدوى في اطار البناء المؤسسي ومن ثم فان المعلومات التي تبث اصبحت تعمل وفقا لبناء ضخم بآلياته[13] ومن اجل تلافي المنافسة بين هذه الوكالات العالمية والمخاطر المالية والحفاظ على مستوياتها تجاه المنافسة فقد اتبعت خطوات يمكن تلخصيها بالاتي:
أـ احتكار التقنيات الخاصة بنشر المعلومات.
ب- ب ـ تحقيق النزعة الربحية من خلال توظيف هذه التقنيات لخدمة السوق العالمية في تقديم المعلومات المتخصصة والعامة التي تنتج وتوزع على كل قارات العالم.
ومن هذين المنطلقين تستعر شدة المنافسة بين الوكالات الاربع فيقول (فيليب كيفر) في سنة 1985 ويفضل ترخيص خاص اتسم بخرقه لكل مظاهر المودة غدت AFP وكالة الصحافة الفرنسية اول وكالة تتمكن من استخدام البرق البصري ولم تتمكن منافساتها من الحصول على ترخيص باستخدامه الا بعد خمس سنوات لاحقا.
ولما كانت وكالات الانباء مصدرا كبيرا للانباء وبعد ان استعرضنا الوكالات الاربع العالمية فلا بد من الحديث ولو بصورة موجزة عن التطور العام لوكالات الانباء العربية.. فالاقطار العربية حتى منتصف الخمسينات من القرن الماضي كانت تفتقر الى وكالات انباء محلية لذا كانت وسائل الاعلام تعتمد في الحصول على الاخبار العربية والعالمية على وكالات الانباء العالمية والاذاعات العربية والاجنبية وبعد ذلك التاريخ اقدمت بعض المؤسسات الخاصة في بعض الاقطار العربية على تاسيس وكالات للانباء وكان ذلك في مصر والمغرب، فقد اقامت الصحف المصرية عام 1956 وكالة انباء الشرق الاوسط كشركة خاصة عام 1959 غير ان هذه التجربة لم تتجاوز هذين القطرين اذ عمدت بقية الاقطار العربية الى اقامة وكالات أنباء رسمية خاصة بها.
وقد تحولت وكالة انباء الشرق الاوسط الى القطاع العام عام 1961 كما تحولت الوكالة المغربية الى مؤسسة رسمية تعبر عن رأي وفكر السلطة السياسية وتعرف باختياراتها المركزية وتساندها مساندة مطلقة لذلك فان الحكومات العربية هي التي تمول ميزانيات وكالات الانباء.
وتشكل الوكالات المصدر الاساسي للاخبار المتدفقة وطنيا والتي تستغلها بنسبة كبيرة باقي وسائل الاعلام كالصحافة والاذاعة والتلفزيون وهذا ما يجعل وسائل الاعلام في البلد الواحد متشابهة تماما ومعتمدة اساسا على ما تبثه وكالات الانباء الرسمية وخصوصا فيما يتعلق بمختلف نشاطات السلطة والهيئات الرسمية التابعة لها، وعموما فان حجم الميزانيات المخصصة لوكالات الانباء ضعيف الى حد ما ولا يسمح في اغلب الاحيان بتطوير شبكه الوكالات على الاقل وطنيا.
فالمكاتب المحلية لهذه الوكالات هزيلة العدد وفي بعض الحالات غير موجودة اطلاقا كما ان العنصر البشري لا يسمح عادة بتطوير شبكة المكاتب المحلية لهذه الوكالات.. وقد ادى هذا الوضع الى سيطرة وكالات الانباء العالمية على سير تدفق الاخبار محليا ودوليا ذلك لان ضعف وكالات الانباء العربية يجعلها تعتمد على الوكالات العالمية ولوكالات الانباء العربية وظيفتان رئيسيتان هما:
1ـ جميع وتوزيع الانباء المحلية.
2ـ ضبط توزيع واستخدام الاخبار المتدفقة من المصادر المختلفة سواء
محلية او عربية او عالمية بحيث تراعي وجهه النظر الرسمية وتتفاوت الامكانات البشرية والمادية والفنية بين وكالات الانباء العربية فبعضها كبير والاخر صغير بل ان بعض هذه الوكالات لا تمتلك اجهزة البث الاخباري التليبرنتر فتعمد الى توزيع نشرات مطبوعة مثل وكالة الانباء في اليمن وموريتانيا.
وتعاني معظم الوكالات العربية من عدم توفر المرسلات الكافية لايصال نشراتها الى مناطق اخرى خارج حدودها.. ولما كانت هذه الوكالات تركز على اوربا في توزيع اخبارها فعمدت الى افتتاح مكاتب لها في الدول الاوربية في وقت تغطي وكالات الانباء العربية 95% من استقبال وبث الاخبار داخل الحدود العربية.
وقد ظهرت دعوات على مستوى المؤسسات العربية والافراد الى ضرورة اقامة وكالة انباء عربية قوميه ودولية لانهاء السيطرة الدولية للوكالات الكبرى الا ان هذه الدعوات لم تلق استجابة من الدول العربية لانشاء هذه الوكالة لاسباب تتعلق بالمشاكل الكثيرة التي تواجهها الوكالات العربية في عملها منها.
1ـ مشاكل داخلية ومن هذه المشاكل
أـ السعي الى تحقيق الربح عن طريق تفضيل الكمية على النوعية.
ب-ب ـ تقديم اخبار ناقصة بهدف كسب اكبر عدد من المشتركين.
ج-ج ـ السرعة على حساب الدقة.
د-د ـ قيام الوكالات بسرقة الاخبار المبثوثة من الوكالات الاخرى واعطاء مصدر الوكالة السارقة.
هـ-هـ عدم تفهم بعض المسؤولين وتصورهم بان الاعلام اداة لخدمة الاشخاص.
و-نقص الكادر الفني المتخصص في عمل الوكالات.
2-اما المشاكل الخارجية فهي:
أ-الفهم الخاطئ لكثير من الدول والمسؤولين حول تبعيه الوكالة.
ب-الخدمات العربية تؤثر على عمل الوكالات والمراسلين.
ج-توفر فرص لمراسلي الوكالات المعتمدين.
ومن المفيد ذكر اسماء عدد من الوكالات العربية ورموزها المستخدمة في البث.
1-وكالة انباء الشرق الاوسط (أ. ش. أ).
2-وكالة الانباء العراقية (واع) توقف بثها بعد حل وزارة الاعلام.
3-وكالة الانباء السورية (سانا).
4-وكالة الانباء الجزائرية (داج).
5-وكالة الانباء اليمينة (سبأ).
6-وكالة الانباء الاردنية (بترا).
7-وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
8-وكالة انباء المغرب العربي (حاب).
9-وكالة تونس افريقيا (وات).
10-وكالة انباء السودانية (سونا).
11-وكالة انباء الامارات (وام).
12-وكالة الانباء القطرية (قنا).
13-وكالة الانباء الكويتية (كونا).
14-وكالة الانباء الليبية (واقع).
15-وكالة الانباء السعودية (واس).
16-وكالة الانباء الصومالية (صونا).
17-وكالة انباء عمان (العمانية).
18-وكالة انباء الخليج (و. أ. خ).
19-وكالة الانباء الموريتانية (وحص).
20-اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا).
المبحـــث الثالث:
ظاهرة تدفق الأخبار باتجاه واحد.
مما تقدم يتضح لنا ان ظاهرة تدفق الاخبار في اتجاه واحد تمثل ابرز الظواهر في الحياة الدولية الراهنة حيث نجد ان هذا التدفق يوجَّه معظمه من الدول الكبرى الى الدول الصغرى من الدول التي لديها القوة ووسائل التكنولوجيا تجاه الدول الاقل تقدما مما خلق مشكلات كبيرة في عدم توازن التدفق الاعلامي وأوجد هيمنة واضحة للأنباء على حساب وكالات الانباء المحلية.
وكان الجدل حول هذا الاختلال قد ازدادت حدته بشأن مسالة التدفق الدولي للانباء وسيطرة وكالات الانباء الكبرى على جمع الانباء ونشرها وذلك لان عملياتها الواسعة على نطاق العالم شبيها بالاحتكار في مجال نشر الانباء على الصعيد الدولي اذ تهيمن هذه الوكالات على نشر ما يقارب 80% من انباء العالم ويذهب بعض الكتاب الى ان هذه الوكالات هي السبب الاساسي في الاختلال القائم في تدفق المعلومات على النطاق الدولي[14].
ويأتي هذا الاتهام لامتلاك تلك الوكالات شبكة واسعة من المراسلين المنتشرين في شتى انحاء العالم اضافة الى استخدامها لاحدث تقنيات الاتصال الى جانب خبرتها الطويلة في جمع الانباء ومعالجتها وتوزيعها بلغات عديدة في انحاء العالم ولكل وكالة اكثر من مائة مكتب منتشرة في دول العالم وتستخدم الاف الموظفين والمراسلين للقيام بجمع مئات الالاف من الكلمات كل يوم وتوزيع ملايين الكلمات على النطاقين المحلي والعالمي.. وكل منها يصدر انباءه على مدار 24 ساعة في اليوم الى الالاف من الوكالات الوطنية والصحف المشتركة ومحطات الاذاعة والتلفزيون في اكثر من مائة دولة وجميعها يقوم بخدمة منظمة بالانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية والروسية والبرتغالية والعربية وبلغات اخرى اقل اهمية[15].
في حين ان اماكن كثيرة من العالم النامي لا تملك وكالات انبائها الوطنية والصحف والاذاعة مراسلون خاصون اضافة الى ان هناك ثلاثين بلدا ليس فيها وكالات للانباء، ويفتقر ثلثا وكالات الانباء الموجودة الى المعدات اللازمة لارسال المعلومات الى البلدان الاخرى لذلك فهي تعتمد اعتمادا كاملا على وكالات الانباء العالمية للحصول على الانباء الخارجية.. وعلى الرغم من كثرة عدد وكالات الانباء في الدول النامية فان عدد غير قليل من هذه الوكالات دون المستوى المطلوب لكونها مجرد مكاتب لجمع وتوزيع الاخبار وهذا يعني ان انشائها جاء رغبة من الحكومة لفرض سيطرتها وتحكمها في الاخبار والمعلومات التي ستروج في الداخل.
وبما ان الجميع بحاجة الى المعلومات السياسية والاقتصادية وغيرها من المعلومات لذا لم يكن هناك وسيلة اخرى لتبادل المعلومات والاخبار ورغبة من الجميع في معرفة ما يجري في العالم مما ادى الى هيمنة وكالات الانباء العالمية الكبرى على تدفق الاخبار والمعلومات ومهما تكن نوايا هذه الوكالات فانها لا بد ان تخضع خلال مسيرتها لعدد من الضغوط المالية والايديولوجية والتقنية[16].
وهناك ظاهرة اخرى تتعلق بنوع التغطية الاخبارية للاحداث الدولية حيث اوضحت الدراسات العديدة في هذا المجال.
ان الاحداث التي تقع في الدول الغربية المتقدمة هي المستهدف الاول في التغطية الاخبارية في صحف الدول النامية وذلك عكس مايحدث في الاعلام العربي اذ ان التغطية الاعلامية كما يدور في العالم النامي تتركز على الانقلابات والازمات والطرائف وكل ما يعطي صورة مشوهه للحقائق فضلا عن ضآلتها من الناحية الكمية[17].
وتجاهلها لعمليات التنمية وسائر المشروعات الايجابية في معظم دول العالم الثالث وهذا ما اكدته لجنة ماكيرايد للاعلام بمنظمة اليونسكو اذ ان هذه الحقيقة ادت الى مزيد من السيطرة من جانب الاعلام الغربي ومزيد من التبعية من جانب الاعلام النامي.
ان وكالات الانباء العالمية تنقل للدول النامية اخبار الدول النامية الاخرى واخبار الدول الشمالية.. ولاتبث الأخبار الجديرة بالتقديم.. وبهذا تفرض على الدول النامية رؤيتها هي للعالم وليس كما تراه شعوب دول عالم الجنوب فهذه الوكالات لا تكرس لابناء البلاد النامية الا نسبة20% او 30% من تغطيتها الاعلامية على الرغم من ان البلاد النامية تشكل ما يقرب من ثلاثة ارباع البشرية[18].
فعلى سبيل المثال ان وكالة انباء يونايتد برس انترناشنال تكرس 70% من اخبارها للاحداث الجارية في شمال العالم وان 3.2% لامريكا اللاتينية و1.8% لافريقيا و1.5% لاوربا ودول الاتحاد السوفيتي سابقا مع نسبة لا تتجاوز 21-30% عن بلدان العالم الثالث[19].
واكدت دراسة اجريت في عام 1979 وتناولت (14) صحيفة من كبريات صحف امريكا اللاتينية ان 90.7% من اخبارها العالمية مصدرها وكالات الانباء العالمية وهذا ما ينطبق بالضرورة على دول العالم الثالث ومنها الدول العربية[20].
لذا فان الصحف في هذه البلدان تغدو وكأنها مجرد سوق لتوزيع اخبار هذه الوكالات مما يؤثر في قوة وشخصية تلك الصحف[21].
وذكرت اليونسكو في وثيقة دولية ان ثمة مشكلات وعوامل تعرقل العمل الاعلامي الى الدول النامية ومنها:[22].
1ـ ندرة الموارد المالية التي تعاني منها الدول النامية بصفة عامة ومرافقها الاتصالية بصفة خاصة.
2ـ نقص الكوادر الفنية المؤهلة في مجال الاتصال والاعلام العديدة.
3ـ المنافسة الشديدة بين موردي المعدات الفنية ووسائل الاتصال الحديثة.
4ـ انخفاض القدرة الانتاجية للدول النامية في مجال انتاج معدات واجهزة اتصال.
5ـ نقص المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها والمناسبة للمستهلكين والمتمركزة في الدول المتقدمة.
6ـ استعداد غير كاف من قبل الدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في تطوير بناها الاساسية في مجال الاتصال حيث لم يحظ هذا المجال بالاولوية المناسبة في مجال التعاون الدولي.
ويفسر هستر عملية التغطية الاخبارية في الدولة النامية فيلاحظ ان تدفق مثل هذه الانباء ودراسات حارس البوابة[23].
تصبح ذات اهمية قصوى عندما تتناول تدفق الانباء الى الدول النامية ومنها ويقول ان حجم الرسائل الاخبارية التي تنقل الى الدول النامية ومنها يقل كثيرا عن الاخبار المتداولة بين القوى الصناعية والغربية الكبرى وهكذا فان عملية الاختبار التي تحدد ما يتدفق من خلال البوابات قد تحجب التدفق الاخباري تماما اذا كان حجم الرسائل الاخبارية قليل).
ويضيف د. هستر ان العاملين في وسائل الاعلام بالدول النامية سواء كان منهم من يعمل في مؤسسات حكومية او من ينتمي منهم للقطاعات المستنيرة من المواطنين يعلمون ان الانباء التي تخرج من بلادهم والتي تمر من البوابات العالمية للانباء لا تتجاوز القطرات عندما تصل الى بقية دول العالم[24] وقد فرضت وكالات الانباء الدولية نفسها على اعلام الدول النامية مستفيدة من تطور التقنيات والامكانات الفنية العالمية ومن منهج وطريقة ادائها التي تمثل في شمولية التغطية للاحداث في العالم وكتابة النص بصيغة توحي بالموضوعية والتجرد وسرعة توصيل الخبر وتأمين التسهيلات التقنية لتلقي الخبر[25].
وتشير الدراسات الى ان وكالات الانباء العالمية تضع الاجندة لدول العالم الثالث بل وللعالم كله تقريبا فما تعتبره تلك الوكالات هاما يصبح هاما للدول الاخرى.
وبما ان هذه الوكالات مرتبطة اساسا بالدول الصناعية المتقدمة فانها لا تستطيع الخروج عن الخط المرسوم لها، لذلك فان عملية تشويهها للاخبار المنقولة عن بلدان العالم الثالث تتعدى حدود نشر معلومات كاذبة لياخذ اشكالا اخرى منها: أ-المغالاة في التاكيد على احداث ليس لها اهمية، ب-وضع الحقائق التي لا ترتبط ببعضها في قالب واحد وعرضها بشكل يوحي بانها متصلة وتكون حالة واحدة. ج- عرض الحقائق بطريقة ضمنية تعكس حالة رضا مما يقدمه النظام المهيمن.د- التشويه القائم على خلق حاله مزاجية وعقلية مسبقة نحو الاحداث وذلك عن طريق تقديم الاحداث ذات الابعاد المعروفة باسلوب خلق حاله خوف او شك لا اساس لها من الصحة.هـ - التشويه من خلال التعتيم او عدم نشر اي معلومات متصلة بالحدث او الموقف الذي لا يخدم مصالح الدول التي لا تنتمي اليها وكالات الانباء العالمية[26].
كما ان الاخبار والمعلومات التي تروجها هذه الوكالات لا تتلائم في واقع
الحال مع بلدان العالم الثالث وحاجاته لانها جمعت ونشرت عن طريق مصادر
واجهزة الوكالات الغريبة اضافة الى ان المحتكر هو الذي يحدد اي المواضيع
تقدم وأيها يمنع وهم يعلمون انهم يتحكمون بذلك التدفق اذ يحصلون على
المعلومات التي يريدونها وبالشكل الذي يرونه مناسبا وفي الوقت الذي
يرغبون فيه ايضا[27] ,فضلا عن ذلك تعمل على خدمة مصالح الدول التي
تنتمي اليها فهي في تغطيتها الاخبارية لمختلف احداث المعالم لا تغفل هذا الامر وانما هو في صميم عملها في هذا الاتجاه على رغم ما تدعيه من موضوعية او حياد في نقل الاخبار (فهذه الوكالات تلجأ الى تلوين الاخبار طبقا لمصالحها ومصالح النظم السياسية والاقتصادية التي تتبعها)[28] والامر نفسه بالنسبة للعالم العربي الذي يشكل جزء من دول الجنوب اذ يوجد ما يزيد عن 22 وكالة انباء عربية الا ان بعض هذه الوكالات اقرب الى مكاتب اعلامية تابعة لوزارات الاعلام مباشرة وانتاجها ضعيف قياسا الى السيل الكثيف الذي تنتجه وكالات الانباء العالمية الكبرى مما يدفع وكالات الانباء العربية الى اللجوء الى الوكالات الدولية خصوصا فيما يتعلق بانباء العالم الخارجي وحتى فيما يتعلق بالانباء المحلية ذاتها فليس من الغريب مثلا ان تنقل بعض الوكالات العربية عن الوكالات الاجنبية احداثا تجري في محيطها الجغرافي والثقافي والوطني، ويفسر هذا الوضع ضعف هياكل وكالات الانباء التابعة لها يضاف الى ذلك ان وجود مكاتب خارجية تابعة لبعض هذه الوكالات لا يعني في حد ذاته ضمان تدفق مرضٍ للأنباء إذ أن هذه المكاتب غالبا ما تكون مصالح حكومية ملحقة بالسفارات والهيئات الدبلوماسية العربية في الخارج[29].
وعلى الرغم من التطور الذي حصل في عمل وكالات الانباء العربية وسعي وسائل الاعلام العربية لتنويع مصادر انبائها الخارجية فان وكالات الانباء الغربية ما زالت هي المصدر الرئيسي للاخبار الخارجية وهي اي الوكالات الغربية هي التي تحدد حجم ونوعية اهتمامات وسائل الاعلام العربية وللأسباب التالية.
1-طغيان النموذج الغربي لمضمون الاخبار الخارجية على وسائل الاعلام العربية من حيث التركيز على انباء الصراع والعلاقات الدولية والتطورات الداخلية في الدول الاخرى بخاصة تلك الاخبار المثيرة او غير المألوفة مع قلة الاهتمام او تجاهل الانباء التي تمس التطورات الايجابية في الدول النامية وخاصة الاخبار المتعلقة بالتنمية بالاضافة الى العاصفة الاخبارية التي وضعت عالم الجنوب بما فيه الوطن العربي على كرسي الاتهام بعد احداث 11 ايلول 2001.
2-التركيز على انباء العالم الاول وبخاصة الولايات المتحدة وغربي اوربا وتقديمه في كم الاخبار ومضمونها على انه محور الاحداث الصالحة للبث عبر العالم ومركز ادارة النظام الدولي كله وخاصة في العلاقات الدولية وادارة الصراع الدولي.
3-التعتيم الاخباري المتعمد وتحريف اخبار العالم الثالث ويأتي ذلك من خلال نشر كم من الاخبار لا تتناسب اطلاقا مع وزنه في المجتمع الدولي اما تحريف الانباء بالمعنى الدقيق للعبارة يحدث عندما تحل الاخطاء او الاكاذيب محل الحقائق الثابتة او عندما يضاف تفسير محرف الى الخبر عن طريق استخدام صفات التحقير او القوالب الجامدة مثلا فهناك طرقا متعددة يتم بها تحريف الصورة الكاملة للاحداث والمواقف وهذا يحدث عندما تعطي احداث لا تنطوي على اهمية حقيقية موضعا بارزا وعندما تخرج امور سطحية او لاصله لها بالموضوع مع حقائق ذات اهمية فعلية او صنع الاخبار من حقائق عشوائية وتقديمها كحقيقة متكاملة او عندما تجمع الحقائق الجزئية لكي تعطي انطباعا بانها الحقيقة الكاملة او عرض الحقائق بطريقة تثير شكوكا ومخاوف لا اساس لها من الصحة او مبالغا فيها يهدف التحكم في رد الفعل من جانب الافراد او حتى جماعة باكملها او حكومات او التزام الصمت ازاء حقائق واحداث يفترض انها تهم الجمهور.
ومن خلال ما تقدم يتضح لنا ان حركة الاخبار تمثل قلة في الانسياب من الجنوب الى الشمال اي من الدول النامية الى الدول التي تعتبر متقدمة (كما ونوعا) ولهذا فقد خطت الدول النامية خطوات منها تأسيس مجمع لوكالات انباء عدم الانحياز وبدأ نشاطه في كانون الثاني 1975 في بلغراد بيوغسلافيا.. كما تم في نيسان عام 1974 في بغداد عقد مؤتمر لوكالات الانباء العربية تم فيه تعديل نظام اتحاد وكالات الانباء العربية بما يضمن التنسيق بينها لايجاد السبل لزيادة تدفق المعلومات العربية الى اوربا وافريقيا وامريكا اللاتينية بذلك عمل هذا الاتحاد على عقد ندوات بين وكالات الانباء العربية من جهة ووكالات انباء افريقيا واوربا وامريكا اللاتينية من جهة اخرى.
وان كانت هذه الخطوات قد مثلت البداية في العمل على اعادة التوازن في انسياب المعلومات والاخبار بين دول العالم فان الضرورة تقضي بتوفير شروط كثيرة امام وكالات الانباء التي تعمل في الدول التي تسير نحو النمو لتقترب من الوكالات الكبرى تكنولوجيا وفنيا واعلاميا وهذه الشروط هي:
1ـ توفير قدر كامل من اجهزة الاتصالات واجهزة نقل المعلومات الصورية.
2ـ توفير قدر كامل من المشتركين في اوربا وامريكا والدول الاخرى تستلم المعلومات من خلال عقد اتفاقيات تعاون معها.
3ـ مساهمة اليونسكو مع المنظمات الاقليمية القائمة للمساهمة في تدريب العاملين وتطوير قدراتهم سواء من الناحية الفنية او الاعلامية.
5ـ اعداد كادر متخصص قادر على تميز المعلومات التي تثير اهتمام شعوب اوربا وامريكا والدول الاخرى.
المصادر
1- احمد عبد الملك- قضايا إعلامية- عمان- دار مجدلاوي للنشر 1999 ص103
2- التقرير النهائي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال- اليونسكو- باريس 1989. ..
3- آمال كمال قلنجي- وكالة أنباء رويترز وصناعة الأخبار أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة الى كلية الآداب – جامعة بغداد 1995 ص18.
4- بيار البير- الصحافة- ترجمة محمد برجاوي ط1 بيروت- منشورات تحديدات 1970 ص31.
5- تيسير ابو عرجه- الإعلام العربي تحديات الحاضر والمستقبل- عمان دار مجدلاوي للنشر والتوزيع 1996 ص17.
6- تيسير ابو عرجه- الإعلام العربي- مصدر سابق ط2 ص171.
7- جامعة الدول العربية- الامانة العامة- توصيات اللجنة الدائمة للاعلام العربي- دورة (559 القاهرة 1995 ص177.
8-خبر ميلادي ابو بكر- التدفق الإعلامي من جانب واحد: ملامح الصورة والمخاطر السياسية والأمنية على الوطن العربي- مجلة البحوث الإعلامية- طرابس- مركز البحوث والتوثيق الإعلامي والثقافي التعبوي العدد 17 1999 ص35.
9- د. إبراهيم إمام- تدفق الأخبار – القاهرة 1989 ص53.
10-د. ياس خضير البياتي- الاعلام الدولي والعربي- بغداد- جامعة بغداد- مديرية دار الكتب والنشر 1983 ص 193.
11- د. ياس خضير البياتي الاستراتيجية الأمريكية للغزو الإعلامي- مجلة شؤون سياسية العدد 2 1994 ص54
12- راكيل ساليناس باسكير- وكالات الانباء النظام الإعلامي الجديد- بيروت- اتحاد وكالات الانباء العربية 1989 ص128.
13- رفيق سكري – دراسة في الراي العام والاعلام والدعاية – لبنان
14- صابر فلحوط ومحمد البخاري- التبادل الإعلامي – دمشق – العدد4 1999 ص 16.
15-طه البصري- وكالات الانباء والنظام الإعلامي الجديد 1982.
16- عبد العزيز الغنام- مدخل في عالم الصحافة ح1 الصحافة اليومية- بيروت- دار النجاح 1972 ص75.
17-عبد العزيز الغنام- مدخل في عالم الصحافة- دار النجاح- بيروت 1972 ص77
18-عواطف عبد الرحمن- قضايا التبعية الإعلامية والثقافية في العالم الثالث – الكويت – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – سلسلة عالم المعرفة 1984 ص81.
19- فريد أيار- التداول الحر المتوازن للمعلومات ضمن نظام اعلامي دولي جديد- بيروت 1982.
20- ماكبرايد واخرون- مصدر سابق- ص137.
21--محمد السماك- إشكالية الإعلام في لبنان- مجلة دراسات عربية.
22-محمد عبد الحميد- نظريات الاعلام واتجاهات التأثير ط1 القاهرة- عالم الكتب 1997.
23 -محمد الهاشمي- الإعلام الدولي والصحافة عبر الأقمار الصناعية- عمان- دار المناهج للنشر والتوزيع 2001 ص94.
24-مصطفى المصمودي- النظام الإعلامي الجديد-القاهرة 1990 ص4.
25- منظمة اليونسكو رقم 11 ص11.
26- نشرة تعدها اليونسكو تتضمن معلومات عن الوكالات العربية والعالمية 1984.
الهوامش
[1] طه البصري- وكالات الانباء والنظام الاعلامي الجديد بغداد 1982 ص3.
[2] عبد العزيز الغنام- مدخل في عالم الصحافة- دار النجاح- بيروت 1972 ص77.
[3] تيسير ابو عرجه- الاعلام العربي تحديات الحاضر والمستقبل- عمان- دار مجدلاوي للنشر والتوزيع 1996 ص17.
[4] رفيق سكري- دراسة في الرأي العام والاعلام والدعاية- لبنان.
[5] جامعة الدول العربية- الامانة العامة- توصيات اللجنة الدائمة للاعلام العربي دورة (55) القاهرة 1995 ص177.
[6] فريد ايار- التداول الحر المتوازن للمعلومات ضمن نظام اعلامي دولي جديد بيروت 1982.
[7] طه البصري- وكالات الانباء والنظام الاعلامي الجديد بغداد 1982 مصدر سابق.
[8] ياس خضير البياتي- الاعلام الدولي والعربي- بغداد- جامعة بغداد- مديرية دار الكتب والنشر 1993 ص 193.
[9] بيار البير- الصحافة- ترجمة محمد برجاوي ط بيروت منشورات عديدات 1970 ص31.
[10] عبد العزيز الغنام- مدخل في علم الصحافة ج- الصحافة اليومية- بيروت دار النجاح 1972 ص75.
[11] نشرة تعدها اليونسكو تتضمن معلومات عن الوكالات العربية والعالمية 1984.
[12] امال كمال قلنجي- وكالة ابناء رويترز وصناعه الاخبار اطروحه دكتوراه غير منشوره مقدمةالى كلية الاداب – جامعة بغداد 1995 ص18.
[13] محمد عبد الحميد- نظريات الاعلام واتجاهات التأثير ط 1 القاهرة عالم الكتب 1997.
[14] تيسير ابو عرجه- الاعلام العربي- مصدر سابق 2 ص171.
[15] ماكبرايد واخرون- مصدر سابق- ص137.
[16] التقرير النهائي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال اليونكو باريس 1989.
[17] احمد عبد الملك- قضايا اعلامية- عمان- دار مجدلاوي للنشر 1999 ص103.
[18] مصطفى المصمودي- النظام الاعلامي الجديد- مصدر سابق ص4.
[19] صابر فلحوط ومحمد البخاري- التبادل الاعلامي دمشق العدد 4.
[20] محمد السماك- اشكمالية الاعلام في لبنان واثرها في عملية السلام- مجلة دراسات عربية- بيروت- دار الطلبة العدد 1999 ص16.
[21] د. ابراهيم امام- مصدر سابق ص53.
[22] وثيقة منظمة اليونسكو رقم 11 ص11-10
[23] حارس البوابة هو السؤول الاخبارية الذي يقرر ما هي الانباء التي تبثها الوكالة وما هي تلك التي لا تبث راجع نظرية حارس البواعه الاعلامية د. جبهان احمد رشتي- الاسس العلمية لنظريات الاعلام- القاهرة- مترجم ص 278.
[24] مجد الهاشمي- الاعلام الدولي والصحافة عبر الاقمار الصناعية- عمان- دار المناهج للنشر والتوزيع 2001 ص94.
[25] خير ميلاد ابو بكر- التدفق الاعلامي من جانب واحد: ملامح الصورة والمخاطر السياسية والاجنبية على الوطن العربي- مجلة البحثو الاعلامية طرابلس- مركز البحوث والتوثيق الاعلامي والثقافي التعبوي العدد 17 1999 ص35.
[26] د. ياس خضير البياتي- الاستراتيجية الامريكية للغزو الاعلامي مجلة شؤون سياسية العدد 2 1994 ص54.
[27] راكيل ساليناس باسكير- وكالات الانباء والنظام الاعلامي الجديد بيورت، اتحاد وكالات الانباء العربية 1989 ص128.
[28] د. محمد نجيب الصرايره مصدر سابق ص139.
[29] مصطفى المصمودي- النظام الاعلامي الجديد- مصدر سابق ص226.